إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "سورة الانشقاق"







    فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ﴿٧﴾ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴿٨﴾ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴿٩﴾ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴿١٠﴾ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ﴿١١﴾ وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا ﴿١٢﴾ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴿١٣﴾ إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ ﴿١٤﴾ بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ﴿١٥﴾ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴿١٨﴾ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿١٩﴾ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قُرئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣﴾ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ* مَمْنُونٍ ﴿٢٥﴾

    التفسير


    " كتابه " : الصحيفة التي يُكتب فيها عمل العبد : حسناته وسيئاته .
    " فأما من أوتي كتابه بيمينه " أي : فأما من أُعطي كتاب أعماله بيمينه ، وهذه علامة السعادة .
    " فسوف يُحاسب حسابًا يسيرًا " أي : فسوف يكون حسابه سهلًا هينًا يُجازي على حسناته ، ويُتجاوز عن سيئاته ، وهذا هو العرض .
    " ينقلب " : يرجع .
    " وينقلب إلى أهله مسرورًا " أي : ويرجع إلى أهله في الجنة مبتهجًا مسرورًا بما أعطاه الله من الفضل والكرامة .
    " وأما من أُوتي كتابه وراء ظهره " أي : وأما من أُعطي كتاب أعماله بشماله من وراء ظهره ، وهذه علامة الشقاوة .
    " ثبورًا " : الثبور : الهلاك .
    " فسوف يدعو ثبورًا " أي : يصيح بالويل والثبور ، ويتمنى الهلاك والموت .
    " سعيرًا " : نار حامية شديدة .
    " ويصلى سعيرًا " أي : ويدخل نارًا مستعرة ، يقاسي عذابها وحرها .
    " إنه كان في أهله مسرورًا " أي : لأنه كان في الدنيا مسرورًا مع أهله بالمعاصي ، غافلًا لاهيًا ، لا يفكر في العواقب ، ولا تخطر بباله الآخرة .
    " يحور " : يرجع .
    " إنه ظن أن لن يحور " أي : إنه ظن أنه لن يرجع إلى ربه ، ولن يحييه الله بعد موته للحساب والجزاء ؛ فلذلك كفر وفجر .
    " بصيرًا " : رقيبًا .
    " بلى إن ربه كان به بصيرًا " أي : بلى ، سيعيده الله بعد موته ، ويجازيه على أعماله كلها خيرها وشرها ؛ فإنه تعالى مطلع على العباد ، لا تخفى عليه خافية من شؤونهم .
    " الشفق " : حُمرة الأفق بعد الغروب .
    " فلا أقسم بالشفق " أي : فأقسم قسمًا مؤكدًا بحمرة الأفق بعد غروب الشمس .
    " وسق " : ضم وجمع .
    " والليل وما وسق " أي : وأقسم بالليل وما جمع وضم إليه ، وما لف في ظلمته .
    " اتسق " : تكامل وتم نوره .
    " والقمر إذا اتسق " أي : وأقسم بالقمر إذا تكامل ضوؤه ونوره ، وصار بدرًا ساطعًا مضيئًا .
    " لتركبن " : لتُلاقُنَّ .
    " طبقًا " : أحوالًا بعد أحوال .
    " لتركبن طبقًا عن طبق " أي : هذا جواب القسم أي : لتُلاقُنَّ - يا معشر الناس - أطوارًا متعددة وأحوالًا متباينة .
    " فما لهم لا يؤمنون " أي : فما لهؤلاء المشركين لا يؤمنون بالله ، ولا يصدقون بالبعث بعد الموت ، بعد وضوح الدلائل على وقوعه ؟!
    " وإذا قُرئ عليهم القرآن لا يسجدون " أي : وإذا سمعوا آيات القرآن ، لم يخضعوا ولم يسجدوا للرحمن .
    " بل الذين كفروا يكذبون " أي : بل طبيعة هؤلاء الكفار التكذيب والعناد والجحود ؛ ولذلك لا يخضعون عند تلاوته .
    " يوعون " : يُضْمرون ، ويجمعون ، ويخفون ، وينوون .
    " والله أعلم بما يوعون " أي : والله أعلم بما يجمعون في صدورهم من الكفر ، وما يخفونه من التكذيب .
    " فبشرهم بعذاب أليم " أي : فبشرهم على كفرهم وضلالهم بعذاب مؤلم وموجع .
    " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " أي : لكنْ الذين صدقوا الله ورسوله ، وجمعوا بين الإيمان وصالح الأعمال .
    " ممنون " : مقطوع .
    " لهم أجر غير ممنون " أي : لهم ثواب في الآخرة غير منقوص ولا مقطوع ، بل هو دائم مستمر .

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 10-10-2014, 05:41 AM.

    تعليق


    • #47
      رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "الفهرس"

      المشاركة الأصلية بواسطة يكفينى أنى مسلمة مشاهدة المشاركة
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيراً ونفع بكم.


      وجزاكم بالمثل

      تعليق


      • #48
        رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "الفهرس"

        جزاك الله خيرا واتمنى ان تضع تفسير سورة الفجر

        تعليق


        • #49
          رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "سورة الانشقاق"

          جزاكم الله خيراً
          â—ڈâ—ڈâ—ڈâ—ڈâ—ڈ
          أســـــألــكم الدعـــــــــاء
          لأبي بالشفاء العاجل ولعمي وزوجة خالي بالرحمة والمغفرة

          تعليق


          • #50
            رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "الفهرس"

            جزاكم الله خيرًا
            قريبًا جدًا بإذن الله سيتم إكمال السلسلة بعد هذا الغياب
            لا تنسونا من صالح دعائكم بظهر الغيب

            تعليق


            • #51
              راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "سورة البروج"




              تفسير سورة البروج













              بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ



              وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴿١﴾ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ﴿٢﴾ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴿٣﴾ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴿٤﴾ النَّار ذَاتِ الْوَقُودِ ﴿٥﴾ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴿٦﴾ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴿٧﴾ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٨﴾ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴿١٠﴾


              " البروج " : المنازل المعروفة للكواكب .
              " والسماء ذات البروج " أي : أقسم بالسماء البديعة ذات المنازل الرفيعة ، التي تنزلها الكواكب أثناء سيرها .
              " واليوم الموعود " : وأقسم باليوم الموعود وهو يوم القيامة ، الذي وعد الله به الخلائق .
              " وشاهد ومشهود " :
              " الأخدود " : الشق العظيم المستطيل في الأرض كالخندق .
              " قُتل أصحاب الأخدود " : هذا هو جواب القسم ، أي قاتل الله ولعن أصحاب الأخدود ، الذين شقوا الأرض طولًا ، وجعلوها كالخنادق ، وأضربوا فيها النار ؛ ليحرقوا بها المؤمنين .
              " النار ذات الوقود " أي : النار العظيمة المتأججة ، ذات الحطب واللهب ، التي أضرمها الكفار في تلك الأخاديد لإحراق المؤمنين .
              " قعود " : جالسين حولها .
              " إذ هم عليها قعود " أي : حين هم جلوس حول النار يشاهدون تعذيب المؤمنين .
              " شهود " : يشاهدون .
              " وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود " : ويشهدون ذلك الفعل الشنيع ، يتشفون بإحراق المؤمنين فيها .
              " نقموا " : أنكروا عليهم .
              " العزيز " : غالبًا قادرًا يخشى عقابه .
              " الحميد " : المحمود بإحسانه إلى خلقه ، المستحق لكل الحمد .
              " وما نقموا منهم إلا أن آمنوا بالله العزيز الحميد " أي : وما كان للمؤمنين ذنب ولا انتقم الكفار منهم ؛ إلا لأن المؤمنين آمنوا بالله العزيز الحميد وحده ،ولم يشركوا في عبادته أحدًا ، ولم يخافوا من أحد غيره .
              " الذي له ملك السماوات والأرض " أي : وكل من فيهما يحق عليه عبادته والخشوع له .
              " والله على كل شيء شهيد " أي : هو تعالى مطلع على أعمال عباده ، لا تخفى عليه خافية من شؤونهم ، وفيه وعد للمؤمنين ، يعني أن الله يراكم وسوف يدخلكم الجنة ، ووعيد للمجرمين أي أن الله يراكم ، وسيعاقبكم عليه بالنار في الآخرة .
              أي : والله على فعل هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود بالمؤمنين الذين فتنوهم شاهد وعلى غير ذلك من أفعالهم وأفعال جميع خلقه ، وهو مجازيهم جزاءهم .
              " فتنوا " : حاولوا ردهم عن دينهم .
              " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات " أي : عذبوا وأحرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار ؛ ليفتنوهم عن دينهم .
              " ثم لم يتوبوا " أي : ثم لم يرجعوا عن كفرهم وطغيانهم ، ويتوبوا إلى ربهم .
              " فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " أي : فلهم عذاب جهنم المخزي بكفرهم ، ولهم العذاب المحرق بإحراقهم المؤمنين .

              التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 10-10-2014, 04:16 AM.

              تعليق


              • #52
                رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "سورة البروج"






                إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴿١١﴾ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴿١٣﴾ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴿١٤﴾ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴿١٥﴾ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٦﴾


                " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات " أي : الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح .
                " لهم جنات تجري من تحتها الأنهار " أي : لهم البساتين والحدائق الزاهرة ، التي تجري من تحت قصورها أنهار الجنة .
                " ذلك الفوز الكبير " أي : ذلك الفوز برضى ربهم ، الذي لا سعادة ولا فوز بعده ، شيء كبير وعظيم .
                " بطش " : أخذه ، وانتقامه .
                " إن بطش ربك لشديد " أي : إن انتقام الله وأخذه الجبابرةَ والظلمةَ ، بالغ الغاية في الشدة .
                " إنه هو يبدئ ويعيد " أي : هو - جل وعلا - الخالق القادر ، الذي يبدأ الخلق من العدم ، ثم يعيدهم أحياء بعد الموت .
                " وهو الغفور الودود " أي : وهو الساتر لذنوب عباده المؤمنين ، اللطيف المحسن إلى أوليائه ، المحب لهم .
                " ذو العرش " أي : صاحب العرش العظيم .
                " المجيد " أي : هو تعالى المجيد ، العالي على جميع الخلائق ، المتصف بجميع صفات الجلال والكمال .
                " فعال لما يريد " أي : يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد .


                التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 10-10-2014, 04:17 AM.

                تعليق


                • #53
                  رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "سورة البروج"



                  هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ﴿١٧﴾فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ﴿١٨﴾بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ﴿١٩﴾وَاللَّـهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ ﴿٢٠﴾بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١﴾فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢﴾



                  " هل أتاك حديث الجنود " أي : هل بلغك خبر الجموع الكافرة ، الذين تجندوا لحرب الرسل والأنبياء ، هل بلغك ما أحل الله بهم من البأس ، وما أنزل عليهم من النقمة والعذاب ؟
                  " فرعون وثمود " أي : هم فرعون وثمود ، أولوا البأس والشدة .
                  " بل الذين كفروا في تكذيب " أي : لا يزالون مستمرين على التكذيب والعناد لا تنفع فيهم الآيات ، ولا تجدي معهم العظات .
                  " محيط " : أحاط بهم علمًا وقدرة وقهرًا .
                  " والله من ورائهم محيط " أي : والله تعالى قادر عليهم لا يفلتون منه .
                  " بل هو قرآن مجيد " أي : بل هذا الذي كذبوا به ، كتاب عظيم شريف ، كثير الخير والعلم .
                  " لوح محفوظ " : اللوح الذي أثبت الله فيه كل شيء .
                  " في لوح محفوظ " أي : هو في اللوح المحفوظ الذي في السماء ، محفوظ من الزيادة والنقص ، والتحريف والتبديل .

                  التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 10-10-2014, 04:17 AM.

                  تعليق


                  • #54
                    راجعلك يا رب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ " سورة الطارق "



                    تفسير سورة الطارق










                    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ


                    وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿٢﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿٣﴾ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴿٤﴾ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴿٥﴾ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ﴿٦﴾ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴿٧﴾ إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴿٨﴾ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ﴿٩﴾ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴿١٠﴾ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴿١١﴾ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴿١٣﴾ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ﴿١٤﴾ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ﴿١٥﴾ وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴿١٦﴾ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴿١٧﴾

                    التفسير

                    " الطارق " : نجم يظهر بالليل ، ويختفي بالنهار .
                    " والسماء والطارق " أي : أقسم بالسماء وبالكواكب النيرة ، التي تظهر ليلًا وتختفي نهارًا .
                    " وما أدراك ما الطارق " أي : وما الذي أعلمك حقيقة هذا النجم ؟
                    " الثاقب " : يتوقد ضياؤه ويتوهج .
                    " النجم الثاقب " أي : النجم المضيء الذي يثقب الظلام بضيائه .
                    " حافظ " : كاتب من الملائكة .
                    " إن كل نفس لما عليها حافظ " أي : هذا جواب القسم أي ما من نفس إلا عليها حافظ من الملائكة ، يحفظ عملها ، ويحصي عليها ما تكسب من خير وشر .
                    " لينظر " : يتأمل ويعتبر .
                    " فلينظر الإنسان مما خلق " أي : فلينظر الإنسان في أول نشأته نظرة تفكر واعتبار .
                    " دافق " : متدفق ، مندفع بشدة .
                    " خلق من ماء دافق " أي : خلق من المني المتدفق ، الذي ينصب بقوة وبشدة .
                    " الصلب " : الظهر .
                    " الترائب " : موضع القلادة من صدر المرأة .
                    " يخرج من بين الصلب والترائب " أي : يخرج هذا الماء من بين الصلب في الرجل وعظام الصدر في المرأة .
                    " رجعه " : بعثه .
                    " إنه على رجعه لقادر " أي : إن الله تعالى الذي خلق الإنسان ابتداءً ، قادرٌ على إعادته بعد موته .
                    " تُبلى " : تُختبر ، وتُكشف .
                    " السرائر " : ما خفي في القلب من أسرار .
                    " يوم تُبلى السرائر " أي : يوم تُمتحن القلوب وتختبر ، ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر .
                    " قوة " : شدة وبأس .
                    " ناصر " : من ينصره ويدافع عنه .
                    " فما له من قوة ولا ناصر " أي : فليس للإنسان في ذلك الوقت قوة ؛ فيدفع عن نفسه العذاب ، ولا ناصر غيره ، ينصره ويجيره ويدفع عنه .
                    " الرجع " : المطر .
                    " والسماء ذات الرجع " أي : أقسم بالسماء ذات المطر ، الذي يرجع على العباد حينًا بعد حين .
                    " الصدع " : تنشق عن النبات .
                    " والأرض ذات الصدع " أي : وأقسم بالأرض التي تتصدع وتنشق ، فيخرج منها النبات ، والأشجار ، والأزهار .
                    " فصل " : فاصل بين الحق والباطل .
                    " إنه لقول فصل " أي : إن هذا القرآن قول فاصل بين الحق والباطل ، قد بلغ الغاية في بيانه وتشريعه وإعجازه .
                    " الهزل " : المزاح ، أو اللغو .
                    " وما هو بالهزل " أي : ليس فيه شيء من اللهو ، والباطل ، والعبث ، بل هو جد كله ؛ لأنه كلام أحكم الحاكمين .
                    " يكيدون " : يدبرون ، ويمكرون .
                    " إنهم يكيدون كيدًا " أي : إن هؤلاء المشركين يسعون بالشر لإطفاء نور الله ، وإبطال شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - .
                    " وأكيد " : أستدرجهم ، وأمهلهم .
                    " وأكيد كيدًا " أي : وأجازيهم على كيدهم بالإمهال ثم النكال ، حيث آخذهم أخذ عزيز مقتدر .
                    " أمهلهم " : أعطهم مهلة ، ولا تستعجل .
                    " رويدًا " : قليلًا .
                    " فمهل الكافرين أمهلهم رويدًا " أي : لا تستعجل في هلاكهم والانتقام منهم ، وأمهلهم قليلًا ؛ فسوف ترى ما أصنع بهم .

                    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 10-10-2014, 01:24 AM.

                    تعليق


                    • #55
                      رد: راجعلك يا رب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ " سورة الطارق "

                      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                      أسال ان يرزقنا تدبر القرآن



                      تعليق


                      • #56
                        راجعلك يا رب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ " سورة الأعلى "




                        تفسير سورة الأعلى















                        بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ


                        سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴿١﴾ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ ﴿٢﴾ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ ﴿٣﴾ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ ﴿٤﴾ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ ﴿٥﴾ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ ﴿٦﴾ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۚ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ ﴿٧﴾ وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ ﴿٨﴾ فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ ﴿٩﴾ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ ﴿١٠﴾ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴿١١﴾ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ﴿١٢﴾ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿١٣﴾

                        التفسير

                        " سبح " : التسبيح تنزيه الله عن صفات النقص .
                        " الأعلى " : الأعظم .
                        " سبح اسم ربك الأعلى " أي : عظِّم ربك الأعلى ، لا رب أعلى منه ولا أعظم .
                        " سوَّى " : عدل .
                        " الذي خلق فسوى " أي : خلق المخلوقات جميعها ، فأتقن خلقها ، وأبدع صنعها ، في أجمل الأشكال ، وأحسن الهيئات .
                        " والذي قدر فهدى " أي : قدر في كل شيء خواصه ومزاياه ، وهدى الناس لوجه الانتفاع بما أودعه فيها .
                        " المرعى " : النباتات التي ترعى فيها البهائم .
                        " والذي أخرج المرعى " أي : أنبت ما ترعاه الدواب ، من الحشائش والأعشاب .
                        "غثاء " : يابسًا هشيمًا .
                        " أحوى " : أسود .
                        " فجعله غثاءً أحوى " أي : فصيَّر نبات المرعى بعد الخضرة أسود باليًا ، بعد أن كان ناضرًا زاهيًا .
                        " سنقرئك فلا تنسى " أي : سنقرئك - يا محمد - هذا القرآن العظيم ، فتحفظه في صدرك ، ولا تنساه .
                        " إلا ما شاء الله " أي : إلا إذا أراد الله سبحانه وتعالى غير ذلك .
                        - في هذه الآيات بشرى للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، بأن الله سيحفظ القرآن في قلبه فلا ينساه ؛ ليطمئن بذلك .
                        " الجهر " : العلانية .
                        " ما يخفى " : السر .
                        " إنه يعلم الجهر وما يخفى " أي : هو تعالى عالم بما يجهر به العباد ، وما يخفونه من الأقوال والأفعال .
                        " نيسرك " : نوفقك .
                        " يسرى " : السهل من الأمور .
                        " ونيسرك لليسرى " أي : نيسر لك كل أمر عسير ، في أمور دنياك ، وفي أمور الدين والشريعة السمحة .
                        " فذكر إن نفعت الذكرى " أي : فذكر بهذا القرآن حيث تنفع الموعظة والتذكرة .
                        " يخشى " : يخاف الله .
                        " سيذكر من يخشى " أي : سينتفع بهذه الذكرى ، والموعظة من يخاف الله تعالى .
                        " يتجنبها " : لا ينتفع بها .
                        " ويتجنبها الأشقى " أي : ويرفضها ، ويبتعد عن قبول الموعظة الكافر المبالغ في الشقاوة .
                        " يصْلَى " : يدخل ، ويعاني .
                        " الكبرى " : العظيمة .
                        " الذي يصلى النار الكبرى " أي : الذي يدخل نار جهنم المستعرة ، الشديدة الاتهاب .
                        " ثم لا يموت فيها ولا يحيا " أي : أي لا يموت فيستريح ، ولا يحيا الحياة الطيبة الكريمة ، بل هو دائم في العذاب والشقاء .

                        التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 10-10-2014, 01:11 AM.

                        تعليق


                        • #57
                          رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "الفهرس"

                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          ماشاء الله ولا قوة إلا بالله
                          بارك الله في جهودكم وجعله الله في موازين حسناتكم




                          تعليق


                          • #58
                            رد: راجعلك يا رب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ " سورة الأعلى "

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            جزاكم الله خيراً




                            تعليق


                            • #59
                              رد: راجعلك يا رب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ " سورة الطارق "

                              جزاك الله خيرا
                              على أبوابكم عبد ذليل ... كثير الشوق ناصره قليل
                              له أسف على ماكان منه ... وحزن من معاصيه طويل
                              يمد إليكم كف افتقار ... ودمع العين منهمل يسيل
                              يرى الأحباب قد وردوا جميعا ... وليس له إلى ورد سبيل
                              أكون نزيلكم ويضام قلبي ... وحاشا أن يضام لكم نزيل
                              فإن يرضيكم طردي وبعدي ... فصبري في محبتكم جميل

                              تعليق


                              • #60
                                رد: راجعلك يارب مهما كان الذنب .. تفسير جزء عمَّ "سورة التكوير"

                                جزاكم الله خيرا
                                اللهم اجعل القرأن العظيم ربيع قلوبنا
                                ونور صدورنا
                                وجلاء حزننا وذهاب همنا وغمنا
                                اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همى

                                تعليق

                                يعمل...
                                X