بسم الله الرحمن الرحيم
أنقل لكم هذه القصه الشيقه من مؤلفات الشيخ محمد اسماعيل المقدم و هى تحكى رحلة أحد النصارى فى مصر- خلال فترة التسعينيات - الى نور الاسلام و ما الذى واجهه هذا الأخ فى سبيل الدخول فى دين الحق ...
ان شاء الله سأجزأ القصه على حلقات لطولها الشديد و الله الموفق
الحلقه الأول: الأصدقاء ...
أنقل لكم هذه القصه الشيقه من مؤلفات الشيخ محمد اسماعيل المقدم و هى تحكى رحلة أحد النصارى فى مصر- خلال فترة التسعينيات - الى نور الاسلام و ما الذى واجهه هذا الأخ فى سبيل الدخول فى دين الحق ...
ان شاء الله سأجزأ القصه على حلقات لطولها الشديد و الله الموفق
الحلقه الأول: الأصدقاء ...
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
كانت البداية في أواخر القرن التاسع عشر..
كان الخواجة إبراهيم أفندي عبد الملك يعيش في منزله بحي الظاهر بالقاهرة..
ومن حوله أسرة كبيرة العدد من الأقرباء والأصهار..
فقد كان التقليد المتبع في تلك الأيام هو أن تتجمع الأصول والفروع في مساكن متقاربة..
تأصلت هذه العادة في القطر المصري وفي غيره من الأقطار العربية المجاورة..
وكان يميز حي الظاهر بأنه كان يسكنه أسر الناس القدامى في مصر..
وكان الخواجة إبراهيم عبد الملك يسكن منزلاً متوسطاً رقم 72 شارع الظاهر..
وكان لقب الخواجة حينئذٍ يطلق على وجهاء الأقباط ورجال الأعمال..
ومن هؤلاء كان إبراهيم أفندي عبد الملك الذي احترف تجارة الجملة والوكالة بالعمولة..
وكان قد اتخذ مقراً تجارياً بحي الجمالية يقضي به يومه كله..
فهو مشغول دائماً بأعماله الكثيرة لكسب رزقه ورزق أسرته الكثيرة العدد..
وهو لا يستقر في داره إلا يوماً واحداً هو يوم الأحد..
وفي هذا اليوم من كل أسبوع كان أفراد الأسرة كلهم يجتمعون إلى مائدة الغذاء بعد عودتهم من الكنيسة..
حتى الذين يقيمون في القاهرة بعيداً عن حي الظاهر كانوا حريصين على حضور هذا الاجتماع العائلي الدوري حرصهم على أغلى ما يملكون..
وكان الخواجة إبراهيم عبد الملك قد رزق بأربعة أبناء من الذكور هم بحسب ترتيب أعمارهم عبده (أكبرهم).. ونسيم وفهيم وسليم..
كما أنجب عدداً آخر من البنات اللاتي حرص على حسن تربيتهن حرصه على تعليم أولاده الذكور وإلحاقهم بالمدارس وتوفير ما يلزم لهم..
حتى اشتهر بين أقربائه بأنه رب أسرة كادح ناجح..
وكان عبده ابنه الأكبر مجتهداً ذكياً..
لم يتخلف في دراسته سنة واحدة..
حتى وصل إلى السنة الثالثة الثانوية..
التي صرفته فيها ظروف بالغة الخطر..
ترتب عليها أن تخلف للإعادة.. فكيف تخلف الطالب الذكي المجتهد عبده إبراهيم عبد الملك في امتحان البكالوريا
وهو كان رمزاً للتفوق ومثالاُ يحتذى بين أقرانه؟..
ولماذا حدث ما حدث ولم يعهد عليه ضعف أو تراخٍ فضلاً عن الرسوب في الامتحان؟..
إن الإجابة على هذين السؤالين تضعنا على الطريق إلى صلب الموضوع..
(2)
كان بعض نظار الثانوية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي..
كانوا يتبعون أسلوب الخلايا العلمية..
وهو أسلوب تربوي يقوم على أساس التآلف بين الطلاب ..
وذلك دون تحديد عدد معين ودون محاولة الربط بين خلية وأخرى..
إذ كان القصد من ذلك هو مجرد تشجيع الطلاب على التجمع في صحبة أو مجموعة..
ليكون نشاطهم العلمي والاجتماعي أجدى من الناحية التربوية..
مما لو ترك الطالب في مرحلة المراهقة وأول النضج فريسة للوحدة في نزهته حبيساً في حجرة استذكاره بداره..
وهكذا اجتمع بقدر الله مجموعة من ثلاثة أشخاص..
اجتمع محمد توفيق صدقي .. و أحمد نجيب برادة .. و عبده إبراهيم عبد الملك..
في خلية واحدة تآلف أفرادها وانسجموا ثلاثتهم..
فانتظموا في عقد دراستهم من أول الدراسة الثانوية..
فما أن وصل ثلاثتهم إلى السنة الثالثة الثانوية..
حتى غدت أواصر المودة بينهم قوية تشد بعضهم إلى بعض..
حتى اشتهروا بين زملائهم بذلك وعرفوا بما يحملونه لبعضهم البعض من مشاعر الحب والإخلاص والاحترام..
وكان محمد توفيق صدقي أيسر حالاً من الجميع..
وتقع داره في جنينة (لاز) المتاخمة لجنينة (ناميش) بحي السيدة زينب..
وكان في الدار في المدخل من جهة اليسار منظرة (مضيفة أو غرفة ضيافة) تكاد تنفصل هي وجميع مرافقها عن البيت كله يسمونها حجرة الضيافة..
أما أحمد نجيب برادة فقد كان رقيق الحال..
كفله عمه بعد وفاة أبيه..
فلم يكن الصحب يغشون دار عمه في الحلمية إلا نادراً..
مع أن الدار كانت فسيحة على الطراز القديم ولها صحن فيه بئر ودلو..
لكنها في النهاية لم تكن دار برادة ولكنها دار عمه الذي يرعاه بديلاً عن أبيه..
أما عبده فقد كانت داره كما قلنا بالظاهر..
بعيدة عن السيدة زينب وكذلك عن الحلمية خاصة بمعايير المواصلات في ذلك العهد..
ذلك فضلاً عن وقوع حجرة عبده الخاصة في الطابق الثالث مع الأسرة..
هكذا وجد الثلاثة أنفسهم متفقين بغير اتفاق على تفضيل منظرة صدقي للقاء..
لقصد الاستذكار وما يصحبه من صخب الشباب أحياناً..
وقد زاد من كفة ترجيح هذه المنظرة قربها من المدارس الثانوية فضلاً عن المدارس العليا..
لكن الأمر لم يسلم برغم ذلك من أن الصحاب الثلاثة كانوا يغشون دار عم برادة بالحلمية أحياناً مضطرين لظرف أو آخر..
وكان في صحن الدار كما سبق بئر ودلو..
فكانوا إذا وجبت الصلاة قام صدقي وبرادة فتوضأ كل منهما بدوره ثم أقاما الصلاة..
وكان عبده من دونهما يرقبهما بعض الوقت وهما يصليان..
ويتشاغل عنهما بالنظر في أوراقه ما أتيح له ذلك..
وبتكرار هذه المواقف من وقت لآخر خلال السنتين الأولى والثانية من الدراسة الثانوية..
قام في نفس عبده تساؤل عنيف عن سلوك صاحبيه..
تعليق