الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله حبيبنا شفيعنا وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد: فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله جل وعلا، اتقوا الله حق التقوى، فقد أمرنا ربنا بذلك في كتابه الكريم حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
فتقوى الله نورٌ في القلب وذخرٌ في المنقلَب، وهي خير شيء نلقى به الله تعالى يوم لا ينفع مال وبنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
واعملوا جاهدين لنيل رضاه، وتذكروا أنكم بين يديه موقوفون وسوف تحاسبون، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، واتقوا يوما ترجون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون، فكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.
أيها المسلمون، عنوان موضوعنا هذا اليوم بإذن الله:
أسباب آفة ضعف الإيمان ووسائل علاجها.
تناولنا في مواضيع سابقة علامات ومظاهر آفة ضعف الإيمان، واليوم نتمم هذا الموضوع الخطير، سائلين المولى عز وجل أن يجعلنا من الذي يستمِعون القول فيتبعون أحسنه.
وخلاصة ما قلناه ::
هو أن لضعف الإيمان علامات ومظاهر هي: الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات، ومنها الشعور بقسوة القلب وخشونته، ومنها عدم إتقان العبادات، ومنها التكاسل عن الطاعات والعبادات وإضاعتُها، ومنها ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع، ومنها عدم التأثر بآيات القرآن، ومنها الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه سبحانه وتعالى، ومنها عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله عز وجل، ومنها حب الظهور، ومنها الشح والبخل، ومنها أن يقول الإنسان ما لا يفعل، ومنها السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أو خسارة أو مصيبة أو زوال نعمة، ومنها النظر إلى الأمور من جهة وقوع الإثم فيها أو عدم وقوعه فقط وغض البصر عن فعل المكروه، ومنها احتقار المعروف وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة، ومنها عدم الاهتمام بقضايا المسلمين ولا التفاعل معها، ومنها انفصام عرى الأخوة بين المتآخين، ومنها الفزع والخوف عند نزول المصيبة أو حدوث مشكلة، ومنها كثرة الجدال والمراء المقسي للقلب، ومنها التعلق بالدنيا والشغف بها والاسترواح إليها... إلى غير ذلك من المظاهر التي تعبر إذا ظهرت في صاحبها عن ضعف في الإيمان وخلل في رسوخه.
فما هي يا ترى أسباب ضعف الإيمان؟ وما السبيل لعلاج هذه الآفة الخطيرة في نفوسنا؟
عباد الله، إن لضعف الإيمان أسبابًا كثيرة، منها ما هو مشترك مع الأعراض، مثل الوقوع في المعاصي والانشغال بالدنيا وغيرها، وهذا ذكرٌ لبعض الأسباب مضافًا إلى ما سبق:
1- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة، وهذا مدعاة لضعف الإيمان في النفس، يقول الله عز وجل: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ[الحديد: 16].
فدلت الآية الكريمة على أن طول الوقت في البعد عن الأجواء الإيمانية مدعاة لضعف الإيمان في القلب، يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى: "إخواننا أغلى عندنا من أهلينا؛ فأهلونا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة".
2- الابتعاد عن القدوة الصالحة، ولا يخفى أثر وجود قدوة صالحة بالنسبة للفرد.
3- ومن الأسباب وجود الإنسان المسلم في وسط يعجّ بالمعاصي، فهذا يتباهى بمعصية ارتكبها، وآخر يترنم بألحان أغنية وكلماتها، وثالث يدخن، ورابع يبسط مجلة ماجنة، وخامس لسانه منطلق باللعن والسباب والشتائم وهكذا، أما القيل والقال والغيبة والنميمة وأخبار المغنين والمغنيات فمما لا يحصى كثرة، فبعض الأوساط لا تذكّر إلا بالدنيا كما هو الحال في كثير من مجالس الناس ومكاتبهم اليوم، فأحاديث التجارة والوظيفة والأموال والاستثمارات ومشكلات العمل والعلاوات والترقيات والانتدابات وغيرها تحتل الصدارة في اهتمامات كثير من الناس وأحاديثهم، وأما البيوت فحدث ولا حرج، حيث الطامات والأمور المنكرات، مما يندى له جبين المسلم وينصدع قلبه، فالأغاني الماجنة والأفلام الساقطة والاختلاط المحرم وغير ذلك مما تمتلئ به بيوت المسلمين، فمثل هذه البيئات تصاب فيها القلوب بالمرض وتصبح قاسية ولا شك.
4- ومن الأسباب الإغراق في الاشتغال بالدنيا حتى يصبح القلب عبدًا لها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم)) رواه البخاري.
وهذه الظاهرة واضحة في هذه الأيام التي عمَّ فيها الطمع المادي والجشع في الازدياد من حطام الدنيا، وصار الناس يركضون وراء التجارات والصناعات والمساهمات، وهذا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم واد لأحبّ أن يكون إليه ثان، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب)) رواه أحمد.
رحم الله مشايخنا وجازاهم عنا خير الجزاء
يتبع بإذن الله ... إنت متابع ؟؟؟ أيوه إنت يا عم ؟؟
أما بعد: فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله جل وعلا، اتقوا الله حق التقوى، فقد أمرنا ربنا بذلك في كتابه الكريم حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
فتقوى الله نورٌ في القلب وذخرٌ في المنقلَب، وهي خير شيء نلقى به الله تعالى يوم لا ينفع مال وبنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
واعملوا جاهدين لنيل رضاه، وتذكروا أنكم بين يديه موقوفون وسوف تحاسبون، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، واتقوا يوما ترجون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون، فكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.
أيها المسلمون، عنوان موضوعنا هذا اليوم بإذن الله:
أسباب آفة ضعف الإيمان ووسائل علاجها.
تناولنا في مواضيع سابقة علامات ومظاهر آفة ضعف الإيمان، واليوم نتمم هذا الموضوع الخطير، سائلين المولى عز وجل أن يجعلنا من الذي يستمِعون القول فيتبعون أحسنه.
وخلاصة ما قلناه ::
هو أن لضعف الإيمان علامات ومظاهر هي: الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات، ومنها الشعور بقسوة القلب وخشونته، ومنها عدم إتقان العبادات، ومنها التكاسل عن الطاعات والعبادات وإضاعتُها، ومنها ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع، ومنها عدم التأثر بآيات القرآن، ومنها الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه سبحانه وتعالى، ومنها عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله عز وجل، ومنها حب الظهور، ومنها الشح والبخل، ومنها أن يقول الإنسان ما لا يفعل، ومنها السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أو خسارة أو مصيبة أو زوال نعمة، ومنها النظر إلى الأمور من جهة وقوع الإثم فيها أو عدم وقوعه فقط وغض البصر عن فعل المكروه، ومنها احتقار المعروف وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة، ومنها عدم الاهتمام بقضايا المسلمين ولا التفاعل معها، ومنها انفصام عرى الأخوة بين المتآخين، ومنها الفزع والخوف عند نزول المصيبة أو حدوث مشكلة، ومنها كثرة الجدال والمراء المقسي للقلب، ومنها التعلق بالدنيا والشغف بها والاسترواح إليها... إلى غير ذلك من المظاهر التي تعبر إذا ظهرت في صاحبها عن ضعف في الإيمان وخلل في رسوخه.
فما هي يا ترى أسباب ضعف الإيمان؟ وما السبيل لعلاج هذه الآفة الخطيرة في نفوسنا؟
عباد الله، إن لضعف الإيمان أسبابًا كثيرة، منها ما هو مشترك مع الأعراض، مثل الوقوع في المعاصي والانشغال بالدنيا وغيرها، وهذا ذكرٌ لبعض الأسباب مضافًا إلى ما سبق:
1- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة، وهذا مدعاة لضعف الإيمان في النفس، يقول الله عز وجل: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ[الحديد: 16].
فدلت الآية الكريمة على أن طول الوقت في البعد عن الأجواء الإيمانية مدعاة لضعف الإيمان في القلب، يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى: "إخواننا أغلى عندنا من أهلينا؛ فأهلونا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة".
2- الابتعاد عن القدوة الصالحة، ولا يخفى أثر وجود قدوة صالحة بالنسبة للفرد.
3- ومن الأسباب وجود الإنسان المسلم في وسط يعجّ بالمعاصي، فهذا يتباهى بمعصية ارتكبها، وآخر يترنم بألحان أغنية وكلماتها، وثالث يدخن، ورابع يبسط مجلة ماجنة، وخامس لسانه منطلق باللعن والسباب والشتائم وهكذا، أما القيل والقال والغيبة والنميمة وأخبار المغنين والمغنيات فمما لا يحصى كثرة، فبعض الأوساط لا تذكّر إلا بالدنيا كما هو الحال في كثير من مجالس الناس ومكاتبهم اليوم، فأحاديث التجارة والوظيفة والأموال والاستثمارات ومشكلات العمل والعلاوات والترقيات والانتدابات وغيرها تحتل الصدارة في اهتمامات كثير من الناس وأحاديثهم، وأما البيوت فحدث ولا حرج، حيث الطامات والأمور المنكرات، مما يندى له جبين المسلم وينصدع قلبه، فالأغاني الماجنة والأفلام الساقطة والاختلاط المحرم وغير ذلك مما تمتلئ به بيوت المسلمين، فمثل هذه البيئات تصاب فيها القلوب بالمرض وتصبح قاسية ولا شك.
4- ومن الأسباب الإغراق في الاشتغال بالدنيا حتى يصبح القلب عبدًا لها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم)) رواه البخاري.
وهذه الظاهرة واضحة في هذه الأيام التي عمَّ فيها الطمع المادي والجشع في الازدياد من حطام الدنيا، وصار الناس يركضون وراء التجارات والصناعات والمساهمات، وهذا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم واد لأحبّ أن يكون إليه ثان، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب)) رواه أحمد.
رحم الله مشايخنا وجازاهم عنا خير الجزاء
يتبع بإذن الله ... إنت متابع ؟؟؟ أيوه إنت يا عم ؟؟
تعليق