إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من كتـم داءه قتــــله !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    رد: من كتـم داءه قتــــله !

    السبب الثاني : أحاديث الاقتصاد في التعبد وفقه الموازنات

    وأعني الفهم الخاطئ للأحاديث والاستخدام االخاطئ لهذا الفقه الجليل

    حديث الثلاثة
    وأول ما يتبادر للذهن ذلكم الحديث الذي يحفظه عامة الناس وهو حديث الثلاثة الذين تقالوا عبادة النبي فأوضح لهم رسول الله أنه أخشاهم وأتقاهم ولكنه يقوم وينام ويصوم ويفطر ويتزوج النساء ..

    ولقد جاءني أحد الآباء يشكو ابنه الذي يصلي في المسجد بأنه يقوم الليل لساعة !! وقد سألني أن أفهمه هذا الحديث وخطورة الغلو في الدين ... فقلت له لعلك أنت المغالي فضحك ظنا مني أني أمازحه والحقيقة أني كنت جادا معه ...

    وهذا الحديث يقرأه الناس بعقلهم الباطني هكذا "ولكني أنام ولا أقوم وأفطر ولا أصوم وأتمنى زواج كل النساء فمن رغب عن هذا المسار فهو من أهل النار!!!!

    وغاية ما يريده الناس أن نوازن بين الأمور على النحو التالي ...


    ولقد شاهدت أحد الخطباء في المساجد كانت محور خطبته هذا الحديث .. فشن غارته على أولئك النفر المغالين في التعبد وأنهم ليسوا من النبي بشيء ....

    وبحثت بذهني أثناء الخطبة عن هذا الصنف فلم أجدهم وإنما وجدت انغماسا في الدنيا إلى حد الثمالة... وقد سألني بعد الخطبة عن رأيي فأجبته بأن مثله مثل دونكيشوت يحارب الوهم ويظن المروحة عدوا ... فاستاء ...

    فقلت له بدلا من هذا تكلم عمن يصلي عندك الجمعة ولا يركع في الأسبوع ركعة غير الجمعة .. تكلم عمن تركوا أمر الدعوة جريا وراء الدنيا ...تكلم عمن ظنوا حب الدنيا دينا يتقرب به إلى الله ... تكلم عمن تركوا أولادهم بحجة إطعامهم ... تكلم عمن يفطرون ولا يصومون ... تكلم عمن لا يفكرون في قيام ليلة ... تكلم عمن قبلته النساء وربه الدينار وآخرته الكسب ...

    والحقيقة أن فقه الموازنات ضروري جدا ولكن ليس بهذا الفهم ... وهذه السفونية الحزينة التي يبرز فيها حب الدنيا وكثرة المباحات ومحبة اللهو وتقديس النوم والطعام مع نغمة قصيرة " ولا تنس نصيبك من الآخرة" ليست هي لوحة الدين ولو لبسها البعض بمئة لبوس من التقوى فلوحة الدين أرقى وأوسع وأرفع "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا" هذه هي لوحة القرآن فاستمع واتبع ثم اندفع وارتفع
    12 ساعة للعمل وتوابعه فهو أم العبادات ... 11 ساعة للنوم واللهو والطعام والرحلات والزيارات ومن الذي يجرؤ على تحريم زينة الله والطيبات من الرزق ... نصف ساعة للصلوات المفروضة فإن الدين يسر ولن يشاد الدين واحد إلا غلبه ... وأما النوافل والآداب والرقائق والقيام والذكر وتدبر القرآن والخلوات ومجالس العلم والتفكر في خلق الله وما عند الله والدعوة وهم الدين ... فتكفيها نصف ساعة أو أكثر فلا غلو عندنا في الدين ولا بد من الموازنة بين الدنيا والآخرة!!!

    وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
    رضي الله عنك وأرضاك


    تعليق


    • #92
      رد: من كتـم داءه قتــــله !

      أحاديث الاقتصاد

      ومنها حديث عليكم من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ... وقد فهمه بعضهم بأن الإكثار من التعبد أمر مذموم ولا بد من الاقتصاد في التعبد ...ووما يزيد يقينهم بهذا الفهم تبويب العلماء لهذا الأحاديث تحت مسميات .. فالنووي سماه استحباب الاقتصاد ... والبخاري قال باب ما يكره من التشديد في العبادة لحديث زينب ... وابن خزيمة قال باب كراهة الحمل على النفس ما لا تطيقه من التطوع ....

      وحتى لا أطيل عليك كثيرا فإني أوجهك إلى فضاءات أوسع لتتبصر أكثر

      بصائر

      لا يمكن فهم هذه الأحاديث معزولة عن منهج القرآن وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج أصحابه والتابعين والعلماء الربانيين الراسخين...

      فالقرآن يطالب النبي بقيام نصف الليل وزيادة ثم يأمر الناس بالإكثار من الذكر صباحا ومساءا وفي كل حين فهل طلب القرآن يحمل معنى الغلو ...

      والنبي كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه وظني لو قام بذلك عالم مصلح ورأى الناس هذه التشققات على قدمه لاتهموه بالجهل وعدم فهم أولويات الدين ولزادوا عليه وصف التنطع والغلو

      وكذلك نرى هذا التعبد الدائم الكثير في سيرة الصحابة والتابعين وراجع مثلا ...رهبان الليل لسيد عفاني لترى العجب العجاب

      وحتى العلماء الذين يفتخر البعض بانه سائر على منهجهم ترى ذلك جليا في سيرتهم ... واقرأ إن شئت سلسلة أعلام المسلمين والتي تصدرها دار القلم لترتوي يقينا بما أقول ...

      ولك مني هذه الرحلة الجميلة مع الإمام النووي لترى الفهم العميق لأمور الدين


      قال تلميذه العطار : كان كثير التلاوة كثير الذكر ... ويصفه أبو الفتح البعلي الحنبلي : كنت ليلة في أواخر الليل بجامع دمشق والشيخ واقف يصلي غلى سارية في ظلمة وهو يردد قوله تعالى : "وقفوهم إنهم مسؤولون" مرارا بحزن وخشوع حتى حصل عندي من ذلك شيء الله أعلم به ... وقال اليافعي : كان كثير السهر في العبادة والتلاوة والتصنيف...

      فماذا أورث هذا السهر في العبادة

      أورثه همة في العلم يقول عن نفسه وبقيت سنتين لم أضع جنبي على الأرض ... ولما ساله ابن جماعة عن نومه قال : إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظة وأنتبه ...

      بل إنه كان في بداية طلبه يقرأ كل يوم اثني عشر درسا على المشايخ شرحا وتصحيحا ... وحتى أنه مرة نوزع في الوسيط فقال ينازعونني في الوسيط وقد طالعته 400 مرة ...

      وهذا العلم لم يورثه كبرا وجدالا لأنه استند إلى قلب سليم وغاية واضحة ... قال الذهبي "وكان من سعة علمه عديم النظير لا يرى الجدال ولا تعجبه المبالغة في البحث ويتأذى ممن يجادل ويعرض عنه"

      ومع هذا التوازن الدقيق بين العلم والعبادة ظهرت ثمار الورع والخشية ... فمن ورعه أن كان لا يأكل من فاكهة دمشق وقد سأله تلميذه العطار عن ذلك فقال : إنها كثيرة الأوقاف والأملاك لمن هو تحت الحجر شرعا ولا يجوز التصرف في ذلك إلا على وجه المصلحة ... فلا تطيب نفسي

      وكذلك ظهرت ثمار الرحمة والإشفاق على الخلق يقول تلميذه ابن العطار وقال لي جماعة من أقاربه انهم سألوه يوما أن لا ينساهم في عرصات القيامة فقال لهم : إن كان ثم جاه والله لا دخلت الجنة وواحد ممن أعرفه ورائي فرحمه الله ورضي عنه

      وأما الدعوة والأمر بالمعروف فهو فارس الميدان وهذه قصة تجلي لك أثر الزهد في الدنيا والاستغراق في الآخرة على العالم

      فقد طلب الظاهر بيبرس الملك الظاهر أن توقع فتيا من قبل العلماء وذلك بجواز أخذ مال من الرعية ليستنصر بها على قتال العدو فوقعها كثير من فقهاء الشام بعضهم خوفا وبعضهم طمعا وامتنع خلق من العلماء بل أفتوا بعدم الجواز فعرضوا على السيف وقتلوا ... ثم طلبوا من النووي أن يوقع فماذا كان؟؟

      قال له الظاهر : اكتب خطك مع الفقهاء فامتنع فقال : ما سبب امتناعك فقال : انا أعرف أنك كنت في الرق وليس لك مال ثم من الله عليك وجعلك ملكا وسمعت أن عندك ألف مملوك كلهم عنده حياصة من ذهب وعندك مائتا جارية لكل جارية حق من الحلي فإن أنفقت ذلك كله ولم يبق في بيت المال شيء من نقد او متاع أو أرض أفتيتك بأخذ المال من الرعية وإنما يستعان على الجهاد بالافتقار إلى الله تعالى واتباع آثار نبيه صلى الله عليه وسلم ...

      فغضب السلطان من كلامه وقال : اخرج من بلدي فقال : السمع والطاعة وخرج إلى نوى فقيل للملك ما سبب عدم قتلك له فقال : كلما أردت قتله أرى على عاتقه سبعين يريدان افتراسي فأمتنع من ذلك ...

      وأزيدك فأقول أن رغبة في قلب النووي كانت عنده أنفذها قبل وفاته ألا وهي زيارة بيت المقدس فزارها ثم رجع إلى نوى ومرض ومات رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ...

      ولقد أطلت النفس مع هذا الإمام حتى تعرف حقيقة الإمامة والعلم وتعرف كيف نصوغ الأمة من جديد

      وها قد رأيت كيف كانت سيرة النبي وأصحابه وأتباعه ... ولذا فإن الذين يفهمون حديث الاقتصاد من دلالة اللفظ من غير التفات لتطبيقات صاحب النص وأتباعه ... لا شك أنهم يرتكبون خطئا كبيرا

      وعليه فالسؤال الكبير كيف نوفق بين هذا التطبيق وتلك النصوص ومنها حديث زينب لما ربطت نفسها لتسطيع مواصلة قيام الليل فأنكر النبي عليها هذا وأمرها بأن تنام ولا تتشدد مع نفسها

      وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
      رضي الله عنك وأرضاك


      تعليق


      • #93
        رد: من كتـم داءه قتــــله !

        إنتهي الموضوع بفضل الله ومنته
        وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
        رضي الله عنك وأرضاك


        تعليق


        • #94
          رد: من كتـم داءه قتــــله !

          للرفع
          وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
          رضي الله عنك وأرضاك


          تعليق


          • #95
            رد: من كتـم داءه قتــــله !

            جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ

            قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


            تعليق


            • #96
              رد: من كتـم داءه قتــــله !

              باركم الله فيكم
              موضوع في غاية الأهمية
              اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبا لمن اهتدى
              نفع الله بكم وجعله في ميزان حسناتكم

              الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

              تعليق

              يعمل...
              X