بارك الله فيكى أختنا "يمامة المسجد " وجزاكى الله كل الخير والله كم نشتاق الى التكمله ننتظر بامر الله
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صاروا إليه اللهم اغفر لأمى الغاليه رحمها الله واجعل قبرها روضة من رياض الجنه برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اغفر لى ولوالدى ولمن له حق علىّ https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=9033رحلةأمى مع المرض وحسن خاتمتها الصبر على البلاء
في حوالي التاسعة خرجنا من المنـزل .. الأم حانقة جداً لا تكلمني ..لا تنظر إلي لقد لاقت النساء التوبيخ والتعنيف على تكذيبي لبدعتهم .. أتى ابنها الأصغر ليستقلنا إلى المنزل .. الحمد لله ...
دخلت مباشرة إلى المطبخ .. أما الأم فقد قبعت بانتظار زوجي في الصالة .. هل ستخبره ؟! بالتأكيد ... إنها تكاد تنفجر ولكني لم أخطأ .. ليس من العيب قول الحق !!
سمعت صوت الزوج وقد بدأ بالعلو .. اختلست النظر إليه فوجدت أمه تصرخ وتشكو مني ثم .. بكت !
أرعد صوت الزوج بالإنفعال وهو يدخل إلى المطبخ ؟ أي أنت ؟ أين أنت ؟!
صرخت بخوف وأوقعت كأس الماء في الأرض فتحطم . أمسك بشعري بقوة ولكمني ثم أتبعها بلطمة .. وهو يصرخ :
أيتها الضالة .. إلى متى ؟! لماذا تعثين بيننا بالفساد ؟! لماذا تحرجين أمي وتحرجيننا أمام الناس ؟ تباً لك .. لماذا تفعلين ذلك ؟! لن ينفعك الكفرة ! أغربي عن وجهي أغربي ...
بدأ الإنهيار على تصرفاتي .. صحت من أعماق قلبي .. تلويت من شدة الألم :
أرجوك كفى أرجوك إنك تؤلمني آه أتركني أتوسل إليك ارحمني ..
وقفلت عائدةً إلى حجرتي .. كي ألوذ بها من غضبهم .. فاستوقفني عند باب المطبخ صارخاً :
قفي أيتها المتمردة .. قفي لا تتحركي ..
وقفت مفتوحة الفم والدماء تسيل على وجهي .. وصدرت عني أصوات أنين وعويل خافتة .. ضعيفة .. وأنا أتراجع بفزع وخوف من أن يزداد ضربه ..
كانت علامات القسوة والسخط والتحدي واضحة عليه :
اذهبي الآن واعتذري للجميع على ما سببته لهم من مضايقات وإحراجات .. هيا والويل لك إن وجهت لي شكوى بسببك الويل لك ..
ركضت إلى والدته ووقعت أرضاً لتعثري بالسجادة .. نهضت .. اختلطت أدمعي مع دمي .. مسحتها بيدي ..استعدت أنفاسي الممزقة وأنا أقول :
أعتذر لكم جميعاً اعتذر اعتذر أرجوكم أريد الذهاب إلى أبي وأمي أريد الذهاب خالتي أرجوكي أقنعيه بذلك أنا لا أصلح للعيش هنا .. أرجوكي خذوا كل ما تريدون .. لا استطيع الإستمرار فقط أتركوني أرحل ..
ثم توجهت إليه باكية ..
أرجوك ارحميني لا أستطيع العيش هنا .. أتوسل إليك ....
ترددت أنفاسه بصوت مسموع .. ونظر إلي بعينين ناريتين وقال :
لن تذهبي لن تذهبي .. ستبقين معي إلى آخر حياتي .. هل تفهمين .. لن أدعك تذهبين ..
أحسست بخيبة أمل شديدة .. فتح باب المنـزل .. وأغلقه بقوة تحطمت مشعاري توجهت نحو غرفتي مؤنستي الصدر الحنون جفت الدماء التي كانت تسيل على وجهني غسلت ما علق به من الدم والدمع توضأت توجهت إلى الله بأن الظلم قد بلغ حدًا عظيماً فلا مجال .. اللهم قد تسلط على ما لايخافك في ولايرحمني .. وأنا أدعو الله من أعماقي دعوة مظلوم حتى جن الليل فتوسدت سجادتي ونمت مكاني .. نوماً عميقاً عميقاً ....
السفر المفاجيء لزيارة القبور !! مرت ثلاث ساعات على نومي في الأرض تحركت قليلاً آلمتني أضلعي تنفست الصعداء بعد أن صافح وجهي نسيم الليل المنعش الندي ..
وصافحتني معه الكثير من الأفكار .. نظرت إلى ساعة يدي بصعوبة .. بسبب الظلام إنها الثالثة ليلاً .ز ولكن ما مصدر هذا الهواء المنعش ؟ ألتفت إلى النافذة وإذا بالزوج قد فتحها على مصارعيها وأخرج نصف جسده منها !! يتأمل يستنشق الهواء الندي .. اعتدلت جالسة .. شعرت بألم في وجهي وكتفي تذكرت ما حدث بسرعة .. لم ينتبه ليقظتي .. انتقلت نظراتي إلى حقيبة سفر كبيرة وضعت على الأريكة !! هل هذه الحقيبة لي ؟ أوه كم أتمنى ذلك لم أتحدث أغلق النافذة والفت نحوي ثم ابتعد بنظره ولم يتحدث هو أيضاً .. شعرت به يأخذ نفساً عميقاً .. توقفت أنفاسي وأنا أسأله بصوت خافت خائف :
هل أنت .. جائع ؟! هل .. أحضر لك طعاماً ؟
نظر إلي مطولاً وكأنما ينقب في وجهي عن مكان لم تطله ضرباته .. فلم يجد !! أخفض نظره إلى الحقيبة ... ولم يتحدث قام ووضعها على طرف السرير وفتحها ..
إنها لا تزال جديدة .. أشعل الضوء ...
قلت بحذر أما ..أما زلت غاضباً ؟!
أيضاً لم يتحدث .. فتح خزانة الملابس ووقف أمامها طويلاً فقلت بهدوء أنا آسفة ولكن الأمر كان لا يحتمل أن تضربني ضرباً مبرحاً .. لقد آلمتني كثيراً ..
كنت أرتعد عندما تراجع إلى الخلف ونظر إلى غمام وجهي الممتقع الجريح وقد سترته الظلال .. سكت لا فائدة ..
قال بدون أن ينظر إلي :
هل آلمتك ؟ كان ضرباً عنيفاً .. ولكن أرجو ألا تثيري حفيظتي مرةً أخرى حتى لا أكرره فيما بعد !!
تشنج وجهي استعداداً للبكاء .. ولكني لم أفعل قلت بكبرياء :
شكراً لك . وأتوقع منك المزيد ... هل أنت جائع ؟!
لا أريد طعاماً .. أريد منك أن تجهزي ملابسي وتضعيها في الحقيبة .. سأسافر ..
ماذا ؟! ستسافر ؟! وأنا !! ماذا سأفعل ؟!
جلس على الأريكة ببطء وقال ببساطة :
أنت ؟ ستبقين هنا لحين عودتي بالطبع ! لن أتأخر .. بضعة أيام فقط وأعود .
قطعته برجاء ..
اصطحبني معكم .. أريد رؤية أهلي .. أرجوك .. لا أريد البقاء هنا .. وحدي ..
قال وهو يضع ساقه على الأخرى ..
هل جننت ؟! أنا أذهب بك إلى أهلك ؟! قلت لك مراراً لن ترحلي من بيتي أبداً .. ستبقين معي إلى الأبد .. ثم .. من قال إني ذاهب إلى أهلك ؟! أنا ذاهب إلى مكان آخر ..
ترددت برهةً .. ثم قلت بمكر وأنا اشعر بألم في عضلات وجهي المكلوم :
حسناً ما رأيك في أن أذهب لزيارة أهلي خلال الأيام التي ستسافر فيها .. ثم أعود .. ما رأيك؟! أنا مشتاقة إليهم كثيراً .. هاه ما رأيك أرجوك وعندما ..
ابتسم لهذه الفكرة .. ثم قال :
لا .. لا .. لا .... لا تفكري في هذا الأمر مطلقاً لن تذهبي .. لأنك لن تعودي إلي .. أليس كذلك !!
إني أفهم ما ترمين إليه .. ولكن لن يحدث هذا أبداً أبداً أبداً ..
انعقد لساني .. لا فائدة إنه داهية .. أجبت بهدوء واتزان مصطنعين :
حسناً .. لك ذلك لن اسافر سأبقى هنا .. في انتظارك !! ولكن إلى أين ستسافر ؟
وقف وذهب لنظر إلى نفسه في المرآة ثم قال :
سأذهب لزيارة قبور الأولياء الصالحين وسأصطحب أمي معي لقد أخذت معي شاةً حتى أذبحها بجوار القبر .. وسنقيم عنده يوماً أو بعض يوم .. وبعد ذلك سأنقل بعض اللحكم إلى الأصدقاء والأقارب .. و ... إليك بالطبع .. هدية فهل تذهبين معنا؟!!
صرخت بسرعة :
لا .. لا ..
ثم أطبقت شفتي !! إن شعر بأني لا أريد الذهاب فسيرغمني ... نظر إلي بتوجس .. فأسرعت باصطناع ابتسامة باهتة وحاولت تغيير الموضوع ..... فقال :
ولم لا ؟! لم لاتريدين الذهاب ؟!!!
وجدت صعوبة في الرد من شدة الارتباك الذي سيطر علي .. قلت وأنا أجلس وأبتسم :
لا مانع لدي من السفر مطلقاً سأذهب .. ولكن الطريق شاقة .. وأنا لا أحتملها .. وبالذات عندما يكون السفر بالسيارة لأنه .. لأنه ..
قاطعني بهدوء :
لا لا لا .. يجب أن تذهبي معنا .. يجب أن تتعلمي كيف غابت عني تلك الفكرة . هذه الحقيبة تكفي لشخصين قلت بلهفة :
حسناً حسناً .. لا بأس .. ولكن ستكون رحلتكم متبعة لأنني .. لأنني سأجعلكم تبطئون في السير فكما قلت لك لا أحتمل السفر براً .. ثم .. رفع يده وقال :
أوه . لا لا .. إذا لنترك سفرك معي لوقت آخر .. نحن عجلون هذه المرة .. فقط جهزي ملابسي أنا ..
رفعت نظري إلى السماء تنفست الصعداء .. الحمد لله .. أبديت اهتماماً بالغاً بسفره دون أن أعارضه قلت باهتمام وأنا أرتب الحقيبة :
وما القصد من هذه الرحلة ؟
أجاب بحماس كبير :
ليس لها قصد سوى التقرب إلى الله بزيارة قبور الصالحين والدعاء عندها والتبرك بها والتوسل إلى الله بهم .. إن من عاداتنا الذهاب إلى هذه القبور إذا أصيب أحدنا بجنون أو مرض شديد .. او ..
كتمت أنفاسي فجأة وغمرتني موجة ضيق مما أسمع ولكني صبرت أن أسمع أهون من أن أفعل ... سألته وأنا أغلق حقيبته بعد أن انتهيت منها :
وهل يبرأ المريض من مرضه أو المجنون من جنونه بسبب هذه الزيارة ؟!!!
أجل ... أجل .. يبرأون .ويهتدون .. ويتماثلون للشفاء .. سوف أدعو لك معي .. وأرجو أن يهديك الله !!!
تسمرت في مكاني .. اللهم لاتجب دعوته ..
قطعت حديثه .. فجأة وقلت باستغراب :
وهل ستذهب أمك معك أيضاً ؟ أعني هل .. هل ستزور القبور؟!! د لم يكن يتوقع مثل هذا السؤال .. فقال بصوت حاد :
نعم ستذهب معي .. وستزور قبور الأولياء وتتبرك بها.. فهل هناك ما تعارضينه ؟ أطرقت بعيني أرضً .. وأخذت أعبث بالسجادة بأصابعي .. ثم قلت :
لا .. ولكن .. لايجوز للنساء زيارة القبور .. فقد نهى عنها النبي صلى ..
قاطعني بصوت كالفحيح وقد تألقت عيناه بوهج مخيف :
لا شأن لك مطلقاً .. يبدو أن تأديب اليوم لم يجد معك..
فهل أحاول تطبيقه مرة أخرى ؟!!!
نهضت من مكاني مرتبكة .. ابتعد عنه سريعاً ولم أعد أعلم ما الذي أستطع أن أفعله .. فضلت تركه وشأنه ! طرق الباب طرقاً خفيفاً .. توجهت لفتحه .. فإذا بوالدته قد استعدت للذهاب ..
تفضلي يا خالتي ...
أين زوجك ؟ آه ابني .. هيا أنا جاهزة .. فلنذهب الآن ..
نظر إلى ساعته .. وابتسم لوالدته .. حمل حقيبته واتجه نحو البب ..
خرجت أمه قبله ... عاد بعد ثوان وقال :
لقد أنقذتك أمي من قبضتي فاحمدي الله ...
اقتربت من الباب .. وأغلته بهدوء نظرت إلى المرآة بحزن .. كان الضوء يظهر الهالات السواء والشاحبة التي أحاطت بعيني !!!
بعد ساعتين هطبت إلى الإسفل .. نظرت إلى النافذة .. كان المطر يسقط بغزارة .. صنعت كوباً من الشاي الساخن جلست بقرب النافذة المغلقة في الطابق السفلي .. وحدي انظر إلى المطر بذهب شارد وأمامي كوب الشاي ..
وفي حجري صحن صغير به قطعة من كعكة جوز الهند ..لقد اقترب موعد الآذان .. آذان الفجر... رن جرس الهاتف في الحجرة الثانية فما كان مني إلا أن انتفضت في مكاني .. تواصل رنينه نظرت إلى الساعة ... إنها الرابعة والربع فجراً .. قمت بارتجاف وأضأت النور باصابع مرتعشة .. أي أخت زوجي ؟ لا بد أنها نائمة .. امتنعت الإجابة على الهاتف .. أصر على الرنين .. أهملته .. بقي نصف ساعة على الآذان ...
صعدت السلم حتى وصلت إلى منتصفه .. وفجأة . طرق الباب الخارجي للمنزل !! أخذ قلبي ينبض بسرعة .. وأنفاسي تتسارع .. استدرت على عقبي ...ظهرت علامات الخوف على وجهي ... عدت أدراجي بهدوء أتملس من الطارق !!
في هذا الوقت !! اقتربت من عين الباب الصغيرة .. وإذا به أحد أقاربه !!!
دققت النظر فرأيته يسترق النظر إلى المنازل الأخرى المجاورة لئلا يراه أحدهم وهويريد الدخول إلي !!! قلت له بحزم من خلف الباب الموصد :
نعم !! ما تريد ؟! ومن تريد ؟!!
قال بلهفة وبصوت يختلف عن الصوت الذي عهدته له :
افتحي الباب بسرعة هيا افتحي الباب!
تراجعت خطوة إلى الوراء ! واشتدت نبرة صوتي :
ماذا تريد ؟ زوجي غير موجود الآن !! عد في وقت لاحق حين يعود !!
حاول أن يحافظ على هدوئه قائلاً :
أعرف ذلك ! لذا أنا موجود الآن ! أعلم أنه قد رحل منذ ساعتين .. ولكن لم تجيبيني على الهاتف !! هيا افتحي الباب ... لم يعد هناك متسع من الوقت !!!
صدمت !! صعقت !!! خفت أن أسيء الظن ولكن .. لا .. لسان حاله ينطق عنه ذاك الوغد الخائن !!! شعرت بالكراهية العميقة نحوه .. ونحو زوجي الذي جعلني عرضة لكل ما يسبني !! أوقعت كوب الشاي فتحطم ! صرخت بأعلى صوتي وأنا أشعر بالغثيان :
قلت لك زوجي غير موجود .. أغرب عن هذا المكان .. أذهب الآن وفوراً ..لن ألفتح لك الباب ..هيا اذهب .. اذهب ..
سمعته يوجه الشتائم من فرط الخيبة !!!ويحدق بالباب ويحرك مقبضه بكل قوته وكأنما سيكسره !!
صرخت وأخذت أجرى وأنا أقطع الممر الطويل ! كالمصابة بالجنون ! توجهت نحو السلالم لا ألتفت خلفي خشية أن يكسر الباب فيدخل .. طرقت حجرة أخت الزوج بعنف استيقظت مفجوعة مأخوذة !!!
رأتني أغلق بابها بالمفتاح مرتين .. أضع كل ما استطعت حمله خلف الباب !! ارتميت بين ذراعيها أنتحب .. نهضت فتلقتني وأجلستني على السرير بجانبها وهي تقول مذعورة :
ما بك ؟! ما حدث ؟! هل أنت بخير ؟ هل أنت على ما يرام ؟!
رفعت وجهي المبلل بالدموع وتمتمت قائلة :
لاشيء ... لاشيء .. لاشيء !!
لن يصدقوني !! سيعبثون بعواطفي !!
فاضت عيناي بالمزيد من الدمع والمزيد من الحرقة .. فدعوت عليهم في ثنايا الليل . بألا يسامح هذا الزوج على ما أرداني إليه من شرور .. وألا يسامح من يساعده في إيذائي .. فكم ألمحت له ما أعاني من مضايقات أقاربه كلما التقيت بهم .. فاتهمني بسوء النية !! وأنني أنا التي أغريهم بي عندما أتخفى عنهم .. يا إلهي ما أشد ظلمه لي !! هذه هي النتيجة !!! لم أعد آمن على نفسي منهم ! لم أعد أثق به أو بهم ! يارب أنت وليي وناصري - فانصرني عليهم بما ظلموني وبالغوا في إيلامي !! ثم رفعت من سجودي .. وسلمت .. واحتضنت يدي أحاول تهدئة نفسي . بنفسي !!! فكل عصب في جسدي كان يدعوني لترك المكان !!
مر النهار الجديد بسرعة .. تلته الأيام الباقية .. وكلما جن الليل أوطرق الباب شعرت بدنو أجلي .. وخوفي على نفسي .. وعاد الخوف من الزوج يرافقني .. سيعود ..سيعود .. سيعود ..وستعود معه كل الآلام وسيحطم كل الآمال !!!
بارك الله فيكى اخيتى يمامة المسجد
كم ان القصه جذابه ومؤلمه ننتظر البقيه بامر الله
متتاخريش علينا وربنا يوفقك
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صاروا إليه اللهم اغفر لأمى الغاليه رحمها الله واجعل قبرها روضة من رياض الجنه برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اغفر لى ولوالدى ولمن له حق علىّ https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=9033رحلةأمى مع المرض وحسن خاتمتها الصبر على البلاء
اقتربت عودته .. هذا اليوم الثامن لغيابه .. اشتقت لأهلي كثيراً أريد محادثتهم .. ولكن !! لقد منعني من ذلك .. وأمرني بعدم محاولة مهاتفتهم .. ليكن ! لن أحادثهم .. لقد وعدته !! مع أنه لايستحق الوفاء ! ولكن لن أغضب الله من أجله ..لن أفعل .. مع أن الشوق يحرقني إليهم ..
صليت المغرب خرجت من حجرتي وأغلقت الباب بهدوء .. ما هذا السأم ؟! أشعر به عميقاً في حناياي !!
سمعت أصواتاً في الطابق السفلي .. ارتعشت ! من هذا أيضاً ؟! هل هو أحد أقاربه ؟! أي أختبئ ؟!
نظرت بحذر وبخوف من أعلى السلم لأتعرف على القادم ! أوه لا !! إنها والدة زوجي !! إذا فقد عاد !!
ارتجفت ! تجمدت أطرافي ! وتشوش ذهني ّ هل أعود إلى حجرتي ؟! لم أتمكن من ذلك فقد لمحتني والدته عند السلم وكذا أخته ! تصنعت المرح .. هبطت مسرعة ! عانقت والدته وحمدت الله على عودتها سالمة .. تحركت نظراتي تبحث عنه !! أي هو ؟
قالت أمه وهي تجلس :
زوجك قادم .. إنه في الخارج ! سيأتي بالأمتعة من السيارة !
نظرت إلى ساعتي وابتسمت في محاولة لإخفاء خوفي واضطرابي .. وفجأة .. سمعت صوتاً خلفي استدرت بوجل .. ورأيته يغلق الباب بعنف !! شعرت وكأن صوت إغلاق الباب يصم أذني .. ويتردد صداه في عقلي .. ليعيدني إلى الحاضر ويسدل ستائره على الراحة والحرية .. في الأيام الماضية !!!
انتبهت إلى صوت أخته تقول :
مابالك ؟ هل أنت معنا !!!
آسفة .. كنت .. كنت أفكر في .. هل قلت شيئاً ؟!
تداركت الأمر سريعاً وقلت له :
حمداً لله على سلامتكم .. كيف كانت الرحلة ؟!
رمى بنفسه على الكرسي قائلاً بفرح غامر :
موفقة جداً جداً جداً .. اشعر بروحانية عالية وإيمان متزايد منذ أن ذهبت إلى ذلك المكان !! بلعت ريقي بصعوبة وقلت :
الحمد لله ..
ثم جلست معهم .. نتبادل أطراف الحديث .. وأجبرت نفسي على سماع تلك الرحلة الإيمانية !!!
نظرت أخته إليه وكانت تقاسيم وجهها تعبر عن السرور قائلة :
أخي أين وضعتم أماناتكم وحاجياتكم أثناء الرحلة ؟
أغمض عينيه بسرور بالغ ، وابتسم ابتسامةً لم أرها من قبل :
لقد وضعناها على قبور الصالحين ، لأنهم يقومون بحراستها فلا تسرق ولا تؤخذ .. وكذلك من أجل الحفاظ عليها وإنزال البركة بها .
تمالكت نفسي وشعرت بالذهول من قوله ، يا إلهي !!! هل يعتقدون أن الموتى يقومون بحراسة ما يوضع على قبورهم ؟ إنه كفر بواح .. ماذا يقول ذلك المتطاول؟
أجابته أخته ومازالت تحت تأثير سحر كلماته :
هنيئاً لكم .. هنيئاً لكم .. ياليتي كنت معكم !
أه يا ابني .. إنها أيام جميلة لا تنسى .. لقد طفنا حول القبور ثلاث مرات بالسيارة حتى لايلحق بنا أذى أو ضرر خلال رحلتنا ..
والحمد لله كان لنا ما أردنا ..
فتحت عيني تعجباً ! توقفت عن التنفس فقاطعتها بدون شعور : تطوفون حول القبر ؟ حول القبر يا خالتي ؟ وهل هناك كعبة أخرى في تلك البلاد للطواف ؟ إذا كان الطواف حول قبر نبي من الأنبياء لايجوز شرعاً فما بالك بقبر أحد العامة ؟!!!
خيم صمت قاتل .. تنملت أطرافي وأنا أنتظر جواباً لما يدور بدالي .. كانت نظرات الزوج المرعبة .. هي الإجابة الشافية ! أزاح بنظره عني .. وتظاهر باهتمامه بإكمال الحديث تغيرت ملامحه وهو يقول :
لقد شهدنا وفاة أحد الصالحين هناك .. كان منظراً مؤثراً لايزال عالقاً بذهني حتى الآن ..
تكدر وجه والدته وهي تضيف :
نعم .. عندما حملت جنازته للدفن وبعد أن قرئت عليها قصيدة البردة للبوصيري وتلى عليها القرآن ورددت الأناشيد .. جاء الإمام ودعا على الحجر الذي يجعل وسادة للميت ...
قلت بتهذيب مغلف في محاولة مني للفهم :
وهل .. وهل هذا جائز ؟
لم يجب أحد منهم سؤوالي للمرة الثانية!! فأيقنت بأنها إحدى البدع التي استحدثوها .. ماذا يفعل هؤلاء ؟ ثم تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .
ابتسم أخوه الأصغر في محاولة لتهدئة وتخفيف التوتر وأضاف :
أخي .. بم يدعو الإمام على ذلك الحجر قبل وضع رأس الميت عليه ؟
رد عليه بكلمات تحمل الكثير من الحنو والعاطفة :
يقرأ في دعائه أنك يافلان تأتيك هذه الأسئلة ويذكرها .. ويقول إذا سئلت فأجب عنها بهذه الأسئلة كما أمره بذلك الإمام ؟!!!
اعتدل في جلسته وكأنه قد قرأ أفكاري ثم أجاب بثقة مفرطة :
بالطبع تنفعه !!! وإلا فكيف يضمن له الإمام الدخول إلى الجنة إذاًَ ؟!
إنه عالم يصعب عليك فهمه .. لأن تفكيرك جامد !!
أمسكت بالكأس بأصابع مرتعشة .. وهتفت :
لكن الغيب لا يعلمه غير الله - سبحانه وتعالى -... ولايمكن لأحد أن يضمن مصير أحد كائناً من كان .. حتى وإن كان عابداً أو زاهداً !!! أليس كذلك ؟!!!
حدق بي ثم بدأ بتوجيه الشتائم :
إنك تحملين عقلية متحجرة محدودة ! فكيف لك أن تفهمي تلك الأمور ؟!
من الأفضل لك أن تتوقفي عن الجدال ! وإلا فالعلاج الناجح سيبدأ الآن !!!
كانت الكأس قد شارفت على نهايتها .. فاجترعت ما تبقى منه ثم وضعتها بصمت .. بينما قال لوالدته وإخوته باختصار :
لقد تبرعت بالمال الذي جمعته منكم لصالح إقامة مسجد على قبر أحد أولياء الله الصالحين هناك ... فأرجو أن يتقبل الله منا جميعاً ...
اجتاحتني رعدة مفاجأة فنطقت بعد أن ابتلعت ريقي بصعوبة :
إقامة مسجد على ضريح ؟ أ،ت تبرعت بالمال من أجل ذلك ؟ كيف فعلت ذلك؟
ولماذا ؟...
قال بنفاذ صبر وحيرة :
وماذا في الأمر ؟ لماذا تعارضين كل شيء ؟! ألا تعجبك أمور الخير أيضاً كفي عن ذلك !! هذا يكفي ! هل تسمعين ؟!!
تركزت أنظارهم علي ! كيف له أن يفهموا ؟ كيف أقنعهم ؟
التفت إليهم بتركيز ..ثم قلت بوجل :
صدقوني .. الصلاة لاتجوز في هذه المساجد .. ولايجوز بناؤها فكيف بالصلاة فيها ؟ إنها من عادات اليهود والنصارى ! افهموني ارجوكم - زمجرت أمه وقالت ساخطة :
يبدو أننا قد ترفقنا بك كثيراً ! ولكن أن تسخري منا فلا ! أنت ذات عقلية معقدة !
ولن أسمح لك بالمزيد ...
أردفت بسرعة :
آسفة ..آسفة .. لم أقصد ذلك ! ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
( لعن اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . بل يجب نبش قبور من دفن فيها ونقلها إلى مقبرة عامة !! .. و ..
رفع حاجبيه استغرابًا وقاطعني :
ألا تعلمين أننا قبلنا القبور والحجارة الموضوعة عليها تعظيماً وتكريماً للأموات ؟ وطلبنا المدد والعون منهم ؟ وتوسلنا بهم وبجاههم لتتركي ما أنت فيه من ضلال ؟ ولكن يبدو أنك هالكة لا محالة !!
عبثاً حاولت أن أثنيه عن آرائه ! ولكني وقفت أجمع الكؤوس وأقول ببساطة حتى لا أثير غضبهم :
لا أعتقد أن طلب العون والمدد من غير الله يجدي ! ولا أن تقبيل القبور والحجارة مشروعاً فيقبله عاقل لبيب !!!!
استرقت النظر إليهم .. إنهم واجمون .. وكأن على رؤوسهم الطير .. توجهت نحو باب الحجرة ففتحته .. وخرجت وأنا أردد في قرارة نفسي قوله تعالى : ( ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ) [فاطر-14]
أعددت طعام العشاء .. ما زالوا ثائرين على معارضاتي أن كيف أتطاول على معتقداتهم الشريفة !!! ابتسمت للجميع وكأن شيئاً لم يكن ... ثم دعوتهم لتناول العشاء .. أمرني بالجلوس فجلست ..
فتح حقيبته وأخرج منها بعضاً من الحجارة والتراب وناولني إياها .. رفعت نظري إليه ببطء وقلت بتعجب :
وما هذا ؟
ركز نظره علي ثم قال بتحد وعناد :
هذا نصيبك مما جملته معي من تلك القبور للتبرك بها .. فحافظي عليها واعتني بها.. وسأتابع ذلك بنفسي ...
بادرت بالاحتجاج .. فرفع يده ليلزمني الصمت بعد أن نظر إلي بتلك النظرات المتوهجة التي قاربت على على إحراقي ... فامتنعت عن الحديث وتنهدت بألم وطرقت برأسي إلى الأرض قسراً ...
قالت أخته ببهجة وهي تحتضن يدي والدتها :
أمي .. ما رأيك في الذهاب مرة أخرى ؟! ولكن لن تذهبوا من دوني .. آه كم أشتاق لذلك .. بادلتها الأم بابتسامة أعمق وهي تضمها باهتمام :
أوه بالطبع يا ابنتي سنذهب في أقرب فرصة .. وسترافقنا زوجة أخيك بلا شك !!! وإلا فلا !! شعرت بجسدي كله يرتجف فقلت منتبهة :
ماذا ؟ نعم نعم .. سنرى إن شاء الله .. لكن حادث حديث ..
قالت أخته تخاطبه بفرح :
إلى أين ستكون رحلتنا القادمة يا أخي ؟ هيا أخبرني ... إلى أين ..
هز كتفيه وقال بحرارة :
المرة المقبلة سنترافق بنية السفر بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ...
ثم حدق ناحيتي لم أتفوه بأي تعليق .. وعلت جبيني تقطبيه خفيفة .. فواصل كلامه :
للتبرك به وسؤاله قضاء حاجاتنا وتفريح كرباتنا .. و .. هداية ضالنا !!!!
فلمعت عيناه فجأة وكأنه يهدد ! تراجعت .. خفضت عيني لأحملق في يدي .. حاولة جاهدةً أن أبتسم واستعيد ثباتي .. فقلت له بصعوبة بالغة :
أنت تقصد أن نذهب إلى هناك بنية الصلاة فيه فقط ! أليس كذلك ؟! لأن ..
قاطعني بعنف :
لا يا عزيزتي ... بل نية شد الرحال وزيارة القبر !!! هل لديك اعتراض أيضاً ؟!!
بدأ عقلي وكأنه سينفجر فقلت بصعوبة وكأني أنتزع الكلمات من بئر سحيق :
ولكن .. ولكن .. لا تجوز زيارة القبور بشد الرحال إليها .. بل هي ..
تبادل الجميع النظرات الحاقدة .. واشتدت نبرة صوته وهو يقف ويزيج كرسيه إلى الوراء قائلاً:
أتمنى ألا نخطيء في اختيار الكلمات الآن .. وإلا فإنك تعلمين ما الذي سيحدث !! لا أريد نقاشاً !
أجبته وعيناي تشعان ألماً :
حسناً سأفعل أهدأ أرجوك ..
أدركت بأنه لن يغير رأيه و لانيته كذلك !! فهو يعني ما قاله بأنه ليس هناك من موضوع ليناقش !!
التعديل الأخير تم بواسطة العابدلله; الساعة 02-02-2010, 10:30 AM.
سبب آخر: حذف حرف زائد سهوا فى الاية
تعليق