احتقار المسلم لأخيه المسلم من أعظم الذنوب، وقد نهى الله تعالى عن السخرية التي هي احتقار المسلمين و الاستهزاءُ بهم.
قال تعالى: {ياأيُّها الَّذين آمنوا لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يَكُنَّ خيرًا منهنَّ ولا تَلْمِزوا أنفُسَكُم ولا تنابَزوا بالألقابِ بئْسَ الاسْمُ الفسوقُ بعد الإيمانِ ومن لم يتُبْ فأولئك همُ الظَّالمونَ} [الحجرات:11]
قال العلامة القاسمي: (1)
قال أبو السعود: فإن مناط الخيريةِ في الفريقين ليس ما يُظهرُ الناس من الصور و الأشكال و الأوضاع و الأطوار التي يدور عليها أمر السخرية غالبا، بل إنما الأمور الكامنة في القلوب، فلا يجترئ أحدٌ على احتقار أحدٍ فلعله أجمع منه لما نيطَ له من الخيرية عند الله تعالى فيظلم نفسه بتحقير من وقره الله تعالى و الاستهانة بمن عظمه الله تعالى، و من أهل التأويل من خص السخرية بما يقع من الغني للفقير، و آخرون بما يعثُر من أحد على زلةٍ أو هفوةٍ فيسخر بهِ من أجلها.
قال الطبري: (2)
و الصواب أن يقال إن الله عم بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعضٍ جميع معاني السخرية، فلا يحِلُ لمؤمن أن يسخر من مؤمن لا لنقرةٍ ولا لذنبٍ ركبه ولا لغير ذلك اهــ.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا –ويُشير إلى صدره ثلاث مراتٍ- بِحَسْبِ امْرِئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"(3)
كما أنه لا يجوز تحقيرُ المسلم للابتلاء أصابه في بدنه أو لنقص عنده في أنر من أمور الدنيا، كذلك لا يجوز تحقير المسلم لتفريطه في أمر من أمور الدين فلا يعلم أحدُ قدرَه عند الله ولا يعلم أحد هل تقبل الله عمله أم لا؟ و قد تقدم في باب الرياء أن أول من تسعر به النار عالم فلا يغتر أحدٌ بطاعته فيحتقر أهل المعاصي، فلا أحد منا يدري بما سيختم له و الأعمال بالخواتيمِ.
والله هنا جميع أمراض القلوب والأوجاع الداخلية والخارجية والمؤثرات الصوتية كمان .. بارك الله فيكم ونفع بكم ووفقكم لكل خير أسأل الله أن يستعملكم ولا يستبدلكم
وبارك الله فيكم أخي الغالي وأهلا ومرحبا بكم في بتك الثاني والله أنا في قمة السعادة بأن هذه أول مشاركة لك ننتظر ابداعاتكم وخدمتكم لدين الله ونريد منكم الدخول هنا
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
والله هنا جميع أمراض القلوب والأوجاع الداخلية والخارجية والمؤثرات الصوتية كمان ..
بارك الله فيكم ونفع بكم ووفقكم لكل خير
أسأل الله أن يستعملكم ولا يستبدلكم
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}[الحجرات:12] قال القرطبي (1): ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم و الظن فإن الظن أكذبُ الحديثِ ولا تحسسوا (2)ولا تحاسدوا (3) ولا تدابروا و لا تباغضوا و كونوا عِباد الله إخوانا"(4)
قال علماؤنا: فالظن هنا في الآية هو التهمة ومحل التحذير والنهي إنما هو تهمة لا سبب لها يوجبها، كمن يتهم بالفاحشة أو بشرب الخمر مثلا و لم يظهر عليه ما يقتضي ذلك، و دليل كونِ الظن هنا بمعنى بمعنى التهمة ابتداءً ويريد ان يتجسس خبر ذلك ويبحث عنه و يتبصرُ ويستمعُ لتحقيق ما وقع له من تلك التهمة فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، و إن شئت قلت: و الذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سِواها، أن كل ما لم تعرف له امارة صحيحة وسببٌ ظاهرٌ كان حراما واجبَ الاجتناب و ذلك إذا كان المظنون به ممن شوهِدَ منه الستر و الصلاح و أونست منه الأمانة في الظاهر فظن الفاساد به و الخيانة محرمٌ، بخلاف من اشتهره الناس بتعاطي الريبِ و المجاهرةِ بالخبائثِ اهــ.
قال أحد العلماء: و الظن خواطر تقع في القلب ربما لا يستطيع الإنسان دفعها فيجب عليه أن يضعفها بظن الخير، فإن لم يستطع فعليه أن يتذكر عيوبه وخفايا ذنوبه لينشغل بها عن عيوب الناس، فإن لم يستطع أن يدفع الظن السيئ بذلك فعليه أن لا يتكلم به أو يبحث عن تحقيقه و بهذا يسلم من الإثم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت بهِ أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا بهِ" (5)
(1) تفسير القرطبي (315/16) و ما يعدها باختصار. (2) التحسس: الإستماع إلى حديث القوم وهم كارهون- تفسير ابن كثير (268/4) (3) التجسّس: البحث عن الشيء- المصدر السابق. (4) أخرجه البخاري (6064) ومسلم (2063) و اللفظ للبخاري. (5) أخرجه البخاري (1028) ومسلم (127).
اترك تعليق: