رد: لماذا لا ينام الله
الحمد لله وبعد ... ،
ينبغي في هذه الأسئلة أن نقدمها بقولنا ما الحكمة من كذا ...
ينبغي أن يعلم المسلم أن صفات الله وأسمائه تختلف اختلاف كليا عن صفات المخلوقات...
ولنضرب لذلك مثلا بذوات الأشياء : فقدم الإنسان تختلف عن قدم النملة تختلف عن قد الفيل وهكذا وهذه ذوات معروفة لنا ونحن لا نعرف ذات الله لكي نتصورها.
وأما في جانت الصفات: فسرعة الصاروخ مثلا تختلف عن سرعة السيارة تختلف عن سرعة الأرنب وهي ذوات متباينة في الحقيقة فما بالك بذات الله
كما ينبغي أن نعلم أن صفات الله وأسمائه حسني أي أنها بالغة في الحسن غايته وكماله... فالله لا يشبه المخلوقات.
والمخلوقات ضعيفة تحتاج إلى النوم والراحة كي تشتعيد نشاطها وقوتها وهذا لا ينبغي في حق الله سبحانه صاحب الكمال المطلق.
فلا يصف المؤمن ربه سبحانه إلا بما يليق بذاته وينبغي أن نستعيذ الله من الشيطان عندما تراودنا اسئلة عن ذات الله ثم نرجع لأهل العلم ونسألهم ما بدا لنا.
أما الحكمة من عدم نومه سبحانه فقد وردت نصوص في الكتاب والسنة تبين ذلك بفضل الله ومن ذلك:
قول الله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له) والسنة النعاس و الغفلة التي تسبق النوم وهذا وصف لله سبحانه: و أهل السنة والجماعة لا يؤولون الكيفية ، وإنما يفوضون علمها إلى الله ، فيؤمنون بصفات الرب تعالى ، ويؤمنون بمعانيها ، ويفوضون كيفيتها إليه سبحانه
وفي سورة فاطر يبين لنا الله تعالى الحكمة من عدم نومه سبحانه : (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ( 41 )
قال صاحب تفسير التحرير والتنوير:
وحقيقة الإمساك : القبض باليد على الشيء بحيث لا ينفلت ولا يتفرق ، فمثل حال حفظ نظام السماوات والأرض بحال استقرار الشيء الذي يمسكه الممسك بيده ، ولما كان في الإمساك معنى المنع عدي إلى الزوال بـ ( من ) وحذفت ، كما هو شأن حروف الجر مع ( أن ) و ( أن ) في الغالب ، وأكد هذا الخبر بحرف التوكيد لتحقيق معناه وأنه لا تسامح فيه ولا مبالغة ، وتقدم عند قوله تعالى ويمسك السماء في سورة الحج . ثم أشير إلى أن شأن الممكنات المصير إلى الزوال والتحول ولو بعد أدهار ، فعطف عليه قوله ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ، فالزوال المفروض أيضا مراد به اختلال نظامهما الذي يؤدي إلى تطاحنهما .
فالزوال يطلق على العدم ، ويطلق على التحول من مكان إلى مكان ، ومنه زوال الشمس عن كبد السماء ، وتقدم آخر سورة إبراهيم .
وقد اختير هذا الفعل دون غيره لأن المقصود معناه المشترك لأن الله يمسكهما من أن يعدما ، ويمسكهما من أن يتحول نظام حركتهما ، كما قال تعالى لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار . فالله مريد استمرار انتظام حركة الكواكب والأرض على هذا النظام المشاهد المسمى بالنظام الشمسي ، وكذلك نظام الكواكب الأخرى الخارجة عنه إلى فلك الثوابت ، أي إذا أراد الله انقراض تلك العوالم أو بعضها قيض فيها طوارئ الخلل والفساد والخرق بعد الالتئام والفتق بعد الرتق ، فتفككت وانتشرت إلى ما لا يعلم مصيره إلا الله تعالى ، وحينئذ لا يستطيع غيره مدافعة ذلك ولا إرجاعها إلى نظامها السابق فربما اضمحلت أو اضمحل بعضها ، وربما أخذت مسالك جديدة من البقاء . انتهى
وفي الحديث المرفوع : " إِنَّ اللَّهَ لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يُخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ الْلَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ ، حِجَابُهُ النَّارُ لَوْ كَشَفَهَا لأَحْرَقَتِ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ " .
فلو نان سبحانه لتهدم الكون ولتحققت الغفلة وهذا لا يليق بالله سبحانه الذي أحاد كل شيء علما وهذا معنى قيوميته على عباده وقيامه بحقهم في كل وقت فهو سبحانه يخلقهم في كل وقت ويرزقهم في كل وقت ويعلم مستقرهم ومستودعهم في كل وقت.
والله أعلم
فالغيب لا يعلمه إلا الله قال الله تعالى عن نفسه (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال) وقال الله جل وعلا : (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) [سورة التوبة : 78]
والنبي صلى الله الله عليه وسلم لم يكن يعرف من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه ﴿ عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً *إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ...﴾ (الجن:26،27)
ولكن قد يكون للعبد حال مع الله من عبادة ودعاء وطاعات فيحفظه الله أكثر من غيره ويلقي في قلبه بغض شيء أو محبة شيء أو يصرف عنه أذى معين.
أما قول السائل أن الله يطلعه على سر من اسراره فهذا كذب على الله ينبغي عليه التوبة الاستغفار وقد يكون له مقصد آخر من كلامه بأن الله ينجيه من بعض الشرور أو يريه علامات في اشخاص فاسدين فيبعده عنهم وهذا يقع لكثير من الناس فضلا عن اهل الطاعات.
والله اعلم
- هل يجوز لإنسان أن يسأل لماذا ينام الله
ينبغي في هذه الأسئلة أن نقدمها بقولنا ما الحكمة من كذا ...
ينبغي أن يعلم المسلم أن صفات الله وأسمائه تختلف اختلاف كليا عن صفات المخلوقات...
ولنضرب لذلك مثلا بذوات الأشياء : فقدم الإنسان تختلف عن قدم النملة تختلف عن قد الفيل وهكذا وهذه ذوات معروفة لنا ونحن لا نعرف ذات الله لكي نتصورها.
وأما في جانت الصفات: فسرعة الصاروخ مثلا تختلف عن سرعة السيارة تختلف عن سرعة الأرنب وهي ذوات متباينة في الحقيقة فما بالك بذات الله
كما ينبغي أن نعلم أن صفات الله وأسمائه حسني أي أنها بالغة في الحسن غايته وكماله... فالله لا يشبه المخلوقات.
والمخلوقات ضعيفة تحتاج إلى النوم والراحة كي تشتعيد نشاطها وقوتها وهذا لا ينبغي في حق الله سبحانه صاحب الكمال المطلق.
فلا يصف المؤمن ربه سبحانه إلا بما يليق بذاته وينبغي أن نستعيذ الله من الشيطان عندما تراودنا اسئلة عن ذات الله ثم نرجع لأهل العلم ونسألهم ما بدا لنا.
أما الحكمة من عدم نومه سبحانه فقد وردت نصوص في الكتاب والسنة تبين ذلك بفضل الله ومن ذلك:
قول الله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له) والسنة النعاس و الغفلة التي تسبق النوم وهذا وصف لله سبحانه: و أهل السنة والجماعة لا يؤولون الكيفية ، وإنما يفوضون علمها إلى الله ، فيؤمنون بصفات الرب تعالى ، ويؤمنون بمعانيها ، ويفوضون كيفيتها إليه سبحانه
وفي سورة فاطر يبين لنا الله تعالى الحكمة من عدم نومه سبحانه : (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ( 41 )
قال صاحب تفسير التحرير والتنوير:
وحقيقة الإمساك : القبض باليد على الشيء بحيث لا ينفلت ولا يتفرق ، فمثل حال حفظ نظام السماوات والأرض بحال استقرار الشيء الذي يمسكه الممسك بيده ، ولما كان في الإمساك معنى المنع عدي إلى الزوال بـ ( من ) وحذفت ، كما هو شأن حروف الجر مع ( أن ) و ( أن ) في الغالب ، وأكد هذا الخبر بحرف التوكيد لتحقيق معناه وأنه لا تسامح فيه ولا مبالغة ، وتقدم عند قوله تعالى ويمسك السماء في سورة الحج . ثم أشير إلى أن شأن الممكنات المصير إلى الزوال والتحول ولو بعد أدهار ، فعطف عليه قوله ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ، فالزوال المفروض أيضا مراد به اختلال نظامهما الذي يؤدي إلى تطاحنهما .
فالزوال يطلق على العدم ، ويطلق على التحول من مكان إلى مكان ، ومنه زوال الشمس عن كبد السماء ، وتقدم آخر سورة إبراهيم .
وقد اختير هذا الفعل دون غيره لأن المقصود معناه المشترك لأن الله يمسكهما من أن يعدما ، ويمسكهما من أن يتحول نظام حركتهما ، كما قال تعالى لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار . فالله مريد استمرار انتظام حركة الكواكب والأرض على هذا النظام المشاهد المسمى بالنظام الشمسي ، وكذلك نظام الكواكب الأخرى الخارجة عنه إلى فلك الثوابت ، أي إذا أراد الله انقراض تلك العوالم أو بعضها قيض فيها طوارئ الخلل والفساد والخرق بعد الالتئام والفتق بعد الرتق ، فتفككت وانتشرت إلى ما لا يعلم مصيره إلا الله تعالى ، وحينئذ لا يستطيع غيره مدافعة ذلك ولا إرجاعها إلى نظامها السابق فربما اضمحلت أو اضمحل بعضها ، وربما أخذت مسالك جديدة من البقاء . انتهى
وفي الحديث المرفوع : " إِنَّ اللَّهَ لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يُخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ الْلَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ ، حِجَابُهُ النَّارُ لَوْ كَشَفَهَا لأَحْرَقَتِ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ " .
فلو نان سبحانه لتهدم الكون ولتحققت الغفلة وهذا لا يليق بالله سبحانه الذي أحاد كل شيء علما وهذا معنى قيوميته على عباده وقيامه بحقهم في كل وقت فهو سبحانه يخلقهم في كل وقت ويرزقهم في كل وقت ويعلم مستقرهم ومستودعهم في كل وقت.
والله أعلم
-وهل صحيح ربنا ساعات بيكشف لبعض عباده سر من أسراره جزاءاً لهذا العبد عن ما فعل من طيبات
هذا الكلام فيه نظر وقد يوقع الإنسان الذي يدعي ذلك في العجب والتألي على الله... فالغيب لا يعلمه إلا الله قال الله تعالى عن نفسه (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال) وقال الله جل وعلا : (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) [سورة التوبة : 78]
والنبي صلى الله الله عليه وسلم لم يكن يعرف من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه ﴿ عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً *إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ...﴾ (الجن:26،27)
ولكن قد يكون للعبد حال مع الله من عبادة ودعاء وطاعات فيحفظه الله أكثر من غيره ويلقي في قلبه بغض شيء أو محبة شيء أو يصرف عنه أذى معين.
أما قول السائل أن الله يطلعه على سر من اسراره فهذا كذب على الله ينبغي عليه التوبة الاستغفار وقد يكون له مقصد آخر من كلامه بأن الله ينجيه من بعض الشرور أو يريه علامات في اشخاص فاسدين فيبعده عنهم وهذا يقع لكثير من الناس فضلا عن اهل الطاعات.
والله اعلم
ولا أجد كلاما بعد ما قاله شيخنا الحبيب والله المستعان
تعليق