إنها ذكرى.. أذكر بها نفسي ونفوس إخواني من المؤمنين في المشرق أو في المغرب وفي كل مكان وزمان.
وهي دعوة.. إلى رحاب الرحيم الرحمن
وهي إضاءات.. لإقالة العثرة.. وشحذ الخوف والرجاء.. واستثارة المراقبة والحياء بالندم والاستغفار.
وهي دعوة للنفس.. للنهوض بها نحو الاستعلاء، ومجاهدتها بنور العلم والطاعة والفرار من الجهل والمعصية.
يانفس توبي فإن الموت قد حانـا
واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنــايا كيف تلقـطنا
لقـطا وتلحـق أخرانا بأولانـا
في كل يوم لنـا ميت نشــيعه
نـرى بمصـرعه آثـار موتـانا
واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنــايا كيف تلقـطنا
لقـطا وتلحـق أخرانا بأولانـا
في كل يوم لنـا ميت نشــيعه
نـرى بمصـرعه آثـار موتـانا
هي انطلاقة من قيود الخطايا والآثام إلى رحمة الله ذي الجلال والإكرام.. ولا تقل إن ذنوبي كثيرة، فإن رحمة الله أعظم، وعفوه أوسع وأشمل.
واعلم أن كل تائب لابد له من الهم والغم والضيق في أول التوبة، وألم بفراق محبوبه، وهذا الألم والقبض الذي يحصل دليل على حياة القلب وقوة الإستعداد، فعلامة السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيآته نصب عينيه.
فكلما تذكرت الذنوب والخطايا.. فارجع إلى ربك واستغفر الله.
وابك على خطيئتك.. ثم اجعل الموت والأجل بين عينيك.
وتفكر فيما مضى من الذنوب.. كما قال مالك بن دينار رحمه الله: "البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما تحط الريح الورق اليابس".
أكثر من التوبة والاستغفار، وعليك بالصلاة في جوف الليل، والصدقة على المحتاجين فإنهما مطفئتان للخطايا كما يطفئ الماء النار.
وما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا أذى إلا كفَّر الله بها عنه الخطيآت.
وبعد ذلك اشكر الله على الهداية والتوفيق. وتذكر ما أعده الله لعباده التائبين من عظيم الثواب والحسنات.. فما ما هي إلا أنفاس معدودات وأيام معلومات، فإذا الدار غير الدار.. والحال غير الحال.
كما قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ "لقمَان: 34".
وليكن شعارك فى الحياة
اللهم اجعلنا من التوابين، واجعلنا من المتطهرين.
تعليق