رد: ( ما ذا أفعل مع امى ..؟متجدد بعون الله ).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك وأن يقضي حاجتك، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك بر والديك، وأن يمنَّ عليك بحفظ كتابه، وأن يوسع رزقك، وأن يجعلك من صالح المؤمنين.
ابني الفاضل: إنه مما لا شك فيه أن حفظ كتاب الله تعالى أمر عظيم، وعبادة من أجل العبادات، وطاعة من أعظم الطاعات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) ويقول النبي صل الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيرًا يُفقه في الدين) ويقول عليه صلوات ربي وسلامه أيضًا: (إن القلب الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب) والله تبارك وتعالى يقول عن من اصطفاهم لحفظ كتابه فقال: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ} إلى غير ذلك مما ورد في القرآن وفي سنة النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في فضل حفظ القرآن الكريم كثيرة جدًّا.
ولله الحمد والمنة أن الله تبارك وتعالى جعل كتابه من أعظم خزائن الحسنات، إذ أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، ولا أقول ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
مما لا شك فيه ابني الكريم الفاضل أن هذا عمل عظيم ورائع، ولكن يبقى فوق ذلك أمرٌ عظيم ينبغي أن نفطن إليه وأن ننتبه جميعًا له، ألا وهو قول النبي صل الله عليه وسلم: (الإيمان بضعٌ وستون شعبة – أو بضع وسبعون شعبة – أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من شُعب الإيمان). إذن شُعب الإيمان ليست في درجة واحدة وإنما هي متفاوتة، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (أعلاها) و(أدناها) فلو نظرنا إلى حفظ كتاب الله تعالى وإلى رضا الوالدين وجدنا أن رضا الوالدين يُقدم في الأجر والثواب على حفظ كتاب الله تعالى، والدليل على ذلك أن الله أمر ببرهما والإحسان إليهما كثيرًا في القرآن، بل وتدخل بذاته جل جلاله ليعلمنا كيف نتعامل مع والدينا خاصة عند تقدمهما في السن.
والأحاديث في ذلك كثيرة جدًّا، فالله تبارك وتعالى بيّن لنا على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام عقوبة عقوق الوالدين، فطاعتك لأمك أولى من حفظك لكتاب الله تعالى، لأن حفظ كتاب الله تعالى كما قال العلماء فرض كفاية، أما طاعتك لأمك فرض عين، ولذلك نحن هنا نرى أن الشرع يقدم طاعة الأم على حفظ القرآن الكريم.
أما قضية الخروج للعمل فهذا يحتاج إلى تفصيل: إذا كنتم تحتاجون فعلاً للعمل، وذلك كأن يكون دخل الأسرة ضعيفًا ووالدتك تحتاجك أن تعمل لتساعد الأسرة فهذا عمل له أجر عظيم أيضًا، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)، وقال: (دينار تنفقه على عيالك، ودينار تنفقه على مسكين، ودينار تنفقه في سبيل الله، أعظمه أجرًا ما تنفقه على عيالك) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
إذا كانت الأسرة ضعيفة وظروفها المادية متواضعة فخروجك للعمل هو نوع من الدعم لأهلك والإحسان إليهما، والنبي صل الله عليه وسلم بشرك بقوله: (من سرّه أن يُنسأ له في أجله، ويبارك له في رزقه فليصل رحمه) فالله تبارك وتعالى سيجعل كل ما تقدمه للأسرة من دعم مادي في ميزان حسناتك ويعطيك عليه أجرين: الأجر الأول صلة الرحم، والأجر الثاني أجر الصدقة.
إن كنتَ هنا لا تتصدق على غريب، وليس الأمر بمعنى الصدقة التي يتصدق بها على الفقير أو المسكين، وإنما هو نوع من المساعدة وهو أمر مأجور، وكما قال النبي صل الله عليه وسلم: (لأن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس) هذا إذا كنتم تحتاجون إلى العمل، وكذلك أيضًا أحيانًا قد ترى الأم أنك إذا لم تكن مرتبطًا بعمل من الأعمال وتشغل وقتك فإنك قد تضيع وقتك فيما لا ينفع، وفي هذه الحالة ينبغي أن تبيّن لها.
إذن هناك فرق بين أن تكون الأسرة في حاجة للعمل لزيادة الدخل، وهناك فرق أن الوالدة تحرص على أن تعمل حتى تحفظ عليك وقتك، فإذا كان الهدف هو الثاني حفظ الوقت وعدم ضياعه مع الشباب اللاهين العابثين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، والذين يزعجون الناس في فترات العطلات، فأقول في هذه الحالة من حقك أن تبين لها بأنك وضعت لنفسك برنامجًا لحفظ كتاب الله تعالى وطلب العلم الشرعي وأنك لست كغيرك، واطلب منها أن تعطيك فرصة لتتأكد هي بنفسها ذلك.
كذلك أيضًا قد يكون من رغبة الأم أن تتعلم مهنة من المهن أو حرفة من الحرف، أو مهارة من المهارات ، وهذا أيضًا يكون أمرًا جيدًا، لأنه مع الأسف الشديد كثير من شباب العالم العربي والإسلامي عاطل عن العمل، ولا يحترف حرفة أو مهنة أو مهارة، لأنه انقطع لعلم معين من علوم الدنيا أو علوم حتى الآخرة، ولكنه ليس له مصدر رزق أو ليس محترفًا بحرفة معينة فيظل عالة على غيره، وفي تلك الحال أيضًا تُقدم رغبة الأم على حفظ كتاب الله تعالى.
مع هذا أنت تستطيع مع عملك وإرضائك لوالدتك أن تحفظ، لا يلزم أن تحفظ كمًّا كبيرًا، ولكن ولو أن تحفظ كل يوم آية، المهم أن تكون عندك الهمة والعزيمة، وأنت تستطيع ذلك، وأفضل وقت للحفظ هو بعد صلاة الفجر، فقبل ذهابك إلى العمل يمكنك أن تحفظ ربع صفحة أو أربع آيات أو خمس، ولو بمعدل نصف ساعة قبل خروجك للعمل، فإذا سألت الله تبارك وتعالى أن يبارك لك في وقتك وإذا علم الله منك صدقًا في رغبتك في حفظ كتابه سوف ييسر لك ذلك، ولذلك أقول لا يلزم أن تحفظ مثلاً كل يوم صفحة أو نصف صفحة، وإنما من الممكن أن تحفظ آيتين أو ثلاثا يوميًا حتى تجمع بين الحسنين، ولا يفوتك خير حفظ كتاب الله وبرك لوالديك.
أسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، وأن يوسع رزقك، وأن يرزقك بر والديك، وأن يجعلك من الذين يظلون بظله يوم لا ظل إلا ظله، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
نسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك وأن يقضي حاجتك، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك بر والديك، وأن يمنَّ عليك بحفظ كتابه، وأن يوسع رزقك، وأن يجعلك من صالح المؤمنين.

ابني الفاضل: إنه مما لا شك فيه أن حفظ كتاب الله تعالى أمر عظيم، وعبادة من أجل العبادات، وطاعة من أعظم الطاعات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) ويقول النبي صل الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيرًا يُفقه في الدين) ويقول عليه صلوات ربي وسلامه أيضًا: (إن القلب الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب) والله تبارك وتعالى يقول عن من اصطفاهم لحفظ كتابه فقال: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ} إلى غير ذلك مما ورد في القرآن وفي سنة النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في فضل حفظ القرآن الكريم كثيرة جدًّا.

ولله الحمد والمنة أن الله تبارك وتعالى جعل كتابه من أعظم خزائن الحسنات، إذ أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، ولا أقول ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).

مما لا شك فيه ابني الكريم الفاضل أن هذا عمل عظيم ورائع، ولكن يبقى فوق ذلك أمرٌ عظيم ينبغي أن نفطن إليه وأن ننتبه جميعًا له، ألا وهو قول النبي صل الله عليه وسلم: (الإيمان بضعٌ وستون شعبة – أو بضع وسبعون شعبة – أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من شُعب الإيمان). إذن شُعب الإيمان ليست في درجة واحدة وإنما هي متفاوتة، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (أعلاها) و(أدناها) فلو نظرنا إلى حفظ كتاب الله تعالى وإلى رضا الوالدين وجدنا أن رضا الوالدين يُقدم في الأجر والثواب على حفظ كتاب الله تعالى، والدليل على ذلك أن الله أمر ببرهما والإحسان إليهما كثيرًا في القرآن، بل وتدخل بذاته جل جلاله ليعلمنا كيف نتعامل مع والدينا خاصة عند تقدمهما في السن.

والأحاديث في ذلك كثيرة جدًّا، فالله تبارك وتعالى بيّن لنا على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام عقوبة عقوق الوالدين، فطاعتك لأمك أولى من حفظك لكتاب الله تعالى، لأن حفظ كتاب الله تعالى كما قال العلماء فرض كفاية، أما طاعتك لأمك فرض عين، ولذلك نحن هنا نرى أن الشرع يقدم طاعة الأم على حفظ القرآن الكريم.
أما قضية الخروج للعمل فهذا يحتاج إلى تفصيل: إذا كنتم تحتاجون فعلاً للعمل، وذلك كأن يكون دخل الأسرة ضعيفًا ووالدتك تحتاجك أن تعمل لتساعد الأسرة فهذا عمل له أجر عظيم أيضًا، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)، وقال: (دينار تنفقه على عيالك، ودينار تنفقه على مسكين، ودينار تنفقه في سبيل الله، أعظمه أجرًا ما تنفقه على عيالك) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
إذا كانت الأسرة ضعيفة وظروفها المادية متواضعة فخروجك للعمل هو نوع من الدعم لأهلك والإحسان إليهما، والنبي صل الله عليه وسلم بشرك بقوله: (من سرّه أن يُنسأ له في أجله، ويبارك له في رزقه فليصل رحمه) فالله تبارك وتعالى سيجعل كل ما تقدمه للأسرة من دعم مادي في ميزان حسناتك ويعطيك عليه أجرين: الأجر الأول صلة الرحم، والأجر الثاني أجر الصدقة.

إن كنتَ هنا لا تتصدق على غريب، وليس الأمر بمعنى الصدقة التي يتصدق بها على الفقير أو المسكين، وإنما هو نوع من المساعدة وهو أمر مأجور، وكما قال النبي صل الله عليه وسلم: (لأن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس) هذا إذا كنتم تحتاجون إلى العمل، وكذلك أيضًا أحيانًا قد ترى الأم أنك إذا لم تكن مرتبطًا بعمل من الأعمال وتشغل وقتك فإنك قد تضيع وقتك فيما لا ينفع، وفي هذه الحالة ينبغي أن تبيّن لها.
إذن هناك فرق بين أن تكون الأسرة في حاجة للعمل لزيادة الدخل، وهناك فرق أن الوالدة تحرص على أن تعمل حتى تحفظ عليك وقتك، فإذا كان الهدف هو الثاني حفظ الوقت وعدم ضياعه مع الشباب اللاهين العابثين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، والذين يزعجون الناس في فترات العطلات، فأقول في هذه الحالة من حقك أن تبين لها بأنك وضعت لنفسك برنامجًا لحفظ كتاب الله تعالى وطلب العلم الشرعي وأنك لست كغيرك، واطلب منها أن تعطيك فرصة لتتأكد هي بنفسها ذلك.

كذلك أيضًا قد يكون من رغبة الأم أن تتعلم مهنة من المهن أو حرفة من الحرف، أو مهارة من المهارات ، وهذا أيضًا يكون أمرًا جيدًا، لأنه مع الأسف الشديد كثير من شباب العالم العربي والإسلامي عاطل عن العمل، ولا يحترف حرفة أو مهنة أو مهارة، لأنه انقطع لعلم معين من علوم الدنيا أو علوم حتى الآخرة، ولكنه ليس له مصدر رزق أو ليس محترفًا بحرفة معينة فيظل عالة على غيره، وفي تلك الحال أيضًا تُقدم رغبة الأم على حفظ كتاب الله تعالى.
مع هذا أنت تستطيع مع عملك وإرضائك لوالدتك أن تحفظ، لا يلزم أن تحفظ كمًّا كبيرًا، ولكن ولو أن تحفظ كل يوم آية، المهم أن تكون عندك الهمة والعزيمة، وأنت تستطيع ذلك، وأفضل وقت للحفظ هو بعد صلاة الفجر، فقبل ذهابك إلى العمل يمكنك أن تحفظ ربع صفحة أو أربع آيات أو خمس، ولو بمعدل نصف ساعة قبل خروجك للعمل، فإذا سألت الله تبارك وتعالى أن يبارك لك في وقتك وإذا علم الله منك صدقًا في رغبتك في حفظ كتابه سوف ييسر لك ذلك، ولذلك أقول لا يلزم أن تحفظ مثلاً كل يوم صفحة أو نصف صفحة، وإنما من الممكن أن تحفظ آيتين أو ثلاثا يوميًا حتى تجمع بين الحسنين، ولا يفوتك خير حفظ كتاب الله وبرك لوالديك.

أسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، وأن يوسع رزقك، وأن يرزقك بر والديك، وأن يجعلك من الذين يظلون بظله يوم لا ظل إلا ظله، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
تعليق