إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

    جزاك الله خيرا

    تعليق


    • #47
      رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

      شكر الله لكم ونفع بكم
      عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
      أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
      فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
      وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
      ***
      عن الحب نتحدث

      تعليق


      • #48
        رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

        نصائح تربوية عامة



        نختم هذا الحديث بنصائح تربوية عامة للآباء تفيد في قضية تشاجر الأشقاء وأيضاً في غيرها إنه من الخطأ أن يتوقع الآباء أن يتصرف الأبناء بعقلية الآباء،

        فعقلية الآباء هي خلاصة خبراتهم وتجاربهم لسنوات طويلة،
        وإن نفسية الأطفال تختلف عن نفسية الكبار،

        ولذلك يجب على الآباء مراعاة ما يلي: -
        أن تحافظ الأم على هدوئها بقدر الإمكان أثناء ثورة الغضب التي يجتازها ابنها،
        وأن تشعره بأنها تعلم أنه غاضب،
        وأن من حقه أن يغضب،
        ولكن من الخطأ أن يعبر عن الغضب بهذا الأسلوب،

        وأنه يجب أن يعدل سلوكه ويصبح كالآخرين، أي:
        يغضب ولكن دون أن ينفعل وينفجر بالبكاء ويلجأ إلى الرفس والضرب،
        كما عليها أن تؤكد له دائماً أن ما فعله لن يؤثر على علاقتها به،
        وأنه لا يزال ابنها المحبوب لتعلمه التسامح.
        - أن يكون الآباء قدوة حسنة للأطفال،
        فيقلعون عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه الأمور أمام الأبناء،
        ويعملون جهدهم لضبط النفس قدر الإمكان حتى لا يقلدهم الأطفال،
        بل ينبغي عليهم استعمال الأساليب التي تلتزم جانب الهدوء والصبر والفهم في مواجهة الأمور وحلها حلاً معقولاً بالطرق السلمية،
        حتى يتعلم الأطفال مواجهة الحياة بأسلوب مرن حكيم غير انفعالي.

        - على الآباء أن لا يذيقوا الطفل حلاوة الانتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر الطفل باكياً من أجلها وغضب، ذلك لأن ذلك يشجعه على أن تصبح هذه طريقته،
        أو وسيلته المفضلة في الحصول على ما يريد.

        - يجب أن يكون الآباء حذرين للغاية من ربط بين مصلحة نفعية يكسب منها الطفل امتيازاً عن طريق لجوئه إلى حدة الطبع والغضب السريع، فلا مكافأة إلا عندما يظهر سلوكاً وخلقا هادئاً وطبعاً رقيقاً.

        - عدم التدخل المبالغ فيه في حياة الأبناء، وإن من الواجب اهتمام الآباء بهم ورعايتهم الرعاية اللازمة، بشرط عدم التدخل المبالغ فيه في شئونهم الخاصة، فعلى الآباء عدم التدخل المبالغ فيه في حياة الأبناء، كأن يرسموا لهم كيف ينفقون مصروف اليد وينتقوا لهم لون ملابسهم.

        - إن تدخل الآباء يجب أن يكون تدخلاً مرناً بأسلوب التوجيه وليس بأسلوب الأمر الذي لابد أن يطاع، إن الطاعة العمياء بمجرد الطاعة تخلق من الطفل فرداً لا شخصية له، وعلى هذا الأساس يجب على الآباء الإقلال كلما أمكن من التدخل في أعمال الأطفال وحركاتهم،
        حتى لا يشعروا بكابوس الكبار، ويثوروا غضباً، أو يلجئوا إلى العناد،
        وحتى لا يلجئوا إلى استعمال نفس أساليب الآباء مع إخوتهم وأقرانهم من الأطفال فيتشاجرون،
        ولكن ليس معنى ذلك أبداً أن نترك الحبل على الغارب،
        خاصة فيما يتعلق بصحة الطفل أو المحافظة على حياته.

        - أيضاً مساعدة الطفل قدر الإمكان في تحقيق رغباته المشروعة، والتنفيس عن مشاريعه المكبوته بمنجزات ابتكارية، وذلك بتحويل نشاط الطفل إلى بعض الهوايات، أو الأشغال اليدوية، أو التلوين، أو اللعب بالطين والصلصال والنجارة وغيرها، واللعب مع رفاق من سنه.

        إن الطفل الغضوب
        هو في الواقع طفل عذبه الشعور بالإحباط والكبت، ومثل هذه الأنشطة تجعله ينفس عن هذا الإحباط،
        وإن كان قليل من الشعور بالإحباط مفيداً لبناء الشخصية السوية،
        وكثير منه يؤدي إلى المرض النفسي،
        لذلك كلما أمكننا مساعدة الطفل على اكتساب الخبرات دون إحباطه كلما أمكنه مواجهة مشاكل الحياة بأسلوب سوي.

        - وكذلك عدم التوبيخ،
        خصوصاً أمام طفل آخر،
        أو أمام الضيوف،
        بل لا تجوز مناقشة الطفل أو مشاكله مع غيره على مسمع منه،
        كما لا يجوز استعمال النقد أو العنف أو الشدة كوسيلة لإرغام الطفل على طاعتنا.

        - أيضاً لا يجوز أن نعبث بممتلكات الطفل أو نسمح لغيره من الأطفال بذلك،
        كما لا يجوز أن نحرمه منها لمجرد غضبنا منه لسبب ما،
        وفي الوقت نفسه لا نظهر أمامه الضعف أو التراخي أو الإهمال أو الشدة من أحد الأبوين والليونة أو التدليل من الآخر،
        فكلما كانت سياستنا مع الأطفال ثابتة ومرنة وبدون قلق كلما منعنا نوبات الغضب والعناد والتشاجر عند الأطفال.

        - يجب أن يسود الأسرة روح التعاون والود والتسامح،
        فكلما شعر الطفل بالاستقرار والهدوء النفسي، وكلما وجه نشاطه وطاقته وحيويته وجهة اجتماعية تساعده على تعلم أساليب الأخذ والعطاء وتجعله ينمو نمواً سوياً،
        كلما كف عن أساليب الطفولة الأولى التي تتميز بالغضب والعناد والتشاجر أحياناً،
        وعند تشاجر الأطفال من سن متقاربة يحسن
        -ما أمكن-
        تركهم ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم،
        وإذا كانت هناك ضرورة لتدخل من الكبار فيجب أن تكون للتوجيه والصلح الهادئ دون تحيز لطفل.

        - في الواقع أن الدراسات العلمية أثبت أن كثيراً من حالات الغضب والعناد وكثرة التشاجر عند الأطفال مرجعها في الغالب الآباء أنفسهم،
        أي أن الآباء كثيراً ما يكونون مصدر هذه المشاكل بسلوكهم الذي يتسم بالحزم المبالغ فيه، والسيطرة الكاملة على الطفل،
        ورغبتهم في طاعة أوامرهم طاعة عمياء، وبثورة الآباء وشجارهم في المنزل لأتفه الأسباب.

        مثل هؤلاء الآباء يجب أن يدركوا أنه من الواجب إصلاح أنفسهم حتى يمكن إصلاح أبنائهم وعلاجهم من مشاكلهم النفسية أو السلوكية كالغضب والعناد والتشاجر،
        بعبارة أخرى:
        ينبغي الاهتمام بتربية الآباء قبل الاهتمام بتربية الأبناء.
        أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك -اللهم- ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. ......


        عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
        أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
        فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
        وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
        ***
        عن الحب نتحدث

        تعليق


        • #49
          رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

          مشاكل الأطفال النفسية

          مشاكل الأطفال النفسية كثيرة جداً،

          ومنها:
          السرقة،
          وظاهرة السرقة لدى الأطفال تنشأ عن دوافع عديدة،
          وهناك عوامل تساعد على ظهورها واستمرارها.

          فينبغي للوالدين
          -إذا رأيا هذه الظاهرة متفشية في أحد أولادهما-
          أن يسعيا في معالجتها بالوسائل النافعة؛ حتى لا تشب معه فيصعب بعد ذلك انفكاكه عنها!

          السرقة عند الأطفال



          إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.


          أما بعد:
          فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

          أما بعد: فقد وردت عدة أسئلة من بعض الإخوة،
          وفيها شكوى في انتشار صورة من صور خيانة الأمانة بالنسبة لبعض الأطفال،
          وهي: ظاهرة السرقة عندهم،
          فرأينا أن نلقي الدرس حول هذه الظاهرة؛
          لأن معرفتها مهمة للجميع في الحقيقة،
          سواء من كان عنده أطفال يعانون من هذا الوصف -السرقة-
          أو من عنده أطفال عوفوا من ذلك أو لما يكبروا،
          حتى يفهم كيف يمكنه وقاية أطفاله من تلبسهم بهذه الصفة.

          فالسرقة بالنسبة للأطفال هي:
          امتلاك الطفل شيئاً ليس من حقه بعيداً عن عيون أصحاب هذا الشيء وبدون إذنهم،
          لكن أهم شيء ولا بد أن نلتفت إليه في هذا الموضوع منذ البداية:
          أن السرقة صفة مكتسبة،
          فليس هناك طفل يولد مائلاً إلى السرقة،
          لكن البيئة التي يتربى فيها ويتفاعل معها هي التي تُرسِّخ فيه هذا النوع من الخيانة أو هذا النوع من تضييع الأمانة عن طريق السرقة، فلا بد أن ننظر في الأسباب والدوافع التي تؤدي بالأطفال إلى التلطخ بظاهرة السرقة. ......


          أسباب وجود ظاهرة السرقة عند الأطفال



          ......



          الأسباب المباشرة للسرقة لدى الأطفال



          هناك أحياناً أسباب مباشرة تدفع الطفل إلى السرقة،

          فيمكن أن يكون الطفل فقيراً
          ، وتنقصه الاحتياجات الأساسية.. جائع.. عطشان.. يحتاج إلى شيء من هذه الاحتياجات، فهو يسرق ليأكل، بالذات إذا كان هذا الطفل الفقير يخالط
          أطفالاً من أبناء الأثرياء،
          فيشعر بالحرمان إذا قرن حاله بحالهم،
          وهو لا يجد الأكل أو الشراب أو الأشياء الأساسية، فيرى أن السرقة في هذه الحالة تشبع احتياجاً أساسياً، إذاً: السرقة هنا لسبب مباشر كما ذكرنا.

          قد يكون من دوافع السرقة إشباع رغبة أو عاطفة أو هواية عند الطفل، فمثلاً:
          يريد أن يلعب وليس عنده لعبة،
          أو عنده رغبة في اللعبة التي في يد الطفل الفلاني فيسرقها ليشبع رغبة اللعب،
          أو يكون الدافع عاطفياً كأن يكون ارتكب خطأً تافهاً فعاقبه أحد الوالدين عقوبة شديدة لا تتناسب مع حجم هذا الخطأ،
          فيبدأ يسرق كوسيلة من وسائل الانتقام من الوالدين،
          أو الانتقام من المدرس إن كان هو الذي عاقبه بأكثر مما يستحق. ومن الدوافع: فقدان حب الأسرة؛
          لأن الأسرة قد تخل في إشباع هذا الطفل من الناحية العاطفية بالحب والحنان ونحو ذلك، كأن تكون الأسرة لا تتمنى وجود هذا الطفل في الحياة لسبب أو لآخر،
          فإذا كان الطفل غير مرغوب فيه فهذا ينعكس على سلوكيات الآباء نحو هذا الطفل بالذات،
          وبالتالي لا يبذلون له الحب أو الحنان أو العاطفة التي هي من حقه،
          فيشعر الطفل بأنه منبوذ.

          قد يكون من الدوافع:
          شعوره بأنه قادر على النيل من أعدائه،
          أو الأولاد الذين يغيظونه أو يعادونه،
          فعندما يسرقهم يشعر بالانتصار؛
          لأنه استطاع أن ينال منهم، ويدعِّم توكيد ذاته،
          وخاصة إذا كان غير محبوب من زملائه. كذلك عندما يكون زملاؤه لا يحبونه ويؤذونه وهو مستضعف بينهم،
          فربما يسرق ليهدي إليهم الهدايا،
          فيحصل على حبهم أو على عطفهم،

          فيمكن أن يكون الدافع:
          أن يرغب في كسب زملائه،
          فيسرق كي يعطيهم الهدايا.

          ويمكن أن يكون هذا الطفل فاشلاً من الناحية الدراسية، فيبدأ يسرق كنوع من التعويض عن هذا الفشل.
          قد يكون هناك نوع من سوء التوافق الاجتماعي؛ لأن سلوك (الشلة) المحيطة به من أصدقائه منحرف، فيأخذ منهم هذه الأخلاق.
          منقـــــــــــــــــــــول

          عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
          أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
          فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
          وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
          ***
          عن الحب نتحدث

          تعليق


          • #50
            رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

            جزاكم الله خيرا ً وأكرمكم الله

            تعليق


            • #51
              رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

              رائع ما شاء الله
              موضوع متكامل ومليىء بالنصائح القيمه
              جزاكم الله خير ا.

              (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
              افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
              ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
              مع المشرف العام للمنتدى

              تعليق


              • #52
                رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

                شكر الله لكم ونفع بكم
                عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                ***
                عن الحب نتحدث

                تعليق


                • #53
                  رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)


                  العوامل المساعدة على تفشي السرقة لدى الأطفال



                  هناك عوامل مساعدة على تفشي السرقة إلى جانب هذه العوامل التي أشرنا إليها، ومنها: نقص شعور الطفل بالأمن والاستقرار،

                  وهذا طبعاً يكون بسبب وجود تغير في معاملة الوالدين أو تفكك الروابط الأسرية،
                  كأن يولد أخ أو أخت لهذا الطفل،
                  فيرى أن الاهتمام كله انتقل منه إلى هذا الأخ الجديد المولود حديثاً؛
                  فيبدأ يغار منه بسبب ما يلحظه من التغير في معاملة الوالدين مما يؤثر في شعوره بالأمن والاستقرار.

                  كذلك أيضاً: تفكك روابط الأسرة التي تجعل الطفل يبدأ يشك في حب الوالدين له،
                  وبالتالي تحصل السرقة كرد فعل لهذا الحرمان، أو يفعل ذلك محاولاً استعادة الشعور بالأمان الذي فقده في هذه الأم أو هذا الأب.

                  كذلك من العوامل المساعدة على سلوك السرقة: التدليل الزائد، كأن يكون الطفل الأول أو يكون هو الطفل الوحيد فيتعود بسبب التدليل الزائد على أن كل طلباته تجاب،
                  فيصبح الطفل الصغير هذا ملكاً غير متوج، فيبقى هو الآمر الناهي،
                  وكأن من علامات الحب له أن تكون كل طلباته مجابة،
                  والتدليل لا بد منه لكننا نتكلم عن الغلو فيه أو الإفراط فيه،
                  طبعاً الطفل في هذه الحالة يصل إلى مفهوم معين فيفهم أن كل شيء يطلبه يناله،
                  ففي هذه الحالة يفهم أن الحياة والتعامل مع الناس قائم على الأخذ فقط، فإذا كبر يصطدم بأن الحياة هي في الحقيقة أخذ وعطاء، وربما كان العطاء أكثر من الأخذ.

                  ونلفت النظر إلى شيء مهم جداً،
                  بالذات حينما توجد المشاكل بين الزوجين، وتكون العلاقات متوترة،
                  والنزاعات مستمرة،
                  ولا يوجد تفاهم بين الزوجين،
                  وبالذات عندما تظهر هذه الأشياء أمام الأطفال، ويدفع الجميع الثمن،
                  وأولهم الطفل الذي هو ضحية النزاعات بين الأبوين،
                  أو التضارب في القيادة التربوية،
                  الأب يقول له:
                  اعمل كذا،
                  والأم -لكي تعاند الأب-
                  تقول:
                  لا تعمل،
                  فيحصل الخلاف ويشعر الطفل بهذه الأوضاع، فنقول:
                  إن هؤلاء الآباء أحياناً إذا طلب من أحدهم أن يضحي بأي شيء مادي في سبيل إسعاد هذا الطفل البائس فهو يقول:
                  أنا مستعد أن أدفع أموال الدنيا!
                  فنقول له:
                  حتى لا يشقى ابنك ويصبح ضحية لن يكلفك الأمر أموال الدنيا،
                  ولن يكلفك أموالاً على الإطلاق،
                  وإنما يكلفك أن تتغلب على المشاكل التي بينك وبين زوجتك لمصلحة هؤلاء الأولاد،
                  قد يصل العناد أحياناً ببعض الآباء إلى أنه لا يكون مستعداً لفعل مثل هذه الخطوة،
                  ولا يدرك خطورة الثمن الفادح الذي سوف يدفعه هؤلاء الأولاد.

                  إذا كان الأبوان مستعدين للتضحية بأي شيء في سبيل إسعاد الابن والابنة،
                  فالأولى لهما أن يضحيا بعلاج هذه المشاكل بسلوك مسلك سليم في التعامل أمام الأولاد، وإصلاح ما بينهما من التفكك حتى لا ينعكس على نفسية هؤلاء الأولاد،
                  فهذا هو لب العلاج،
                  بالذات في الأسرة التي توجد فيها مشاكل بين الأبوين،
                  وبالتالي يكون الأولاد هم الضحية!
                  منقـــــــــــــــــــــــــــول

                  عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                  أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                  فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                  وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                  ***
                  عن الحب نتحدث

                  تعليق


                  • #54
                    رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

                    أنواع السرقة

                    عند الكلام عن السرقة من المهم أن نتكلم عن أنواعها؛

                    لأن السرقة لها أنواع كثيرة،
                    فهناك سرقة ذكية،
                    وهناك سرقة غبية
                    ، فالذكية يصعب كشفها،
                    لكن السرقة الغبية:
                    تكون نتيجة عن كون الطفل مبتدئاً في هذا الموضوع وصغيراً،
                    فيبدأ السرق بطريقة غبية بحيث تكتشف السرقة بسهولة. كذلك يجب أن نفرق بين السرقة العارضة والسرقة المعتادة،
                    فالسرقة العارضة:
                    تنشأ نتيجة التحريض على السرقة أو قليل من الإغراء،
                    فيقدم على هذا السلوك ثم يرجع عنه؛
                    لأن هذا نتيجة شيء عارض، لكن السرقة المعتادة:
                    أن تصبح السرقة لديه عادة متكررة لا يرجع عنها.
                    فإذاً: نحتاج إلى أن نعرف نوع السرقة،
                    هل يسرق الطفل لإشباع حاجة أساسية كأن يكون جائعاً وليس معه مال ليأتي بطعامه، فيدخل محلاً -مثلاً- ويسرق شيئاً يأكله؟ فهل السرقة للحاجة أم أنها للمباهاة؟ فعندما نعرف السبب فإن ذلك يساعدنا على علاج هذه الظاهرة، فإذا كانت السرقة نتيجة أنه لا يعطى المصروف مثلاً أو لا يأخذ طعاماً فلابد إذاً أن توفر له الاحتياجات الأساسية؛ حتى لا يسلك هذا المسلك، فهناك سرقة للحاجة، وهناك سرقة للمباهاة، أي: أنه يريد أن يفتخر أمام أصدقائه فقط، فهذا نوع من حب الظهور عند الطفل في أن يظهر عند زملائه أنه استطاع أن يفعل هذه السرقة. وهناك سرقة فردية وسرقة جماعية، فالجماعية: أن يشترك مجموعة في السرقة، والفردية: أن يسرق بمفرده، لكن السرقة الجماعية هي جزء من عصابة من الأطفال السراق، فهذا معه عصابة وعمل جماعي، وكل واحد له دور محدد يؤديه. أيضاً: هناك فرق بين السارق المحترف والسارق الماهر، فالسارق الماهر يتميز بالذكاء والمهارة واللباقة وسرعة البديهة، أما السارق المحترف فهو يكون عنده مهارات مميزة جداً في الناحية العقلية والجسمية والحركية، كخفة اليد والأصابع وسرعة حركتها... إلى آخره. كذلك يكون عنده هدوء أعصاب، وهذه الحالة تكشف أنه محترف ومتمكن جداً في السرقة، بل ربما يتظاهر بالأدب والتأنق والمودة والاحتشام ومساعدة الغير؛ حتى يسهل وقوع الفريسة في الفخ! ......


                    أسباب نشوء ظاهرة السرقة عند الطفل

                    السرقة كسلوك منحرف تبدأ في سنوات الطفولة المبكرة، لكن ذروتها تكون في سن خمس إلى ثمان سنوات، ففي الخمس السنوات الأولى من الخطأ الشديد أن تعامل الطفل بعقليتك أنت؛ لأنه في البداية لا يدرك أنها سرقة، وأيضاً من الخطر الشديد أن تدعو الطفل بلقب أو تعلق له شارة: حرامي، لص، وتناديه: يا حرامي! يا لص! فإن إخوانه سيعيرونه به، وهذا الأمر له أضرار في غاية الشدة. ......



                    عدم فهم الطفل في سنه المبكرة لمفهوم الملكية الخاصة

                    وننبه هنا على نقطة مهمة جداً، وهي: أن طفلك ليس مثلك، عقلك ليس كعقله، أي: أن المفاهيم التي عندك ليست نفس المفاهيم التي عنده، ففي الخمس السنوات الأولى من عمر الطفل تسمى السرقة سرقة بريئة فهو يستحوذ على الأشياء التي لا تخصه بصورة تلقائية، يرى اللعبة في يد واحد آخر، أو يعجبه شيء فيريد أن يكون بحوزته، وهذا نوع من التلقائية في التصرف، هو ليس قاصداً السرقة، ولا يعرف أن هذه سرقة ولا شيء من ذلك فهو يستحوذ على ما لا يخصه تلقائياً؛ بسبب أنه لم يحقق النضج العقلي والاجتماعي الذي وصله إلى عملية التمييز بين ملكيته الخاصة وبين ملكية غيره، ففي الخمس السنوات الأولى أصلاً لم يقف على هذا المفهوم، وهو: معرفة حدود الملكية، وأن هناك شيئاً يخصني وشيئاً يخص غيري، وعليّ أن أحترم ملكيته بحيث لا آخذه قسراً، وإن كان لابد أن آخذه فأستأذن صاحبه. المشكلة تكمن فيما لو بدأ بالسرقة بعد سن خمس سنوات؛ لأن هذا يعد سلوكاً مرضياً ولا بد من مواجهته. إذا استمرت بعد خمس سنوات حتى امتدت إلى سن العاشرة فغالباً يكون هناك اضطراب انفعالي، ولا بد أن يعالج هذا الطفل.


                    جهل الطفل بمعنى الملكية الخاصة
                    من أسباب السرقة: هو جهل الطفل بمعنى الملكية الخاصة، وبالتالي أنه ما دام ليس عنده مفهوم الملكية الخاصة، فإنه لن يستطيع أن يميز بين ما يملكه وبين ما لا يملكه.


                    عدم اهتمام الطفل في سنه المبكرة بنظرة المجتمع إليه

                    كذلك هو لا يدرك أن هذا أمر سوف يحاسب عليه. كذلك لا يكون عنده نضج بحيث لا يهتم بنظرة المجتمع لسلوكه، وهذا السبب حينما نفهمه نستطيع أن نعالجه بطريقة صحيحة؛ لأننا ننمي فيه أنه سيحاسب على السرقة، وأنه آثم، والأمانة فضيلتها كذا وكذا، فنبدأ بالعلاج فنغرس فيه خلق الأمانة، والترغيب فيها، والترهيب من الخيانة والسرقة، وإيقاظ الشعور بأن الإنسان محاسب على تصرفاته. كذلك نغرس فيه العناية بنظرة المجتمع إليه؛ حتى ينمو اجتماعياً بطريقة سليمة، ويضع في اعتباره أيضاً رد فعل الناس من هذا السلوك، بحيث لا يتبجح بالخروج على المعايير الصحيحة في المجتمع. أحياناً تكون السرقة عملية رمزية يعوض فيها عن حرمانه من الحب أو الحنان الأبوي؛ لأنه لا يحس أن أحداً يهتم به أو يحترمه أو يوده.


                    أثر الوالدين وعلاقتهما بالطفل على نشوء ظاهرة السرقة عنده

                    قد يكون أحد الأسباب التي تدفع الطفل إلى عملية تعويض الحرمان غياب أحد الأبوين؛ كأن يسافر مثلاً فترة طويلة أو يُسجن، أو يتوفى أحد الوالدين أو نحو ذلك. أيضاً: قد يكون السبب الحاجة أو الفقر أو الحرمان، فيسرق ليسد رمقه، وفي هذه الحالة الدافع يكون قوياً بحيث لا يدعه يفكر في عاقبة السرقة، فهو يريد أن يأكل فقط؛ لأنه جائع وليس مستعداً لأن يفكر في العاقبة. أحياناً تكون السرقة علامة تكشف عن وجود توتر داخلي في هذا الطفل، غالباً يكون اكتئاباً من شيء معين، كأن يكون ناتجاً عن كثرة الصراع بين الأبوين، واستمرار المشاكل بينهما، واطلاع الطفل على هذه الأشياء، وهو لو لم يطّلع فإنه يُحس بها على الأقل.

                    الجو الأسري المتقلب والمضطرب
                    أيضاً من هذه الأسباب: الجو الأسري المتقلب والمضطرب؛ لأن جو الأسرة حين يكون متقلباً ومضطرباً نتيجة العلاقة السيئة بين الوالدين؛ فمن المتوقع أن الرقابة الأسرية تنعدم، ويحصل فيه تساهل من النواحي التربوية، وبالتالي فلا يستطيع الطفل في ظل هذه البيئة المريضة أن يتعلم التحكم في رغباته، وبالتالي يفقد الأمن والحنان.


                    سلبية الأبوين وأثرها في تكريس ظاهرة السرقة عند الطفل
                    أحياناً يكون هناك إقرار من الوالدين أو أحدهما على سلوك السرقة، كأن تعرف الأم أن الولد سرق شيئاً فلا تبالي -علماً بأن سلوك السرقة عند الطفل يبدأ من داخل البيت، قبل أن يخرج للمجتمع- وتقول: ما دام أنه يسرق في البيت فليست مشكلة، المهم ألا يفضحنا أمام الناس، ولا يشوه سمعة الأسرة، فعدم المبالاة هذه تدعم فيه هذا السلوك المنحرف. أحياناً يأتي الطفل وقد سرق شيئاً من زميله: كقلم، أو مسطرة، أو كراسة، فيقابل في البيت بنوع من الدعابة والمزاح والاستحسان أحياناً، فهذا الفعل سيدعم فيه هذا السلوك، فهو في أول الأمر يؤخذ بصورة الدعابة ثم ينتهي بأنه يصبح عادة متأصِّلة في هذا الطفل.


                    أثر الممارسات الخاطئة عند الأبوين على نمو ظاهرة السرقة عند الطفل

                    من هذه الأسباب: البيئة المتصدعة، فبعض الأسر يكون فيها نوع من التصدع واهتزاز القيم، فالأب مدمن منحرف السلوك، أو محترف للسرقة، فهذه البيئة يتشرب منها استحسان هذا الفعل، وأنه إذا نجح في السرقة سيشعر بلذة القوة ونشوة الانتصار.



                    المبالغة في الاحتياطات الأمنية لحفظ الأشياء مما يثير حب الاستطلاع لدى الطفل
                    من الأسباب أيضاً: سلوك الوالدين -وكلمة الوالد تطلق على الأب وعلى الأم على حد سواء- فإذا بالغ الوالد في الاحتياطات الأمنية لحفظ الأشياء سواء كانت غالية أو رخيصة، فإن ذلك سيثير عند الطفل حب الاستطلاع والحرص على اكتشاف السر، فالتكتم الشديد أو الاحتياط الشديد حتى في الأشياء التافهة يعطي الطفل دافعاً على أنه استطاع أن يصل إلى الشيء المخبأ سواء كان طعاماً أو غيره، ويجد في ذلك نوعاً من اللذة الكبيرة، وبالتالي تزرع فيه نواة (أيدلوجية) السرقة بدون قصد، لأنه إذا حرص على حب الاستطلاع والاستكشاف والاجتهاد في كشف هذا السر .. وإذا استطاع أن يسرق هذا الشيء سيعاقب، فإذا عوقب يعود من جديد للسرقة، لكن هذه المرة بدافع الانتقام والتشفِّي، ولسان حاله يقول: سأثبت لكم أني أستطيع أن أسرق مرة ثانية.

                    منقــــــــــــــــــــــــــــــــول

                    عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                    أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                    فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                    وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                    ***
                    عن الحب نتحدث

                    تعليق


                    • #56
                      رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

                      شكر الله لكم ونفع بكم
                      عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                      أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                      فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                      وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                      ***
                      عن الحب نتحدث

                      تعليق


                      • #57
                        رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

                        القدوة السيئة وأثرها في ممارسة الطفل للسرقة
                        كذلك القدوة السيئة كالأب أو الأصدقاء أو الإخوة كأنموذج مستحسن، ويكون أحدهم سارقاً،

                        ثم يجيء فيحكي أمام الأولاد كيف أنه خدع صاحبه،
                        أو كيف أنه أخذ منه شيئاً من غير أن يحس، ففي هذه الحالة سيقدِّم أنموذجاً يحتذى به،
                        كذلك رد فعل الأسرة حينما يسرق الطفل شيئاً من أحد زملائه في المدرسة فمن المفترض أن يقوم الوالدان بالتحري عن هذا الأمر،
                        واغتنام تلك الفرصة لتفهيمه حدود ملكيته وملكية غيره، وتحريضه على إعادة هذا الشيء إلى صاحبه.
                        قد يكون أحياناً من أسباب السرقة الابتزاز، خاصة إذا كان للطفل قدرات عقلية فوق المتوسط، فبعض الناس قد يبتزونه حتى يقوم بالسرقة ويؤدي إليهم ما يسرقه.



                        إسراف الوالدين في العقوبة دون النظر إلى دافع السرقة
                        كذلك إسراف المربي في العقوبة دون النظر إلى الدوافع التي دفعت هذا الطفل إلى السرقة، وفضيحته أمام الناس وأمام الآخرين: هذا حرامي .. هذا لص .. هذا سارق فإذا كان هذا الطفل عنيداً سيستمر في التحدي، ويتمادى في هذا السلوك. إذاً: السرقة أو خيانة الأمانة هي في الحقيقة سلوك اجتماعي مكتسب لا يمكن أبداً أن يظهر بدون سبب! هذه فطرة سليمة، صعب جداً أن يصدر منها شيء تلقائي مثل هذا، لكن هي ستكتسب من الجو المحيط بهذا الطفل والذي ينشأ فيه.


                        وسائل علاج ظاهرة السرقة عند الأطفال
                        ترسيخ مفهوم الملكية الخاصة والعامة في محيط الطفل

                        من أهم العلاجات في هذه الحالة:

                        تكوين اتجاه إيجابي واتجاه سلبي،
                        اتجاه إيجابي من ناحية الأمانة،
                        فنرسخ فيه مفهوم الأمانة وندعمه،
                        وفي نفس الوقت ننشئ عنده اتجاهاً سلبياً من ناحية السرقة،
                        وذلك يكون باحترام حقوق الطفل فيما يملكه من لعب ومن أدوات خاصة. ومن الخطأ التربوي أن تكون الأشياء مشاعة للجميع في البيت،
                        فلا نقول للطفل:
                        العب أنت وإخوانك،
                        وهذه اللعبة لكم كلكم،
                        بل يجب أن نخصه بلعبة حتى ننمي فيه احترام الملكية الخاصة وملكية الآخرين،
                        وبالمقابل يمكن أن تكون هناك أشياء مشتركة لا يستطيع أن يلعبها إلا بمشاركة الآخرين،
                        فمثلاً:
                        الأرجوحة التي يلعب فيها اثنان لن يقدر أن يلعب بها إذا كانت بمشاركة آخرين،
                        وهذه اللعبة تعتبر تربوية؛
                        لأنها تنمي الروح الجماعية عند الطفل.
                        فمن الأمور المهمة جداً:
                        أن نحترم حقوقه فيما يملكه،
                        سواء كانت لعباً أو أدوات خاصة،
                        أو فرشاة أسنان أو ملابس خاصة به.
                        كذلك عندما يأتي الأب ويفتح حصّالة ابنه، ويأخذ منها المال بدون إذنه، وبدون أن يردها إليه،
                        ففي هذه الحالة هذا الطفل أتوقع أنه سيكره الأمانة،
                        ويمكن أن يفهم أن السرقة شيء مشروع إذا كان أبوه أخذ منه ماله،
                        ففي هذه الحالة إن كان ولا بد فعلى الوالد أن يستأذن الولد أولاً كنوع من التدريب،
                        ويعده أنه سوف يرد إليه هذا المال، ثم يرده بالفعل؛
                        حتى يشعره أن هذه ملكيته الخاصة، وأنه ليس هناك مَنْ سيعتدي عليه.



                        وجود القدوة الحسنة في حياة الطفل والمتمثلة في الوالدين
                        كما أشرنا إلى أن الوالدين هما قدوة حسنة وأسوة يحتذي بها الطفل،

                        فهو يمتص من الوالدين مواقفهما،
                        إذ ليس هناك شيء اسمه حصة التربية،
                        ولن يحضر الوالد في وقت معين ويقول لولده: تعال لكي أربيك،
                        فهو في الليل والنهار يتربى بسلوكيات الأب وسلوكيات الأصدقاء،
                        وسلوكيات الإخوة،
                        والإعلام فهذه كلها تصنع الطفل،
                        فالتربية ليست وظيفة لها وقت دون وقت آخر، وإنما في كل السلوكيات هو يتربى؛
                        لذلك ينبغي للأب والمربي أن يكون في غاية الحذر من تصرفاته أمام الأطفال؛
                        لأنهم يتلقنون منه سلوكياتِهِ شاء أم أبى،
                        فعندما يأتي شخص يتصل بالهاتف يسأل عن الأب فيقول الوالد لابنه:
                        قل له:
                        إنه ليس هنا،
                        فيقول:
                        إنه ليس هنا، فنكون حذرين جداً من هذا السلوك!!
                        إن الطفل يمتص من خلال السلوكيات التي يراها أمامه أسوة،
                        فيرى موقف الأب والأم من احترام حقوق الآخرين ويقلد ذلك السلوك، فلو سمع مثلاً أن أباه استولى على أموال إخوانه الصغار بعدما مات جده مثلاً، وأنه تمكن من نهب هذه الأموال، ويحكيها كذكاء أو مكسب،
                        فهذا يعتبر درساً،
                        والوالد هنا قدوة،
                        فلا يعاتبه بعد ذلك إذا فعل نفس الشيء.



                        إشاعة روح التعاون والتضحية في حياة الطفل
                        كذلك إلى جانب تنمية الشعور بالملكية الخاصة لا بد أن ينمى في الطفل روح التعاون،
                        والأخذ والعطاء مع الآخرين،
                        صحيح أن تقول له:
                        هذه الأشياء ملكك أنت،
                        هذه لعبك.. هذه ملابسك.. هذه أدواتك،
                        لكن في نفس الوقت تقول له:
                        عندما يحتاج أخوك منك شيئاً ويستأذنك عليك أن تعطيه، أو تقول له:
                        حين تجد صاحبك محتاجاً إلى شيء كطعام مثلاً أو أدوات فعليك أن تعطيه.
                        كل هذا الفعل حتى ننمي فيه روح التعاون مع الآخرين، بحيث لا يتطور موضوع الملكية الخاصة إلى درجة من درجات الأنانية،
                        فلابد أن يتدرب على التمييز بين الشيء الذي يملكه، والشيء الذي يملكه غيره،
                        ونحن نعرف أن هناك غريزة حب التملك،
                        وهي غريزة من غرائز البشر، فهذه الغريزة قوية في كثير من الأطفال،
                        بل لديهم ميل إلى ادعاء ملكية أي شيء يحبونه، يقول:
                        هذا لي، بالرغم من أنه ليس ملكه، لكن لأنه أحبه فهو يريد أن يستحوذ عليه،
                        لكن يجب أن نضع له الحدود ونقول له: ليس كل ما تحبه يكون ملكك، بل لا بد أن تنظر هو ملك من؟
                        وكيف يمكنك امتلاك هذا الشيء؟
                        وهذا مثال في إشاعة روح التعاون بدلاً من الأنانية:
                        إذا أراد الطفل أن يلعب بلعب أخيه،
                        نقول:
                        استأذن أخاك أولاً؛ لأنها ملكه هو، فإن أذن لك العب معه، وبالمقابل شجع أخاه وقل له:
                        أعطه اللعبة؛ لأنكم إخوة وأنت كذا... إلى آخره، فهو لن يتنازل عن ملكيته الخاصة قهراً، وإنما سيتعود على الأخذ والعطاء بالتراضي بين الاثنين، لكن لو أن كل الأشياء ملكيتها مشاعة بين الأولاد كلهم فسيحصل اختلاط الأدنى والأقصى، وسيختلط عليه الأصل، وبالتالي السلوك الذي تعلَّمه داخل البيت: أنه ليس هناك شيء اسمه ملكية خاصة، سينقله إلى خارج المنزل في المجتمع، فيكون كلما أراد شيئاً يأخذه، حتى لو لم يكن ملكاً له؛ لأنه لم يتعود في البيت على احترام الحدود بين ما يملكه هو وما يملكه الآخرون.



                        عدم التعجل في اتهام الطفل بالسرقة وتقصي ملابسات قيامه بهذا الفعل
                        الأمر المهم ألا نتعجل في وصم طفل بالسرقة، ولا ينفع أن تعلق عليه وتصفه بالكذب،
                        وتقول:
                        تعال يا كذاب، اذهب يا كذاب!
                        فأنت بهذا تحطمه،
                        فكل طفل يخطئ،
                        أنت عندما كنت في نفس سنه أكيد أنك كنت ترتكب نفس الأخطاء،
                        فكوننا نصم الطفل بالسرقة وهو في مرحلة التكوين هذا فيه نوع من الظلم،
                        وزيادة المشكلة وليس حلها،
                        فالسرقة عندما تحصل من الأطفال قبل سن الخامسة لا تكون سرقة بالمعنى المفهوم عندنا، فإذا حصل عندنا شك في أن هذا الطفل يسرق فلا بد أولاً:
                        أن يحصل نوع من المراقبة لسلوكه لبضعة أيام؛
                        حتى نحدد متى يسرق؟ وماذا يسرق؟
                        وهل يأخذ الشيء معه عندما يسرق أم يتركه؟ هل يحتفظ به أم يجلس بجانبه؟
                        عندما يسرق هل ينظر إن كان أحد يراه أم لا؟ هل يضع الشيء المسروق في جيبه أم يمسكه في يده؟ هل يخفي الشيء المسروق في مكان معين؟ هل يعترف بالسرقة عندما يستجوب أم أنه ينزعج؟
                        هل يقول: هذا ملكي يخصني،
                        أم أنه يقول: إنما أخذته بالصدفة؟
                        وهل عندما يأخذ شيئاً يعيده إلى صاحبه أم أنه يرفض؟
                        وهل يسرق أشياء صغيرة تدخل في الجيب أم أشياء كبيرة،
                        أم يسرق أجزاء من أشياء كبيرة؟
                        هل يسرق ممتلكات زملائه أم أدواتهم المدرسية أم يسرق طعاماً أم نقوداً؟!
                        وكما أشرنا لا بد أن نعرف هل السرقة عارضة أم أنها متكررة؟
                        لأنها لو كانت متكررة فستكون بداية احتراف، ويكون هذا مشروع مجرم في المستقبل.
                        هل هو في سلوك السرقة يقلد أشخاصاً آخرين أم لا يقلد؟
                        هل السرقة تؤدي وظيفة نفسية معينة أم تسد بعض احتياجاته التي أشرنا إليها من قبل؟
                        منقـــــــــــــــــــــــــــــول

                        عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                        أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                        فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                        وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                        ***
                        عن الحب نتحدث

                        تعليق


                        • #58
                          رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

                          عدم المبالغة في ترك المال في متناول الطفل

                          بعض الناس يجعل المال متاحاً للطفل ليسهل عليه الوصول إليه، حتى إن بعض الآباء -جهلاً منهم- يقول: أنا أرمي المال تحت قدميه؛ كي يتحصن من السرقة ولا يفكر فيها. طبعاً هذا خطأ، والمثل العامي يقول: (المال السائب يعلم السرقة) فالمال المتاح يكون فيه نوع من الإغراء، والطفل ليس عنده النضج الكافي ليقاوم إغراء المال خاصة إذا كان محتاجاً إليه، ففي هذه الحالة المال يوضع في مكان محفوظ. وهذا لا يتعارض مع ما قررناه سابقاً من خطأ بعض الآباء عندما يبالغون في حفظ كل شيء حتى الأشياء التافهة؛ لأن ذلك يغرس فيه حب الاستطلاع ليستكشف هذا الشيء، لكن كلامنا هنا على أن المال يكون متاحاً بصورة سهلة جداً، والذي يقول: أنا أرمي المال تحت رجليه؛ حتى يتحصن من السرقة، فهذا سوف يؤدي إلى انعدام الدافعية لتحصيل المال عندما يكبر؛ لأن المال تحت رجليه طوال العمر، فإذا كبر سينعدم الدافع لكي يجتهد في تحصيل المال، ويؤدي أيضاً إلى أنه يستهين بصرف المال في الأوجه المفيدة، والطفل إذا رأى المال أمامه طوال الوقت فإنه في هذه الحالة ستدخل عليه الوسوسة ليقدم على السرقة بطريقة تدريجية. في بعض الأحيان يحصل نوع من التدعيم للسلوكيات المنحرفة، فمثلاً: يعود الطفل على الغش في حياته اليومية، كما حصل من بعض المدرسين: حيث قام الأولاد يغشون في الامتحان، ويتناقلون الأوراق مع بعضهم البعض، والمراقب يقول لهم: لا بأس! لا بأس! فنحن كنا نعمل مثلكم، فطبعاً هذا تدعيم للسلوك المنحرف، فالولد يرجع إلى البيت ويقول: كان هناك غش في اللجنة، فيستحسن الوالدان ذلك باعتبار أنه فك الأزمة التي هو فيها عن طريق الغش، فهذا تحطيم للطفل، بل بالعكس! يجب أن تقول له: إذا سقطت في الامتحان أهون عندي من أن تغش؛ لأنك ستحترم نفسك وأنت كذا وكذا!! فمن وسائل تدعيم سلوك التعود على الغش في الحياة اليومية أن يقوم الأب بمدح ابنه لمهارته في الغش في الامتحان أو ما شابه ذلك. فتكوين صفة الأمانة يتم في السنوات الأولى من حياة الطفل، فنستغل دائماً أي فرصة يعتدي فيها الطفل على ملكيات الآخرين ونوجهه إلى ما يجب عمله في مثل هذه المناسبات: هذه ليست ملكك، هذا ملكه هو، ولا بد أن تذهب إلى زميلك وترجع إليه المسطرة أو ترجع إليه القلم... إلى آخره.


                          معرفة أسباب نشوء ظاهرة السرقة عند الطفل تساعد على منع تفاقمها
                          بالنسبة لعلاج السرقة إذا كان السبب واضحاً فعلاجه يكون سهلاً جداً، كأن تكون السرقة ناشئة عن وجود خلاف بين الأبوين، فيحصل عند الطفل اكتئاب، وكثير من الآباء يظنون أن هذا الطفل لا يفهم شيئاً، بل بالعكس فإن الطفل يدرك وجود خلاف بين الوالدين، وكذلك فإن وجود الخلاف بين الوالدين وبين الطفل وسوء معاملته يعد من الأسباب، فإذا حددنا السبب سهل العلاج عن طريق علاج السبب نفسه. طبعاً إذا استمرت السرقة بعد سن العاشرة فهذه مصيبة كبيرة؛ لأن هذا سلوك مرضي منحرف، فالطفل بعد سن العاشرة المفروض أنه يبدأ عنده نمو الوازع الخلقي، أما قبل ذلك فإن موضوع الوازع لا يكون قوياً عنده، وفي نفس الوقت الطفل يبدأ بالابتعاد عن أن يتمركز حول نفسه، ويبدأ يمتنع عن الإشباع الفوري للدوافع إذا وصل إلى مرحلة النضج، وبالتالي: فيفترض أن تقل السرقة بعد سن العاشرة أو تنعدم، لكن إذا استمرت السرقة مع نمو الوازع في نفسه ومع القدرة على الامتناع عن الإشباع الفوري للدوافع، وعدم التمركز حول الذات، فهذا مؤشر في غاية الخطورة كما ذكرنا سابقاً. فمن الأمور المهمة جداً غرس القيم الإسلامية والخلقية والتفريق بين الحلال والحرام وتنمية هذا الوازع.


                          ملخص لوسائل علاج ظاهرة السرقة عند الأطفال

                          نلخص باختصار شديد العلاجات المفروضة لمن لاحظ موضوع السرقة في الطفل: ......

                          معالجة الحرمان المادي وترسيخ مفهوم الملكية الخاصة والعامة معالجة الحرمان المادي بتوفير الضروريات اللازمة لهذا الطفل؛ كالأكل والشرب والملابس، وغيرها من الاحتياجات الأساسية التي لابد من توفيرها له. أيضاً: إشباع ميله إلى التملك والاستحواذ، وهذه يسمونها: (غريزة حب التملك) وهي فطرة في الإنسان، فيجب أن تشبع عنده غريزة حب التملك، بأن تبين له أن هذا الشيء ملكه، وأنه ليس مشاعاً بينه وبين إخوانه، فكما أنه يوجد أشياء مشاعة فأيضاً لابد أن يكون له أشياء خاصة به، فلا بد من علاج الحرمان المادي بتوفير الضروريات اللازمة للطفل وإشباع ميله إلى التملك والاستحواذ. أيضاً: احترام ملكية الطفل، وتعليمه احترام ملكية الغير، فإذا ظهرت ظاهرة السرقة لا بد من التعامل الحازم والمباشر والسريع معها، فإذا أحضر شيئاً من صاحبه ليس ملكه، أو أحضر معه شيئاً من المحل رغم أنه ليس معه مال، فلا بد من تنبيهه إلى الخطأ الذي عمله، فنقول له: هذا خطأ، ولا بد أن تعيد هذا الشيء إلى صاحبه، وإن أخذ شيئاً من المحل وأكله مثلاً، فلا بد أن يأخذ المال بنفسه ويعطيه لصاحب المحل. أيضاً: يمكن أن نعلمه الاحترام لملكية الآخرين بأن نأخذ شيئاً من خصوصياته -لعبة مثلاً- ونعطيها لطفل آخر، طبعاً هو سيثور، فعندها نفهمه ذلك قائلين: إنك غضبت لأننا أعطينا غيرك ما هو ملكك من غير أن نستأذنك، فنفس الشيء بالنسبة لك: إذا أخذت من أحد من الناس أو من أحد أصحابك أو من أحد إخوانك شيئاً يملكه هو فتكون بذلك أخذت ما لا تملكه، لكن هناك طريقة للحصول على الأشياء: إما أن يعمل الإنسان عندما يكبر ويحصل على المال، ويبدأ يشتري الذي يريده، أو أنه يستأذن صاحب هذا الشيء في استعماله. في نفس الوقت يمكن أن تكافئه إذا أنجز عملاً ما، كأن تقول: أنت عملت الشيء الفلاني، أنا أكافئك بأن أشتري لك هذه اللعبة؛ حتى تحسسه أن هناك مقابلاً، ليس مجرد أخذ .. وأخذ .. وأخذ، بل هناك أخذ وعطاء، فيمكن أن تطلب منه فعل شيء كأن تقول له: ساعد والدتك في الشيء الفلاني، أو اقض الأعمال الفلانية، وتذكر له مهمة بسيطة لمجرد أن تفهمه أن هناك مقابلاً، يعني: الإنسان عندما يحب أن يحصل على شيء فليس بمجرد أنه يتمناه يحصل عليه، أو يستولي عليه، لابد أن يتعب للحصول عليه. أيضاً: لا بد من ممارسته للملكية الفردية والعطاء لأقربائه، فمثلاً: نقول له: (السندويتش) ملكك، لكن إذا وجدت صديقك جائعاً، أو يريد أن يأكل معك أعطه منها، أو أعطه شيئاً من الحلوى، وتقول: هذه لأجل أن تعطي صديقك، وهذا الفعل من الوالد يعود الطفل على العطاء، فلا بد من أن يمارس الطفل الخصوصية في الأكل، والملابس، واللعب، لكن لا تصل الخصوصية إلى حد الأنانية والجشع. كذلك نعوده أنه إذا أراد شيئاً من خصوصيات الآخرين أنه يستأذن صاحبه، فهناك طفل أحياناً تكون الأنانية متمكنة منه بحيث إنه يأخذ أشياء الآخرين، فتقول: لا بد أن ترجعها لصاحبها، فيغضب وينفعل ويبكي فلا تبال، وإنما تصر على موقفك وتقول: هذه ملكه هو، وليست ملكك، وأنت أخذتها، كنت معتدياً وظالماً في هذا، فالمفروض أن تستأذنه، فيذهب يستأذنه، وهو عندما يستأذن فإنما يريد من صاحب الشيء أن يوافق، وإذا لم يوافق يعمل نفس المشكلة، فنفهمه أن الاستئذان ليس من شرطه أن يقول صاحب الحق: نعم، أو أن يقول: لا، وكذلك هو أيضاً إذا استؤذن إن شاء يمكن أن يقول: نعم، أو يقول: لا.


                          الجمع بين الحب والحزم في التعامل مع الطفل وتنمية مفهوم الأمانة عنده
                          عموماً التعامل مع الطفل لا بد فيه من أمرين: الحب والحزم، لابد في هذه القضية أن يكون هناك اتصاف بالحزم الممزوج بالعاطفة والتفهم. أيضاً: عندما تكلم الطفل لابد أن تكون هادئاً، ويكون كلامك واضحاً جداً، ولا يكون فيه نوع من الغموض، ودون عنف وإثارة، ودون تردد وضعف أمام بكائه أو دموعه؛ لأنه سيفهم أنه لو صرخ ورمى بنفسه على الأرض فستكون هذه وسيلة للحصول على ما يطلبه. أيضاً: من المهم تنمية سلوك الأمانة عند الطفل، فيمكن أن تعلق له في حجرته حديث: (لا دين لمن لا أمانة له) أو تشرح له حديثاً في الأمانة، كذلك تمارس أنت الأمانة أمامه قولاً وفعلاً، أو تحكي له حكايات عن أناس أنت لا تكذب عليه، هذه قصص أناس كانوا عندهم أمانات فردوها طواعية، ولم يخضعوا لإغراء الأشياء التي وجدوها، ولا رقيب عليهم إلا الله سبحانه وتعالى، فلا بد من ممارسة الأمانة أمام الطفل قولاً وفعلاً، وكلما كان كلامنا غير مباشر كان أفضل، وله تأثيره في الطفل، فمثلاً في الجلسة العائلية العادية ينتهز الأب أي فرصة ويحكي قصة واحد أمين على سبيل الاستحسان: ما أجمل هذا! انظر كيف الالتزام! انظر مراقبة الله سبحانه وتعالى! فقد حصل كذا .. وكذا .. وكذا، فالطريقة غير المباشرة تكون أوقع مع الأطفال.



                          تفعيل مبدأ الثواب والعقاب في التعامل مع الطفل

                          كذلك ممارسة مبدأ الثواب والعقاب، فإذا عمل عملاً يدل على الأمانة تثيبه عليه، وإذا ارتكب خيانة يعاقبه عليها، ولا بد أن يكون الثواب والعقاب فورياً، فإذا رأت الأم من طفلها عملاً جيداً فلا تقول: حين يأتي والدك بالليل سأجعله يشتري لك كذا. وإنما لابد أن تكون المكافأة فورية؛ حتى يربط الطفل بين إتيانه السلوك الجيد، وأخذه للمقابل الجيد، لكن عندما تؤجلها تفقد معناها، فيجب أن يكون الربط مباشراً بين العمل وبين الثواب أو العقاب. الكلام عن السرقة، وبيان أنه لا يليق بالمسلم أن يسرق، وأضرار السرقة على المجتمع، ولو أبيح لكل الناس أخذ ممتلكات الآخرين فكيف يعيش الناس؟! وكيف تستقيم أمورهم؟! فنبين له أن هذا السلوك مرفوض من الناحية الدينية الإسلامية والأخلاقية والاجتماعية، ونفهمه أن المجتمع يرفض هذا السلوك، وهذا شيء مهم.


                          توفير الجو الأسري الملائم للطفل وعدم التمييز بين الإخوة
                          كذلك من العلاجات: الدفء العاطفي بين الآباء والأبناء، وذلك بأن تشعر الطفل بأنك تحبه، إذ لابد أن يشعر بالأمن والطمأنينة والاحترام؛ لأن الطفل إذا أحب شخصاً فإنه غالباً لا يسرق منه، خاصة إذا فهم أن هذه سرقة. لابد أن نزرع الثقة في نفس الطفل ولا نشعره بالنقص، لا نقول له في لحظة الانفعال: يا حرامي! أتجرؤ على الكلام بعد فعلتك التي فعلت؟! هذا أسلوب يحطم الطفل، فالوالد يتصور أنه بهذا يؤدبه، لكن في الحقيقة هذا يفقده الثقة بالنفس ويشعره بالنقص والدونية، وأنه غير قادر على التماسك، وأنه غير أهل للاحترام أو الحب أو نحو ذلك. أيضاً: عدم التمييز بين الإخوة، بحيث يميز ابناً على أبنائه الآخرين؛ فيحس الآخر أنه محروم؛ لأن هذا يمكن أن يشجع على سلوك الانحراف. أيضاً: يفضل أن يندمج الطفل في جماعات سوية من الأطفال المهذبين الأمناء؛ ليتعلم من خلال الجماعة نفس القيم. من الأمور المهمة جداً: عدم الضعف أمام رغباته الأنانية، بألا يجاب إلى كل ما يطلبه، فنزيل الأنانية بعدم الاستجابة لكل طلباته.
                          منقـــــــــــــــــــــــــــــــــول

                          عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                          أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                          فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                          وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                          ***
                          عن الحب نتحدث

                          تعليق


                          • #59
                            رد: سلسلة محو الاميه التربويه (متجدد)

                            جزاكِ الله خيراااااااااا

                            وبارك الله فيكِ

                            لي عوده للقراءة مرة أخري بتأني

                            عجبتني أشياء كثيييرة

                            رفع الله قدرك ..اللهم آمين
                            وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                            رضي الله عنك وأرضاك


                            تعليق

                            يعمل...
                            X