رد: (( رموز لا بد أن تسقط )) ... فرقعة البالونات !!
الطاغية الحبيب بورقيبة
مازالت الشخصيّة التونسيّة اليوم تتجرع مرارة تعليمات "الطاغية الهالك بورقيبة الذي كان يعتبر نفسه " أبا" للتونسيين, وهاهو يكمل مشواره وتعليماته بشراسة " عدو العابدين ".
كان الطاغية الهالك " بورقيبة" مهووسا "بجنون العظمة" كأغلب زعماء العرب، وكان يرى في بناء القصور إحدى علاقات الزعامة وبهرجتها وهيبتها، رغم أنّ الشعب يعاني من الفقر والخصاصة.
كان يروّج لفكرة أنّ بناء القصور الفخمة لم يكن لإرضاء غروره بل لتونس، لأنّ بورقيبة هو وجه تونس أمام الآخرين.
قدّمت شخصيّته الفريدة لفرنسا مبتغاها على طبق من ذهب. استطاعت فرنسا أن تترك خلفها رجلا يحفظ لها مصالحها الماديّة والثقافيّة، بل ويبرر غزوها لتونس كي تبقى صورتها ناصعة أمام الأجيال القادمة .
يقول قبّحه الله تعالى في أحد خطبه " إنّ فرنسا دخلت هذه البلاد عندما وجدت بها أناسا متأخرين، وبقطع النظر عن الصراع والكفاح، كانت نتيجة وجود الفرنسيين بهذا البلد تفتح الأدمغة، وظهور رجال قادرين على تسيير تونس في طريق التقدّم والرقيّ، بعد أن خرجت منه فرنسا، واختفى منه الحلم الفرنسي، فهو أمر يعتزّ به الفرنسيون ويفتخرون (خطاب 29 جانفي 1963 بالقصرين).
غرس الخبيث في الأذهان من خلال خطبه أنّه الزعيم الأوحد، والزعامة تمنحه العصمة المطلقة، و"البطاقة البيضاء" في أن يفكّر بدلا من الشعب..
لم يتردد لحظة واحدة في الولاء لفرنسا. لم يتردد لحظة واحدة في الجزم على أنّه المجاهد الأكبر، لم يتردد لحظة واحدة في محاربة اليسار ثمّ الإسلاميين.
لقد اتجه الزنديق رأسا إلى التونسي في صلب انتمائه العربي والإسلامي، وألقى به في زنزانة العزلة، بدعوى التميّز. وأخرج مصطلح الأمّة الجامع المانع من مدلوله المتعارف عليه، وأسقطه على الشخصيّة التونسيّة، ليزيد في عزلتها، كي لا تتأثّر ولا تؤثّر فيما حولها وقدم نفسه إماما شرعيّا يأمر فيطاع، ويجوز له كذلك الإفتاء الشرعي.
يقول في خطاب 24 مارس 1975: "وللإمام في الإسلام منزلة عظيمة، تجب طاعته فتقرن بطاعة الله ورسوله.
لقد استغلّ الإمامة لضرب الإسلام في الصميم يوم أعلن دعوته الصريحة للإفطار في رمضان، وترك الأضحيّة والحجّ . لقد استفزّ بورقيبة مشاعر التونسيين، حين عمد إلى شرب كأس عصير في شهر رمضان أثناء خطابه.
بل وحين لم يستطع أن يقتلع الإسلام من جذوره قام بإفراغه شعائره من محتواها.
-إسلام مناسباتي يعتني بالموالد والأعياد، ويقاوم الإسلام الصحيح بعصا من حديد.
- إسلام صوفي قائم على الأكل والرقص والمديح.
-إسلام بالاسم لا بالمسمّى، حتّى أصبح التونسي ينعت "بمصلي"، مع أنّ هذا كلّه لا يمكن أن يقارن بما يقوم به عدو الله وعدو العابدين الرئيس الحالي.
لقد نجح بورقيبة إلى حدّ بعيد في إبعاد التونسي عن الإسلام المرتكز الأساسي للهويّة، والمرتكز الأساسي للشخصيّة، حتّى أصبح همّ الحركة الإسلاميّة الوليدة سنة 1969 و1970 القيام بزيارات استكشافية للمساجد صحبة الأطفال والشباب. بقول الداعية عبد الفتاح مورو "حتّى صرنا نقول لهم هذا منبر وهذه قبلة وهذه قبة وهذه صومعة". من محاضرة ألقاها الشيخ عبد الفتاح مورو في الخرطوم في الثمانينات.
قال وزير الخارجيّة الأسبق محمد المصمودي لبورقيبة بينما كانا على متن الطائرة في اتجاه المملكة العربيّة السعوديّة لملاقاة الملك عبد العزيز آل سعود سنة 1951 قصد التحسيس بالقضيّة التونسيّة، قال له سيّدي الرئيس. "إنّ الناس يتساءلون إن كنت مؤمنا بالله أم لا، ونحن لم نفهم حقيقة اعتقادك وموقفك"؟ . فقال بورقيبة : على كلّ حال فإنّ الله سيدخلني الجنّة... ألقى عليه السؤال ثانيّة ..فقال له بورقيبة: في بعض الأحيان أنا مؤمن وفي أحيان أخرى ينتابني الشكّ... وتتوالى في ذهني الأسئلة الوجوديّة.أعاد المصمودي طرح السؤال بصيغة أخرى: والآن هل أنت مؤمن سيّدي؟ فأجابه: نعم فأنا ذاهب الى مكّة. (ص 178 بورقيبة والإسلام, الزعامة والإمامة، أمّا القصّة فقد رواها المؤلف محمود المستيري وزير الخارجيّة التونسي الأسبق وقد قصها عليه المصمودي نفسه).
قام ذات مرّة خاطبا في الشعب في شهر فيفري (شباط) سنة 1960 وقد وافق ذلك الشهر رمضان ودعا الناس إلى إفطار رمضان، حتّى يتمكّنوا من القيام بأعباء الجهاد الأكبر وهو مقاومة التخلّف... فشرب كأس عصير أمام دهشة الحاضرين (بورقيبة والإسلام للكاتب لطفي حجّي ص 180).
بل وبلغ به الكفر أوجّه يوما حين طلب الملعون يوما قلما أحمر مدّعيّا أنّه سيصحّح الأخطاء الموجودة في القرآن ( تعالى الله على ذلك علوّا كبيرا) وكان يخلع عن المرأة المسلمة التونسية خمارها بنفسه أحيانا وهي في الشارع.
كان يعتقد أنّه عظيم، وكان يحبّذ أن يمدحه الناس، فسارعت إلى قصره الجحافل من الفرق "الإسلاميّة"، والمداخيل تسبح بحمده صباحا مساء، وكانوا يمتدحونه إلى درجة التأليه، بل وكان الرجل يحرص في أكثر من مناسبة على مقارنة نفسه برسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
لم يتردّد في إحدى خطبه في مطلع السبعينيات في مقارنة نفسه بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنّ الرسول اعتمد أسلوب العصا والجزرة، وأنّ الرسول الذي عاش في بيئة صحراويّة رغّب الناس في الأنهار والجواري، والرسول كان أميّا، في حين أنّي استفدت من تراث الحضارة الإنسانيّة على امتداد أربعة عشر قرنا.. وأمّا ما قمت به فكان من جهدي الخاصّ، ومن استعمال "المادّة الشخمة" في حين أنّ الرسول كان يأتيه الوحي. ( المصدر السابق ص 182).
لقد حرص هذا الطاغية منذ بداية الاستقلال على إلقاء خطاب سنوي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بجامع عقبة بالقيروان، وكان يدعوا التونسيين الراغبين في الحجّ، والباحثين عن البركة إلى توفير أموالهم وزيارة ضريح الصحابي أبو زمعة البلوي عوضا عن ذلك، وكأن القيروان أصبحت مكة جديدة.( هامش كتاب دولة بورقيبة لعدنان المنصر).
منع بورقيبة الهالك صلاة الفجر للشباب، وبدأت المخابرات تلاحق من يصلي باستمرار، واعتبار ذلك من الإرهاب الذي ينبغي قمعه ومحاربته.
تكلم في مؤتمر عام في سنة 1394 هـ زعم فيه أن القرآن متناقض ومشتمل على بعض الخرافات، مع وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه إنسان بسيط يسافر في الصحراء كثيراً ويستمع للخرافات البسيطة السائدة في ذلك الوقت.
كان هذا الخطاب الذي نشر على سلسلة مقالات بعد ذلك كارثة بكل المعاني المعروفة.
حتى قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في ذلك: "وقد أفزع هذا المقال كل مسلم قرأه أو سمعه؛ لما اشتمل عليه من الكفر الصريح والجرأة على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله من مسؤول دولة تنتسب إلى الإسلام" [الفتاوى 1/84].
بعدها أرسل عدد من علماء العالم الإسلامي برقية يطلبونه الإعتذار والدخول في الإسلام مجدداً، لكنه رفض وأصر على ردته وعناده وكفره.
وكانت الرسالة موجهة من المشايخ: أبو الحسن الندوي أمين العلماء في الهند، وعبد العزيز بن باز العالم المعروف، وحسنين مخلوف مفتي مصر، وأبو بكر جومي رئيس قضاة نيجيريا، ومحمد أمين المصري.
ومما جاء فيها: "فالواجب عليكم المبادرة إلى التوبة والعودة للإسلام وإلا وجب عليكم المبادرة إلى التكذيب الصريح ونشره في العالم بجميع وسائل النشر وإعلان عقيدتكم الإسلامية، وإن عدم التكذيب دليل على الإصرار على الردة ومثار فتن لا يعلم عواقبها إلا رب العالمين".
وهكذا كأن لم يسمع شيئاً مع اشتعال نار الردود في صحف العالم الإسلامي، ولم يبارك مقالته إلا الشيوعيون العرب والمنافقون والمنافقات كما قال الله تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} [التوبة: 67].
في عهد هذا المأفون الهالك امتلأت السجون بالعلماء والمصلحين - ولازالت - وبدأت رياح الإلحاد الصارخ تدب على وجه الأرض، وتطاولت أعناق المفسدين وبدأت الحملة على كل ما هو شرعي وديني.
يرى بورقيبة أن سبب التخلف هو التمسك بالإسلام، ولما حارب الإسلام لم يحدث أي تقدم أصلاً، فكم دولة تقدمت مثل ماليزيا وأندونيسيا لم تفعل مثل ما فعل.
لم تحرز تونس إلى اليوم أي تميز في ناحية المخترعات والصناعات بل على العكس تزداد الحالة سوء بسبب القهر والحصار الفكري والشرعي على الناس.
بعد هذا العناد وبسفن حربية فرنسية حملت الفارس الجديد وصل الرئيس الجديد "علي بن زين العابدين" وهو النائب السابق ورئيس الإستخبارات في حكومة بورقيبة؛ ليعلن عزل بورقيبة وطرده من الحكم لكبر سنه وعجزه عن إدارة شئون الدولة وذلك سنة 1987 م.
وبذلك بدأت مرحلة الحرب العظمى على الهوية المسلمة من جديد وبأسلوب استخباراتي أكثر صرامة وأكثر ضراوة؛ عشرات الآلاف من المساجين بحجة حب الإسلام أو تدريس الدين مما جعل كثيراً منهم يخرج للدول الأخرى هرباً بدينه، منع الحجاب وفصل كل طالبة أو معلمة في مراحل التعليم العام والعالي ترتدي الحجاب وبقوة القانون، توحيد الأذان عن طريق المسجل، توحيد خطبة الجمعة وتكون من الدولة، الاستهتار بشعائر الدين علناً والسماح لكل شيوعي واشتراكي وملحد بقول ما يريد بحجة الحرية التي يستحقها كل أحد سوى أهل الدين الإسلامي، شتم الإسلام والمسلمين وعدم السماح بالرد على تلك التهم الفظيعة، يوم الجمعة لا يوجد إجازة عمل، والصلاة لا تكون إلا بعد نهاية الدوام قبل صلاة العصر بقليل، منع صلاة الفجر للشباب إلا ببطاقة ممغنطة وتصريح من الحكومة.
هذا غيض من فيض من حياة الهالك الملعون بورقيبة, وهاهو " عدو الله وعدو العابدين بن علي يكمل مسيرته بأشرس مايكون.
مازالت الشخصيّة التونسيّة اليوم تتجرع مرارة تعليمات "الطاغية الهالك بورقيبة الذي كان يعتبر نفسه " أبا" للتونسيين, وهاهو يكمل مشواره وتعليماته بشراسة " عدو العابدين ".
كان الطاغية الهالك " بورقيبة" مهووسا "بجنون العظمة" كأغلب زعماء العرب، وكان يرى في بناء القصور إحدى علاقات الزعامة وبهرجتها وهيبتها، رغم أنّ الشعب يعاني من الفقر والخصاصة.
كان يروّج لفكرة أنّ بناء القصور الفخمة لم يكن لإرضاء غروره بل لتونس، لأنّ بورقيبة هو وجه تونس أمام الآخرين.
قدّمت شخصيّته الفريدة لفرنسا مبتغاها على طبق من ذهب. استطاعت فرنسا أن تترك خلفها رجلا يحفظ لها مصالحها الماديّة والثقافيّة، بل ويبرر غزوها لتونس كي تبقى صورتها ناصعة أمام الأجيال القادمة .
يقول قبّحه الله تعالى في أحد خطبه " إنّ فرنسا دخلت هذه البلاد عندما وجدت بها أناسا متأخرين، وبقطع النظر عن الصراع والكفاح، كانت نتيجة وجود الفرنسيين بهذا البلد تفتح الأدمغة، وظهور رجال قادرين على تسيير تونس في طريق التقدّم والرقيّ، بعد أن خرجت منه فرنسا، واختفى منه الحلم الفرنسي، فهو أمر يعتزّ به الفرنسيون ويفتخرون (خطاب 29 جانفي 1963 بالقصرين).
غرس الخبيث في الأذهان من خلال خطبه أنّه الزعيم الأوحد، والزعامة تمنحه العصمة المطلقة، و"البطاقة البيضاء" في أن يفكّر بدلا من الشعب..
لم يتردد لحظة واحدة في الولاء لفرنسا. لم يتردد لحظة واحدة في الجزم على أنّه المجاهد الأكبر، لم يتردد لحظة واحدة في محاربة اليسار ثمّ الإسلاميين.
لقد اتجه الزنديق رأسا إلى التونسي في صلب انتمائه العربي والإسلامي، وألقى به في زنزانة العزلة، بدعوى التميّز. وأخرج مصطلح الأمّة الجامع المانع من مدلوله المتعارف عليه، وأسقطه على الشخصيّة التونسيّة، ليزيد في عزلتها، كي لا تتأثّر ولا تؤثّر فيما حولها وقدم نفسه إماما شرعيّا يأمر فيطاع، ويجوز له كذلك الإفتاء الشرعي.
يقول في خطاب 24 مارس 1975: "وللإمام في الإسلام منزلة عظيمة، تجب طاعته فتقرن بطاعة الله ورسوله.
لقد استغلّ الإمامة لضرب الإسلام في الصميم يوم أعلن دعوته الصريحة للإفطار في رمضان، وترك الأضحيّة والحجّ . لقد استفزّ بورقيبة مشاعر التونسيين، حين عمد إلى شرب كأس عصير في شهر رمضان أثناء خطابه.
بل وحين لم يستطع أن يقتلع الإسلام من جذوره قام بإفراغه شعائره من محتواها.
-إسلام مناسباتي يعتني بالموالد والأعياد، ويقاوم الإسلام الصحيح بعصا من حديد.
- إسلام صوفي قائم على الأكل والرقص والمديح.
-إسلام بالاسم لا بالمسمّى، حتّى أصبح التونسي ينعت "بمصلي"، مع أنّ هذا كلّه لا يمكن أن يقارن بما يقوم به عدو الله وعدو العابدين الرئيس الحالي.
لقد نجح بورقيبة إلى حدّ بعيد في إبعاد التونسي عن الإسلام المرتكز الأساسي للهويّة، والمرتكز الأساسي للشخصيّة، حتّى أصبح همّ الحركة الإسلاميّة الوليدة سنة 1969 و1970 القيام بزيارات استكشافية للمساجد صحبة الأطفال والشباب. بقول الداعية عبد الفتاح مورو "حتّى صرنا نقول لهم هذا منبر وهذه قبلة وهذه قبة وهذه صومعة". من محاضرة ألقاها الشيخ عبد الفتاح مورو في الخرطوم في الثمانينات.
قال وزير الخارجيّة الأسبق محمد المصمودي لبورقيبة بينما كانا على متن الطائرة في اتجاه المملكة العربيّة السعوديّة لملاقاة الملك عبد العزيز آل سعود سنة 1951 قصد التحسيس بالقضيّة التونسيّة، قال له سيّدي الرئيس. "إنّ الناس يتساءلون إن كنت مؤمنا بالله أم لا، ونحن لم نفهم حقيقة اعتقادك وموقفك"؟ . فقال بورقيبة : على كلّ حال فإنّ الله سيدخلني الجنّة... ألقى عليه السؤال ثانيّة ..فقال له بورقيبة: في بعض الأحيان أنا مؤمن وفي أحيان أخرى ينتابني الشكّ... وتتوالى في ذهني الأسئلة الوجوديّة.أعاد المصمودي طرح السؤال بصيغة أخرى: والآن هل أنت مؤمن سيّدي؟ فأجابه: نعم فأنا ذاهب الى مكّة. (ص 178 بورقيبة والإسلام, الزعامة والإمامة، أمّا القصّة فقد رواها المؤلف محمود المستيري وزير الخارجيّة التونسي الأسبق وقد قصها عليه المصمودي نفسه).
قام ذات مرّة خاطبا في الشعب في شهر فيفري (شباط) سنة 1960 وقد وافق ذلك الشهر رمضان ودعا الناس إلى إفطار رمضان، حتّى يتمكّنوا من القيام بأعباء الجهاد الأكبر وهو مقاومة التخلّف... فشرب كأس عصير أمام دهشة الحاضرين (بورقيبة والإسلام للكاتب لطفي حجّي ص 180).
بل وبلغ به الكفر أوجّه يوما حين طلب الملعون يوما قلما أحمر مدّعيّا أنّه سيصحّح الأخطاء الموجودة في القرآن ( تعالى الله على ذلك علوّا كبيرا) وكان يخلع عن المرأة المسلمة التونسية خمارها بنفسه أحيانا وهي في الشارع.
كان يعتقد أنّه عظيم، وكان يحبّذ أن يمدحه الناس، فسارعت إلى قصره الجحافل من الفرق "الإسلاميّة"، والمداخيل تسبح بحمده صباحا مساء، وكانوا يمتدحونه إلى درجة التأليه، بل وكان الرجل يحرص في أكثر من مناسبة على مقارنة نفسه برسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
لم يتردّد في إحدى خطبه في مطلع السبعينيات في مقارنة نفسه بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنّ الرسول اعتمد أسلوب العصا والجزرة، وأنّ الرسول الذي عاش في بيئة صحراويّة رغّب الناس في الأنهار والجواري، والرسول كان أميّا، في حين أنّي استفدت من تراث الحضارة الإنسانيّة على امتداد أربعة عشر قرنا.. وأمّا ما قمت به فكان من جهدي الخاصّ، ومن استعمال "المادّة الشخمة" في حين أنّ الرسول كان يأتيه الوحي. ( المصدر السابق ص 182).
لقد حرص هذا الطاغية منذ بداية الاستقلال على إلقاء خطاب سنوي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بجامع عقبة بالقيروان، وكان يدعوا التونسيين الراغبين في الحجّ، والباحثين عن البركة إلى توفير أموالهم وزيارة ضريح الصحابي أبو زمعة البلوي عوضا عن ذلك، وكأن القيروان أصبحت مكة جديدة.( هامش كتاب دولة بورقيبة لعدنان المنصر).
منع بورقيبة الهالك صلاة الفجر للشباب، وبدأت المخابرات تلاحق من يصلي باستمرار، واعتبار ذلك من الإرهاب الذي ينبغي قمعه ومحاربته.
تكلم في مؤتمر عام في سنة 1394 هـ زعم فيه أن القرآن متناقض ومشتمل على بعض الخرافات، مع وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه إنسان بسيط يسافر في الصحراء كثيراً ويستمع للخرافات البسيطة السائدة في ذلك الوقت.
كان هذا الخطاب الذي نشر على سلسلة مقالات بعد ذلك كارثة بكل المعاني المعروفة.
حتى قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في ذلك: "وقد أفزع هذا المقال كل مسلم قرأه أو سمعه؛ لما اشتمل عليه من الكفر الصريح والجرأة على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله من مسؤول دولة تنتسب إلى الإسلام" [الفتاوى 1/84].
بعدها أرسل عدد من علماء العالم الإسلامي برقية يطلبونه الإعتذار والدخول في الإسلام مجدداً، لكنه رفض وأصر على ردته وعناده وكفره.
وكانت الرسالة موجهة من المشايخ: أبو الحسن الندوي أمين العلماء في الهند، وعبد العزيز بن باز العالم المعروف، وحسنين مخلوف مفتي مصر، وأبو بكر جومي رئيس قضاة نيجيريا، ومحمد أمين المصري.
ومما جاء فيها: "فالواجب عليكم المبادرة إلى التوبة والعودة للإسلام وإلا وجب عليكم المبادرة إلى التكذيب الصريح ونشره في العالم بجميع وسائل النشر وإعلان عقيدتكم الإسلامية، وإن عدم التكذيب دليل على الإصرار على الردة ومثار فتن لا يعلم عواقبها إلا رب العالمين".
وهكذا كأن لم يسمع شيئاً مع اشتعال نار الردود في صحف العالم الإسلامي، ولم يبارك مقالته إلا الشيوعيون العرب والمنافقون والمنافقات كما قال الله تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ} [التوبة: 67].
في عهد هذا المأفون الهالك امتلأت السجون بالعلماء والمصلحين - ولازالت - وبدأت رياح الإلحاد الصارخ تدب على وجه الأرض، وتطاولت أعناق المفسدين وبدأت الحملة على كل ما هو شرعي وديني.
يرى بورقيبة أن سبب التخلف هو التمسك بالإسلام، ولما حارب الإسلام لم يحدث أي تقدم أصلاً، فكم دولة تقدمت مثل ماليزيا وأندونيسيا لم تفعل مثل ما فعل.
لم تحرز تونس إلى اليوم أي تميز في ناحية المخترعات والصناعات بل على العكس تزداد الحالة سوء بسبب القهر والحصار الفكري والشرعي على الناس.
بعد هذا العناد وبسفن حربية فرنسية حملت الفارس الجديد وصل الرئيس الجديد "علي بن زين العابدين" وهو النائب السابق ورئيس الإستخبارات في حكومة بورقيبة؛ ليعلن عزل بورقيبة وطرده من الحكم لكبر سنه وعجزه عن إدارة شئون الدولة وذلك سنة 1987 م.
وبذلك بدأت مرحلة الحرب العظمى على الهوية المسلمة من جديد وبأسلوب استخباراتي أكثر صرامة وأكثر ضراوة؛ عشرات الآلاف من المساجين بحجة حب الإسلام أو تدريس الدين مما جعل كثيراً منهم يخرج للدول الأخرى هرباً بدينه، منع الحجاب وفصل كل طالبة أو معلمة في مراحل التعليم العام والعالي ترتدي الحجاب وبقوة القانون، توحيد الأذان عن طريق المسجل، توحيد خطبة الجمعة وتكون من الدولة، الاستهتار بشعائر الدين علناً والسماح لكل شيوعي واشتراكي وملحد بقول ما يريد بحجة الحرية التي يستحقها كل أحد سوى أهل الدين الإسلامي، شتم الإسلام والمسلمين وعدم السماح بالرد على تلك التهم الفظيعة، يوم الجمعة لا يوجد إجازة عمل، والصلاة لا تكون إلا بعد نهاية الدوام قبل صلاة العصر بقليل، منع صلاة الفجر للشباب إلا ببطاقة ممغنطة وتصريح من الحكومة.
هذا غيض من فيض من حياة الهالك الملعون بورقيبة, وهاهو " عدو الله وعدو العابدين بن علي يكمل مسيرته بأشرس مايكون.
تعليق