إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حبيت اقلكم علي الدعاء دا وان شاء الله يتقبل الله منا ومنكم

    ورد في الأثر عن الإمام محمد بن واسع انه كان يدعوا الله كل يوم

    بدعاء خاص -- فجاءه شيطان وقال له يا إمام أعاهدك أنى لن أوسوس لك أبدا ولم آتيك

    ولن أمرك بمعصية ولكن بشرط أن لا تدعوا الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لأحد

    فقال له الإمام كلا -- سأعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت هل تريد معرفه هذا الدعاء ؟؟؟؟

    كان يدعوا فيقول :" اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيلة من حيث

    لانراهم اللهم أيأسه منا كما آيأستـه من رحمتك ، وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك - وباعــدبيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك "

    بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
    وَرَدَ هذا السُّؤَال إلى مَوْقِعِ الإسْلاَم سُؤَال وجَوَاب الَّذِي يُشْرِفُ عَلَيْهِ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ مُحَمَّد صَالِح المُنَجِّد:
    السُّؤَالُ: أوَدُّ السُّؤَال عَنْ دُعَاءٍ يُتَنَاقَل الآن في المُنْتَدَيَاتِ بعُنْوَانِ (دُعَاءٌ يَسْتَغِيثُ مِنْهُ الشَّيْطَان)، وهُوَ وَرَدَ في الأثَرِ عَنِ الإمَامِ مُحَمَّد بْن وَاسِع [ أنَّهُ كَانَ يَدْعُو الله كُلّ يَوْمٍ بدُعَاءٍ خَاصٍّ، فَجَاءَهُ شَيْطَانٌ وقَالَ لَهُ: يَا إمَام؛ أُعَاهِدُكَ أنِّي لَنْ أُوَسْوِسُ لَكَ أبَدًا، ولَنْ آتِيكَ ولَنْ آمُرُكَ بمَعْصِيَةٍ، ولَكِنْ بشَرْطٍ أنْ لا تَدْعُو الله بهذا الدُّعَاء، ولا تُعَلِّمهُ لأحَدٍ، فَقَالَ لَهُ الإمَام: كَلاَّ، سَأُعَلِّمُهُ لكُلِّ مَنْ قَابَلْتُ وافْعَل مَا شِئْتَ ]، هَلْ تُرِيد مَعْرِفَه هذا الدُّعَاء؟ كَانَ يَدْعُو فَيَقُول (اللَّهُمَّ إنَّكَ سَلَّطْتَ عَلَيْنَا عَدُوًّا عَلِيمًا بعُيُوبِنَا، يَرَانَا هُوَ وقَبِيله مِنْ حَيْثُ لا نَرَاهُم، اللَّهُمَّ آيِسْهُ مِنَّا كَمَا آيَسْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وقَنِّطْهُ مِنَّا كَمَا قَنَّطْتَهُ مِنْ عَفْوِكَ، وبَاعِد بَيْنَنَا وبَيْنَهُ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَهُ وبَيْنَ رَحْمَتِكَ وجَنَّتِكَ)، فَهَلْ يَصِحُّ هذا الأثَر؟ وجَزَاكَ اللهُ الجَنَّة.
    الجَوَابُ:
    الحَمْدُ للهِ؛؛
    في هذه الحِكَايَةِ جَانِبَانِ اثْنَانِ لاَبُدَّ مِنَ التَّنْبِيهِ عَلَيْهِمَا:
    أوَّلاً: شَرْعِيَّة كَلِمَات الدُّعَاء المَذْكُورَة عَنْ مُحَمَّد بْن وَاسِع رَحِمَهُ الله، فَهِيَ جُمَلٌ صَحِيحَةُ المَعَانِي، مُسْتَقِيمَةُ المَقَاصِدِ، لَيْسَ فِيهَا مَا يُسْتَنْكَر ولا مَا يُسْتَغْرَب، فَالدُّعَاء بتَقْنِيطِ الشَّيْطَان مِنْ إغْوَائِكَ وإضْلاَلِكَ لَهُ مَا يَشْهَد لَهُ، ولَيْسَ اعْتِدَاءً في الدُّعَاءِ، فَقَدْ أخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنَّ الشَّيْطَانَ يُصِيبُهُ اليَأسَ مِنَ العِبَادِ في بَعْضِ الأزْمَانِ والأحْيَانِ، فَقَالَ [ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ ] رَوَاهُ مُسْلِمٌ (2821)، ولَيْسَ بمُسْتَنْكَرٍ أنْ يَسْألَ العِبَادُ رَبَّهُم أنْ يُحَقِّقَ لَهُم ذَلِكَ ويَعْصِمَهُم مِنَ الشَّيْطَانِ، وهُوَ مِنْ جِنْسِ الاسْتِعَاذَة بالله تَعَالَى مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَلاَ حَرَجَ عَلَى مَنْ دَعَا بِهِ وسَألَ الله تَعَالَى بِمَا جَاءَ فِيهِ، مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادِ فَضْلٍ خَاصٍّ أو أثَرٍ مُعَيَّنٍ لكَلِمَاتِهِ، بَلْ يَعْتَقِدُ أنَّهَا كَغَيْرِهَا مِنْ كَلِمَاتِ الدُّعَاء، الصِّدْقُ والإخْلاَصُ فِيهَا هُوَ سَبَبُ قَبُولِهَا، ولَيْسَ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ.

    ثَانِيًا: أمَّا عَنْ وُقُوعِ الحَادِثَة المَذْكُورَة ومَجِيء الشَّيْطَان إلى مُحَمَّد بْن وَاسِع ومُخَاطَبَته بذَلِكَ الكَلاَم، فهذا لا نَسْتَطِيعُ أنْ نُؤَكِّدَهُ، ولا نَنْفِيهِ أيْضًا، والسَّبَبُ أنَّنَا لَمْ نَجِدْ سَنَد هذه القِصَّة في كُتُبِ الأثَر والرِّوَايَة، كَمَا أنَّنَا لا نَرَى في مَقْصُودِهَا شَيْئًا مُسْتَنْكَرًا يَسْتَحِقُّ التَّكْذِيب: فَكَلِمَات الدُّعَاء مَقْبُولَة شَرْعًا وهي كَالاسْتِعَاذَة، والشَّيْطَان يَتَصَاغَر عِنْدَ الاسْتِعَاذَة بالله، وأشَدّ مَا يَجِدْهُ إذا حَالَت رَحْمَةُ الله بَيْنَهُ وبَيْنَ العِبَادِ، فَقَدِ اسْتَكْبَرَ هُوَ عَنْهَا فَلاَ يُرِيدُ أنْ تَنَالَ أحَدًا مِنَ الخَلْقِ.
    أمَّا تَفَاصِيل القِصَّة فَلَعَلَّ الأقْرَب أنَّهَا رُؤْيَا مَنَام، ولَيْسَت حَقِيقَة وَاقِعَة، وإنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُعْرَض للبَشَرِ بصُورَةِ رَجُل، كَمَا (عُرِضَ لأبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ وَكَّلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بحِفْظِ مَالِ الصَّدَقَة) رَوَاهُ البُخَارِيُّ مُعَلَّقًا (3275)، وفي كُتُبِ السِّيَر كَثِيرٌ مِنَ القِصَصِ المُشَابشهَة، ولَمْ نَرَ أحَدًا مِنْ أهْلِ العِلْم يُعَقِّب عَلَيْهَا بالتَّكْذِيبِ والنَّفْي - انْظُر كِتَاب: سِلاَحُ اليَقْظَانِ لطَرْدِ الشَّيْطَان للشَّيْخِ عَبْدُ العَزِيزِ السَّلْمَان (ص/15) - ومُحَمَّد بْن وَاسِع مِنْ أئِمَّةِ العِلْم والدِّين، تُوُفِّيَ سَنَة (123هـ) وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أهْل البَصْرَة وأفْضَلِهِم، حتى قَالَ فِيهِ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ [ مَا أحَدٌ أُحِبُّ أنْ ألْقَى الله بمِثْلِ صَحِيفَتِهِ مِثْل مُحَمَّد بْن وَاسِع ] انْظُر تَرْجَمَتَهُ في سِيَرِ أعْلاَم النُّبَلاَء (6/119)، فَلاَ يُسْتَبْعَد أنَّ الشَّيْطَانَ يَئِسَ مِنْ إغْوَائِهِ وإضْلاَلِهِ فَجَاءَ يَطْلُبُ مِنْهُ الكَفَّ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِ.
    ورَغْمَ ذَلِكَ فَالجَزْمُ بثُبُوتِهَا خَطَأ أيْضًا، إذْ لَمْ نَرَ مَنْ ذَكَرَهَا إلاَّ أبُو حَامِد الغَزَّالِي في إحْيَاءِ عُلُوم الدِّين (3/38)، ومِنَ المَعْلُومِ أنَّ كِتَابَ الإحْيَاء يَحْوِي الكَثِير مِنَ الأحَادِيثِ والآثَارِ والقِصَصِ الضَّعِيفَةِ والمَوْضُوعَةِ، فَلاَ يُرْكَن إلى نَقْلِهِ.

    جَاءَ في فَتَاوَى الشَّيْخ ابْن بَاز رَحِمَهُ الله (26/129-130):
    السُّؤَالُ: قَالَ مُحَمَّد بْن وَاسِع رَحِمَهُ الله (كُنْتُ أقُولُ صَبَاحًا ومَسَاءً: اللَّهُمَّ إنَّكَ سَلَّطْتَ عَلَيْنَا عَدُوًّا بَصِيرًا بعُيُوبِنَا، مُطَّلِعًا عَلَى عَوْرَاتِنَا، يَرَانَا هُوَ وقَبِيلهُ مِنْ حَيْثُ لا نَرَاهُم, اللَّهُمَّ فَآيِسْهُ مِنَّا كَمَا آيَسْتهُ مِنْ رَحْمَتِكَ, وقَنِّطْهُ مِنَّا كَمَا قَنَّطْتهُ مِنْ عَفْوِكَ, وبَاعِد بَيْنَنَا وبَيْنَهُ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَهُ وبَيْنَ جَنَّتِكَ)، قَالَ مُحَمَّد بْن وَاسِع (فَرَأيْتُ إبْلِيس في المَنَامِ فَقَالَ: لا تُعَلِّم هذا الدُّعَاء لأحَدٍ، فَقُلْتُ: واللهِ لا أمْنَعُهُ مِنْ مُسْلِمٍ)، فَمَا رَأيُ سَمَاحَتكُم بهذا الدُّعَاء؟ وهَلْ يَجُوز الدُّعَاء بِهِ؟
    فَأجَابَ عَنْهُ سَمَاحَته بتَارِيخ 18/ 12/ 1414هـ:
    مُحَمَّد بْن وَاسِع الأُزْدِيّ البَصْرِيّ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، ومِنَ الثِّقَاتِ العُبَّادِ رَحِمَهُ الله، وهذا الدُّعَاء لا بَأسَ بِهِ، ولَمْ أقِفْ عَلَيْهِ في تَرْجَمَةِ مُحَمَّد المَذْكُور في البِدَايَةِ لابْن كَثِير.
    ويَكْفِي عَنْ ذَلِكَ التَّعَوُّذ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ [ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ] (الأعْرَافُ/200)، وقَالَ سُبْحَانَهُ [ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ] (النَّحْلُ/98)، وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَتَعَوَّذَ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ في صَلاَتِهِ وغَيْرِهَا بقَوْلِهِ [ أعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ] ورُبَّمَا قَالَ [ أعُوذُ باللهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِهِ ]، وقَدْ فَسَّرَ أهْلُ العِلْمِ الهَمْز بالصَّرَعِ، والنَّفْخ بالكِبْرِ، والنَّفْث بالشِّعْرِ، يَعْنُونَ بذَلِكَ المَذْمُوم، واللهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ. انْتَهَى.

    والخُلاَصَة: أنَّهُ لا يَنْبَغِي الجَزْم بثُبُوتِ مِثْل هذه القِصَّة؛ إذ لَمْ تَرِدْ مُسْنَدَة في كِتَابٍ، ولَمْ تَرِدْ أيْضًا في كِتَابٍ يَتَحَرَّى الدِّقَّة، وإنْ كَانَ الدُّعَاءُ لا بَأسَ بِهِ، ولا نَكَارَةَ في مَعَانِيهِ ولا ألْفَاظِهِ، مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادٍ أنْ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ فَضِيلَة مُعَيَّنَة، لا مَا جَاءَ في القِصَّةِ ولا غَيْرهَا مِنَ الفَضَائِلِ، ومِنْ غَيْرِ أنْ يُتَّخَذ أيْضًا وِرْدًا ثَابِتًا كَالأوْرَادِ التي وَرَدَت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
    أُخْتِي الكَرِيمَة إيمان المسلمة:
    بالنِّسْبَةِ لقَوْلكِ (كَتَبَ اللهُ أجْرَكَ بنِيَّتِكَ الحَسَنَة) أقُولُ في عُمُومِ الأمْر: العَمَلُ الفَاسِدُ لا تُصْلِحُهُ النِّيَّةُ الحَسَنَةُ، والنِّيَّةُ الفَاسِدَةُ لا يُصْلِحُهَا العَمَلُ الحَسَنُ، رَوَى البُخَارِيُّ؛ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) ]، والحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أنَّ الأعْمَالَ لا تَصِحُّ إلاَّ مَعَ وُجُودِ النِّيَّة الصَّالِحَة لَهَا، لأنَّ النِّيَّةَ تُؤَثِّرُ في العَمَلِ، فَنَرَاهَا تُحَوِّلُ المُبَاح إلى قُرْبَةٍ وطَاعَةٍ وغُلُوٍّ، كَغُلاَة الصُّوفِيَّة والشِّيعَة الَّذِينَ يُحَوِّلُونَ حُبّ آل البَيْت مِنْ أمْرٍ مُبَاحِ إلى غُلُوٍّ مَذْمُومٍ، أو تُحَوِّلُ الطَّاعَة إلى مَعْصِيَةٍ، كَمَنْ يَفْعَلهَا رِيَاءً وسُمْعَةً أو لأجْلِ دُنْيَا يُصِيبُهَا، لكِنَّ النِّيَّة أبَدًا لا تُحَوِّلُ المَعْصِيَة إلى مُبَاحٍ كَمَا يَظُنّ أكْثَر النَّاس، قَالَ الشَّيْخُ الغَزَّالِيُّ رَحْمَةُ الله عَلَيْهِ فِيمَا صَحَّ عَنْهُ في الإحْيَاءِ (4/368) في (انْقِسَامِ الأعْمَال إلى مَعَاصٍ وطَاعَاتٍ ومُبَاحَاتٍ وتَأثِير النِّيَّة في ذَلِكَ) [ القِسْمُ الأوَّلُ: المَعَاصِي، وهي لا تَتَغَيَّر عَنْ مَوْضِعِهَا بالنِّيَّةِ، فَلاَ يَنْبَغِي أنْ يَفْهَمَ الجَاهِلُ ذَلِكَ مِنْ عُمُومِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلاَم (إنَّمَا الأعْمَالُ بالنِّيَّاتِ) فَيَظُنّ أنَّ المَعْصِيَةَ تَنْقَلِب طَاعَة بالنِّيَّةِ، كَالَّذِي يَغْتَاب إنْسَانًا مُرَاعَاةً لقَلْبِ غَيْرِهِ، أو يُطْعِم فَقِيرًا مِنْ مَالِ غَيْرِهِ، أو يَبْنِي مَدْرَسَةً أو مَسْجِدًا أو رِبَاطًا بمَالٍ حَرَامٍ، وقَصْدهُ الخَيْر، فهذا كُلّهُ جَهْل، والنِّيَّة لا تُؤَثِّر في إخْرَاجِهِ عَنْ كَوْنِهِ ظُلْمًا وعُدْوَانًا ومَعْصِيَةً، بَلْ قَصْده الخَيْرَ بالشَّرِّ عَلَى خِلاَفِ مُقْتَضَى الشَّرْع؛ شَرٌّ آخَرٌ، فَإنْ عَرَفَهُ فَهُوَ مُعَانِدٌ للشَّرْعِ، وإنْ جَهِلَهُ فَهُوَ عَاصٍ بجَهْلِهِ؛ إذْ طَلَبُ العِلْمِ فَرِيَضة عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ]، إلى أنْ قَالَ [ فَإذَنْ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلاَم: (إنَّمَا الأعْمَالُ بالنِّيَّاتِ) يَخْتَصُّ مِنَ الأقْسَامِ الثَّلاَثَة بالطَّاعَاتِ والمُبَاحَاتِ دُونَ المَعَاصِي؛ إذِ الطَّاعَة تَنْقَلِب مَعْصِيَة بالقَصْدِ، والمُبَاح يَنْقَلِب مَعْصِيَة وطَاعَة بالقَصْدِ، فَأمَّا المَعْصِيَة فَلاَ تَنْقَلِب طَاعَة بالقَصْدِ أصْلاً، نَعَم، للنِّيَّةِ دَخْلٌ فِيهَا، وهُوَ أنَّهُ إذا انْضَافَ إلَيْهَا قُصُود خَبِيثَة تَضَاعَفَ وِزْرهَا وعَظُمَ وَبَالهَا ]، فَلاَ يَجِبُ أنْ يَعْتَقِدَ الفَرْد أنَّهُ يَفْعَل مَا يَفْعَل وسَوْفَ يُثَابُ عَلَيْهِ طَالَمَا كَانَت نِيَّتهُ طَيِّبَة، فهذا اعْتِقَادٌ فَاسِدٌ لا يَصِحّ إلاَّ في حَالاَتٍ مُحَدَّدَةٍ فَقَط، وهذا الاعْتِقَاد الفَاسِد يُورِثُ عَدَم تَحَرِّي صِحَّة القَوْل والعَمَل، والاسْتِهَانَة بالأُمُورِ وعَدَم الوُقُوف عَلَى أحْكَامِ كُلّ شَيْء، ولَمَّا كَانَ ذَلِكَ رَأيْنَا المُنْتَدَيَات كَافَّة حتى الإسْلاَمِيَّة مِنْهَا تَعُجّ بالقَصَصِ المَكْذُوبَةِ والرِّوَايَاتِ المُخْتَلَقَةِ والأحَادِيثِ المَوْضُوعَةِ والإعْجَازِ الوَهْمِيِّ، واللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا يَصِفُونَ.

    وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 28-02-2015, 12:31 PM.
    لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله

  • #2
    رد: الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

    جزاك الله خيرا اخى
    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 01-11-2014, 08:33 PM.
    اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

    تعليق


    • #3
      رد: الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

      بارك الله فيك
      وجزاك كل خيرآ



      تعليق


      • #4
        رد: الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

        كتب الله أجرك بنيتك الحسنة وأثابك لكن جعل هذه الصيغة المحددة لطرد الشياطين من البدع برجاء الإطلاع على هذه الفتاوى أحسن اليك الله

        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
        وصلني هذا الإيميل اليوم يحمل عنوان ( الدعاء الذي يخافه الشيطان )
        و الموضوع كالآتي:
        ورد في الأثر عن الإمام محمد بن واسع انه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص --فجاءه شيطان وقال له يا إمام أعاهدك أنى لن أوسوس لك أبدا ولم آتيك ولن أمرك بمعصية ولكن بشرط أن لا تدعوا الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لأحد فقال له الإمام كلا -- سأعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت هل تريد معرفه هذا الدعاء ؟؟؟؟ كان يدعوا فيقول : اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيلة من حيث لانراهم اللهم أيسه منا كما آيستـه من رحمتك وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك - وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك
        و هذه الرواية منتشر بكثير من المنتديات و ترسل لعدد كثير من المسلمين عن طريق الإيميل
        و لقد وجة السؤال لفضيلة الشيخ في موقع islamlight.com

        هذا السؤال المرسل
        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ما مدى صحة هذا الحديث
        (ورد في الأثر عن الإمام محمد بن واسع انه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص --فجاءه شيطان وقال له يا إمام أعاهدك أنى لن أوسوس لك أبدا ولم آتيك ولن أمرك بمعصية ولكن بشرط أن لا تدعوا الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لأحد فقال له الإمام كلا -- سأعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت هل تريد معرفه هذا الدعاء ؟؟؟؟ كان يدعوا فيقول : اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيلة من حيث لانراهم اللهم أيسه منا كما آيستـه من رحمتك وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك - وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك)

        أجاب عنها فضيلة الشيخ اللجنة العلمية
        بسم الله الرحمن الرحيم
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
        هذا الدعاء لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم له أصلا في كتب السنة وجعل هذه الصيغة المحددة لطرد الشياطين من البدع ومن الإحداث في الدين، وقد نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم عن الابتداع والإحداث في الدين أشد النهي، فقال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". وفي رواية: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". أي مردود على صاحبه وغير مقبول منه. وفي الأذكار الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم كفاية وغنية ,
        والله أعلم
        ***************************




        قرات هذا باحد المنتديات واحببت التاكد من صحته ان امكن ...


        ورد فى الاثر عن الامام محمد بن واسع انه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص -- فجائه شيطان وقال له يا امام أعاهدك انى لن أوسوس لك ابدا ولم آتيك ولن أمرك بمعصيه ولكن بشرط ان لاتدعوا الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لاحد
        فقال له الامام كلا -- ساعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت
        هل تريد معرفه الدعـــــــــــــــاء ؟؟؟

        ان يدعوا فيقول


        اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم -- اللهم آيسه منا كما آيستـه من رحمتك
        وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك -- وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك


        رحمكم الله واثابكم


        لا أظنه يصح ، ومحمد بن واسع من العباد الزهاد بل هو من المجاهدين في سبيل الله .

        والنبي صلى الله عليه وسلم قد كُذِب عليه ، فكيف بغيره .

        ويبعد أن يتمثّل الشيطان لرجل ليردّه عن مثل هذا الدعاء .

        وأما الدعاء فليس فيه ما يُستنكر ، ولكن أفعال التابعين فمن بعدهم لا تُعتبر حجّة .

        وليس شيء أشد على الشيطان من الاستغفار ، وهو معلوم لكل أحد ولكن الناس عن تحصين أنفسهم من عدوّهم المُبين الظاهر العداوة غافلون .

        والله تعالى أعلى وأعلم .
        المجيب الشيخ
        عبد الرحمن السحيم
        ********************************

        اما في موقع شبكة الإسلام فهدا هو الرد ,,
        رقم الفتوى :
        35456
        عنوان الفتوى :
        الدعاء المذكور لا بأس به
        تاريخ الفتوى :
        29 جمادي الأولى 1424 / 29-07-2003

        السؤال
        السلام عليكم أرجو إخباري وإعلامي بصحة ماوردني على البريد وهو هذا الدعاء: بسم الله الرحمن الرحيم ورد في الأثر عن الإمام محمد بن واسع أنه كان يدعو الله كل يوم بدعاء خاص فجاءه شيطان وقال له يا إمام أعاهدك أني لن أوسوس لك أبدا ولن آتيك ولن آمرك بمعصية ولكن بشرط أن لا تدعو الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لأحد فقال له الإمام: كلا سأعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت
        هل تريد معرفة هذا الدعاء كان يدعو فيقول: (اللهم إنك سلطت علينا عدوا عليماًبعيوبنا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم اللهم آيسه منا كما آيستـه من رحمتك وقنطهمنا كما قنطـته من عـفوك وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك) ادعـوا بهذا الدعاء وساعدوا على نشر هذه الرسالة. أرجو الإجابة بصحته أو عدمهامشكورين.

        الفتوى
        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلىآله وصحبه أما بعد:
        فقد أورد هذه الحكاية الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين"، ولا يمكننا أن نحكم بصحتها أو ضعفها، لعدم وقوفنا على سند لها، لكن الدعاء المذكور لا بأس به، لصحة معناه، وأما التعاون على نشره بين الناس، فنرى أن التعاون على نشر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح أولى بذلك؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولوآية. رواه البخاري.
        ففي الاشتغال بهذا شغل عما سواه.
        والله أعلم.
        المفتـــي:
        مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

        وفقك الله الى ما يحب ويرضى


        __________________
        سلسلةمفهوم السلفية
        للشيخ : محمد ناصر الدين الألباني

        اللهم بلغت اللهم فاشهد

        تعليق


        • #5
          رد: الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
          الإخْوَةُ والأخَوَاتُ الكِرَامُ
          السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
          بَارَكَ اللهُ فِيكِ أُخْتِنا الكَرِيمَة إيمان المسلمة عَلَى هذا البَيَانِ الطَّيِّبِ، جَعَلَهُ اللهُ في مِيزَانِ حَسَنَاتكِ إنْ شَاءَ الله، وإنْ كَانَ لِي تَعْقِيبٌ عَلَى قَوْلِكِ (كَتَبَ اللهُ أجْرَكَ بنِيَّتِكَ الحَسَنَة) أُورِدُهُ إنْ شَاءَ الله في نِهَايَةِ رَدِّي، والآن مَعَ فَتْوَى في نَفْسِ مَوْضُوع الدُّعَاء المَذْكُور.
          وَرَدَ هذا السُّؤَال إلى مَوْقِعِ الإسْلاَم سُؤَال وجَوَاب الَّذِي يُشْرِفُ عَلَيْهِ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ مُحَمَّد صَالِح المُنَجِّد:
          السُّؤَالُ: أوَدُّ السُّؤَال عَنْ دُعَاءٍ يُتَنَاقَل الآن في المُنْتَدَيَاتِ بعُنْوَانِ (دُعَاءٌ يَسْتَغِيثُ مِنْهُ الشَّيْطَان)، وهُوَ وَرَدَ في الأثَرِ عَنِ الإمَامِ مُحَمَّد بْن وَاسِع [ أنَّهُ كَانَ يَدْعُو الله كُلّ يَوْمٍ بدُعَاءٍ خَاصٍّ، فَجَاءَهُ شَيْطَانٌ وقَالَ لَهُ: يَا إمَام؛ أُعَاهِدُكَ أنِّي لَنْ أُوَسْوِسُ لَكَ أبَدًا، ولَنْ آتِيكَ ولَنْ آمُرُكَ بمَعْصِيَةٍ، ولَكِنْ بشَرْطٍ أنْ لا تَدْعُو الله بهذا الدُّعَاء، ولا تُعَلِّمهُ لأحَدٍ، فَقَالَ لَهُ الإمَام: كَلاَّ، سَأُعَلِّمُهُ لكُلِّ مَنْ قَابَلْتُ وافْعَل مَا شِئْتَ ]، هَلْ تُرِيد مَعْرِفَه هذا الدُّعَاء؟ كَانَ يَدْعُو فَيَقُول (اللَّهُمَّ إنَّكَ سَلَّطْتَ عَلَيْنَا عَدُوًّا عَلِيمًا بعُيُوبِنَا، يَرَانَا هُوَ وقَبِيله مِنْ حَيْثُ لا نَرَاهُم، اللَّهُمَّ آيِسْهُ مِنَّا كَمَا آيَسْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وقَنِّطْهُ مِنَّا كَمَا قَنَّطْتَهُ مِنْ عَفْوِكَ، وبَاعِد بَيْنَنَا وبَيْنَهُ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَهُ وبَيْنَ رَحْمَتِكَ وجَنَّتِكَ)، فَهَلْ يَصِحُّ هذا الأثَر؟ وجَزَاكَ اللهُ الجَنَّة.
          الجَوَابُ:
          الحَمْدُ للهِ؛؛
          في هذه الحِكَايَةِ جَانِبَانِ اثْنَانِ لاَبُدَّ مِنَ التَّنْبِيهِ عَلَيْهِمَا:
          أوَّلاً: شَرْعِيَّة كَلِمَات الدُّعَاء المَذْكُورَة عَنْ مُحَمَّد بْن وَاسِع رَحِمَهُ الله، فَهِيَ جُمَلٌ صَحِيحَةُ المَعَانِي، مُسْتَقِيمَةُ المَقَاصِدِ، لَيْسَ فِيهَا مَا يُسْتَنْكَر ولا مَا يُسْتَغْرَب، فَالدُّعَاء بتَقْنِيطِ الشَّيْطَان مِنْ إغْوَائِكَ وإضْلاَلِكَ لَهُ مَا يَشْهَد لَهُ، ولَيْسَ اعْتِدَاءً في الدُّعَاءِ، فَقَدْ أخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنَّ الشَّيْطَانَ يُصِيبُهُ اليَأسَ مِنَ العِبَادِ في بَعْضِ الأزْمَانِ والأحْيَانِ، فَقَالَ [ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ ] رَوَاهُ مُسْلِمٌ (2821)، ولَيْسَ بمُسْتَنْكَرٍ أنْ يَسْألَ العِبَادُ رَبَّهُم أنْ يُحَقِّقَ لَهُم ذَلِكَ ويَعْصِمَهُم مِنَ الشَّيْطَانِ، وهُوَ مِنْ جِنْسِ الاسْتِعَاذَة بالله تَعَالَى مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَلاَ حَرَجَ عَلَى مَنْ دَعَا بِهِ وسَألَ الله تَعَالَى بِمَا جَاءَ فِيهِ، مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادِ فَضْلٍ خَاصٍّ أو أثَرٍ مُعَيَّنٍ لكَلِمَاتِهِ، بَلْ يَعْتَقِدُ أنَّهَا كَغَيْرِهَا مِنْ كَلِمَاتِ الدُّعَاء، الصِّدْقُ والإخْلاَصُ فِيهَا هُوَ سَبَبُ قَبُولِهَا، ولَيْسَ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ.

          ثَانِيًا: أمَّا عَنْ وُقُوعِ الحَادِثَة المَذْكُورَة ومَجِيء الشَّيْطَان إلى مُحَمَّد بْن وَاسِع ومُخَاطَبَته بذَلِكَ الكَلاَم، فهذا لا نَسْتَطِيعُ أنْ نُؤَكِّدَهُ، ولا نَنْفِيهِ أيْضًا، والسَّبَبُ أنَّنَا لَمْ نَجِدْ سَنَد هذه القِصَّة في كُتُبِ الأثَر والرِّوَايَة، كَمَا أنَّنَا لا نَرَى في مَقْصُودِهَا شَيْئًا مُسْتَنْكَرًا يَسْتَحِقُّ التَّكْذِيب: فَكَلِمَات الدُّعَاء مَقْبُولَة شَرْعًا وهي كَالاسْتِعَاذَة، والشَّيْطَان يَتَصَاغَر عِنْدَ الاسْتِعَاذَة بالله، وأشَدّ مَا يَجِدْهُ إذا حَالَت رَحْمَةُ الله بَيْنَهُ وبَيْنَ العِبَادِ، فَقَدِ اسْتَكْبَرَ هُوَ عَنْهَا فَلاَ يُرِيدُ أنْ تَنَالَ أحَدًا مِنَ الخَلْقِ.
          أمَّا تَفَاصِيل القِصَّة فَلَعَلَّ الأقْرَب أنَّهَا رُؤْيَا مَنَام، ولَيْسَت حَقِيقَة وَاقِعَة، وإنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُعْرَض للبَشَرِ بصُورَةِ رَجُل، كَمَا (عُرِضَ لأبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ وَكَّلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بحِفْظِ مَالِ الصَّدَقَة) رَوَاهُ البُخَارِيُّ مُعَلَّقًا (3275)، وفي كُتُبِ السِّيَر كَثِيرٌ مِنَ القِصَصِ المُشَابشهَة، ولَمْ نَرَ أحَدًا مِنْ أهْلِ العِلْم يُعَقِّب عَلَيْهَا بالتَّكْذِيبِ والنَّفْي - انْظُر كِتَاب: سِلاَحُ اليَقْظَانِ لطَرْدِ الشَّيْطَان للشَّيْخِ عَبْدُ العَزِيزِ السَّلْمَان (ص/15) - ومُحَمَّد بْن وَاسِع مِنْ أئِمَّةِ العِلْم والدِّين، تُوُفِّيَ سَنَة (123هـ) وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أهْل البَصْرَة وأفْضَلِهِم، حتى قَالَ فِيهِ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ [ مَا أحَدٌ أُحِبُّ أنْ ألْقَى الله بمِثْلِ صَحِيفَتِهِ مِثْل مُحَمَّد بْن وَاسِع ] انْظُر تَرْجَمَتَهُ في سِيَرِ أعْلاَم النُّبَلاَء (6/119)، فَلاَ يُسْتَبْعَد أنَّ الشَّيْطَانَ يَئِسَ مِنْ إغْوَائِهِ وإضْلاَلِهِ فَجَاءَ يَطْلُبُ مِنْهُ الكَفَّ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِ.
          ورَغْمَ ذَلِكَ فَالجَزْمُ بثُبُوتِهَا خَطَأ أيْضًا، إذْ لَمْ نَرَ مَنْ ذَكَرَهَا إلاَّ أبُو حَامِد الغَزَّالِي في إحْيَاءِ عُلُوم الدِّين (3/38)، ومِنَ المَعْلُومِ أنَّ كِتَابَ الإحْيَاء يَحْوِي الكَثِير مِنَ الأحَادِيثِ والآثَارِ والقِصَصِ الضَّعِيفَةِ والمَوْضُوعَةِ، فَلاَ يُرْكَن إلى نَقْلِهِ.

          جَاءَ في فَتَاوَى الشَّيْخ ابْن بَاز رَحِمَهُ الله (26/129-130):
          السُّؤَالُ: قَالَ مُحَمَّد بْن وَاسِع رَحِمَهُ الله (كُنْتُ أقُولُ صَبَاحًا ومَسَاءً: اللَّهُمَّ إنَّكَ سَلَّطْتَ عَلَيْنَا عَدُوًّا بَصِيرًا بعُيُوبِنَا، مُطَّلِعًا عَلَى عَوْرَاتِنَا، يَرَانَا هُوَ وقَبِيلهُ مِنْ حَيْثُ لا نَرَاهُم, اللَّهُمَّ فَآيِسْهُ مِنَّا كَمَا آيَسْتهُ مِنْ رَحْمَتِكَ, وقَنِّطْهُ مِنَّا كَمَا قَنَّطْتهُ مِنْ عَفْوِكَ, وبَاعِد بَيْنَنَا وبَيْنَهُ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَهُ وبَيْنَ جَنَّتِكَ)، قَالَ مُحَمَّد بْن وَاسِع (فَرَأيْتُ إبْلِيس في المَنَامِ فَقَالَ: لا تُعَلِّم هذا الدُّعَاء لأحَدٍ، فَقُلْتُ: واللهِ لا أمْنَعُهُ مِنْ مُسْلِمٍ)، فَمَا رَأيُ سَمَاحَتكُم بهذا الدُّعَاء؟ وهَلْ يَجُوز الدُّعَاء بِهِ؟
          فَأجَابَ عَنْهُ سَمَاحَته بتَارِيخ 18/ 12/ 1414هـ:
          مُحَمَّد بْن وَاسِع الأُزْدِيّ البَصْرِيّ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، ومِنَ الثِّقَاتِ العُبَّادِ رَحِمَهُ الله، وهذا الدُّعَاء لا بَأسَ بِهِ، ولَمْ أقِفْ عَلَيْهِ في تَرْجَمَةِ مُحَمَّد المَذْكُور في البِدَايَةِ لابْن كَثِير.
          ويَكْفِي عَنْ ذَلِكَ التَّعَوُّذ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ [ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ] (الأعْرَافُ/200)، وقَالَ سُبْحَانَهُ [ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ] (النَّحْلُ/98)، وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَتَعَوَّذَ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ في صَلاَتِهِ وغَيْرِهَا بقَوْلِهِ [ أعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ] ورُبَّمَا قَالَ [ أعُوذُ باللهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِهِ ]، وقَدْ فَسَّرَ أهْلُ العِلْمِ الهَمْز بالصَّرَعِ، والنَّفْخ بالكِبْرِ، والنَّفْث بالشِّعْرِ، يَعْنُونَ بذَلِكَ المَذْمُوم، واللهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ. انْتَهَى.

          والخُلاَصَة: أنَّهُ لا يَنْبَغِي الجَزْم بثُبُوتِ مِثْل هذه القِصَّة؛ إذ لَمْ تَرِدْ مُسْنَدَة في كِتَابٍ، ولَمْ تَرِدْ أيْضًا في كِتَابٍ يَتَحَرَّى الدِّقَّة، وإنْ كَانَ الدُّعَاءُ لا بَأسَ بِهِ، ولا نَكَارَةَ في مَعَانِيهِ ولا ألْفَاظِهِ، مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادٍ أنْ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ فَضِيلَة مُعَيَّنَة، لا مَا جَاءَ في القِصَّةِ ولا غَيْرهَا مِنَ الفَضَائِلِ، ومِنْ غَيْرِ أنْ يُتَّخَذ أيْضًا وِرْدًا ثَابِتًا كَالأوْرَادِ التي وَرَدَت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
          أُخْتِي الكَرِيمَة إيمان المسلمة:
          بالنِّسْبَةِ لقَوْلكِ (كَتَبَ اللهُ أجْرَكَ بنِيَّتِكَ الحَسَنَة) أقُولُ في عُمُومِ الأمْر: العَمَلُ الفَاسِدُ لا تُصْلِحُهُ النِّيَّةُ الحَسَنَةُ، والنِّيَّةُ الفَاسِدَةُ لا يُصْلِحُهَا العَمَلُ الحَسَنُ، رَوَى البُخَارِيُّ؛ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) ]، والحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أنَّ الأعْمَالَ لا تَصِحُّ إلاَّ مَعَ وُجُودِ النِّيَّة الصَّالِحَة لَهَا، لأنَّ النِّيَّةَ تُؤَثِّرُ في العَمَلِ، فَنَرَاهَا تُحَوِّلُ المُبَاح إلى قُرْبَةٍ وطَاعَةٍ وغُلُوٍّ، كَغُلاَة الصُّوفِيَّة والشِّيعَة الَّذِينَ يُحَوِّلُونَ حُبّ آل البَيْت مِنْ أمْرٍ مُبَاحِ إلى غُلُوٍّ مَذْمُومٍ، أو تُحَوِّلُ الطَّاعَة إلى مَعْصِيَةٍ، كَمَنْ يَفْعَلهَا رِيَاءً وسُمْعَةً أو لأجْلِ دُنْيَا يُصِيبُهَا، لكِنَّ النِّيَّة أبَدًا لا تُحَوِّلُ المَعْصِيَة إلى مُبَاحٍ كَمَا يَظُنّ أكْثَر النَّاس، قَالَ الشَّيْخُ الغَزَّالِيُّ رَحْمَةُ الله عَلَيْهِ فِيمَا صَحَّ عَنْهُ في الإحْيَاءِ (4/368) في (انْقِسَامِ الأعْمَال إلى مَعَاصٍ وطَاعَاتٍ ومُبَاحَاتٍ وتَأثِير النِّيَّة في ذَلِكَ) [ القِسْمُ الأوَّلُ: المَعَاصِي، وهي لا تَتَغَيَّر عَنْ مَوْضِعِهَا بالنِّيَّةِ، فَلاَ يَنْبَغِي أنْ يَفْهَمَ الجَاهِلُ ذَلِكَ مِنْ عُمُومِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلاَم (إنَّمَا الأعْمَالُ بالنِّيَّاتِ) فَيَظُنّ أنَّ المَعْصِيَةَ تَنْقَلِب طَاعَة بالنِّيَّةِ، كَالَّذِي يَغْتَاب إنْسَانًا مُرَاعَاةً لقَلْبِ غَيْرِهِ، أو يُطْعِم فَقِيرًا مِنْ مَالِ غَيْرِهِ، أو يَبْنِي مَدْرَسَةً أو مَسْجِدًا أو رِبَاطًا بمَالٍ حَرَامٍ، وقَصْدهُ الخَيْر، فهذا كُلّهُ جَهْل، والنِّيَّة لا تُؤَثِّر في إخْرَاجِهِ عَنْ كَوْنِهِ ظُلْمًا وعُدْوَانًا ومَعْصِيَةً، بَلْ قَصْده الخَيْرَ بالشَّرِّ عَلَى خِلاَفِ مُقْتَضَى الشَّرْع؛ شَرٌّ آخَرٌ، فَإنْ عَرَفَهُ فَهُوَ مُعَانِدٌ للشَّرْعِ، وإنْ جَهِلَهُ فَهُوَ عَاصٍ بجَهْلِهِ؛ إذْ طَلَبُ العِلْمِ فَرِيَضة عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ]، إلى أنْ قَالَ [ فَإذَنْ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلاَم: (إنَّمَا الأعْمَالُ بالنِّيَّاتِ) يَخْتَصُّ مِنَ الأقْسَامِ الثَّلاَثَة بالطَّاعَاتِ والمُبَاحَاتِ دُونَ المَعَاصِي؛ إذِ الطَّاعَة تَنْقَلِب مَعْصِيَة بالقَصْدِ، والمُبَاح يَنْقَلِب مَعْصِيَة وطَاعَة بالقَصْدِ، فَأمَّا المَعْصِيَة فَلاَ تَنْقَلِب طَاعَة بالقَصْدِ أصْلاً، نَعَم، للنِّيَّةِ دَخْلٌ فِيهَا، وهُوَ أنَّهُ إذا انْضَافَ إلَيْهَا قُصُود خَبِيثَة تَضَاعَفَ وِزْرهَا وعَظُمَ وَبَالهَا ]، فَلاَ يَجِبُ أنْ يَعْتَقِدَ الفَرْد أنَّهُ يَفْعَل مَا يَفْعَل وسَوْفَ يُثَابُ عَلَيْهِ طَالَمَا كَانَت نِيَّتهُ طَيِّبَة، فهذا اعْتِقَادٌ فَاسِدٌ لا يَصِحّ إلاَّ في حَالاَتٍ مُحَدَّدَةٍ فَقَط، وهذا الاعْتِقَاد الفَاسِد يُورِثُ عَدَم تَحَرِّي صِحَّة القَوْل والعَمَل، والاسْتِهَانَة بالأُمُورِ وعَدَم الوُقُوف عَلَى أحْكَامِ كُلّ شَيْء، ولَمَّا كَانَ ذَلِكَ رَأيْنَا المُنْتَدَيَات كَافَّة حتى الإسْلاَمِيَّة مِنْهَا تَعُجّ بالقَصَصِ المَكْذُوبَةِ والرِّوَايَاتِ المُخْتَلَقَةِ والأحَادِيثِ المَوْضُوعَةِ والإعْجَازِ الوَهْمِيِّ، واللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا يَصِفُونَ.

          وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
          والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

          تعليق


          • #6
            رد: الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


            لقد وفيتم جميعا اخواني واخواتي بالرد الوافي
            لذلك لا اجد مااضيفه
            وجزاكم خيرا على حسن تعاونكم لنشر العلم
            ينقل لقسم الفقه


            اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

            تعليق


            • #7
              رد: الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

              جزاك الله كل خير أخي الفاضل وبارك الله فيك ونفع بك الأمة تقبل مروري
              كلا إن معي ربي سيهدين

              تعليق


              • #8
                رد: الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

                بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                الأخُ الفَاضِلُ
                السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                بَارَكَ اللهُ فِيكَ عَلَى مُرُورِكَ الطَّيِّب، وجَزَاكَ بمِثْلِ مَا دَعَوْتَ، اللَّهُمَّ آمِينَ.

                لِي تَعْلِيقٌ بَسِيطٌ عَلَى اسْمِكَ إذا تَفَضَّلْتَ، فَهُوَ لا يُنَاسِب المُنْتَدَيَات، فَهُوَ يَصْلُح أكْثَر لكَوْنِهِ عُنْوَان مَقَال (التَّوْبَةُ والشَّيْطَانُ)، لَكِنَّهُ لا يَصْلُح لكَوْنِهِ اسْم عُضْو يُنَادِيهِ بِهِ النَّاس، فَلاَ يُعْقَل أنْ يُنَادِيكَ أحَد بـ (أخِي التَّوْبَة والشَّيْطَان) فَوَاوِ العَطْف تَجْعَلنَا كَأنَّنَا نَقُولُ (أخِي الشَّيْطَان)، كَمَا أنَّ للأسْمَاءِ ضَوَابِط، ومِنْ ضَوَابِطِهَا أنْ يَكُون الاسْم اسْمًا أو صِفَةً لا جُمْلَةً كَلاَمِيَّةً، لِذَا أنْصَحُ لَكَ بالخَيْرِ أنْ تَخْتَارَ لنَفْسِكَ اسْمًا جَدِيدًا وتُرَاسِل الإدَارَة بِهِ لتَقُوم بتَغْيِيرِهِ لَكَ.

                وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                تعليق


                • #9
                  رد: الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

                  سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم جزاك الله خير اخى

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الدعاء اللي بيخاف منه الشيطان

                    جزاكم الله خيرا
                    سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء

                    تعليق

                    يعمل...
                    X