رد: متجدد (الأدب المفرد للبخاري) آداب مطلوب تطبيقها على الواقع
58 ـ روى البخاري في الأدب المفرد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا ، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ " .
فإلى النساء والبنات السائرات في الطرقات ، واللاتي في البرامج والأفلام والتمثيليات والمغنيات .. الكاشفات لشعورهن وصدورهم وأرجلهم ... أين هن من حياء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
قوله: (فَنَعَمْ إِذًا).. يدعو له الرسول صلى الله عليه وسلم والأعرابي يعترض عليه ويشتكي من الحمى وأنها تصيره إلى القبر ، وفي رواية الطبراني أنه مات من يومه ..
ـ الرسول صلى الله عليه وسلم يرجوا للأعرابي الخير ، والأعرابي لا يتقبله منه ، والرسول لا يجادله لماذا اعترض عليه ، لأنه لا يفقه القول من غلظ طباعه ...
ونحن اليوم عندما ندعوا الناس إلى الله تعالى ونقربهم منه ... نجد الغلظة في الرد علينا والإعراض عنا (فَنَعَمْ إِذًا) نعم فنعم إذا ... لا تحبون الناصحين ... سلام عليكم .
قوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَرْحَمُ مِنْ عِبَادِهِ إِلا الرُّحَمَاءَ ).. وأين هم اليوم في زمن القتل والظلم والبطش ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وفيه : النهي عن قساوة القلب وجمود العين ، فما بالك بقساوة اليد وبطشها .
قوله: ( اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَهُمْ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ وَلِلْمُسْلِمِينَ )... إمام واحد يدعو .. ويستجيب الله له وللمسلمين ... لا بد من الاتحاد ووحدة الصف المسلم حتى يغير الله المجاعة ويرفع الظلم والبلاء ... أما الاختلاف فلن يصلح شيئا .. ـ وفيه ضرورة الالتجاء إلى الله تعالى عند نزول البلاء ، وهذا ما ننساه دوما ونغفل عنه ونتذكر الأسباب المادية والعقلية ونركز عليها .. وكنت أظن أن المصائب الواقعة علينا اليوم ستظهر منا أنموذجا في التعبير عن الإسلام والمسلمين عندما تنزل بهم المصيبة .. فكثير من العالم اليوم ينظر إلينا ماذا نفعل أيها المسلمون عندما تنزل بنا المصائب ؟!
وقوله: (فَلَمْ يَكُنِ اثْنَانِ يَهْلِكَانِ مِنَ الطَّعَامِ عَلَى مَا يُقِيمُ وَاحِدًا)... تبا ثم تبا ثم تبا لهذه الحدود التي بين الدول ، فرّقت شمل المسلمين والاحساس بأخوة الإسلام ،.. يهلك النصف منا والنصف الآخر يأكل حتى التخمة والشبع ، ولا يؤثر فيه ما يشاهده في وسائل الإعلام من أذى ومرض وبلاء يقع على إخواننا المسلمين ... بل والأشر من ذلك إذا اختلف المرء مع أخيه يبغضه لموقف أو خصومة ... لا يقف معه في محنته وبلائه ، ولا يحاول دفع الأذى عنه ولو بكلمة إلا أنه يفضل أن يعاديه ويذكر عيوبه على الملإ مع ما يراه من الاتهامات والمكائد الباطلة ، بل لا يحاول أن يتكلم معه ويصلح بينه وبين غيره ..
الأخوة الإسلامية : إذا لم يعطك أخوك ما تريده من الدنيا ، فلا يكون لك مبرر أن تقسو عليه وتعاديه وتتمنى هلاكه .
يتحالف صلى الله عليه وسلم ولا ينكث هذا الحلف مع أهل مكة وغيرها في الجاهلية ... أفلا يكون لنا اليوم في الإسلام أن نتحالف تحالفا عاما عالميا على أن لا يظلم أحدا مسلما كان أم كافرا ، وأن نقف في وجه الظالم حتى يأخذ المظلوم حقه ... ولا نحل هذا الحلف ...
قوله: (وَقَالَتِ الْجَنَّةُ : يَلِجُنِي الضُّعَفَاءُ ، وَيَلِجُنِي الْفُقَرَاءُ). عش فقيرا ضعيفا تدخل الجنة ، فأنفق على العمل الصالح من علم ودعوة وبيان للناس أنفق وعش فقيرا لتغني في الآخرة .
قوله: ( إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، قَالَ لابْنِهِ ).. ابن آخر لنوح عليه السلام غير الذي هلك حينما أخذ قومه الطوفان ... قال تعالى : (وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ). قال ابن كثير : وقوله "ونادى نوح ابنه" الآية هذا هو الابن الرابع واسمه يام وكان كافرا دعاه أبوه عند ركوب السفينة أن يؤمن ويركب معهم ولا يغرق مثل ما يغرق الكافرون.
قوله: (فَمَا الْكِبْرُ ؟ قَالَ : سَفَهُ الْحَقِّ ، وَغَمْصُ النَّاسِ ).. وأي سفه وأي غمص للحق حينما يحاولون التشويش على عباد الله وتصليلهم وبث الكراهية والرعب والقتل والتشفي فيما بينهم ... وأي تسفيه وأي غمص للناس حينما يحقرون السنة ويحاربون أصحابها بتهم باطلة وشبه ضالة .. يحدثون بكل ما يسمعون حقا كان أو باطلا المهم أن يلبسوا على الناس وينفرونهم من السنة بالاعتداء على أصحابها ...
تعليق