رد: سلسلة شرح كتاب عمدة الاحكام من كتاب ايقاظ الافهام
الحديث الثامن من شرح عمدة الاحكام
) عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه قال : شهدت عمرو بن أبي الحسن سأل عبد الله ابن زيد عن وُضُوء النبي ، فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم وُضُوء النبي . فأكفأ على يديه من التور فغسل يديه ثلاثاً ، ثم أدخل يده في التور فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثاً بثلاث غرفات ، ثم أدخل يديه فمسح بهما رأسه فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة ، ثم غسل رجليه .
وفي رواية ( بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه )
وفي رواية ( أتانا رسول الله فأخرجنا له ماء في تور من صفر ) متفق عليه .
-----------------------------------
معاني الكلمات :
تور : إناء يشبه الطست .
فأكفأ على يده : أمال التور عليها ليصب الماء .
الفوائد :
1- كيفية المضمضة والاستنشاق :
السنة فيهما أن يأخذ ماءً بكف واحدة غرفة واحدة يجعل بعضهما لفمه والبعض الآخر لأنفه يفعل ذلك ثلاث مرات هذا هو الصحيح وتسمى الوصل .
ففي حديث عبد الله بن زيد : ( أن رسول الله ز تمضمض واستنشق من كف واحدة ) متفق عليه
وعن علي في صفة الوضوء : ( ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً يمضمض ويستنثر من الكف الذي يأخذ منه الماء ) . رواه أبو داود
قال ابن القيم : ” وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق فيأخذ نصف الغرفة ونصفها لأنفه “ .
وأما الفصل بين المضمضة والاستنشاق لم يصح فيه حديث
قال ابن القيم : ” ولم يثبت الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البتة “
2- في هذا الحديث كيفية مسح الرأس : أنه يبدأ بمقدم رأسه ثم يذهب إلى قفاه ثم يرده إلى المكان الذي بدأ منه
هذه هي الصفة الصحيحة الثابتة في الصحيحين .
3- أنه يكفي لمسح الرأس مرة واحدة .
ويدل لذلك حديث علي في صفة الوضوء قال ( ومسح برأسه واحدة ) . رواه أبو داود
وحديث عبد الله بن عمر ( أن أعرابياً سأل النبي عن الوضوء فتوضأ النبي فغسل وجهه ثلاثاً وغسل يديه ثلاثاً ومسح رأسه وغسل رجليه ثلاثاً ثم قال : هذا الوضوء فمن زاد فقد أساء وتعدى وظلم ) . رواه أبو داود
وجاء عند سعيد بن منصور زيادة ( ومسح برأسه واحدة ) .
4- جواز مخالفة أعضاء الوضوء بتفضيل بعضها على بعض وأن التثليث هو الصفة الكاملة وما دونها يجزئ .
5- الأصل في الأواني الحل .
لقوله تعالي : هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً .
فكل إناء طاهر كالخشب والصفر والحديد مباح اتخاذه واستعماله .
فجاء عن النبي أنه :
(أغتسل من جفنة ) . رواه أبو داود والجفنة : القصعة .
( وتوضأ من تور صفر ) . رواه البخاري
( وتوضأ من قربة ) متفق عليه
( وتوضأ من إداوة ) متفق عليه الإداوة : إناء صغير من حله .
لكن يستثنى : آنية الذهب والفضة فلا يجوز الأكل والشرب بهما .
لحديث حذيفة قال الرسول : ( لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ). متفق عليه
وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله : ( الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) . متفق عليه
فوائد :
الدعاء الذي يقال بعد الوضوء :
عن عمر قال : قال رسول الله : ( ما منكم أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية ) . رواه مسلم
زاد الترمذي : ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) .
أو يقول :
وعن أبي سعيد مرفوعاً ( من توضأ ففرغ من وضوئه فقال : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك طبع الله عليها بطابع ثم رفعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة ) . رواه الحاكم
واختلف في رفعه ، وعلى تقدير أنه موقوف فله حكم الرفع لأن هذا مما لا مجال للرأي فيه .
فائدة :
كل الأدعية التي تقال أثناء الوضوء باطلة .
قال ابن القيم : ” وأما الأذكار التي يقولها العامة على الوضوء عند كل عضو فلا أصل لها عن رسول الله ، ولا عن أحد الصحابة والتابعين ولا الأئمة الأربعة ، وفيها حديث كذب على رسول الله “ .
فائدة :
لا يصح ولا حديث في مسح العنق .
قال النووي : ” إنه موضوع “ .
وقال ابن القيم : ” لم يصح عنه في مسح العنق حديث البتة “
رد: سلسلة شرح كتاب عمدة الاحكام من كتاب ايقاظ الافهام
الحديث العاشر من شرح كتاب عمدة الاحكام ) عن عائشة – رضي الله عنها - قالت : ( كان النبي يعجبه التيمن في تنعله ، وترجله ، وطهوره ، وفي شأنه كله ) . متفق عليه
-----------------------------------
راوي الحديث :
عائشة بنت أبي بكر الصديق ، أم المؤمنين ، أفقه النساء مطلقاً ، وأفضل أزواج النبىإلا خديجة ، المبرأة من فوق سبع سموات ، ولم يتزوج النبي بكراً غيرها ماتت سنة 57 من الهجرة .
معاني الكلمات :
يعجبه : يسره .
تيمنه : تقديم اليمين .
تنعله : لبس النعال .
ترجله : أي ترجيل شعره ، وهو تسريحه ودهنه .
الفوائد :
1- الحديث يدل على استحباب البداءة باليمين في الوضوء .
قال النووي : ” أجمع العلماء على أن تقديم اليمين في الوضوء سنة ، ومن خالفها فاته الفضل وتم وضوءه “.
وقال في المغني : ” لا خلاف بين أهل العلم فيما علمناه في استحباب البداءة باليمين وأجمعوا على أنه لا إعادة على من بدأ بيساره قبل يمينه “ .
ومن الأدلة على استحباب اليمين :
- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( إذا توضأتم وإذا لبستم فابدؤوا بأيمانكم ) . رواه أبو داود
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كانت يد رسول الله اليمنى لطهوره وطعامه ، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى) . رواه أبو داود
2- أن التيامن بالوضوء خاص بالأعضاء الأربعة فقط ، وهما اليدان والرجلان .
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ” أما الوجه فالنصوص تدل على أنه لا تيامن فيه . . . و الأذنان يمسحان مرة واحدة ، لأنهما عضوان من عضو واحد “.
3- الحديث يدل على أنه يستحب البداءة باليمين في كل أمر مشرف .
قال النووي : ” هذه قاعدة مستمرة في الشرع ، وهي أن ما كان من باب التكريم والتشريف ، كلبس الثوب وتقليم وقص الشارب وترجيل الشعر . . . وغير ذلك مما هو في فعله يستحب التيامن فيه ، وأما ما كان بضده ، كدخول الخلاء والخروج من المسجد والامتخاط والاستنجاء وخلع الثوب . . . فيستحب التياسر فيه “ .
4- سبب أن النبي ز كان يحب التيمن : قيل : لأنه كان يحب الفأل الحسن ، إذ أصحاب اليمين أهل الجنة .
5- جاء في رواية : ( . . . ما استطاع . . . ) ففيه المحافظة على ذلك ما لم يمنع مانع .
6- في الحديث استحباب البداءة باليمين في لبس النعل .
وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين ، وإذا انتزع فيبدأ بالشمال ) .
التعديل الأخير تم بواسطة التى تريد النقاب; الساعة 12-03-2010, 01:50 PM.
سبب آخر: إضافة صلى الله عليه وسلم
رد: سلسلة شرح كتاب عمدة الاحكام من كتاب ايقاظ الافهام
الحديث الحادى عشر من شرح كتاب عمدة الاحكام
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله يقول : ( إن أمتي يأتون يوم القيامة غرّاً محجلين من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) متفق عليه ، واللفظ لمسلم
-----------------------------------
معاني الكلمات :
أمتي : أمة الإجابة ، وهم المسلمون ، وقد تطلق أمة ويراد بها أمة الدعوة ، وليست مرادة هنا .
غرّاً : جمع أغر ، أي ذو غرة ، وأصل الغرة لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس ، ثم استعملت في الجَمال والشهرة وطيب الذكر ، والمراد هنا : النور الكائن في وجوه أمة محمد ، أي أنهم إذا دعوا على رؤوس الأشهاد نودوا بهذا الوصف ، وكانوا على هذه الصفة .
محجلين : من التحجيل ، وهو بياض يكون في ثلاث قوائم من قوائم الفرس ، والمراد هنا : النور .
الفوائد :
1- الحديث دليل على فضل الوضوء .
2- أن أثر الوضوء لأجل الطهارة سبب لنورها ، ففي الوجه لمعة بيضاء مشرقة ، وفي اليدين والرجلين نور مضيء .
3- استدل بحديث الباب على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة .
ورجح هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية .
واستدلوا بقوله : ( سيما ليست لأحدكم . . . ) .
وذهب بعض العلماء إلى أنه ليس مختصاً بها ، وإنما المخصوص بها الغرة والتحجيل فقط .
ورجح هذا القول الحافظ ابن حجر .
واستدلوا :
1- قصة سارة مع الملك ، وأن سارة لمّا همّ الملك بالدنو منها ، قامت تتوضأ وتصلي .
2- قصة جريج الراهب أيضاً ، قام فتوضأ وصلى ، ثم كلّم الغلام .
3- حديث : ( هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ) رواه ابن ماجه
قال ابن حجر : ” حديث ضعيف “ .
وهذا هو القول الراجـــح .
4- اختلف العلماء في حكم إطالة الغرة والتحجيل [ مجاوزة محل الفرض ] على قولين :
القول الأول : أن ذلك مستحب .
وهذا مذهب الشافعية والحنفية .
- لحديث الباب .
- ولفعل أبي هريرة كما ثبت عنه ذلك
- ولفعل ابن عمر كان يغسل العضدين والساقين . رواه أبو عبيد بإسناد صحيح كما قال الحافظ ابن حجر
القول الثاني : أن ذلك لا يستحب .
وهذا مذهب مالك وأحمد في رواية اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والسعدي .
- أن مجاوزة محل الفرض بدعوى أنها عبادة دعوى تحتاج إلى دليل .
وحديث الباب لا يدل عليها ، وإنما يدل على نور أعضاء الوضوء يوم القيامة .
وأما قوله : ( فمن استطاع . . ) فهي مدرجة من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي .
- أن كل الواصفين لوضوء النبي لم يذكروا إلا أنه كان يغسل الوجه واليدين إلى المرفقين والرجلين إلى الكعبين ، وما كان ليترك الفاضل في كل مرة من وضوئه .
قال الشيخ السعدي رحمه الله : ” الصحيح أنه لا يستحب مجاوزة محل الفرض في طهارة الماء ، لأن الله تعالى ذكر حدّ الوضوء إلى المرفقين والكعبين ، وكل الواصفين لوضوء النبي ز لم يذكر أحد منهم أنه فعل ذلك ولا رغب فيه “ .
5- إثبات يوم القيامة ، وسمي بذلك :
- لأن الناس يقومون من قبورهم قال تعالى : يوم يقوم الناس لرب العالمين .
- لقيام الأشهاد قال تعالى : ويوم يقوم الأشهاد .
- لقيام الملائكة قال تعالى : يوم يقوم الروح والملائكة صفاً .
6- أن معنى الأمة هنا الجماعة من الناس ، وقد أطلقت الأمة في القرآن على أربعة معاني :
- الطائفة ، كما في هذا الحديث وكما في قوله تعالى : ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً . . . .
- الإمام ، كما في قوله تعالى : إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله .
- المِلّة ، كما في قوله تعالى : إنا وجدنا آباءنا على أمة .
- الزمن ، كما في قوله تعالى : وادكر بعد أمة .
رد: سلسلة شرح كتاب عمدة الاحكام من كتاب ايقاظ الافهام
) عن أنس بن مالك أن النبي كان إذا دخل الخـلاء قال : ( اللهم إني أعـوذ بـك من الخبث والخبائث ) متفق عليه .
-----------------------------------
راوي الحديث :
هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري ، أبو حمزة ، خادم رسول الله ، خدمه عشر سنوات ، أحد مشاهير الصحابة ، ومن المكثرين من الحديث ، مات سنة 92 من الهجرة ، وقد جاوز المائة .
معاني الكلمات :
الخلاء : المكان الخالي ، والمراد به هنا المكان المعد لقضاء حاجته بالبول والغائط ، وسمي به لأنه يختلي به لوحده
أعوذ : التجئ وأعتصم
الخبث : بضم الباء : الخبُث : ذكران الشياطين ، الخبائث : إناث الشياطين ، وبالتسكين : الشر .
قال الشيخ محمد بن عثيمين : ” التسكين أعم “ .
الفوائد :
1- استحباب قول هذا الدعاء عند دخول الخلاء .
2- أن هذا الدعاء يقوله عند إرادة الدخول [ أي قبله ] كما جاء مصرحاً به في رواية عند البخاري في الأدب المفرد : [ كان إذا أراد دخول الخلاء ] .
3- أن في هذا الدعاء استعاذة والتجاء إلى الله من العدو الشيطان .
4- جاء في حديث عند الترمذي زيادة [ بسم الله ] فقد قال النبي : ( ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الكنيف أن يقول : بسم الله ) .
5- من كان في الصحراء فإنه يقول هذا الذكر : ويكون عند تشمير ثيابه وهذا مذهب الجمهور .
6- يسن عند الخروج من الخلاء أن يقول : غفرانك .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله ز إذا خرج من الخلاء قال : غفرانك ) . رواه أبو داود
7- اختلف العلماء في الحكمة من قوله [ غفرانك ] :
فقيل : يستغفر لأنه ترك ذكر الله في تلك الحالة .
وقيل : أنه لما تخفف من أذية الجسم دعا الله أن يخفف عنه أذية الإثم .
قال ابن القيم : ” إن النجو يثقل البدن ويؤذيه باحتباسه ، والذنوب تثقل القلب وتؤذيه باحتباسها فيه فهما مؤذيان مضران بالبدن والقلب ، فحمد الله عند خروجه على خلاصه من هذا المؤذي لبدنه وخفة البدن وراحته ، وسأل أن يخلصه من المؤذي الآخر ويريح قلبه منه ويخففه “ .
8- أن أماكن الخلاء هي أماكن الشياطين .
وفي الحديث قال رسول الله ز : ( إن هذه الحشـوش محتضرة فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث ) . رواه أبو داود
الحشوش : هي الكنف توضع لقضاء الحاجة . محتضرة : تحضرها الشياطين
9- أن ذكر الله حماية من الشياطين .
- ويدل لذلك حديث أبي موسى عن النبي أنه قال : ( إن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها . . . . ) . الحديث
- وفيه : ( وآمركم أن تذكروا الله تعالى ، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى حصن حصين فأحرز نفسه منهم ، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى ) . رواه الترمذي
- وقال النبي : ( من قال يعني إذا خرج من بيته – بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له : كفيت وهديت وتنحى عنه الشيطان ) . رواه الترمذي
- وقال النبي : ( من قال في يوم مائة مرة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، كانت له حرزاً من الشيطان حتى يمسي ) . رواه مسلم
رد: سلسلة شرح كتاب عمدة الاحكام من كتاب ايقاظ الافهام
) عن أبي أيوب الأنصاري t قال : قال رسول الله e : ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا ) . قال أبو أيوب : ( فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو بيت الكعبة فننحرف عنها ، ونستغفر الله عز وجل ) متفق عليه
13) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : ( رقيت يوماً على بيت حفصة ، فرأيت النبي ز يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة ) . متفق عليه
-----------------------------------
راوي الحديث : - هو خالد بن زيد الأنصاري ، من كبار الصحابة ، شهد بدراً والمشاهد كلها ، ونزل النبي ز حين نزل المدينة عليه مات غازياً بالروم سنة 50 من الهجرة . - عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أبو عبد الرحمن ، وهو أحد المكثرين من الصحابة ، وكان من أشد الناس اتباعاً للأثر ، استصغره النبي e يوم أحد ، أثنى عليه النبي ز ووصفه بالفلاح لو أنه يقوم الليل فما تركه بعد ، مات سنة 73 من الهجرة . معاني الكلمات :
الغائط : أي الموضع الذي يتغوط فيه .
القبلة : أي الكعبة .
ولكن شرقوا أو غربوا : هذا خطاب لأهل المدينة .
الفوائد : 1- في هذا الحديث ينهى النبي e من أراد أن يقضي حاجته أن يستقبل أو يستدبر القبلة . وقد اختلف العلماء في حكم هذه المسألة على أقوال :
القول الأول : أنه حرام في الصحراء والبنيان . هذا قول مجاهد وإبراهيم النخعي والثوري واختاره ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم . - حديث الباب فيه النهي والنهي يقتضي التحريم - حديث سلمان t : ( لقد نهانا النبيe أن نستقبل القبلة لغائط أو بول ) . رواه مسلم
القول الثاني : يجوز ذلك في البنيان ولا يجوز في الصحراء . وهذا قول الجمهور كما قال ذلك ابن حجر الإمام النووي . لحديث أن ابن عمر t قال : ( رقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي e يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة ) والراجــــح القول الأول .
قال الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله: ” التحقيق في المسألة أنه لا فرق بين البنيان والفضاء لعموم الأدلة الكثيرة المطلقة التي لم تستثنِ شيئاً “ .
وأما الجواب عن حديث ابن عمر t : - أنه فعل وحديث أبي أيوب قول والقول أقوى من الفعل - أن الفعل لا صيغة له وإنما هو حكاية حال ، وحكاية الأحوال معرضة للأعذار والأسباب . 2- قال الحافظ ابن حجر : ” لم يقصد ابن عمر t الإشراف على النبيe في تلك الحالة وإنما صعد السطح لضرورة له كما في رواية ( فحانت منه التفاتة ) كما في رواية للبيهقي من طريق نافع عن ابن عمر ، نعم لما اتفقت له روايته في تلك الحالة عن غير قصد أحب أن لا يخلي ذلك من فائدة فحفظ هذا الحكم الشرعي “ . 3- حديث أبي أيوب t دليل على أنه لا يكره استقبال النيرين [ الشمس والقمر ] حال قضاء الحاجة . وهذا هو القول الصحيـــح .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :” وقوله ( شرقوا أو غربوا ) صريح في جواز استقبال النيرين واستدبارهما إذ لابد أن يكون في الشرق أو الغرب غالباً “ .
قال ابن القيم عن مسألة استقبال الشمس والقمر حال قضاء الحاجة : ” أن النبيe لم ينقل عنه ذلك في كلمة واحدة لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مرسل وليس لهذه المسألة أصل في الشرع “ .
وقال الشيخ السعدي : ” والصحيح أنه لا يكره استقبال النيرين وقت قضاء الحاجة “ . ذهب بعض الفقهاء إلى الكراهة .
واستدلوا : قالوا لما فيهما من نور الله ، وهذا منقوض بسائر الكواكب .
فائدة حديث [ نهى أن يتبول الرجل وفرجه بادٍ إلى الشمس والقمر ] .
قال ابن حجر : ” هو حديث باطل “ . 4- تعظيم الكعبة المشرفة واحترامها . وهذا الحكم من خصائص الكعبة ، ولها خصائص أخرى ، منها : - أنها قبلة المسلمين . قال تعالى ] ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام [ . - أن قصد الكعبة مكفر لما سلف من الذنوب . قالe : ( من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) . متفق عليه - أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة . قالe : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة مما سواه إلا المسجد الحرام وصلاته في المسجد الحرام أفضل من صلاةٍ في مسجدي هذا بمائة ألف ) . رواه أحمد - أن المسجد الحرام أول مسجد وضع في الأرض . لحديث أبي ذر t قال : ( سألت رسول اللهe عن أول مسجد وضع في الأرض ، فقال : المسجد الحرام ) . رواه مسلم 5- أنه يجوز استقبال بيت المقدس . وقد ادعى الخطابي الإجماع على عدم تحريم استقبال بيت المقدس لمن لا يستدبر في استقباله الكعبة .
تعليق