إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعوني أرحل ...,

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: دعوني أرحل ...,

    (23)
    الدواء الفعال !

    طرق الباب .. تصنعت النوم فلم أجب .. تواصل الطرق ! لا أريد الصدام معه أو إغضابه أكثر من ذلك .. لاقوة لي في المزيد من الجدل والنقاش !! أدار مقبض الباب فتحته .. توقعته هو .. ولكني أخطأت في توقعي .. إنها والدته !!!


    اعتدلت جالسة أضأت المصباح الخافت أجلستها ابتسمت لها إنها تحمل شيئاً في يدها !! ماذا أيضاً ؟!!
    سألتني بتشكك
    :

    ألم تنامي بعد ؟ مالذي يؤرقك ؟ يكاد الفجر أن ينسج خيوط ضوئه لينير أرجاء الكون !


    استغربت اهتمامها بأرقي وقلة نومي ! ثم من حديثها الذب ! فقلت ببراءة :

    لاشيء البتة يا خالتي ! هرب النوم عن أجفاني فقط لاغير ! ولكني سأحاول النوم علي أفلح
    !!

    قالت في محاولة للتأثير علي :


    لدي دواء لك ! ما رأيك أن تجربيه ؟ إنه جد مؤثر وفعال !

    كانت تبدو وديعة مما جعل تعجبي منها يتلاشى بسرعة .. فقلت :

    حقاً ؟! وما دوائك ؟
    !

    رفعت يديها أمام عين .. وقدمت لي قماشاً ملفوفاً بحجم يصغر حجم البيضة قليلاً.. محشواً في داخله بشيء يميل إلى الصلابة نوعاً ما ! تسمرت نظراتي في هذه القطعة تحولت أنفاسي إلى تنهيدة طويلة ! ثم انتقلت عيناي بتلقائية إلى عينيها الغائرتين ثم إلى ذقنها الذي امتلأ بشتى رسوم الوشم
    !! ..

    فتحت فاهي لأسألها عن الدواء الذي وصفته لي ! فتداركت استغرابي وقالت تصطنع البساطة
    :

    هل تعلمين أن هذه التميمة يحوزتي منذ ما يربو عن العشرين عاماً ؟


    اتسعت حدقتاي وأنا أهتف
    :

    تميمة ؟!!! هل هذا هو الدواء ؟
    !

    أجابت بحماس
    :

    نعم .. نعم .. تستطيعين تعليقها على نحرك أو على عضدك أو وضعها بين ثيابك أو في فراشك ... وأعدك بأن أعمل لك واحدة تصخك وحدك وباسمك
    !

    لي أنا ؟ وباسمي ؟!


    اعتدلت في جلستها ثم قالت :

    نعم .. نعم .. إنها تدفع الضر والحسد والعين و السحر وتجلب لك النفع وتشفي من الأمراض .. كما أنها تساعد على النجاح وترد كيد الأعداء .



    عدت إلى الواقع .. ما زلت تحت تأثير كلامها الغريب ! فسألتا : وهل تفعل التميمية كل هذا يا خالتي ؟!! أو لا اصدق !! إذن في مفيدة جداً !!!

    أجابت بسرعة
    :

    بالطبع بالطبع مفيدة جداً .. ألا ترين جميع أبنائي وبناتي يعلقونها على أعضادهم !!! وعلى نحورهم ! إنها هي التي تحميهم وتذود عنهم .. نحن لا نتركها أبداً !!



    ابتسمت باهتمام :

    أخبرني يا خالتي عن محتوى هذه التميمة حتى يكون لها كل هذا المفعول
    !!!

    ضحكت بملء فمها وقالت وهي تضرب كف بكف
    :

    سؤالك أعجبني .. ياعزيزتي .. تكتب فيه أدعية نبوية شريفة مع شيء من القرآن الكريم .. قاطعتها باستغراب :


    أدعية نبوية وقرآن كريم ؟!! أليس في ذلك امتهان لها ؟ فالمرء يحملها - على حد قولك - في كل مكان !!! إذا ستكون معه أيضاً حين قضاء حاجته واستجابته .. و ...

    وبلعت ريقها بصعوبة وتابعت في تجاهل لسؤالي
    :

    أيضًا يكتب فيها توسل بالأولياء والصالحين ... كما تحتوي أيضاً على أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وترسم فيها بعض النجوم وبها كلام بغير لغة العرب ..


    توقفت أنفاسي وجفت حلقي .. بدا عقلي وكأنه سيتقد..رمقتها بنظرة فاحصة ثم قلت :

    هل ما تقولينه صحيح يا خالتي ؟! وهل تريدين مني بعد كل ما ذكرت أن آخذها ؟ أو حتى اعتقد في نفعها ؟
    !!!!

    تلاشت ابتسامتها وانعقدت حاجباها
    ..

    ماذا تقصدين ؟! إنها آمن وسيلة لحياة سعيدة وأفضل علاج للقلق والهم .. ضعيها تحت وسادتك وسترين..إنها..دخل الزوج في هذه الأثناء بخطوات وئيدة وكأنه كان يستمع إلى حديثنا ! ووضع يده على كتف والدته يطمئنها .. ونظراته تعصف بي
    ...

    ستأخذها يا أمي فلا تبالي .. وستضعها تحت وسادتها أو في أي مكان تريدين ! وإن لم تفعل فسأعرف أنا كيف أجعلها تفعل ... لاتقلقي يا أمي
    !!!

    حسناً أتمنى لك نوماً هنيئاً برفقتها .. حافظي عليها جيداً إنها سبب حفظنا جميعاً.. تصبحون على خير
    ..
    ثم وضعتها في يدي وضغطت بها باهتمام في كفي .. ثم .. خرجت
    !!!

    تقدم الزوج إلي بتحد ومد يده ليأخذها وأنا مشدودة .. فناولته إياها ! مشى متعمداً بكل امتهان وزهو ووضعها تحت وسادتي .. ثم .. ثم رفع سبابته متوعداً
    :

    إياك ثم إياك أن تخرجيها من تحت الوسادة !! عليها تنفع في دفع الحسد والعين التي بيننا
    !!

    ثم ألقى بجسده على الفراش .. ونام .. فوقفت أتهادى من فرط الحسرة !! أي عين وأي حسد ؟ إنه واهم!! يعلل الأمر بهما وما هو إلا خلال عقائدي ديني قوي فحسب
    !!!

    أطفأت الضوء .. دسست يدي تحت الوسادة .. أمسكت بها بعنف .. كم أخافها !! سأخرجها دون علمه .. واضعها في أي مكان حتى الصباح .. وما كدت أفعل حتى ارتفع صوته يخترق الفضاء
    :

    أعيدها إلى مكانها وكفي عناداً وإلا أرغمتك على تعليقها على نحرك
    !!

    شهقت من الخوف لم أتحدث وضعتها في مكانها فاضت عيناي بالدمع الغزير .. حتى اغرورقت وسادتي وأنا أكتم الأنين .. مضت ساعة !! إنه لايتحرك ! لزمت الهدوء سمعت أنفاسه تنتظم .. إنه دليل قوي على نومه .. اخرجتها برعب وضعتها في أحد الأدراج بجانبي .. ثم افترت شفتاي عن ابتسامة ارتياح
    ..

    فغرقت في نوم عميق بعيداً عن الخزعبلات .. وقبل استيقاظه أعدتها تحت وسادتي .. و ..نهضت !!!


    وللقصة بقية ...

    تعليق


    • #47
      رد: دعوني أرحل ...,

      جزاكي الله خيرا يايمامه شكل القصه هتطول
      بس انا ليه سؤال الناس دي متاكده جدا من اللي بيعملوه... طيب ليه بحس انهم بيخافوا يقولوا لحد انهم صوفيين مثلا يعني بحس انه تناقض!!
      ياترى عندك اجابه ؟ وبعدين ليه اهلها مش بيسالوا عليها اكيد في وسيلة اتصال كانوا عارفينها قبل ما تسافر وانتي بتقولي انهم مش عارفين انه منعها منهم؟
      وفي انتظار المزيد يارب يفرج كربها ويخلصها منه

      تعليق


      • #48
        رد: دعوني أرحل ...,

        الله المستعان
        انا قلبى تعب من كل الاهات من هذة القصه
        من اشد الابتلاءات نسال الله ان يفرج كربها ويرزقنا واياكم الثبات على الحق
        وبارك الله فيكى أخيتى يمامة المسجد
        ننتظر البقيه لهذة القصه ان شاء الله
        وفقكى الله
        اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صاروا إليه
        اللهم اغفر لأمى الغاليه رحمها الله واجعل قبرها روضة من رياض الجنه برحمتك يا أرحم الراحمين
        اللهم اغفر لى ولوالدى ولمن له حق علىّ
        https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=9033رحلة أمى مع المرض وحسن خاتمتها الصبر على البلاء

        تعليق


        • #49
          رد: دعوني أرحل ...,

          (24) صراع الحق والباطل

          في أحد الأيام جاء أخوه الذي يدرس في المرحلة الاعدادية وعلامات الحيرة والشك تبدو على محياه !! لفتني منظره وارتباكه .


          كانت الأم تجلس بجانب جهاز التسجيل تستمع إلى أحد أولياء الصوفية وقد خفضت الصوت بينما جلس الزوج وأخته يطالعان بعض الصحف والمجلات .. أما أنا فأخذت أسرح شعر الطفلة الصغرى وأداعبها .


          ألقى الصبي بحقيبته على الأرض صورة أثارت دهشتنا جميعاً!! فبادرت الأم بسؤاله :

          ما بك يا بني ؟ لم أنت مستاء ؟! هل حدث لك مكروه ؟

          تأفف الصبي وألقى بجسده على الأريكة .. بينما ترك الزوج الصحيفة ونظر إلى أخيه باستغراب فسأله :

          ماذا حدث ؟! مابك ؟! هل تشاجرت مع أحد رفاقك ؟!

          تركزت أنظارنا عليه .. فقال أخيراً بنفاذ صبر وحيرة :

          أشعر بأني أعيش في تناقض تام مع نفسي .. وفي صراع دائم معكم ومع دراستي للمواد الدينية !!! هناك اختلاف كلي بين كل منكما !! أنا في حيرة !!!

          ماذا أفعل ؟! لم أعد استطيع الاستيعاب !!!
          نهض الزوج بسرعة وجلس بجانب أخيه واحتضنه بقوة ثم قال :

          وما الذي جعلك في حيرة من أمرك يا صغيري ؟ أخبرني ..

          هز كتفيه ثم قال بشرود :

          هل والد الرسول صلى الله عليه وسلم مات كافراً ؟ وهل هو في النار ؟!

          ثر الزوج وزمجرت الم وصعقت الأخت !! ما هذه الأسئلة ؟!!!

          أجاب الزوج غاضباً :

          ماذا تقول ؟!! تباً لهؤلاء الكفرة الوهابيين !! هؤلاء الضالين ! قاموا بتكفير والد الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً ؟! عليهم اللعنة !!!

          أردفت الأم بسرعة :

          قاتلهم الله !.... إنهم لايحبون الرسول الكريم فيتقولون عليه الأقاويل ! كل هذا هراء وأباطيل يا بني فلا تصدقهم لا تصدقهم .. تبا لهم !!

          قال الصبي ببراءة :

          ولكن المعلم قال حدثنا عن ذلك بقوله : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : أي أبي قال له : ( في النار ) فلما ولى الرجل قال له صلى الله عليه وسلم :

          ( يا هذا أقبل أبي وأبوك في النار ) ...فما مدى صحة هذا الحديث إذاً ؟!!!

          وقفت الأم بتثاقل تحمل جسدها الثقيل وهي تحضتن ولدها :

          كل هذا هراء يا بني فلا تصدق ! إنما مات مؤمناً !

          ولكن هؤلاء الكفار الوهابين يشوهون دائماً صورة النبي صلى الله عليه وسلم في أعين الناس !!!
          فعلينا الحذر منهم دائماً ومحاربتهم بل ومقاطعتهم !!!

          وفجأة ! تذكروا وجودي بينهم فحدقوا في بنظراتهم الحاقدة .. وكادوا يلتهمونني !! فسألني الصبي رأيي فيما قيل فوقفت أبتلع ريقي وشعرت بنظرات الزوج المتوعدة فاستحثني الصبي على الإجابة .. لابد إذا أن أقول الحقيقة .. لن أكذب فقلت وأنا أسترجع أنفاسي :


          لا .. لا أعلم .. ولكن .. ولكن أعتقد أن هذا الحديث .. صحيح رواه مسلم !!! ..و ..

          أمسك بتلابيبي حينها وألقى بي على الأريكة وهو يزمجر :

          صمتاً .. صمتاً .. لا تفسدي أفكار الصبي !!! إنك تكذبين ! لاأريد سماع ذلك مرة أخرى ! إنك تتبعين ذلك الوهابي الكافر .. سيرديك في جهنم أنت وزمرته !!!

          تدرك الصبي الموقف فسأل الزوج تغييراً للموضوع :

          لماذا يقول المعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر خلق من طين ؟!!! ألم يخلق من نور الله وجه الله ؟!

          لقد قلت لي يا أخي إنه خلق من نور الله وأن هذا الحديث صحيح !!! ولكن المعلم يؤكد أن هذا الحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا أصل له في كتب الحديث المعتبرة !!!

          آه ما أسعدني !! لقد أشفى هذا الصبي غليلي ! انبسطت ملامح وجهي بعد العاصفة الهوجاء !! ولكن الزوج زجر أخاه بعنف :

          لا تستمع لكلامهم ! فأحاديثهم هي المكذوبة ..ومذهب هو الزائف ! وحياتهم حياة كفر وضلال وفسق !! وثق دائماً بصحة ما تتعلميه منا نحن ، لا تكن كسواك !!

          فنظر إلي حاقداً .. وأخذ الصبي معه إلى الحجرة التالية !!! تبتعه أمه وأخته بسرعة .. يريدون إغراق هذا البريء فيما هم فيه غارقون !! وثملون !! وقفت ..ذهبت إلى الحديقة وعيناي تشعان حبوراً وسروراً ..

          لابد لحق يوماً أن ينجلي ولو على يد هذا الصبي الصغير !! عدت إلى الصالة وقد عادوا إليها قبلي! الكل قد لفه الصمت والوجوم .. وهم يفكرون بالحقائق القوية القادمة إليهم من .. الوهابيين

          تعليق


          • #50
            رد: دعوني أرحل ...,

            (25)
            قرار التحدي

            وفي المساء .. أغلقت حجرتي وهطبت إلى الأسفل عبد أن انتهى الزوج من ارتداء ثيابه استعداداً للذهاب إلى وليمة قريبه الخائن ! وقد جزمت في قرارة نفسي أن أرفض طلب الدخول إلى الرجال الذي سيجتمعون اليوم وكل يوم مع النساء ... ولو كلفني ذلك حياتي !! فليقتلني إذا شاء !! فليصلبني إذا أراد !!! لا رجعة عن قراري !!


            قدم الطعام في ذلك المجلس الذي خلا من اللباقة والأدب والإحترام !! وعللت عدم دخول إليهم منذ البداية بأني منشغلة مع النسوة في إعداد هذا الطعام !!! .. ثم اجتمعت النساء بالرجال فسمعت بعضاً من الأحاديث الجوفاء المتبادلة !!! وترددت في مسامعي صدى الضحكات الخرقاء المتعالية !!! وبعضاً من الطرائف والنوادر السخيفة
            !!!


            أما أنا أدعو إلى الله أن يكون خير معين لي على قرار .. ووالله ما عشت قط موقفاً أقسى ولا أعنف من موقف تلك الليلة التي خفت فيها وروعت منه .. و .. منهم
            !!


            فجأة .. سمعت اصوات الجميع مع تباينها تسأل عني وتنادي .. ! لفني الصمت واكتنفني الرهبة وأطبقا على قلبي !!! فشعروا جميعاً بأنني أمتنع عنهم .. فتبادلوا النظرات الغضبى ..ثم ..ركزوا تلك السهام الحانقة على الزوج ينتظرون منه تفسيراً لما يجري
            !!


            سرعان ما جاءت أمه إلي تركض وتطلب مني الإنضمام إليهم .. فاعتذرت لها بأنني متوعكة .. ثم بأنني لم أعد أستطيع المجيء إليهم .. وتمنيت لها ولهم طعاماً هنيئاً ! وأني سألحق بالنسوة بعد ذهاب الرجال
            !

            عبثاً حاولت تثنيني عن قراري ! فتغيرت تعبيرات وجهها عندما قالت : إن زوجك غاضب وأعصاب وأعصابه هائجة وكأنها بين أصابع الشيطان يعبث بها !!! وأخشى أن يخطيء معك أمام الجميع !! استعيذي بالله من الشيطان وشاركينا المجلس والطعام
            ..

            رفضت بأدب .. ورجوتها ألا ترغمني على ذلك فأنا ما خلقت لهذا أبداً
            !! ..


            ثم .. ذهبت تضرب كفاً بكف وتطلب الرقوة من أوليائها الأموات !!! بينما دخلت أخته ترجوني بالدخول .. وأن التوتر يسود المكان !!! والجميع بانتظاري .. فيجب ألا أفتعل مشكلة
            !!

            أجابتها دمعاتي الحزينة وقلبي الذي يكاد أن ينفطر خوفاً منهم
            ...

            لا أستطيع .. لا أستطيع الدخول على هؤلاء الرجال أبداً ! أنا أخاف من الله
            !

            أخجل من الأمور التي تحدث بينكم فدعوني أرجوكم .. أتوسل إليكم لا تجبروني على الذنب والمعصية ! اتركوني سوف يطعمني الله ويسقيني برضاه ورحمته أنا لم أخلق لأخلع حيائي وخجلي بهذه الصورة البشعة
            .. !


            يا رب أين الزوج الملتـزم ؟! الذي طالما حلمت به ! الذي طالما حلمت بأن يعايش واقعي ؟! أي مؤدي الصلاة في المساجد ؟ أين الرجل الغيور الذي يغضب ويثور عندما يعتدي على حد من حدود الله ؟ أين الرجل الذي يرحمني وقدرني ؟ يرحم امرأة ضعيفة جل طلبها منه أن يحفظها ويصونها عن أعين الرجال ؟


            أين الرجل الذي يدفع حياته ثمناً للحفاظ على محارمه والخوف عليهم ؟! أين وأين ؟! رباه لقد ضاقت علي الأرض بما رحبت !! وعندما طال انتظارهم غير المتوقع لي .. غضبوا فقلبوا أواني الطعام رأسًا على عقب ولم يتذوقوا منه لقمة واحدة ! كل هذا وأنا أتهاوى كما ريشة ضعيفة رقيقة تعبث بها العواصف الهوجاء ، وكما طفل غريق تتقاذفه الأمواج في كل صوب واتجاه !! وحدي!! لحظات مرت علي وأنا أسمع صراخهم وغيظهم وقد ملأ الأرض ! أيقنت خلالها أن كل فرد منهم قد حمل ساطوراً وهب لتشريحي واذاقني ألوان التنكيل والعذاب !!

            بالطبع ... فأنا أخالفهم ملة ومذهباً يا ويلتي ماذا هم بي فاعلون ؟! رباه لا ملجأ لي منهم إلا إليك ! اللهم لا تكلني إلى نفسي أو إليهم طرفة عين ! اللهم فكل هذا من أجل رضاك ومغرفتك ! اللهم قد ضاقت الدنيا بما اتسعت وشملت .. فاجعل لي من ضيقي فرجاً ومن همي وبلائي مخرجاً
            !!!!!

            رباه رباه رباه .. الويل كل الويل لي ! سوف يتفنون في إيذائي .. فأنا وحدي وهم كثر
            !!

            ثم .. هاج المضيف الوغد بصوت عال بأقصى أنواع الغضب
            :

            دعوها .. إنهم قوم يتطهرون !!! اتركوها تشبع من الطعام بمفردها !! نحن لا نرغب في الطعام نخشى أن تكون بنا نجاسة أو قذارة فنفسده .. فلا تستطيع هي أن تأكل الطعام
            !!!

            قام الرجال جميعاً من على المائدة وكأن غضب الدنيا يعبث بهم مني !!! قرابة ثلاثة وعشر رجلاً وامرأة !! فخيم سكون معذب قاتل على جميع أرجاء المنـزل
            !!!

            خاطبت نفسي بما تبقت لي من أنفاس
            :

            هل أخطأت ؟ هل أبادر بالإعتذار ؟! هل عملت منكراً عظيماً ؟! هل ارتكبت كبيرة لا تغتفر ؟! من الذي يحق له العتبى والغضب ؟! بل والتحطيم والتدمير ؟
            !!

            ما للموازين مضطربة ؟! أي الخطأ وأين الصواب ؟! يارب .. أنت تعلم أني أكابد من أجل إراحة ضميري ووازعي الديني .. أما هم فإنهم يكابدون من أجل نزواتهم ووازعم الشيطاني
            !!!!

            ربما أخطأت ! لم أعد أعرف ! ماذا أفعل ؟ هل .. هل أهرب ؟! لقد فعلوا بي ما فعلوا ولم أرضخ ولكن الله يشهد أنه لم تتبق ! لي ذرة من مقاومة ! فهذه الأخيرة من نوعها! فلا يمكن أن أصمد أكثر من ذلك
            !!!

            نعم . اشعر بحناياي تضطرب .. وجوانحي تتأرجح .. و
            ..


            سمعت صوت والدة الزوج .. وزوجة المضيف الوغد تناديني بصوت وديع !! ولكنه مملوء بشتى صنوف الغيظ الممزوج بالرغبة القاتلة في السحق !! وبابتسامة كاذبة من كل منهما قالتا
            :

            تفضلي .. تناولي .. الطعام .. بالهناء والعافية
            ..

            نظرت إلى الطعام المقلوب رأساً على عقب !! سرى الشلل البطيء في قدمي .. جلست ونظراتي المرتعبة وقلبي الذي ران عليه الانفطار ينتظران حكماً أكيداً بالإعدام !! .. فتبادلت المرأتان النظرة ذاتها وعلقت المضيفة
            :


            ما السبب في اعتقادك يا أم .. في غضب الرجال بهذه الصورة الوحشية ؟
            !

            آه .. كم أحقد على صاحب السبب !! كنا جميعاً ننعم بالسعادة والبهجة لم تحدث بيننا مشاحنات أو خلاقات إلا منذ فترة وجيزة !! فما السبب يا ترى ؟! أهي عين أصابتنا ؟ أم تراها فتن وقلاقل زرعت بيننا !! من هو الذي قلب حياتنا وعبث بها ؟ من صاحب هذا العقل المتحجر الذي لايلين ؟
            !!

            أجابت الأم بغيظ مكظوم
            :

            نعم نعم .. الحق كل الحق معك .. كنا في سعادة غامرة .. ولا أعرف من صاحب هذه الفتن والمشاكل ... وليس لنا إلا ندعو عليه ليل نهار حتى يدفع ثمن ما نحن عليه !!! قاتله الله
            !!

            إنهم يقصدونني بلا شك !!! أنا المعنية بكل ما تقولان !!! لزمت الصمت .. ربي .. ديني . . أهلي كرامتي وكبريائي المنـزوفتان المراقتان !!! وقاري وحشمتي وعفافي
            !!

            صرخ الزوج بي أمام الجميع بعد اجتمعوا معه لتفكيك ثقتي بما أعتقد
            :

            هيا انهضي .. سنذهب إلى المنـزل الآن ونتفاهم هناك .. الويل لك .. لقد تخطيتي كل الحواجز والقيود
            !!!
            نظرت إلى القوم بتمهل وكأني أودعهم !! فرايت الشماتة والتشفي تتراقص بفرح على تعبيرات وجوههم
            !!!

            أدركت بفرح أنه لامجال إطلاقاً للإتفاق بيننا .. وعزمت في قرارة نفسي على الرحيل الأبدي
            !!!
            لكل إنسان طاقة وقد كلفت معهم ما لاطاقة لي به !!! لم أعد أطيق صبراً ! تعبت وأنا أناضل .. هذا ليس ما أدين به
            !!

            وقف الجميع في وجهي .. وأنا كالطائر الجريح كسير الجناح ..أقاتل وحدي ضد جوارح قوية متعاضدة !!!







            وللقصة بقية ...

            تعليق


            • #51
              رد: دعوني أرحل ...,

              جزانا وإياكم إخوتي

              بارك الله فيكم وأنعم عليكم

              تعليق


              • #52
                رد: دعوني أرحل ...,


                (26) مراوغات الفرار


                عدت معه إلى المنـزل .. وقد انهال علي توبيخاً طوال الطريق .. وأنني أفسدت بينهم جميعاً بعدم إطاعتهم فيما يعملون .. عدا عن أنني لا أطيعه هو وهو زوجي الذي يجب أن أرضيه وأخضع لأوامره
                !

                فتجرأت أخيراً وقلت
                :

                والله لوكانت طاعتك فيما تأمرني به واجبة مقابل معصية الله تعالى لما توانيت !! ولكنك تأمرني بالمنكرات والأباطيل وأنا أرفض طاعتك في ذلك
                ...

                فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ! وأنا لست على استعداد لاغضاب الله تعالى أكثر من ذلك .. أرجوك افهمني .. وفكر في الأمر ملياً الحياة بيننا مستحيلة للغاية ... وأريد أن أعود إلى عائلتي بالحسنى !!والآن
                !!!!

                رفض بشدة ... إنها نقطة ضعفه لايستطيع تركي أبداً .. يالها من كارثة ... ولكنه أدرك أن لا جدوى من إقناعي بالمكوث معه في هذا الوقت العصيب على الأقل .. ثم فكر ملياً وبصمت مطبق .. و ... لان أخيراً بعد التصلب والإعصار فقال
                :

                هذا الموضوع تحدثنا في كثيراً .. ومهما بلغت هفواتك وكثرت زلاتك لا مجال إطلاقاً للتنازل عنك .. وكلي أمل في أن يهديك الله إلى طريقنا الصحيح !!! ..ثم
                ..

                قاطعته بشدة قائلة
                :

                كفى بالله عليك .. أنا لن أرضخ أبداً ولن أهتدي لطريقتكم
                !!!

                ولكن .. ربما .. إذا وافقت لي بزيارة أهلي وتركت لي فرصة أعمق للتفكير .. حسناً أرجوك .. أطلب منك أسبوعاً واحدًا فقط وأكتفي به .. ثم .. سوف أعود إليك سريعاً .. لن أتأخر عليك .. امنحني هذا الطلب أرجوك .. ألا تثق بي ؟
                !

                بالطبع كان غرضي هو الفرار الأبدي الذي لاعودة بعده ولكنني خفت من رفضه إن علم
                !
                فقال بتشكك وتخوف
                :

                قلت : لن تذهبي .. اخشي .. أخشى ألا تعودي
                !!!

                أجبته بسرعة أطمئنه ونيران الدنيا تستعر في صدري وأنا أبتسم
                ...

                قلت لك .. أسبوع واحد فقط .. اشتقت كثيراً لأهلي بالإضافة إلى أني اشعر بحاجة إلى الراحة والخلود حتى يتجدد ما بيننا .. سوف أعود إليك سريعاً صدقني.. وحتى تثق بكلامي فلن آخذ معي أي شيء من متاعي .. فالمدة قصيرة جداً ولاتحتاج أبداً للمتاع
                !!

                قال وهو يحاول تصديقي .. وقد بدت لهجة الاطمئنان في حديثه
                :

                لا أعرف ! اشعر بأني غير مطمئن .. ولكن حسناً .. هل تكفيك خمسة أيام فقط ؟
                !
                أجبته متظاهرة بالقناعة والرضا
                ..

                وإن أردتها ثلاثة أيام فقط فلا بأس !!! هي الآن أرجوك .. احجز مقعداً إلى بلادي بأسرع وقت ... حتى أعود إليك بأسرع وقت
                !!!

                وأخيراً
                ....



                حجز لي مقعداً منفرداً .. الإقلاع في العاشرة ليلاً .. والساعة الآن الثامنة .. لاوقت قبل أن يغير رأيه !!!


                قمت بإعداد نفسي بسرعة .. دخل ليستحم . انتهزت الفرصة .. كتبت له أن الحياة بيننا مستحيلة .. منذ أن وقعت قدماي على هذه الأرض .. وأنني حاولت الإصلاح ففشلت !! وأنني لم أطق البقاء معه يوماً بعد أن علمت بخديعته لي ولأهلي في .. دينه !! لا اتفاق بيننا من حيث الدين والأخلاق والحياة والعقيدة والعادات.. لذا يجب علينا الافتراق إلى الأبد دون عودة ! وهذا الأمر كان يفترض أن نفعله ليس من الآن فقط .. بل ... من يوم عقد فيه قراننا !!! أنا لست منكم .. ولستم منا !!! وداعاً وداعاً إلى الأبد
                !!!

                سمعته يفتح مقبض باب الحمام طويتها بسرعة وضعتها في حقيبتي


                .
                .
                .
                وللقصة بقية ...

                تعليق


                • #53
                  رد: دعوني أرحل ...,

                  (27) الرحيل الأبدي !



                  حجز لي مقعداً منفرداً .. الإقلاع في العاشرة ليلاً .. والساعة الآن الثامنة .. لاوقت قبل أن يغير رأيه !!!


                  قمت بإعداد نفسي بسرعة .. دخل ليستحم . انتهزت الفرصة .. كتبت له أن الحياة بيننا مستحيلة .. منذ أن وقعت قدماي على هذه الأرض .. وأنني حاولت الإصلاح ففشلت !! وأنني لم أطق البقاء معه يوماً بعد أن علمت بخديعته لي ولأهلي في .. دينه !! لا اتفاق بيننا من حيث الدين والأخلاق والحياة والعقيدة والعادات.. لذا يجب علينا الافتراق إلى الأبد دون عودة ! وهذا الأمر كان يفترض أن نفعله ليس من الآن فقط .. بل ... من يوم عقد فيه قراننا !!! أنا لست منكم .. ولستم منا !!! وداعاً وداعاً إلى الأبد !!!

                  سمعته يفتح مقبض باب الحمام طويتها بسرعة وضعتها في حقيبتي .. عاملته جيداً حتى لا يظهر تغير علي نظرت إليه وهو يستعد للخروج..إنها النظرات الأخيرة..سامحوني جميعاً ..
                  طأطأ رأسه .. ما به ؟!! حاول إخفاء وجهه عني .. تظاهرت بأني لم أره .. ورأيته .. لقد اكتسى وجهه حمرةً من شدة البكاء !!! لا بأس .. هذه هي النهاية الحتمية ولكني سأجعله هو من يفهم ذلك بنفسه ..

                  ركبنا في السيارة .. كأنه يشعر أنني لن أعود .. لم ينظم إلي .. تركته .. فضلت الصمت والسكوت .. لمحت في عينيه بريقًا دققت النظر إليه .. فإذا هي الدموع تترقرق في عينه مع أني لم أخبره بقراري بعد .. لامجال للعيش بيننا إطلاقاً .. قدر الله وما شاء فعل .. أخذ يحذرني من عاقبة تأخيري عليه عند أهلي .. وأجهش بالبكاء .. فلم أهدئه .. لا أريد أن أكذب عليه .. نظر إلي بعينين حزينتين وقال :

                  هل ستعودين ؟!! لا أعرف لم أنا حزين ! عندما تعدين فإنك تفين بوعدك دائماً ! فهل ستفعلين ؟!!

                  نظرت إلى النافذة واصطنعت البراءة هذه المرة وأنا أقول :

                  نعم .. لاداعي لحزنك .. يجب أن تصدقني .. هل بدر مني أسلوب الكذب معك ؟!!
                  ( اللهم سامحني )

                  هز رأسه نافياً وصمت ... إلى أن دخلنا إلى المطار وقلبي يخفق بشدة .. وداعاً للجميع وليسامحني الجميع على كل مابدر مني ... شعرت بالأمان في المطار .. لن يستطيع إرغامي على العودة .. الموت أهون عندي! وقبل النداء على ركاب الطائرة .. فتحت حقيبتي وأخرجت منها رسالتي .. وناولته إياها .. وحلفته ثلاثاً ألا يقرأها إلا عندما يعود إلى المنـزل .. إلى حجرته .. فوافق على مضض .. دخلت إلى صالة المسافرين بسرعة أدهشه ذلك .. لوح لي والحزن يبدوا متفجراً من قسماته والدمع يفيض كما يفيض النهر .. بعد ماذا ؟!!!!

                  نظرت إليه .. كنت سعيدة .. خائفة .. لم أطل البقاء لأنظر إليه .. ولكنني لمحته يغطي وجهه بثيابه .. وكأنه يحمي نفسه من البرد .. ومازال النحيب والبكاء يسيطران عليه بينما انتبه الكثير من الناس في حالته تلك .. فرحموه !!! ولم يعلموا من هو !!!!
                  شعرت بنوع من الحرية التي طالما افتدتها بينهم .. شعرت باستقلاليتي من معتقداتهم التي فعلت بي الأعاجيب !!

                  هل حقاً أنا بعيدة عنه ؟ عنهم ؟! تركتهم ؟ إلى الأبد ؟!! صحيح ؟!! لا ..لا هذا حلم جميل وسرعان ما سينقضي .. ركبت الطائرة ... نظرت بخوف فيمن حولي وأنا أحتضن حقيبتي الصغيرة ! هل كلهم صوفيون ؟!

                  هل اتفقوا معه ؟!

                  لماذا ينظر الركاب إلي بهذه الطريقة ؟! هل علموا بشخصيتي ؟!

                  هل جميعهم ضدي ؟! ربما.. اتجهت بنظري إلى الخلف !!! يا إلهي !! هناك راكب يشبهه !! لا لا لا لا ! هل لحق بي ؟ لماذا تبعني ؟ لماذا أتى ؟! ساصرخ .. سافقد صوابي !!! ولكن.. تحرك الرجل هو وزوجته إلى مقعد آخر !!! الحمد لله .. إنه ليس هو ! ليس هو .. ليس هو !!!

                  يا إلهي ما العمل ؟ لجهاد بالسيف والرمح أهون علي من جهادي ضد نفسي !

                  ساءت حالي تحول مزاجي .. تمكنت العزلة من اختطافي عن أنظار الجميع !

                  حتى الطعام كنت آكله قسراً حتى أتعايش مع اللحظات الباقيات لي !!

                  بعد ستة أيام .. كنت آكله قسراً حتى أتعايش مع اللحظات الباقيات لي !!!

                  بعد ستة أيام .. كنت ملقاة على فراشي في بيت عائلتي .. أصارع الحياة والموت أشعر ببقايا من أنفاسي المعدودة .. لا أحب الطعام .. ولا الماء .. ولا النوم .. ولا اليقظة .. اتململ في مكاني .. وأنا أنتظر أمر الله في أي لحظة أن يناديني .. بينما فاضت عيوني بالدمع المنهمر دون توقف .

                  وفي عتمة المكان دخل نور خافت يتفقدني .. استدرت إليه .. فإذا هو والدي .. يطمئن علي ... ويسأل عن حالي .. وعيناه تفيض بالحزن والكمد !!! حتى الابتسامة ترفعت عن شفاهي !!! تردد أبي كثيراً قبل أن يقول :

                  يا ابنتي .. هل مازلت مستيقظة ؟ أريد .. أريد أن أخبرك بـ .. بـ .. بأن زوجك قد جاء .. وهو .. وهو في انتظارك .. ويريد أن .. أن يتفاهم معك .. و ...

                  استجمعت شجاعتي ... اتأكت على يدي حتى وقفت أترنح من شدة الإرهاق والتعب والحزن .. هتفت بصوت بالكاد سمع :

                  ماذا ؟ ماذا ؟! لماذا أدخلتموه إلى المنـزل ؟ ألا يكفيه ما آلت إليه حالي ؟! ألا يكفيه ما فعله بي ؟ أبي !!! كيف تستطيع النظر إليه أو مخاطبته ؟! إنه إنه بلا قلب .. ألا ترحمونني؟!
                  وأجهشت بالبكاء الذي رجا الدنيا أن ينفيه من أمامي .. ولكن أبي أمسك بي برفق وقال بهدوء :

                  يا ابنتي أخبرته بكل ما تريدين .. فبكى بمرارة .. وقال أنه لايصدق ذلك - وأنه يريد أن يراك ويسمع ذلك منك ..

                  لا لا لا... لا أريد رؤيته حرام عليكم .. أنا أكرهه .. هل تعرف معنى ذلك يا أبي .. ارجوك .. أرجوك .. رجاني أبي بقلب وجيع :

                  أرجوك يا ابني .. يجب أن تخبرينه بما تريدين ... وأنك تريدين الفراق عنه .. فلن يصدق أحداً سواك !! هيا يا ابنتي ارجوك .. سأقف معك فلا تقلقي ولا تخشي شيئاً ..هيا يا ابنتي هداك الله !

                  مشيت معه بخطى متماوتة ! متثاقلة ! حاولت الدخول فلم أستطع !!! فشجعني أبي بأن دخل قبلي .. وبقيت خلف الباب .. أمسك بالحائط عله يساعدني في الثبات دخلت ببطء .. وجدته يجلس في وسط المكان وعلى الأرض .. لم أعرفه !!! من هذا الرجل ؟!!

                  استدرت للخروج بسرعة .. فناداني أبي .. ظننت أني دخلت على رجل آخر !!! هل يعقل أن يكون هذا ؟ !!! ما أبشع منظره !! يا إلهي ما هذا الاختلاف الكلي الذي طرأ عليه !!!! أين القوة والضخامة ؟! أي الصحة والخشونة ؟ لا لا .. لا يعقل أن يكون هو!
                  وقف بسرعة ! كلمح ا لبصر .. لم أتعرف على ملامحه ! كرهت النظر إليه .. أو سماع صوته !!! جلست متهاوية على الأريكة .. شقت ابتسامة نهر الدموع في عينيه ..... اعتقد أني وافقت على العودة معه ..

                  نظرت إلي .. بفرح وتغيرت ملامح وجهه فجأة وهو يقول :

                  ما بك لا تنظرين إلي ؟! لقد نحلت كثيراً !! هل أصابك مكروه ؟! حتى أنا تغير حالي .. منذ أن ذهبت ونحن نعيش في فراغ كبير .. في جفاء ووحشة أنا وأهلي جميعاً !!!
                  لزمت الصمت ! لا أريده !! الآن !! بعدما ما جعلتموني أعاني من الذل والهوان ؟!!
                  كرر حديثه ثانية :

                  ما بك ؟!! ألا تعرفين من أنا ؟ أنا زوجك ! لقد وعدتيني بالعودة ! ولم تفعلي ! جئت لآخذك معي .. هيا .. هيا استعدي فالطائرة ستقلع بعد ساعتين ونصف من الآن..
                  أيضاً لزمت الصمت !!

                  نظر إلي أبي في تساؤل وحيرة :

                  مابها يا عماه ؟! ما بها زوجتي لا تطيق حتى النظر إلي وجهي ؟!!

                  اجعلها تكلمني أرجوك !! ما بها؟

                  ثم حول نظره إلي وقال :

                  ألا تريديني ؟!! لماذا ؟ تكلمي !! ماذا تريدين ؟!

                  نطقت أخيراً من بين دموعي الوجعى ومازلت أشيح بنظري عنه :

                  لا أريدك ... لا أريدك .. أرجوك .. أطلق سراحي .. فأنا لا أطيق النظر في وجهك ..
                  ولن أعود معك !!! مهما حييت ! ألا ترى ما فعلته بي ؟ ! أبي أرجوك أخرجه من هنا!!
                  أنا لا أريده لا أريده .. أكرهه ..

                  أمسك أبي بي بسرعة وأوقفني بتهمل وهو يبتعد بي عنه إلى الغرفة المجاورة ..

                  على رسلك يا ابنتي ! ارحمي نفسك وما وصلت إليه حالتك ... أرجوك .. لاتنفعلي كثيراً .. أرجوكي ...

                  صرخ الزوج بأعلى صوته وهو ينتحب وجميع أهلي يسمعونه :

                  أعيدوا إلي زوجتي لن أتركها لكم !! حرام ع ليكم أنا لا استطيع العيش بدونها !! أعيدوا زوجتي .. أريد زوجتي .. أريدها أن تعود معي لمنـزلي .. لن أدعها تذهب مني !!

                  أعيدها إلي ... أعيدوها .. سأوافق على كل ما تريد .. صدقوني .. ماذا تريد هي ؟؟! أي زوجتي ؟!

                  عدت إلي بسرعة وأنا استند على الجدران وسألته بصوت بالك ومغتاظ :

                  حسناً هل ستترك ما أنت فيه من ضلال ؟ هل ستهتدي إلى الطريقة المثلى ؟!! هل سيعتدل سلوكك الديني وأفكارك العقيمة ؟!!1 بالطبع لا .. أليس كذلك ؟!!!

                  صمت .. ثم قال باكياً :

                  اطلبي كل ماتريدين .. إلا هذا !!! لا أستطيع !!! لا استطيع العيش بدون ذلك !! إنها عقيدتي ومذهبي وهو الصحيح !!! ولكني أعدك ألا أجعلك ترغمين على الذهاب إلى مكان لاتريدينه ، فعودي أرجوك ..

                  قلت له بأسف :

                  لاجدوى من عودتي ! سيعود الحال إلى ما كان عليه !!! نحن لانستطيع العيش معاً ! لا نستطيع معيشتنا .. ستكون عيشةً ضنكا !! مؤلمة متعبة !! الخلاف الديني سيقف حائلاً دائماً بيننا ! عدا أني قد زهدت فيك وقطعت المل في تفهمك لما أعني .. أرجوك لايمكننا البقاء معاً أبداً .. أبداً ...
                  وخرجت أبكي .. فاحتضتني أمي ..وهدأت من روعي أختي أما أبي فهو يمسح دمعات فياضة تفطر قسراً من عينيه وهو يعاين لحظات الوداع الأخيرة ..لاجدوى منه أو مني !! لاجدوى !!!

                  رحل .. سمعته يناديني .. فلم أجب .. ما الفائدة !! أغلقت الدار علي بالمتفاح .. لامجال للعودة أو التراجع .. هذا أمر الله .. ولايمكن أن يجتمع الضدان أبدًا !!!!

                  مرت أيام عصبية على حياتي .. وفي هذه الأثناء التي كنت أحتضر فيها جاء القريب والبعيد يرجونني بالعودة إليه !!! إنه بقايا إنسان !!! يتصل مراراً وتكراراً حتى أعود إليه !!إنهم قوم لايعلمون !!!

                  وما فائدة عودتي إلا زيادة في العذاب والمفارقات !!! بالطبع رفضت .. مجرد محاولة واحدة فقط منهم في استمالتي إلى ما يدينون وسوف تودي بحياتي إن عدت وأنا بهذه الحال المترنحة !!! حتى وإن كان يعاني فقدي ونقل مراراً إلى المشفى فلن أعود !!!
                  لن أعود ؟!!!



                  أنتهت القصة

                  تعليق


                  • #54
                    رد: دعوني أرحل ...,

                    وأنقل الكلام من أخ لنا :

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    وبعد اخوتي
                    فبعد ان انتهت قصة دعوني ارحل لنا معها وقفات .. فهي ليست مجرد قصه نتابعها لنفرح في مواضع الفرح ونحزن في اوقات الحزن فيها ثم بعد انت تنتهي ينتهي كل ما عرفناه من تلك القصة .
                    لذلك اخوتي تعالوا لنناقش سويا ما استفدناه من تلك القصة .
                    القصة بها قضايا مهمة جدا وهي العقيدة ، واختيار الزوجة الصالحة ، واختيار الزوج والسؤال عنه ، وايضا طاعة الزوجة و وفائها لزوجها حتي في النهاية .
                    اعجبني في تلك القصة قوة ايمان تلك الزوجة . فعلي الرغم مما حلّ بها من عذاب والم نفسي حينما علمت بأن زوجها صوفي الا انها لم تترك التضرع الي الله وصبرت علي ما هي فيه ، ثم الصبر علي ايذاء اهل زوجها لها والاهانة المستمرة لها .
                    سبحان ربي ، هل هناك من يتحمل ذلك ؟؟! ومع ذلك اعطته وعدا بأن لا تتصل بأهلها واوفت بذلك . كان يضربها ومع ذلك تطيعه وتصنع له الطعام والشراب
                    كانت تطيع الله فيه وكانت بارة بأمه واخته
                    الي جانب العقيدة التي تناولته القصة الرائعة . بحق فيها دروس وعبر

                    -------------------

                    أرجوا ممن كل من قرأ القصة

                    أن يكتب ماذا كانت الفائدة التي حصلها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                    من فضلك

                    لا ترحل

                    فقط أخبرني

                    تعليق


                    • #55
                      رد: دعوني أرحل ...,

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة انا اول واحده ارد
                      عليكي يايمامتي جزاكي الله خيرا والله وانا شخصيا استفدت من القصه دي ان نحمد الله على كل ما اعطاه لنا مهما كان ممكن يكون في عيونا شر لكن والله هو الخير بعينه يعني هي فعلا اتاذت كتير وتعبت كتير بس اكيد صبرها ده مش هيضيع عند ربنا واكيد ربنا بيحبها لانه الحمد لله ثبتها على الحق واراد لها الخلاص والحمد لله اننا لم نولد كذلك وان الله اراد لنا الخير و اتباع حبيبه المصطفي اللهم ثبتنا اللهم ثبتنا اللهم ثبتنا وجزاكي الله خيرا تاني يايمامه احبك في الله

                      تعليق


                      • #56
                        رد: دعوني أرحل ...,

                        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                        رغم طول القصة في الظاهر لكن اسلوب الطرح الشيق جعلها اخف و اروع للمتابعة و معرفة المحطة القادمة..

                        اقترح عنوانا جديدا لها .. صبر امراة..

                        سبحان الله امة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم لا تخلو من خير و هذه المراة هي نموذج للوفاء لدينها ..لتوحيدها..لاسلامها..لايمانها بربها..

                        اما عن زوجها رغم المه ..وحبه لها حتى الموت ..لم يستطع الرضوخ ..و لعن شيطانه..
                        كم سمعنا من ترك دينه و اتبع دين حبيبته ..وهذا ما فعل ..معاند و ابي ليس في الحق بل في الباطل..

                        اهله--زوجها-- امعة اي و ربي جهال ..صناديد في الشرك ..هداهم الله..

                        اهلها نعم الاهل هم .. رغم عدم تقصيهم عنه لاول وهله ..

                        احييكم على القصة الرائعة بحق التي عايشتها كاني شخصية صامتة ترقب الاحداث ..

                        لا تحرمونا من جديدكم ..اخوكم في الله المحتاج لدعواتكم في ظهر الغيب..



                        اللهمّ صلّ على محمد
                        عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
                        اللهم اغفر لي ولأبي ولأمي ولجميع المسلمين والمسلمات


                        تعليق


                        • #57
                          رد: دعوني أرحل ...,

                          لي عودة بإذن الله

                          جزاكم الله خيرا على الطرح الطيب

                          لكن بادئ ذي بدء أريد أن أنوه أن البدايات غالبا ما تكون عالمة على النهايات و إن الاختيار الأمثل المتأني خاصة في الزواج هو أخطر ما ينبني عليه الزواج
                          (إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع حتى إذا متنا في سبيلها دبَّت فيها الروح وكُتبت لها الحياة)

                          تعليق


                          • #58
                            رد: دعوني أرحل ...,

                            جزاكِ الله خير ،...
                            وصلت للجزء السابع عشر

                            لكن عندي اقتراح للإخوة :
                            ليتنا نخرج الفوائد من هذه القصة ونجمّع الأخطاء المذكورة
                            على سبيل المثال : بدع العزاء والحلف بغير الله وطلب العون من الأموات وهكذا .

                            طلب أخير : هل يمكنني أن أنقل هذا الموضوع لمنتدى آخر ؟؟

                            { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

                            أخــي ستنـيـر الـدمـاء الـظــلام ... وتـزرعــه رحــمــة وســــلام
                            فيا سحب غطّـي شعـاع الهـلال ... سيـشـرق بـعـدك بـــدر الـتـمـام

                            تعليق


                            • #59
                              رد: مأساه الإختيار الخاطىء

                              جزاك الله خيرا
                              أحببت أن أضيف بعض الكلمات تعقيبا على هذه القصة المفيدة
                              منقولة

                              الغيرة خلق حميد ، وخلة جميلة ، وصفة جليلة وهى سمة عباد الله الصالحين وجنده المفلحين ، الغيرة سياج منيع لحماية المجتمع من التردي في مهاوي الرذيلة والفاحشة والتبرج والسفور والاختلاط المحرم ، الغيرة قوة روحية تحمي المحارم والشرف والعفاف من كل مجرم وغادر ، الغيرة مظهر من مظاهر الرجولة الحقة ، وهي مؤشر على قوة الإيمان ورسوخه في القلب ، نعم .. إن أشرف الناس وأعلاهم قدرا وهمة ، أشدهم غيرة على نفسه وخاصة وأهله ، ومن حُرِم الغيرة حُرِم طهر الحياة ، ومن حُرِم طهر الحياة فهو أحط من البهيمة الأنعام
                              ورحم الله ابن القيم يوم قال " إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبة بل ترحل الدين كله " [ الفوائد لابن القيم ]

                              وهذا مثال على الغيرة التي كان يمتاز بها هؤلاء الرجال الذين سادوا الدنيا بمكارم الأخلاق "صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم"

                              قال سعد بن عبادة رضي الله عنه : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : تعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن .." [ رواه البخاري ]
                              إن كـان تـابـع أحمـدٍ متـوهِّباً * * * فـأنـا المقـرُّ بـأننـي وهَّـابـي
                              أنفي الشـريك عـن الإله فليس لي * * * ربٌّ سـوى المتفـرِّد الـوهَّـابِ
                              لا قبـةٌ تُــرجـى ولا وثنٌ ولا * * * قبـرٌ لـه سبـب مـن الأسبـابِ
                              كـلا ولا شجـرٌ ولا حجـرٌ ولا * * * عيـنٌ ولا نصـبٌ من الأنصابِ

                              تعليق


                              • #60
                                رد: مأساه الإختيار الخاطىء

                                يالطيف يالطيف اهناك رجال من هاد النوع ياربي الطف بنا ياربي استرنا يارب

                                ننتظر التتمة المفزعة

                                تعليق

                                يعمل...
                                X