رد: دعوني أرحل ...,
(23)
الدواء الفعال !
طرق الباب .. تصنعت النوم فلم أجب .. تواصل الطرق ! لا أريد الصدام معه أو إغضابه أكثر من ذلك .. لاقوة لي في المزيد من الجدل والنقاش !! أدار مقبض الباب فتحته .. توقعته هو .. ولكني أخطأت في توقعي .. إنها والدته !!!
اعتدلت جالسة أضأت المصباح الخافت أجلستها ابتسمت لها إنها تحمل شيئاً في يدها !! ماذا أيضاً ؟!!
سألتني بتشكك :
ألم تنامي بعد ؟ مالذي يؤرقك ؟ يكاد الفجر أن ينسج خيوط ضوئه لينير أرجاء الكون !
استغربت اهتمامها بأرقي وقلة نومي ! ثم من حديثها الذب ! فقلت ببراءة :
لاشيء البتة يا خالتي ! هرب النوم عن أجفاني فقط لاغير ! ولكني سأحاول النوم علي أفلح !!
قالت في محاولة للتأثير علي :
لدي دواء لك ! ما رأيك أن تجربيه ؟ إنه جد مؤثر وفعال !
كانت تبدو وديعة مما جعل تعجبي منها يتلاشى بسرعة .. فقلت :
حقاً ؟! وما دوائك ؟!
رفعت يديها أمام عين .. وقدمت لي قماشاً ملفوفاً بحجم يصغر حجم البيضة قليلاً.. محشواً في داخله بشيء يميل إلى الصلابة نوعاً ما ! تسمرت نظراتي في هذه القطعة تحولت أنفاسي إلى تنهيدة طويلة ! ثم انتقلت عيناي بتلقائية إلى عينيها الغائرتين ثم إلى ذقنها الذي امتلأ بشتى رسوم الوشم !! ..
فتحت فاهي لأسألها عن الدواء الذي وصفته لي ! فتداركت استغرابي وقالت تصطنع البساطة :
هل تعلمين أن هذه التميمة يحوزتي منذ ما يربو عن العشرين عاماً ؟
اتسعت حدقتاي وأنا أهتف :
تميمة ؟!!! هل هذا هو الدواء ؟!
أجابت بحماس :
نعم .. نعم .. تستطيعين تعليقها على نحرك أو على عضدك أو وضعها بين ثيابك أو في فراشك ... وأعدك بأن أعمل لك واحدة تصخك وحدك وباسمك !
لي أنا ؟ وباسمي ؟!
اعتدلت في جلستها ثم قالت :
نعم .. نعم .. إنها تدفع الضر والحسد والعين و السحر وتجلب لك النفع وتشفي من الأمراض .. كما أنها تساعد على النجاح وترد كيد الأعداء .
عدت إلى الواقع .. ما زلت تحت تأثير كلامها الغريب ! فسألتا : وهل تفعل التميمية كل هذا يا خالتي ؟!! أو لا اصدق !! إذن في مفيدة جداً !!!
أجابت بسرعة :
بالطبع بالطبع مفيدة جداً .. ألا ترين جميع أبنائي وبناتي يعلقونها على أعضادهم !!! وعلى نحورهم ! إنها هي التي تحميهم وتذود عنهم .. نحن لا نتركها أبداً !!
ابتسمت باهتمام :
أخبرني يا خالتي عن محتوى هذه التميمة حتى يكون لها كل هذا المفعول !!!
ضحكت بملء فمها وقالت وهي تضرب كف بكف :
سؤالك أعجبني .. ياعزيزتي .. تكتب فيه أدعية نبوية شريفة مع شيء من القرآن الكريم .. قاطعتها باستغراب :
أدعية نبوية وقرآن كريم ؟!! أليس في ذلك امتهان لها ؟ فالمرء يحملها - على حد قولك - في كل مكان !!! إذا ستكون معه أيضاً حين قضاء حاجته واستجابته .. و ...
وبلعت ريقها بصعوبة وتابعت في تجاهل لسؤالي :
أيضًا يكتب فيها توسل بالأولياء والصالحين ... كما تحتوي أيضاً على أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وترسم فيها بعض النجوم وبها كلام بغير لغة العرب ..
توقفت أنفاسي وجفت حلقي .. بدا عقلي وكأنه سيتقد..رمقتها بنظرة فاحصة ثم قلت :
هل ما تقولينه صحيح يا خالتي ؟! وهل تريدين مني بعد كل ما ذكرت أن آخذها ؟ أو حتى اعتقد في نفعها ؟!!!!
تلاشت ابتسامتها وانعقدت حاجباها ..
ماذا تقصدين ؟! إنها آمن وسيلة لحياة سعيدة وأفضل علاج للقلق والهم .. ضعيها تحت وسادتك وسترين..إنها..دخل الزوج في هذه الأثناء بخطوات وئيدة وكأنه كان يستمع إلى حديثنا ! ووضع يده على كتف والدته يطمئنها .. ونظراته تعصف بي...
ستأخذها يا أمي فلا تبالي .. وستضعها تحت وسادتها أو في أي مكان تريدين ! وإن لم تفعل فسأعرف أنا كيف أجعلها تفعل ... لاتقلقي يا أمي !!!
حسناً أتمنى لك نوماً هنيئاً برفقتها .. حافظي عليها جيداً إنها سبب حفظنا جميعاً.. تصبحون على خير..
ثم وضعتها في يدي وضغطت بها باهتمام في كفي .. ثم .. خرجت !!!
تقدم الزوج إلي بتحد ومد يده ليأخذها وأنا مشدودة .. فناولته إياها ! مشى متعمداً بكل امتهان وزهو ووضعها تحت وسادتي .. ثم .. ثم رفع سبابته متوعداً :
إياك ثم إياك أن تخرجيها من تحت الوسادة !! عليها تنفع في دفع الحسد والعين التي بيننا!!
ثم ألقى بجسده على الفراش .. ونام .. فوقفت أتهادى من فرط الحسرة !! أي عين وأي حسد ؟ إنه واهم!! يعلل الأمر بهما وما هو إلا خلال عقائدي ديني قوي فحسب !!!
أطفأت الضوء .. دسست يدي تحت الوسادة .. أمسكت بها بعنف .. كم أخافها !! سأخرجها دون علمه .. واضعها في أي مكان حتى الصباح .. وما كدت أفعل حتى ارتفع صوته يخترق الفضاء :
أعيدها إلى مكانها وكفي عناداً وإلا أرغمتك على تعليقها على نحرك !!
شهقت من الخوف لم أتحدث وضعتها في مكانها فاضت عيناي بالدمع الغزير .. حتى اغرورقت وسادتي وأنا أكتم الأنين .. مضت ساعة !! إنه لايتحرك ! لزمت الهدوء سمعت أنفاسه تنتظم .. إنه دليل قوي على نومه .. اخرجتها برعب وضعتها في أحد الأدراج بجانبي .. ثم افترت شفتاي عن ابتسامة ارتياح ..
فغرقت في نوم عميق بعيداً عن الخزعبلات .. وقبل استيقاظه أعدتها تحت وسادتي .. و ..نهضت !!!
طرق الباب .. تصنعت النوم فلم أجب .. تواصل الطرق ! لا أريد الصدام معه أو إغضابه أكثر من ذلك .. لاقوة لي في المزيد من الجدل والنقاش !! أدار مقبض الباب فتحته .. توقعته هو .. ولكني أخطأت في توقعي .. إنها والدته !!!
اعتدلت جالسة أضأت المصباح الخافت أجلستها ابتسمت لها إنها تحمل شيئاً في يدها !! ماذا أيضاً ؟!!
سألتني بتشكك :
ألم تنامي بعد ؟ مالذي يؤرقك ؟ يكاد الفجر أن ينسج خيوط ضوئه لينير أرجاء الكون !
استغربت اهتمامها بأرقي وقلة نومي ! ثم من حديثها الذب ! فقلت ببراءة :
لاشيء البتة يا خالتي ! هرب النوم عن أجفاني فقط لاغير ! ولكني سأحاول النوم علي أفلح !!
قالت في محاولة للتأثير علي :
لدي دواء لك ! ما رأيك أن تجربيه ؟ إنه جد مؤثر وفعال !
كانت تبدو وديعة مما جعل تعجبي منها يتلاشى بسرعة .. فقلت :
حقاً ؟! وما دوائك ؟!
رفعت يديها أمام عين .. وقدمت لي قماشاً ملفوفاً بحجم يصغر حجم البيضة قليلاً.. محشواً في داخله بشيء يميل إلى الصلابة نوعاً ما ! تسمرت نظراتي في هذه القطعة تحولت أنفاسي إلى تنهيدة طويلة ! ثم انتقلت عيناي بتلقائية إلى عينيها الغائرتين ثم إلى ذقنها الذي امتلأ بشتى رسوم الوشم !! ..
فتحت فاهي لأسألها عن الدواء الذي وصفته لي ! فتداركت استغرابي وقالت تصطنع البساطة :
هل تعلمين أن هذه التميمة يحوزتي منذ ما يربو عن العشرين عاماً ؟
اتسعت حدقتاي وأنا أهتف :
تميمة ؟!!! هل هذا هو الدواء ؟!
أجابت بحماس :
نعم .. نعم .. تستطيعين تعليقها على نحرك أو على عضدك أو وضعها بين ثيابك أو في فراشك ... وأعدك بأن أعمل لك واحدة تصخك وحدك وباسمك !
لي أنا ؟ وباسمي ؟!
اعتدلت في جلستها ثم قالت :
نعم .. نعم .. إنها تدفع الضر والحسد والعين و السحر وتجلب لك النفع وتشفي من الأمراض .. كما أنها تساعد على النجاح وترد كيد الأعداء .
عدت إلى الواقع .. ما زلت تحت تأثير كلامها الغريب ! فسألتا : وهل تفعل التميمية كل هذا يا خالتي ؟!! أو لا اصدق !! إذن في مفيدة جداً !!!
أجابت بسرعة :
بالطبع بالطبع مفيدة جداً .. ألا ترين جميع أبنائي وبناتي يعلقونها على أعضادهم !!! وعلى نحورهم ! إنها هي التي تحميهم وتذود عنهم .. نحن لا نتركها أبداً !!
ابتسمت باهتمام :
أخبرني يا خالتي عن محتوى هذه التميمة حتى يكون لها كل هذا المفعول !!!
ضحكت بملء فمها وقالت وهي تضرب كف بكف :
سؤالك أعجبني .. ياعزيزتي .. تكتب فيه أدعية نبوية شريفة مع شيء من القرآن الكريم .. قاطعتها باستغراب :
أدعية نبوية وقرآن كريم ؟!! أليس في ذلك امتهان لها ؟ فالمرء يحملها - على حد قولك - في كل مكان !!! إذا ستكون معه أيضاً حين قضاء حاجته واستجابته .. و ...
وبلعت ريقها بصعوبة وتابعت في تجاهل لسؤالي :
أيضًا يكتب فيها توسل بالأولياء والصالحين ... كما تحتوي أيضاً على أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وترسم فيها بعض النجوم وبها كلام بغير لغة العرب ..
توقفت أنفاسي وجفت حلقي .. بدا عقلي وكأنه سيتقد..رمقتها بنظرة فاحصة ثم قلت :
هل ما تقولينه صحيح يا خالتي ؟! وهل تريدين مني بعد كل ما ذكرت أن آخذها ؟ أو حتى اعتقد في نفعها ؟!!!!
تلاشت ابتسامتها وانعقدت حاجباها ..
ماذا تقصدين ؟! إنها آمن وسيلة لحياة سعيدة وأفضل علاج للقلق والهم .. ضعيها تحت وسادتك وسترين..إنها..دخل الزوج في هذه الأثناء بخطوات وئيدة وكأنه كان يستمع إلى حديثنا ! ووضع يده على كتف والدته يطمئنها .. ونظراته تعصف بي...
ستأخذها يا أمي فلا تبالي .. وستضعها تحت وسادتها أو في أي مكان تريدين ! وإن لم تفعل فسأعرف أنا كيف أجعلها تفعل ... لاتقلقي يا أمي !!!
حسناً أتمنى لك نوماً هنيئاً برفقتها .. حافظي عليها جيداً إنها سبب حفظنا جميعاً.. تصبحون على خير..
ثم وضعتها في يدي وضغطت بها باهتمام في كفي .. ثم .. خرجت !!!
تقدم الزوج إلي بتحد ومد يده ليأخذها وأنا مشدودة .. فناولته إياها ! مشى متعمداً بكل امتهان وزهو ووضعها تحت وسادتي .. ثم .. ثم رفع سبابته متوعداً :
إياك ثم إياك أن تخرجيها من تحت الوسادة !! عليها تنفع في دفع الحسد والعين التي بيننا!!
ثم ألقى بجسده على الفراش .. ونام .. فوقفت أتهادى من فرط الحسرة !! أي عين وأي حسد ؟ إنه واهم!! يعلل الأمر بهما وما هو إلا خلال عقائدي ديني قوي فحسب !!!
أطفأت الضوء .. دسست يدي تحت الوسادة .. أمسكت بها بعنف .. كم أخافها !! سأخرجها دون علمه .. واضعها في أي مكان حتى الصباح .. وما كدت أفعل حتى ارتفع صوته يخترق الفضاء :
أعيدها إلى مكانها وكفي عناداً وإلا أرغمتك على تعليقها على نحرك !!
شهقت من الخوف لم أتحدث وضعتها في مكانها فاضت عيناي بالدمع الغزير .. حتى اغرورقت وسادتي وأنا أكتم الأنين .. مضت ساعة !! إنه لايتحرك ! لزمت الهدوء سمعت أنفاسه تنتظم .. إنه دليل قوي على نومه .. اخرجتها برعب وضعتها في أحد الأدراج بجانبي .. ثم افترت شفتاي عن ابتسامة ارتياح ..
فغرقت في نوم عميق بعيداً عن الخزعبلات .. وقبل استيقاظه أعدتها تحت وسادتي .. و ..نهضت !!!
وللقصة بقية ...




تعليق