إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عيسى عبده ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: عيسى عبده ...

    جزاكم الله خير على هذه القصة الرائعة

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #17
      رد: عيسى عبده ...

      جزانا و اياكم



      تعليق


      • #18
        رد: عيسى عبده ...

        اين باقي القصة

        اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

        تعليق


        • #19
          رد: عيسى عبده ...

          الحلقه التاسعه: بل الحق ظاهر على غيره

          (12)
          وافق أن يذهب معهم إلى بيت أبيه ..
          وقبل أن يذهب توجه إلى الشيخ محمد رشيد رضا ..
          وكان يختلف إلى مجلسه من وقت لآخر ونفض إليه جملة الخبر ..
          فبين له الشيخ ما غاب عنه وأيده بالأدلة من الكتب القديمة بوجه خاص ..
          كإظهار الحق ومقامع الصلبان، وشروح أهل الكتاب، وكيف يرد على شبهاتهم ..
          وذهب في الموعد لدار أبيه ..
          لقد أنفق أبوه عن سخاء لإنقاذ ولده الأكبر عما هو فيه وليمنعه مما هو مقدم عليه ..
          إلى أن أتى الموعد المضروب لرجال اللاهوت ..
          فعجل والده بجلسة سريعة يمهد بها للجلسة الكبرى فربما يرجع الابن عن قريب ..
          بدأت الجلسة هادئة ..
          والكل ينصت لما يدور من قرع الحجة بالحجة ..
          والنصوص حاضرة تتلى من مراجعها على مسمع من الجميع ..
          ولم يعد كبير مجال للتهوين من تصرف الطبيب الشاب ..
          على أنه رأي فرد ضال كما ذكرمن قبل من أنه وقع تحت جو عام من الإغراء الذي أحاطه رفاقه به ..
          وأدرك الحاضرون أن الأمر في غاية الجد فشددوا هجومهم ..
          لكنهم وجدوا لكل سؤال جواباً ثم وجهت لهم منه أسئلة مضادة ..
          استشعروا وهم يجيبون عنها أن ألسنتهم كانت تلوك العبارات في غير وعي ولا تعقل ..
          و كانت مناقشة طويلة جداً جداً ..
          من أقوى المناظرات في نقد عقائد النصارى ..
          عكست مدى تعمقه في تلك الفترة في دراسة العقائد النصرانية وأيضاً في دراسة الإسلام ..
          و تكلم فيها كلاماً مفصلاً جداً وألجمهم فما استطاعوا أن يردوا عليه بكلمة واحدة ..
          ومما ناقشوه:
          التجسد، الأقانيم الثلاثة، البنوة، جرأتهم على الأنبياء، دعوى أبوة الجسد ليوسف النجار، الصلب وأصله الوثني، والقيامة ..
          وفي الإسلام: حقيقة الوحي، حقيقة القرآن، حيرة أهل الكتاب من إعجاز القرآن، وكان يسرد الكلام بأسانيد علمية في غاية القوة ..
          فأنهوا الجلسة ...
          واتفقوا أن يخرجوا بقرار هو أن يحشدوا له فريقاً من أكبر علمائهم حتى يناظره في جلسة تالية ..
          حتى بلغ من تأثير الطبيب عليهم أن باتت القضايا التي كانت عندهم يقيناً معلقة ..
          حيث قالوا عنها هذه معلقة لا نستطيع أن نرد عليك فيها ..
          واهتزت النصوص التي طالما حفظوها على شفاههم ..
          وعادت أسئلتهم من عنده بغير معنى ..
          وأيقنوا أن اللجنة قد عجزت ..
          فماذا كان الجواب؟؟
          أعلنوا في هذه الجلسة على الجميع ..
          أن عبده إبراهيم عبد الملك ابن الخواجه إبراهيم عبد الملك من أسرة كذا التابعة لكنيسة كذا قد حلت عليه اللعنة الأبدية في هذه الكنيسة ما لم يرجع إلى رحمة أبينا يسوع المسيح مخلصنا وراعينا وأن اللجنة رحمة به وحنواً على أبيه المسكين قد منحته فرصة العودة إلى دين آبائه وأجداده بالحضور يوم الأحد في ذات المكان أمام عدد من الآباء لنصحه وهدايته نسأل إلهنا وأبانا ... إلى آخر كلامهم من الشرك والكفر ..
          لقد كان بعض الحاضرين من النصارى متشوقين إلى استمرار الجلسة ..
          من شدة تعطشهم إلى سماع إجاباته والاستزادة من علمه ..
          فقد سمعوا لأول مرة فكراً جديداً ونقاشاً فريداً ودفاعاً عنيداً ..
          جعلهم في شوق إلى معرفة نتيجة محددة ..
          خاصة لما رأوا القساوسة قد عجزوا أمام هذا الفرد ..
          الذي تخلف عن السير في موكب آبائه وأجداده ..
          فهاجوا وماجوا وتدافعوا وتصايحوا ..
          لكن كبير الجلسة نصحهم بالهدوء حتى لا يشرد منهم هذا الخروف الضال ..
          ووعدهم بأن يوم الأحد قريب ..
          وأنه جمع للمباهلة فحول علماء أهل الكتاب والمفسرين وخبراء التبشير الراسخين ..
          فهدأت ثائرتهم ولكن إلى حين ..
          وجاء يوم الأحد الموعود ..
          يتبع باذن الله . . .



          تعليق


          • #20
            رد: عيسى عبده ...

            جزاكم الله خير

            اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

            تعليق


            • #21
              رد: عيسى عبده ...

              سبحان الله!
              ما أجمل هذه القصة!
              وما أجمل ما تحويه من معان إنسانية وروحية!

              متابعون

              وجزاكم الله خيرا
              لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد ,وهو على كل شيء قدير.

              تعليق


              • #22
                رد: عيسى عبده ...

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                بارك الله فيك
                ماشاء الله لا قوة الا بالله
                قصة رائعة ...

                متشوقين لنعرف نهايتها
                الله اهدي غير المسلمين كما هديت المسلمين
                اللهم آآآمين
                منتظرييين ان شاء الله

                تعليق


                • #23
                  رد: عيسى عبده ...

                  جزاكم الله خيرا على المتابعه

                  و لكن صبرا على القصه

                  فلم تبلغ منتصفها بعد

                  و أنا ملتزم باضافة حلقه يوميا فتابعونا . . .



                  تعليق


                  • #24
                    رد: عيسى عبده ...

                    الحلقه العاشره : يوم الأحد الموعود . . .

                    (13)
                    جاء يوم الأحد الموعود..
                    واحتشد الأهل والأقارب ..
                    وكل من يهمه الأمر ليرى هزيمة هذا الطبيب الذي خدع وصبأ عن دينه الحق ..
                    إلى دين المسلمين ..
                    وهم يهددونه ويتوعدونه لئن لم ينته عما هو مقدم عليه ليمزقنه إرباً ..
                    ويصيرونه عدماً ..
                    وأن هذه هي الفرصة الأخيرة ما لم ينصع إلى دين يسوع المسيح..
                    ثم انبرى كبير القساوسة في الجلسة ..
                    وهو يتطاول في كرسيه يتيه على الحاضرين بما حفظه ولقنه قريباً في الكنيسة..
                    فقال من كلام الشرك والتثليث ما هو من دينه ..
                    ثم رد عليه الطبيب الشاب فقال:
                    بسم الله الرحمن الرحيم..
                    إله واحد ..
                    فرد صمد ..
                    لم يلد ولم يولد ..
                    ولم يكن له كفواً أحد ..
                    سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
                    فضل المسلمين بالإيمان على جميع الأجناس ..
                    وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ..
                    أوحد الله بموجبات توحيده ..
                    وأمجده سبحانه حق تمجيده ..
                    وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله ..
                    لا نفرق بين أحد من رسله ..
                    ولا أشرك بعبادته سبحانه أحداً ..
                    وأصلي وأسلم على من جاء بالهدى ..
                    خالص أصفيائه وخاتم رسله وأنبيائه ..
                    سيد ولد آدم ..
                    بعثه ربه في الأميين ..
                    ليخرج البشر من الظلمات إلى النور ..
                    ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ..
                    وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ..
                    صلى الله عليه وسلم من نبي كريم ..
                    على خلق عظيم ..
                    بعثه الله على فترة من الرسل ..
                    موضحاً للسبل ..
                    داعياً إلى خير الملل ..
                    ملة إبراهيم ..
                    ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ..
                    وما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً ..
                    وما كان من المشركين ..
                    وإن الدين عند الله الإسلام ..
                    ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ..
                    وهو في الآخرة من الخاسرين ..
                    فرد عليه أحد القساوسة:
                    عجيب أمرك أيها الفتى الضال ..
                    وعجيب أمر أصحابك الذين أضلوك عن كتابك ..
                    فلقنوك من الكلام ما قد سمعناه منك الآن ..
                    حتى صرت أشد منهم حماساً لدينهم، وأحفظ منهم لآيات كتابهم ..
                    فأصبحنا نراك وأنك قد نسيت دينك ودين آبائك ..
                    وهو الدين الذي عليه نشأت وترعرعت، فربى عقلك وأصلح فساد نفسك ..
                    فرد عليه عبده:
                    والله الفرد الصمد الواحد الأحد ..
                    ما أضلني ولا أغواني منهم أحد ..
                    وإنما هداني إليه ربي ..
                    وساقني إليه فطرتي ..
                    واختاره لي صحيح عقلي ..
                    ودلني عليه عافية نفسي ..
                    فرأيت فيه ما لم أره في غيره من الشرائع والأديان من النور والهدى والحق والصدق
                    فتمسكت به ..
                    ولزمته لأني وجدت فيه تمام عقلي وصلاح أمري ..
                    ومنطلق فكري وشفاء روحي ..
                    وجواباً راجحاً لكل سؤالي ..
                    فليس هذا الدين كدينكم ..
                    الذي يمجد الفقر ..
                    ويسوغ الذل ..
                    ويورث العقل الخلل ..
                    ويحيل المرشد سفيهاً والمحسن مسيئاً ..
                    لأن من كان في أصل عقيدته التي جرى نشوءه عليها الإساءة إلى الخالق ..
                    والنيل منه بوصفه بغير صفاته الحسنى ..
                    فأولى به أن يستحل الإساءة إلى المخلوق ..
                    فكيف أترك ما هداني الله إليه من الكمال والنعمة ..
                    بعدما بان لي من جهلكم وتحريفكم لدينكم ..
                    ولست مجادلكم إلا بالتي هي أحسن ..
                    فما في الإسلام من حث على مخاصمتكم ومعاداتكم ..
                    بل هو أرحم عليكم وأحنى حتى من دينكم لكم ..
                    فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ..
                    ألا نعبد إلا الله ولا نشرك بعبادة ربنا أحداً ..
                    صاح أحدهم:
                    بل نقرعك الحجة بالحجة ..
                    فإن كانت لنا الغلبة عدت إلى دين الخلاص ..
                    وإلا تركناك تتخبط فيما مسك من جنون ..
                    فتكون من الخاسرين الذين تصيبهم لعنة الرب إلهنا يسوع ..
                    قال الطبيب الشاب:
                    قبلت التحدي ..
                    ووالله إن ضلالاتكم قد سارت مسير الشمس ..
                    وبواطلها قد لاحت لعيون الجن والإنس ..
                    فوالله لا يخذلني الله أمامكم ..
                    وأنتم قوم غيّرتم فغيّر بكم ..
                    وأطعتم جهالاً من ملوككم ..
                    فخلطوا عليكم في الأدعية ..
                    فقصدتم البشر في التعظيم بما هو للخالق وحده ..
                    فكنتم في ذلك كمن أعطى القلم مدح الكاتب ..
                    على حين أن حركة القلم لا تكون بغير الكاتب ..
                    وها أنا ذا على قصور سني وإغفال المطالعة أقبل منازلتكم ..
                    فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..
                    .........
                    ودار حوار طويل جداً ..
                    لثلاثــــــــــــــــــــــــــــــــــــة أيـــــــــــــــــــام ..

                    يتبع باذن الله . . .



                    تعليق


                    • #25
                      رد: عيسى عبده ...

                      اكيد مش ديه نهاية حلقة النهاردة هتكمل صح احنا مستنين

                      اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                      تعليق


                      • #26
                        رد: عيسى عبده ...

                        اكيد مش ديه نهاية حلقة النهاردة هتكمل صح احنا مستنين
                        غدا ان شاء الله



                        تعليق


                        • #27
                          رد: عيسى عبده ...

                          الحلقه الحادية عشرة : وانطويت صفحة الماضى

                          لقد أحرجهم الطبيب جداً ..
                          حتى كانوا كل جلسة يستعينوا بقساوسة جدد ..
                          بعد أن وقعوا في حصار أسئلة لا يستطيعون الإجابة عليها ..
                          وأمام حجة لا يملكون الصمود أمامها..
                          وفي نهاية الحوار قال عبده: فماذا أقول لكم ..
                          وقد جئتم لتقولوا لي فقلتم وقلت وأضللتم وأوضحت ..
                          وكذبتم وصدقت ودعوتم علي ودعوت لكم ..
                          وأهنتم محمداً صلى الله عليه وسلم وعظمت عيسى عليه السلام ..
                          وحاولتم طعن القرآن فما استطعتم وحاولتم ستر كتبكم فانكشفتم ..
                          وأنهكتموني علّي أضل، وأنهكت نفسي علّكم تهتدون ..
                          وقد آذيتموني بأيديكم وتلطفت معكم بكلامي..
                          وهاهو اليوم الثالث ينقضي ..
                          وقد اهتزت في نفوسكم عقيدتكم وثبتت في نفسي عقيدة الإسلام ..
                          وأنا أعلم مما علمنيه ربي في القرآن أنكم لن ترضوا عني حتى أتبع ملتكم ..
                          ولكن كيف أبيع الهدى بالضلال، وأشتري الباطل بالحق ..
                          ولكنكم أهلي وعشيرتي وقد أمرني ديني الجديد ..
                          أن أصحبكم في الدنيا معروفاً فهلموا إلى دين الله لتربحوا ..
                          قال تعالى:
                          (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ))
                          أسأل الله أن يكشف ما بكم من الضلالة وأن يتلقاكم بالهداية ..
                          وصدق الله تعالى إذ يقول
                          (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء))
                          وما كان الطبيب الشاب يفرغ من تلاوة الآية ..
                          حتى أدرك الجميع أنه قد خرج من حظيرة الكنيسة إلى غير عودة ..
                          فتدافعوا يفرطون في إيذائه ..
                          ولم ينتهوا عنه إلا حين علا صوت الكاهن الكبير ..
                          وهو يعلن فيهم أن اللجنة قد أيقنت بأن عبده إبراهيم عبد الملك ابن الخواجه إبراهيم أفندي عبد الملك من أسرة كذا التابعة لكنيسة كذا قد حلت عليه اللعنة الأبدية وأنه مطرود من رحمة أبينا، يسوع المسيح مخلصنا وراعينا، وأنه ..
                          الخ من كلامهم الذي يقولونه في أمر كهذا ..

                          ما كاد الكاهن الكبير يلقي بيانه ..
                          وقد تعلقت الأنفاس من رهبة الموقف ..
                          حتى حل الهرج والمرج محل السكون والوقار ..
                          وارتفع الصخب فجأة بأخلاط من الأصوات ..
                          فهذا نحيب وهذا نواح وهؤلاء رجال أفزعهم المصير الذي ينتظر فتى كان من خيرة شبابهم ..
                          الذين كانوا يباهون بهم المسلمين ..
                          وتلك نسوة تجمع بين البكاء وبين أقبح الأصوات ..
                          وإذا بالطبيب الشاب يشهد للمرة الثانية موقفاً مزعجاً في نفس المكان ..
                          فقد كان فوجئ بقرار المحكمة قبل تمام المحاكمة ..
                          ولذلك بقي في مكانه مشدوهاً حال تلاوة البيان ..
                          وإذ بدأ الهرج والتدافع بالأيدي والمناكب ..
                          تسلل من مجلسه إلى خارج الدار ثم إلى مسكنه المتواضع ..
                          وقد تملكه شعور لم يكن يحس به من قبل ..
                          فلقد رأى لأول مرة رجال الدين الذين يتخذون من الهداية والإرشاد وسيلة لكسب المعاش
                          يتصرفون على نحو أذهله ..
                          فخالطه شعور بالعطف على عامة الناس الذين يلتمسون عندهم الرشاد ..
                          قال الطبيب لصاحبيه:
                          لقد احترمت هؤلاء الناس حين ثبتوا ودافعوا عن أمور خيل إليهم أنها صواب ..
                          وكان ذلك في أول لقاء لي معهم ..
                          ولكن حقيقة أمرهم تكشفت لي في المجلس الثاني ..
                          حين باهلتهم ثلاثة أيام طوالاً أقدم لهم الدليل تلو الدليل ..
                          وأقرعهم الحجة الهزيلة عندهم بالحجة القوية عندي ..
                          وقد كنت أظنهم بما يحملون من مناصب دينية عالية أهل حجة وأصحاب عقل ونظر ..
                          لكنني فوجئت بهم يفرون من الميدان مخافة أن ينكشف ما هم عليه من جهل وصغار ..
                          وإني لأعلم أنهم يأكلون السحت ويجعلون رزقهم أنهم يكذبون ..
                          ألا ساء ما يزرون ..
                          قال له صاحباه:
                          أو لم يكف ما لقيته من دعوتك الناس إلى الرشاد، فجئت تخطب فينا ..
                          قم الآن يا رجل إلى كتبك فأقدامك لم تثبت بعد على الطريق ..
                          وعليك أن توفر ما بقي من مراحل في الحصول على الإجازة العلمية ..
                          ومن ثم الوظيفة التي ستقيم أودك ..
                          وكان ما نصحوه به ..
                          فانقطع لدروسه بضعة أشهر كد فيها واجتهد ..
                          حتى تخرج طبيباً يمارس المهنة الإنسانية ..
                          يتبع باذن الله . . .



                          تعليق


                          • #28
                            رد: عيسى عبده ...

                            متابعين معكم باذن الله

                            اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                            تعليق


                            • #29
                              رد: عيسى عبده ...

                              جزاكم الله خيرا
                              الحمد لله الذي هدانا الي الاسلام وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
                              متابعووووون..... ان شاء الله

                              تعليق


                              • #30
                                رد: عيسى عبده ...

                                الحلقه الثانية عشرة: صفحه جديده ...

                                بدأ الطبيب الشاب عبده حياته الوظيفية عام 1905 ..
                                طبيباً لبعض السجون بمديرية الجيزة ..
                                فتهيأ له بذلك البعد عن المجتمعات من جهة ..
                                وقربه من القاهرة من جهة أخرى ..
                                كان يقضي ساعات العمل في مكتبة من مكتبات السجن ..
                                وكانت له دار ملحقة بالمبنى ذاته ..
                                وحول هذه الدار حديقة صغيرة ..
                                وعاش حياته بين السجناء متعايشاً معهم ..
                                لكنه كان في وحشة شديدة في دخيلة نفسه ..
                                وأشار إلى زميله صدقي أنه يريد أن يستقر في دار وأسرة ..
                                فإن رزقه الله بزوجة صالحة ..
                                فإن حديقة السجن ستكون في تقديره جنة نعيم ..
                                وقد ذكر لصاحبه مواصفات معينة يريدها في زوجته ..
                                أخلف صاحباه شروطه ظناً منهم أن موضوع الزواج سيستمر ..
                                عند اختيارهم لزوجة له ليست على ما اشترط ..
                                فلما رآها نفر منها جداً ..
                                وكان قد أعلن حفل الزواج بعد أيام قليلة ..
                                هذا الحدث أحدث ردة فعل شديدة جداً على أهل خطيبته ..
                                وبدأوا ينشرون إشاعات كثيرة جداً حوله انتقاماً منه ..
                                وأشاعت أسرة الخطيبة أنها قد اكتشفت أن عبده كافر متلاعب ..
                                وأن له زوجة وأولاد من دينه الأصلي ..
                                وقد اكتشفوا ذلك وغيره مما لا يجب التكلم عنه، وهم لذلك رفضوه وطردوه ..
                                تناقلت الأسر فيما بينهم هذه القصص والشائعات ..
                                وكل من يسمعها كان ينقلها بعد أن يضيف عليها كل جديد وغريب ..
                                وأنه كان أول من رأى وعاين وتأكد واكتشف بذكائه على غير ذلك مما يظن الرواة أنه يزيد الرواية غرابة وحبكة ..
                                استفحلت الأقوال وحصل لصدقي وعبده إساءة شديدة في الحي والمنطقة ..
                                وتناهت الأخبار مشبوهة إلى شيوخ الحي وأفاضل سكانه ..
                                كان من هؤلاء الشيوخ البارزين والعلماء المعروفين ..
                                الشيخ عبد الحميد مصطفى ..
                                وكان قد درس العلم في الأزهر الشريف ..
                                حتى خيف على بصره من شدة طلب العلم ..
                                فتوقف عن الدراسة بأمر الأطباء واشتغل في المقاولات ..
                                فلقي في عمله توفيقاً ..
                                وقد اشتهر في حياته الخاصة بين أهل الحي بكرمه وكرامته وصدقه في معاملته وحسن عشرته للناس وصلاته ..
                                وطبعاً وصلته الأخبار المشوهة والشائعات السيئة ..
                                فاعتبرها عبثاً صغيراً من شباب غير مسؤول ..
                                وعدها استهانة من صدقي بكرامة أسرة محافظة ..
                                تعرضت بها سمعتهم للقيل والقال ..
                                وأنه لا بد أن يعاقب هذا المستهتر هو وصاحبه على ما اقترفاه في حق الفتاة وفي حق أسرتها،
                                باختصار شديد ..
                                دبر موعد للشيخ عبد الحميد حتى يحل هذه المشكلة وينقذ سمعة البنت وأسرتها ..
                                التي أساء إليها برفض الخطبة وإلغاء الزواج ..
                                وكان كلما حاول الشيخ مقابلتهما كانا يمعنان في الهرب منه ..
                                إلى أن أحكم الحصار وتمكن الشيخ من مقابلة صدقي ..
                                فلم يبق مفر من المقابلة والحساب ..
                                وأمسك الشيخ بيد الطبيب صدقي واقتاده إلى مكان معروف جلسا فيه لتصفية الحساب ..
                                وقال له:
                                كيف سمحت لنفسك ولزوجك أن تفعلا ما فعلتما؟
                                وأنت الآن طبيب مسؤول تؤتمن على خصائص الناس؟
                                بل إنك ربما عرفت بحكم تخصصك من أسرار الناس ما لا يعرفه غيرك؟
                                أية جناية هذه يا بني؟
                                وأي خطأ ارتكبته في حق أهلك وجيرانك من أجل صداقتك لهذا الكافر المارق؟
                                صبر الطبيب الناشيء صدقي لهذا ..
                                وكان يحترم الشيخ لسنه ومكانته وصداقته لأسرته ..
                                فقال له:
                                عفواً سيدي الشيخ فهلا سمعت القصة كما وقعت؟
                                فشهدت لي بالبراءة مما أثاروه حولي وحول زوجتي وصاحبي ..
                                وحسبي عقاباً لي في وساطتي ما وقع علي من ظلم في شائعاتهم..
                                قال الشيخ عبد الحميد: أجل أسمع منك ..
                                على ألا تقول غير الحق ولا تنطق بغير الصدق ..
                                وأنا أحذرك يا صدقي من محاولة خداعي فلست بالخب ولكن الخب لا يخدعني ..
                                قال : بل أصدقك القول يا عم وكل ما أرجوه منك أن توسع لي في صدرك حتى أتم حديثي ..
                                فنحن لم نجرب منك إلا العدل ..

                                يتبع ان شاء الله . . .



                                تعليق

                                يعمل...
                                X