رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "سورة الانشقاق"
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴿٧﴾ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴿٨﴾ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴿٩﴾ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴿١٠﴾ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴿١١﴾ وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا ﴿١٢﴾ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴿١٣﴾ إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ ﴿١٤﴾ بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴿١٥﴾ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴿١٨﴾ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿١٩﴾ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قُرئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣﴾ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ* مَمْنُونٍ ﴿٢٥﴾
التفسير
" كتابه " : الصحيفة التي يُكتب فيها عمل العبد : حسناته وسيئاته .
" فأما من أوتي كتابه بيمينه " أي : فأما من أُعطي كتاب أعماله بيمينه ، وهذه علامة السعادة .
" فسوف يُحاسب حسابًا يسيرًا " أي : فسوف يكون حسابه سهلًا هينًا يُجازي على حسناته ، ويُتجاوز عن سيئاته ، وهذا هو العرض .
" ينقلب " : يرجع .
" وينقلب إلى أهله مسرورًا " أي : ويرجع إلى أهله في الجنة مبتهجًا مسرورًا بما أعطاه الله من الفضل والكرامة .
" وأما من أُوتي كتابه وراء ظهره " أي : وأما من أُعطي كتاب أعماله بشماله من وراء ظهره ، وهذه علامة الشقاوة .
" ثبورًا " : الثبور : الهلاك .
" فسوف يدعو ثبورًا " أي : يصيح بالويل والثبور ، ويتمنى الهلاك والموت .
" سعيرًا " : نار حامية شديدة .
" ويصلى سعيرًا " أي : ويدخل نارًا مستعرة ، يقاسي عذابها وحرها .
" إنه كان في أهله مسرورًا " أي : لأنه كان في الدنيا مسرورًا مع أهله بالمعاصي ، غافلًا لاهيًا ، لا يفكر في العواقب ، ولا تخطر بباله الآخرة .
" يحور " : يرجع .
" إنه ظن أن لن يحور " أي : إنه ظن أنه لن يرجع إلى ربه ، ولن يحييه الله بعد موته للحساب والجزاء ؛ فلذلك كفر وفجر .
" بصيرًا " : رقيبًا .
" بلى إن ربه كان به بصيرًا " أي : بلى ، سيعيده الله بعد موته ، ويجازيه على أعماله كلها خيرها وشرها ؛ فإنه تعالى مطلع على العباد ، لا تخفى عليه خافية من شؤونهم .
" الشفق " : حُمرة الأفق بعد الغروب .
" فلا أقسم بالشفق " أي : فأقسم قسمًا مؤكدًا بحمرة الأفق بعد غروب الشمس .
" وسق " : ضم وجمع .
" والليل وما وسق " أي : وأقسم بالليل وما جمع وضم إليه ، وما لف في ظلمته .
" اتسق " : تكامل وتم نوره .
" والقمر إذا اتسق " أي : وأقسم بالقمر إذا تكامل ضوؤه ونوره ، وصار بدرًا ساطعًا مضيئًا .
" لتركبن " : لتُلاقُنَّ .
" طبقًا " : أحوالًا بعد أحوال .
" لتركبن طبقًا عن طبق " أي : هذا جواب القسم أي : لتُلاقُنَّ - يا معشر الناس - أطوارًا متعددة وأحوالًا متباينة .
" فما لهم لا يؤمنون " أي : فما لهؤلاء المشركين لا يؤمنون بالله ، ولا يصدقون بالبعث بعد الموت ، بعد وضوح الدلائل على وقوعه ؟!
" وإذا قُرئ عليهم القرآن لا يسجدون " أي : وإذا سمعوا آيات القرآن ، لم يخضعوا ولم يسجدوا للرحمن .
" بل الذين كفروا يكذبون " أي : بل طبيعة هؤلاء الكفار التكذيب والعناد والجحود ؛ ولذلك لا يخضعون عند تلاوته .
" يوعون " : يُضْمرون ، ويجمعون ، ويخفون ، وينوون .
" والله أعلم بما يوعون " أي : والله أعلم بما يجمعون في صدورهم من الكفر ، وما يخفونه من التكذيب .
" فبشرهم بعذاب أليم " أي : فبشرهم على كفرهم وضلالهم بعذاب مؤلم وموجع .
" إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " أي : لكنْ الذين صدقوا الله ورسوله ، وجمعوا بين الإيمان وصالح الأعمال .
" ممنون " : مقطوع .
" لهم أجر غير ممنون " أي : لهم ثواب في الآخرة غير منقوص ولا مقطوع ، بل هو دائم مستمر .
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴿٧﴾ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴿٨﴾ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴿٩﴾ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴿١٠﴾ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴿١١﴾ وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا ﴿١٢﴾ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴿١٣﴾ إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ ﴿١٤﴾ بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴿١٥﴾ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴿١٨﴾ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿١٩﴾ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قُرئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣﴾ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ* مَمْنُونٍ ﴿٢٥﴾
التفسير
" كتابه " : الصحيفة التي يُكتب فيها عمل العبد : حسناته وسيئاته .
" فأما من أوتي كتابه بيمينه " أي : فأما من أُعطي كتاب أعماله بيمينه ، وهذه علامة السعادة .
" فسوف يُحاسب حسابًا يسيرًا " أي : فسوف يكون حسابه سهلًا هينًا يُجازي على حسناته ، ويُتجاوز عن سيئاته ، وهذا هو العرض .
" ينقلب " : يرجع .
" وينقلب إلى أهله مسرورًا " أي : ويرجع إلى أهله في الجنة مبتهجًا مسرورًا بما أعطاه الله من الفضل والكرامة .
" وأما من أُوتي كتابه وراء ظهره " أي : وأما من أُعطي كتاب أعماله بشماله من وراء ظهره ، وهذه علامة الشقاوة .
" ثبورًا " : الثبور : الهلاك .
" فسوف يدعو ثبورًا " أي : يصيح بالويل والثبور ، ويتمنى الهلاك والموت .
" سعيرًا " : نار حامية شديدة .
" ويصلى سعيرًا " أي : ويدخل نارًا مستعرة ، يقاسي عذابها وحرها .
" إنه كان في أهله مسرورًا " أي : لأنه كان في الدنيا مسرورًا مع أهله بالمعاصي ، غافلًا لاهيًا ، لا يفكر في العواقب ، ولا تخطر بباله الآخرة .
" يحور " : يرجع .
" إنه ظن أن لن يحور " أي : إنه ظن أنه لن يرجع إلى ربه ، ولن يحييه الله بعد موته للحساب والجزاء ؛ فلذلك كفر وفجر .
" بصيرًا " : رقيبًا .
" بلى إن ربه كان به بصيرًا " أي : بلى ، سيعيده الله بعد موته ، ويجازيه على أعماله كلها خيرها وشرها ؛ فإنه تعالى مطلع على العباد ، لا تخفى عليه خافية من شؤونهم .
" الشفق " : حُمرة الأفق بعد الغروب .
" فلا أقسم بالشفق " أي : فأقسم قسمًا مؤكدًا بحمرة الأفق بعد غروب الشمس .
" وسق " : ضم وجمع .
" والليل وما وسق " أي : وأقسم بالليل وما جمع وضم إليه ، وما لف في ظلمته .
" اتسق " : تكامل وتم نوره .
" والقمر إذا اتسق " أي : وأقسم بالقمر إذا تكامل ضوؤه ونوره ، وصار بدرًا ساطعًا مضيئًا .
" لتركبن " : لتُلاقُنَّ .
" طبقًا " : أحوالًا بعد أحوال .
" لتركبن طبقًا عن طبق " أي : هذا جواب القسم أي : لتُلاقُنَّ - يا معشر الناس - أطوارًا متعددة وأحوالًا متباينة .
" فما لهم لا يؤمنون " أي : فما لهؤلاء المشركين لا يؤمنون بالله ، ولا يصدقون بالبعث بعد الموت ، بعد وضوح الدلائل على وقوعه ؟!
" وإذا قُرئ عليهم القرآن لا يسجدون " أي : وإذا سمعوا آيات القرآن ، لم يخضعوا ولم يسجدوا للرحمن .
" بل الذين كفروا يكذبون " أي : بل طبيعة هؤلاء الكفار التكذيب والعناد والجحود ؛ ولذلك لا يخضعون عند تلاوته .
" يوعون " : يُضْمرون ، ويجمعون ، ويخفون ، وينوون .
" والله أعلم بما يوعون " أي : والله أعلم بما يجمعون في صدورهم من الكفر ، وما يخفونه من التكذيب .
" فبشرهم بعذاب أليم " أي : فبشرهم على كفرهم وضلالهم بعذاب مؤلم وموجع .
" إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " أي : لكنْ الذين صدقوا الله ورسوله ، وجمعوا بين الإيمان وصالح الأعمال .
" ممنون " : مقطوع .
" لهم أجر غير ممنون " أي : لهم ثواب في الآخرة غير منقوص ولا مقطوع ، بل هو دائم مستمر .
تعليق