إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعوني أرحل ...,

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعوني أرحل ...,




    (1)
    الخوف من المجهول


    حملت قلباً أرهف من قلب الطفل ، وروحاً أزكى من روح المسك ، حملت مشاعر محبة لم تعرف الكره يوماً أو الحقد حلمات بدنيا هانئة هادفة جميلة ...
    شعرت بأن جميع من في الكون طيبون محبون مثلي وأن الجميع ذوو نوايا سنة كما هي نيتي .. أستاء لآلام الناس وأحزن لمصابهم .. أحببت جميع الناس دون استثناء
    !!
    وعندما أتممت العشرين من العمر تقدم إلى شاب من بلد عربي فأخبرني به أهلي .. أضطربت وارتجفت فرائصي .. ترددت كثيراً ثم رفضت .. لا أريده ولا أعلم سبب رفضي له .. فطلبو مني التمهل والتفكير .. فكرت ملياً ثم .. وافقت بعد شق الأنفس وجهد العناء .. ثم عقد القران بيننا
    !!
    فقال يوما ونحن في بداية امرنا عن هذه الكتب التي يهديها لي
    ..!
    - سنصبح زوجين فيجب أن تكون لنا خصوصياتنا ! - سنصبح زوجين فيجب أن تكون لنا خصوصياتنا ! اقرأه بمفردك وطبقي ما فيها فهي نافعة جدًا ومفيدة للغاية
    !!!

    وكان يسألني باستمرار وانتظام عن تأثير هذه الكتب علي! وهل عملت بما فيها ؟ وما رأي بمحتواها ؟ الحق يقال بأن الله لم يكن يريد مني أن أفتح هذه الكتب أو أرى مافيها على الإطلاق ، ولكن إجابتي له كانت بأنها نافعة ومفيدة .. حتى لا يضغط علي بها أكثر من ذلك
    !

    واستمر الحال .. وقبل الزواج بأسبوعين امتلأت مآقي بدموع الكون فاحترقت وجناتي بهذه الدموع المحرقة التي لا أعرف سبباً لها ؟ ستلقى على عاتقي مسؤوليات عظام .. فهل أنا على استعداد له ؟


    كنت الفتاة الصغرى المدللة دوماً ؟


    هل سأوفق في إسعاد زوجي وإعطائه حقوقه الزوجية كاملة ؟


    هل سيكون سعيدا معي ؟ وهل سيسعدني ؟


    هل سيغضب الله علي عندما أغضبه ؟


    وهل .. وهل .. إلخ
    .


    لقد تربيت في بيت يعرف الحقوق والواجبات ويقدرها ولله الحمد ، بالإضافة إلى كونه بيتاً محباً هادئاً فبالتأكيد سوف تكون حياتي كذلك
    !
    لاحظت عليه قبل الزواج عدم ذهابه إلى المسجد وقت الصلاة ! ولقد كان حلمي الذي طالماً راودني أن أتزوج رجلاً متلتزماً خلوقًا ديناً ، والشيء الأهم أن يصلي الصلاة في المسجد مع الجماعة .. حتى تسكن روحي معه .. وأطمئن له وبه .. وتهدأ حياتي وترفف عليها السعادة والأمان
    !

    كم حلمت بأن يستيقظ من سأتزوجه لصلاة الفجر كل يوم ويوقظني معه لأصلي
    ..
    جاء يوم الزواج وأنا شابة واعية ! أخذ الخوف مني كل مأخذ .. اليوم فقط سأبدأ حياة جديدة
    !
    تزوجته .. سافرت معه إلى بلده
    ...


    للقصة بقية

  • #2
    جزاكي الرحمن خيرااا
    اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

    تعليق


    • #3
      جزاكى الله كل خير اختى فى الله

      ومتشوقين للجزاء الثانى منها

      اللهم اني اسالك رزق مريم وقصر اسيا وتقوي عائشة و قلب خديجة ورفقة فاطمة
      الْلَّهُم ارْحَم أَبِى رَحِمَه وَاسِعَه آسأل الله ان يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
      ياالله كفانى عزا بأنك تكون لى ربا
      وكفانى فخرا بأنى اكون لك عبدا

      تعليق


      • #4
        جزانا وإياكم غفرانك ربي

        جزانا وإياك طريق الجنة , ولنكمل إن شاء الله

        تعليق


        • #5
          ( 2 ) المفاجأة الأولى

          وبعد وصلنا بيوم فاجأني قائلاً :
          - استعدي سيدخل عليك أقاربي من الرجال لمصافحتك وليباركوا لك بالزواج ..
          - التهبت عياني :
          - ماذا تقصد ؟ بالتأكيد تقصد بأنهم سيباركون لي من خلف الباب !!!
          - نفي ذلك بسرعة وأردف :
          - بل سيدخلون هنا عندك .. فصافحيهم وردي إليهم التبريكات !
          - أنا ؟ هل سيراني رجال غرباء غير زوجي ؟ هتفت في أذنه :
          - أرجوك .. هذا ليس اتفاقنا ! اتفقنا على ألا أظهر أمام أحد من الرجال على الإطلاق .. فأنا كما تعلم من محافظة متحجبة وأنت تعلم ذلك جيداً !!
          - نظر إلي بنظرات غاضبة وقال :
          - افعلي ما أقوله لك ...
          - كنت بكامل زينتي ، ولم يتم حديثه إلا وقد دخل جمع غفير من الرجال !!!
          - وعيون القوم تكاد تلتهمني !
          - فأسرعت بأخذ غطاء وألقيت به على رأسي وجسدي وأنا أتوهج ألماً وغضباً ..وامتنعت عن النظر إليهم وقد امتلأت بالحسرة والقهر مع الدمعات .. فمدوا أيديهم يتسابقون بالمصافحة .. وبحركة آلية مرتجفة خائفة ... وبدافع من نظرات الزوج الماكر وخوفاً من غضبه مددت يدي بلا شعور لمصافحة كبيرهم الذي لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من عمره ! واكتفيت بمصافحته هو فقط !
          - أخذ البقية يثنون على اختيار زوجي لي وقد توقعت أن يقوم بالنيل منهم لهذه المجاملات غير اللائقة والتي صدرت بأسلوب مقزز لم أعرف القصد من ورائه !
          ولكن للأسف ! فقد اتسعت ابتسامته وانفرجت أساريره .. وماتت غيرته!!

          خرجت فوراً من الحجرة كأنما شعرت بغضب الله قد وقع عليه وما أشده من غضب !!
          لم أعرف ماذا أفعل في مجتمع غريب ! ماذا سيفعل الله بي ؟ ما هذا الذنب العظيم الذي اقترفته ؟ اللهم اغفر لي فهذا خارج عن إرادتي وطوعي !!!

          عدت إلى منـزلي تسبقني إليه الدموع المذنبة .. ولكن يجب أن اقنع هذا الزوج بأسلوب حكيم هين لين ! فرجوته ألا يفعل ما فعله اليوم مرة أخرى ! بكل أدب وطيب حادثته :
          لأن الله لن يوفقنا في حياتنا على هذه الصورة !
          فأبدى غضبه واستياءه وثار ،وأقام الدنيا ولم يقعدها ! ففضلت السكوت والإقناع بالحسنى على فترات متقطعة ، والتنازل له حتى يفعل الله أمراً كان مكتوباً .

          فوجئت مرة أخرى وأخرى بإصراره على مخالطتي لهؤلاء الرجال .. رفضت ، رجوته ..
          أمرني بلهجة حانقة بالدخول قائلاً :
          إنهم جميعاً قد اعتادوا على المخالطة والضحك وتبادل النكات والأحاديث الودية والطرب رجالاً ونساءً ..... ولست أنت التي ستعيقين فعلهم أو تصلحين من شأنهم ! فلتوفري مجهوداتك لنفسك !
          تأملت الحال !

          ألا يخافون الله ؟

          كيف تختلط النساء بالرجال بهذه الصورة المنتنة ؟

          كيف تبدي النساء زينتهن أما رجال أجانب ؟

          كيف يسمح أزاوجهم بهذه الدناءات ؟

          ذهبنا بعد ذلك لزيارة بلد عربي آخر ... وما زلنا في الأسبوع الثاني من الزواج .. فقلت في نفسي :
          نحن الآن بمفردنا وسأحاول إقناعه !
          ذهب ليأتي لنا بالعشاء من الخارج .. فذهبت أبحث عن سورة النور عن الآية الفاصلة لهذه العمل المشين .. والبهجة تملأني وكأني قد أمسكت بعقال الأبل .. نعم هنا سيقف وهنا سيرضخ !! فإذا حكم الله بأمر فلا خيرة لهولا لي فيه ! نعم جاء الفرج وانكشفت الغمة.

          انتظرته بفارغ الصبر وكأن أجنحة الطيور جميعاً ملكاً لي أطير بها أيمنا أشاء في هذا الكون الفسيح ! وكأنما قلوب الكون تعاضدني لأصل إلى الخلاص الأكيد !!
          جاء ، لم أنتظر والإبتسامة تنم عن فرح شديد وعن ورح منتصرة ، ثم فتحت المصحف على الآية : ()وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ) (النور:31)
          .
          وقبل انتهائي من الآية.......

          و

          وللقصة بقية ,

          تعليق


          • #6

            وقبل انتهائي من الآية نظرت إلى وجهه وقد توقعت التوبة والندم بالطبع !! ولكن يا للحسرة ، لقد استشاط غضباً ، وقام بخطف المصحف الشريف من يدي بقوة وألقى به على السرير ونظر في عيني بتهديد قاتل ووعيد مخيف ثم قال : أنت تستمعين إلى كلامي أنا وليس إلى كلام هذا .. مفهوم !!
            هذه الصعقة زلزلت كياني فخارت قواي ، لا فائدة !! من هذا الرجل الذي تزوجته ؟

            طلبت المفاهمة منه بهدوء ، بكل أدب ، مع أن قلبي كاد أن يخلع من هول الصدمة ! فسألته
            :
            ماذا تقصد ؟ وكيف تجرؤ على وضع المصحف بهذا الشكل ؟

            فهاج قائلاً
            :
            وكيف تجرؤين على مناقشة هذا الموضوع المنتهي بهذا الشكل ؟ وهذه آخر مرة نتحدث فيها عن ذلك
            !!
            فكرت ملياً . لابد من مخرج لهذا المأزق والصبر هو العلاج الأفضل
            .
            تمادى الجميع من الرجال في التحدث والضحك معي ، وافتعال المواقف التي تجبري على الكلام معهم .. بكيت كثيرا على إجبار زوجي لي بالمخالطة .. رضخت بمشاعر مكرهة ! لعل الله أن يهديه فلا يعاود ذلك
            !
            كنت ألبس حجاباً ساتراً جداً وأغطي أكبر جزء ممكن من ملامحي ومن جسدي ونظراتي كسيرة منخفضة لا تجرؤ على النظر إلى هذا الكم الهائل من الوحوش الذي لبسوا ملابس الرجال
            !
            وإذا به يناديني من بينهم فأرفع رأسي والخجل يلفني والحياة يذيبني ، فيأمرني بأن أرفع حجابي عن أكبر جزء ممكن ونظراته غاضبة تكاد تفتك بي وتعتصرني ، فلا أستطيع ! فيرغمني مرة أخرى بإرسال تلك النظرات التي تتوعدني وتتهددني ، فأرفض قسراً مع شدة خوفي منه ومنهم
            !
            أين أنا ؟ مع من أعيش ؟ ليس هذا ما ربيت عليه ! أي عالم يحيط بي ؟
            !
            أعاود النظر إليه فيشير إلي أن تكلمي مع المتكلمين ، واضحكي ،واخلعي جلباب الحياء الثقيل ، وكوني أكثر جرأة منهن !! ولكن ديني يردعني وضميري يمنعني
            ..

            نعود لمنـزلنا .. أكفل له أنواع السعادة والهناء على الرغم من كل شيء !! كل ذلك حتى يتفهم طبيعتي وما أريده وما أرغب عنه .. ولكن لا جدوى ! يا للأسف ما العمل
            !
            سترت عليه ! مدحته أمام أهلي ، وأمام الجميع بأنه أرجل الرجال ! يجب أن أضع الأساس الصحيح لبناء المنـزل الذي ليس له قواعد حتى الآن ! يجب أن أحاول المزيد ولكن بعيداً عن العيون .. (( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
            )) .

            في الأسبوع الرابع ضقت ذرعاً بعدم صلاته في المسجد .. قلت له بضيق : لماذا لا تصلي في المسجد معه الجماعة ؟

            - صلاتي في المسجد تخصني ! وصلاتي في المنـزل أفضل .. لا أريد الأحتكاك بمن في المسجد
            !!
            - سألته باستغراب واضح
            :
            - ما تعني ؟

            - لا أعني شيئًا .. هيا سنخرج الآن
            .. !
            - تكرر هذا الموقف كثيراً ولكني لم افقد الصبر المتبقي لدي
            !

            فاجأني في الأيام بدخوله إلى المنـزل وقت صلاة المغرب .. وقد امتلأت عيناه بالدمع .. وارتفع صوت نحيبه وبكائه ومعه عدد من أقاربه الرجال !

            ما الخطب ؟! كاد أن يغمى علي من شدة الهلع والخوف ! رجل يبكي ؟! وأمامي ؟! وأقاربه كذلك ؟
            !

            هل أصاب أهله أو أهلي مكروه ؟ يا إلهي قدماي لم تعودا قادرتين على حملي !! أهوا أبي ؟ أهي جدتي العجوز ؟ أهي أمه ؟ !

            أرجوك سيسقط قلبي من فرط الخوف



            وللقصة بقية ,

            تعليق


            • #7
              جزاكي الله خيرا يمامة المسجد مستييييييين البقية
              اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
              لو في يوم كان الحمل عليك تقيل وتايه لوحدك مش لاقي دليل والهموم تخلي الليل طويل وترميك في غربة ومرارة وويل مد ايديك تلقاه دايما حواليك هو الله قبلك حاسس بيك ان شاء الله حتلاقي الطريق

              تعليق


              • #8
                ( 3 )
                حضور العزاء المريب



                هل أصاب أهله أو أهلي مكروه ؟ يا إلهي قدماي لم تعودا قادرتين على حملي !! أهوا أبي ؟ أهي جدتي العجوز ؟ أهي أمه ؟ ! أرجوك سيسقط قلبي من فرط الخوف
                !!

                لم يتحدث
                !!

                مشيت بخطى قد أثقلتها المخاوف وكبلتها الشكوك .. دخل إلى المطبخ وقال باكياً :


                بسرعة .... إلبسي ملابس العزاء ،ولتكن سوداء فقط
                !

                اكتملت المخاوف .... رجوته أن يخبرني من الذي مات ؟ ...لم ينطق
                !

                لبست الملابس الحالكة السواد كما أمرني كالآلة التي يتحكم بها صاحبها كيفما شاء
                !

                خرجت معه ! وعلى الرغم من ذلك لم أنج من نظرات أقاربه !! قلت لوالدته واخته بلهفة وأنا ألهث
                ..

                حدثوني أرجوكم من الذي مات ؟ .. ماذا يجري ؟ مابكم ؟
                !

                أطبق الحزن والصمت على أفواه الجميع .. وآهات الألم تتدفق من الصدور الثكلى!لزمت الصبر والسكوت حتى كادت نبضات قلبي أن تتجمد !! توقفنا عند قصر كبير ومترف فعادت نبضات قلبي تنتظم شيئاً فشيئاً ! إذا .. فهو شخص آخر
                !

                دخلت ببطء .. رأت جموعاً من النساء قد اجتمعن .. يبكين ويضربن على صدورهم
                !!

                أين أنا ؟ ما هذا المجتمع الغريب ؟ الكل يبكي وينتحب ؟! فقدت الصبر .. فسألت إحدى أخوات الزوج بتأثر شديد من هذه المناظر المحزنة المخيفة
                :

                من هو الشخص الذي مات ؟! أشعر بالحزن عليه
                ..

                فقالت وهي تتحاشى النظر إلي وبصوت مرتجف ومرتبك ..


                إنه أحد أولياء الله الصالحين المقربين إليه ... وهو أحد المشائخ المصلحين للأقدار في هذا الكون ... وصمتت . فقلت في نفسي
                :

                ماذا تقصد بكلامها ؟! ولزمت أنا الصمت كذلك ، فتاهت نظراتي بين أفراد هذا العالم الجديد على حياتي
                !!

                جلست مع الجالسات ! هذه أول مرة في حياتي أحضر فيها عزاء .. انتقلت نظراتي نحو الحائط الكبير لترى صورة كبيرة وضخمة لرجل طاعن في السن محاطة بإطار جميل وغالي الثمن .. ثم
                ..!!!

                ما هذا ؟ الصورة قد ربطت شريطة سوداء وفي جانبها الأيسر
                !!!!

                فجأة شد انتباهي نياح النساء وضرب بعضهن بأيديهن على رؤوسهن ووجوههن! خاطبت ( خاطبت نفسي
                )..

                ياترى من هذا الشخص الذي أثرت وفاته على كل هذه الوفود من النساء والرجال ؟ وهل كل عزاء يقام يحدث فيه كل ما يحدث الآن ؟
                !!

                كعادتي فضلت السكوت ومجاراة الواقع واستكشاف الأمور الغامضة بهدوء
                ..

                من هي تلك المرأة التي تصدرت الجموع وجلست وحدها تقابل كل هؤلاء النسوة وقد غرقت ومن معها في بحر الدموع المنسكبة ؟ مالها تهيج وتضطرب ؟ ما بها تتمايل وتصيح هي ومن معها ؟ مالها لاتضبط نفسها ؟ كأني اسمعها تستغيث بفلان وفلان
                !!

                فمن هذا الذي تستغيث به وماذا تقصد ؟ الجميع أصبح مواجهاً لها
                !!

                لابد أنها ستقول أو ستفعل شيئا ما !! لانتظر وأرى
                !!
                وكما توقعت فقد أخذت جهاز الميكروفون ، وحينما بدأت بالكلام سالت دمعات ساخنات على وجهها أثارت أحزان وأشجان الجالسات فبكين مرةً أخرى بحرقة ولوعة
                !!!

                لما أشعر بالخوف ؟ لماذا لا أتمالك نفسي بهذا القدر ؟ لماذا أشعر بأن هناك شيئاً ما غير سوي ؟
                !!

                لماذا أشعر بأن أمرًا عظيماً سيقع ؟! لم قيدتني الجالسات بنظراتهم ؟ لم أنا بالذات ؟ ما هذه الرجفة التي تسري في أجزائي ؟! هناك شيء ما
                !!!

                نطقت أخيراً تلك المرأة المتزعمة للنساء بأول كلمة وهي تصرخ:


                اللهم ارحم سادتنا الصوفيين
                !!!!

                ما سمعت ؟ بالتأكيد هناك خطأ إما لدى السامع أو لدى المتكلم .. وفي السامع اكثر ؟
                !!

                كررتها ثانية والدمع يجري كما تجري الأنهار ..



                اللهم ارحم سادتنا الصوفيين
                !!!!

                زاغت نظراتي .. تاهت أفكاري ... تبعثرت أوراقي !! حسناً بالتأكيد هناك خطأ في السامع أو في المتكلم وفي المتكلم أكثر
                !!!

                حسناً حسناً .. أريد أن أعرف الخطأ عن طريق ردود فعل هؤلاء النسوة التي تعالت صيحاتهن
                !!!!

                إن الجميع يؤمن !! آمين ، وحرقة البكاء ولوعة الحزن وأنين الفراق قد أخذ منهم كل مأخذ
                !!!

                انتقلت نظراتي بين النسوة ابحث عن والدة الزوج بلهفة أريد حمايتها ! أري أن أدفن وجهي في صدرها
                !!

                أريدها أن تهدئ من روعي ، وتبعث الطمأنينة في حناياي
                !!!

                ماذا يحدث ؟ خطأ جسيم في الموضوع ولا شك
                !

                كررت المرأة الجملة الدعائية مرةً ثالثة وأخيرة وهي تضرب على صدرها وتتمايل كما تتمايل الأشجار من الريح العاتية ، وتصرخ بصوت عال مستغيث :


                اللهم ارحم سادتنا الصوفيين
                !!!

                في هذه اللحظة وجدتها !! وجدت والدة زوجي بين النساء !!يا إلهي ماذا تفعل ؟؟ إنها تصرخ وتضرب على وجهها وصدرها !! إنها .. إنها .. تؤمن !! بحرارة أكثر .. وصوت أعلى .. و حرقة أشد
                !!!

                لا .. لا . لا .. ماذا يحدث هنا ؟ .. وإذا بأخوات الزوج يحطن بوالدتهن ويفعلن كما تفعل
                !

                عدت لواقعي .. حاولت إقناع نفسي بأنهم لا يعلمون ماذا يقولون ويفعلون ؟! بالتأكيد لم ينتبهوا إلى ما قالته تلك المرأة ! أين زوجي ؟ عندما يعلم سيفاجأ ! سيصاب بصاعقة عقلية ! سيعرف أن نحيبه كان كثيراً جداً على هؤلاء القوم !!



                وللقصة بقية ....
                ,

                تعليق


                • #9
                  سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
                  اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
                  لو في يوم كان الحمل عليك تقيل وتايه لوحدك مش لاقي دليل والهموم تخلي الليل طويل وترميك في غربة ومرارة وويل مد ايديك تلقاه دايما حواليك هو الله قبلك حاسس بيك ان شاء الله حتلاقي الطريق

                  تعليق


                  • #10

                    (4)
                    القشة التي قصمت ظهر البعير


                    انتظرت مجيئه بفارغ الصبر .. هناك شيء في كياني تزعزع ... هزة عنيفة جعلت من توازني يختل !! جاء أخيراً ليأخذنا من هذا المكان المشؤوم !

                    ركبنا جميعاً في السيارة ! فتحت فاهي لأخرج ما تراكم فيه من صدمات اليوم ثم تراجعت .. أطبقت فمي وأنا أرتجف .. شعرت متأكدة بأن نظراتهم سهام مسلطة علي ! فضلت السكوت ! كالمعتاد ...

                    عدنا إلى منـزلنا .. دخلت .. هناك تغيير داخلي يبعث بعدم طمأنتي .. توضأت واتجهت نحو القبلة .. ثم كبرت للصلاة .. توقفت لا شعورياً .. تذكرت ما حدث بسرعة !! لقد عاودتني الأحداث الغريبة التي رأيتها وسمعتها اليوم !!

                    تركت صلاتي وقد أصباني الهذيان .. ! ذهبت إليه ( زوجي ).. إني أرتجف .. قلت له وذهول صوتي بالكاد عرف طريق الخروج : -------------

                    هل . هل . تعرف ماذا حدث اليوم ؟ سوف تفاجأ ! سوف ,, سوف تصعق .. بلاشك!!

                    نظر إلي بنظرة غريبة لما أعهدها من قبل نظرة ريبة وهدوء أكثر من المعتاد .. ثم قال :ماذا حدث ؟!

                    وأشاح بنظرة بعيداً عني !!!..

                    اصطكت أسناني ببعضها حتى قلت أن العالم يسمعها .. انتابني الفزع الشديد !!

                    حكيت له القصة بحذافيرها والانفعال قد ترك بصماته جلية على وجهي المصعوق .. ما بين هلع وضحك !!

                    بكل برود وجمود قال :

                    ... اذهبي لتكملي صلاتك .. اذهبي .. !!

                    حلفت له مرة أخرى بتتابع يتفجر من خلاله الرعب الذي أحاط بي أن هذا هو الذي ما حصل بالفعل .. وقد توقعت منه عدم التصديق .. فبالتأكيد أنه يعتقد باني امزح معه !! نعم بالتأكيد !

                    قال مرة أخرى وقد انخفض صوته وشعرت فيه بالتأنيب وبدا عليه الارتباك :

                    - حسناً حسناً .. اذهبي الآن وأكملي صلاتك !!!

                    - نعم ... هو سيفهم ويقدر ! إذا لم يقدر الزوج ويتفهم فمن إذاً ؟

                    - انتظرت منه أن يهدي الموضوع .. أن يذم عمل هؤلاء الناس ويعدني بألا يذهب إليهم مرة أخرى ! وألا يذرف دمعة في حقهم !.. انتظرت .. طال انتظاري !! لافائدة!!


                    مابه ممتقع الوجه ؟! هل صعق ؟ هل أصابه مثلما أصابني عندما سمعت ورأيت ؟ ما به ؟ لا ردة فعل معاكسة حتى الآن ؟

                    حلفت لمرة الأخيرة بأن المرأة تتحدث عن الصوفيين .. وتدعو إلى تقديسهم وتبجليهم !! وعن حياتهم وولائهم لله تعالى .. وعن أرواحهم التي تساعد الناس مع أنهم أموات !! وعن شفاعتهم وأن لهم أقطاباً وأعواناً وأغواثاً لانراهم نحن ؟!!! وأشياء غريبة ! لايصدقها العاقل .. هل تصدق ؟؟؟!!

                    فقاطعني بصوت علا نسبياً وانتابه بعض الغضب :

                    فسألته وقد تسمرت مكاني وأنا أراقبه :

                    - ما هذا السؤال لم أفهم لم أع مرامك منه ؟

                    - فقال حانقاً هائجاً:

                    - الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون هم أئمة الصوفية وزعماؤها :

                    - لالا .. مسكين .. إنه يهذي بلا شك !! فالنوم القليل يؤثر سلباً في مزاج صاحبه !!! لا .. لا .. فقلت مصدقة ومكذبة لرده المفاجيء :

                    - هذا اعتقاد خاطيء .. لأن الرسول الله صلى الله عليه وسلم ...

                    قاطعني بتحد والشرر يتطاير من عينيه الناريتين .. والحقد يبدو جلياً في قسمات وجهه :-

                    -الصوفيون هم أفضل الناس .. هم الأولياء الصالحون والمقربون إلى الله . أم أنك تعتقدين أن أهل السنة هم الأسوياء الصالحون ؟!! إنهم أهل الكفر والضلال وإباحة الحرام وتحريم الحلال !!

                    ما الذي يجري في هذا المكان وفي رأسي ؟ من أكون أنا ؟ ومن يكون هؤلاء ؟!!

                    خرجت كلماتي تتسارع وتتقاذف من فهمي :

                    - لا لا .. أهل السنة هم .......!!!!

                    وفجأة سكت !! هل أطبقت السموات على الأرض ؟ من يكون هذا الرجل الذي يخاطبني ؟ وقفت بين وعي وإغماء لا أدرك شيئاً !! نظرت إليه بكل حسرة وسكرات الموت تداعبني ! المنـزل يدور بي في كل الأرجاء ! قدماي ! هل أقف عليهما ؟!

                    هل تتقاذفني أمواج الحقيقة التي بدأت اكتشفها في التو واللحظة ؟!!

                    فسألته بوجل يعقبه تأكيد لسؤالي :

                    - هل تعني أنك من الذين يدافعون عن هذا المذهب ؟

                    - لم يجد بداً من السكون ! أعدت عليه سؤالي ثانيةً :


                    - هل تؤيد هذا المذهب ؟!!

                    - أدار ظهره بسرعة .. لقد طعنني بالصميم .. خان وفائي وصدقي وحسن نيتي .. كذب علي متعمداً !!


                    - هل هل . هل أنت صو... صوفي ؟!




                    وللقصة بقية ... ,

                    تعليق


                    • #11
                      ( 3 )
                      حضور العزاء المريب



                      هل أصاب أهله أو أهلي مكروه ؟ يا إلهي قدماي لم تعودا قادرتين على حملي !! أهوا أبي ؟ أهي جدتي العجوز ؟ أهي أمه ؟ ! أرجوك سيسقط قلبي من فرط الخوف
                      !!

                      لم يتحدث
                      !!

                      مشيت بخطى قد أثقلتها المخاوف وكبلتها الشكوك .. دخل إلى المطبخ وقال باكياً :

                      بسرعة .... إلبسي ملابس العزاء ،ولتكن سوداء فقط
                      !

                      اكتملت المخاوف .... رجوته أن يخبرني من الذي مات ؟ ...لم ينطق
                      !

                      لبست الملابس الحالكة السواد كما أمرني كالآلة التي يتحكم بها صاحبها كيفما شاء
                      !

                      خرجت معه ! وعلى الرغم من ذلك لم أنج من نظرات أقاربه !! قلت لوالدته واخته بلهفة وأنا ألهث
                      ..

                      حدثوني أرجوكم من الذي مات ؟ .. ماذا يجري ؟ مابكم ؟
                      !

                      أطبق الحزن والصمت على أفواه الجميع .. وآهات الألم تتدفق من الصدور الثكلى!لزمت الصبر والسكوت حتى كادت نبضات قلبي أن تتجمد !! توقفنا عند قصر كبير ومترف فعادت نبضات قلبي تنتظم شيئاً فشيئاً ! إذا .. فهو شخص آخر
                      !

                      دخلت ببطء .. رأت جموعاً من النساء قد اجتمعن .. يبكين ويضربن على صدورهم
                      !!

                      أين أنا ؟ ما هذا المجتمع الغريب ؟ الكل يبكي وينتحب ؟! فقدت الصبر .. فسألت إحدى أخوات الزوج بتأثر شديد من هذه المناظر المحزنة المخيفة
                      :

                      من هو الشخص الذي مات ؟! أشعر بالحزن عليه
                      ..

                      فقالت وهي تتحاشى النظر إلي وبصوت مرتجف ومرتبك ..

                      إنه أحد أولياء الله الصالحين المقربين إليه ... وهو أحد المشائخ المصلحين للأقدار في هذا الكون ... وصمتت . فقلت في نفسي
                      :

                      ماذا تقصد بكلامها ؟! ولزمت أنا الصمت كذلك ، فتاهت نظراتي بين أفراد هذا العالم الجديد على حياتي
                      !!

                      جلست مع الجالسات ! هذه أول مرة في حياتي أحضر فيها عزاء .. انتقلت نظراتي نحو الحائط الكبير لترى صورة كبيرة وضخمة لرجل طاعن في السن محاطة بإطار جميل وغالي الثمن .. ثم
                      ..!!!

                      ما هذا ؟ الصورة قد ربطت شريطة سوداء وفي جانبها الأيسر
                      !!!!

                      فجأة شد انتباهي نياح النساء وضرب بعضهن بأيديهن على رؤوسهن ووجوههن! خاطبت ( خاطبت نفسي
                      )..

                      ياترى من هذا الشخص الذي أثرت وفاته على كل هذه الوفود من النساء والرجال ؟ وهل كل عزاء يقام يحدث فيه كل ما يحدث الآن ؟
                      !!

                      كعادتي فضلت السكوت ومجاراة الواقع واستكشاف الأمور الغامضة بهدوء
                      ..

                      من هي تلك المرأة التي تصدرت الجموع وجلست وحدها تقابل كل هؤلاء النسوة وقد غرقت ومن معها في بحر الدموع المنسكبة ؟ مالها تهيج وتضطرب ؟ ما بها تتمايل وتصيح هي ومن معها ؟ مالها لاتضبط نفسها ؟ كأني اسمعها تستغيث بفلان وفلان
                      !!

                      فمن هذا الذي تستغيث به وماذا تقصد ؟ الجميع أصبح مواجهاً لها
                      !!

                      لابد أنها ستقول أو ستفعل شيئا ما !! لانتظر وأرى
                      !!
                      وكما توقعت فقد أخذت جهاز الميكروفون ، وحينما بدأت بالكلام سالت دمعات ساخنات على وجهها أثارت أحزان وأشجان الجالسات فبكين مرةً أخرى بحرقة ولوعة
                      !!!

                      لما أشعر بالخوف ؟ لماذا لا أتمالك نفسي بهذا القدر ؟ لماذا أشعر بأن هناك شيئاً ما غير سوي ؟
                      !!

                      لماذا أشعر بأن أمرًا عظيماً سيقع ؟! لم قيدتني الجالسات بنظراتهم ؟ لم أنا بالذات ؟ ما هذه الرجفة التي تسري في أجزائي ؟! هناك شيء ما
                      !!!

                      نطقت أخيراً تلك المرأة المتزعمة للنساء بأول كلمة وهي تصرخ:

                      اللهم ارحم سادتنا الصوفيين
                      !!!!

                      ما سمعت ؟ بالتأكيد هناك خطأ إما لدى السامع أو لدى المتكلم .. وفي السامع اكثر ؟
                      !!

                      كررتها ثانية والدمع يجري كما تجري الأنهار ..


                      اللهم ارحم سادتنا الصوفيين
                      !!!!

                      زاغت نظراتي .. تاهت أفكاري ... تبعثرت أوراقي !! حسناً بالتأكيد هناك خطأ في السامع أو في المتكلم وفي المتكلم أكثر
                      !!!

                      حسناً حسناً .. أريد أن أعرف الخطأ عن طريق ردود فعل هؤلاء النسوة التي تعالت صيحاتهن
                      !!!!

                      إن الجميع يؤمن !! آمين ، وحرقة البكاء ولوعة الحزن وأنين الفراق قد أخذ منهم كل مأخذ
                      !!!

                      انتقلت نظراتي بين النسوة ابحث عن والدة الزوج بلهفة أريد حمايتها ! أري أن أدفن وجهي في صدرها
                      !!

                      أريدها أن تهدئ من روعي ، وتبعث الطمأنينة في حناياي
                      !!!

                      ماذا يحدث ؟ خطأ جسيم في الموضوع ولا شك
                      !

                      كررت المرأة الجملة الدعائية مرةً ثالثة وأخيرة وهي تضرب على صدرها وتتمايل كما تتمايل الأشجار من الريح العاتية ، وتصرخ بصوت عال مستغيث :

                      اللهم ارحم سادتنا الصوفيين
                      !!!

                      في هذه اللحظة وجدتها !! وجدت والدة زوجي بين النساء !!يا إلهي ماذا تفعل ؟؟ إنها تصرخ وتضرب على وجهها وصدرها !! إنها .. إنها .. تؤمن !! بحرارة أكثر .. وصوت أعلى .. و حرقة أشد
                      !!!

                      لا .. لا . لا .. ماذا يحدث هنا ؟ .. وإذا بأخوات الزوج يحطن بوالدتهن ويفعلن كما تفعل
                      !

                      عدت لواقعي .. حاولت إقناع نفسي بأنهم لا يعلمون ماذا يقولون ويفعلون ؟! بالتأكيد لم ينتبهوا إلى ما قالته تلك المرأة ! أين زوجي ؟ عندما يعلم سيفاجأ ! سيصاب بصاعقة عقلية ! سيعرف أن نحيبه كان كثيراً جداً على هؤلاء القوم !!


                      وللقصة بقية ...
                      ,

                      تعليق


                      • #12

                        (4)
                        القشة التي قصمت ظهر البعير


                        انتظرت مجيئه بفارغ الصبر .. هناك شيء في كياني تزعزع ... هزة عنيفة جعلت من توازني يختل !! جاء أخيراً ليأخذنا من هذا المكان المشؤوم !

                        ركبنا جميعاً في السيارة ! فتحت فاهي لأخرج ما تراكم فيه من صدمات اليوم ثم تراجعت .. أطبقت فمي وأنا أرتجف .. شعرت متأكدة بأن نظراتهم سهام مسلطة علي ! فضلت السكوت ! كالمعتاد ...

                        عدنا إلى منـزلنا .. دخلت .. هناك تغيير داخلي يبعث بعدم طمأنتي .. توضأت واتجهت نحو القبلة .. ثم كبرت للصلاة .. توقفت لا شعورياً .. تذكرت ما حدث بسرعة !! لقد عاودتني الأحداث الغريبة التي رأيتها وسمعتها اليوم !!

                        تركت صلاتي وقد أصباني الهذيان .. ! ذهبت إليه ( زوجي ).. إني أرتجف .. قلت له وذهول صوتي بالكاد عرف طريق الخروج : -------------

                        هل . هل . تعرف ماذا حدث اليوم ؟ سوف تفاجأ ! سوف ,, سوف تصعق .. بلاشك!!

                        نظر إلي بنظرة غريبة لما أعهدها من قبل نظرة ريبة وهدوء أكثر من المعتاد .. ثم قال :ماذا حدث ؟!

                        وأشاح بنظرة بعيداً عني !!!..

                        اصطكت أسناني ببعضها حتى قلت أن العالم يسمعها .. انتابني الفزع الشديد !!

                        حكيت له القصة بحذافيرها والانفعال قد ترك بصماته جلية على وجهي المصعوق .. ما بين هلع وضحك !!

                        بكل برود وجمود قال :

                        ... اذهبي لتكملي صلاتك .. اذهبي .. !!

                        حلفت له مرة أخرى بتتابع يتفجر من خلاله الرعب الذي أحاط بي أن هذا هو الذي ما حصل بالفعل .. وقد توقعت منه عدم التصديق .. فبالتأكيد أنه يعتقد باني امزح معه !! نعم بالتأكيد !

                        قال مرة أخرى وقد انخفض صوته وشعرت فيه بالتأنيب وبدا عليه الارتباك :

                        - حسناً حسناً .. اذهبي الآن وأكملي صلاتك !!!

                        - نعم ... هو سيفهم ويقدر ! إذا لم يقدر الزوج ويتفهم فمن إذاً ؟

                        - انتظرت منه أن يهدي الموضوع .. أن يذم عمل هؤلاء الناس ويعدني بألا يذهب إليهم مرة أخرى ! وألا يذرف دمعة في حقهم !.. انتظرت .. طال انتظاري !! لافائدة!!


                        مابه ممتقع الوجه ؟! هل صعق ؟ هل أصابه مثلما أصابني عندما سمعت ورأيت ؟ ما به ؟ لا ردة فعل معاكسة حتى الآن ؟

                        حلفت لمرة الأخيرة بأن المرأة تتحدث عن الصوفيين .. وتدعو إلى تقديسهم وتبجليهم !! وعن حياتهم وولائهم لله تعالى .. وعن أرواحهم التي تساعد الناس مع أنهم أموات !! وعن شفاعتهم وأن لهم أقطاباً وأعواناً وأغواثاً لانراهم نحن ؟!!! وأشياء غريبة ! لايصدقها العاقل .. هل تصدق ؟؟؟!!

                        فقاطعني بصوت علا نسبياً وانتابه بعض الغضب :

                        فسألته وقد تسمرت مكاني وأنا أراقبه :

                        - ما هذا السؤال لم أفهم لم أع مرامك منه ؟

                        - فقال حانقاً هائجاً:

                        - الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون هم أئمة الصوفية وزعماؤها :

                        - لالا .. مسكين .. إنه يهذي بلا شك !! فالنوم القليل يؤثر سلباً في مزاج صاحبه !!! لا .. لا .. فقلت مصدقة ومكذبة لرده المفاجيء :

                        - هذا اعتقاد خاطيء .. لأن الرسول الله صلى الله عليه وسلم ...

                        قاطعني بتحد والشرر يتطاير من عينيه الناريتين .. والحقد يبدو جلياً في قسمات وجهه :-

                        -الصوفيون هم أفضل الناس .. هم الأولياء الصالحون والمقربون إلى الله . أم أنك تعتقدين أن أهل السنة هم الأسوياء الصالحون ؟!! إنهم أهل الكفر والضلال وإباحة الحرام وتحريم الحلال !!

                        ما الذي يجري في هذا المكان وفي رأسي ؟ من أكون أنا ؟ ومن يكون هؤلاء ؟!!

                        خرجت كلماتي تتسارع وتتقاذف من فهمي :

                        - لا لا .. أهل السنة هم .......!!!!

                        وفجأة سكت !! هل أطبقت السموات على الأرض ؟ من يكون هذا الرجل الذي يخاطبني ؟ وقفت بين وعي وإغماء لا أدرك شيئاً !! نظرت إليه بكل حسرة وسكرات الموت تداعبني ! المنـزل يدور بي في كل الأرجاء ! قدماي ! هل أقف عليهما ؟!

                        هل تتقاذفني أمواج الحقيقة التي بدأت اكتشفها في التو واللحظة ؟!!

                        فسألته بوجل يعقبه تأكيد لسؤالي :

                        - هل تعني أنك من الذين يدافعون عن هذا المذهب ؟

                        - لم يجد بداً من السكون ! أعدت عليه سؤالي ثانيةً :


                        - هل تؤيد هذا المذهب ؟!!

                        - أدار ظهره بسرعة .. لقد طعنني بالصميم .. خان وفائي وصدقي وحسن نيتي .. كذب علي متعمداً !!


                        - هل هل . هل أنت صو... صوفي ؟!





                        وللقصة بقية ......
                        ,

                        تعليق


                        • #13
                          (5)

                          خطبة وصلاة الجمعة

                          في أحد الأيام وعند الساعة التاسعة صباحاً أيقظته حتى يتهيأ لصلاة الجمعة .. تكاسل .. تباطأ .. فقلت له أستحثه :

                          ما بك ؟ لقد قاربت الساعة الآن من العاشرة والنصف وأنت لم تنهض بعد !
                          هيا حتى تستعد للذهاب إلى الصلاة !
                          تصنع النوم والتوعك .. وتحت ضغطي وإلحاحي عليه بالنهوض قام متأففاً ! ذهب إلى المسجد للصلاة .. تنفست الصعداء .. الحمد لله على كل حال ..
                          بعد انتهاء الصلاة .. عاد غاضباً حانقاً من الخارج .. وأغلق الباب بقوة وعنف اهتز له أرجاء المنـزل .. أصابني الخوف ! ماذا أيضاً ؟ ما به ؟
                          أسرعت إليه لأستفسر عن سبب غضبه .. فقال وصدره يعلو ويهبط من شدة الغيظ:
                          - الأوغاد !! أهل الكفر !! الوهابيون !
                          - عن تتحدث ؟ هدىء من روعك ! ما بك ؟
                          قال ونار القهر تتأجج في صدره :
                          - في أي شهر نحن ؟!
                          - في شهر رجب ! لم تسأل ؟!
                          - وماذا تعرفين عن فضله ؟ وعن أول جمعة فيه ؟
                          - استرقت النظر إليه ثم قلت بعد تردد :
                          - إنه كباقي الشهور وأول يوم جمعة يوم كباقي الأيام فيه! ولكن لماذا ؟!
                          قال في تمهل وضيق أحمر وجهه غضباً :
                          تباً !! للوهابيين ! تباً لهم !! إن الإمام الضال ينهانا عن صيام أيام وشهر رجب ! وعن تعظيم ليلة الإسراء والمعراج ! عن الاحتفال بهذه الليلة ! وعن إقامة الولائم فيها ! فهو يزعم بأنها بدعة ! هل جن ولكن .. أنت السبب في كل ذلك ! فقد قلت لك بأني لا أرغب الذهاب إلى المسجد فلم تسمعي إلي !!!
                          - ولكني قرأت بالفعل بأن تخصيص رجب للصيام يعد .. بدعة !! .. وأن .. !
                          قاطعني وعيناه تنقل إلى رسالة وعيد مدمر لا يمكن لأحد غيري أن يفهمها:
                          -اصمتي . . اصمتي الآن وإلا جززت رأسك وفصلته عن كتفك .. ألا تعلمين أن من ينقدنا يطرد من رحمة الله ؟
                          - ماذا ؟!!
                          - نعم .. فهذا الشهر من أفضل الشهور لدينا .. ففيه ليلة عظيمة هي ليلة السابع والعشرون وهي ليلة الإسراء والمعراج ..
                          - ولكن ليلة الإسراء والمعراج لم تحدد في السابع والعشرين من الشهر !!
                          نظرت إليه لأرى أثر كلماتي عليه .. فنظر إلي وقد أدهشته ما قلت .. لاحظت دهشته بقلب خافق .. ولكني أطرقت برأسي قائله :
                          - وهل .. وهل .. يجوز . تعظيم هذه الليلة ؟! .. أعتقد . أعتقد ...
                          - وهنا ضرب المائدة بقبضة يده وقال معترضاً :
                          - - هذا الليلة الشريفة العظيمة هي ليلة السابع والعشرين من رجب بالفعل! ويكثر الناس فيها من إيقاد القناديل . وتجتمع النساء والرجال في المساجد .. أما النسوة فيدخلن متطيبات متزينات تعظيماً لهذه الليلة المباركة .
                          قلت بتعجب واسغراب :
                          - أيحدث كل هذا حقاً في هذه الليلة ؟!
                          - تجاهل سؤالي واضاف :
                          - بل ويطبخ الطعام ويهتم به ويرسل إلى المساجد للدعاء عليه لإيصال الثواب..
                          - ولكن .. ولكن كيف تختلط النساء بالرجال ؟! وفي المساجد ؟!!!
                          - نعم تختلط !! تدخل النساء بكامل زينتها وكل ذلك تعظيماً لهذه الليلة المباركة !
                          خفق قلبي .. وخاطبت نفسسي .. هل ينتظر مني ذلك ؟! أرجو ألا يأمل أن أفعل !!! .. ثم .. خرج من الغرفة ..




                          وللقصة بقية
                          ......
                          ,

                          تعليق


                          • #14
                            (6)
                            الكتب المقدسة !!
                            أجبرني الزوج في احدى الليالي بأن أذهب معهم إلى مراسم عزاء سيقام بسبب وفاة ولي صالح !!
                            وأمرني أن أتصدر أنا هذه المرة النساء في قراءة كتبهم الضالة ! وحتى يتعلموا مني ! وحتى تتأكد جميعهن من أنني أصبحت إحداهن !! فأنا مثار جدل لاينطقع بينهن !!
                            أصر على قوله .. تقدم إلي أمام أهله حاملاً في يده بعضا ً من الكتب .. انتقلت نظراتي بعشوائية إلى يديه .. أدركت فوراً أنه يريد مني أن أخذها !
                            - ما تحمل في يدك ؟
                            - هذه الكتب التي أردت منك قرائتها على النساء وبصوت عال! حتى تتجنبي نظراتهن إليك بأنك مخلوق غريب !! وحتى تثق النساء بأن الله قد هداك إلى الطريق القويم !
                            مد يده ببطء ..فتناولت الكتب وركزت نظري على الكتاب الأول وقلت بنبرة تشكك !!:
                            - دلائل الخيرات ؟ ... روض الرياحين ؟! مجالس العرائس ؟! الروض الفائق .. البردة ..!!
                            قاطعني بتوتر :
                            -لاحاجة لك أن تقرأي العناوين بهذا التشكك وتلك الريبة !! اقرئيها فقط فيما بعد ..وافعلي ما آمرك به !!
                            - ولكن لا أجد من بينها كتباً من كتب الأحاديث المعتمدة !! أي هي ؟!
                            عض على نواجذه وتضايق ثم قال :
                            - ما تقصدين ؟ وهل يساورك الشك في هذه الكتب ؟ إنها من الكتب التي يستغني المرء فيها عن قراءة القرآن !
                            صعقت !! شعرت أن هذه الكتب تحوي افتراءات وأكاذيب إذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وإنها قد حشيت بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة !! وأنها جمعت بين الغث والموضوع والبدع !! لا.. يجب أن أحذر من قراءة هذه الكتب المسمومة الكاذبة ! فكيف أقرأها على الملاء ؟
                            إن رفضت فسألقى عقاباً ساحقاً !! ما العمل ؟!
                            نظرت إلى والدته و إخوته .. ووجدتها فرصة ومناسبة .. فقلت :
                            - ما رأيكم ؟ من الأفضل أن آخذ مصحفاً ، وكذلك كتب الحديث المشهورة مثل الصحيحين ، السنن الموطأت ، المسانيد ، المصنفات.. فإنها تغنينا حتماً عن .. وسكت !!
                            - فهمت بأني قد أصبت الهدف ! تجهم وجهه على الفور ، وبصوت متهدج خافت مليء بالرغبة في قتلي وسحقي وقلوب الجميع تعاضده :
                            - - كفى .. كفى .. لا أريد سماع المزيد !! إلى متى سنظل في اختلاف ؟! متى ستهتدين ؟ متى ستقتنعين ؟ متى ستتوقفين عن معارضتنا ؟ سحقاً لك ؟ لم يجرؤ أحد قط على انتقاد هذه الكتب المقدسة سواك !
                            آزرته أمه وقد استولى عليها الغضب الشديد :
                            -كفى .. استمعي إلى أوامر زوجك و لاتعارضيه ..اذهبي لتستعدي للخروج تأخرها .. بسرعة !
                            لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
                            كنت في ظاهري هادئة ومسترخية .. ولكن إحساسي الداخلي بالإنعزال آلمني كثيراً !!
                            لما يقف الجميع تضدي ؟! رباه ! لقد تعبت . ساعدني يا إلهي ! لاأريد أن أذهب معهم ! لا أريد أن أقرأ كتبهم ! فليموتوا بغيظهم ! لا أريد أن أضعف أبداً أبداً ..
                            أخذت أتأمل بالكتب التي أمامي بعنين لا تميزان شيئاً ، بعينين فارغتين .. فتحت الصفحة الأولى من كتاب ( مجالس العرائس ) .. أحسست بانقباض في صدري منه . فتحت على الصحة الثالثة من من الجزء الرابع وقرأت : (( إن الله خلق الأرض على قرن ثور ! وأن مد البحر وجزره يحدث بسب تنفس الثور ! وأن الله خلق العرش على الماء فاضطرب وتأرجح ، فخلق الحية فالتفت حلو العرش فسكن !!!
                            يا إلهي ! ما هذا الكذب ؟ هل بعد هذا الكتاب من كذب يا معشر الصوفية ؟ !!
                            أغلقت الكتاب بسرعة وأنا أرتجف ما هذا ؟ . . ودعاني الفضول إلى فتح كتاب آخر
                            يقال له ( الروض الفائق ) ! في الصفحة ( 61 ) يقول صاحبه ويدعى ( الحريفيش ) بأنه كان يذهب إلى الحج وهو يصلي في مسجد الأوقات الخمسة لا ينقطع منها في أي وقت أبداً !!!
                            هل يعقل هذا الهراء ؟ إذا كان صاحب عقل ودين فكيف يحج وهو يصلي في مسجده بالبصرة الأوقات الخمس ؟!!! وهل حدثت خارقة مثل هذه الخارقة الكاذبة للرسول صلى الله عليه وسلم ؟!!!
                            تابعت القراءة .. ما هذا أيضاً ؟ أن يعلم الغيب! إنه يحدد وقت وفاة بعض الناس وعلى الإسلام يموتون أم على الكفر ! فسأله خادمه : وكيف عرفت ذلك ؟
                            فقال :
                            - اطلعت على اللوح المحفوظ في فوجد ذلك !!!
                            لالالا . هل أقرأ كتباً تحمل كذاباً وافتراءً وبهذه الصورة ؟ لا .. أرجوكم !! يبدو ذلك ! يبدو أنهم ما زالوا يستعدون حتى نخرج للعزاء .. اغتنمت الفرصة.. فتحخت كتابً آخر بطريقة عشوائية ..
                            قرأت في كتاب ( روض الرياحين ) . بأن أعرابياً قال للرسول الله صلى الله عليه سولم : (( إن حاسبني ربي لأحاسبنه !! فهبط جبريل عليه السلام وقال : يا رسول الله بلغ الأعرابي بأن الله يقول لا يحاسبنا ولانحاسبه لأنا قد غفرنا له !!!
                            أي جرأة على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم هذه ؟!
                            إنه روض الشياطين وليس الرياحيين !!
                            تملكني الذعر والذهول ! في هذه اللحظة سمعت صوتاً خلفي .. أدرت رأسي ببطء .. إنه هو .. تأملته من رأسه وحتى أخمص قدميه ! قلب له وأنا ألاحظ نظراته الباردة المتسائلة عن ردة فعلي على ما قرأت :
                            - لن أفعل .. لن أفعل .. أرجوك . اتركني وشأني .. من أنتم ؟ اتركوني ... أرجوكم !!
                            - أجابني بلهجة جافة خلت من الرحمة وتجردت منها :
                            - صدقيني ستفعلين .. وبدون أي مقاومة .. والآن .. لا تفقديني انضباط أعصابي !
                            وقف الجميع خلفه والنصر يتراقص في عيونهم .. اتجهت نحو السلم دون أن ألتفت إليهم .. تبعني بسرعة وأمسك بقوة على معصمي ثم أمرني بهدوء عاصف :
                            - سأنتظر .. لا أحب أن أطيل الانتظار .. أو .. أكرر الكلام ..
                            ارتعد صوتي بالإنفعال ، وبدت إمارات الإنهيار على تصرفاتي وأنا أهتف قائلة :
                            -إذا قررتم أن أموت غيظاً ونيران الرفض تستعر في حناياي !!
                            أجاب بنظراته المليئة بالثقة .. والفرح يظهر في صوته البارد :
                            - نعم .. ها قد أصبت أخيراً .. والآن تحركي ! ...
                            رفعت نظري إلى السماء وعيناي ملأى بالدموع ..ركضت وأطلقت العنان لدموعي تسيل على وجهي الكثيب . أمرني بالتوقف .. فلم أفعل .. ركضت إلى غرفتي وأقفلت الباب ورائي .. وتركته ومن معه غاضبين وعيونهم تقدح شرراً .. سمعت صدى صوته وهو ينادي ! ارتعدت .. لاخيار .. سأذهب .. سأذهب !
                            بدا الإنكسار يتجسد في ملامحي .. نظرت إليهم وأنا أهبط درجات السلم ..
                            وللقصة بقية
                            ... ,

                            تعليق


                            • #15
                              فبادلوني بتلك النظرة الملأىبالزهو
                              !
                              ذهبت والدته معي وأمرتني واثقة وأمام الناسأن أبدأ القراءة ....
                              ابتسمت .. ثم .. رفضت .. اعتذرت للجميع بأني أعاني ألماً حاداً في رأسي .. وتركتهن .. وعلامات الغيظ تنطقعنها وعنهن !
                              تبعتني بعد قليل وهي محرجة .. وقالت بابتسامة مصطنعة تخفي وراءها غيظاً مكظوماً :
                              -
                              حسناً .. إن لم تقرأي .. فتعالي وشاركينا اللهج بالدعاء والمجالسة . . وتعلمي .. ربنا انتفعت .. تصنعت بدوري الألم في رأسي فوضعت يدي عليه وقلت لهااطمئنها :
                              -
                              حسناً .. سألحق بك بعد قليل ياخالتي !!
                              دخلت .. استقبلتني نظراتهن الضيقة .. وافسحتإحداهن لي مكاناً .. شكرتها ... ثم جلست وأنا أتنهد ...
                              بعد قليل دخلت أمرأة تتبعها أربع من النساء وفي أيديهن كبت ! ما هذا؟ لابد أنها الكتب نفسها التي طالبوني بقراءتها أمامهم !! ثم .. ما هذا إنها تحملمصحفاً ؟! صحيح ؟! لا أصدق!
                              جلست النسوة الأربعة مقابلات لنا وبدأت إحداهن بقراءة القرآن .. ولكن .. إنها تتغنى به ! تعجبت تمن قراءتها !! انخفضت نظراتي لترى أكواب الماء منتظمةوكذلك جوالين الماء موجودة على الأرض بجانب القارئات .
                              عندما يصيب إحداهن النصب والتعب تتداول الأخريات في القراءة .. وبأصوات وتغن به مختلف ...
                              كان هذا اليوم هو ثالثأيام العزاء ويسمى بيوم ( الختم ) لأنهن يختمن فيه القرآن فيهدينه إلىالميت !!
                              أخيراً انتهت المرأة من القراءة فبدأتبالدعاء بصوت مرتفع ،وإنشاد مدائح للرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب رأيته بينيديها .. كتاب ( البردة ) .. إنه كتاب يحوي مدائح غرامية في الرسول الكريم كما سمعتعنه !
                              فتحت هؤلاء النسوة الكتب الباقية فقرأتإحداهن :
                              وقال الولي الصالح فلا بن فلان .. وفيالكتاب الفلاني .. وقرأنا في حاشية العلامة العارف بربه وبأسراره الفلاني .. إلخ .. مابال الناس مذعنون متأثرون ؟!
                              انتظرت مطولاً نصًا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أطلتالإنتظار .. لا أمل في ذلك ... أكملت القارئة :
                              -
                              ونحتج بفعل ذلك بعمل الولي الصالح فلان بن فلان .. !!
                              تعجبت .. شعرت بشيء ما يعلن سخطه وعدم رضاهبداخلي ! شعرت بأن الهزل يوشك أن يبدأ .. ثم أقنعت نفسي الرافضة لكل ما أرى بأني عنقريب راحلة .. إن شاء الله .. وددت أن أصرخ فيهن . أن أدوي بصيحات تجعل من أركانالمجلس تهتز .. كفى .. أرجوكم .. لماذا تصرون على تحطيمي وتعذيبي لماذا؟
                              ألم تفكروا في قوله تعالى : (( وما أتاكمالرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) الحشر (: 7 )
                              آه لشعوري بالانعزال والاضطهاد .. آه ليقيني بما تحملون علي من ضغينةوأحقاد !!
                              أخيراً انتهت المرأة من الأذكار والقرآن .. فتمتمت لكلمات لم أفهمها كنت في مد جزر مع ما يحدث حولي .. يا الله كن بي لطيفاًفجأة رفعت إحدى القارئات صوتها وقالت :
                              -
                              الفاتحة على روح فلان بن فلان .. فقرأن الفاتحة .. ثم قالت مرة أخرى : الفاتحة بنية كذا وكذا ..

                              انتهت القارئة من كل شيء ثم وقفت .. فقامت النساء وهاجت وما جت ..مابهن ؟! أين يذهبن أين أذهب أنا ؟ ..

                              وللقصة بقية...

                              ,

                              تعليق

                              يعمل...
                              X