متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

ـ ( خيركم الذي يدفع الظلم عن المظلومين ما لم يظلموا ويقعوا بالمدافعة في الإثم والظلم على المدفوع ).

43 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عن عَبَّاد الرَّمْلِيّ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا : فُسَيْلَةُ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ عَلَى ظُلْمٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ " .

فلندافع ولنقف مع إخواننا وأصحابنا ومع المظلوم ، لكن لا نعينه على ظلم ، أو إذا أثم المظلوم فلا نشاركه في الإثم ... فالظلم لا يدفع بظلم ...
فلو استخدم المظلوم مثلا النار للتحريق والاعتداء فلا نؤيده ونقف معه رجاء هلاك الظالم.

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

44 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، " أَنَّ رَجُلا أَتَاهَا ، فَقَالَ : إِنَّ رَجُلا نَالَ مِنْكِ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَقَالَتْ : إِنْ نُؤْبَنَ بِمَا لَيْسَ فِينَا ، فَطَالَمَا زُكِّينَا بِمَا لَيْسَ فِينَا " .

نعم صدقتِ يا أم الدرداء ورضي الله عنكِ ... نقبل التزكية ونغضب من الإساءة .

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

نعم المظلوم يعتدي

45 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالا فَعَلَى الْبَادِئِ ، حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ " .

سبحان الله ... المظلوم يعتدي !! نعم يعتدي ... وكيف يعتدي ؟
يتجاوز الحد المسموح بالرد ... بأن يسب فيقذف أو يسب بالأب والأم ... أما يرد بيا حمار أو يا قبيح ... فلا تعدي ...

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

46 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ ، قَالَ : قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الرَّجُلُ يَسُبُّنِي ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ " .
لأن البادي والراد عليه مسيئان ، فلا يجوز رد الظلم بالإساءة والبذاءة ويتلفظان بالكذب ليرد كل واحد منهما على الآخر ....

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

47 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، " كَانَ عُمَرُ ، يَقُولُ لِبَنِيهِ : " إِذَا أَصْبَحْتُمْ فَتَبَدَّدُوا ، وَلا تَجْتَمِعُوا فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَقَاطَعُوا ، أَوْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ شَرٌّ " .

أدب عظيم في الخلطة وعدم توطين النفس على مكان واحد لينشط المرء في ملاقاة أصحاب الدار والأصدقاء وعدم الملل والفتور ، ولئلا يحدث التقاط الزلات بطول المكث فتتضجر القلوب .

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

48 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عن غُطَيْف بْن أَبِي سُفْيَانَ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَاصِمٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، قَالَ لابْنِ أَخٍ لَهُ خَرَجَ مِنَ الْوَهْطِ : " أَيَعْمَلُ عُمَّالُكَ ؟ قَالَ : لا أَدْرِي ، قَالَ : أَمَا لَوْ كُنْتَ ثَقَفِيًّا لَعَلِمْتَ مَا يَعْمَلُ عُمَّالُكَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا عَمِلَ مَعَ عُمَّالِهِ فِي دَارِهِ ـ وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ مَرَّةً : فِي مَالِهِ ـ كَانَ عَامِلا مِنْ عُمَّالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

هذا مع عماله ... فكيف بالمدير والمسئوال والحاكم وصاحب المنصب إذا عمل مع من تحته من الموظفين ... فهو مثلهم إلا أنه رئيسهم وهذه مسئولية ملقاة عليه ، فلا يستغلها في التضييق عليهم ، لكن في التخفيف عليهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم ... فإذا فعل ذلك لقي الأجر والثواب الجزيل ..

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

49 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا ، يَرْضَى لَكُمْ : أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ، وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ ، وَيَكْرَهُ لَكُمْ : قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " .

قوله : (وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ).. ولاه الله أمرنا ... إذا فلا بد أن نحتره منصب الحكم .. فنولي علينا من يصلح له والذي يصلحنا جميعا ونصبر عليه وعلى أخطائه ، ولا نخرج عليه إلا إن أتى أمر يغضب الله عز وجل ( كفرا بواحا ) ... وهناك فرق بين النصيحة لولاة الأمور وبين تهديدهم واستخدام العنف معهم وسبهم وشتمهم ، وبين خروج طائفة لهواها وطلب إسقاطه ...

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

50 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : " بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ ، وَكِلانَا فَارِسٌ ، فَقَالَ : انْطَلِقُوا حَتَّى تَبْلُغُوا رَوْضَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَبِهَا امْرَأَةٌ مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبٍ إِلَى الْمُشْرِكِينَ ، فَأْتُونِي بِهَا ، فَوَافَيْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ وَصَفَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْنَا : الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ ؟ قَالَتْ : مَا مَعِي كِتَابٌ ، فَبَحَثْنَاهَا وَبَعِيرَهَا ، فَقَالَ صَاحِبِي : مَا أَرَى ، فَقُلْتُ : مَا كَذَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لأُجَرِّدَنَّكِ أَوْ لَتُخْرِجِنَّهُ ، فَأَهْوَتْ بِيَدِهَا إِلَى حُجْزَتِهَا وَعَلَيْهَا إِزَارٌ صُوفٌ ، فَأَخْرَجَتْ ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عُمَرُ : خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ ، وَقَالَ : مَا حَمَلَكَ ؟ فَقَالَ : مَا بِي إِلا أَنْ أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ ، وَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ ، قَالَ : صَدَقَ يَا عُمَرُ ، أَوَ لَيْسَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ ، وَقَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ " .

قوله : (لأُجَرِّدَنَّكِ أَوْ لَتُخْرِجِنَّهُ ، فَأَهْوَتْ بِيَدِهَا إِلَى حُجْزَتِهَا وَعَلَيْهَا إِزَارٌ صُوفٌ ، فَأَخْرَجَتْ ،).. حياء المرأة منعها أن تكتم الكتاب الذي معها عنهم ، وأعطته لهما مقابل عدم تجريدها ...

فإلى القنوات والأفلام والمسلسلات التي تعرض ما يخدش الحياء وتتجرد فيها المرأة بإرادتها من كل مقومات الحياء ... ليس هناك ما يجبركِ على التجرد من حيائك ... والموت أفضل لكِ من ذلك ...

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

ولو ذرَّة

لا تضيع أدنى فرصة تجدها للعمل الحسن ...ولو ذرَّة
قال تعالى عن حال المفرطين يوم القيامة : ( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )..
وقال تعالى لنا في الدنيا : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ).
51 ـ رورى البخاري في الأدب المفرد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا " .
والفسيلة : النخلة الصغيرة ، فليغرسها: وما تغني النخلة الصغيرة ؟ وما قوتها ؟ ومن الذي سيغرسها ؟ سيدوسونها بالأقدام لأنها صغيرة ... أتقوم الساعة ويفعل الخير !!

لا تراجع عن فعل الخير ولو ذرة فمن يعملها يرها .

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

خطأ فادح من يقول: مفيش فائدة

52 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا ، وَسَكِّنُوا وَلا تُنَفِّرُوا " .

قوله: (وَسَكِّنُوا وَلا تُنَفِّرُوا).. أي طمئنوا ولا تجعلوا الناس تهرب وتتباعد .
رغبوا الناس في الخير وبشروهم بالخير ولا تنفروهم من الخير .

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

أسلوب القرآن والسنة المؤدَّب المؤدِّب

53 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ " .
نعم من مباديء الدعوة إلى الله تعالى الرفق ...
وأسلوب القرآن في الدعوة كله رفق حتى مع فرعون ...
(فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)، ( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُك بِشَيْءٍ مُبِين )، (فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى {18} وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى {19}).

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

54 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عن سَعِيد بْن كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَقَالَتْ : " أَمْسِكْ حَتَّى أَخِيطَ نَقْبَتِي ، فَأَمْسَكْتُ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، لَوْ خَرَجْتُ فَأَخْبَرْتُهُمْ لَعَدُّوهُ مِنْكِ بُخْلا ، قَالَتْ : أَبْصِرْ شَأْنَكَ ، إِنَّهُ لا جَدِيدَ لِمَنْ لا يَلْبَسُ الْخَلَقَ " .

قوله : ( إِنَّهُ لا جَدِيدَ لِمَنْ لا يَلْبَسُ الْخَلَقَ ).... نعم لا جديد عند من لا يلبس الخلق المستعمل ، لأنه لا يحافظ على الجديد الذي عنده ، ومن لا يحافظ على الذي عنده فليس عنده جديد ...

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

55 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عن عائشة رضي الله عنها زوج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: دخل رَهْطٌ مِن اليهُودِ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السَّامُ علَيكُمْ. قَالت عَائشةُ: فَفَهِمْتُهَا، فقُلتُ: وعَلَيكُمُ السَّامُ واللَّعْنَةُ، قالت: فقال رسُول الله صلى الله عليه وسلم: « مَهْلًا يا عَائشَةُ! إنَّ الله يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأَمْرِ كُلِّهِ». فقلت: يا رسول الله! ولَمْ تَسْمعْ ما قالوا؟ قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم: «قد قلتُ: وعليكم».

قوله: («قد قلتُ: وعليكم»).. الرفق في رد الفحش والسب والتعدي من هدي النبوة .

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

لا بد من عودة احترام أهل الفضل والعلم وأهل القرآن

56 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عن أَبي بَكْرِ بْن نَافِعٍ ، وَاسْمُهُ أَبُو بَكْرٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، قَالَتْ عَمْرَةُ : قَالَتْ عَائِشَةُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَقِيلُوا ذَوِيِ الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ " .

تجنبوا معاقبة أهل المروءة والصلاح والفضل بسبب زلاتهم ولا تحاسبوهم عليها ـ ما عدا حدود الله فلا شافع لها ـ .

[أبو مسلم خالد المصري]

رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع

التفويض العام

57 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ أَبِي الضُّحَى ، قَالَ : " اجْتَمَعَ مَسْرُوقٌ وَشُتَيْرُ بْنُ شَكَلٍ فِي الْمَسْجِدِ ، فَتَقَوَّضَ إِلَيْهِمَا حَلَقُ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ مَسْرُوقٌ : لا أَرَى هَؤُلاءِ يَجْتَمِعُونَ إِلَيْنَا إِلا لِيَسْتَمِعُوا مِنَّا خَيْرًا ، فَإِمَّا أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فَأُصَدِّقَكَ أَنَا ، وَإِمَّا أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فَتُصَدِّقَنِي ؟ ، فَقَالَ : حَدِّثْ يَا أَبَا عَائِشَةَ ، ....قَالَ : فَهَلْ قَالَ : فَهَلْ سَمِعْتَ عَبْدَ اللَّهِ ، يَقُولُ : " مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَشَدَّ تَفْوِيضًا ، مِنْ قَوْلِهِ : " يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ سورة الزمر آية 53 ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَأَنَا سَمِعْتُهُ " .

قوله: (مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَشَدَّ تَفْوِيضًا ، مِنْ قَوْلِهِ : " يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ سورة الزمر آية 53 ؟) ... تفويضا أي : ردا إلى الله تعالى وجعله حاكما في المغفرة للذنوب كلها ... فوضناك يا ربنا في مغفرة ذنوبنا كلها فاغفرها لنا فأنت قلت وقولك الحق: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).

قال تعالى ـ حكاية عن تفويض موسى ـ : (وَأُفَوِّضُ أمري إلى الله).
قال السعدي: أي: ألجأ إليه وأعتصم، وألقي أموري كلها لديه، وأتوكل عليه في مصالحي ودفع الضرر الذي يصيبني منكم أو من غيركم.