إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من كتـم داءه قتــــله !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: من كتـم داءه قتــــله !

    وتأمل معي

    الله نور السموات والأرض ...


    مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ... وهذا مثل نور الهداية في قلب المؤمن كما عليه جماهير المفسرين

    يوقد من شجرة مباركة ... وهي الزيتونة وهي في التشبيه شجرة الإسلام وكأن هذا النور في القلب يستمد من شجرة الإسلام وعلى قدر الاستمداد تزيد الهداية

    نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء

    ولكن أين أجده

    في بيوت أذن الله أن ترفع : هذا مكان النور

    ويذكر فيها اسمه : هذه الأفعال الجالبة للنور

    يسبح له فيها بالغدو والآصال : هذا العيش مع النور

    رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله : هؤلاء أهل النور

    يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار : وهنا هيمنة مشاعر الخوف والعبودية على القلب والتي تكونت بسبب العيش مع الواردات والنور

    ليجزيهم الله أحسن ما عملوا : "أحسن" أي يختار الله أحسن أعمالهم ويجازيهم عليها ... وليس هذا فحسب

    ويزيدهم من فضله : ويتوقف القلم هنا ... ليزداد

    والله يرزق من يشاء بغير حساب : يرزقهم من كل شيء وأهمها الواردات والأنوار.... وما أجملها "بغير حساب"

    إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم


    والآن أعيد عليك باختصار

    الأصل الأول في التصحيح والتغيير والتخلص من الأدواء هو "الله جل وعز"

    والعلاقة معه هي العبودية

    وأركانها أربعة "الاعتراف ... والهيمنة ... والشهود ... والخضوع"

    بدأنا بالهيمنة وقلنا لك أن إذا أردت أن تنزل الأفكار إلى قلبك لتهيمن عليه لا بد من توليد المشاعر وتقويتها والمحافظة عليها

    أول الطريق هو المعرفة والتي من شأنها توليد المشاعر

    ثم لا بد من العيش الدائم مع هذه المعرفة للمحافظة على هذه الهيمنة

    ثم بعد ذلك لا بد من المعاملة لتقويتها والمحافظة عليها

    والواردات بعد الاعمال من اهم عناصر صناعة ذلك القلب

    ولا تنس يا أخي أنك لا تقوم بهذه الأعمال فقط لأنها ستخلصك من معاصيك أو تطورك ...لا لا لا
    بل لأن الله يستحق مني ذلك ...

    نعم تذكر لأن الله يستحق ذلك فهو العظيم فهو الكريم فهو المهيمن فهو القدوس لا اله الا الله ولا نعبد إلا إياه لا نتوجه إلا إليه

    فإذا قمت بهذا فلأن الله يستحق العبودية ولي الشرف أن أتعرف عليه وأريد أن أتخلص من معاصيي لأن الله يستحق ذلك .. وأريد تطوير دعوتي لأن الله يستحق ذلك ... فالله غاية ولم يكن في يوم من الأيام وسيلة فكل أعمالي أفعلها لأن الله يستحق ذلك





    وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
    رضي الله عنك وأرضاك


    تعليق


    • #47
      رد: من كتـم داءه قتــــله !

      القرآن الكتاب الخالد واحتواؤه على جميع عناصر الهيمنة

      من المعرفة ابتداءا ... افتح أي صفحة من القرآن لترى صفات الله وأسماءه والأشخاص الذين عاشوا من أجله .. ونعيمه ... وعقابه وحال الناس الذين تنكبوا طريقه ... في كل حرف من حروفه معرفة ... وكل آية من آياته تزيدك يقينا به ... إنه كتاب التعريف بالله سبحانه
      وحزني على أولئك الذين يقرؤون القرآن ولم يتشبعوا من معانيه ماذا يعني لهم كتاب الله ... وحزني أكثر على أولئك الذين لا يقرؤونه ففقدوا أكبر كنز عرفته البشرية

      والذي يقرأ القرآن باستمرار سيعيش مع هذه المعرفة ولذا ننوه لأهمية الورد القرآني اليومي وصلته الوثيقة بالتربية الإيمانية

      والمعاملة مع آيات الله عجيبة غريبة مذهلة

      لم أحتج يوما لحل في حياتي إلا ووجدته في كتاب الله .. إي والله وكأن الله يقول لي اقرأ حل مشكلتك هنا .... لم تراوغني نفسي لفعل خاطئ إلا ووجدت في كتاب الله مباشرة التحذير من ذلك ..

      كان صديق لي يعاني من مشكلة كبيرة ... أهمته وأحزنته ولم يهتد لحل لها ... قال خرجت يوما وإذا أحدهم من بيته قد رفع صوت المذياع على قوله تعالى ... ومن يتوكل على الله فهو حسبه ... ثم خفضه .... يالله شعرت وكأن الله حرك ذلك القاطن في بيته ولا يدري عن مشكلتي ليحلها لي عن طريق آية ... ويالها من آية حركت في كل شيء ... ارتعش بدني ... شعرت براحة وسكينة لم اشعر بها قبل ذلك .. "فهو حسبه" ......يا الله لم يعد هناك ما أخشى عليه سوى العلاقة معك

      وأما الواردات من القرآن فهي أوضح من نور الشمس ...

      فانظر كيف احتوى كتاب الله الخالد على كل معاني الهيمنة والتي هي ركن ركين من أركان العبودية ... ثم ترى بعضهم يهجرونه الأيام بل الأعوام ويرتجون بعد ذلك خيرا لدعوة الإسلام ... ذلكم هو المضحك المبكي



      والآن سأتركك مع مسلم جديد ليعلمك كيف تقرأ القرآن الكريم إنه عالم الرياضيات الأمريكي جفري لانج في كتابه صراع من أجل التسليم للإيمان

      أنت لا تستطيع قراءة القرآن ببساطة ، إلا إذا كنت جاداً فى قراءته . إما أن تكون مستسلماً له ، أو أن تكون محارباً له . القرآن يرد بقوة، يجيب بشكل مباشر ، بشكل شخصى ، يناقش ، ينتقد ، يضع العار عليك ، يتحدى . من البداية يثير معركة ، وأنت فى الجانب الآخر منها " . لذلك وجدت نفسه فى معركة مثيرة " وجدت نفسى فى الجانب الضعيف، فمؤلف القرآن يعرفنى أكثر من معرفتى لنفسى ".
      انبهر لانج بالقرآن الكريم وفي ذلك يقول:
      "قد يستطيع الرسام جعل عيني شخص ما في بورتريه تبدو و كأنها تنظر إليك أينما ذهبت، ولكن من ذا الذي يستطيع كتابة نص ثابت يرد على تساؤلاتك اليومية أياً كانت.
      في كل يوم، كنت أكون العديد من التساؤلات حول موضوعات مختلفة، وبطريقة لا أعرفها، كنت أكتشف الإجابة في اليوم التالي بين السطور، لقد بدا وكأن مؤلف هذا الكتاب يقرأ أفكاري ويكتب الإجابة المناسبة بحيث أجدها عند قراءتي التالية. لقد قابلت نفسي بين الصفحات..".

      "إلى هؤلاء الذين اعتنقوا الإسلام ، الدليل الأعظم إلى الله ، الصمد ، القيوم ، المعين ، الله الذى من حبه للبشر أنزل القرآن هدى لهم ، وكمحيط واسع عميق ، يغريك بالنزول فيه، ومن أعمق إلى أعمق فى أمواجه الرائعة، تغرق فيها . وبدلاً من أن تغرق فى ظلمات هذه الأمواج ، إذا بك تغرق فى محيط من الوحى والرحمة ..كلما قرأت القرآن الكريم ، أو صليت صلاة الإسلام ، يفتح فى قلبى باباً كان مغلقاً ، وأشعر بأنى غمرت فى رقة عارمة.الحب أصبح أكثر ثبوتاً من الأرض التى تحت قدمى ؛ إنها القوة التى أعادت إلىّ نفسى ، وجعلتنى أشعر بالحب ، لقد أصبحت سعيداً بما فيه الكفاية ، أن وجدت الإيمان بدين أعقله. وما كنت أتوقع أن يلمس هذا الدين شغاف قلبى".
      وعندما سئل كيف ألف قراءة القرآن الكريم باللغة العربية وهي غريبة تماماً بالنسبة له، قال:"ولماذا يرتاح الرضيع لصوت أمه، رغم أنه لا يفهمه، إن القرآن يعطيني الراحة والقوة في الأوقات الصعبة".
      انتهى كلامه

      والحقيقة أننا يجب أن نفهم الأجيال هذه المعاني ... إنه القرآن الإمام والنور والهدى
      ولو تخيلت شخصا إماما وقائدا لك .... يحمل في يديه النور .... ويعرف الطريق الصحيح ألا تسلم له

      يجب أن نفهم الأجيال ونفهم أنفسنا قبل ذلك أن هذا القرآن عظيم لا ينبغي لنا هجرانه البتة وإذا هجرناه فقد وقعنا في مأزق عظيم

      يجب أن نفهم جميعا أن قراءة القرآن وتدبره أساس راسخ في الغاية التي خلقنا من أجلها

      يجب أن ننتهي من التسابق على إنهاء أجزائه في رمضان هكذا مثلما تقرأ جريدة ولا أظنك تقرأها هكذا

      يجب أن نتجاوز أن القرآن مجرد تجويد وحفظ إلى أنه قائد ومحرك وهداية ونور إلى أنه كنز ثمين وواحة غناء لا بد لي من دخولها يوميا وأخذ نصيبي منها فهما وتدبرا ونورا وعملا

      يجب أن تعقل جماعاتنا أن هذا القرآن هو أساس العبودية الأول .... وهجرانه سبب البلاء الأعظم ....

      ويجب أن تعقل أيها القارئ أنه لا ينبغي لك أن تعذر نفسك عندما تترك قراءة القرآن وتدبره ولو ليوم واحد بل عليك من اليوم وضع برنامج خاص لقراءة القرآن وتدبره وجعل هذا الوقت من أوقاتك المقدسة التي لا تعتذر عنها مهما كانت الظروف

      وللحديث بقية مع الركن الثاني "الشهود"



      وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
      رضي الله عنك وأرضاك


      تعليق


      • #48
        رد: من كتـم داءه قتــــله !

        الركن الثاني : الشهود والمراقبة

        كنت أتكرر على بنك يتعامل تعاملا شرعيا ... وكان الموظف المسؤول عن تسلم المال وتسليمه صاحب كسل واضح ... وتبلد مع الجمهور فاضح ... يشرب كأس الشاي بكل أريحية والناس من حوله قد صنعت طوابير طويلة ... حركته بطيئة ... أسلوبه فج ... كثيرا ما يشتبك معه الجمهور وتتعالى الأصوات عليه ... وأكثر كلمة كنت أسمعها هناك "حسبي الله ونعم الوكيل"

        في يوم من الأيام توجهت للبنك ... وقد هيأت نفسي له وزورت في نفسي أن أنصحه وأعظه ... وكانت المفاجأة ... نشاط على غير المعهود .. يضحك في وجوه الخلق ويتمنى خدمتهم ... لم أعد أرى كأس الشاي التي طالما تزين بها .... انتهت معاملتي بدقائق معدودة .... والحقيقة أنني كنت أتساءل في نفسي عن سبب هذا التغير الشامل في عمل الموظف ....

        خرجت والتساؤلات تملأ رأسي وإذا انا بصديق لي يعمل في البنك بقسم القانون ... سلمت عليه وتشجعت فسألته عما يدور في خلدي ...

        ضحك ضحكة كبيرة وقال لي ... لا شك الآن أنه سيعمل بإتقان فقد ولى زمن اللعب ...

        قلت وما الخبر ؟

        قال : قد تم تعيين مدير جديد للبنك وأصر على تركيب كاميرات في كل مكان ليراقب الموظفين ويراقبوه !!!

        والآن هذا الموظف يعرف أنه تحت عين المدير ... وحتى لو كان المدير غائبا فالكاميرا قادرة على التسجيل لمدة تجعل من المدير يشاهدها بعد حين ....

        وكل الموظفين عندنا قد تبدلت أحوالهم نحو الأفضل بعد أسلوب المراقبة هذا فقد صاروا يتزينون للمدير أكثر من خلال جهد وعطاء أكبر طمعا في الزيادة والترقية ... وأقلهم من يعمل بإتقان خوفا من المساءلة ....


        قلت : كل هذا تفعله كاميرا ... قال صاحبي : الكاميرا وسيلة وإنما حدث التغيير من الشعور بالرقابة فقلت له : صدقت ومضيت وقد استفدت معنى جديدا في سلوكي مع الله

        حدثت هذه الحادثة قبل سنوات ... ولكن ما زلت أتذكرها جيدا ...

        وقلت في نفسي لو أن كل الناس يتذكرون رقابة الله كما تذكرها ذلك الموظف مع مديره(مع الفارق طبعا) ... ماذا سيحدث

        كم ستتغير حياتنا ؟؟؟؟؟!!! ...

        سنرى تنافسا بين عباد الله على التزين له من أجل الترقية ...

        سترى علاقة محبة بين عباد الله فالكل يظهر ولاءه لمعبوده العظيم ...

        سترى تعاونا لا مثيل له ... وورعا لم تعهده ... ونشاطا سيذهلك ... وإتقانا سيسعدك ...ولسان حالهم يقول ...

        انظر لنا يا رب ... راقبنا يا إلهنا ... هانحن نريك من أنفسنا خيرا ...فبلغنا مرادنا ... وساعدنا في مبتغانا ... (رضاك والجنة)


        وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
        رضي الله عنك وأرضاك


        تعليق


        • #49
          رد: من كتـم داءه قتــــله !

          عبيد الله وفقدان الرقابة


          والآن هل تذكر أننا كلنا عبيد لله في قصر الملك سبحانه ....

          أنت من تقرأ أحد هؤلاء العبيد ... والله مطلع عليك في سرك وعلانيتك في ظاهرك وباطنك هو معك أينما ذهبت قريب منك أينما حللت ... فماذا أعددت؟؟

          كم تذكرت خالقك هذا اليوم

          قسم اليوم لساعات والساعات لدقائق والدقائق لثواني ثم اجعل لكل ثانية خزانة تضع فيها عملك ... كم نسبة الخزائن التي كتب فيها "الله" جل جلاله

          كم تذكرت أليوم أنك عبده وأنه إلهك وناظر إليك ومعك وقريب منك ...

          كم خاطبته اليوم بالثناء عليه وقلت بلسان قلبك ورأسك .... أنت يا إلهي تستحق الثناء والحمد والمجد .... ثم اشتغلت بهذا صباح مساء

          كم اعتذرت له اليوم عن تقصيرك معه ... وتذكر حبيبك محمدا حين كان يعتذر لربه سبعين مرة متذللا خاشعا والسبب "إنه ليغان على قلبي"

          كم وضعت وجهك على الأرض تعظيما له ...

          كم ناجيته وتلذذت في مجالستك ومعيتك لإلهك ...

          كم تحركت اليوم من أجل مرضاته وهو في الحركة لا يغيب

          كم توقفت اليوم من أجله وأنت في الوقوف مستغرق به وهو منك جد قريب


          هل تمثلنا بهذا الركن في حياتنا ركن المراقبة والمشاهدة والشعور بالمعية والقرب من الإله العظيم

          ما هو نصيب هذا الركن من اهتماماتك وخططك وأعمالك

          ما هو نصيب هذا الركن المهم من تفكير أمراء الدعوة وقادة الجماعات

          هل يحسن المرء أن يعيش ويدعي العبودية لله ثم لا يلتفت إلى ربه الحاضر معه

          ما معنى أن تكون عبدا ثم لا تكون مراقبا مشاهدا

          هل أنت عبد ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



          وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
          رضي الله عنك وأرضاك


          تعليق


          • #50
            رد: من كتـم داءه قتــــله !

            جزاكم الله خير الجزاء

            تعليق


            • #51
              رد: من كتـم داءه قتــــله !

              جزانا الله وإياكم كل خير
              وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
              رضي الله عنك وأرضاك


              تعليق


              • #52
                رد: من كتـم داءه قتــــله !

                ترقية ومرتبة

                الترقية الأولى : الترقي من المراقبة إلى الشهود


                أرأيت ذلك الموظف الذي ذكرناه قبل قليل ... إنه يراقب مديره ويستشعر براقبته له ... ولذا يصح أن نقول أن مقام الموظف هو مقام المراقبة

                ولكن تخيل معي لو نزل مديره عنده على المكتب وجلس بجواره ... هنا صار الموظف يشهد مديره ويستشعر رقابته وقربه ومعيته ... فهو في مقام الشهود وهو أعلى من المراقبة

                اقرأ معي حديث رسول الله عندما سأل جبريل عن الإحسان ....

                فقال : أن تعبد الله كأنك تراه ... فهذا الشهود ... أي كأنك بين يديه قريب منك وأنت تخاطبه كفاحا وهو مقام يجعلك صاحب أدب وخوف وتزين لا مثيل له

                ثم قال : فإن لم تكن تراه ... فإنه يراك .. وهذا مقام المراقبة وهو مقام عظيم

                وبعض العلماء لم يفرق بينهما وجعلها توضيحا لمقام المراقبة

                ونحن لا يهمنا كثيرا أمر الرسوم والمصطلحات والمباني بقدر ما يهمنا موضوع الفهوم والإدراكات والمعاني ....

                ترقية 2 : الترقي من الجوارح إلى الجوانح

                تقول سبحان الله .... هذا فعل الجارحة فاللسان ينطق السين والباء والحاء ...وهكذا وهذا ما يسمى ذكر اللسان وهو على جميع الأحوال خير من الغفلة المطلقة

                فإذا بدأت تتفكر في معنى سبحان الله فقد بدأت بالترقي نحو اليقظة والإدراك فهناك فرق بين من يقولها بلسانه وبين من يقولها متفكرا لمعناها وهو بالعادة عمل العقل والفكر ... واصطلح العلماء عليه باسم اليقظة أو سمه أنت الإدراك

                فإذا وصلت لمرحلة استشعرت فيها مثولك بين يدي الله ... وأنك تخاطبه بهذه الكلمة كفاحا من غير واسطة واستيقنت بسماع الله لك ومعيته قربه منك ورؤيته لك وفرحه بك وثنائه عليك عندها قد تكون حصلت ما اصطلح العلماء عليه باسم الحضور ... وهي المرحلة التي تخص حديثنا عن المراقبة والشهود

                ولو نطق لسان حال الذاكر لقال :

                ها أنا يا رب بين يديك وقريب منك أورثتني هذه المعية وهذا القرب وذاك الشهود أدبا وخضوعا وذلة ... ولساني ينطق لك بالتسبيح والثناء فتقبل يا رب مني وارفعني عندك في عليين

                ولا يحسبن القارئ أن الأمر صعب بل هو أمر طبيعيلمن استشعر القرب والمعية والشهود... ولك هذا المثال

                فلو أن أحدهم أمامك ثم قلت له كيف حالك ... فبدأ بسؤالك وقال لك أنت تفهم ما تقول لي عندما قلت كيف حالك .... فستقول له مستغربا وهل يتحدث أحدنا بما لا يعقل!!!

                فإن قال لك فهل تستشعر أنك تخاطبني وتقف أمامي ... فستسغرب منه وتقول وهل تراني غير ذلك ...

                فليس المستغرب هذه الأمور التي فصلناها من اليقظة والحضور مع المخاطب فهي الأمر الطبيعي لكل خطاب بل المستغرب خلاف ذلك كأن تتحدث مع الشخص بكلام لا تفهمه أو تتحدث معه وأنت لا تشعر بخطابه

                ولا أشك أنه لو اطلعت عليك زوجتك وأنت وحدك في غرفة من غرف البيت ثم رأتك تقول بصوت عال كيف حالك يا أحمد ما أخبارك ... ولم تر أحمد هذا ... لا شك أنها ستحكم عليك بالجنون ... والسبب أنك تخاطب من غير أن تخاطب حقيقة وهذا يحدث مع المجانين ... ولكن يزول حكمها عليك بمجرد رؤيتها لسماعة المحمول في أذنك وعندها قد تحكم على نفسها بالجنون!!

                وكذلك الذي يقول بلسانه سبحان الله من غير شعوره بالمراقبة والشهود أي من غير أن يشعر أنه يخاطب الله فلا شك أنه قريب من الحالة الأولى

                ولما كان الله سبحانه من الغيب احتاج العلماء لتفصيل هذه الأمور حتى لا يذكر الإنسان ربه من غير أن يذكر ربه .... والله أعلم

                تطبيقات وتوضيحات على الترقية الثانية

                للإنسان عينان ناظرتان برأسه يشاهد فيها الخلق ... وله عينان بقلبه يشاهد فيهما الحق .. فشهود الإنسان لشخص أمامه يكون بعيني رأسه وشهود العبد لربه يكون بعيني قلبه

                إذا قلت سبحان الله مثلا ... اللسان يقول السين والباء ... العقل يدرك معنى سبحان الله وهذه رتبة ثانية ... الآن القلب ينظر إلى الله بتلك العينين ويتخيل أنه بين يديه .... وقد وضحنا هذا سابقا

                لكن قد يغيب عن بعضهم أن المخاطبة أيضا قد تكون بعمل الجوارح غير اللسان

                أحدهم يركع ....الآن حركة الجوارح هي ثني الظهر ....

                حركة العقل هي الإدراك لمعنى الركوع فهو الانحناء من أجل التعظيم ...

                والآن تأتي حركة القلب المتمثلة بالمخاطبة والمراقبة والشهود ولسان الحال يقول

                ها انا يا رب بين يديك قد حنيت ظهري من أجلك أتمثل لك حركة العبد لسيده . كلي خضوع وذلة لك ... لساني يلهج بالثناء والتسبيح والتعظيم لك





                وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                رضي الله عنك وأرضاك


                تعليق


                • #53
                  رد: من كتـم داءه قتــــله !

                  سئلة تخص الركوع

                  والآن يوجد في الصلوات المفروضة 17 ركعة كم ركعة ركعتها بهذه الطريقة

                  هل استشعرت المنافسة بينك وبين جموع المصلين في المسجد لتكون أفضل راكع بين يدي الله

                  هل طورت المنافسة لتكون الأول على مستوى العالم


                  كم تقضي في الركوع من الوقت ... ألا تشعر بنقص حياء من يركع لله ويرفع رأسه قبل أن ينزل؟؟!!!


                  واسمع لخبر معاذ وارتو من غيثه....

                  يقول الصحابة ركع معاذ فقرأنا البقرة وآل عمران والنساء ولما يرفع ....


                  خبر قصير وركوع طويل ... تربية تلمس فيها معنى العبودية الحقة وأما في زماننا الرديء طول في الأخبار وقصر في الركوع والله المستعان

                  وقد تسأل ما الذي شغل معاذ طول هذه المدة ... تخيل معي معاذا وهو يستشعر قرب الله منه ومثوله بين يديه ... ثم هو يعلن عبوديته المطلقة بثني الظهر والركوع ويستشعر مع ذلك فرح الله به والثناء عليه ... فقل لي بربك ما الذي سيجعله يرفع ظهره ... إنها قمة السعادة إنها اللحظات القدسية


                  الترقية الثالثة : بين شهود المعاني وشهود الرب المتعالي


                  يسافر أبوك لبلد آخر وتحمل في قلبك له كل معاني الحب والتقدير وقد أوصاك ببعض الوصايا .... إحدى وصاياه

                  لا تستخدم هذا الكأس مطلقا

                  حدثتك نفسك باستخدامه ... فتذكرت واستحضرت احترامك له وضرورة الالتزام بأمره فامتنعت عن استخدامه .....

                  هذا ما يسمى شهود المعنى واستحضاره ... وهو كما رأيت عاصم من الزلل

                  والآن لو أتى أبوك من السفر ... فهل تجرؤ على استخدام هذا الكأس وهو جالس أمامك ... الحقيقة أن موضوع الامتناع عندك يزداد كثيرا ويتضاعف حتى ينعدم احتمال استخدامه

                  وهذا الترقية من حضور المعنى في قلبك ... إلى حضور الشخص الذي تمثلت المعاني في قلبك من أجله ترقية لا بد لها للسالك في العلاقة مع الله سبحانه

                  فقد تمر من أمامك امرأة فتدعوك نفسك للنظر إليها فتتذكر أن هذا الفعل محرم ويعاقب صاحبه .... هذا شهود المعنى
                  وقد تترقى لتتذكر أنك بين يدي الله وأن الله ناظر إليك ... وهذا شهود الرب
                  فإذا اجتمع شهود المعنى مع شهودك لله فأنت في خير عظيم

                  وهذا يحدث كثيرا عند الندم من المعاصي ....

                  فبعضهم يشهد جرمه وسوء فعله فيكون مع الأمر لا مع الآمر ... فيندم على ذلك مع نفسه وقد تغريه نفسه بالجلوس بعد هذا الحزن ...

                  وآخر يشهد ربه ويخاطبه ويتذكر سوء فعله فيكون مع الآمر لا مع الأمر وعندها سيكون سلوكه في التوبة مختلفا ... فهو مع شهوده لله مستعد لعمل أي فعل صالح ليكفر عنه ذنبه ... ولذا كان شهود الآمر في التوبة سببا في العمل الصالح مع الحزن ... وشهود الأمر فقط سببا في الحزن مع الجلوس المبرر


                  وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                  رضي الله عنك وأرضاك


                  تعليق


                  • #54
                    رد: من كتـم داءه قتــــله !

                    أرجو تكبير الخط في المشاركة 52

                    بارك الله فيكم
                    وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                    رضي الله عنك وأرضاك


                    تعليق


                    • #55
                      رد: من كتـم داءه قتــــله !

                      محطات المراقبين

                      المحطة الأولة : الحاجة والدعاء

                      وأول ما يشعر العبد بالمراقبة أو الشهود في الدعاء .... وخاصة الخاص منه والذي هو عن حاجة (خرج به تأمين الناس يوم الجمعة مع الخطيب!) ...

                      فتجد الشخص قد استجمع جوارحه وجوانحه أدبا مع خالقه وتراه ينظر بعيني قلبه إلى ربه راجيا منه الاستجابة ..... وهذه أحد الأسباب التي جعلت النبي يصف الدعاء بأنه هو العبادة ....

                      وأيضا قد يدرج بعضهم دعاءه أثناء مهمة يقوم بها تحتاج لمعونة إلهية حسب تصوره فتراه يشهد ربه بين الحين والآخر قبل ظهور النتائج للأمر الذي يرغب به وذلك مثل طالب الثانوية قبل الامتحان وأثناءه خاصة إذا مر بسؤال صعب ...

                      ويحدث أيضا هذا الشهود عند وقوع الإنسان في مأزق كأن يكون في بحر فهاج به الموج ... وعندها يتذكر احتياجه لله فيشهده
                      وقد ذكر الله في كتابه حال الناس وهم في البحر وكيف أنهم يدعونه متضرعين ليخلصهم من هذا البلاء



                      المحطة الثانية : التعبدات الخاصة

                      فإذا من الله على العبد بشيخ يبصره ويرشده إلى مراقبة الله الدائمة .... فإنه سيقول له أن ينبغي للعبد أن يكون شاخصا بعينيه إلى سيده والله أعلى وأجل أفيعقل من مسلم اعترف بعبوديته لله أن لا ينظر إلى ربه في اليوم إلى دقائق معدودة ...

                      فيبدأ الإنسان يشهد ربه ويراقبه في العبادات المخصوصة كالصلاة والذكر وقراءة القرآن

                      والآن لو أردنا أن نتفحص شهودك بالصلاة مثلا نقول

                      1.تقترب الصلاة من 10 دقائق في هذه الدقائق العشر كم نظرت بعيني قلبك إلى الله وشعرت بمثولك بين يديه وأنه ناظر إليك قريب منك ... يمكن أن تجعل هذا من أوراد المحاسبة قد تكون قد راقبته دقيقة من عشرة أو 9 من عشرة

                      2.كم خاطبت الله بأقوالك في الصلاة مثلا تقول الله أكبر ... وظيفة اللسان كما قلنا نطق الحروف ووظيفة العقل تفهم المعنى أما وظيفة القلب فهي الحضور مع الخالق فهل قلت الله أكبر بحال تخاطب فيه الله وتشعر بقربه منك وتقول له يارب أنت أكبر من كل شيء ....

                      ثم انتقل إلى آخر كلمة في الصلاة(السلام) فهل شعرت يوما أنك تخاطب الله فيها وتستئذنه للخروج من الصلاة

                      3.كم خاطبت الله بحركات جوارحك ... فها أنت قد وضعت وجهك على الأرض فهل استشعرت أنك أمام ربك قد طرحت جسدك أمامه ووضعت أشرف جزء فيك على الأرض تذللا وعبودية له ... ولسان حالك يقول اللهم إني عبدك وهذا دليل عبوديتي ... وجهي مغروس في التراب دليل عظمتك وذلي دليل غناك وفقري دليل قوتك وضعفي

                      وأنت تعلم أخي في الله أن في اليوم 34 سجدة مفروضة فكم هي السجدات المتقنة والتي تتناسب مع عظمة الله قد سجدتها لجلاله...

                      كم سجدة سجدتها لم تفرض عليك تعبيرا عن عبوديتك ولسان حالك يقول يا رب هذا دليل عبوديتي أكثرت منه لترضى عني "فأعني على ذلك بكثرة السجود"

                      كم من الوقت تقضيه في سجود النوافل أم أنها نقرات واختلاسات ضاع منها الإتقان والشهود والإدراك

                      ولابن الجوزي لطيفة لا بأس من ذكرها هنا

                      يحكي أن فأرا أحب جملا فاقتاده وأراد أن يدخله الجحر فوقف الجمل على بابه والفأر يناديه بالدخول ... وإذ بالجمل يقول له

                      إما أن تتخذ بيتا يليق بمحبوبك ... وإما أن تتخذ محبوبا يليق ببيتك

                      ثم يقول ابن الجوزي خذها إشارة

                      إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك... وإما أن تتخذ معبودا يليق بصلاتك


                      وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                      رضي الله عنك وأرضاك


                      تعليق


                      • #56
                        رد: من كتـم داءه قتــــله !

                        طلب من القراء

                        أتودون أن أضع بقيه الموضوع فليس الباقي بقليل

                        أم تنتظروا التكملة بعد رمضان إن كتب الله لنا البقاء

                        فربما إنقطاع الموضوع يؤثر بعد ذلك في التواصل مع معني الكلام

                        وتقرأوه كما تشاءون أثناء رمضان لأن طبعا الأقسام هتغلق وتكون للقراءة فقط

                        وجزاكم الله خيرا

                        وتقبل الله منا منكم صالح الأعمال
                        وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                        رضي الله عنك وأرضاك


                        تعليق


                        • #57
                          رد: من كتـم داءه قتــــله !

                          المحطة الثالثة : شهود العبودية وشمولية الزمان والمكان



                          ولكن العبد الذي فهم مراد الله ... يقول في نفسه ولكني عبد



                          داخل الصلاة خارجها .... في الذكر وفي العمل ...في البيت



                          وفي الشارع نعم أنا عبد في كل حال ... وفي كل مكان



                          لا تنفك عبوديتي عني في أي حال







                          فتبدأ المراقبة والشهود عنده بالرقي ... في مشيه في



                          سكونه في بيته في عمله هو مراقب لله ... أصبح العبد



                          فاهما لمراد الله ... أصبح العبد فاهما لمعنى عبوديته ....







                          ولا نشك في بشرية الإنسان وضعف قلبه على مواصلة



                          الشهود ... ولكن شتان بين من يذكر ربه وسيده في اليوم



                          ساعات وبين من يذكر ربه ومليكه دقائق معدودات حتى في



                          أخص العبادات تجده مشغول القلب بأمور الدنيا الفانية









                          وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                          رضي الله عنك وأرضاك


                          تعليق


                          • #58
                            رد: من كتـم داءه قتــــله !

                            كيف السبيل وطريق التربية



                            1.تأسيس بواعث المراقبة والشهود



                            الحقيقة أن موضوع المراقبة والشهود كله يخضع

                            تحت نقطة واحدة وهي قوة استشعارك لحضور الله

                            معك وقربه منك ومعيته لك وأكثر ما يزيد هذا

                            الموضوع أسماء الله الحسنى




                            فهو العظيم سبحانه الذي يستحق أن تراقبه ... وهو

                            الودود الذي تأنس بقربه ... وهو الغفور الذي لا تتردد

                            بالدخول عليه ... وهو الكريم الذي تقصده وترجوه




                            ثم هو السميع لتتقي وتتورع في حديثك وهو البصير

                            حتى تراقبه في حركات جوارحك وخائنة

                            عينك....وهو الخبير كي تتأمل في حركات جوانحك

                            وبداية خواطرك وهو الشهيد لتشهده في سلوكك...




                            ثم هو العليم حتى تعلم أنه لا يغيب عنه شيء

                            منك...وهو الرقيب حتى ترقبه في سرك وعلانيتك...

                            وهوالحفيظ الحسيب المحصي لتعد أنفاسك ولا

                            تجزع حين تضحي بنفسك ونفائسك




                            والقرآن يذكرك في شتى المواضع بهذه الأسماء وأثرها ..



                            ألم يعلم بأن الله يرى ..... والله يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ... وهو معكم أينما كنتم ... وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ... يعلم خائنة

                            الأعين وما تخفي الصدور وغيرها الكثير من الآيات


                            ليغرس فيك هذا المعنى




                            بل أن كل الآيات التي تتحدث عن الذكر تحمل معنى التذكر والمراقبة



                            ولا شك أنك قد عرفت أن ما ذكرناه في الركن الأول من أركان العبودية وهو الهيمنة يغطي هذا الموضوع ويبنيه ويؤسسه ولذا كان البدء به







                            وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                            رضي الله عنك وأرضاك


                            تعليق


                            • #59
                              رد: من كتـم داءه قتــــله !

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله كل خير أختنا الفاضله.. موضوع طيب ورائع وترك في نفسي أثراً بالغاً.. أنا لم أكمل قراءة الموضوع لأنه طويل لكن سأقرأه بإذن الله.. بارك الله فيكم...
                              التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة لله; الساعة 31-08-2011, 03:18 AM. سبب آخر: صيغة الحوار بين الاخوة والاخوات بالجمع .. بارك الله فيكم

                              قال الحسن البصري - رحمه الله :
                              استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                              [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                              تعليق


                              • #60
                                رد: من كتـم داءه قتــــله !

                                جزانا الله وإياكم كل خير
                                وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                                رضي الله عنك وأرضاك


                                تعليق

                                يعمل...
                                X