قال الشيخ لابنته :اسمعي يا هذه إنك هوجاء لا تعقلين ..
إنك لا تعرفين قدر هذا الرجل الذي معه تعيشين ..
فاحمدي الله أن رزقك بمثله ..
ولتحذري بعد اليوم أي إساءة له أو سوء فهم لراشد تصرفاته ..
كان هذا الموقف فاصلاً بين عهد لا يخلو من قلق وارتياب ..
وعهد جديد ساده الاطمئنان إلى حسن إسلام الطبيب وصدق إسلامه ..
وزاد الطبيب اقتراباً من الأسرة ومن كل الناس ..
واتجه إلى الخروج من عزلته التي كان قد ضربها على نفسه ..
وارتاح لها في خدمة السجون فالتحق بوزارة الصحة ..
وأنجب ولدين آخرين هما محمود وإبراهيم ..
وبقي طبيب أحد المراكز ., لأربعة أعوام ..
ثم حملت زوجته من جديد ..
فقال هو :علي أو علية ..
فكانت علية ..
التي توفي عنها أبوها وهي طفلة عمرها شهران ..
وكانت جيوش الحلفاء الكبرى تنتقل في بعض مواقع محافظة الشرقية ..
وكان قد انتشر بين الجنود وباء التيفوئيد ..
فانتقلت العدوى إليه أثناء عمله في المخيمات ..
وأحس الطبيب الشاب بدنو الأجل ..
فقد كان رحمه الله صالحاً شفاف البصيرة ..
وكأنما خاف على زوجته وأولاده مما سيلاقونه ..
لو وافته المنية بعيداً عن الأهل فحزم حقائبه وأغلق داره ..
واصحب زوجته وخادمه وأولاده
وشغل إيواناً مستقلاً بالقطار حتى لا تنتقل العدوى منه إلى غيره ...
حتى وصل إلى منزل صهره الشيخ الفاضل عبدالحميد مصطفى رحمه الله ..
لكن إخلاص صهره وسهر زوجته وصغر سن أولاده ومهارة معالجيه من الأطباء ..
لم تفلح جميعها في تأخير لحظة النهاية ..
ووافاه أجله المحتوم ..
بعد ستة أيام من مرضه ..
وكان ذلك بعد مغرب يوم الثامن عشر من يوليو سنة ألف وتسعمائة وثمان عشرة ..
بعد أن ضرب للبشر مثلاً سامياً في إصراره وشجاعته ..
وحسن إسلامه وصدق إيمانه ..
وقد منح رحمه الله للبشرية أبناء نافعين مؤمنين ..
عاش منهم حتى خلد اسمه وذكره ..
الدكتور: عيسى عبده , العالم الاقتصادي الإسلامي المعروف وأحد من غذوا بدايات الصحوة الإسلامية ..
والدكتور مهندس: محمد عبده أستاذ الهندسة المعروف بجامعات سويسرا ..
ومن بعدهما أولادهما نفع الله بهم أمة المسلمين ..
ورحم الله صاحب هذه القصة ومن أحبه وآواه ونصره ..
ومن خلف من نسله ونسل أبنائه ..
وآخر دعوانا أن احمد لله رب العالمين ..
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : كنت تحت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فقال قولاً حسناً، فقال فيما قال: (من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين، وله مثل الذي لنا وعليه مثل الذي علينا، ومن أسلم من المشركين فله أجره وله مثل الذي لنا وعليه مثل الذي علينا) سنده حسن
تمت بحمد الله
تم نقل القصه كامله من على موقع: طريق السلف
لمن يريد أن يستمع الى القصه كامله يقصها فضيلة الشيخ محمد اسماعيل المقدم:
والله إن العبرة ليست بطول الأجل ولكن بحسن العمل
اللهم اجعلنا من المؤمنين الصادقين المحسنين وارزقنا حسن الخاتمة
وجزاك ربى خيرا على هذا النقل النافع بإذن الله
تعليق