إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

    التبيان في حكم تعليق آي القرآن على الجدران

    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.


    أمَّا بعد:
    فقد كثر في هذه الأعوام تعليق الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وما عُرف من أسماء الله الحسنى، أو بعض الأذكار، على الجدران داخل المساجد، والبيوت، والمكاتب، والسيارات، ونحوها؟ فما هو الحكم الشرعي في ذلك؟.
    الجواب: لقد ذهب جماهير العلماء إلى أنَّ كتابة وتعليق آيات القرآن على الجدران ونحوها مكروه.

    وبهذا قال بعض الحنفية:

    قال العلامة ابن نجيم ت970هـ رحمه الله: (وليسَ بمستَحسَنٍ كتابةُ القُرآنِ على المحاريبِ وَالجدرَانِ لِما يُخَافُ من سُقوطِ الكتَابةِ وأَن تُوطأَ) البحر الرائق شرح كنز الدقائق ج2/40، وكذا في مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر ج1/191 للأفندي.

    وقال ابن عابدين ت1252هـ رحمه الله: (
    وتُكره كتابة القرآن، وأسماء الله تعالى على الدرهم، والمحاريب، والجدران، وما يُفرش، والله تعالى أعلم) حاشية ابن عابدين ج1/179.

    وهو الظاهر من قول المالكية:

    قال الإمام القرطبي ت631هـ: (ومِن حرمته ألاَّ يُكتب على الأرض ولا على حائط كما يُفعل به في المساجد الْمُحدَثة، حدثنا محمد بن علي الشقيقي عن أبيه عن عبد الله بن المبارك عن سفيان عن محمد بن الزبير قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يُحدِّث قال: «مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بكتاب في أرض فقال لشاب من هذيل: ما هذا، قال: من كتاب الله كتبه يهودي، فقال: لعنَ الله من فعل هذا، لا تضعوا كتاب الله إلاَّ موضعه» قال محمد بن الزبير: رأى عمر بن عبد العزيز ابناً له يكتب القرآن على حائط فضربه) الجامع لأحكام القرآن ج1/30، وانظر: التذكار في أفضل الأذكار ص120 كلاهما للقرطبي.

    وقال الشيخ محمد بن عليش رحمه الله: (
    وينبغي حُرمة نقش القرآن، وأسماء الله تعالى مطلقاً، لتأديته إلى الامتهان، وكذا نقشها على الحيطان) منح الجليل على مختصر العلامة خليل ج1/517-518.

    وقال أحمد بن محمد الدردير ت1201هـ رحمه الله: (وظاهره أن النقش مكروه ولو قرآناً، وينبغي الحرمة، لأنه يُؤدِّي إلى امتهانه كذا ذكروا،
    ومثله نقش القرآن، وأسماء الله في الجدران) الشرح الكبير على مختصر خليل ج1/425.

    وبه قال الشافعية:

    قال الإمام النووي ت676هـ رحمه الله: (مذهبنا أنه يُكره نقش الحيطان والثياب بالقرآن، وبأسماء الله تعالى)، وقال أيضاً: (لا تجوزُ كتابة القرآن بشيءٍ نجسٍ، وتُكره كتابته على الجدران عندنا) التبيان في آداب حملة القرآن ص89 و 97 للنووي، وانظر: حاشية الباجوري على شرح ابن قاسم الغزي ج1/198 لإبراهيم الباجوري.

    وقال أيضاً: (
    ويكره كتابته على الحيطان سواء المسجد وغيره) روضة الطالبين ج1/80.

    وقال الشيخ محمد الشربيني ت977هـ رحمه الله: (
    ويُكره كتبُ القرآن على حائط ولو لمسجد، وثياب، وطعام، ونحو ذلك، ويجوزُ هدم الحائط، ولبس الثوب، وأكل الطعام، ولا تضرُّ ملاقاته ما في المعدة، بخلاف ابتلاع قرطاس عليه اسم الله تعالى فإنه يحرمُ عليه) الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ج1/104، وانظر: مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج ج1/38 كلاهما للشربيني.

    وقال الشيخ الشرواني رحمه الله: (
    يُكره كتبُ القرآن على حائط، وسقف، ولو لمسجد، وثياب، وطعام، ونحو ذلك) حاشية الشرواني ج1/156.

    وقال العلامة السيوطي ت911هـ رحمه الله: (قال أصحابنا:
    وتكره كتابته على الحيطان، والجدران، وعلى السقوف أشدّ كراهة) الإتقان في علوم القرآن ج2/454.

    وقال الشيخ صديق حسن خان ت1307هـ رحمه الله: (قالت الشافعية:
    وتكره كتابته على الحيطان، والجدران، وعلى السقوف أشد كراهية، لأنه يوطأ. انتهى) أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ج2/37.

    والحنابلة:

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ت728هـ رحمه الله: (وأمَّا حياصة الفضة: ففيها نزاع بين العلماء، وقد أباحها الشافعي، وأحمد في إحدى الروايتين، وأما كتابة القرآن عليها: فيُشبه كتابة القرآن على الدرهم، والدينار، ولكن يمتاز هذا بأنها تُعاد إلى النار بعد الكتابة، وهذا كلُّه مكروه، فإنه يُفضي إلى ابتذال القرآن، وامتهانه، ووقوعه في المواضع التي يُنزَّه القرآن عنها، فإنَّ الحياصة والدرهم والدينار ونحو ذلك هو في معرض الابتذال والامتهان، وإن كان من العلماء مَن رخَّص في حمل الدراهم المكتوب عليها القرآن فذلك للحاجة، ولم يُرخِّص في كتابة القرآن عليها، والله أعلم) مجموع الفتاوى ج25/66-67.

    وقال العلامة محمد بن مفلح ت762هـ رحمه الله: (وقال أبو المعالي:
    يُكرهُ كتابَةُ القُرآنِ على الدَّراهمِ عندَ الضَّرْب) الفروع ج1/126 لابن مفلح، وانظر: الإقناع ج1/42 لموسى الحجاوي.

    وقال الشيخ منصور البهوتي ت1051هـ رحمه الله: (
    وتُكره كتابةُ القرآن على الدرهم، والدينار، والحياصة) كشاف القناع عن متن الإقناع ج3/272.
    وبذلك أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، كما في الفتوى رقم 2078 مجلة البحوث عدد 43 ص121-125 ونصُّها:
    أولاً:
    أنزل الله تعالى القرآن موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، وليكون حجة على الناس، ونوراً وبصيرة لمن فتح قلبه له، يتلوه ويتعبَّد به، ويتدبره، ويتعلَّم منه أحكام العقائد والعبادات والمعاملات الإسلامية، ويعتصم به في كلِّ أحواله، ولم يُنزل ليُعلَّق على الجدران زينة لها، ولا ليُجعل حروزاً وتمائم تُعلَّق في البيوت أو المحلات التجارية ونحوها، صيانة وحفظاً لها من الحريق واللصوص وما شابه ذلك مما يعتقده بعض العامة، وخاصة المبتدعة وما أكثرهم، فمن انتفع بالقرآن فيما أُنزل من أجله فهو على بيِّنة من ربه وهدىً وبصيرة، ومَن كتبه على جدران أو على خرق تُعلَّق عليها ونحو ذلك زينةً أو حرزاً وصيانةً للسكان والأثاث وسائر المتاع فقد انحرفَ بكتاب الله، أو بآية، أو بسورة منه عن جادة الهدى، وحاد عن الطريق السوي، والصراط المستقيم، وابتدعَ في الدين ما لم يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم قولاً أو عملاً، ولا عَمل به الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ولا أئمة الهدى في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون، ومع ذلك فقد عرَّض آيات القرآن أو سوره للإهانة عند الانتقال من بيت إلى آخر، بطرح هذه الخرق في الأثاث المتراكم، وكذا الحال عند بلاها وطرحها هنا وهنا مما لا ينبغي، وجديرٌ بالمسلم أن يرعى القرآن وآياته، والمحافظة على حرمته، ولا يُعرِّضه لِما قد يكون فيه امتهانٌ له.

    وتعليقاً لِما تقدَّم في رقم (1) لا يجوز اتخاذ هذه الخرق ولا تعليقها في البيوت أو المدارس أو النوادي أو المحلات التجارية ونحوها زينةً لها، أو تبرُّكاً بها مثلاً:

    (أ)
    لِما في ذلك من الانحراف بالقرآن عمَّا أُنزل من أجله من الهداية، والموعظة الحسنة، والتعهُّد بتلاوته ونحو ذلك.
    (ب)
    لِمخالفة ما كان عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم، فإنهم لم يكونوا يفعلون ذلك، والخير كل الخير في اتباعهم لا في الابتداع.
    (جـ)
    سد ذريعة الشرك، والقضاء على وسائله من الحروز والتمائم وإن كانت من القرآن، لعموم حديث النهي عن ذلك، ولا شكَّ أنَّ تعليق هذه الخرق وأمثالها يُفضي إلى اتخاذها حروزاً لصيانة ما علقت فيه، كما دلَّ على ذلك التجربة وواقع الناس.
    (د)
    ما في الكتابة عليها من اتخاذ القرآن وسيلة لترويج التجارة فيها والزيادة في كسبها، فإنها خرقة لا تُساوي إلاَّ ثمناً زهيداً، فإذا كُتب عليها القرآن راجت وارتفع سعرها، وما أُنزل القرآن ليُتَّخذ آلة ووسيلة للرواج التجاري وزيادة الأسعار، فيجبُ أن يُترفَّع به عن ذلك.
    (هـ)
    في ذلك تعريض آيات القرآن وسوره للامتهان والأذى عند الانتقال من بيت إلى آخر، حيث تُرمى مع أثاث البيت المتراكم على اختلاف أنواعه، وكذلك عند بلاها فتُطرح هذه الخرقة بما فيها من القرآن فيما ينبغي وما لا ينبغي.

    وبالجملة:
    إغلاق باب الشرِّ، والسير على ما كان عليه أئمة الهدى في القرون الأولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية أسلم للمسلمين في عقائدهم، وسائر أحكام دينهم، من ابتداع بدعٍ لا يُدرَى ما تنتهي إليه من الشرِّ.

    ثالثاً:
    لا يجوز أن يكون التشويق إلى الخير ببدع تُفضي إلى الشرك، وتعريض القرآن للمهانة واتخاذ كتابته على الخرق التي تُعلَّق على الجدران وسيلة لنفاق التجارة وزيادة ثمنها، ولا يعدم الداعية إلى الخير وسائل أخرى مشروعة ناجحة.

    رابعاً:
    كثرة أمثال هذه الخرق العلاَّقات وانتشارها منذ زمن بعيد، ووجودها في بيوت كثير من الناس، وامتلاء الأسواق بها دليل على الضعف والفتور وعدم مبالاة من اتخذها أو اتَّجر فيها بارتكاب المنكر أو الجهل به، وليس دليلاً على جواز اتخاذها، فالمبتدعة المخرِّفون كثرة، والمدافعون عن البدع أكثر، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله، بل ما وقع من بعض الناس من اتخاذها منكرٌ يجبُ على العلماء التعاون على إنكاره والقضاء عليه استيراداً واستعمالاً.

    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلَّم.


    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:

    عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    وجاء في الفتوى رقم 1683 مجلة البحوث عدد 43 ص125-128:
    فالقرآنُ كتاب هداية وتشريع، ومواعظ وعبر، وبيان للأحكام، وآية بالغة، ومعجزة باهرة، وحجة دامغة أيَّد الله بها رسولَه صلى الله عليه وسلم، ولم يُنزله سبحانه ليُكتب كلمة أو آية منه على ساعات الدليل زينةً لها، أو ترويجاً لها، وإغراء بشرائها، أو ليتخذها حاملها حرزاً له إلى جانب استخدامها في معرفة الجهات، فكتابة آية من القرآن أو أكثر على ساعات الدليل أو نحوها، فيه انحرافٌ بالقرآن عما أُنزل من أجله، واستعماله فيما فيه إزراء به وإهانة له بتعريضه إلى ما لا يليق به من الأوساخ والأقذار، ودخول بيت الخلاء به ونحو ذلك، ومع هذا فهو عملٌ مُخالفٌ لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضي الله عنهم، ولِما كان عليه السلف الصالح، فعلى مَن آمن بالقرآن، وسنة النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وأراد الخير لنفسه أن يبتغي البركة وصلاح شؤونه في دينه ودنياه من الله سبحانه بتلاوة كتابه الكريم، والعمل به في عباداته، ومعاملاته ليُفيض سبحانه عليه من بركاته، ويُعظم له الأجر، ويحفظه في كلِّ أحواله، ويُيسِّر له سائر شؤونه.

    وكذلك الحكم في كتابة الكلمات «الله أكبر، ولا إله إلا الله، محمد رسول الله» التي جُعلت داخل إطار ساعة الدليل فإنها جُعلت في الشرع لإعظام الله وإكباره، والثناء عليه بها، ومفتاحاً للدخول في الإسلام، وعلامة على الإيمان، ويُعصم بها دم مَن قالها وماله، ولم تُجعل لتكون رسوماً على أجهزة، أو ساعات، أو آلات للاستهانة بها، فمن المعلوم أنَّ ساعات الدليل وغيرها تُؤدِّي الغرض الذي صُنعت من أجله من غير أن يتوقَّف ذلك على كتابة الآيات أو هذه الأذكار عليها أو فيها، وإنما القصد من كتابة ذلك الترغيب فيها ترويجاً للتجارة، ثم ينتهي الأمر إلى التبرك بها واتخاذها حرزاً يُستصحب للحفظ من مكروه أو بلاء.


    وبناءً على ما ذكرنا نرى منع استيرادها ما دامت مشتملة على الكتابة المذكورة.


    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلَّم.

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:

    عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    وجاء في الفتوى رقم 1706 مجلة البحوث عدد 43 ص128-133:
    (أنزل الله تعالى القرآن ليكون موعظة للناس وعبرة، وليكون شفاء في الصدور من أمراض الشرك والانحراف عن الحق، وليهتدي به الناس في عبادتهم ومعاملاتهم، وليرحم سبحانه به المؤمنين الذين يتلونه حق تلاوته، ويسترشدون به في جميع شؤونهم، ويأخذون أنفسهم بالعمل به في كلِّ أحوالهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (57) سورة يونس، وقال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} (82) سورة الإسراء، وقال: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} (44) سورة فصلت، كما أنَّ الأحاديث النبوية الصحيحة جاءت بياناً للقرآن، وهداية للناس، وتفصيلاً للأحكام، ليسترشد بها الناس في فهم كتاب الله تعالى، ويتدبروا آياته ولعلهم يتفكرون، قال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (44) سورة النحل، وقال: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا} (105) سورة النساء، وسمَّى تعالى نفسه بالأسماء الحسنى ليُعرِّف عباده بنفسه فيُثبتوها له، ويؤمنوا بما دلَّت عليه من الكمال والجلال، ويُثنوا عليه الثناء الجميل، ويدعوه بها في السراء والضراء خوفاً ورجاءً، ويُحصوها عقيدة وعملاً، ويُحافظوا عليها لفظاً ومعنى، فلا يُلحدوا ولا يميلوا بها عمَّا قُصد منها، قال الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (180) سورة الأعراف، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة» أي: أحصاها اعتقاداً، وقولاً، وعملاً، ومحافظة على حرمتها ومقتضاها.

    وقد أمر الله بالبلاغ والدعوة إلى الإسلام،
    وبيَّن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، فكان يخطب في أصحابه رضي الله عنهم، ويتعاهدهم بالمواعظ والتذكير، ويكتب الرسائل إلى الملوك والرؤساء، ويغشى الكفار في نواديهم ومجالسهم ليُبلِّغهم دين الإسلام، ولم يُعرف عنه أنه كتب سورة من القرآن أو آية منه، أو حديثاً له، أو أسماء الله تعالى على لوحات، أو أطباق لتُعلَّق على الجدران أو في الممرات من أجل الزينة، أو التبرُّك، أو لتكون وسيلة للتذكير، والبلاغ، أو للعظة، والاعتبار، ودرج على هديه في ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم، وتبعهم في هذا أئمة الهدى من السلف الصالح الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون من بعده رضي الله عنهم، فلم يكونوا يكتبون شيئاً من القرآن، ولا الأحاديث النبوية الصحيحة، ولا أسماء الله الحسنى على ألواح، أو على أطباق، أو أقمشة ليُعلِّقوها على الجدران للزينة، أو التذكير والاعتبار بعد أن انتشر الإسلام، واتسعت رقعته، وعمَّت الثقافة الإسلامية البلاد والأقطار، وكثر الكتَّاب، وتيسَّرت وسائل كثيرة متنوعة للإعلام، كما لم يفعلوا ذلك من قبل، وهم أفهم للإسلام ومقاصده، وأحرص على نشره وإبلاغه، ولو كان ذلك مشروعاً لدلَّنا عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأرشدنا إليه، ولعمل به أصحابه، واستغلَّه أئمة الهدى بعدهم رضي الله عنهم.

    وعلى هذا:
    فكتابة شيء من القرآن، أو الأحاديث النبوية، أو أسماء الله الحسنى على ألواح وأطباق أو نحوها لتُعلَّق للزينة، أو للتذكير، أو الاعتبار، أو لتُتَّخذ وسيلة لترويج التجارة، ونفاق البضاعة، وإغراء الناس بذلك ليُقبلوا على شرائها، وليكون نماء المال وزيادة الأرباح، عدولٌ بالقرآن وأحاديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن المقاصد النبيلة التي يهدف إليها الإسلام من وراء ذلك، ومُخالفٌ لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهدي الصحابة، وأئمة السلف رضي الله عنهم، ومع هذا قد يَعرضُ لها ما لا يليق من الإهانة على مرِّ الأيام، وطول العهد عند الانتقال من منزل لآخر، أو نقلها من مكان لآخر، وحمل الجنب أو الحائض لها، أو مسِّها إيَّاها عند ذلك.

    فعلى المسلم أن يعرف لكتاب الله تعالى منزلته، وليقدِّره قدره،
    وليجعل مقاصده نصب عينيه، وليتخذ منه ومن الأحاديث النبوية مناراً يهتدي به، وليحذر الذين يُخالفون مقاصد التشريع الإسلامي أن تُصيبهم فتنة، أو يُصيبهم عذابٌ أليم، ومَن آمن بالقرآن وبأسماء الله الحسنى وأحاديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيلتمس الهدى والبركة من الله بتلاوة كتابه الكريم، وتدبُّره، والتفقه فيه، ومعرفة بيانه بالاطلاع على سنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، والتفقُّه فيهما، ويأخذ نفسه بالعمل بذلك في عبادته ومعاملاته، ليفيض عليه من بركاته حسية ومعنوية، ويجزل له الأجر، ويحفظه في شؤونه وأحواله، ولا يلتمس ذلك فيما يُخالف هدي القرآن وسنة النبيِّ عليه الصلاة والسلام، من تعليق ما كُتب من ذلك على الجدران ونحوها، ولا يجوز التأسِّي بالكفرة من النصارى وغيرهم فيما يُخالف شرع الله عز وجل، ولِما ذكرنا فإنَّ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ترى عدم السماح بدخول مثل هذه الأطباق إلى هذه المملكة، كما ترى أنه لا ينبغي للمسلم إنتاج مثل هذه الأطباق من مصنعه محافظة على حرمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى حرمة أسمائه وصفاته عز وجل.

    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلم.


    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:

    عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    وقال بعدم جواز تعليق الآيات القرآنية أيضاً الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله، وخلاصة ما قاله رحمه الله في أجوبة له في برنامج نور على الدرب وفي خطبة جمعة عام 1404هـ: (إنَّ مَن يُعلِّق آيات القرآن على الجدران لا يخلو من قصد أحد ستة أمور:
    الأول:
    التعبُّد لله سبحانه؟ وهذا من البدع المحدَثة التي لم ترد عن الصحابة رضي الله عنهم ولا عن التابعين.
    الثاني:
    تعظيم القرآن؟ وليس كتابة آية وتعليقها من تعظيم القرآن.
    الثالث:
    دفع الشرور؟ وهذا ليس وسيلة له، وإنما الوسيلة أن يقرأ الإنسان ما ورد في السنة بأنه يدفع الشر، فيقرأ بلسانه، كآية الكرسي، وأمَّا تعليقها أو غيرها من الآيات فلا يُغني عنه شيئاً.
    الرابع:
    التبرك؟ والتبرك بالقرآن على هذا الوجه ليس مشروعاً، وإنما يكون التبرك بتلاوته نطقاً باللسان، وإيماناً بالقلب، وعملاً بالجوارح.
    الخامس:
    تذكُّر القرآن إذا رآه؟ وهذا الأمر إذا طُبِّق على الواقع لم يوجد له أثر، فلا يُرى أحدٌ من الجالسين يرفع رأسه ليتلو هذه الآية، أو ليتذكر ما فيها من الحكم والأسرار.
    السادس:
    الزينة؟ والقرآن أجلُّ شأناً وأعظم قدراً من أن يُتخذ للزينة والتحلِّي به في الجدران.

    وقد تكون المجالس التي عُلِّق فيها القرآن مجالس لغو محرَّم،
    فقد يكون فيها الغيبة والكذب والشتم والفعل المحرم، وقد تُسمع فيها الموسيقى والأغاني، فيُخشى عليهم أن يكونوا من المستهزئين بآيات الله) انتهى ملخصاً.

    أسأل الله تعالى لي ولكم تعظيم كتابه حقَّ تعظيمه، وأن يكون شاهداً لنا لا علينا، إنه سميعٌ مجيب.


    وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وآله وصحبه وسلم.





    وبهذا البحث تبين لنا جميعا أن هناك خلاف بين العلماء قديما وحديثا في مسألة تعليق الآيات والأحاديث على الجدران وما شابه وأن الراجح قول الجمهور بعدم الجواز

    وعلى من قاس عليه كلمات التتذكير والدعوة فعليه الدليل

    والله أعلم

    تعليق


    • #17
      رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

      جزاكم الله خيرا كثيرا شيخنا
      قد علمت اشياء ما كنت اعلمها من قبل هذا .. فالله الحمد من قبل ومن بعد ..
      بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وجعله الله في موازين حسناتكم
      " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
      يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

      تعليق


      • #18
        رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

        بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
        الأخُ الفَاضِلُ / أبو أنس حادي الطريق
        السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
        عَفَا اللهُ عَنِّي وعَنْكَ أخِي الحَبِيب وأحْسَنَ إلَيْنَا، فَمَا قَصَدْتُ التَّغْلِيظَ لَكَ في القَوْلِ أبَدًا، ولَكِنْ أرَدْتُ النُّصْحَ بالخَيْرِ لَكَ ولنَفْسِي ولكُلِّ مَنْ يَقْرَأ، فَلاَ تَنْسَ أنَّنَا في مُنْتَدَى يَدْخُلُهُ البَرُّ والفَاجِرُ، والكَلاَمُ لاَبُدَّ وأنْ يَشْمَلَ الجَمِيع وكَذَا النَّصِيحَة، ومَا كَتَبْتُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِي أو لأنْتَصِر بِهِ لنَفْسِي، بَلْ نَقَلْتُ كَلاَم العُلَمَاء، وإنْ كَانَ كَلاَمُهُم بِهِ غِلْظَة –ولا أرَى ذَلِكَ- فَالعُتْبَة عَلَيْهم أوَّلاً، أمَّا أنَا؛ فَإنْ كُنْتَ تَحْسَبنِي مِنَ العَامَّةِ، فَأنَا أُقَلِّد العُلَمَاء، وإنْ كُنْتَ تَحْسَبنِي مِنْ طَلَبَةِ العِلْم، فَلَقَدِ اجْتَهَدْتُ قَدْرَ عِلْمِي، ومَا تَجَمَّعَت لَدَيَّ أدِلَّته، فَالْتَمِس لِيَ العُذْر سَوَاء كُنْتُ مِنَ العَامَّة أو المُجْتَهِدِينَ، وليَسْعَنَا مَا وَسِعَ مَنْ قَبْلنَا في الخِلاَفِ والنِّقَاش.

        كُنْتُ أُرِيدُ ألاَّ نَتَفَرَّع بَعِيدًا عَنْ أصْلِ المَوْضُوع، ولَكِنْ بِمَا أنَّكَ فَصَّلْتَ الكَلاَم، وَجَبَ الرَّدّ كي لا يَلْتَبِس عَلَى القَارِئ شَيْء:
        أما قولك أنه لم يتقدم ذكر اختلاف بين العلماء فهذا صحيح ومحض سهو مني وتسرع منك في الرد لأن الظاهر من كلامك أنك لم تبحث المسألة وإنما اكتفيت بالنقل لما وقع تحت يدك

        أخِي الحَبِيب، لَقَدْ ظَلَمْتَنِي في هذه النُّقْطَةِ بالظَّنِّ، فَلَيْسَ مَعْنَى أنِّي لَمْ أكْتُب كُلّ مَا قَرَأتهُ مِنْ أدِلَّةٍ وكَلاَمٍ للعُلَمَاءِ أنِّي لَمْ أبْحَث المَسْألَة، وهذه المَسْألَة تَحْدِيدًا أخَذَت مِنِّي زَمَنًا طَوِيلاً في بَحْثِهَا، لَيْسَ في مَوْضُوعِكَ فَقَط، ولا في هذا المُنْتَدَى فَقَط، وأنَا فَعَلْتُ كَمَا فَعَلْتَ أنْتَ لَمَّا رَدَدْتَ برَأيِكَ دُونَ أنْ تَكْتُبَ كَيْفَ تَوَصَّلْتَ إلَيْهِ.

        إذن هناك خلاف بين أهل العلم في مسألة

        أخِي الحَبِيب: هَلْ يُعَدُّ خِلاَفًا لَمَّا يَتَّفِق ثَلاَثَة عُلَمَاء عَلَى المَنْعِ (مُحَمَّد صَالِح المُنَجِّد، ابْن عُثَيْمِين، صَالِح الفَوْزَان) ويُخَالِفهُم عَالِمٌ وَاحِدٌ (ابْن بَاز)؟ هَلْ يُرَدُّ رَأي الجَمَاعَة هُنَا وأدَلَّتهم باسْتِحْسَانِ عَالِمٍ لَمْ يُدَلِّل عَلَى تَجْوِيزِهِ بدَلِيلٍ حتى لَوْ كَانَ أعْلَم العُلَمَاء؟ إنَّ الشَّيْخَ ابْن بَاز رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ مِنَ العُلَمَاءِ الثِّقَات المَشْهُودُ لَهُم بالفَضْلِ والخَيْرِ والعِلْمِ، وهُوَ مِنَ العُلَمَاءِ الثِّقَات عِنْدِي وعِنْدَ عُلَمَاء الدَّعْوَة السَّلَفِيَّة خَاصَّةً، ولَكِنْ قَوْله في هذه المَسْألَة مَرْدُودٌ عَلَيْهِ بقَوْلِ غَيْرِهِ وأدِلَّتِهِم، وهذا لا يَقْدَح في حُبِّنَا لَهُ وأخْذِنَا عَنْهُ، كَمَا لا يَقْدَح في عِلْمِهِ ومَكَانَتِهِ، وهذه لَيْسَت أوَّل مَسْألَة يَخْتَلِف فِيهَا الشَّيْخ ابْن عُثَيْمِين مَثَلاً مَعَ الشَّيْخِ ابْن بَاز ويُرَجَّح قَوْل أحَدهمَا عَلَى الآخَر.

        لا أعْرِفُ لماذا تُصِرّ أخِي الكَرِيم عَلَى رَبْطِ حُكْم تَعْلِيق الآيَات عَلَى الجُدْرَانِ بحُكْمِ التَّسَمِّي بدُعَاءٍ أو ذِكْرٍ، رَغْمَ مَا بَيْنَهُمَا مِنْ فُرُوقَاتٍ تَجْعَل القِيَاس بَيْنَهُمَا بَعِيدًا:
        - فَحُكْمُ التَّعْلِيقِ غَيْر حُكْمِ التَّسَمِّي.
        - جُدُرُ المَسْجِدِ والبُيُوتِ لَيْسَ فِيهَا امْتِهَان كَالمُنْتَدَيَاتِ.
        - حتى لَوْ سَلَّمْنَا بوُجُودِ خِلاَفٍ بَيْنَ العُلَمَاءِ في مَسْألَةِ التَّعْلِيقِ، فهذه مَسْألَة لا يَنْسَحِب حُكْمهَا عَلَى مَسْألَةٍ أُخْرَى إلاَّ بقِيَاسٍ صَحِيحٍ بَيْنَ المَسْألَتَيْنِ، وهُوَ غَيْر مُحَقَّق في هذه الحَالَة.
        فَلِمَاذَا تَعْرِض لخِلاَفِ العُلَمَاء في المَسْألَةِ الأُولَى عَلَى أنَّهُ دَلِيلُ إبَاحَةٍ للمَسْألَةِ الثَّانِيَةِ؟

        أما في التسمية فسأعيد قولي : فلا بأس بما احتواه الاسم من دعاء ومن باب التذكير والأولى تركه لعدم جريان العادة به

        أقُولُ لَكَ: مِمَّ الخَوْف إذَنْ إذا جَرَت العَادَة بِهِ طَالَمَا أنَّهُ لا بَأسَ فِيهِ؟؟!! لا يَا أخِي؛ هُنَاكَ أكْثَر مِنْ بَأسٍ ولَيْسَ بَأسًا وَاحِدًا:
        1- هُنَاكَ اسْتِخْدَام لعِبَادَةٍ (الذِّكْر والدُّعَاء) في غَيْرِ مَوْضِعِهَا.
        2- هُنَاكَ مُخَالَفَة للسُّنَّةِ بشَأنِ إنْزَال الدُّعَاء والذِّكْر في مَكَانٍ ومَكَانَةٍ مَا شَرَعَهَا الله، واسْتِخْدَامِهمَا بغَيْرِ الطَّرِيقَة التي عَلَّمَنَا إيَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ولَوْ كَانَ في اسْتِخْدَامِهَا بهذا الشَّكْل خَيْر أو نَفْع لسَبَقَنَا بِهَا الأوَّلُونَ الأخْيَار.
        3- هُنَاكَ تَعْرِيضٌ لعِبَادَةٍ مِنَ العِبَادَاتِ للامْتِهَانِ.
        4- هُنَاكَ كَذِبٌ مِمَّنْ يَتَسَمَّى بدُعَاءٍ أو ذِكْرٍ ولا يَعْمَل بِهِ ولا يَقُلْهُ في حَيَاتِهِ العَامَّة إلاَّ في هذا المَوْضِعِ فَقَط.
        5- هُنَاكَ (جَرَيَان العَادَة بِهِ) الَّذِي تَفَضَّلْتَ وحَذَّرْتَ مِنْهُ وفي نَفْسِ الوَقْت تَفْتَح لَهُ البَاب بنَفْسِكَ بالإبَاحَةِ، فَكَيْفَ نَتَوَقَّع أنْ لا تَجْرِي العَادَة بالمُبَاحِ؟ وطَالَمَا يُخْشَى جَرَيَان العَادَة بِهِ، فَلِمَ أُبِيحَ أصْلاً؟ فَجَرَيَان العَادَة بهذا الأمْر فَوْقَ مَا بِهِ مِنْ بَأسٍ سَبَقَ بَيَانُهُ، فَإنَّهُ يُفَوِّتُ عَلَى النَّاسِ المَقْصُود مِنْ قَوْلِ الأذْكَار والأدْعِيَة في أوْقَاتِهَا المُفَضَّلَة، وتَأدِيَتِهَا عَلَى أنَّهَا عِبَادَة شَرَعَهَا الله وسَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ويَقْصرُهَا ويَحْصرُهَا في هذا المَوْضِعِ فقط.
        فَكَيْفَ لا بَأسَ أخِي الكَرِيم أحْسَنَ اللهُ إلَيْكَ؟!

        ولتراجع أخي الفاضل ما نفلته أنت عن الشيخ السحيم:....فعلام تنكر إذن
        أعْتَقِدُ أخِي الحَبِيب أعَزَّكَ الله أنَّكَ أنْتَ مَنْ يَحْتَاج إلى مُرَاجَعَتِهِ، فَالشَّيْخُ مَنَعَ مِنَ التَّسَمِّي بالأذْكَارِ والأدْعِيَة، وقَالَ أنَّهُ إذا كَانَ مُبَرِّرُ مَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ هُوَ تَذْكِير نَفْسَهُ بفَائِدَةٍ، فَيُمْكِنُهُ أنْ يُسَمِّيَ نَفْسَهُ بشَيْءٍ يُحَقِّق لَهُ الذِّكْرَى ولا يَكُون دُعَاءً أو ذِكْرًا، كَأنْ يَقُولَ: إنَّ اللهَ يَرَاكَ، وهذا مَا كَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يَفْعَلُونَهُ في الخَوَاتِمِ، وهذا لا هُوَ بذِكْرٍ ولا بدُعَاءٍ، وهذا هُوَ الجَائِز، أمَّا التَّسَمِّي بذِكْرٍ أو دُعَاءٍ فَلاَ يَجُوز، رَاجِع الكَلاَم ثَانِيَةً أخِي الكَرِيم برَوِيَّةٍ وتَأنٍّ وفَهْمٍ لمَقْصُودِ الشَّيْخِ.

        فالأمور بمقاصدها وهذا معتبر عند أهل العلم فإن كانوا قد اختلفوا في جواز وعدم جواز تعليق الآيات والأحاديث وعليه فالاختلاف فيما سواها أولى والاحتياط أولى من ذلك كله فتنبه

        نَعَم أخِي الحَبِيب الأُمُور بمَقَاصِدِهَا، وهذه مِنَ القَوَاعِدِ المَعْرُوفَةِ، ولَكِنَّ الفِقْهَ لا يَقُوم عَلَى قَاعِدَةٍ وَاحِدَةٍ مَعَ تَرْكِ البَقِيَّة، فَالفِقْهُ يَجْمَع بَيْنَ القَوَاعِدِ والأدِلَّةِ والأقْوَالِ ليَكُونَ فِقْهًا، وكَمَا أنَّ هذه قَاعِدَة مُعْتَبَرَة في نَظَرِكَ تُبِيح الجَوَاز، فُهَنَاكَ قَوَاعِد أُخْرَى كَثِيرَة تَمْنَع، كَقَاعِدَة دَرْء المَفْسَدَة، وقَاعِدَة مَا زَادَ إثْمُهُ عَنْ نَفْعِهِ، وقَاعِدَة لا ضَرَرَ ولا ضِرَار، وقَاعِدَة التَّنْبِيه عَلَى الأعْلَى فِيهِ تَنْبِيه عَلَى الأدنَى، وقَاعِدَة كُلّ مَا يُفْضِي إلى مُحَرَّمٍ فَهُوَ مُحَرَّمٌ وإنْ كَانَ أصْلُهُ حَلاَلاً، وكُلّهَا قَوَاعِد تَمْنَع مِنِ اسْتِخْدَامِ الدُّعَاء والذِّكْر بهذه الطَّرِيقَة، ولَيْسَ مِنَ الفِقْهِ أنْ نَتْرُكَ كُلّ هذه القَوَاعِد ونَأخُذَ بقَاعِدَةٍ وَاحِدَةٍ يَكْفِي في رَدِّهَا في هذا المَوْضِعِ أنَّ العَمَلَ الفَاسِدَ يُفْسِدُ النِّيَّةَ الصَّالِحَةَ، والنِّيَّةَ الفَاسِدَةَ تُفْسِدُ العَمَلَ الصَّالِحَ، فَضْلاً عَنِ القَوَاعِدِ سَالِفَة الذِّكْر، وفَضْلاً عَنْ أنَّ قَاعِدَةَ الأُمُور بمَقَاصِدِهَا لَيْسَت عَلَى إطْلاَقِهَا، وإلاَّ فَعَلَ كُلّ شَخْصٍ الحَرَامَ الَّذِي يُرِيدهُ وبَرَّرَ ذَلِكَ بمَقَاصِدِهِ، هذه واحدة.

        أمَّا الثَّانِيَة: فَلَيْسَ مَعْنَى اخْتِلاَف العُلَمَاء في مَسْألَةٍ أنْ نَتَّخِذَهَا سَبِيلاً في كُلِّ المَسَائِل ونَقُولُ: نَخْتَلِف طَالَمَا اخْتَلَفُوا.

        أمَّا الثَّالِثَة: فَقَاعِدَة الأخْذ بالأحْوَط تُلْزِمُكَ بالأخْذِ بقَوْلِ مَنْ مَنَعَ، إذْ أنَّكَ لَوْ فَعَلْتَ الأمْر وكَانَ حَرَامًا تَحَمَّلْتَ وِزْرَهُ، وإنْ لَمْ تَفْعَلْهُ وكَانَ حَلاَلاً لَمْ يَضُرّكَ شَيْء، بَلْ تُثَابُ عَلَى حَيْطَتِكَ وتَحَرِّيكَ الحَلاَل ولَوْ بالامْتِنَاعِ عَنْهُ لحِينِ التَّأكُّد مِنْهُ، ويُعَوِّضُكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ.

        هذا ادعاء أخي الفاضل فليس هناك اتفاق وقد قال ابن عثيمين: فالصحيح من قولي العلماء أنه لا يجوز اتخاذ القرآن حروزًا وتعاويذ تكتب وتعلق على الرقاب، ومعنى ذلك أن المسألة مختلف فيها وليست محل إجماع فتنبه غفر الله لك.
        أخِي الكَرِيم أكْرَمَكَ اللهُ، كَلاَم الشَّيْخ ابْن عُثَيْمِين وَاضِحٌ وُضُوح الشَّمْسِ في كَبِدِ السَّمَاء، وهُوَ حُجَّة عَلَيْكَ لا لَكَ، فَالشَّيْخُ يَقُول بمِلْئ فِيهِ (فالصَّحِيحُ مِنْ قَوْلَيِّ العُلَمَاء أنَّهُ لا يَجُوز) أي أنَّ القَوْلَيْنِ المُخْتَلَف فِيهِمَا أحَدُهُمَا (وهُوَ القَوْلُ بالجَوَازِ) قَوْلٌ ضَعِيفٌ لا يُؤْخَذُ بِهِ، وأنَّ التَّرْجِيحَ في جَانِبِ المَنْع، وطَالَمَا تَمَّ التَّرْجِيح فَالمَسْألَة لَمْ يَعُد فِيهَا خِلاَف قَائِم، بَلْ هُوَ خِلاَف قَدِيم حُسِمَ، يُحْكَى فَقَط مِنْ بَابِ الأمَانَة العِلْمِيَّة لا مِنْ بَابِ أنْ يَأخُذَ كُلّ فَرْد بِمَا يُرِيد، وطَالَمَا تَمَّ التَّرْجِيح فَلاَبُدَّ أنْ يُعْمَلَ بالرَّاجِحِ لا بالمَرْجُوحِ، وإلاَّ كَانَ هذا تَتَبُّعًا لزَلاَّتِ العُلَمَاء ورُخَصِهِم واخْتِلاَفَاتِهِم واخْتِيَارًا للضَّعِيفِ مِنْ أقْوَالِهِم، ويُمْكِنُكَ مُرَاجَعَة أيّ شَيْخٍ تُرِيد في هذا الفَهْمِ مَسْألَةِ الرَّاجِح والمَرْجُوح وأنَّ العَمَلَ يَكُون بالرَّاجِحِ، والرَّاجِحُ هُنَا هُوَ المَنْع.

        وخِتَامًا أشْكُرُ لَكَ مُشَارَكَتكَ الثَّانِيَة التي تَفَضَّلْتَ فِيهَا بوَضْعِ الإجْمَاع عَلَى المَنْعِ في مَسْألَةِ التَّعْلِيقِ، وهُوَ الأمْرُ الَّذِي يُثْبِتُ كَلاَمِي أنَّ الإجْمَاعَ قَدِيمًا وحَدِيثًا كَانَ ومَازَالَ عَلَى المَنْعِ، وأنَّ قَوْلَ الشَّيْخ ابْن بَاز مَرْدُودٌ عَلَيْهِ (هُوَ والفَرِيق الَّذِي أبَاحَ) بالإجْمَاعِ والدَّلِيلِ، وأنَّ الخِلاَفَ حُسِمَ بالتَّرْجِيحِ، والرَّاجِحُ هُوَ المَنْع، وهُوَ مَا عَلَيْهِ العَمَل.

        وبهذا يَتَبَيَّن أنَّ مَسْألَة الخِلاَف كَانَت قَدِيمَة وحُسِمَت، ولا مَعْنَى لاتِّخَاذِهَا سَبِيلاً للإبَاحَةِ مِنْ جَدِيدٍ طَالَمَا لَمْ تَجِدّ أدِلَّة وأقْوَال تُرَجِّح القَوْل بالإبَاحَة ثَانِيَةً، والآن:
        - إنْ كُنْتَ سَتُنْزِل حُكْم التَّعْلِيق عَلَى حُكْمِ التَّسَمِّي، فَحُكْم التَّعْلِيق هُوَ المَنْع، وبالتَّالِي حُكْم التَّسَمِّي يَكُون المَنْع.
        - إمَّا إنْ كُنْتَ لا تُرِيد إنْزَال هذا عَلَى ذَاكَ واعْتِبَارهمَا مَسْألَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ لكُلٍّ مِنْهُمَا حُكْم خَاصّ، فَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتُهُ أنَا بِدَايَةً، وتَبْقَى مَسْألَة التَّسَمِّي في قَالَبِ المَنْع أيْضًا، إذْ لَمْ يُبِحْهَا أحَد فِيمَا أعْلَم لا قِيَاسًا ولا تَصْرِيحًا.

        أُحِبُّكَ في اللهِ، وأدْعُو اللهَ لِي ولَكَ وللجَمِيعِ بالهِدَايَةِ والتَّوْفِيقِ، جَعَلَنَا اللهُ وإيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَدَبَّرُونَهُ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَه، اللَّهُمَّ آمِينَ.

        وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
        والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

        تعليق


        • #19
          رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

          المشاركة الأصلية بواسطة أبو أنس حادي الطريق مشاهدة المشاركة

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



          جمعه ورتبه
          أبو أنس أمين بن عباس
          عفا الله عنه وعنكم


          هو مسجون ؟؟؟
          بس الموضوع حلو
          شكرا ليكم
          جزاكم الكريم خيرا
          صلى الله على محمد ... صلى الله عليه وسلم

          تعليق


          • #20
            رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            الأخ الفاضل محارب الشيطان

            إن كانت المسألة قولا واحدا كما تقول فيلزم من ذلك أمورا منها:


            - القول بعدم جواز تعليق أذكار الصباح والمساء وأذكار ما بعد الصلاة وكل ما علق لغرض التذكير والتعليم
            - عدم تعليق أي ملصقات تحتوي على قرآن أو حديث أو ذكر.


            ويكفيني في ذلك أني لم أجد أحدا من أهل العلم قد قال ببدعية ذلك فلتراجع شيخا تثق به فهذا خير من ضرب كلام العلماء ببعضه

            لا أعلم لماذا أغفلت قول الشيخ المنجد

            وقد قيد الشيخ المنجد المسألة وضبطها بعدة ضوابط

            و جاء في الفتوى رقم 127987 الإسلام سؤال وجواب بإشراف الشيخ محمد المنجد
            وأما كتابة الأحاديث والأدعية على جدران المسجد : فالأحوط تركه ؛ لأنه لا يراد به – عادة وغالباً – إلا الزينة ، وإذا كان المراد به الفائدة للناس لحفظها والتذكير بألفاظها : فيجوز إذا التزمت الشروط التالية :

            1. عدم جعل الأحاديث والأدعية مكتوبة على الجدران رسماً ؛ لأنها لا تزال ، فلا يستفاد من مكانها إن حفظها المصلون ، بل تكتب على ورق حائط ، يسهل تعليقه ونزعه ، وخاصة فيما يحتاجه المسلمون من معرفة ما يُكتب في مناسباتهم الموسمية .

            2. أن لا تكون في قبلة المصلين ؛ حتى لا تشغلهم في صلاتهم .

            3. أن لا تستعمل الزينة في الكتابة بما تفقد الحديث والدعاء هيبته .

            4. تجنب كتابتها بشكل غير مقروء ، أو جعلها على شكل طائر ، أو رجل ساجد ، وما يشبهه .

            5. أن تغيَّر باستمرار ، بحسب حاجة الناس ، لإزالة جهل ، أو تذكير بفضل ، أو تثبيت حفظ .

            الله المستعان


            ثم ألم يقل الشيخ السحيم:
            فَلاَ يَصِحّ أنْ يَتَسَمَّى شَخْصٌ بأسْمَاءِ الله الحُسْنَى، و... ويَجُوز أنْ يَكُونَ بشَيْءٍ يُذَكِّر الإنْسَان باللهِ وبالدَّارِ الآخِرَةِ، مِثْل: "إنَّ اللهَ يَرَاكَ"، ونَحْوِ ذَلِكَ؛ لأنَّ مِثْلَ هذا كَانَ في نُقُوشِ خَوَاتِيم بَعْض السَّلَف

            كيف يكون هذا حجة علي بالله عليك وما معنى القول بالجواز بشروط معينة؟


            أسأل الله أن يرزقنا وإياك حسن الفهم وحسن المخبر والمظهر و أن يعلمنا وإياك ما جعنا وأن يفقهنا في ديننا

            تعليق


            • #21
              رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

              بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

              فقد استعنت الله في التنبيه على الفرق بين المكروه وخلاف الأولى حتى لا يلتبس على القراء العلاقة بينهما

              أقول مستعينا بالله:
              من العلماء من يعتبر أقسام الحكم التكليفي ستة فيدخل فيها خلاف الأولى و منهم من يعتبرها خمسة بدون خلاف الأولى ، المكروه هو الخطاب المقتضي لترك الفعل اقتضاء غير جازم بحيث لا يؤثم فاعله أي نهي غير جازم .

              أما خلاف الأولى فهو ما لم يرد فيه نص خاص بالنهي و إنما ورد الأمر بفعل ضده على سبيل الندب , مثال عن خلاف الأولى : ترك صلاة الضحى.

              قال الشنقيطي أولا مع الخصوص أولا فع ذا * خلافَ الاولى وكراهة ً خُذا

              قوله أولا مع الخصوص أي إن كان طلب الترك ورد بنهي مخصوص بهذا الأمر فهذه الكراهة ،
              أما أولا أي لم يرد نص خاص بالنهي و إنما ورد الأمر بضده فهذا خلاف الأولى.

              قال السيوطي : وَإِلاَّ وَوَرَدْ * نَهْيٌ بِهِ قَصْدٌ فَكُرْهٌ أَوْ فَقَدْ فَضِدُّ الاَوْلَى.

              أي إذا ورد نهي مقصود في هذا الامر غير جازم فهذه الكراهة أما أَوْ فَقَدْ فَضِدُّ الاَوْلَى أي خلاف الأولى .

              قال صاحب البحر المحيط : " فصل: في خلاف الأولى
              هذا النوع أهمله الأصوليون وإنما ذكره الفقهاء وهو واسطة بين الكراهة والإباحة واختلفوا في أشياء كثيرة هل هو مكروه أو خلاف الأولى؟ كالنفض والتنشيف في الوضوء وغيرهما.

              قال إمام الحرمين في كتاب الشهادات من النهاية:
              التعرض للفصل بينهما مما أحدثه المتأخرون وفرقوا بينهما بأن ما ورد فيه نهي مقصود يقال فيه مكروه وما لا فهو خلاف الأولى ولا يقال مكروه وقال المراد بالنهي المقصود أن يكون مصرحا به كقوله لا تفعلوا كذا أو نهيتكم عن كذا بخلاف ما إذا أمر بمستحب فإن تركه لا يكون مكروها، وإن كان الأمر بالشيء نهيا عن ضده لأنا استفدناه باللازم وليس بمقصود.

              وحكى الرافعي عنه في كتاب الزكاة في كراهة الصلاة على غير الأنبياء ما يبين أن المراد بالنهي المقصود تعميم النهي لا خصوصه إذ قال ووجهه إمام الحرمين بأن قال المكروه يتميز عن خلاف الأولى بأن يفرض فيه نهي مقصود وقد ثبت نهي مقصود عن التشبه بأهل البدع وإظهار شعارهم، والصلاة على غير الأنبياء مما اشتهر بالفئة الملقبة بالرفض.

              وكلام الإمام في كتاب الجمعة يقتضي أنه لا فرق بينهما فإنه قال كل فعل مسنون صح الأمر به مقصودا فتركه مكروه.وقال في موضع آخر: إنما يقال: ترك الأولى إذا كان منضبطا كالضحى وقيام الليل وما لا تحديد له ولا ضابط من المندوبات لا يسمى تركه مكروها وإلا لكان الإنسان في كل وقت ملابسا للمكروهات الكثيرة من حيث إنه لم يقم فيصلي ركعتين أو يعود مريضا ونحوه. ا هـ.

              والتحقيق أن خلاف الأولى قسم من المكروه ودرجات المكروه تتفاوت كما في السنة ولا ينبغي أن يعد قسما آخر وإلا لكانت الأحكام ستة وهو خلاف المعروف أو كان خلاف الأولى خارجا عن الشريعة وليس كذلك. "

              فخلاف الأولى إذا أخف درجات المكروه وهو ما يرتاح إليه القلب

              والله أعلم

              تعليق


              • #22
                رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

                أرجو من مراقبي القسم جزاهم الله خيرا

                تصحيح عنوان الموضوع إلى:
                (أعضاءنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم)

                ولكم خالص التحية

                تعليق


                • #23
                  رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

                  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                  الأخُ الفَاضِلُ / أبو أنس حادي الطريق
                  السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو أنس حادي الطريق مشاهدة المشاركة
                  إن كانت المسألة قولا واحدا كما تقول فيلزم من ذلك أمورا منها:
                  - القول بعدم جواز تعليق أذكار الصباح والمساء وأذكار ما بعد الصلاة وكل ما علق لغرض التذكير والتعليم
                  - عدم تعليق أي ملصقات تحتوي على قرآن أو حديث أو ذكر.
                  أمَّا اشْتِرَاط المَنْع مِنْ تَعْلِيقِ أذْكَار الصَّبَاح والمَسَاء، فَلَيْسَ بلاَزِمٍ، لأنَّ الحُكْمَ لَيْسَ بالضَّرُورَةِ أنْ يَخْرُجَ لكُلِّ شَيْءٍ باسْمِهِ، فَيَكْفِي أنَّ الحُكْمَ قِيلَ في الدُّعَاءِ والذِّكْرِ، وبالتَّالِي يُفْهَم أنَّ كُلَّ دُعَاءٍ وكُلَّ ذِكْرٍ مَمْنُوعُ التَّعْلِيقِ، ولا يُشْتَرَط أنْ نَجِدَ فَتْوَى لكُلِّ دُعَاءٍ مِنَ الأدْعِيَةِ ولكُلِّ ذِكْرٍ مِنَ الأذْكَارِ باسْمِهِ، كَمَثَلِ حُكْم تَحْرِيم المَعَازِف، لا يُجَادِل أحَد ويَقُول المَعَازِف حَلاَل لأنِّي لَمْ أجِدْ فَتْوَى في تَحْرِيمِ آلَة الكُونْتِرْبَاص، وآخَر يَقُول: هذا صَحِيح لأنَّنِي لَمْ أجِدْ فَتْوَى في تَحْرِيمِ الأرْغُول.

                  وأمَّا تَعْلِيق المُلْصَقَات التي تَحْتَوِي عَلَى قُرْآن أو حَدِيث أو ذِكْر فَهِيَ تَخْتَلِف عَنِ المُلْصَقَاتِ التي هي فَقَط قُرْآن أو حَدِيث أو ذِكْر، كَالفَرْقِ مَثَلاً بَيْنَ مَسّ الحَائِض للمُصْحَفِ ومَسِّهَا لكِتَابٍ فِيهِ آيَات، وهذا مِثَالٌ لبَيَانِ الفَرْق ولَيْسَ الحُكْم، والحَالَة الثَّانِيَة - الملصقات التي بِهَا كَلاَم وآيَات أو أحَادِيث أو أذْكَار - هي التي يُحْمَل عَلَيْهَا قَوْل مَنْ أبَاحَ التَّعْلِيق في المَسَاجِدِ حَدِيثًا، وأيْضًا تَكُون بالضَّوَابِطِ التي ذَكَرَهَا الشَّيْخ المُنَجِّد، ولَكِنَّهَا إبَاحَة مَعَ الكَرَاهَةِ لا مَعَ الاسْتِحْبَابِ، والأوْلَى تَرْكهَا، أمَّا تَعْلِيق الآيَات فَقَط أو الأحَادِيث والأدْعِيَة والأذْكَار، هذا هُوَ مَا عَلَيْهِ الإجْمَاع والتَّرْجِيح بالتَّحْرِيمِ.


                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو أنس حادي الطريق مشاهدة المشاركة
                  ويكفيني في ذلك أني لم أجد أحدا من أهل العلم قد قال ببدعية
                  أعْتَقِدُ أخِي الكَرِيم أنَّكَ تُغَالِط نَفْسَكَ في هذا القَوْلِ، فَلاَ يُقْبَل مِنْكَ هذا الإنْكَار بَعْدَمَا نَقَلْتَ بيَدَيْكَ إجْمَاع المَذَاهِب الأرْبَعَة عَلَى تَحْرِيمِ التَّعْلِيق، وسَوَاء كَانَ التَّحْرِيم عَنْ بِدْعِيَّةٍ أو عَنِ اشْتِمَالِ مَفَاسِدٍ، أفَلاَ يَكْفِيكَ إجْمَاعهم هُمْ وغَيْرهم مِنَ المُتَقَدِّمِينَ والمُتَأخِّرِينَ وتَرْجِيحهم للقَوْلِ بالمَنْعِ لتَنْزِلَ عَنْ قَنَاعَتكَ الشَّخْصِيَّة عَلَى رَأيِهِم؟


                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو أنس حادي الطريق مشاهدة المشاركة
                  ويكفيني في ذلك أني لم أجد أحدا من أهل العلم قد قال ببدعية ذلك فلتراجع شيخا تثق به فهذا خير من ضرب كلام العلماء ببعضه
                  سَامَحَكَ اللهُ أخِي الكَرِيم عَلَى هذا الظَّنِّ للمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، وأدْعُوكَ أنْ تَلْتَزِمَ ضَوَابِط الخِلاَف وآدَابِهِ وإلاَّ فَلْيَتَوَقَّف النِّقَاش إذا اسْتَمَرَّ بهذا الأُسْلُوب الَّذِي لا يَهْدِفُ إلاَّ لتَحْقِيرِ الرَّأي المُخَالِف اتِّبَاعًا للظَّنِّ، حتى لا يَتَحَوَّل مِنْ جِدَالٍ بالحُسْنَى ابْتِغَاءَ الحَقّ إلى مِرَاءٍ لا يَهْدفُ إلاَّ للانْتِصَارِ للنَّفْسِ، ولَسْتُ أنَا مَنْ يَضْرِب أقْوَال العُلَمَاء ببَعْضِهَا أو يَتَخَيَّر مِنْ أقْوَالِهِم مَا يُوَافِق رَأيهُ أو يُنْزِلهَا عَلَى غَيْرِ المَقْصُودِ مِنْهَا، ولَوْ كُنْتُ كَذَلِكَ لَمَا نَاقَشْتُ أدِلَّتكَ مَعَ أدِلَّتِي ورَبَطْتُ بَيْنَهُمَا بِمَا يُوَضِّحُ مَا يَبْدُو أنَّهُ الْتُبِسَ عَلَيْكَ مِنْ كَلاَمِهِم، ولَكُنْتُ اكْتَفَيْتُ بسَرْدِ وعَرْضِ وتَكْثِيرِ الأدِلَّة وفَقَط، وهذا حَال المُجَادِلِينَ لا البَاحِثِينَ عَنِ الحَقِّ، والحَمْدُ للهِ لَسْتُ مِنْ هذا الصِّنْفِ، واللهُ يَشْهَد عَلَى كَلاَمِي وأقْوَالِي تُثْبِتهُ، ولَوْلاَ أنَّكَ أسَأتَ إلَيَّ بسُوءِ ظَنٍّ مَا فَكَّرْتُ في الكَلاَمِ عَنْ نَفْسِي، فَلَيْسَت هي بُغْيَتِي.

                  أمَّا بالنِّسْبَةِ لَكَ، فَرَاجِع كَلاَم الشَّيْخ المُنَجِّد في الفَتْوَى السَّابِقَةِ، وارْبُط بَيْنَهُ وبَيْنَ كَلاَمِهِ في الفَتْوَى التَّالِيَةِ التي يَقُولُ فِيهَا أنَّ التَّعْلِيقَ يَحْتَوِي عَلَى مَفَاسِدٍ ومُنْكَرَاتٍ كَثِيرَةٍ، لتَعْرِفَ أنَّهُ أجَازَ بالضَّوَابِطِ مَعَ الكَرَاهَةِ، وأنَّ خُلاَصَة رَأيه هي المَنْع
                  http://islam-qa.com/ar/ref/254

                  ورَاجِع أيْضًا الفَتْوَى التَّالِيَة لتَعْرِف مَنْ قَالَ بالبِدْعِيَّةِ مِنْ جَمَاهِيرِ العُلَمَاء، ليُضَافُوا إلى مَنْ تَفَضَّلْتَ بذِكْرِ إجْمَاعهم عَلَى التَّحْرِيمِ سَلَفًا وخَلَفًا، لتَتَأكَّد أنَّهُ أمْرٌ مَحْسُومٌ لصَالِحِ المَنْع، وأنَّ مَنْ قَالَ بالجَوَازِ قَوْلهُ ضَعِيفٌ مَرْدُودٌ مَرْجُوحٌ بالأدِلَّةِ والإجْمَاعِ
                  http://islam-qa.com/ar/ref/127987

                  وحَقِيقَةً أنَا أعْجَبُ لَكَ جِدًّا، فَمَا نَقَلْتَ إلاَّ رَأيًا وَاحِدًا مِمَّنْ أبَاحُوا، ونَقَلْتَ جَمْعًا مِمَّنْ حَرَّمُوا، ثُمَّ تَسْتَنْكِر وُجُود إجْمَاع وتُصِرّ عَلَى وُجُودِ خِلاَفٍ!! مَنْ مِنَّا الآن الَّذِي يَكْتَفِي بالنَّقْلِ فَقَط دُونَ دِرَاسَةٍ ورَبْطٍ بَيْنَ أقْوَالِ العُلَمَاء؟؟


                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو أنس حادي الطريق مشاهدة المشاركة
                  ثم ألم يقل الشيخ السحيم:......

                  كيف يكون هذا حجة علي بالله عليك وما معنى القول بالجواز بشروط معينة؟
                  رَاجِع كَلاَمِي أخِي الكَرِيم في المُشَارَكَةِ السَّابِقَةِ بخُصُوصِ تَفْسِير كَلاَم الشَّيْخ وأنْتَ تَفْهَم أنَّهُ لا تَضَادَّ في كَلاَمِهِ ولا خِلاَفَ بَيْنَهُ وبَيْنَ مَنْ مَنَعَ.


                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو أنس حادي الطريق مشاهدة المشاركة
                  أسأل الله أن يرزقنا وإياك حسن الفهم وحسن المخبر والمظهر و أن يعلمنا وإياك ما ينفعنا وأن يفقهنا في ديننا
                  اللَّهُمَّ آمِينَ

                  وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                  والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                  تعليق


                  • #24
                    رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

                    أسأل الله أن يرزقنا وإياك حسن الفهم وحسن المخبر والمظهر و أن يعلمنا وإياك ما ينفعنا وأن يفقهنا في ديننا

                    تعليق


                    • #25
                      رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

                      اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
                      وأرنا الباطل باطلا واجنبنا اتباعه

                      اللهم آمين يـارب
                      اللهم إني أسألك باسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت أن تجعل أمي من أهل الفردوس الأعلى وجميع أموات المسلمين
                      إنك ولي ذلك والقادر عليه

                      تعليق


                      • #26
                        رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم


                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                        جزاكم الله عنا خيرا شيخنا الفاضل
                        نسأل الله أن يجعل عملكم فى ميزان حسناتكم
                        ويرفع قدركم

                        تعليق


                        • #27
                          رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

                          للرفع ..
                          نرجو من الجميع الانتباه لأسمائهم ..

                          رحمك الله أبي الحبيب, لا تنسوه من الدعاء , الله المستعان

                          تعليق


                          • #28
                            رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            للنفع
                            جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                            فتاوى شاملة لجميع الأسماء المستعارة ‏( 1 2 3 ... الصفحة الأخيرة)
                            اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                            تعليق


                            • #29
                              رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

                              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                              جزاكم الله خيرا ونفع بكم

                              ( من شكر الله بقلبه ولسانه وعمله فليبشر بالمزيد ،

                              ومن قابل النعم بالغفلة والمعاصي فالعقاب شديد .
                              )

                              تعليق


                              • #30
                                رد: أعضاؤنا الكرام : فضلا راجعوا شرعية أسمائكم

                                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                                بارك الله فيكم ونفع بكم

                                تعليق

                                يعمل...
                                X