رد: من كتـم داءه قتــــله !
.نقل النفس وتدريبها ومجاهدتها
هب أن شخصا لا يقوى على حمل 15 كغم من الحديد فجاءه شخص وأمره بحمل 50 كغم ... الآن هذا الشخص لا يستطيع حمل هذا الوزن ولكنه قادر على الوصول لمرحلة تؤهله لحمله ولذا يمكن أن يقال أن 50 كغم فوق عادة الشخص لا فوق طاقته وشتان بينهما
والحل الأمثل للوصول هو التدريب والمجاهدة ونقل النفس من حالة الضعف لحال القوة ...
فترى هذا الشخص قد تدرب على حمل 15 كغم ... ثم 16 كغم ... فإذا أتيت له بعد سنتين وجدته يحمل 50 كغم وقد برزت عضلات يديه ... وآخر سيبقى طول عمره لا يستطيع حملها بدعوى البشرية والضعف ولو أنه تدرب بتدرج لوصل إلى المطلوب بسهولة
مشروع تدريب
1.ذكر الرعاية : الله ناظر إلي الله مطلع علي ... من أول الأذكار التي يعود فيها الإنسان نفسه على المراقبة ومع كثرة هذا الذكر تنصبغ النفس بصبغة المراقبة
2.المناجاة : وهي مجموعة من الكلمات يصطنعها الإنسان لنفسه ويستشعر معها مناجاة الخالق كأن يجلس كل يوم نصف ساعة قبل النوم ثم يستشعر وجوده بين يدي الله ثم يتحدث مع ربه بما شاء (ثناء ... اعتذار ... طلب)
3.الأذكار المأثورة
والحقيقة أن كل الأذكار التي ندبك الشارع إليها ما هي إلا محطات لتحصيل الشهود والمراقبة
فبدلا من أن يتمتم الإنسان بعد الصلاة بلسانه وعين رأسه تلتفت للخلق وعين قلبه بعيدة عن الحق ... بدلا من ذلك يستطيع أن يتوجه إلى ربه ويقول سبحان الله مراقبا متفهما خاشعا متأدبا وانظر إلى أثر ذلك الذكر عليه
وكذلك أذكار الأفعال ... فالإنسان يقول عندما يخرج من بيته ... بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله ... فانظر كم تقربك من الله هذه الكلمات إن أنت ذكرتها بقلب مراقب مشاهد
وكذلك أذكار الصباح والمساء وأتركك مع واحد منها
"اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر فأتمم نعمتك علي وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة"
ولا أخالك تغفل عن ضرورة الالتزام بها أولا لتحصيل رتبة المراقبة
4.أوراد الذكر
كأن يجعل الإنسان لنفسه وردا يوميا من مثل الصلاة على النبي أو الاستغفار أو التهليل يتجاوز الآلاف يبقى فيه مع ربه مثنيا عليه شاهدا له وهذا يعطيه خيرا عظيما
5.نوافل الصلاة
فالصلاة بحد ذاتها مكان رحب للوصول لمرحلة عليا للمراقبة ... ولا شك أن الإنسان لا بد له من تعويد نفسه على مراقبة الله والأدب بين يديه في الصلوات المفروضة أولا ثم بعد ذلك يجعل لنفسه وردا من النوافل يكثر فيها من مخاطبة الله تعالى بالركوع والسجود...
وأئمتنا كان لهم ذلك فالجنيد كان ورده 300 ركعة ... والأمام أحمد كان يقوم يوميا 100 ركعة ولا يهمنا العدد إذ هو من باب الترتيب فقط
وعندها احزن من نفسك أو من إخوة لك لا يزيدون على الفريضة ركعة أو سجدة وهم مع ذلك في فريضتهم ساهون لاهون
6.مخاطبة الله بأفعالك كلها
فإذا مشيت قل في نفسك مخاطبا ربك يا رب ها أنا أمشي بفضلك وبنعمتك وأنا أعرف أنك تراقبني ... فإذا مررت بحجر ملق على الشارع قل يا رب انظر إلي كيف أميط الأذى عن الطريق امتثالا لسنة نبيك ... فإذا مررت بقوم يعصون الله فانصحهم وعظهم وتزين لله بفعلك فإن هم آذوك فقل يا رب أنا قد تأذيت في سبيلك فاسترني واجبرني... وأعرف من النساء من تتزين لربها بعملها في البيت وهي تكنس أو تنظف ... فكيف بطاعة زوجها وعبادة ربها
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون
واقرأ بعدها حديث النبي صلى الله عليه وسلم
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
ولا يزال : لتدلك على الدوام والثبات والكثرة
عبدي : الذي ارتضاني ربا وفهم معنى القرب
يتقرب إلي : يتزين بها لمولاه فهي إليه وإليه فقط
بالنوافل : فهو لم يكتف بالفرائض لخدمة مولاه
حتى أحبه : غاية المشمرين وأمنية المجتهدين
ملاحظات
1.كل ما سبق يطلق عليه مصطلح الذكر وهو ببساطة أن تتذكر ربك ....ولكن التجربة دلت أنك لن تستطيع الوصول للذكر بمعناه الشمولي حتى يكون لك ورد من الذكر اللساني المشتمل على ذكر القلب ...
ولذا كانت وصية النبي "لا يزال لسانك رطبا بذكر الله"
2.لن تستفيد من الذكر حتى تدوم عليه ولن تدوم عليه إلا إذا جعلت له وقتا محددا والحقيقة أن سر الاستفادة من الذكر يتلخص بكلمة الدوام
3.التدرب على مهنة يلزم منه أن تداوم فيها كل يوم 8 ساعات ثم يتم تعيينك بعد 3 أشهر فإذا تدربت كل يوم 5 دقائق فإنه سيتم تعيينك عصر يوم القيامةإن شاء الله ...وكذلك الذي يريد التعيين والرتبة فلا بد له من الإكثا
فاذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا
اذكروا الله ذكرا كثيرا: ليس هذا فحسب بل : وسبحوه بكرة وأصيلا
مثال نبوي لزراعة شجرة الشهود والمراقبة والمعية
قال صلى الله عليه وسلم : استحي من الله استحياءك من رجلين من صالحي عشيرتك
فهذا أنموذج يضربه رسول الله لك لتعرف معنى الأدب والصحبة والقرب.
تخيل رجلا صالحا تحترمه احتراما شديدا كأن يكون أحد العلماء أو الدعاة أو المجاهدين قد ركب معك السيارة ... كيف ستقود هذه السيارة ... لو خالف أحدهم قوانين السير معك وأخطأ في حقك كيف ستتعامل معه وهذا الشيخ بجانبك
ترق قليلا وتخيل أن الجالس بجانبك هو رسول الله حقا كيف سيكون تعاملك لا شك أنه سيترقى أكثر ... والآن تخيل لو أن الرسول دخل معك البيت وكانت زوجتك لم تحضر الطعام بعد كيف ستخاطبها "لا بأس يا زوجتي العزيزة وماذا يعني الطعام المهم أن تبقي مرتاحة" وانظر لحال من لم يستشعر الصحبة "............."
والآن فكيف لو علمت أن الذي معك هو الله سبحانه وتعالى ....لا إله إلا الله وأدعك قليلا لتتأمل في حالك مع الله
وفكرة أود نزعها وأخرى أود زرعها
ان الذكر ومراتبه لم يعد في مناهج الدعاة ذلك الشيء الهامشي وإنما هو أساس للشهود الذي هو أساس للعبودية الحقة التي هي أساس للعقيدة الراسخة ولا بد أن نفهم أن هذا الموضوع حيوي لدرجة تجعلنا نفهم لماذا هذا التكرار الكثير له في القرآن والسنة.
فإذا علمت نفسك أو غيرك فقل
نذكر الله لأنه ربنا ويستحق منا ذلك الذكر القلبي والثناء اللساني والتزين العملي
نذكر الله حتى نتحصل على المراقبة والشهود الذي هو أساس عبوديتنا
نذكر الله حتى نتحصل على واردات النور لتضمحل الشهوات في قلوبنا
يجب أن نصاب بخوف شديد وهلع بالغ حين نعلم أن شباب الصحوة قد تزيوا بزي المنافقين فكانوا ممن لا يذكرون الله إلا قليلا
والذي أود أن أقوله للدعاة يجب أن نقتلع من أذهان الناشئة أن الذكر الكثير هو ذلك العمل المندوب الخاص بالأولياء وأن مراتبه التي يذكرها القوم هي فعل الصديقين بل يجب أن نزرع في ذهنهم أن هذا الموضوع هو أساس مهم وركن متين للغاية التي خلقت من أجلها وهي أنك عبد لله التي هي الجذر الحقيقي لشجرة الإسلام وإذا كان الجذر ضعيفا كانت الشجرة ضعيفة والله المستعان
وحتى ترتوي أكثر من هدي القرآن فأنا أدعوك الآن لقراءة سورة المزمل ولتسجل في كناشتك الخاصة خواطرك التي أفاضها الله عليك إبان قراءتك للسورة
ولنا موعد مع الركن الثالث من أركان العبودية (الخضوع والطاعة)
.نقل النفس وتدريبها ومجاهدتها
هب أن شخصا لا يقوى على حمل 15 كغم من الحديد فجاءه شخص وأمره بحمل 50 كغم ... الآن هذا الشخص لا يستطيع حمل هذا الوزن ولكنه قادر على الوصول لمرحلة تؤهله لحمله ولذا يمكن أن يقال أن 50 كغم فوق عادة الشخص لا فوق طاقته وشتان بينهما
والحل الأمثل للوصول هو التدريب والمجاهدة ونقل النفس من حالة الضعف لحال القوة ...
فترى هذا الشخص قد تدرب على حمل 15 كغم ... ثم 16 كغم ... فإذا أتيت له بعد سنتين وجدته يحمل 50 كغم وقد برزت عضلات يديه ... وآخر سيبقى طول عمره لا يستطيع حملها بدعوى البشرية والضعف ولو أنه تدرب بتدرج لوصل إلى المطلوب بسهولة
مشروع تدريب
1.ذكر الرعاية : الله ناظر إلي الله مطلع علي ... من أول الأذكار التي يعود فيها الإنسان نفسه على المراقبة ومع كثرة هذا الذكر تنصبغ النفس بصبغة المراقبة
2.المناجاة : وهي مجموعة من الكلمات يصطنعها الإنسان لنفسه ويستشعر معها مناجاة الخالق كأن يجلس كل يوم نصف ساعة قبل النوم ثم يستشعر وجوده بين يدي الله ثم يتحدث مع ربه بما شاء (ثناء ... اعتذار ... طلب)
3.الأذكار المأثورة
والحقيقة أن كل الأذكار التي ندبك الشارع إليها ما هي إلا محطات لتحصيل الشهود والمراقبة
فبدلا من أن يتمتم الإنسان بعد الصلاة بلسانه وعين رأسه تلتفت للخلق وعين قلبه بعيدة عن الحق ... بدلا من ذلك يستطيع أن يتوجه إلى ربه ويقول سبحان الله مراقبا متفهما خاشعا متأدبا وانظر إلى أثر ذلك الذكر عليه
وكذلك أذكار الأفعال ... فالإنسان يقول عندما يخرج من بيته ... بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله ... فانظر كم تقربك من الله هذه الكلمات إن أنت ذكرتها بقلب مراقب مشاهد
وكذلك أذكار الصباح والمساء وأتركك مع واحد منها
"اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر فأتمم نعمتك علي وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة"
ولا أخالك تغفل عن ضرورة الالتزام بها أولا لتحصيل رتبة المراقبة
4.أوراد الذكر
كأن يجعل الإنسان لنفسه وردا يوميا من مثل الصلاة على النبي أو الاستغفار أو التهليل يتجاوز الآلاف يبقى فيه مع ربه مثنيا عليه شاهدا له وهذا يعطيه خيرا عظيما
5.نوافل الصلاة
فالصلاة بحد ذاتها مكان رحب للوصول لمرحلة عليا للمراقبة ... ولا شك أن الإنسان لا بد له من تعويد نفسه على مراقبة الله والأدب بين يديه في الصلوات المفروضة أولا ثم بعد ذلك يجعل لنفسه وردا من النوافل يكثر فيها من مخاطبة الله تعالى بالركوع والسجود...
وأئمتنا كان لهم ذلك فالجنيد كان ورده 300 ركعة ... والأمام أحمد كان يقوم يوميا 100 ركعة ولا يهمنا العدد إذ هو من باب الترتيب فقط
وعندها احزن من نفسك أو من إخوة لك لا يزيدون على الفريضة ركعة أو سجدة وهم مع ذلك في فريضتهم ساهون لاهون
6.مخاطبة الله بأفعالك كلها
فإذا مشيت قل في نفسك مخاطبا ربك يا رب ها أنا أمشي بفضلك وبنعمتك وأنا أعرف أنك تراقبني ... فإذا مررت بحجر ملق على الشارع قل يا رب انظر إلي كيف أميط الأذى عن الطريق امتثالا لسنة نبيك ... فإذا مررت بقوم يعصون الله فانصحهم وعظهم وتزين لله بفعلك فإن هم آذوك فقل يا رب أنا قد تأذيت في سبيلك فاسترني واجبرني... وأعرف من النساء من تتزين لربها بعملها في البيت وهي تكنس أو تنظف ... فكيف بطاعة زوجها وعبادة ربها
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون
واقرأ بعدها حديث النبي صلى الله عليه وسلم
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
ولا يزال : لتدلك على الدوام والثبات والكثرة
عبدي : الذي ارتضاني ربا وفهم معنى القرب
يتقرب إلي : يتزين بها لمولاه فهي إليه وإليه فقط
بالنوافل : فهو لم يكتف بالفرائض لخدمة مولاه
حتى أحبه : غاية المشمرين وأمنية المجتهدين
ملاحظات
1.كل ما سبق يطلق عليه مصطلح الذكر وهو ببساطة أن تتذكر ربك ....ولكن التجربة دلت أنك لن تستطيع الوصول للذكر بمعناه الشمولي حتى يكون لك ورد من الذكر اللساني المشتمل على ذكر القلب ...
ولذا كانت وصية النبي "لا يزال لسانك رطبا بذكر الله"
2.لن تستفيد من الذكر حتى تدوم عليه ولن تدوم عليه إلا إذا جعلت له وقتا محددا والحقيقة أن سر الاستفادة من الذكر يتلخص بكلمة الدوام
3.التدرب على مهنة يلزم منه أن تداوم فيها كل يوم 8 ساعات ثم يتم تعيينك بعد 3 أشهر فإذا تدربت كل يوم 5 دقائق فإنه سيتم تعيينك عصر يوم القيامةإن شاء الله ...وكذلك الذي يريد التعيين والرتبة فلا بد له من الإكثا
فاذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا
اذكروا الله ذكرا كثيرا: ليس هذا فحسب بل : وسبحوه بكرة وأصيلا
مثال نبوي لزراعة شجرة الشهود والمراقبة والمعية
قال صلى الله عليه وسلم : استحي من الله استحياءك من رجلين من صالحي عشيرتك
فهذا أنموذج يضربه رسول الله لك لتعرف معنى الأدب والصحبة والقرب.
تخيل رجلا صالحا تحترمه احتراما شديدا كأن يكون أحد العلماء أو الدعاة أو المجاهدين قد ركب معك السيارة ... كيف ستقود هذه السيارة ... لو خالف أحدهم قوانين السير معك وأخطأ في حقك كيف ستتعامل معه وهذا الشيخ بجانبك
ترق قليلا وتخيل أن الجالس بجانبك هو رسول الله حقا كيف سيكون تعاملك لا شك أنه سيترقى أكثر ... والآن تخيل لو أن الرسول دخل معك البيت وكانت زوجتك لم تحضر الطعام بعد كيف ستخاطبها "لا بأس يا زوجتي العزيزة وماذا يعني الطعام المهم أن تبقي مرتاحة" وانظر لحال من لم يستشعر الصحبة "............."
والآن فكيف لو علمت أن الذي معك هو الله سبحانه وتعالى ....لا إله إلا الله وأدعك قليلا لتتأمل في حالك مع الله
وفكرة أود نزعها وأخرى أود زرعها
ان الذكر ومراتبه لم يعد في مناهج الدعاة ذلك الشيء الهامشي وإنما هو أساس للشهود الذي هو أساس للعبودية الحقة التي هي أساس للعقيدة الراسخة ولا بد أن نفهم أن هذا الموضوع حيوي لدرجة تجعلنا نفهم لماذا هذا التكرار الكثير له في القرآن والسنة.
فإذا علمت نفسك أو غيرك فقل
نذكر الله لأنه ربنا ويستحق منا ذلك الذكر القلبي والثناء اللساني والتزين العملي
نذكر الله حتى نتحصل على المراقبة والشهود الذي هو أساس عبوديتنا
نذكر الله حتى نتحصل على واردات النور لتضمحل الشهوات في قلوبنا
يجب أن نصاب بخوف شديد وهلع بالغ حين نعلم أن شباب الصحوة قد تزيوا بزي المنافقين فكانوا ممن لا يذكرون الله إلا قليلا
والذي أود أن أقوله للدعاة يجب أن نقتلع من أذهان الناشئة أن الذكر الكثير هو ذلك العمل المندوب الخاص بالأولياء وأن مراتبه التي يذكرها القوم هي فعل الصديقين بل يجب أن نزرع في ذهنهم أن هذا الموضوع هو أساس مهم وركن متين للغاية التي خلقت من أجلها وهي أنك عبد لله التي هي الجذر الحقيقي لشجرة الإسلام وإذا كان الجذر ضعيفا كانت الشجرة ضعيفة والله المستعان
وحتى ترتوي أكثر من هدي القرآن فأنا أدعوك الآن لقراءة سورة المزمل ولتسجل في كناشتك الخاصة خواطرك التي أفاضها الله عليك إبان قراءتك للسورة
ولنا موعد مع الركن الثالث من أركان العبودية (الخضوع والطاعة)
تعليق