إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

    جزاكم الله خيراً
    شكوت إلى وكيع سوء حفظي
    فأرشدني إلى ترك المعاصى
    وقـال إن العــلم نــــــــــــــــور
    ونور الله لا يؤتاه عاصي

    تعليق


    • #17
      رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

      جزاك الله خيرا أختي
      ونفع بك
      ~ْ~ لا تنسوا ذكر الله ~ْ~
      سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
      سبحان الله وبحمده عدد خلقه ,ورضا نفسه ,وزنة عرشه ,ومداد كلماته

      تعليق


      • #18
        رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

        جزاكم الله خيرا
        ونفع بكم الإسلام والمسلمين
        اللهم بلغنا رمضان

        تعليق


        • #19
          رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

          وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
          جزاكم الله خيراً ونفع بكم
          وأثابكم الله الفردوس الأعلى

          تعليق


          • #20
            رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟



            بارك الله فيكم ونفع بكم وجعله فى ميزان حسناتك
            اللهم إنى أسالك أن تعجل بقتل الكلب النصيرى فإنه لا يعجزك

            لاتنسونى من صالح الدعاء

            تعليق


            • #21
              رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

              آآآآآآآآآآآآمين وجزاكم الله كل خير

              إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
              ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

              شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
              لها بالشفاء العاجل

              تعليق


              • #22
                كيف تختم القرآن مرة كل يوم فى رمضان

                الحمد لله الذى يسر القرآن للاذكار ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه علاة الهمة الأخيار وبعد:

                كثيرا ما نقرأ عن حياة السلف أن فلانا كان يقرأ القرآن فى ليلة واحدة ، والآخر يختمه فى اليوم والليلة ، ونقف متسائلين : هل هذه مبالغات من القول أم أنه حق ؟ وطالما أنه حق فأنى لنا بذلك ؟

                أنت تستطيع ذلك بإذن الله بالشروط الآتية:
                1- أن تمتلك قلبا مثل قلوبهم ، مخلصا ، مشتاقا ، يحسن الظن بربه ، متوكلا على مولاه فهو حسبه ، منافسا فى مرضاة الله ، مسابقا فى الخيرات ، فهل تمتلك هذا القلب؟
                2- أن تكون مشغولا جدا وليس عندك أوقات للفراغ ، بل أنت صاحب مهمات كثيرة جدا فى رمضان وكلها لازمة واجبة ( صلاة وعمل ، إعداد للطعام ، وغير ذلك).
                3- أن تكون متفائلا متدربا على ذلك قبل دخول رمضان وأنت صائم ، فى يوم شديد حره ، بعيد ما بين طرفيه
                4- رفقة تسابقها وتنافسها ، ولتكن هذه الرفقة هى الصحابة رضوان الله ، فغالبا لن تجد بين الأحياء من يعينك على هذه المهمة ، وإن وجدت فلابد أن تخرج خمسه زكاةً ؛ فهذا كنز.
                5- الحدر فى القراءة ، السرعة والخفة مع مراعاة الأحكام.
                6- عدم التكلف نهائيا ، فليس لديك وقت ، وليس لديك جهد ؛ فأنت لن تستطيع أن تشرب إن جف حلقك ؛ فارفق بنفسك ، والتكلف مذموم طبعا وشرعا.
                7- احترم الدقيقة تحترمك ، ولابد من ضبط الوقت ، فالجزء لا تستغرق قراءته أكثر من 15 دقيقة ( على الأكثر ولا مبالغة ) ؛ وبذا أن تحتاج سبع ساعات ونصف الساعة (450 دقيقة فقط ليس غير) في يوم كان مقداره 1440 دقيقة ، أرأيت كيف هى مهمة سهلة جدا.
                8-لابد من إعداد بالأوقات التى يمكنك استغلالها ، وهذا بيان لأكثرها ، والكل أعلم بأوقاته
                - قبل الفجر ساعة ( 4 أجزاء)
                - بين الأذان والإقامة فى صلاة الفجر حوالى 20 دقيقة ( جزء وزيادة)
                - بعد ختام الصلاة وأذكار الصباح إلى صلاة الشروق حوالى ساعة ونصف ( 6 أجزاء) ، وأجر حجة وعمرة ، فاهنها متقبلا.
                - فى المواصلات على أقل تقدير ، 15 دقيقة ذهابا و15 إيابا ( 30 دقيقة ) ؛ جزآن ، وعلى أقصى تقدير 60 دقيقة ذهابا و60 إيابا ( 120 دقيقة ) ؛ حوالى خمسة أجزاء ؛ فقد تكون مرهقا لذا أعطيتك راحة خمسة دقائق .
                - إن كنت رجلا ؛ فلديك بعد صلاة العصر كنز ثمين ، الأهل مشغولون بإعداد الطعام ، فالزم المسجد إلى صلاة المغرب حتى لا تفوتك ( حوالى 3 ساعات تقريبا ) ؛ 12 جزء على أقصى تقدير ، و11 جزء على أقل
                تقدير
                - ربع ساعة تمكثها فى المسجد القريب من منزلك قبل أذان العشاء ثم ربع ساعة أخرى تقريبا بين الأذان والإقامة ( جزآن ) ، وهذا ما أنصحك به أن لا تضيع الأوقات فى المواصلات لتصل إلى مسجد بعيد عنك ، تخير مسجدا قريبا منك يختم كل ليلة جزء ، والإمام فيه صوته حسن .
                - إن كنت امرأة أو بلا عمل نهارى ، فما أجمل أن تزيد المدة التى بعد صلاة الفجر إلى 5 ساعات ( حوالى 17- 20 جزء) ثم تنام من التاسعة صباحا إلى قبل الظهر بنصف ساعة ، وأرباب الهمة العالية لا ينامون ، أي قليلو النوم.
                - بعض الأشغال - تستطيع قراءة القرآن فيها دون تضييع للمصالح أو الأعمال ، وهذا أفضل من الثرثرة فيما لا يفيد أو يحرم ( عدد اأجزاء: جزآن على الأقل)
                - أثناء الراحة فى صلاة التراويح ، حوالى نصف ساعة مجتمعة أو متفرقة ( جزآن على الأكثر).
                - هنيئا لك إن كنت حافظا للقرآن عن ظهر قلب ؛ فأنت أكثر الناس قراءة للقرآن فى كل مكان وزمان وحال.
                - وإن رزقك الله بعمرة فى رمضان ، فلا تضع الزمان ، وهناك لا بأس أن تقضى اليوم كله فى قراءة الأجزاء ، ولا تنتهك الأوقات فى استبدال العملة والشراء ؛ فالكعبة فقط هناك ، والهدايا فى خان الخليلى ( القاهرة ) والمنشية (الإسكندرية ) وكل أعلم ببلده.
                أراك باغتنام هذه الأوقات وغيرها تستطيع بإذن الله أن تقرأ أكثر من 30 جزءًا فى اليوم والليلة ، ولكن لا اأنصحك بالزيادة ؛ فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
                هذا ما أراه يفعله من يريد المسابقة إلى الخيرا ت والمنافسة لنيل الدرجات العاليات ، ولا تنس ( أياما معدودات) .
                واعلم أنه لا يشترط التدبر فى ختمة الحسنات التى يطالب بها المسلم فى الأزمنة الفاضلة والأماكن الفاضلة ، وهذا ما نص عليه العلماء ودرج عليه السلف ، ولا بأس من ختم القرآن فى أقل من ثلاث ، راجع: لطائف المعارف لابن رجب الحنبلى ، كيف تقرأ القرآن الكريم فى رمضان وغيره من الشهور ، د/ محمد سهيل ، وهو موجود على الشبكة.
                الأصول : الإخلاص ، التوكل والاستعانة ، والصبر والمثابرة .
                مطلوب: إغلاق الفم ، تأجيل المواضيع الهامة والتافهة إلى بعد رمضان ، ولا داعى للتافهة عموما ، فالأعمار نفيسة.
                ماذا لو اجتهدت فى نشر هذا الموضوع حتى يكون لك أجرَ من قرأ وعَملَ بما فيه من الصحيح ، جنبنا الله وإياكم الزلل.
                تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال


                منقول
                التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 06-09-2014, 01:42 PM.

                تعليق


                • #23
                  رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

                  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                  الأُخْتُ الفَاضِلَةُ / جنة الخلد مطلبي
                  السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                  بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ عَلَى هذا المَوْضُوعِ القَيِّمِ، وإذا سَمَحْتُمْ لِي أنْ أُشَارِكَ بفِكْرَةٍ عَمَلِيَّة بَسِيطَةٍ لخَتْمَاتٍ أكْثَر:
                  أوَّلاً: خَصِّص لنَفْسِكَ جُزْءً لكُلِّ يَوْمٍ، وفي نِهَايَةِ رَمَضَان تَكُون قَدْ خَتَمْتَ القُرْآن مَرَّة.

                  ثَانِيًا: صَلِّ النَّوَافِل بهذا الجُزْء، وبأقَلِّ تَقْدِيرٍ سَتَخْتِم القُرْآن في نِهَايَةِ الشَّهْر مَرَّة إذا كُنْتَ تُقَسِّم الجُزْء عَلَى كُلِّ النَّوَافِلِ، وبأقْصَى تَقْدِير سَتَخْتِم القُرْآن خَمْس مَرَّات إنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تُصَلِّي كُلّ نَافِلَة بنَفْسِ الجُزْء.

                  ثَالِثًا: صَلِّ التَّرَاوِيح مَعَ شَيْخٍ يَقْرَأ في كُلِّ يَوْمٍ جُزْءً، وبالتَّالِي تَخْتِم القُرْآن مَعَهُ مَرَّة.
                  وبهذا تَكُون قَدْ خَتَمْتَ القُرْآن في رَمَضَان 3 خَتْمَاتٍ في أقَلِّ تَقْدِيرٍ، و7 خَتْمَاتٍ في أقْصَى تَقْدِيرٍ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:
                  - خَتْمَةٌ بجُزْءٍ كُلّ يَوْمٍ في قِرَاءَةِ الوِرْد.
                  - خَتْمَةٌ في صَلاَةِ النَّوَافِل – 5 خَتْمَات؛ في كُلِّ نَافِلَةٍ خَتْمَة عَلَى مَدَارِ الشَّهْر.
                  - خَتْمَةٌ في صَلاَةِ التَّرَاوِيح.
                  وتَبْقَى لَكَ بَقِيَّة أوْقَات رَمَضَان لمَزِيدٍ مِنَ الطَّاعَاتِ المُخْتَلِفَة.

                  رَابِعًا: وهذا للنِّسَاءِ: تَسْتَطِيع المَرْأة أنْ تزِيدَ عَنِ الرَّجُلِ في العَدَدِ، إذْ أنَّ لَدَيْهَا فُرْصَة أنَّهَا لا تَخْرُج لتُصَلِّي الفُرُوض الخَمْسَة في المَسْجِدِ، وبالتَّالِي تَسْتَطِيع أنْ تُقَسِّمَ الجُزْء عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْس، فَتَخْتِم مَرَّة، أو تَقْرَأ في كُلِّ فَرْضٍ جُزْءً، وبالتَّالِي تَخْتِم خَمْس مَرَّات، ليَكُون إجْمَالِي خَتْمَاتهَا في الشَّهْرِ إمَّا 4 خَتْمَات كَحَدٍّ أدْنَى أو 12 خَتْمَة كَحَدٍّ أقْصَى عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:
                  - خَتْمَةٌ بجُزْءٍ كُلّ يَوْمٍ في قِرَاءَةِ الوِرْد.
                  - خَتْمَةُ في صَلاَةِ النَّوَافِل – 5 خَتْمَات؛ في كُلِّ نَافِلَةٍ خَتْمَة عَلَى مَدَارِ الشَّهْر.
                  - خَتْمَةٌ في صَلاَةِ التَّرَاوِيح.
                  - خَتْمَةٌ في صَلاَةِ الفُرُوض – 5 خَتْمَات؛ في كُلِّ فَرْضٍ خَتْمَة عَلَى مَدَارِ الشَّهْر.
                  وتَبْقَى لَكِ بَقِيَّة أوْقَات رَمَضَان لمَزِيدٍ مِنَ الطَّاعَاتِ المُخْتَلِفَة.


                  وهُنَا يَجْدُرُ بِنَا نَقْل قَوْل الإمَام النَّوَوِيّ رَحِمَهُ الله الَّذِي قَالَهُ مُعَلِّقًا عَلَى مَسْألَةِ قَدْر خَتْمَات القُرْآن، قَالَ رَحِمَهُ الله [ والاخْتِيَارُ أنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِف باخْتِلاَفِ الأشْخَاص، فَمَنْ كَانَ يَظْهَر لَهُ بدَقِيقِ الفِكْرِ لَطَائِفٌ ومَعَارِفٌ؛ فَلْيَقْتَصِر عَلَى قَدْرٍ يُحَصِّل لَهُ كَمَال فَهْم مَا يَقْرَؤُهُ، وكَذَا مَنْ كَانَ مَشْغُولاً بنَشْرِ العِلْمِ أو غَيْرِهِ مِنْ مُهِمَّاتِ الدِّينِ ومَصَالِحِ المُسْلِمِينَ العَامَّة؛ فَلْيَقْتَصِر عَلَى قَدْرٍ لا يَحْصُل بسَبَبِهِ إخْلاَلٌ بِمَا هُوَ مرصد لَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَؤُلاَءِ المَذْكُورِينَ، فَلْيَسْتَكْثِر مَا أمْكَنَهُ مِنْ غَيْرِ خُرُوجٍ إلى حَدِّ المَلَلِ والهَذْرَمَةِ ] التِّبْيَان (ص76)، والهَذْرَمَةُ في أحَدِ مَعَانِيهَا: السُّرْعَةُ في القِرَاءَةِ والكَلاَمِ.



                  أمَّا بالنِّسْبَةِ لمَسْألَةِ القِرَاءَة في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ، فَأنْقِلُ الفَتْوَى التَّالِيَة مِنْ مَوْقِعِ الإسْلاَم سُؤَال وجَوَاب لتَوْضِيحِهَا:
                  السُّؤَالُ: هَلْ يُمْكِن أنْ أقْرَأ القُرْآن كَامِلاً في يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ وهَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ؟ فَقَدْ سَمِعْتُ أنَّهُ لا يَجُوزُ قِرَاءَته كَامِلاً في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ.
                  الجَوَابُ:
                  الحَمْدُ للهِ؛؛
                  أوَّلاً: قِرَاءَةُ كِتَابِ الله تَعَالَى مِنَ العِبَادَاتِ الجَلِيلَةِ في الإسْلاَمِ، وكَيْفَ لا تَكُونُ كَذَلِكَ والمَقْرُوء هُوَ كَلاَم الله تَعَالَى؟! ومَعَ هذا الشَّرَفِ الَّذِي يَحْصُل لقَارِئ القُرْآن فَقَدْ وَعَدَ اللهُ تَعَالَى القَارِئَ بالثَّوَابِ الجَزِيلِ في الدُّنْيَا والآخِرَة، ومِنْ ذَلِكَ أنَّهُ يَكُونُ لَهُ هُدًى وشِفَاءً، وأنَّ لَهُ بكُلِّ حَرْفٍ عَشْر حَسَنَات، وأنَّ القُرْآنَ يَكُونُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ القِيَامَة، وغَيْر ذَلِكَ مِنَ الثَّوَابِ والأُجُور. وانْظُر جَوَاب السُّؤَال رَقْم (141700).

                  ولهذا رَأيْنَا الصَّحَابَة الأجِلاَّء والتَّابِعِينَ الفُضَلاَء ومَنْ تَبِعَهُم مِنْ سَلَفِ هذه الأُمَّة يَحْرصُونَ عَلَى قِرَاءَةِ كِتَاب رَبّهم تَبَارَكَ وتَعَالَى، ويَجْعَلُونَ لأنْفُسِهِم وِرْدًا مِنْهُ كُلّ يَوْمٍ، ومَعَ حِرْصِهِم عَلَى قِرَاءَةِ كِتَاب رَبّهم فَقَدِ الْتَزَمُوا القَدْرَ الَّذِي لا يَتَجَاوَزُونَ بِهِ الشَّرْع، ولا يَقَعُونَ بسَبَبِهِ في مُخَالَفَةٍ للهَدْي النَّبَوِيّ، ولِذَا كَانَ الأكْثَرُ عَلَى خَتْمِ القُرْآن كُلّ سَبْعَةِ أيَّامٍ، ومَنْ وَجَدَ قُوَّة فَلاَ يَخْتم في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ، إلاَّ في أحْوَالٍ مُعَيَّنَةٍ يَأتِي ذِكْرُهَا.

                  وقَدِ الْتَزَم أكْثَر السَّلَف الخَتْم عَلَى سَبْعٍ اتِّبَاعًا لوَصِيَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لعَبْدِ الله بْن عَمْرُو بْن العَاصّ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ اقْرَإِ الْقُرْآنَ في شَهْرٍ، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ... حَتَّى قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4767) ومُسْلِمُ (1159)، ولَمْ يَخْتِمُوا في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ لتَنْفِيرِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ لاَ يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ ] رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (2949) وأبُو دَاوُد (1390) وابْنُ مَاجَه (1347) وصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيحِ ابْن مَاجَه، وهُوَ الَّذِي فَهِمَهُ الصَّحَابَة الأجِلاَّء مِنَ الهَدْي النَّبَوِيّ، وتَبِعَهُم عَلَى ذَلِكَ أئِمَّة عِلْم وهُدَى:
                  1. فَعَنِ ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ اقْرَؤُوا القُرْآن في سَبْعٍ، ولا تَقْرَؤُوه في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ ] رَوَاهُ سَعِيد بْن مَنْصُور في سُنَنِهِ بإسْنَادٍ صَحِيحِ كَمَا قَالَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَر في فَتْحِ البَارِي (9/78).
                  2. وعَنْ مُعَاذ بْن جَبَل رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهُ [ كَانَ يَكْرَهُ أنْ يُقْرَأ القُرْآن في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ ]، رَوَاهُ أبُو عُبَيْد في فَضَائِلِ القُرْآن (ص89) وصَحَّحَهُ ابْنُ كَثِير في فَضَائِلِ القُرْآن لَهُ (ص254) [ وقَدْ كَرِهَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ قِرَاءَة القُرْآن في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ، كَمَا هُوَ مَذْهَبُ أبِي عُبَيْد وإسْحَاق بْن رَاهَوَيْه وغَيْرهمَا مِنَ الخَلَفِ أيْضًا ].
                  3. ومَعَ عَدَمِ فِقْه مَنْ قَرَأ في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ؛ فَإنَّهُ لا يَسْتَفِيد – كَذَلِكَ – مَعَانِي سَامِيَة عَالِيَة يَسْتَفِيدهَا مَنْ قَرَأ القُرْآن بتَدَبُّرٍ وطُمَأنِينَةٍ، قَالَ شَيْخُ الإسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّة رَحِمَهُ الله [ قِرَاءَة القُرْآن عَلَى الوَجْهِ المَأمُور بِهِ: تُورِثُ القَلْب الإيِمَان العَظِيم، وتزِيدُهُ يَقِينًا وطُمَأنِينَةً وشِفَاءً ] مَجْمُوع الفَتَاوَى (7/283).

                  ثَانِيًا: مَا يُذْكَر في بَعْضِ كُتُب أهْل العِلْم مِنْ خَتْمَةِ بَعْضهم للقُرْآن أرْبَعًا في النَّهَارِ وأرْبَعًا في اللَّيْلِ: يُنْظَر في أمْرِ ثُبُوته عَمَّنْ رُوِيَ عَنْهُ، لبُعْدِ وُقُوع ذَلِكَ جِدًّا؛ إذِ الوَقْت لا يَسْتَوْعِب هذا أصْلاً، ومِثْلهُ مَا يُزْعَم مِنْ أنَّ بَعْضَهُم خَتَمَ القُرْآن بَيْنَ المَغْرِب والعِشَاء! وغَيْر ذَلِكَ مِمَّا لا يُمْكِن تَصْدِيقه حتى مَعَ السُّرْعَةِ في القِرَاءَة.

                  وأمَّا قِرَاءَة القُرْآن – كَامِلاً - في يَوْمٍ وَاحِدٍ: فَمُمْكِنَة وَاقِعًا، بَلْ قَدْ فَعَلَهَا بَعْضُ الأئِمَّة – كَمَا رُوِيَ عَنْهُم في رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ الله [ وأمَّا الَّذِينَ خَتَمُوا القُرْآن في رَكْعَةٍ: فَلاَ يُحْصَوْنَ؛ لكَثْرَتِهِم، فَمِنْهُم: عُثْمَان بْن عَفَّان، وتَمِيم الدَّارِيّ، وسَعِيد بْن جُبَيْر ] الأذْكَار (ص102).

                  ولَكِنْ هَلْ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ يَكُون مُهْتَدِيًا بسُنَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أو يَكُون فَعَلَ مَا يَجُوزُ لَهُ شَرْعًا؟!
                  والجَوَابُ: أمَّا مَنْ جَعَلَ ذَلِكَ دَيْدَنًا لَهُ ومَنْهَجًا في حَيَاتِهِ: فَلاَ شَكَّ أنَّهُ يَقَع في مُخَالَفَةٍ للشَّرْعِ، ولا يَكُون فِعْلهُ ذَلِكَ إلاَّ مَعَ تَفْرِيطٍ بوَاجِبَاتٍ شَرْعِيَّةٍ عَلَيْهِ - كَالصَّلاَة وتَرْبِيَة أوْلاَده وصِلَة رَحِمه وعِشْرَة أهْله بالمَعْرُوفِ – أو تَفْرِيطٍ في عَمَلٍ يَرْتَزِق بِهِ، وأمَّا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أحْيَانًا بقَصْدِ مُرَاجَعَة حِفْظِهِ، أو اسْتِثْمَارًا لزَمَانٍ فَاضِلٍ – كَشَهْرِ رَمَضَان -، أو بسَبَبِ أنَّهُ مُعْتَكِف في مَسْجِدٍ، أو لأنَّهُ مُنْقَطِع للعِبَادَةِ في فَتْرَةٍ مُحَدَّدَةٍ في مَكَّةٍ – مَثَلاً -: فَلاَ يَكُون بذَلِكَ مُخَالِفًا للشَّرْعِ، وعَلَى هذه الأعْذَارِ يُحْمَل مَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الأئِمَّة مِنْ خَتْمِهِم للقُرْآن مَرَّتَيْنِ في اليَوْمِ أو مَرَّة في اليَوْمِ، لا أنَّ ذَلِكَ كَانَ مَنْهَجًا لَهُم في حَيَاتِهِم، قَالَ ابْنُ رَجَب الحَنْبَلِيّ رَحِمَهُ الله [ وكَانَ قَتَادَة يَخْتِم في كُلِّ سَبْعٍ دَائِمًا، وفي رَمَضَان في كُلِّ ثَلاَثٍ، وفي العَشْرِ الأوَاخِرِ كُلّ لَيْلَةٍ، وكَانَ للشَّافِعِيّ في رَمَضَان سِتُّونَ خَتْمَة يَقْرَؤُهَا في غَيْرِ الصَّلاَة، وعَنْ أبِي حَنِيفَة نَحْوه، ... ، وإنَّمَا وَرَدَ النَّهْي عَنْ قِرَاءَةِ القُرْآن في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ عَلَى المُدَاوَمَة عَلَى ذَلِكَ، فَأمَّا في الأوْقَاتِ المُفَضَّلَة كَشَهْرِ رَمَضَان خُصُوصًا اللَّيَالِي التي يُطْلَب فِيهَا لَيْلَة القَدْر، أو في الأمَاكِنِ المُفَضَّلَة كَمَكَّة لِمَنْ دَخَلَهَا مِنْ غَيْرِ أهْلهَا، فَيُسْتَحَبُّ الإكْثَار فِيهَا مِنْ تِلاَوَةِ القُرْآن اغْتِنَامًا للزَّمَانِ والمَكَانِ، وهُوَ قَوْلُ أحْمَد وإسْحَاق وغَيْرهمَا مِنَ الأئِمَّة، وعَلَيْهِ يَدُلّ عَمَل غَيْرهم كَمَا سَبَقَ ذِكْره ] لَطَائِفُ المَعَارِفِ (ص171)، وانْظُر جَوَاب السُّؤَال رَقْم (50781). انْتَهَى

                  وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                  والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                  تعليق


                  • #24
                    رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

                    المشاركة الأصلية بواسطة محارب الشيطان مشاهدة المشاركة
                    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                    الأُخْتُ الفَاضِلَةُ / جنة الخلد مطلبي
                    السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                    بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ عَلَى هذا المَوْضُوعِ القَيِّمِ، وإذا سَمَحْتُمْ لِي أنْ أُشَارِكَ بفِكْرَةٍ عَمَلِيَّة بَسِيطَةٍ لخَتْمَاتٍ أكْثَر:
                    أوَّلاً: خَصِّص لنَفْسِكَ جُزْءً لكُلِّ يَوْمٍ، وفي نِهَايَةِ رَمَضَان تَكُون قَدْ خَتَمْتَ القُرْآن مَرَّة.

                    ثَانِيًا: صَلِّ النَّوَافِل بهذا الجُزْء، وبأقَلِّ تَقْدِيرٍ سَتَخْتِم القُرْآن في نِهَايَةِ الشَّهْر مَرَّة إذا كُنْتَ تُقَسِّم الجُزْء عَلَى كُلِّ النَّوَافِلِ، وبأقْصَى تَقْدِير سَتَخْتِم القُرْآن خَمْس مَرَّات إنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تُصَلِّي كُلّ نَافِلَة بنَفْسِ الجُزْء.

                    ثَالِثًا: صَلِّ التَّرَاوِيح مَعَ شَيْخٍ يَقْرَأ في كُلِّ يَوْمٍ جُزْءً، وبالتَّالِي تَخْتِم القُرْآن مَعَهُ مَرَّة.
                    وبهذا تَكُون قَدْ خَتَمْتَ القُرْآن في رَمَضَان 3 خَتْمَاتٍ في أقَلِّ تَقْدِيرٍ، و7 خَتْمَاتٍ في أقْصَى تَقْدِيرٍ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:
                    - خَتْمَةٌ بجُزْءٍ كُلّ يَوْمٍ في قِرَاءَةِ الوِرْد.
                    - خَتْمَةٌ في صَلاَةِ النَّوَافِل – 5 خَتْمَات؛ في كُلِّ نَافِلَةٍ خَتْمَة عَلَى مَدَارِ الشَّهْر.
                    - خَتْمَةٌ في صَلاَةِ التَّرَاوِيح.
                    وتَبْقَى لَكَ بَقِيَّة أوْقَات رَمَضَان لمَزِيدٍ مِنَ الطَّاعَاتِ المُخْتَلِفَة.

                    رَابِعًا: وهذا للنِّسَاءِ: تَسْتَطِيع المَرْأة أنْ تزِيدَ عَنِ الرَّجُلِ في العَدَدِ، إذْ أنَّ لَدَيْهَا فُرْصَة أنَّهَا لا تَخْرُج لتُصَلِّي الفُرُوض الخَمْسَة في المَسْجِدِ، وبالتَّالِي تَسْتَطِيع أنْ تُقَسِّمَ الجُزْء عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْس، فَتَخْتِم مَرَّة، أو تَقْرَأ في كُلِّ فَرْضٍ جُزْءً، وبالتَّالِي تَخْتِم خَمْس مَرَّات، ليَكُون إجْمَالِي خَتْمَاتهَا في الشَّهْرِ إمَّا 4 خَتْمَات كَحَدٍّ أدْنَى أو 12 خَتْمَة كَحَدٍّ أقْصَى عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:
                    - خَتْمَةٌ بجُزْءٍ كُلّ يَوْمٍ في قِرَاءَةِ الوِرْد.
                    - خَتْمَةُ في صَلاَةِ النَّوَافِل – 5 خَتْمَات؛ في كُلِّ نَافِلَةٍ خَتْمَة عَلَى مَدَارِ الشَّهْر.
                    - خَتْمَةٌ في صَلاَةِ التَّرَاوِيح.
                    - خَتْمَةٌ في صَلاَةِ الفُرُوض – 5 خَتْمَات؛ في كُلِّ فَرْضٍ خَتْمَة عَلَى مَدَارِ الشَّهْر.
                    وتَبْقَى لَكِ بَقِيَّة أوْقَات رَمَضَان لمَزِيدٍ مِنَ الطَّاعَاتِ المُخْتَلِفَة.


                    وهُنَا يَجْدُرُ بِنَا نَقْل قَوْل الإمَام النَّوَوِيّ رَحِمَهُ الله الَّذِي قَالَهُ مُعَلِّقًا عَلَى مَسْألَةِ قَدْر خَتْمَات القُرْآن، قَالَ رَحِمَهُ الله [ والاخْتِيَارُ أنَّ ذَلِكَ يَخْتَلِف باخْتِلاَفِ الأشْخَاص، فَمَنْ كَانَ يَظْهَر لَهُ بدَقِيقِ الفِكْرِ لَطَائِفٌ ومَعَارِفٌ؛ فَلْيَقْتَصِر عَلَى قَدْرٍ يُحَصِّل لَهُ كَمَال فَهْم مَا يَقْرَؤُهُ، وكَذَا مَنْ كَانَ مَشْغُولاً بنَشْرِ العِلْمِ أو غَيْرِهِ مِنْ مُهِمَّاتِ الدِّينِ ومَصَالِحِ المُسْلِمِينَ العَامَّة؛ فَلْيَقْتَصِر عَلَى قَدْرٍ لا يَحْصُل بسَبَبِهِ إخْلاَلٌ بِمَا هُوَ مرصد لَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَؤُلاَءِ المَذْكُورِينَ، فَلْيَسْتَكْثِر مَا أمْكَنَهُ مِنْ غَيْرِ خُرُوجٍ إلى حَدِّ المَلَلِ والهَذْرَمَةِ ] التِّبْيَان (ص76)، والهَذْرَمَةُ في أحَدِ مَعَانِيهَا: السُّرْعَةُ في القِرَاءَةِ والكَلاَمِ.


                    أمَّا بالنِّسْبَةِ لمَسْألَةِ القِرَاءَة في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ، فَأنْقِلُ الفَتْوَى التَّالِيَة مِنْ مَوْقِعِ الإسْلاَم سُؤَال وجَوَاب لتَوْضِيحِهَا:
                    السُّؤَالُ: هَلْ يُمْكِن أنْ أقْرَأ القُرْآن كَامِلاً في يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ وهَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ؟ فَقَدْ سَمِعْتُ أنَّهُ لا يَجُوزُ قِرَاءَته كَامِلاً في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ.
                    الجَوَابُ:
                    الحَمْدُ للهِ؛؛
                    أوَّلاً: قِرَاءَةُ كِتَابِ الله تَعَالَى مِنَ العِبَادَاتِ الجَلِيلَةِ في الإسْلاَمِ، وكَيْفَ لا تَكُونُ كَذَلِكَ والمَقْرُوء هُوَ كَلاَم الله تَعَالَى؟! ومَعَ هذا الشَّرَفِ الَّذِي يَحْصُل لقَارِئ القُرْآن فَقَدْ وَعَدَ اللهُ تَعَالَى القَارِئَ بالثَّوَابِ الجَزِيلِ في الدُّنْيَا والآخِرَة، ومِنْ ذَلِكَ أنَّهُ يَكُونُ لَهُ هُدًى وشِفَاءً، وأنَّ لَهُ بكُلِّ حَرْفٍ عَشْر حَسَنَات، وأنَّ القُرْآنَ يَكُونُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ القِيَامَة، وغَيْر ذَلِكَ مِنَ الثَّوَابِ والأُجُور. وانْظُر جَوَاب السُّؤَال رَقْم (141700).

                    ولهذا رَأيْنَا الصَّحَابَة الأجِلاَّء والتَّابِعِينَ الفُضَلاَء ومَنْ تَبِعَهُم مِنْ سَلَفِ هذه الأُمَّة يَحْرصُونَ عَلَى قِرَاءَةِ كِتَاب رَبّهم تَبَارَكَ وتَعَالَى، ويَجْعَلُونَ لأنْفُسِهِم وِرْدًا مِنْهُ كُلّ يَوْمٍ، ومَعَ حِرْصِهِم عَلَى قِرَاءَةِ كِتَاب رَبّهم فَقَدِ الْتَزَمُوا القَدْرَ الَّذِي لا يَتَجَاوَزُونَ بِهِ الشَّرْع، ولا يَقَعُونَ بسَبَبِهِ في مُخَالَفَةٍ للهَدْي النَّبَوِيّ، ولِذَا كَانَ الأكْثَرُ عَلَى خَتْمِ القُرْآن كُلّ سَبْعَةِ أيَّامٍ، ومَنْ وَجَدَ قُوَّة فَلاَ يَخْتم في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ، إلاَّ في أحْوَالٍ مُعَيَّنَةٍ يَأتِي ذِكْرُهَا.

                    وقَدِ الْتَزَم أكْثَر السَّلَف الخَتْم عَلَى سَبْعٍ اتِّبَاعًا لوَصِيَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لعَبْدِ الله بْن عَمْرُو بْن العَاصّ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ اقْرَإِ الْقُرْآنَ في شَهْرٍ، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً ... حَتَّى قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4767) ومُسْلِمُ (1159)، ولَمْ يَخْتِمُوا في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ لتَنْفِيرِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ لاَ يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ ] رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (2949) وأبُو دَاوُد (1390) وابْنُ مَاجَه (1347) وصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيحِ ابْن مَاجَه، وهُوَ الَّذِي فَهِمَهُ الصَّحَابَة الأجِلاَّء مِنَ الهَدْي النَّبَوِيّ، وتَبِعَهُم عَلَى ذَلِكَ أئِمَّة عِلْم وهُدَى:
                    1. فَعَنِ ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ اقْرَؤُوا القُرْآن في سَبْعٍ، ولا تَقْرَؤُوه في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ ] رَوَاهُ سَعِيد بْن مَنْصُور في سُنَنِهِ بإسْنَادٍ صَحِيحِ كَمَا قَالَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَر في فَتْحِ البَارِي (9/78).
                    2. وعَنْ مُعَاذ بْن جَبَل رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهُ [ كَانَ يَكْرَهُ أنْ يُقْرَأ القُرْآن في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ ]، رَوَاهُ أبُو عُبَيْد في فَضَائِلِ القُرْآن (ص89) وصَحَّحَهُ ابْنُ كَثِير في فَضَائِلِ القُرْآن لَهُ (ص254) [ وقَدْ كَرِهَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ قِرَاءَة القُرْآن في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ، كَمَا هُوَ مَذْهَبُ أبِي عُبَيْد وإسْحَاق بْن رَاهَوَيْه وغَيْرهمَا مِنَ الخَلَفِ أيْضًا ].
                    3. ومَعَ عَدَمِ فِقْه مَنْ قَرَأ في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ؛ فَإنَّهُ لا يَسْتَفِيد – كَذَلِكَ – مَعَانِي سَامِيَة عَالِيَة يَسْتَفِيدهَا مَنْ قَرَأ القُرْآن بتَدَبُّرٍ وطُمَأنِينَةٍ، قَالَ شَيْخُ الإسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّة رَحِمَهُ الله [ قِرَاءَة القُرْآن عَلَى الوَجْهِ المَأمُور بِهِ: تُورِثُ القَلْب الإيِمَان العَظِيم، وتزِيدُهُ يَقِينًا وطُمَأنِينَةً وشِفَاءً ] مَجْمُوع الفَتَاوَى (7/283).

                    ثَانِيًا: مَا يُذْكَر في بَعْضِ كُتُب أهْل العِلْم مِنْ خَتْمَةِ بَعْضهم للقُرْآن أرْبَعًا في النَّهَارِ وأرْبَعًا في اللَّيْلِ: يُنْظَر في أمْرِ ثُبُوته عَمَّنْ رُوِيَ عَنْهُ، لبُعْدِ وُقُوع ذَلِكَ جِدًّا؛ إذِ الوَقْت لا يَسْتَوْعِب هذا أصْلاً، ومِثْلهُ مَا يُزْعَم مِنْ أنَّ بَعْضَهُم خَتَمَ القُرْآن بَيْنَ المَغْرِب والعِشَاء! وغَيْر ذَلِكَ مِمَّا لا يُمْكِن تَصْدِيقه حتى مَعَ السُّرْعَةِ في القِرَاءَة.

                    وأمَّا قِرَاءَة القُرْآن – كَامِلاً - في يَوْمٍ وَاحِدٍ: فَمُمْكِنَة وَاقِعًا، بَلْ قَدْ فَعَلَهَا بَعْضُ الأئِمَّة – كَمَا رُوِيَ عَنْهُم في رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ الله [ وأمَّا الَّذِينَ خَتَمُوا القُرْآن في رَكْعَةٍ: فَلاَ يُحْصَوْنَ؛ لكَثْرَتِهِم، فَمِنْهُم: عُثْمَان بْن عَفَّان، وتَمِيم الدَّارِيّ، وسَعِيد بْن جُبَيْر ] الأذْكَار (ص102).

                    ولَكِنْ هَلْ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ يَكُون مُهْتَدِيًا بسُنَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أو يَكُون فَعَلَ مَا يَجُوزُ لَهُ شَرْعًا؟!
                    والجَوَابُ: أمَّا مَنْ جَعَلَ ذَلِكَ دَيْدَنًا لَهُ ومَنْهَجًا في حَيَاتِهِ: فَلاَ شَكَّ أنَّهُ يَقَع في مُخَالَفَةٍ للشَّرْعِ، ولا يَكُون فِعْلهُ ذَلِكَ إلاَّ مَعَ تَفْرِيطٍ بوَاجِبَاتٍ شَرْعِيَّةٍ عَلَيْهِ - كَالصَّلاَة وتَرْبِيَة أوْلاَده وصِلَة رَحِمه وعِشْرَة أهْله بالمَعْرُوفِ – أو تَفْرِيطٍ في عَمَلٍ يَرْتَزِق بِهِ، وأمَّا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أحْيَانًا بقَصْدِ مُرَاجَعَة حِفْظِهِ، أو اسْتِثْمَارًا لزَمَانٍ فَاضِلٍ – كَشَهْرِ رَمَضَان -، أو بسَبَبِ أنَّهُ مُعْتَكِف في مَسْجِدٍ، أو لأنَّهُ مُنْقَطِع للعِبَادَةِ في فَتْرَةٍ مُحَدَّدَةٍ في مَكَّةٍ – مَثَلاً -: فَلاَ يَكُون بذَلِكَ مُخَالِفًا للشَّرْعِ، وعَلَى هذه الأعْذَارِ يُحْمَل مَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الأئِمَّة مِنْ خَتْمِهِم للقُرْآن مَرَّتَيْنِ في اليَوْمِ أو مَرَّة في اليَوْمِ، لا أنَّ ذَلِكَ كَانَ مَنْهَجًا لَهُم في حَيَاتِهِم، قَالَ ابْنُ رَجَب الحَنْبَلِيّ رَحِمَهُ الله [ وكَانَ قَتَادَة يَخْتِم في كُلِّ سَبْعٍ دَائِمًا، وفي رَمَضَان في كُلِّ ثَلاَثٍ، وفي العَشْرِ الأوَاخِرِ كُلّ لَيْلَةٍ، وكَانَ للشَّافِعِيّ في رَمَضَان سِتُّونَ خَتْمَة يَقْرَؤُهَا في غَيْرِ الصَّلاَة، وعَنْ أبِي حَنِيفَة نَحْوه، ... ، وإنَّمَا وَرَدَ النَّهْي عَنْ قِرَاءَةِ القُرْآن في أقَلِّ مِنْ ثَلاَثٍ عَلَى المُدَاوَمَة عَلَى ذَلِكَ، فَأمَّا في الأوْقَاتِ المُفَضَّلَة كَشَهْرِ رَمَضَان خُصُوصًا اللَّيَالِي التي يُطْلَب فِيهَا لَيْلَة القَدْر، أو في الأمَاكِنِ المُفَضَّلَة كَمَكَّة لِمَنْ دَخَلَهَا مِنْ غَيْرِ أهْلهَا، فَيُسْتَحَبُّ الإكْثَار فِيهَا مِنْ تِلاَوَةِ القُرْآن اغْتِنَامًا للزَّمَانِ والمَكَانِ، وهُوَ قَوْلُ أحْمَد وإسْحَاق وغَيْرهمَا مِنَ الأئِمَّة، وعَلَيْهِ يَدُلّ عَمَل غَيْرهم كَمَا سَبَقَ ذِكْره ] لَطَائِفُ المَعَارِفِ (ص171)، وانْظُر جَوَاب السُّؤَال رَقْم (50781). انْتَهَى

                    وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.

                    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    ماشاء الله لا قوة إلا بالله جزاكم الله خيراً أخانا الفاضل كلام جميييل جداً جعله الله فى موازين حسناتكم

                    تعليق


                    • #25
                      رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

                      جزاكم الله خيرا
                      اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان
                      أستغفر الله وأتوب إليه
                      أستغفر الله وأتوب إليه
                      أستغفر الله وأتوب إليه
                      أستغفر الله وأتوب إليه
                      أستغفر الله وأتوب إليه

                      تعليق


                      • #26
                        رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                        جزاكم الله خيراً ونفع
                        بكم
                        وأثابكم
                        الله الفردوس الأعلى
                        وأعاننا وإياكم على صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتسابا ً
                        وكل عام أنتِ وجميع المسلمين فى كل مكان بخير حال ومن الله أقرب
                        وفقكم الله الى ما يحب ويرضى
                        أسألكم الدعاء بالهداية وحسن الخاتمه وأن يجعلنى الله من اهل القران والعاملين به

                        تعليق


                        • #27
                          رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

                          جزاكم الله كل خير ونفع الله بكم وتقبل الله منا ومنكم
                          sigpic
                          إعلموا اخوتي في الله رحمنا و رحمكم الله أنّ وراء هذا العمل فتية نحسبهم على خير، كلّ يساهم بما فتح الله عليه و ما أنا إلاّ الواجهة الأماميّة لهذا العمل الذي نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن يبارك و يغفر و يعفو عن كلّ من كان سببا فيه من قريب أو بعيد، بالكثير أو القليل و أن يرزقهم الذرّية الصالحة و يبارك لهم في أموالهم و أعمارهم و يصلح حالهم وازواجهم وذرياتهم و كلّ من انتفع بهذا العلم و دلّ عليه ... آمين ... لا تنسونا من صالح دعائكم

                          تعليق


                          • #28
                            رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

                            بدأت تتعالي الهمم

                            اللهم أجعلنا من أصحاب الهمم العالية

                            جزاكم الله خيرا
                            ((لاإله الا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين))

                            تعليق


                            • #29
                              رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟


                              أسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك
                              عذابُهُ فيكَ عذبُ.. وبعدُهُ فيكَ قربُ..وأنتَ عندي كروحي .. بل أنتَ منها أحبُ..حسبي من الحبِ أني.. لما تحبُ أحبُ..
                              أحبـــــك ربي

                              تعليق


                              • #30
                                رد: كيف تختم القرآن كل ليلة في رمضان ؟؟؟؟

                                جزاكم الله خيرا كثيرا

                                وبارك الله فيكم
                                وآآآآه يا أبي بكر هل لي من لقياك نصيب
                                رضي الله عنك وأرضاك


                                تعليق

                                يعمل...
                                X