رد: التوبة .. كيف أرغب فى التوبة ؟ وكيف أتوب بصدق ؟ وكيف أثبت بعدها؟ " متجدد "
رابعًا : استشعار عواقب الذنوب
وقد ذكر بن القيم فى كتابه الداء والدواء كثيرًا من عواقب الذنوب وما تُحدثه فى النفس والقلب من آثار يقول الإمام بن القيم _ رحمه الله _ :
" وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة، ما لا يعلمه إلا الله ومنها :
1. حرمان العلم
فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور.
2. حرمان الرزق
وفي المسند (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
3. وحشة يجدها العاصي في قلبه لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلا
ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة. وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة وما لجرُحٍ بميتٍ إيلامُ. فلو لم يكن ترك الذنوب إلا حذرًا من وقوع تلك الوحشة ، لكان العاقل حريًّا بتركها
4. الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس لا سيما أهل الخير منهم.
وتستحكم تلك الوحشة حتى تقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه وبينه وبين نفسه ، فتراه مستوحشًا من نفسه. وقال بعض السلف: إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي.
5. تعسير أموره
فلا يتوجه إلى أمر إلا ويجده مغلقًا دونه أو متعسرًا عليه وهذا كما أن من اتقى اللَّه جعل له من أمره يسرًا
فمن عطل التقوى جعل اللَّه له من أمره عسرًا ، ويا للعجب ؟ كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه ، وهو لا يعلم من أين أُتي ؟
6. ظلمة يجدها في قلبه، حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم.
وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته ، حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر
كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده
7. أن المعاصي توهن القلب والبدن.
8. حرمان الطاعة
فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بدله ، ويقطع طريق طاعة أخرى فينقطع عليه طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة ، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها
9. أن المعاصي تقصّر العمر وتمحق بركته.
10. أن المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها.
11. أنها تضعف القلب عن إرادته،-وهو من أخوفها على العبد-
فتقوى إرادة المعصية وتضعُف إرادة التوبة شيئًا فشيئًا، إلى أن ينسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية.
12. أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامه فيه.
13. أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه.
قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم. وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد قال الله تعالى في سورة الحج: ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ). وإن عظمهم الناس في الظاهر ( لحاجتهم إليهم أو خوفًا من شرهم ) فهم في قلوبهم أحقــر شيء وأهونه .
14. أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك فإن الذنب كلما صغــر في عين العبد عظـم عند اللَّه تعالى
15. أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم.
16. أن المعصية تورث الذُل ولا بد
فإن العز كل العز في طاعة اللَّه تعالى ، قال تعالى : [ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ] أي : فليطلبها بطاعة اللَّه فإنه لا يجدها إلا في طاعة اللَّه وكان من دعاء بعض السلف : اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك . وقال الحسن البصري: ... فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه.
17. أن المعاصي تفسد العقل فإن للعقل نورًا والمعصية تطفئ نور العقل.
18. أن الذنوب إذا تكاثرت طُبِعَ على قلب صاحبها ، فكان من الغافلين ،
كما قال بعض السلف في قوله تعالى : [ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ] قال : هو الذنب بعد الذنب .
19. حرمان دعوة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ودعوة الملائكة
20. ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو أصل كل خير وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الحياء خير كله" وقال: "ومما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فصنع ما شئت".
21. أنها تستدعي نيسان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه وهنالك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة.
22. أنها تزيل النعم وتحل النقم
فما زالت عن العبد نعمة إلا بسبب ذنب، ولا حلت به نقمه إلا بذنب، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع بلاء إلا بتوبة.
23. أنها تضعف سير القلب إلى اللَّه والدار الآخرة وتعوقه وتوقفه وتعطله عن السير
فلا تدعه يخطو إلى اللَّه خطوة ، هذا إن لم ترده عن وجهته إلى ورائه
فالذنب إما أن يميت القلب ، أو يمرضه مرضًا مخوفًا ، أو يضعف قوته ولا بد ،
حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ النبـي صلى الله عليه وسلم منها وهي :
(( الهم ، والحزن ، والعجز ، والكسل ، والجبن ، والبخل ، وضلع الدين ، وغلبة الرجال ))
فلا يزال القلب مريضًا معلولاً لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان. فأين هذا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وأنسا بربه واشتياقـًا إليه وارتياحًا بحبه وطمأنينة بذكره ؟
حتى يقول بعضهم: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها، وما ذا قوا أطيب ما فيها. ويقول الآخر: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيف. ويقول الآخر: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
فيا عجبا من بضاعة معك الله مشتريها وثمنها الجنة
والسفير الذي جرى على يده عقد التبايع وضمن الثمن عن المشتري هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بعتها بغاية الهوان. " انتهى
هذا بعض ماذكره الإمام بن القيم _ رحمه الله _ فى كتابه الداء والدواء مختصرًا وبتصرف
ومن أرادت الاستزادة فلتقرأ هذا الجزء من الكتاب الخاص بعقوبات المعاصى وستنتفع به انتفاعًا عظيمًا
ومن تأملت فى هذه العقوبات و تفكرت فى حالها لوجدت نفسها غارقة فى كثير منها وهى لا تدرى لماذا يحدث لها هذا ؟
وتلقى باللوم على الناس مرة وعلى الظروف مرة وهكذا
ولكن الحقيقة أن كل ما يحدث لكِ إنما هو بسبب ذنوبكِ الظاهرة و الباطنة التى فى قلبكِ ولا يعلمها إلا الله
ولو بادرتِ بالتوبة و الإنابة لزال عنكِ كل هذا بإذن الله ولتبدلت أحوالكِ
فإن الله يُحب التوابين فلو أقبلتِ إليه تائبة بصدق أحبكِ وقربكِ و أدناكِ منه
خامسًا : تذكر الموت وفجأة نزوله :
فإنكِ لا تدرى متى يفجأكِ الموت ؟ ولا متى يأتيكِ ؟ ولا كم تبقى لكِ فى هذه الدنيا ؟ فهل إذا توفيتِ الآن يكون الله راضٍ عنكِ أم ساخط ؟ و إلى متى تنتظرين وتؤجلين و تُسوفين ؟ أراضية أنتِ بحالكِ هذه ؟ راضية بحياة الحرمان والبُعد عن الله ؟
ألم يتألم قلبكِ بعد ويبكى من شدة وحشته وحرمانه من حب ربه ؟ ألم يتألم قلبكِ لأنه يعطش لحنان ربه ورحمته ؟
فمتى تستجيبين لنداء قلبكِ وروحكِ وتعودين إلى ربكِ و إلى طريق الاستقامة والجنان
حتى تعود إلى قلبكِ الحياة و تعود إليكِ السعادة و راحة البال ؟ متى ؟
والإنسان لا يدري ما يكسب في غدٍ بل لا يعلم ما يحصل له بعد دقائق
ولا يعلم متى سينزل به هادم اللذات ومفرق الجماعات وهو لا شك آت فكم من أحبة وخلان فارقناهم ونحن كارهون فارقناهم رغم أنوفنا قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
وما دام الأمر كذلك فلم هذه الغفلة ؟ ولم هذا الإعراض ؟ لماذا لا نتزود للحياة الأبدية ونعلم أن هذه الحياة الدنيا ما هي إلا لعب ولهو
كما قال الله تبارك وتعالى : {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }
فإن الله جلّ وعلا متصف بصفات الكمال ومن تدبرها علم عظمة الله عز وجل
فهو محيط بكل شيء وسع سمعه الأصوات لا يخفى عليه خافية قال تعالى :{إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} غفور رحيم، وسعت رحمته كل شيء
قال الله تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}
وهو الغني ونحن الفقراء غني عن عباداتنا فلو عبدناه في الليل والنهار ولم نضيع وقتاً من الأوقات
لما زاد ذلك في ملك الله عزوجل شيء ولو عصى الناس كلهم لما نقص ذلك من ملك الله عزوجل شيء
فتأملكِ فى صفات ربكِ عزوجل و تدبركِ لعظمته يجعل قلبكِ يخشى ويستحى منه عزوجل
و يعلم مدى تقصيره فى حق ربه و عظيم جرمه بإرتكاب نهيه والجرأة على مخالفة أمره
فيخضع قلبكِ وينكسر وهذه الكسرة من أحب الأشياء إلى الله فإذا رآها فى قلبكِ لطف بكِ وتولاكِ وتاب عليكِ
فإذا مررتِ على قلبكِ كل ما ذكرناه من المعانى السابقة فى هذه المشاركة وما قبلها أحدث فيه الرغبة الصادقة فى التوبة بإذن الله
وفى المشاركة القادمة إن شاء الله نتكلم على كيفية تحقيق التوبة النصوح ومعناها و شروطها
رد: التوبة .. كيف أرغب فى التوبة ؟ وكيف أتوب بصدق ؟ وكيف أثبت بعدها؟ " متجدد "
حديثنا اليوم عن التوبة النصوح ومعناها لأن ليست كل توبة تكون نصوح فالنصوح معناها ابتداءً أنها توبة لا غش فيها فأول شئ أن ترجعى إلى الله ورجوعكِ يكون بإخلاص فهذه التوبة لا تكون توبة مغشوشة
والعلماء اختلفوا فى صفة التوبة النصوح على أكثر من ثلاثة وعشرين حكم :
1) قالوا هى التى لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع
فكأن العبد التائب يولد من جديد و يفارق الذنب طيلة عمره ولكن هل هذا يعنى أنه أصبح معصوم؟
لا بالطبع ، فلا يوجد إنسان بدون ذنوب ويكفى على الأقل ذنوب القلوب ومعاصى القلوب فهى وحدها مشكلة أخرى.
ولكن قالوا هذا معناه فى جنس الذنب
فلو تاب إنسان من ذنب ما ، مثلاً كان يشرب سجائر أو يطلق بصره للحرام أو يغتاب الناس فإذا تاب من جنس هذا الذنب توبة نصوحة لا يعود إليه أبدا ولا يقتضى معنى ذلك أن يكون من كل الذنوب.
إذن يوجد ذنوب انتهت من صفحة سيئاته وأخر مرة سيكتبها عليه الملائكة هو اليوم الذى تاب فيه هذه التوبة النصوح
ولن يعود لها مرة ثانية أبدا فهذا فى جنس الذنب وليس في كل الذنوب.
2 ) النصوح الصادقة الناصحة
ذُكِر ذلك عن عمر وابن مسعود وأبى بن كعب ومعاذ بن جبل وقاله قتادة
فأخذوا كلمة النصوح من معنى أنها تنصح
فأنتِ تبتِ إلى الله وأحسستِ أنكِ أصبحت إنسانة جديدة فهذه التوبة تظل عالقة بذهنكِ فكلما تهجم عليكِ المعصية تجدى هذه التوبة تنصحك
وتقولين لنفسكِ أنتِ تبتِ وعاهدتِ وعزمتِ فلا تنقضى هذا العهد فهذا معنى الناصحة الصادقة .. فلا غش فيها ولا كذب فيها ولا تلون فيها
3) التوبة النصوح: أى الخالصة من نصح أى اخلص له القول
قال الحسن : " النصوح أن يُبغض الذنب الذى أحبه ويستغفر منه إذا ذكره"
فهذه علامة للتوبة النصوح هى أن تُبغضى الذنب الذى أحببتيه وعندما تأتى سيرته تقولى أعوذ بالله وتستغفرى الله منه والنبى صلى الله عليه وسلم يقول : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار " رواه البخارى
فهو لا يطيق الذنب وعندما تأتى هذه السيرة أو يتذكره يضيق صدره ويقول أعوذ بالله.
4) التوبة النصوح: هى التى لا يثق بقبولها ويكون على وجل منها
وعندما يأتى أحد يثنى عليه ويقول ما شاء الله علامات القبول وأنوار الهداية تظهر على وجهك فتجده لا يغتر ويقول أسأل الله القبول وأنا لا أدرى الله تقبلها أم لا ويمكن أن يكون الله اطلع على بعض ذنوبى فقال اذهب فلا غفرت لك فهو طوال الوقت يكون على وجل ولكن هذا الوجل لا يحبطه إنما وجل وخوف يجعله يحسن العمل ولا يجعله يمل من نفسه ومن الطريق لكنه أيضًا عنده رجاء فالله يقول : "أنا عند ظن عبدى به فليظن بى ما شاء"
فإذا كان ظنكِ أنه تواب يقبل التوبة عن عباده .. إذن فهو تاب عليكِ فيجمع التائب بين الأمرين الخوف و الرجاء
5) التوبة النصوح: التى لا يحتاج معها إلى توبة
فأنتِ تمر عليك فترات تجددين فيها الطاعة وتجددين توبتكِ ثم تجدى نفسكِ كبشر عدتِ مرة أخرى إلى المعاصى
وما تبتِ منه للأسف الشديد زغتِ وقلبكِ شرد ووقعتِ فيها مرة أخرى
أو بعد التوبة لا يوجد عندكِ إقبال ولا يوجد المعانى التى يشعر بها أهل الإيمان فى السباق إلى الله عز وجل فهذا يحتاج منكِ أن تُجددى التوبة ولهذا نقول إن التوبة النصوح تأتى بعد عدة مجاهدات
فليس معنى أنكِ التزمتِ وتركتِ بعض الذنوب الظاهرة أنكِ تبتِ التوبة النصوح إنما عليكِ بمعرفة معاصى القلوب و الآفات وتجديد التوبة باستمرار
حتى تصلى للتوبة النصوح التى لا تحتاجين معها إلى توبة وهى الغسلة الأخيرة التى يخرج منها قلبكِ نظيف
6) التوبة النصوح: الندم بالقلب والاستغفار باللسان والإقلاع عن الذنب والاطمئنان على أنه لا يعود " وهذا منسوب إلى الكلبى "
وهو هنا يشرح أركان التوبة و سيأتى كلام مُفصل عنها فى المشاركات القادمة إن شاء الله فهو قال أربعة أشياء : أن التوبة النصوح ندم بالقلب
قال صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة" كما قال "الحج عرفة" أى أنه أعظم أركان الحج والذى لا يقف بعرفة لا يُقبل حجه فهكذا الذى لا يندم لا تُقبل توبته فالتوبة النصوح هى الندم بالقلب فكلما يتذكر الذنب يندم
على أن أول التوبة يُنصح التائب بعدم تذكر الذنب فينبغى أن تنسي الذنب لأنكِ فى البداية مازلت غضة طرية
والشيطان يُذكركِ بالذنب وأنتِ تتقطعين من داخلكِ فيقول لكِ أنتِ فعلتِ مصيبة كبيرة وأنتِ لن تدخلى الجنة
وأنتِ ملعونة و هكذا فإما ييأسكِ وإما يأتى بعد فترة يقول لكِ كل الناس تفعل كذا مالكِ تكبرين الأمر وتهولينه
أفستعيشين حياتكِ كلها تبكين ؟ فأنتِ بذلك ستصابين بالأمراض فيُغرركِ ويجعلك ترجعين فى توبتكِ وتنتكسين
فانتبهى لهذه النقطة فالندم الذى نقصده ندم يبعث على العمل وليس ندم يهبطك أو يغررك ويوقعك فى الذنب
.
واستغفار باللسان فكلما يذكر التائب الذنب يستغفر كلما يتذكر كم هو حُرم من الله يستغفر
ويقلع عن الذنب ويضع أمامه حدود حتى يطمئن أنه لا يعود إليه وهذا لابد منه وهو دليل صدقه
فهو يعرف أن هذا صاحب سوء يجره إلى هذا الذنب فيبتعد عنه ،
الذى يقع فى ذنوب بسبب النت وتاب منها نقول له ضع النت فى مكان مفتوح أو الغيه تمامًا من عندك حتى لا تعود لما كنت فيه مرة أخرى وهكذا
فالإقلاع عن الذنب هو الإقلاع عن كل الأسباب التى تؤدى إلى الذنب ثم نقول له ضع نفسك فى شئ يكبلك فى الطاعة ، مثلاً ضع نفسك فى معهد إعداد دعاة ويدفع مصاريفه
ثم يلتحق بجمعية معينة ويعمل فيها ويكون وراءه التزامات معينة يجب أن يعملها أو يحضر شيخ ويقول له حفظنى القرآن وهكذا
فهو بذلك وضع نفسه فى شئ فتطمئن أنه لن يعود .
7) التوبة النصوح: هى التى تنصحون بها أنفسكم
فعندما يجلس التائب الصادق مع نفسه ويقول أتمنى أن يتغير يومى وأن تكون الصلاة فى أول الوقت
و أن أؤدى النوافل و أعود إلى الأعمال التى أنا هاجر لها مثل القرآن وأن أتوقف عن مشاهدة كذا وكذا من الملهيات
حتى ولو كان فيها بعض المباحات فأنا لا أريد ان أكون هكذا ولا أريد أن تُختم لى الحياة هكذا فأنا أريد أن أعيش محمديًا ربانيًا
فهذا الكلام الذى يتكلم به هو معنى التى تنصحون بها أنفسكم .
8) يجمعها أربعة أشياء الإستغفار باللسان والإقلاع بالأبدان
وإضمار ترك العود بالجنان ومهاجرة سئ الخلال " قاله القُرظى "
وقلنا الثلاثة الأولى الاستغفار باللسان والإقلاع بالأبدان و إضمار ترك العود بالجنان
وهو أن يعزم على ألا يعود وهى التى قلناها الإطمئنان على ألا يعود
أما الرابعة وهى من مسلتزمات التوبة وهى مهاجرة سئ الخلال
فلا يصح أن تكونى تائبة وفى حياتكِ صاحبة سيئة وهذه لا تكون توبة نصوح أبدًا لأن الصاحب ساحب
والصاحب السئ هو الذى يُحسن لك القبيح فهو لن يجعلك تعمل المعصية فلن يأخذك بيديك ويدخلك السينما ولكنه سيحسن لك القبيح
أو سيذكره أمامك ففى وسط الكلام يقول رأيت كذا أو كذا أم أنك لا تحب هذا الكلام فهو قال نصف كلمة ولم يقل لك تعال معى
9) "علامة التوبة النصوح أربعة القلة والعلة والذلة والغربة"
" وارد عن سفيان الثورى "
فعلامة التوبة النصوح التقلل من الدنيا فعلامتها القلة وليس الإكثار لأنه طالما دخلت الدنيا لن تدخل مع الأخرة
والعلة معناها أن تراه وكأنه مرض من أثر توبته النصوح لأنه دائم الأحزان ودائم البكاء من خشية الله
فكأنه معلول هو بمريض وإنما هذا من شجن نفسه
والذلة فلا تجده متكبرًا أبدًا ولا تجده عندما يأتى أحد يكلمه يرفع رأسه ويشمخ وإنما دائما يقول بذنبى يا رب
فتجده متواضع فى التعامل مع الناس وفى معاملة الله من أفقر ما يكون فهو ذليل لله سبحانه وتعالى
والغربة فهو فى الدنيا كما قال النبى صلى الله عليه وسلم"كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"
10) هو أن يكون الذنب بين عينيه فلا يزال كأنه ينظر إليه " قاله قال الفضيل بن عياض"
ونحن نصحنا ألا يعمل التائب هذا الكلام فى البداية ولكن يفعله بعد فترة
والله عندما أراد أن يؤدب الصحابة ويربيهم قال " كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ "
لأنه يوجد بعض الناس عندما يعرف طريق الله سنتين أو ثلاثة يبدأ يتكبر على الناس
ويقول لا أسلم على هذا لأنه عاصى وهذا كذا وهذا كذا وأنت ألست عاصى؟؟
فأنت لا تدرى فيمكن أن يكون هو ذنبه ظاهر والله جعله أمام عينيه كى يقول له الناس اتق الله ،
أما انت عندك مصيبة كبيرة فشكلك جميل من الظاهر ولكن الباطن خراب "
فالتائب التوبة النصوح ذنبه أمام عينيه لا يفارقه ولا ينظر إلى ذنوب الناس أو إلى عيوب الناس
فهو يشغل نفسه بذنبه و إن وقعت عينه على ذنب من ذنوب الناس نصح وأمر بالمعروف ولكن شغله الشاغل ذنب نفسه.
11) أن تنصب الذنب الذى أقللت فيه الحياء إلى الله أمام عينيك وتستعد لمنتظرك" قاله ابن السمان "
فهو فسر لنا أكثر وقال أن تضع أمام عينك الذنب الذى يجرح
أى الذنب الثقيل الذى فعلته وكلما تذكرته استحييت من الله و قلت كيف فعلت هذا ؟!!
فلا يوجد أحد منا ليس عنده ذنب مثل هذا وإلا يكون رُفع الحياء فهذا الذنب هو الذى يأتى بقلبك فتضع هذا الذنب أمام عينيك لا يفارقك
وتكون على وجل من السؤال عنه بين يدى الله وتقول يارب استر .. يا رب لا ألقاك بهذا الذنب
فهو فضيحة يوم تُبلى السرائر وفضيحة على رؤوس الأشهاد وفضيحة بين يدى النبى محمد صلى الله عليه وسلم
وأنت تُرخي على ّ الستر وأنا ألقاك بهذا الذنب فيا رب أدخلنى الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
* ملحوظة : الكلام السابق من درس شرح اسم الله التواب للشيخ هانى حلمى بتصرف
رد: التوبة .. كيف أرغب فى التوبة ؟ وكيف أتوب بصدق ؟ وكيف أثبت بعدها؟ " متجدد "
وعليكِ سلام الله ورحمته وبركاته
--------------------
ماشاء الله جميل جدااا
جزاكِ الله خيراا وبارك فيكِ
فلا يوجد أحد منا ليس عنده ذنب مثل هذا وإلا يكون رُفع الحياء فهذا الذنب هو الذى يأتى بقلبك فتضع هذا الذنب أمام عينيك لا يفارقك
وتكون على وجل من السؤال عنه بين يدى الله وتقول يارب استر .. يا رب لا ألقاك بهذا الذنب
أسأل الله أن يرزقنا واياكِ توبة نصوحاً ترضيه عنا واصلى وصلكِ الله برحمته وفضله
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لهذا الموضوع الأثر فى القلوب
جعله الله فى ميزان حسناتك .
رد: التوبة .. كيف أرغب فى التوبة ؟ وكيف أتوب بصدق ؟ وكيف أثبت بعدها؟ " متجدد بإذن الله "
نـُكمل كلام شيخنا هانى حلمى _ حفظه الله _ عن أقوال العلماء فى معنى التوبة النصوح
" قال العلماء فى معنى التوبة النصوح :
12) "التائب التوبة النصوح تضيق عليه الأرض بما رحبت وتضيق عليه نفسه كالثلاثة الذين خُلفوا"
وتعرفون قصة كعب بن مالك وأنزل الله فيه قوله تعالى :
( وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ) فعندما يتيقن العبد أنه ليس له غير الله .. عندما تنقطع الأسباب و يصبح ليس له إلا هو وحده سبحانه عندما يتقين بأنه لا ملجأ من الله إلا إليه وتضيق عليه الدنيا بما رحبت من قهر الذنب " وهذا من رحمة الله بالعبد
على أنه عقوبة ولكن فيها رحمة ، فرحمة الله بالعبد أنه يضيقها عليه حتى لا يكون عنده نزوع إلى الدنيا "
فتضيق عليه الدنيا بما رحبت وتضيق عليه نفسه وهى التى يسمونها " الوحشة " فيكون هذا باعث له على التوبة ويترك هذا الطريق.
13) توبة لا لفقد عوض؛ لأن من أذنب فى الدنيا طلبًا لرفاهية نفسه ثم تاب طلبًا لرفاهيتها فى الأخرة فتوبته على حظ نفسه لا لله
مثل الذى يقول أنا مللت من هذه القصة فأنا كنت فى أيام شبابى وكنت أعمل كذا وكذا فنكتفى بهذا ونحن كبرنا فنعمل لأخرتنا ويوجد ناس لما فعلوا الذنب فعله للرفاهية والهناء فى الدنيا وهو فى مرحلة الشباب ففعله لرفاهية نفسه
ثم بعد فترة قال نتوب كى نعمل للاخرة وهذا من أجل رفاهية أخرته فهذه توبته على حظ نفسه فهو يتوب من أجل نفسه وليس لله فالتوبة النصوح التى يتوبها لله ينبغى أن يكون فيها إخلاص لكن الذى يتوب لأنه لا يريد الذنب ولأنه يريد شئ من الله _ فلو قضاه له فى الغالب يعود مرة أخرى للأسف الشديد _
فالذى يتوب على حظ نفسه لا لله لا تسمى توبته توبة نصوح.
14) التوبة النصوح: رد المظالم واستحلال الخصوم وادمان الطاعات
وهذا المعنى يتكلم فى بعض المعانى التى يجب أن تكون فى التائب
فبعد أن قلنا الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة قال ليس هؤلاء فقط
فأنت لو فعلت ذنب فى حق أحد فتسمى هذه ذنوب التبعات مثل أكل مال اليتيم وأكل مال الناس بغير حق و المظالم
وهذه اسمها ذنوب التبعات والعلماء قالوا للخروج من ذنوب التبعات يستبرأ
فلو كنت فعلت ذلك منذ زمن ولا أجد هؤلاء الناس فأتصدق بنية أن يكون يوم القيامة عندما يأتى صاحب المظلمة ليقتص منك
تقول له انا دفعته والله سبحانه وتعالى يعادل بين الصدقة وبين الذنب.
الشئ الثانى أن تكثر الرحمة لأهل المعصية .. فارحم الناس لأن الله يغفر التبعات بما فى القلوب من الرحمات
فكلما ترحم أكثر يُغفر أكثر وكلما يحدث نزاع تقول أنا وأنا سأرحمك كى يرحمنى الله...ارحم تُرحم اعفو يُعفى عنك.
الثالثة الحج .. فإن الله عزوجل يتحمل عن أهل الموقف التبعات
فأول شئ رد المظالم
ثانى شئ استحلال الخصوم.. فمن وقع فى غيبة أخيه المسلم أو شئ من هذه المظالم لابد أن يستحل خصمه حتى يكون تاب إلى الله توبة نصوحة
ولذلك الموضوع يحتاج واحد بائع للدنيا لأن الدنيا هى التى تجعله يفعل ذلك ويستقبح أن يذهب لخصمه يسترضيه
وأنت عندك مظلمة يجب أن تستحل منها وإلا تلقى الله عز وجل بهذا الذنب فأنت وقعت فى عرضه والغيبة كبيرة من الكبائر
" وذكر الشيخ حسان فى هذا الأمر أنه إن لم يكن هذا الخصم سيتفهم وكان استحلالك منه سيوقع بينكما عداوة وبغضاء فلا تُصارحه
ولكن يكفيك أن تستغفر له كثيرًا و تدعو له بظهر الغيب "
والشئ الثالث : إدمان الطاعات
فالرجل التائب تجده فتح فى كل باب فأدمن الطاعات فيصبح ذكّير ..صوام ..قوام..طالب علم بمعنى الكلمة ويدعو إلى الله
وله فى كل الأبواب ويدمن ذلك
فالتوبة النصوح لن تأتى معك فى يومين أو ثلاثة أو أسبوع أو عشرة ولكن نحتاج أن نأخذ فترة حتى تثبت على هذه الطاعة.
15) هو أن تكون لله وجهًا بلا قفا
فيكون وجهك لله ولا تعطى قفاك " أى لا تُعطى ظهرك ولا تلتفت " فوجهك تجاه الله سبحانه وتعالى أن تكون وجهًا بلا قفا كما كنت له عند المعصية قفا بلا وجه ولذلك أهل الشمال سيمكسوا كتبهم وراء ظهورهم لأنهم كانوا معطين أظهرهم لله ، قال بعض الناس لرابعة العدوية ماذا نصنع إذا أدمنا قرع الباب كان يقول قائلهم "من أدمن قرع الباب أوشك أن يُفتح له"
فمن يجلس على باب الله ويطرق الباب يُفتح له قالت: يا غافل، الباب مفتوح لكن فى الجهة الأخرى
16) علامة النصوح قلة الكلام قلة الطعام قلة المنام
فالذى يقلل منامه ويقلل طعامه فهذا هو التائب توبة نصوحًا
لأنهم من مفسدات القلب والعلماء قالوا مفسدات القلب خمسة : 1- تعلق القلب بغير الله. 2- فضول الطعام " يأكل كثيرا فيتثاقل عن الطاعة " 3- فضول المنام " عندما ينام كثيرا يقسو القلب لأنه يضيع وقته " 4- فضول الكلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ ،
ولا يدخلُ الجنةَ رجلٌ لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ ." الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2865 خلاصة حكم المحدث: حسن
5- ركوب بحر التمنى فكلما يُقال له رمضان على الأبواب و رجب شهر البذل وهيا استعد يقول إن شاء الله وعندما يأتى وقتها سأفعل وسأفعل ثم لا يفعل شيئًا
وهذا هو ركوب بحر التمنى
17) أن يكثر صاحبها لنفسه الملامة
وقلنا هذه المعانى ولا ينفك من الندامة لينجو من آفاتها بالسلامة
18) لا تصلح التوبة النصوح إلا بنصيحة النفس والمؤمنين
لان من نصح توبته أحب أن يكون الناس مثله، فإذا تاب العبد وحتى تكون علامة على التوبة النصوح
نقول له اعمل شئ من جنس ذنبك فى الطاعة
فمثلاً هو كان يمشى مع بنات وكان قد أضل أكثر من واحدة وهو فى الطريق معها وفتح لها أبواب معاصى فماذا يفعل؟ نقول له عف واحدة وساعد فى تزويج واحدة مثلاً كان يأكل أموال الناس بالباطل فيتصدق ويساعد المساكين حتى لا يقع أحد فى الذنب الذى كان يفعله وشاب كان يشرب مخدرات يذهب إلى مصحة من مصحات العلاج ويساعد الشباب فيكون فعل شئ من جنس الذى عمله
فهذا من جملة الأمور أن يفتح التائب فى أبواب على عكس الذنب فالتائب يحب أن يكون كل الناس مثله ويكره أن يظل أحد على المعصية وتكون كلمته لهم أوقع من كلمات كبار الدعاة
لأنه يفهمه وذاق مرارة الذنب مثله ويعرف كيف يدخل له
19) التوبة النصوح هو أن ينسى الذنب فلا يذكره
لأن من صحت توبته صار محبًا لله ومن أحب الله نسى ما دون الله فقال علامة التوبة النصوح الحب وهذا شئ جميل أن نقوله للتوابين وأهل التوبة فالله يحب التوابين وأنت تحب من يحب الله وتحبه على الصفة التى يحبها ربنا
وهذا كله يجعلك محب لله ولما المحبة تُغرس فى القلب تُغلق أمامك كل أبواب المعاصى كما جاء فى الحديث : " فإذا أحببتُهُ كنتُ سمعَهُ الَّذي يسمعُ بِهِ وبصرَهُ الَّذي يبصرُ بِهِ ويدَهُ الَّتي يبطشُ بِها ورجلَهُ الَّتي يمشي بها
فبي يسمَعُ وبي يُبصِرُ وبي يبطِشُ وبي يمشي ولئِن سألَني لأعطينَّهُ ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ "
20) أن يكون لصاحبها دمع ٌمسفوح وقلب عن المعاصى جموح
فهذه علامة التوبة النصوح كثرة اليكاء من خشية الله وفى نفس الوقت نفرة من المعصية ومن أهلها ومن مروجيها
ومن كل من يفكر بها فهو عن المعاصى جموح فتجده دائما عنده ذلة ومنكسر القلب ودمعته على خده.
فهو صوام بكاء من خشية الله دائما يقول لنفسه الامارة " لا فأنا عرفتك فلستِ أنتِ التى ستثبطينى وتوقعينى فى المعاصى مرة ثانية "
فيعرف كيف يخالف نفسه فنفسه تقول له ستنزل وتصلى فى المسجد فلا تصليها الأن .. فيقول لا سأصلى،
وتجد نفسك تقول لماذا تصوم اليوم فتصاب بالصداع ؟ يقول لا سأصوم وهذه هى مخالفة الهوى
22) توبة لأهل السنة والجماعة؛ لأن المبتدعة لا توبة لهم
كما أخبرصلى الله عليه وسلم يحجب التوبة عن أهل البدعة فالتوبة النصوح أن تكون على عقيدة أهل السنة ولا تكن مبتدع وتكون متبع للنبى محمد صلى الله عليه وسلم
لأنه لا يُقبل أى عمل إلا إذا كان خالصًا لله وعلى هدى النبى صلى الله عليه وسلم
23 ) قال حذيفة : بحسب الرجل من الشر أن يتوب من الذنب ثم يعود فيه
فتظل هذه المعانى مترسخة فى قلبه أن لا يعود مرة أخرى إلى الذنب
ويظل يرى أن أعظم الشر وأكبر الفجر وأعظم تعدى فى الخطوات أن يصنع الذنب ثم يتوب منه ثم يعود إليه
بعد أن احترق قلبه وتقطع قلبه توبة إلى الله تبارك وتعالى " انتهى بتصرف
وفى المشاركات القامة إن شاء الله نوضح حقيقة التوبة وكيف يكون العبد تائب بصدق يـُـتبع بإذن الله
رد: التوبة .. كيف أرغب فى التوبة ؟ وكيف أتوب بصدق ؟ وكيف أثبت بعدها؟ " متجدد بإذن الله "
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرا اختى الفاضله
ما أحوجنا بصدق لمثل هذا الموضوع
نسأل الله أن يرزقنا توبه قبل الممات وشهاده عند الموت وجنه ونعيم بعد الموت
كتب الله أجرك وجعل عملك فى ميزان حسناتك
تعليق