(7)
بركات الماء والطعام !!
أوه أنهن يتنافسن في أخذ الماء المتواجد لدى القارئات ! ما دهاهن ؟ .. والدة الزوج وأخواته أيضاًَ ؟ إنهن يتخاطفن أكواب الماء وجوالينه !! ما هذا ! هذه امرأة شتمت أخرى لأنها كانت سبب في سكب بعض الماء من كوبها !!
بضع دقائق .. انتهت الفوضى ! عادت كل واحدة ، وكأنها تحمل كنوزاً من الذهب والفضة !! قلت في نفسي :
- ماهؤلاء النسوة الغافلات ؟ الماء منتشر في كل مكان ! لم هذا بالذات ؟
ولم يمض وقت حتى نادت صاحبات العزاء النسوة إلى الطعام .. أيضاً إنهن يتنافسن في الدخول إلى غرفة الطعام .. مهلاً .. ما بهن ؟ ليس للطعام جناحان ليطير بهما !!
شدت والدة زوجي على يدي بقوى وأخذت تسرع وأنا خلفها .. فبدأت بالكلام ولكنها قاطعتني :- فيما بعد ... فيما بعد .... هيا الآن .. أنت بالذات يجيب أن تأكلي وتتصدري غرفة الطعام ... بسرعة !
سألتها بفضول بريء :
- لماذا ؟ لا أريد طعاماً ! كلي أنت يا خالتي بالهناء !.. قاطعتني وهي تنظر إلى بمرك وهاء لم أعرف كنهه :
- بل أنت أولى الفتيات التي يجب أن تأكل هذا العام !!
جلست هي وأجلستني بجانبها ! وأخذت تطعمني بيدها أمام النساء ! أحممر وجهي خجلاً .. نظرات النساء سلطت علينا ! قلت لها بلطف :
بالخجل أرجوكي ..
بالخجل أرجوكي ..
ضحكت النسوة استلطافاً لما رأين .. فأشرقت عينا والدة الزوج وهي تقول : ولو لقمة واحدة .. أجعلي البركة تسير في دمائك وجسدك ... !!!!
توقفت عن الطعام وأنا تحت تأثير هذه الكلمات ! شعرت برغبة صارخة في التقيؤ !! لا .. لا... لا...
كيف استطاعوا فعل ذلك ؟ كيف؟ لقد نذروا بالذبح لغير الله ؟!! كيف يجرؤن ! لايمكن ! يارب يارب لم تعد لي قدرة على الحياة معهم !! هذا فعل قبيح ! أنه شرك أكبر !! رباه أنا لست منهم يا رب .. رباه أ‘لم قولك في كتابك الكريم : (( إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً )) - ( النساء : 48)
كيف استطاعوا فعل ذلك ؟ كيف؟ لقد نذروا بالذبح لغير الله ؟!! كيف يجرؤن ! لايمكن ! يارب يارب لم تعد لي قدرة على الحياة معهم !! هذا فعل قبيح ! أنه شرك أكبر !! رباه أنا لست منهم يا رب .. رباه أ‘لم قولك في كتابك الكريم : (( إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً )) - ( النساء : 48)
وقفت .. أقاوم جوعي وعطشي .. تركتهم وما يصنعون ! ذهبت مسرعة إلى أقرب دورة للمياه ! أخرجت ما أكلته حراماً ! ولكني أشعر بالوهن والجوع .. أنهم يستخدمون معي عقاب التجويع بأقوى درجاته حتى أؤمن .. ولكن لا ... الجوع أرحم من طعام حرام .. الجوع أهون من إيماني بما يدعون .. لامت جوعاً .. لأجاهد نفسي ضد نفسي .. لابأس حسبي لقيمات قليلات بالحلال !.
تلفت حولي بدهشة كبيرة ... أريد العودة إلى المنـزل .. إني أتضور جوعاً ... آه وآه لما أصابني .. أريد العودة إلى أهلي ... لحقت بي أم الزوج تنبهني بأخذ كأس من الماء من إحدى القارئات .. انتبهي إليه ..وإلا فاشربيه ..هيا يا ابنتي أشربيه .. ابتسمت بألم وقلت لها حتى أرد كيدها عني :
- شربت الآن كأساً مماثلاً أخذته من المكان نفسه !!
- رائع ! إذا سنأخذ كأساً أخرى لابنتي في المنـزل .. خذيه وانتبهي له جيداً أرجوك.. لا تدعي قطرة منه تتسرب !
ما العمل الآن !! سوف أعود للمنـزل ! وسأجده هناك ينتظرني ! وسيسألني عما إذا امتثلت لما أمرني به أم لا ! ولكني لم أستطع ذلك .. كيف له أن يفهم ؟ كيف أنجو منه ؟ ما العمل يارب ما العمل ؟ اللهم إني انتظر منك فرجاً ومخرجاً من بعد ما عانيت من الضيف والبلاء!!
تعليق