رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله
حياكِ الله اختنا أم هالة
بجد انتي في بالي من فترة طويلة وكان نفسي اسأل عليكِ
فرحت جداا لما شوفت اسمك عودا حميدا
ولكن حزنت لما وجدت تحت اسمك مشرفة سابقة
يسر الله لكِ الامور ورزقك الخير اينما كان يارب
رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله
جزاكن الله خيراا أخواتى الفضليات على مروركن الطيب جعلنا الله وإياكم ممن عرفه فخافه، وأحبه فأطـــاعه،
وعلَّق به رجـــــاءه ولم يلتفت لسواه .. اللهم آمين،،
رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله
اسم الله الرقيب
إذا ما خلوْتَ الدّهرَ يوْماً فلا تَقُلْ خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعة وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب
ورد اسم الله الرقيب فى القران فى ثلاثة مواضع :
الأول فى قول الله تعالى : ( وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
وقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
وقوله تعالى : (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا)
معنى الرقيب فى اللغة :
الرقيب فى اللغة فعيل بمعنى فاعل ، أى بمعنى راقب وهو الموصوف بالمراقبة
والرقابة فى اللغة تأتى بمعنى الحفظ والحراسة والانتظار مع الحذر والترقب
الرقيب هو الموكل بحفظ الشئ المترصد له المتحرز عن الغفلة فيه ورقيب القوم حارسهم وهو الذى يشرف على المراقبة ليحرسهم ورقيب الجيش طليعتهم والرقيب يُستخدم بمعنى الأمين والرقيب بمعنى المنتظر .. قال تعالى : (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وقال ابن منظور راقب الله تعالى فى أمره أى خافه فتأتى أيضا بهذا المعنى
والرقيب أى الحافظ .. والمرقب بمعنى المرصد وهو المكان العالى الذى يقف عليه الشخص لكى يرى جيدًا
ومنه نستفيد معنى فى المراقبة أنها ستحتاج أن تتعالى على شهوات الحس وعلى هوى النفس
حتى تستطيعى أن تكون الرؤية بالنسبة لكِ رؤية صحيحة ليست محجوبة ولاضبابية
إنما طالما أنكِ منغمسة فى الشهوات ومنغمسة فى هوى النفس فلن تستطيعى مراقبة نفسكِ و شهواتكِ بل تحتاجين أن تبتعدى قليلاً و تنظرى للموضوع من الخارج و تتفكرى من أين أوتيتِ ؟
بعد أن كنتِ تسيرى مستقيمة وماضية فى طريقكِ إلى الله بثبات فجأة وقعتِ لماذا ؟
تحتاجين للتأمل و التفكر جيدًا حتى تستكشفى نقاط ضعفك لتُعالجيها
معنى المراقبة اصطلاحًا :
يقول ابن القيم فى مدارج السالكين :
" المراقبة دوام علم العبد وتيقنه بإطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه "
فهى بهذا المعنى قريبة من معنى الإحسان الذى قال فيه النبى صلى الله عليه وسلم :
(أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) {رواه البخارى } هذه هى المراقبة أنكِ عندما تجدين نفسكِ تهفو إلى المعصية
فأنتِ تعلمين علم اليقين بأن الله بصير ومطلع على خفايا نفسكِ وعلى سركِ وجهركِ وعلى نيتك فدائمًا تُخاطبى نفسك بأنه لا يكن الله أهون الناظرين إليكِ ربنا لا يُحب أن يرانى فى هذا المكان .. لا يُحب أن يرى هذا الخاطر فى قلبى
لا يُحب أن يرى الدنيا تملأ قلبى
فتمتنعى عن كل ما لا يُحبه ربكِ الرقيب من شدة يقينكِ أنه يراكِ و يرى تفاصيل خواطرك
و كل ما يدور بقلبكِ فيتولد من هذا اليقين مراقبتكِ لله فى كل أحوالكِ و كلامكِ و أفعالكِ و نياتكِ و خواطرك .
وقيل : المراقبة دوام علم القلب بعلم الله عز وجل فى السكون والحركة
علمًا لازمًا مقترنا بصفاء اليقين أى أن يكون القلب لا يرى إلا الله فيرى العبد ربه بقلبه و يستشعر قرب الله منه
ويعلم بقلبه أن الله يعلم ما فى قلبه على الدوام فى السكون والحركة وفى كل الأحوال
وهذا العلم علمًا جازمًا لازمًا لا يُفارق قلبه أبداا .. و مقترنًا بصفاء اليقين أى لا يعتريه أدنى شك ولا ريبة
وطوال الوقت يسكن هذا المعنى قلبه (( إن الله مطلع علىّ إن الله ناظر إلىّ )) فأول المراقبة علم القلب بقرب الرب
قال تعالى : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )
وهذا القرب يجعلكِ لا تلتفتِ عن الله و تستحى منه أن يرى فى قلبك سواه
أو يراكِ على ما يُغضبه ولا يرضيه و لا يشغلك إلا أن يراكِ الله فى كل حالٍ على ما يُحب
و أن يراكِ حيث أمركِ و ألا يراكِ حيث نهاكِ و هذا المقام يصل به العبد إلى مقام الإحسان أعلى مقامات الدين على الإطلاق
وقيل : هي خلوص السر والعلانية لله تعالى وقيل : هي التعبد لله بأسمائه وصفاته وأفعاله ومداومة ذلك .
يقول الإمام الغزالي "أعلم أن حقيقة المراقبة هي ملاحظة الرقيب وانصراف الهمم إليه،
فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره يقال:
أنه يراقب فلانًا ويراعى جانبه، ويعنى بهذه المراقبة حالة للقلب يثمرها
نوعٌ من المعرفة وتثمر تلك الحالة أعمالا في الجوارح وفي القلب "
أى أن تكون همة العبد منصرفة تمامًا فى هذا الاتجاه لا تلتفت عنه
وهذا يعنى استقامة القلب على الدرب فقلبه لا يتلفت لا يمين ولا يسار
قال النبى صلى الله عليه وسلم (إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله
بحسن خلقه وكرم ضريبته) {رواه أحمد والطبرانى } ، و ضريبته : أى طبيعته وسجيته و المسدد معناه الاستقامة
عن علي رضي الله عنه قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(قُلْ اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْم ) { رواه الإمام مسلم في صحيحه وأبو داود والنسائي في السنن }
هداية الطريق بأن تعرفى كيف تسيرين فى طريقكِ إلى الله ويكون الطريق واضح أمامكِ ومحدد والسداد أى أنكِ تصيبين الامر بمعنى أنكِ تسيرين و الطريق واضح و خطواتك صحيحة فتصيبين الهدف و تحققيين الغاية منها و يستقيم قلبكِ ويرى الحق حق ويُرزق اتباعه
ويرى الباطل باطل ويُرزق اجتنابه هذا هو العبد المسدد و أهم ذلك سداد القلب و استقامته
أما الحالة
فهي مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به والتفاته إليه وملاحظته إياه وانصرافه إليه
" وقد يكون الباعث إلي المراقبة الحب فلأنكِ تحبين الله تراقبيه ولا تريدى أن تلتفتى عنه ..
أو يكون الباعث إليها الخوف لأنكِ تخشين من غضبه وعذابه و أن تسقطى من عينه إذا رآكِ على ما لا يُرضيه "
وأما المعرفة
التي تثمر هذه الحالة فهو العلم بأن الله مطلع على الضمائر عالم بالسرائر،
رقيب على أعمال العباد، قائم على كل نفس بما كسبت وأن سر القلب في حقه مكشوف
كما أن ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل أشد من ذلك
فهذه المعرفة إذا صارت يقينًا، أى أنها خلت عن الشك ثم استولت بعد ذلك على القلب فقهرته _
فرُبَّ علمٍ لا شك فيه لا يغلب على القلب كالعلم بالموت _
فإذا استولت على القلب استجرت القلب إلى مراعاة جانب الرقيب وصرفت همه إليه
والموقنون بهذه المعرفة هم المقربون وهم ينقسمون إلى الصديقين وإلى أصحاب اليمين
وكيف نصل لهذا اليقين ؟
بدوام التأمل فى أسماء الله و صفاته و استشعارها فى كل ما يحدث حولك
و كذلك التأمل فى الإعجاز العلمى فى القرآن و السنة و التفكر فى خلق الله
فهذا التأمل و التفكر يُعمق معرفة الله فى القلب فيزداد إيمانًا و يقينًا
فيم تفكرين إذا جلستِ وحيدة ؟
ما الذى تسرحين فيه و أنتِ بمفردك ؟ أين يحوم قلبكِ ؟
هل يفكر فى الدنيا و متى سأتزوج و كيف أنجح و مشغول بالمال وجمعه و كلها هموم دنيوية ؟
أم أنه مشغول بالشهوات وكيف يحصل عليها ؟ أم مشغول بحب غير الله يفكر فيه و يتمناه ؟
إن كان هذا هم قلبكِ و شغله فهو منحرف عن الله و غير مسدد وغير مستقيم أما القلب المسدد المستقيم لا يفكر إلا فى ربه و رضاه وحبه فى خلواته و جلواته
واستقامة القلب ليست مسألة سهلة أو هينة بل تحتاج للمجاهدة و الصبر والاستعانة بالله
لأن هذا القلب كالريشه المعلقة فى مكان فتأتى الريح تحركها.. تتحرك يمينًا ويسارًا أو تطيرها من مكانها تمامًا فالقلب يحدث له مثل ذلك ..
تأتى الريح عليه و هى الشبهة أو الشهوة فيهتز و يتحرك
و بعدما كنتِ مستقيمة و ثابتة يضطرب قلبكِ ..
و لهذا ندعو كثيرًا يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
أى أن يصرف عنكِ هذه الريح " الشهوات والشبهات " و إذا جاءت لا تجعل القلب يزيغ
ويلتفت التفاتًا شديدًا بل يثبت و إذا تحرك تكون حركة يسيرة لا يزيغ
درجات المراقبة :
الدرجة الأولى: استدامة السير إلى الله وتعظيمه وحضور القلب معه والذهول عن غيره والقرب إليه مع الأنس والسرور به:
قال بن القيم : "فإن الحضور يوجب أنساً ومحبة وإن لم يقارنهما تعظيم أورثاه خروجاً عن حدود العبودية ورعونة فكل حب لا يقارنه تعظيم المحبوب فهو سبب للبعد عنه والسقوط من عينه وأما السرور الباعث فهو الفرحة والتعظيم واللذة التي يجدها في تلك المداناة فإن سرور القلب بالله وفرحه به وقُرّة العين به لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا ألبتة ولا ريب أن هذا السرور يبعثه على دوام السير إلى الله عز وجل، وبذل الجهد في طلبه وابتغاء مرضاته"
الدرجة الثانية: مراقبة الله بصيانة الباطن والظاهر:
قال بن القيم : "هذه مراقبةٌ لمراقبة الله لك فهي مراقبة لصفة خاصة معينة وهي توجب صيانة الباطن والظاهر، فصيانة الظاهر بحفظ الحركات الظاهرة وصيانة الباطن بحفظ الخواطر والإرادات والحركات الباطنة"
الدرجة الثالثة:
مراقبة الله بشهود انفراده سبحانه بأزليته وحده وأنه كان ولم يكن شيء قبله وكل ما سواه فكائن بعد عدمه بتكوينه :
قال بن القيم : "وهذا الشهود متعلّق بأسمائه وصفاته وتقدُّم علمه بالأشياء ووقوعها في الأبد مطابقة لعلمه الأزلي فهذا الشهود يُعْطي إيماناً ومعرفة وإثباتا للعلم والقدرة والفعل والقضاء والقدر"
ملحوظة : كلام بن القيم منقول من مدارج السالكين بتصرف
تابعوا معنا لنعرف حظ العبد من اسم الله الرقيب و كيف نصل لهذه المراقبة لله ؟
تعليق