إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

    أَخرَجَ فِيمَا قَد مَضَى مِن ظَهرِ ... آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ
    وَأَخَذَ العَهدَ عَلَيهم أَنَّهُ ... لا رَبَّ مَعبودٌ بِحَقٍّ غَيرَهُ
    وَبَعدَ هَذا رُسلَهُ قَد أرسَلا ... لَهُم وَبِالحَقِّ الكِتابَ أَنزَلا
    لِكَي بِذَا العَهدِ يُذَكِّرُوهُم ... وَيُنذِرُوهُم وَيُبَشِّرُوهُم
    كَيْ لا يَكُونَ حُجَّةٌ للنَّاسِ بَلْ ... للهِ أَعلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلْ
    فَمَن يُصَدِّقْهُم بِلا شِقاقِ ... فَقَد وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثاقِ
    وَذاكَ ناجٍ مِن عَذابِ النَّارِ ... وَذلِكَ الوَارِثُ عُقبَى الدَّارِ
    وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا ... وَلازَمَ اللإِعراضَ عَنهُ وَالإِِبَا
    فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ ... مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارَينِ


    فَصْلٌ فِي كَونِ التَّوحِيدِ يَنقَسِمُ إلَى نَوعَينِ وَبَيانُ النَّوعِ الأوَّلِ, وهُوَ تَوحيدُ المَعرفَةِ وَالإثْباتِ


    أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد ... مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
    إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَن يَفْهَمُ
    إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ... أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
    وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ

    بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
    الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ

    الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
    علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان

    شرح:
    الأحد الفرد : الذي لا ضد له ولا ند له ولا شريك له في إلهيته وربوبيته ، ولا متصرف معه في ذرة من ملكوته ، ولا شبيه له ولا نظير في شيء من أسمائه وصفاته .

    الصمد : (لهذا الاسم عدة معان كلها من صفاته تعالى) :
    أ-الذي لا جوف له قال ابن تيمية : وهو قول أكثر السلف وطائفة من أهل اللغة من أعيانهم . مجموع الفتاوى 17/214 – 215 .
    ب-السيد الذي يصمد إليه في الحوائج وهو قول طائفة من السلف وأكثر الخلف ، وجمهور اللغويين . وهذا القول وسابقه هما القولان المشهوران ، وللسلف في اسم الصمد أقوال متعددة قد يظن أنها مختلفة وليست كذلك بل كله صواب . المصدر السابق .
    د-الذي انتهى سؤدده وكمل في أنواع الشرف والسؤدد .
    هـ- الباقي بعد خلقه .

    البر :
    أ-قال ابن عباس : اللطيف .
    -وفي لسان العرب : العطوف الرحيم اللطيف الكريم .
    ب-وقال الضحاك : الصادق فيما وعد .
    قال ابن الأثير : البر والبار بمعنى ، وإنما جاء في القرآن البر دون البار


    المهيمن :
    قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي ومقاتل : هو الشهيد على عباده بأعمالهم ، يقال : هيمن يهيمن فهو مهيمن إذا كان رقيباً على الشيء

    العلي : فكل معاني العلو ثابتة له :
    أ-علو القهر : فلا مغالب له ولا منازع .
    ب-علو الشأن : فهو المتعالي عن جميع النقائص والعيوب المنافية لإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .
    جـ- علو الذات : وهو فوقيته تعالى مستوياً على عرشه .
    وهذا النوع الأخير من العلو هو الذي ضل فيه من ضل ، أما الأولان فلم يخالف فيهما أحد ممن يدعي الإسلام وينتسب إليه .



    جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
    وكمان هو اللي دفنه بإيده
    أصل كل همه كان رضا ربه
    مش زيّنا شهرة وسط عبيده

    تعليق


    • #32
      رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول










      __________________

      تعليق


      • #33
        رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

        وَبَعدَ هَذا رُسلَهُ قَد أرسَلا ... لَهُم وَبِالحَقِّ الكِتابَ أَنزَلا
        لِكَي بِذَا العَهدِ يُذَكِّرُوهُم ... وَيُنذِرُوهُم وَيُبَشِّرُوهُم
        كَيْ لا يَكُونَ حُجَّةٌ للنَّاسِ بَلْ ... للهِ أَعلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلْ
        فَمَن يُصَدِّقْهُم بِلا شِقاقِ ... فَقَد وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثاقِ
        وَذاكَ ناجٍ مِن عَذابِ النَّارِ ... وَذلِكَ الوَارِثُ عُقبَى الدَّارِ
        وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا ... وَلازَمَ اللإِعراضَ عَنهُ وَالإِِبَا
        فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ ... مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارَينِ


        فَصْلٌ فِي كَونِ التَّوحِيدِ يَنقَسِمُ إلَى نَوعَينِ وَبَيانُ النَّوعِ الأوَّلِ, وهُوَ تَوحيدُ المَعرفَةِ وَالإثْباتِ


        أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد ... مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
        إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَن يَفْهَمُ
        إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ... أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
        وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ
        بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
        الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
        الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
        علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان
        كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقْيَّهْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
        وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ

        الشرح:
        *الأدلة على فوقيته سبحانه وتعالى من الكتاب والسنة :
        علو الذات ثابت عند أهل السنة والجماعة بأدلة كثيرة منها :
        1-الأسماء الحسنى الدالة على العلو بكل معانية ، كاسمه العلي واسمه الأعلى وغيرهما .
        2-التصريح باستوائه تعالى على عرشه في آيات كثيرة([1]) وأحاديث متعددة .
        3-التصريح بفوقيته تعالى ، كما في قوله تعالى :﴿يخافون ربهم من فوقهم([2])، وكما في صحيح البخاري عن آنس رضي الله عنه قال : كانت زينب رضي الله عنها تفتخر على أزواج النبي r وتقول : "زوَّجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات" ([3]) .
        4-التصريح بأنه تعالى في السماء : قال تعالى : ﴿أأمنتم من في السماء أن يخسف ربكم الأرض فإذا هي تمور ([4]) ، وقوله تعالى : ﴿ من في السماء أي : عليها أو فوقها ، كما قال تعالى : ﴿ فسيحوا في الأرض([5]) أي : عليها . وكما في قوله تعالى حكاية عن فرعون : ﴿ولأصلبنكم في جذوع النخل([6]) أي : عليها .
        ومن ذلك حديث رسول الله r حين سأل الجارية : (أين الله) ؟ قالت : في السماء . قال : (من أنا) ؟ قالت : أنت رسول - الله r - فقال لسيدها معاوية بن الحكم : (أعتقها فإنها مؤمنة) . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وغير واحد من الأئمة .
        5-التصريح باختصاص بعض الأشياء بأنها عنده كقوله تعالى : ﴿إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته([7]) ، وقوله r : (إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي ) رواه البخاري ومسلم .
        6-الرفع والصعود والعروج إليه تبارك وتعالى ، فمن ذلك :
        أ-رفع عيسى عليه السلام كما في قوله تعالى : ﴿بل رفعه الله إليه([8]) .
        ب-صعود الأعمال إليه ، كما في قوله : ﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه([9]) .
        جـ- صعود الأرواح إليه ، كما في حديث البراء الطويل الصحيح ، وفيه أن الملائكة تصعد بروح المؤمن حتى السماء السابعة فيقول الله تعالى : ( أعيدوه ...) الحديث ([10]) .
        د-عروج الملائكة والروح إليه :
        قال تعالى : ﴿تعرج الملائكة والروح إليه([11]) ، وفي حديث الصحيحين (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم ... ) الحديث .
        هـ-معراج نبينا محمد r إلى سدرة المنتهى وإلى حيث شاء الله كما ثبت في الأحاديث الصحيحة المشهورة . وسيأتي بيان ذلك في الباب الأخير من الكتاب إن شاء الله تعالى .
        7-التصريح بنزوله تبارك وتعالى ، كما في الصحيحين : (ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فاستجب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له) .
        8-تنزل الملائكة ونزول الأمر من عنده وتنزيل الكتاب من كما في كثير من الآيات .
        9-رفع الأيدي إليه تعالى في الدعاء : وقد ورد فيه أكثر من مائة حديث في وقائع متفرقة ، وكذلك رفع البصر إليه كما في حديث ابن مسعود : (يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء ...) الحديث . قال الذهبي : إسناده حسن([12]) .
        وفي حديث ابن عباس عند البخاري في خطبته r يوم النحر : ثم رفع رأسه فقال : (اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت) الحديث .
        10-النصوص الواردة في ذكر العرش وإضافته غالباً إلى خلقه تبارك وتعالى ، وأنه تعالى فوقه ﴿رفيع الدرجات ذو العرش([13])، ﴿الرحمن على العرش استوى([14]) ، وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال : "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة" .
        11-ما قصه الله تعالى عن فرعون لعنه الله في تكذيبه موسى عليه السلام أن إلهه الله عز وجل العلي الأعلى ، قال تعالى : ﴿وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى([15]) . ففرعون كذب موسى في أن رب السموات والأرض ورب المشرق والمغرب وما بينهما هو الله الذي في السماء فوق جميع خلقه مباين لهم لا تخفى عليه منهم خافية .
        12-ما قصه تعالى في قصة تكليمه لموسى حين تجلى للجبل فاندك الجبل .
        قال ابن خزيمة : (إن الله عز وجل لو كان في كل موضع ومع كل بشر وخلق كما زعمت المعطلة لكان متجلياً لكل شيء ، وكذلك جميع ما في الأرض لو كان الله تعالى متجلياً لجميع أرضه سهلها ووعرها وجبالها وبراريها ومفاوزها ومدنها وقراها وعمارتها وخرابها وجميع ما فيها من نبات وبناء لجعلها دكاً كما جعل الله الجبل الذي تجلى له دكأً ، قال تعالى : ﴿فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً([16]) ) .
        *بيان أن الصحابة كانوا يعرفون أن الله في السماء :
        1-قول عمر رضي الله عنه : إنما الأمر من ههنا – وأشار بيده إلى السماء -([17]) ، وقوله : ويل لديان الأرض من ديان السماء ([18])..
        2-قول ابن مسعود رضي الله عنه : العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ([19]) .
        3-قول عائشة رضي الله عنها : ولكن علم الله من فوق عرشه أني لم أحب قتله([20]) – تعني عثمان رضي الله عنه - .
        4-قول ابن عباس رضي الله عنهما : الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره([21]) ، وقوله : إن الله تعالى كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً([22]) ، وقوله لعائشة رضي الله عنها : وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات([23]) .
        *بيان أن التابعين كانوا يعرفون أن الله في السماء فوق عرشه :
        1-كان مسروق رضي الله عنه إذا حدث عن عائشة – رضي الله عنها – قال حدثتني الصديقة حبيبة الله المبرأة من فوق سبع سماوات .
        قال الذهبي : إسناده صحيح ([24]) .
        2-قول الضحاك في قوله تعالى : ﴿ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم([25]) : هو فوق العرش وعلمه معهم أينما كانوا .
        أخرجه العسال وابن بطة وابن عبد البر بإسناد جيد ([26]) .
        3-قول ربيعة بن أبي عبدالرحمن لما سئل عن الاستواء : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ ، وعلينا التصديق([27]).
        *بيان أن من بعد التابعين كذلك من علماء السلف وفقهاء المذاهب من الأئمة الأربعة وغيرهم كانوا يقولون بأن الله في السماء :
        1-قول مالك رحمه الله : الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء([28]) .
        وسأله رجل : كيف استوى ؟ قال : الكيف غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وإني أخاف أن تكون ضالاً وأمر به فأخرج ([29]).
        2-سئل أبو عبدالله أحمد بن حنبل إمام أهل السنة : الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه ، وقدرته وعلمه بكل مكان ؟ قال : نعم ، هو على عرشه ولا يخلو شيء من علمه ([30]) .
        3-وسئل إسحاق بن راهويه : ما هذه الأحاديث ؟ تروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ! قال : نعم ، رواها الثقات الذين يروون الأحكام فقال : ينزل ويدع العرش ؟ قال: يقدر أن ينزل من غير أن يخلو منه العرش قال : نعم . قال : فلم تتكلم في هذا([31]).
        4-وقال رجل لابن الأعرابي : يا أبا عبدالله ما معنى قوله : ﴿الرحمن على العرش استوى([32]) ؟ قال . هو على عرشه كما أخبر . فقال الرجل : ليس كذلك إنما معناه استولى . فقال : اسكت ما يدريك ما هذا ، العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد ، فأيهما غلب قيل استولى ، والله تعالى لا مضاد له وهو على عرشه كما أخبر ، ثم قال : الاستيلاء بعد المغالبة ، قال النابغة :
        إلا لمثلك أو ما أنت سابقه



        سبق الجواد إذا استولى على الأمد



        *تنبيه : أهل السنة الذين يثبتون الجهة لله تعالى يقصدون إثبات العلو ، لكن لم يرد لفظ الجهة في الكتاب ولا في السنة ، ولا يلزم من إثبات العلو إثباتها لأن العرش سقف لجميع المخلوقات فما فوقه لا يسمى جهة ، ولو سلمنا أنه يلزم من إثبات العلو إثبات الجهة فلازم الحق حق ([33]) .
        *بيان أن الله تعالى مع استوائه فوق عرشه فإنه مطلع على أخفى خفايا عباده :
        وقد جمع الله تعالى بين علوه وعلمه في عدة مواضع تأكيداً لما ذكرنا من عقيدة السلف، فمن ذلك :
        1-قوله تعالى في سورة طه : ﴿الرحمن على العرش استوى([34]) إلى قوله : ﴿وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى([35]) .
        2-قوله تعالى في سورة الحديد : ﴿هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ([36]) .
        فهو سبحانه مع علوه أقرب إلى العبد من عنق راحلته ومن حبل الوريد ، ويعلم ما توسوس به نفسه ، فهو سبحانه قريب في علوه ، عليٌّ في دنوه .
        وحتى عند دنوه تعالى من خلقه آخر الليل أو عشية عرفة يكون تعالى عالياً ، فنزوله تعالى على ما يليق بجلاله لا نعلم كيفيته .


        ([1]) ذكر الله تعالى استواءه على عرشه في سبعة مواضع منها قوله تعالى في سورة طه : ﴿ الرحمن على العرش استوى آية 5 ، وقوله : ﴿ ثم استوى على العرش في ستة مواضع الأعراف : 54 ، يونس : 3 ، الرعد : 2 ، الفرقان : 59 ، السجدة 4 ، الحديد 4 .

        ([2]) النحل : 50 .

        ([3]) وقد ذكر المصنف رحمه الله قوله r لسعد (لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة ) – أي سماوات – وقال : وأصله في الصحيحين ولكن أخرجاه عن أبي سعيد الخدري دون قوله : (من فوق سبعة أرقعة) فهذا ضعيف ... انظر تعليق الشيخ الألباني على فقه السيرة ص336 .

        ([4]) الملك : 16 .

        ([5]) التوبة : 2 .

        ([6]) طه : 71 .

        ([7]) الأعراف : 206 .

        ([8]) النساء : 158 .

        ([9]) فاطر : 10 .

        ([10]) صححه الألباني . انظر التعليق على شرح الطحاوية ص385 ، أحكام الجنائز ص156-159 ، ومختصر العلو حديث 36 .

        ([11]) المعارج : 4 .

        ([12]) قال الألباني : هو كما قال أو أعلى . مختصر العلو ص111 .

        ([13]) غافر : 15 .

        ([14]) طه : 5 .

        ([15]) غافر : 36 ،37 .

        ([16]) الأعراف : 143 .

        ([17]) إسناده صحيح على شرط الشيخين . مختصر العلو ص 103 .

        ([18]) صححه الألباني حفظه الله . مختصر العلو ص103 .

        ([19]) صحيح . مختصر العلو ص 103 ، 104 .

        ([20])إسناده صحيح . مختصر العلو ص 104 .

        ([21]) إسناده صحيح . رجاله كلهم ثقات . مختصر العلو ص 102 .

        ([22]) صحيح . مختصر العلو ص 95 .

        ([23]) إسناده صحيح . مختصر العلو ص130 .

        ([24]) وكذا صححه ابن القيم . مختصر العلو ص128 .

        ([25]) المجادلة : 8 .

        ([26]) وانظر أيضاً مختصر العلو ص133 .

        ([27]) صحيح . مختصر العلو ص 132 .

        ([28]) سنده صحيح . مختصر العلو ص 140.

        ([29]) يتقوى برواية أخرى نحوه وبطريق آخر . انظر مختصر العلو ص 141.
        وقد أورد المؤلف رحمه الله عن أبي حنيفة رحمه الله ما يوافق عقيدة السلف في ذلك حيث ذكر أن أبا مطيع البلخي سأل أبا حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض ، قال : إذا أنكر أنه في السماء أو في الأرض . فقال أبو حنيفة : قد كفر لأن الله تعالى يقول : ﴿الرحمن على العرش استوى وعرشه فوق سماواته .
        قال الألباني في أبي مطيع هذا : (من كبار أصحاب أبي حنيفة وفقهائهم . قال الذهبي في الميزان : كان بصيراً بالرأي علامة كبير في الشأن ، ولكنه واه في ضبط الأثر) مختصر العلو ص136.

        ([30]) إسناده صحيح . مختصر العلو ص189، 190.
        وقد ذكر المؤلف رحمه الله عن الشافعي رحمه الله ما يوافق عقيدة السلف في ذلك حيث ذكر عنه أنه قال : القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله r ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من = = خلقه كيف شاء ، وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . وذكر سائر الاعتقاد . وذكره الذهبي رحمه الله في العلو ولم يعلق الألباني عليه بشيء في المختصر ص 176.

        ([31]) إسناده صحيح . مختصر العلو ص192.

        ([32]) طه : 5.

        ([33]) أما عن نسبة المكان لله تعالى ، فقد قال الألباني حفظه الله : نسبة المكان إلى الله تعالى مما لم يرد في الكتاب والسنة ، ولا في أقوال الصحابة وسلف الأمة ، واللائق بنهجهم أن لا ننسبه إليه تعالى خشية أن يوهم ما لا يليق به عز وجل .
        وقال أيضاً في الجهة والمكان : لا ينبغي إثباتهما ولا نفيهما مطلقاً وأن ما أثبتهما أراد العلو ولكن لا يلزم من إثباته إثباتهما . مختصر العلو ص74.
        وعن تفسير الاستواء بالاستقرار قال حفظه الله : هذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله U . كما أنكر أيضاً نسبة القعود على العرش لله عز وجل . انظر مختصر العلو ص17، 41، 259.

        ([34]) طه : 5.

        ([35]) طه : 7.

        ([36]) الحديد : 4.

        المهيمن :
        قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي ومقاتل : هو الشهيد على عباده بأعمالهم ، يقال : هيمن يهيمن فهو مهيمن إذا كان رقيباً على الشيء .



        جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
        وكمان هو اللي دفنه بإيده
        أصل كل همه كان رضا ربه
        مش زيّنا شهرة وسط عبيده

        تعليق


        • #34
          رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

          كَيْ لا يَكُونَ حُجَّةٌ للنَّاسِ بَلْ ... للهِ أَعلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلْ
          فَمَن يُصَدِّقْهُم بِلا شِقاقِ ... فَقَد وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثاقِ
          وَذاكَ ناجٍ مِن عَذابِ النَّارِ ... وَذلِكَ الوَارِثُ عُقبَى الدَّارِ
          وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا ... وَلازَمَ اللإِعراضَ عَنهُ وَالإِِبَا
          فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ ... مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارَينِ


          فَصْلٌ فِي كَونِ التَّوحِيدِ يَنقَسِمُ إلَى نَوعَينِ وَبَيانُ النَّوعِ الأوَّلِ, وهُوَ تَوحيدُ المَعرفَةِ وَالإثْباتِ


          أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد ... مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
          إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَن يَفْهَمُ
          إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ... أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
          وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ
          بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
          الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
          الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
          علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان
          كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقْيَّهْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
          وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
          وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيةْ
          فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ... وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ

          الشرح:
          ومعيته تعالى نوعان :
          عامة : معناها إحاطته بكل الخلق علماً وقدرة .
          وخاصة : لأوليائه بالإعانة والرعاية والكفاية والنصر والتأييد والهداية والتوفيق والسداد ... إلخ . وكفاك ما في الحديث : (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ...) الحديث([1]) . أي أن الله تعالى يقربه إليه ويرقيه إلى درجة الإحسان فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة كأنه يراه ، فيمتليء قلبه بمعرفة الله تعالى ومحبته وعظمته وخوفه ومهابته وإجلاله والأنس به والشوق إليه حتى يصير هذا الذي في قلبه المعرفة مشاهداً له بعين البصيرة ، فمتى امتلأ القلب بعظمة الله لم يبق للعبد شيء من نفسه وهواه ولا إرادة إلا لما يريد منه مولاه فحينئذ لا يتحرك العبد إلا بأمره ، فإن نطق نطق بالله ، وإن سمع سمع بالله ، وإن نظر نظر به ، وإن بطش بطش به ، فلا إرادة للعبد فيما يسمعه غير ما أراده مولاه ، ولا إرادة ولا هوى فيما يبصره غير إرادة الله فهو فيما شرعه الله عز وجل ولا هوى له فيما خالف ذلك
          فالله سبحانه مع علوه أقرب إلى العبد من عنق راحلته ومن حبل الوريد ، ويعلم ما توسوس به نفسه ، فهو سبحانه قريب في علوه ، عليٌّ في دنوه .
          وحتى عند دنوه تعالى من خلقه آخر الليل أو عشية عرفة يكون تعالى عالياً ، فنزوله تعالى على ما يليق بجلاله لا نعلم كيفيته .

          ([1]) رواه البخاري في صحيحه : كتاب الرقاق – باب التواضع ، وانظر فتح الباري ج11 ص348.
          جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
          وكمان هو اللي دفنه بإيده
          أصل كل همه كان رضا ربه
          مش زيّنا شهرة وسط عبيده

          تعليق


          • #35
            رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول


            بارك الله فيكم
            ونفع بكم



            تعليق


            • #36
              رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

              وبارك الله فيك أخي يامن
              جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
              وكمان هو اللي دفنه بإيده
              أصل كل همه كان رضا ربه
              مش زيّنا شهرة وسط عبيده

              تعليق


              • #37
                رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                فَمَن يُصَدِّقْهُم بِلا شِقاقِ ... فَقَد وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثاقِ
                وَذاكَ ناجٍ مِن عَذابِ النَّارِ ... وَذلِكَ الوَارِثُ عُقبَى الدَّارِ
                وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا ... وَلازَمَ اللإِعراضَ عَنهُ وَالإِِبَا
                فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ ... مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارَينِ


                فَصْلٌ فِي كَونِ التَّوحِيدِ يَنقَسِمُ إلَى نَوعَينِ وَبَيانُ النَّوعِ الأوَّلِ, وهُوَ تَوحيدُ المَعرفَةِ وَالإثْباتِ


                أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد ... مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
                إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَن يَفْهَمُ
                إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ... أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
                وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ
                بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
                الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
                الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
                علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان
                كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقْيَّهْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
                وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
                وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيةْ
                فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ... وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
                حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ ... وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ

                الشرح:
                17-الحي([1]) : الذي لا يموت ولم تسبق حياته بالعدم ولم تعقب بالفناء .
                18-القيوم : القيوم بنفسه القيوم لغيره ، فجميع الموجودات مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها إلا به ولا قوام لها بدون أمره .
                وقد جمع الله تعالى بين هذين الاسمين (الحي القيوم) في ثلاثة مواضع من كتابه:
                الأول : آية الكرسي في سورة البقرة : ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾([2]) .
                الثاني : أول سورة آل عمران ﴿الم *الله لا إله إلا هو الحي القوم﴾([3]) .
                الثالث : في سورة طه : ﴿وعنت الوجوه للحي القيوم﴾([4]) .
                وعن أبي أمامة مرفوعاً : ( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور : سورة البقرة وآل عمران وطه ) ([5]) .

                وجل عن أن يشبهه الأنام في ذاته أو أسمائه أو صفاته أو أفعاله لأن الصفات تابعة لموصوفها فكما أن ذاته لا تشبه الذوات فكذلك صفاته لا تشبه صفات المخلوقات

                ([1]) ذكرنا فيما مضى ستة عشر اسماً كان آخرها العلي وأطلنا فيه الكلام كما سنطيل أيضا عند ذكر صفة الكلام إن شاء الله تعالى وذلك لما وقع من الخلاف الكثير فيهما بين أهل السنة وأهل البدع .

                ([2]) البقرة : 255 .

                ([3]) آل عمران : 1 ، 2 .

                ([4]) طه : 111 .

                ([5]) صححه الألباني ، صحيح الجامع الصغير 990 وهذه السور تكرر فيها (الحي القيوم) وتكرر فيها أيضاً ﴿الله لا إله إلا هو﴾ ففي سورة طه : ﴿الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى﴾ آية : 8 ، وحسن الألباني حديث (اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين : ﴿وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم﴾ وفاتحة آل عمران : ﴿الم *الله لا إله إلا هو الحي القوم﴾ ) –صحيح الجامع الصغير 991- وكانت دعوة يونس عليه السلام في بطن الحوت ﴿لا إله إلا أنت﴾ ، وصح أنه r قال : ( ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به فرج عنه ؟ دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) صحيح الجامع الصغير 2602/ط الثالثة ، وأخرج ابن جرير عن الزهري أن الذي عنده علم من الكتاب الذي أتى بعرش بلقيس لما دعا قال : يا إلهنا وإله كل شيء إلهاً واحداً لا إله إلا أنت ائتني بعرشها . قال : فمثل بين يديه فعلى المسلم أن يجمع ذلك ﴿الله لا إله إلا هو الحي القوم﴾ في دعائه إن أراد أن يصيب اسم الله الأعظم . =
                = وقال ابن تيمية رحمه الله في كلامه عن اسم (الحي) : (فالحي نفسه مستلزم لجميع الصفات وهو أصلها ولهذا كان أعظم آية في القرآن : ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ وهو الاسم الأعظم ) مجموع الفتاوى جـ18 ص311 . وقال الدوسري رحمه الله : (ولهذا ورد الحديث النبوي أن اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل أعطى ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ وقد ورد حديث آخر أنه : ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) – صفوة الآثار جـ 3 ص464.

                جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                وكمان هو اللي دفنه بإيده
                أصل كل همه كان رضا ربه
                مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                تعليق


                • #38
                  رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:


                  وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا ... وَلازَمَ اللإِعراضَ عَنهُ وَالإِِبَا
                  فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ ... مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارَينِ


                  فَصْلٌ فِي كَونِ التَّوحِيدِ يَنقَسِمُ إلَى نَوعَينِ وَبَيانُ النَّوعِ الأوَّلِ, وهُوَ تَوحيدُ المَعرفَةِ وَالإثْباتِ


                  أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد ... مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
                  إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَن يَفْهَمُ
                  إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ... أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
                  وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ
                  بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
                  الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
                  الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
                  علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان
                  كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقْيَّهْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
                  وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
                  وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيةْ
                  فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ... وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
                  حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ ... وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ

                  لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ ... وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ

                  الشرح:
                  لا تبلغ الأوهام كنه ذاته أي نهاية حقيقتها كما قال تعالى (يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) وقال تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) وإنما نعرفه تعالى بما وصف به نفسه في كتبه المنزلة على رسله بأنه أحد صمد (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) إلى آخر الآية (هو الله الذى الله لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم) (الله لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) إلى غير ذلك من آيات الأسماء والصفات

                  ولا يكيف الحجا أي العقل صفاته لأنه لا يعلم كيف هو إلا هو فالواجب علينا أيها العبيد الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وإمرارها كما جاءت واعتقاد أنها حق كما أخبر الله عز وجل وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم التكييف والتمثيل لأن الله عز وجل أخبرنا بأسمائه وصفاته وأفعاله ولم يبين كيفيتها فنصدق الخبر ونؤمن به ونكل الكيفية إلى الله عز وجل فصفات ذاته تعالى من الحياة والعلم والسمع والبصر والقدرة والإرادة وغيرها وكذلك صفات أفعاله من الاستواء على العرش والنزول إلى سماء الدنيا والمجيء لفصل القضاء بين عباده وغير ذلك كلها حق على حقيقتها علمنا اتصافه تعالى بها بما علمنا في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وغاب عن جميع المخلوقين كيفيتها ولم يحيطوا بها علما كما قالت أم سلمة رضي الله عنها وربيعة الرأي ومالك بن أنس وغيرهم رحمهم الله تعالى الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم وكذلك القول في جميع صفاته عز وجل

                  جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                  وكمان هو اللي دفنه بإيده
                  أصل كل همه كان رضا ربه
                  مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                  تعليق


                  • #39
                    رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:



                    فَصْلٌ فِي كَونِ التَّوحِيدِ يَنقَسِمُ إلَى نَوعَينِ وَبَيانُ النَّوعِ الأوَّلِ, وهُوَ تَوحيدُ المَعرفَةِ وَالإثْباتِ


                    أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد ... مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
                    إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أَعْظَمُ ... وَهُوَ نَوْعَانِ أَيَا مَن يَفْهَمُ
                    إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ... أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
                    وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ
                    بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
                    الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
                    الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
                    علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان
                    كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقْيَّهْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
                    وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
                    وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيةْ
                    فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ... وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
                    حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ ... وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ
                    لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ ... وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ

                    باقٍ فَلاَ يَفْنَى وَلاَ يَبِيدُ ... وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا يُرِيدُ

                    الشرح:
                    باق كما أنه الأول بلا ابتداء فهو الباقي بلا انتهاء كما لا ابتداء لأوليته كذلك لا انتهاء لآخريته فلا يفنى ولا يبيد بل هو المفني المبيد وهو المبدئ المعيد قال الله عز و جل (ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون) وقال تعالى (كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)

                    ولا يكون في الكون غير ما يريد والمراد بالإرادة هنا الإرادة القدرية الكونية التي لا بد لكل شيء منها ولا محيص ولا محيد لأحد عنها وهي مشيئة الله الشاملة وقدرته النافذة فما شاء الله تعالى كان وما لم يشأ لم يكن فهو سبحانه الفعال لما يريد ولا نفوذ لإرادة أحد إلا أن يريد وما من حركة ولا سكون في السموات ولا في الأرض إلا بإرادته ومشيئته ولو شاء عدم وقوعها لم تقع وورود ذلك في نصوص الكتاب والسنة معلوم كقوله تبارك وتعالى (فعال لما يريد) (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) وهذا الأمر القدري الكوني غير الأمر الشرعي فإن الله لا يأمر بالفسق شرعا ولا يحب الفاسقين وإنما هو أمر تكوين ألا ترى أن الفسق علة حق القول عليهم وحق القول عليهم علة لتدميرهم وهكذا الأمر سبب لفسقهم ومقتض له وذلك هو أمر التكوين وقال (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) وقول نوح لقومه (ولا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون) وقوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) وقوله تعالى (وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له) وقوله تعالى (وأن الله يهدي من يريد) (قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا) (قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوء أو أراد بكم رحمة) وقوله تعالى (قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا) وقوله (يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة) وقوله (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما ما نشاء لمن نريد) وقول صاحب يس (أأتخذ من دونه آلهة إن يردني الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون) وقال تعالى (قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته)

                    وقول النبي صلى الله عليه و سلم "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" "من يرد الله به خيرا يصب به" "إذا أراد الله رحمة أمة قبض نبيها قبلها وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأقر عينه بهلاكها" "إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبد شرا أمسك عنه بذنوبه حتى يوافى به يوم القيامة" "إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة" "إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم باب الرفق" "إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب من كان فيهم ثم بعثوا على نياتهم"

                    جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                    وكمان هو اللي دفنه بإيده
                    أصل كل همه كان رضا ربه
                    مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                    تعليق


                    • #40
                      رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                      قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                      إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ... أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
                      وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ
                      بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
                      الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
                      الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
                      علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان
                      كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقْيَّهْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
                      وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
                      وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيةْ
                      فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ... وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
                      حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ ... وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ
                      لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ ... وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
                      باقٍ فَلاَ يَفْنَى وَلاَ يَبِيدُ ... وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا يُرِيدُ

                      مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ ... وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ

                      الشرح:
                      منفرد ربنا عز وجل بالخلق فما من مخلوق في السموات والأرض إلا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه فهو خالق كل صانع وصنعته وخالق الكافر وكفره والمؤمن وإيمانه والمتحرك وحركته والساكن وسكونه كما قال تعالى (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) وقال تعالى (هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو العزيز الحكيم) وقال تعالى (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير * خلق السموات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير) وقال تعالى (والله خلقكم وما تعملون) وقال تعالى (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء) وقال تعالى (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين * والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم) وقال تعالى (أفرأيتم ما تمنون * أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون * نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون * ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون * أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون) (أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون * أفرأيتم النار التي تورون * أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون * نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين * فسبح باسم ربك العظيم)

                      وفي الصحيح من أحاديث الأشعريين "ما أنا أحملكم ولكن الله حملكم" وفيه من حديث المصورين "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرا" وفيه "من صور صورة كلف الله أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ" وغير ذلك من الأحاديث الثابتة الصحيحة فلله الخلق والأمر وله الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

                      والإرادة أي ومنفرد بالأرادة فلا مراد لأحد معه ولا إرادة لأحد إلا بعد إرادته عز وجل ومشيئته كما قال تعالى (كلا إنه تذكرة * فمن شاء ذكره * وما تشاءون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة) وقال تعالى (إن هو إلا ذكر للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) وقال تعالى (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا * وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما * يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما) فللعباد قدرة على أعمالهم ولهم مشيئة والله خالقهم وخالق قدرتهم ومشيئتهم ولا قدرة لهم ولا مشيئة إلا بإقدار الله عز وجل لهم إذا شاء وأراد

                      وحاكم جل بما أراده فلا معقب لحكمه ولا راد لإرادته ولا مناقض لقضائه وقدره وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض بل هو فعال لما يريد وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون إن الله يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء ويخلق ما يشاء لا ناقص لما أبرم ولا معارض لما حكم ولا يقال لم فعل كذا وهلا كان كذا لأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وفي حديث أبي ذر عند الترمذي وغيره وفي آخره قال "ذلك بأني جواد واجد ماجد أفعل ما أريد عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون"

                      جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                      وكمان هو اللي دفنه بإيده
                      أصل كل همه كان رضا ربه
                      مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                      تعليق


                      • #41
                        رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                        وبارك الله فيك أخي ..

                        تعليق


                        • #42
                          رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                          قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                          إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ ... أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
                          وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ
                          بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
                          الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
                          الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
                          علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان
                          كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقْيَّهْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
                          وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
                          وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيةْ
                          فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ... وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
                          حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ ... وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ
                          لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ ... وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
                          باقٍ فَلاَ يَفْنَى وَلاَ يَبِيدُ ... وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا يُرِيدُ
                          مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ ... وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ
                          فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ ... وَمن يَشَأْ أَضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
                          فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ ... وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ
                          لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا ... يَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا

                          الشرح:

                          قال الله عز وجل (من يشأ الله يضلل ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) وقال تعالى (من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون) وقال تعالى (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون) وقال تعالى (من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه) وقال تعالى (من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) وقال تعالى (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) وقال تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) وقال تعالى (قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب) وقال تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) وقال تعالى (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) وقال تعالى (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) وقال تعالى (قل إن هدى الله هو الهدى) وقال تعالى (قل إن الهدى هدى الله) وقال تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته "من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له" وقال صلى الله عليه وسلم "اللهم آت نفسي تقواها زكها أنت خير من زكاها إنك أنت وليها ومولاها"

                          فمنهم أي من عباده الشقي وهو من أضله بعدله ومنهم السعيد وهو من وفقه وهداه بفضله فالسعيد من سعد بقضاء الله والشقي من شقي بقضاء الله فلله الحمد على فضله وعدله وذا مقرب بتقريب الله إياه وهو السعيد وذا طريد بإبعاد الله إياه وهو الشقي البعيد فبيده تعالى الهداية والإضلال والإشقاء والإسعاد فهدايته العبد وإسعاده فضل ورحمة وإضلاله وإبعاده عدل منه وحكمة وهو أعلم بمواقع فضله وعدله وهو الحكيم العليم الذي يضع الأشياء في مواضعها وهو أعلم بمن هو محل الهداية فيهديه ومن هو محل الإضلال فيضله وهو أحكم الحاكمين وهو عليم بالمتقين وعليم بالظالمين وعليم بالمهتدين وهو أعلم بالشاكرين وأعلم بما في صدور العالمين وهو أعلم حيث يجعل رسالته وهو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة ولذا نقول

                          لحكمة بالغة قضاها ... يستوجب الحمد على اقتضاها
                          أي أن جميع أفعاله من هدايته من يشاء وإضلاله من يشاء وإسعاد من يشاء إشقاء من يشاء وجعله أئمة الهدى يهدون إلى الحق بأمره وأئمة الضلالة يهدون إلى النار وإلهامه كل نفس فجورها وتقواها وجعله المؤمن مؤمنا والكافر كافرا عاصيا مع قدرته التامة الشاملة وأنه لو شاء لجعل الناس أمة واحدة ولو شاء لجمعهم على الهدى ولو شاء لآمن من في الأرض كلهم جميعا ولكن هذا الذي فعله بهم من قسمتهم إلى ضال ومهتد وشقي وسعيد ومقرب وطريد وطائع وعاص ومؤمن وكافر وغير ذلك هو مقتضي حكمته وموجب ربوبيته وحكمته حكمة حق وهي صفته القائمة به كسائر الصفات وهي متضمن إسمه الحكيم وهي الغاية المحبوبة له ولأجلها خلق فسوى وقدر فهدى وأسعد وأشقى ومنع وأعطى وخلق السموات والأرض والآخرة والأولى فهو سبحانه الحكيم في خلقه وتكوينه الحكيم في قضائه وقدره الحكيم في أمره ونهيه وجميع شرعه فإن أسمائه وصفاته صفات كمال وجلال وأفعاله كلها عدل وحكمة والفعل لغير حكمة عبث والعبث من صفات النقص والله تعالى منزه بجميع أسمائه وصفاته وأفعاله عن جميع النقائص فجميع ما خلقه وقضاه وقدره خير وحكمة من جهة إضافته إليه سبحانه وتعالى وكذلك جميع ما شرعه وأمر به كله حكمة وعدل وما كان من شر في قضائه وقدره فمن جهة إضافته إلى فعل العبد لأنها معصية مذمومة مكروهة للرب غير محبوبة وأما من جهة إضافته إلى الرب عز وجل فخير محض ولحكمة بالغة وعدل تام وغاية محمودة لا شر فيها البتة ولهذا قال تعالى فيما قصه عن الجن (وإنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) فبنى الفعل في إرادة الشر للمفعول لأنه لا شر في حقه تعالى وقال النبي صلى الله عليه و سلم في دعاء الافتتاح في صلاة الليل "لبيك اللهم وسعديك والخير كله في يديك الشر ليس إليك" فنفى أن يضاف الشر إلى الله بوجه من الوجوه وإن كان هو خالقه لأنه ليس شرا من جهة إضافته إليه عز وجل وإنما كان شرا من جهة إضافته إلى العبد وذلك لأن الشر ليس إلا السيئات وعقوبتها وموجب السيئات شر النفس وجهلها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا" وقال صلى الله عليه وسلم في سيد الاستغفار الذي علمه أمته "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" وقال تعالى في حكايته استغفار الملائكة للمؤمنين (وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) ومن وقاه الله السيئات وأعاذه منها فقد وقاه عقوبتها من باب الاستلزام فإذا علم أن موجب السيئات هو الظلم والجهل وذلك من نفس العبد وهي أمور ذاتية لها وأن السيئات هي موجب العقوبة والعقوبة من الله عدل محض وإنما تكون شرا في حق العبد لما يلحقه من ألمها وذلك بما كسبت يداه جزاء وفاقا كما قال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وقال تعالى (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين) وقال تعالى (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون)

                          فأفعال الله عز و جل كلها خير بصدورها عن علمه وحكمته وعدله وغناه التي هي من صفات ذاته فإذا أراد بعبده الخير أعطاه من فضله علما وعدلا وحكمة فيصدر منه الإحسان والطاعة والبر والخير وإذا أراد به شرا أمسكه عنه وخلاه ودواعي نفسه وطبعه وموجبها فصدر منه موجب الجهل والظلم من كل شر وقبيح وليس منعه لذلك ظلما منه سبحانه فإنه فضله يؤتيه من يشاء وليس من منع فضله ظالما ولا سيما إذا منعه عن محل لا يستحقه ولا يليق به وأيضا فإن هذا الفضل هو توفيقه وإرادته تعالى أن يلطف بعبده ويعينه ويوفقه ولا يخلي بينه وبين نفسه وهذا محض فعله وفضله وهو أعلم بمن يصلح لذلك ولهذا قال تعالى (وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس بأعلم بالشاكرين) وقال تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين * وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين) وقال تعالى (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته) وقال تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) وقال تعالى (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين) وقال تعالى (فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) وقال تعالى (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وقال تعالى (فما يكذبك بعد بالدين * أليس الله بأحكم الحاكمين) بلى ونحن على ذلك من الشاهدين وقال تعالى (قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم) إلى قوله (قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم * يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وقال تعالى (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم * لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)

                          اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم أن تهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين يا حي يا قيوم ياذا الجلال والإكرام يا بديع السموات والأرض برحمتك نستغيث اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

                          يستوجب يستحق الحمد على اقتضاها الضمير للحكمة فله الحمد على مقتضى حكمته في جميع خلقه وأمره فجميع ما يفعله ويأمر به هو موجب ربوبيته ومقتضى أسمائه وصفاته وله الحمد على جميع أفعاله وله الحمد على خلقه وأمره وهو المحمود على طاعة العباد ومعاصيهم وأيمانهم وكفرهم وهو المحمود على خلقه الأبرار والفجار وعلى خلقه الملائكة والشياطين وعلى خلقه الرسل وأعداءهم وهو المحمود على عدله وحكمته في أعدائه كما هو المحمود على فضله ورحمته على أوليائه وكل ذرة من ذرات الكون شاهدة بحكمته وحمده كما قال تعالى (تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده) وقال (يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وقال تعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون) (وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون)

                          وعلمنا النبي صلى الله عليه و سلم في ذكر الاعتدال من الركوع "ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض و ملء ما بينهما و ملء ما شئت من شيء بعد" وفي الذكر عقب الصلوات "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وفي التلبية "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" وفي الدعاء المأثور "اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله أسألك الخير كله وأعوذ بك من الشر كله" وفي دعاء الإفتتاح من صلاة الليل "اللهم لك الحمد أنت رب السموات و الأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والساعة حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق" الحديث والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة والمقصود أن الرب عز وجل لا يكون إلا محمودا كما لا يكون إلا ربا وإلها فله الحمد كله وله الملك كله لا شريك له في حمده كما لا شريك له في ملكه وإن كان بعض خلقه محمودا كالرسل والعلماء فمرجع ذلك الحمد إليه كما أن مصدره وموجبه منه تعالى وهو الذي جعلهم كذلك وهذا كما أنه الملك لا شريك له في ملكه ويرزق بعض عباده إذا شاء ملكا وهو مالكه وملكه وكما أنه العليم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء فيعلم بعض عباده من علمه ما شاء وقال في ذكر عبده يعقوب عليه السلام (وإنه لذو علم لما علمناه) وكذلك ما من محمود في السموات و لا في الأرض إلا و ذلك الحمد راجع إلى الله عز وجل في الحقيقة فحمد كل محمود داخل في حمده كما أن كل ملك داخل في ملكه وكل شيء فمنه وله وإليه فله الحمد رب السموات والأرض رب العالمين وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم

                          قد يقول قائل : إذا كان الله يكره السيئات فلم قدر وجودها ؟ وهل يأتي المكروه بمحبوب ؟
                          والجواب :
                          أولاً : ينبغي للسائل البحث في غير هذا مما يهم فإن الاعتراض على أفعاله تعالى كالاعتراض على أسمائه وصفاته ، فهو سبحانه له صفات الكمال وأفعال الكمال وأفعال الكمال لحكمة بالغة ﴿لا يسأل عما يفعل وهم يسألون([1]) .
                          ثانياً : لو لم يقدر الله السيئات لجبر عباده كلهم على الإيمان ، ولما كان هناك فريقان أحدهما يستحق الجنة والآخر يستحق النار ، ولانتفت حكمة الله عز وجل من ابتلاء العباد في هذه الحياة ، وهو سبحانه لم يرد هذه السيئات شرعاً بل نفر من عنها وإنما شاء وقوعها في الكون مشيئة قدرية يتحقق بها عدل الله تعالى ويكون من ورائها الخير .
                          وهنا تأتي الإجابة على السؤال الخير ، فنقول نعم ، قد تأتي السيئة المكروهة التي قدرها الله بالخير ، فإنه سبحانه ليس فيما قدره شر أبداً ، وإنما الشر الذي أوجده الله عز وجل هو شر من ناحية إضافته للعبد لا من جهة إضافته لله ، فعلى سبيل المثال ، قد يترتب على وقوع السيئات من محاب الله ومرضاته ما هو أعلم به في حق فاعلها من التوبة والإنابة والإذعان والاعتراف بقدرة الله عليه والخوف من عقابه ورجاء مغفرته ونفي العجب المحبط للحسنات عنه ودوام الذل والانكسار وتمحض الافتقار وملازمة الاستغفار وغير ذلك من الفرائض المحبوبة للرب عز وجل ، ولذا جاء في الحديث : (لو لم تذنبوا لأتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم) ([2]) ففي فعل هذه الأمور المحبوبة غاية مصلحة العبد وسعادته وفلاحه ، وإن لم يقع من ذلك فلخبث نفسه وعدم صلاحيتها للملأ الأعلى ومجاورة المولى وحينئذ يأتي الخير الثاني ، وهو ما يترتب من فرائض الله عز وجل على أوليائه المؤمنين من الدعوة إلى الله عز وجل التي هي من وظائف الرسل عليهم السلام ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من أعظم فرائض الله تعالى ، والجهاد في سبيله الذي هو ذروة سنام الإسلام وعليه يترتب الخير الثالث ، وهو ما يكرم الله به أولياءه من الفتح أو الشهادة وغير ذلك كثير من الخير في كل ما قدره الله تعالى

                          ([1]) الأنبياء : 23 .

                          ([2]) رواه مسلم في التوبة ، باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة ، وانظر صحيح مسلم بشرح النووي جـ 17 ص 65 .
                          جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                          وكمان هو اللي دفنه بإيده
                          أصل كل همه كان رضا ربه
                          مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                          تعليق


                          • #43
                            رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                            ما شاء الله لا قوة الا بالله الله واكبر
                            وجزيتم خيرا سبحان ربى هذا الكتاب قد بدءت دراسته منذ ايام وكنت ادور على شرحه على النت فسبحان الله ميسر الامور فكره رائعه وان شاء الله نتابع معكم تقبله الله منا وجعله بميزان حسناتكم
                            :35dc:

                            تعليق


                            • #44
                              رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                              قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                              وَأَنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ ... الْخَالِقُ الْبَارِئُ وَالْمُصَوِّرُ
                              بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
                              الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
                              الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
                              علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان
                              كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقْيَّهْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
                              وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
                              وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيةْ
                              فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ... وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
                              حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ ... وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ
                              لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ ... وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
                              باقٍ فَلاَ يَفْنَى وَلاَ يَبِيدُ ... وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا يُرِيدُ
                              مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ ... وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ
                              فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ ... وَمن يَشَأْ أَضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
                              فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ ... وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ
                              لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا ... يَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا

                              وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ ... في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
                              وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ ... بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ

                              الشرح:

                              في هذين البيتين إثبات البصر لله تعالى المحيط بجميع المبصرات وإثبات السمع له المحيط بجميع المسموعات وهاتان الصفتان من صفات ذاته تعالى وهما متضمن اسميه السميع البصير قال الله عز وجل (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا) وقال تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وقال تعالى (ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير) وقال تعالى (قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع) قال ابن جرير {وذلك بمعنى المبالغة في المدح كأنه قيل ما أبصره وأسمعه وتأويل الكلام ما أبصر الله لكل موجود وما أسمعه لكل مسموع لا يخفى عليه من ذلك شيء} ثم روى عن قتادة في قوله تعالى (أبصر به وأسمع) {فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع} وقال ابن زيد (أبصر به وأسمع) {يرى أعمالهم ويسمع ذلك منهم إنه كان سميعا بصيرا} وقال البغوي رحمه الله تعالى {أي ما أبصر الله بكل موجود وأسمعه لكل مسموع أي لا يغيب عن سمعه وبصره شيء}

                              وقال تعالى لموسى وهرون عليهما السلام (إنني معكما أسمع وأرى) قال ابن عباس رضي الله عنهما {أسمع دعاءكما فأجيبه وأرى ما يراد بكما فأمنعه لست بغافل عنكما فلا تهتما} وقال تعالى لهما في موضع آخر (كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون) وقال تعالى (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) وقال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) وقال تعالى (ألم يعلم بأن الله يرى) وقال تعالى (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم) و قال تعالى (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا) وقال تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) وعن عائشة رضي الله عنها قالت {الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله عز وجل (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير)} رواه البخاري في كتاب التوحيد تعليقا وأخرجه النسائي وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم وفي رواية له عنها رضي الله عنها أنها قالت {تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفي علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول يا رسول الله أكل مالي وأفنى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني اشكو إليك قالت فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما) قالت وزوجها أوس بن الصامت} وقال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب قول الله تعالى (وكان الله سميعا بصيرا) و ذكر خبر عائشة هذا معلقا
                              وروى عن أبي موسى رضي الله عنه قال {كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال "اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون سميعا بصيرا قريبا" ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله فقال "يا عبد الله بن قيس قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة"}

                              وعن عائشة رضي الله عنها قالت {قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن جبريل عليه السلام ناداني قال إن الله سمع قول قومك وما ردوا عليك"}

                              وروي في باب قوله تعالى (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون) عن عبد الله رضي الله عنه قال {اجتمع عند البيت ثقفيان وقرشي أو وقرشيان وثقفي كثيرة الشحم بطونهم قليلة الفهم قلوبهم فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول قال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله تعالى (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) الآية}

                              وروى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) إلى قوله تعالى (سميعا بصيرا) قال {رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه قال أبو هريرة رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأها ويضع إصبعيه} قال ابن يونس قال المقرىء {يعني (إن الله سميع بصير) يعني أن لله سمعا وبصرا} قال أبو داود رحمه الله تعالى {وهذا رد على الجهمية}
                              قلت (الشيخ حافظ) يعني أبو داود رحمه الله أن الجهمية لا يثبتون لله تعالى اسما ولا
                              صفة مما سمى ووصف نفسه تعالى به و أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يثبتون أن الله هو السميع البصير ولا أنه يسمع ويرى ويبصر فرارا بزعمهم من التشبيه بالمخلوقين فنزهوه عن صفات كماله التي وصف بها نفسه وهو أعلم بنفسه وبغيره وشبهوه بالأصنام التي لا تسمع ولا تبصر قال الله عز وجل عن خليله إبراهيم عليه السلام في دعوته أباه إلى الله عز وجل (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا) وقد أثبت الجهمية قبحهم الله حجة لعباد الأصنام وجوابا لإنكار خليل الله وجميع رسله عليهم فكان للكفار أن يقولوا ومعبودكم أيضا لا يسمع ولا يبصر تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا

                              وقالت المعتزلة سميع بلا سمع بصير بلا بصر واطردوا جميع أسمائه هكذا فأثبتوا أسماء ونفوا ما تتضمنه من صفات الكمال وهو عبارة عن إثبات الألفاظ دون المعاني وقولهم في الحقيقة راجع إلى قول الجهمية مخالف كل منهما للكتاب والسنة والعقول الصحيحة والفطر السليمة وهدى الله تعالى بفضله أهل السنة لفهم كتابه وآمنوا بما وصف به نفسه وأقروا به كما أخبر ونفوا عنه التشبيه كما جمع تعالى بينهما في قوله عز وجل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)





                              جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                              وكمان هو اللي دفنه بإيده
                              أصل كل همه كان رضا ربه
                              مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                              تعليق


                              • #45
                                رد: معا لحفظ منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول

                                قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى:

                                بَاري الْبَرَايَا مُنْشِئُ الْخَلائِقِ ... مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثَالٍ سَابِقٍ
                                الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ ... والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
                                الأحد الفرد القدير الأزلي ... الصمد البر المهيمن العلي
                                علو قهر وعلو الشان ... جل عن الأضداد والأعوان
                                كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقْيَّهْ ... عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
                                وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ ... بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
                                وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ ... لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيةْ
                                فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ ... وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
                                حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ ... وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ
                                لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ ... وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
                                باقٍ فَلاَ يَفْنَى وَلاَ يَبِيدُ ... وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا يُرِيدُ
                                مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ ... وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ
                                فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ ... وَمن يَشَأْ أَضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
                                فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ ... وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ
                                لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا ... يَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا
                                وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ ... في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
                                وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ ... بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
                                وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي ... أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي


                                الشرح:

                                أي ومما أثبته الله عز وجل لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أنه عليم بعلم وأن علمه محيط بجميع الأشياء من الكليات والجزيئات وهو من صفاته الذاتية وعلمه أزلي بأزليته وكذلك جميع صفاته فقد علم تعالى في الأزل جميع ما هو خالق وعلم جميع أحوال خلقه وأرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وشقاوتهم وسعادتهم ومن هو منهم من أهل الجنة ومن هو منهم من أهل النار وعلم عدد أنفاسهم ولحظاتهم وجميع حركاتهم وسكناتهم أين تقع ومتى تقع وكيف تقع كل ذلك بعلمه وبمرأى منه ومسمع لا تخفى عليه منهم خافية سواء في علمه الغيب والشهادة والسر والجهر والجليل والحقير لا يغرب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا في الدنيا ولا في الآخرة قال الله تعالى (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم) وقال تعالى (وما تفعلوا من خير يعلمه الله) وقال تعالى (وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) وقال تعالى (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) وقال تعالى (إن الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء) وقال تعالى (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) وقال تعالى (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم) وقال تعالى (وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) و قال تعالى (ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور) وقال تعالى (والله بكل شيء عليم) وقال تعالى (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار * عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال * سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار)

                                وقال عن نبيه شعيب (وسع ربنا كل شيء علما) وقال تعالى عن خليله (ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء) وقال تعالى (لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون) وقال تعالى (وربك أعلم بمن في السموات والأرض) وقال تعالى (وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى) وقال تعالى (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) وقال تعالى (قل ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم) وقال تعالى (إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون) وقال تعالى (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير) وقال تعالى (ألا إن لله ما في السموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم) وقال تعالى (وإن ربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) وقال تعالى (إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) وقال تعالى (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم) وقال تعالى (إن تبدو شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما) وقال تعالى (عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) وقال تعالى (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير) وقال تعالي (إن الله عالم غيب السموات والأرض إنه عليم بذات الصدور) وقال تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) وقال تعالى (إنه بكل شيء محيط) وقال تعالى (ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم) وقال تعالى (قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض والله بكل شيء عليم) وقال تعالى (إن الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما تعملون) وقال تعالى (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) وقال تعالى (نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار) وقال تعالى (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى) وقال تعالى (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) وقال تعالى (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير) وقال تعالى (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبؤهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم)

                                وقال تعالى (تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل) وقال تعالى يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور) وقال تعالى (عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة) وقال تعالى (عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) وقال تعالى (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) وقال تعالى (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور * ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وقال تعالى (إن ربك هو أعلم من بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) وقال تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد ابلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا) وقال تعالى (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك) الآية وقال تعالى (إنه يعلم الجهر وما يخفى) و قال (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا) و قال تعالى (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) وقال تعالى (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون) وقال تعالى (إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) وقال تعالى (فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله) وقال تعالى (إن الله سميع عليم) (إن الله عليم حكيم) (إن الله عليم خبير) (إن الله كان عليما حكيما) (إن الله كان عليما خبيرا) (إنه عليم بذات الصدور) ولو ذهبنا نسوق جميع الآيات في إثبات علم الله عز وجل لطال الفصل وفيما ذكرنا كفاية

                                وفي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن يقول "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر و تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر ثم يسميه بعينه خيرا لي في عاجل أمري وآجله أو قال في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فأصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به" وفيهما من حديث تعاقب الملائكة بأطراف النهار "فيسألهم وهو أعلم بهم" وفيهما دعاء الكرب "لا إله إلا الله العليم
                                الحليم" وفيهما من حديث الذي أوصى أن يحرق ويذري ثم قال لم فعلت قال من خشيتك وأنت أعلم وفيهما من حديث قصة موسى والخضر إن موسى قام خطيبا في بني اسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله وفي رواية إليه وفيه قول الخضر عليه السلام يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه إلى أن قال فركبا في السفينة قال ووقع عصفور على حرف السفينة فغمس منقاره في البحر فقال الخضر لموسى ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره وفي رواية إلا ما نقص هذا العصفور من هذا البحر

                                وفيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله" وفيهما من حديث أبي موسى الأشعري "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني" إلى غير ذلك من الأحاديث

                                وكما أخبر الله تعالى عن علمه بما كان وما سيكون كذلك أخبر عما لم يكن من الممكنات والمستحيلات لو كان كيف يكون فقال تعالى في الممكن على تقدير وقوعه (وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون) وقال تعالى (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي) الآية وقال تعالى (وأقسموا بالله جهد إيمانهم لئن جائتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون * ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون) وقال تعالى (ولو نزلناه على بعض الأعجمين * فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) إلى غير ذلك

                                وقال تعالى في المستحيلات لو قدر إمكانها (لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون) وقال تعالى (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون * عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون) وقال تعالى (قل لو كان فيهما آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا * سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا) إلى غير ذلك

                                وأنكرت الجهمية و المعتزلة أن يكون لله علم أضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى الموصوف فأنكروا أن يكون أنزل القرآن بعلمه وأن أنثى لا تحمل ولا تضع إلا بعلمه وجحدوا أن يكون قد أحاط بكل شيء علما وحاربوا نصوص الكتاب والسنة وجميع سلف الأمة فليس معبودهم هو العليم الخبير الذي هو بكل شيء عليم وإنما يعبدون العدم المحض الذي لا حقيقة له ولا وجود فليصفوه بما شاءوا فبعدا للقوم الظالمين


                                جليبيب النبي هو اللي بحث عنه
                                وكمان هو اللي دفنه بإيده
                                أصل كل همه كان رضا ربه
                                مش زيّنا شهرة وسط عبيده

                                تعليق

                                يعمل...
                                X