إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [هام] سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )






    بديع الزمان وبدر الظلام ، أميرُ الأنامَ وماء الغمامْ
    دعاء الخليلُ وبرئ العليل ، و هادي السبيَل لدارِ السلام

    أحبَك ربّي فصلى عليك ،عليك الصلاة وأزكى السلام

    نبي الهدى يارسول السلام ، ويا مرسلاً رحمة للأنامَ

    ومثلك لا تلد الأمهات ، ولو عاش كل فتى ألف عامْ







    " نبذهٌ مختصره عنه صلى الله عليه وسلم "

    أسمه : محمدٌ بن عبدُ الله بن عبد المطلبْ
    وآلدته : آمنه بنت وهَب

    أرضعته : حليمةُ السعديه

    كتآبه : القرآن الكريم

    ولدِ في مكّه : الأثنين 12 ربيع الأول

    ومآت في المدينة المنورة : 28 صفر من سنة 11 هـ

    وهو خآتمُ المرسلين ولآنبيّ بعده


    القصة :

    قد اختلف بنو إسرائيل . وحرفوا وبدلوا في عقيدتهم وشريعتهم

    فانطمس الحق وظهر الباطل وانتشر الظلم والفساد واحتاجت الأمة

    إلى دين يحق الحق ويمحق الباطل ويهدي الناس إلى الصراط المستقيم

    فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه :

    ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) النحل/64 .


    أرسل الله جميع الأنبياء والرسل للدعوة إلى عبادة الله وحده ,

    وإخراج الناس من الظلمات إلى النور فأولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم

    قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) النحل/36 .


    وآخر الأنبياء والرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده

    قال تعالى : ( ما كان محمداً أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب/40 .


    ولآدته :

    بمكة عام الفيل الذي جاء أصحابه لهدم الكعبة

    فأبادهم الله وتوفي أبوه وهو في بطن أمه ولما ولد محمد

    أرضعته حليمة السعدية ثم زار أخواله في المدينة مع أمه آمنة بنت وهب

    وفي طريق العودة إلى مكة توفيت أمه بالأبواء وعمره ست سنين ثم كفله جده

    عبد المطلب فمات وعمر محمد ثمان سنين ثم كفله عمه أبو طالب يرعاه ويكرمه

    ويدافع عنه أكثر من أربعين سنة وتوفي أبو طالب ولم يؤمن بدين

    محمد خشية أن تعيره قريش بترك دين آبائه .


    عملهُ :

    وكان محمد في صغره يرعى الغنم لأهل مكة


    زوآجه بخديجه - رضي الله عنها - :

    سافر الرسول

    إلى الشام بتجارة لخديجة بنت خويلد وربحت التجارة

    وأعجبت خديجة بخلقه وصدقه وأمانته فتزوجها وعمره

    خمس وعشرون سنة وعمرها أربعون سنة ولم يتزوج عليها حتى ماتت .


    صفآتُه :

    أنبت الله محمداً صلى الله عليه وسلم

    نباتاً حسناً وأدبه فأحسن تأديبه ورباه وعلمه

    حتى كان أحسن قومه خَلقاً وخُلقاً وأعظمهم مروءة

    وأوسعهم حلماً وأصدقهم حديثاً وأحفظهم أمانة حتى سماه قومه بالأمين .

    ثم حُبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء الأيام

    والليالي يتعبد فيه ويدعو ربه وأبغض الأوثان والخمور والرذائل فلم يلتفت إليها في حياته .


    زوجاتُه :

    1 خديجة بنت خويلد

    .2 سودة بنت زمعة

    .3 عائشة بنت أبي بكر

    .4 حفصة بنت عمر بن الخطاب

    .5 زينب بنت خزيمة

    .6 أم سلمة

    .7 زينب بنت جحش

    .8 جويرية بنت الحارث

    .9 مارية القبطية

    10 . أم حبيبة

    .11 صفية بنت حيي

    .12 ميمونة بنت الحارث

    - رضيَ الله عنهن وارضاهن -


    أولادهُ :

    أما أولاده (صلى الله عليه وآله وسلم)

    لم يختلف أحد في أن كلهم بنات من خديجة عليها السلام،

    وأجمعوا على أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام،

    وأكبرهن زينب تزوجها أبوالعاص بن الربيع ابن أخت خديجه

    وفاطمة الزهراء عليها السلام تزوجها علي بن أبي طالب

    وانحصرت ذريته فيها، ورقية وأم كلثوم وأجمعوا على أنها ولدت له

    إبناً يسمى القاسم وهو أكبر ولده مات بمكة وقيل ولدت له

    عبدالله مات صغيراً وكان يقال له الطيب والطاهر، وقال البلاذري أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه.


    وصفُه :

    كان رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـــ

    أبيض شديد البياض ، يقولون : أزهر ، والأزهر هو الذي لا يشوب بياضه شيء ، إذا

    ضحك أو غضب يظهر له عرق في جبينه .

    واسع العينين . . . شديد سوادهما ، أكحل ، مقرون الحاجبين .

    واسع الجبهة ، إذا ضحك أو غضب يظهر له عرق في جبينه .

    مستقيم الأنف ،إذا رأيته من بعيد قلت أشنب ـــ أي مرفوع الأنف ـــ

    وما هو بأشنب .

    أمسح الصدخين ، في وجهه تدوير .

    طويل العنق . . أبيضها كأنها الفضة .

    شعره مرسل ، إذا مشطة بيده يمتشط ، يصل شعره إلى شحمة

    أذنيه من الجانبين ، وإلى كتفه من الخلف ، يفرقه من وسطه ، شديد سواد الشعر .

    ولحيته كثيفة سوداء تصل إلى صدره .

    ليس بالطويل ، ولا بالقصير .

    قليل اللحم ،

    أمسح الصدر . . . واسع ما بين المنكبين .

    طويل عظم الساق والرجلين ، عظيم الكفين والقدمين .

    لين الكف طيب الرائحة . صلى الله عليه وسلم .




    يتبعُ

  • #2
    رد: سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )






    ولما بلغ محمداً صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة شارك
    قريشاً في بناء الكعبة لما جرفتها السيول فلما تنازعوا في وضع الحجر الأسود

    حكموه في الأمر فدعا بثوب فوضع الحجر فيه ثم أمر رؤساء القبائل أن يأخذوا

    بأطرافه فرفعوه جميعاً ثم أخذه محمد فوضعه في مكانه وبنى عليه فرضي الجميع وانقطع النزاع .

    وكان لأهل الجاهلية صفات حميدة كالكرم والوفاء والشجاعة وفيهم بقايا

    من دين إبراهيم كتعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة وإهداء البدن وإلى

    جانب هذا كانت لهم صفات وعادات ذميمة كالزنا , وشرب الخمور وأكل الربا

    وقتل البنات والظلم , وعبادة الأصنام .

    وأول من غير دين إبراهيم ودعا إلى عبادة الأصنام عمرو بن لحي الخزاعي

    فقد جلب الأصنام إلى مكة وغيرها ودعا الناس إلى عبادتها ومنها ود , وسواع , ويغوث , ويعوق, ونسرا .

    ثم اتخذ العرب أصناماً أخرى ومنها صنم مناة بقديد واللات بالطائف والعزى

    بوادي نخلة وهبل في جوف الكعبة وأصنام حول الكعبة وأصنام في بيوتهم

    واحتكم الناس إلى الكهان والعرافين والسحرة .

    ولما انتشر الشرك والفساد بهذه الصورة بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم

    وعمره أربعون سنة يدعو الناس إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام

    فأنكرت عليه قريش ذلك وقالت : ( أجعل الآلهة ألهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ) ص/5 .

    وظلت هذه الأصنام تعبد من دون الله حتى بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم

    بالتوحيد فكسرها وهدمها هو وأصحابه رضوان الله عليهم فظهر الحق وزهق الباطل

    : ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ) الإسراء/81 .


    وقتُ نزول الوحي :

    ففي يوم الاثنين من رمضان من العام الأربعين

    من مولد سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عليه الوحي وظهر له جبريل

    - عليه السلام - فكان ذلك بداية مرحلة البعثة مدوية في حياته - صلى الله عليه وسلم

    - وكان ذلك إيذانا ببدء الاتصال بين السماء والأرض بين الملأ الأعلى وبين البشرية

    وما اختلفوا في ذلك الرجل الكامل الذي لم يوجد في البشرية أحد أكمل منه ولا

    أطهر ولا أحسن فصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا، ظهر له رئيس

    الملائكة وسفير الله إلى رسله وأنبيائه وأمينه على وحيه جبريل - عليه السلام -،

    ظهر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في أكمل حالاته وأفضلها يتعبد

    في غار حراء فظهر له جبريل - عليه السلام - وكان قد مهد لذلك من قبل كما

    بينا سابقا بعلامات وإرهاصات ومقدمات تهيئة لهذا الأمر العظيم كان منها

    أنه - صلى الله عليه وسلم - كان قبل أن يفجأه الوحي بستة أشهر أو أكثر

    في غار حراء بدأ له الوحي بالرؤية الصادقة فكان يرى الرؤيا الصادقة

    فتقع كفلق الصبح . وكان مما رأى في منامه جبريل - عليه السلام - رآه

    في منامه يقدم له كتابا قد كتبت فيه الآيات من أول سورة العلق فقال له جبريل في

    المنام اقرأ، ثم هاهو جبريل يأتيه في اليقظة وسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

    في غار حراء فيقول له اقرأ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أنا بقارئ)).

    فغطه غطة شديدة حتى بلغ منه الجهد أو ضمه ضمة عنيفة حتى حبس نفسه

    - صلى الله عليه وسلم -

    فعل ذلك به ثلاثة مرات في كل مرة يقول له اقرأ فيقول له النبي

    - صلى الله عليه وسلم - : ((ما أنا بقارئ))، أي كيف اقرأ وأنا أمي لا أكتب

    ولا أحسب. فقال له جبريل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق *

    خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم }

    العلق:1-5. فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآيات يرجف فؤاده مرعوبا

    مما رأى وشاهد وسمع، يرجف فؤاده من هول ذلك المشهد وجلاله فدخل على

    أم المؤمنين خديجة وهو يقول:

    زملوني زملوني فزملوه - صلى الله عليه وسلم - حتى ذهب عنه الروع. فقال

    لأم المؤمنين خديجة:

    لقد خشيت على نفسي وأخبرها بالخبر. فقالت رضي الله عنها وأرضاها

    : لا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم

    وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.

    ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان امرأ قد تنصر

    في الجاهلية وكان يكتب بالكتاب العبراني يكتب من الإنجيل بالعبرانية

    ما شاء الله له أن يكتب وكان شيخاً قد عمي أي طعن

    في السن حتى ذهب بصره فقالت له خديجة -

    رضي الله عنها - يا بن عم اسمع إلى ابن أخيك.

    فقال ورقة يا بن أخي ماذا رأيت؟ فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم -

    بخبر ما رأى في غار حراء. فقال ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله

    على موسى ليتني فيها جذعا،

    يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك . فقال صلى الله عليه وسلم:

    ((أو مخرجي هم؟)). قال: ما أتى رجل بمثل ما جئت به إلا أوذي

    وإن أدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا.


    مختصرٌ :

    اعتاد النبى ان يذهب الى كهف جبلى اسمه غار حراء

    يتأمل ويأخذ معه قليل من الطعام الجاف وكانت زوجته السيده خديجه تذهب اليه

    بالطعام كل عده ايام وذلك فى شهر رمضان من كل عام وفى احد هذه الأيام وهو

    فى الغاررأى الملك جبريل وكان فى الأربعين من عمره خشى النبى ان يكون ما ظهر

    له واحد من الجن ولكن الملك ضمه بشده وقال له اقرا فقال ما انا بقارئ فهو لا يجيد

    القراءه ولا الكتابه مثل اغلب قومه فقال له اقرأ فقال له ما انا بقارئ ثم تلى عليه الأيات البينات

    (اقرأباسم ربك الذى خلق) فعاد النبى الى بيته يرتجف وحكى لزوجته ما حدث فطمئنته

    وهدأت من روعه واخبرته ان الجن والشياطين لا يأتون للصالحين وان هذا لابد ان يكون

    ملك كريم ثم ذهبت بعد ان هدأ ونام الى ابن عمها ورقه للتطمئن منه على ماحدث لانه

    كان مسيحيا يترجم الأنجيل ويفهم فى هذه الأمور فقصت على ما حدث فقال قدوس

    قدوس ان زوجك هو نبى يوحى اليه من عند الله فعادت وبشرته بانه نبى وان مارأه

    هو ملك واخبرته بما قال ورقه فقال لها انه اتاه مره اخرى وقال (يا ايها المدثر قم فأنذر )

    فقالت انها امنت بما انزل اليه فكانت اول المسلمين رضى الله عنها




    يتبعُ

    تعليق


    • #3
      رد: سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )





      بداية الدعوة :
      أقام النبي في مكة ثلاثة عشر عاماً
      يدعوا إلى عبادة الله وحده سراً ثم جهراً حيث أمره الله
      أن يصدع بالحق فدعاهم بلين ولطف من غير قتال فأنذر عشيرته
      الأقربين ثم أنذر قومه ثم أنذر من حولهم ثم أنذر العرب قاطبة
      ثم أنذر العالمين . ثم قال سبحانه : ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) الحجر/94 .
      وقد آمن بالرسول قلة من الأغنياء والأشراف والضعفاء والفقراء والعبيد
      رجالاً ونساءً وأوذي الجميع في دينهم فعُذِّبَ بعضهم وقتل بعضهم ,
      وهاجر بعضهم إلى الحبشة فراراً من أذى قريش وأوذي معهم الرسول
      صلى الله عليه وسلم فصبر حتى أظهر الله دينه .
      ولما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين سنة ومضى عشر سنوات
      من بعثته مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه من أذى قريش ثم ماتت
      من بعده زوجته خديجة التي كانت تؤنسه فاشتد عليه البلاء من قومه
      وتجرؤا عليه وآذوه بصنوف الأذى وهو صابر محتسب . صلوات الله وسلامه عليه .
      ولما اشتد عليه البلاء وتجرأت عليه قريش خرج إلى الطائف ودعا أهلها
      إلى الإسلام فلم يجيبوه , بل آذوه ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه ,
      فرجع إلى مكة وظل يدعوا الناس إلى الإسلام في الحج وغيره .

      ألإسراء والمعراج :
      ثم أسرى الله برسوله ليلا ًمن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
      راكباً على البراق بصحبة جبريل , فنزل وصلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماء
      الدنيا فرأى فيها آدم , وأرواح السعداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن شماله ثم عرج
      به إلى السماء الثانية فرأى فيها عيسى ويحيى ثم إلى الثالثة فرأى فيها يوسف
      ثم إلى الرابعة فرأى فيها إدريس ثم إلى الخامسة فرأى فيها هارون ثم إلى السادسة
      فرأى فيها موسى ثم إلى السابعة فرأى فيها إبراهيم ثم رفع إلى سدرة المنتهى
      ثم كلمه ربه فأكرمه وفرض عليه وعلى أمته خمسين في اليوم والليلة ثم خففها
      إلى خمس في العمل وخمسين في الأجر واستقرت الصلاة خمس صلوات في اليوم
      والليلة إكراماً منه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى مكة قبل الصبح
      فقص عليهم ما جرى له فصدقه المؤمنون وكذبه الكافرون :
      ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
      الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) الإسراء/1 .


      الهجرة الى المدينة :
      ثم أمر الرسول أصحابه بالهجرة إلى المدينة فهاجروا
      أرسالاً إلا من حبسه المشركون ولم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله
      وأبو بكر وعلي فلما أحس المشركون بهجرة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
      إلى المدينة خافوا أن يلحق بهم فيشتد أمره فتآمروا على قتله فأخبر جبريل رسول الله
      بذلك فأمر الرسول علياً أن يبيت في فراشه , ويرد الودائع التي كانت عند الرسول
      صلى الله عليه وسلم لأهلها وبات المشركون عند باب الرسول ليقتلوه إذا خرج فخرج
      من بينهم وذهب إلى بيت أبي بكر بعد أن أنقذه الله من مكرهم وأنزل الله :
      ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك
      ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) الأنفال/30 .
      ثم عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى المدينة ,
      فخرج هو وأبو بكر إلى غار ثور ومكثا فيه ثلاث ليال واستأجرا عبد الله
      بن أبي أريقط وكان مشركاً ليدلهما على الطريق , وسلماه راحلتيهما فذعرت
      قريش لما جرى وطلبتهما في كل مكان , ولكن الله حفظ رسوله فلما سكن
      الطلب عنهما , ارتحلا إلى المدينة فلما أيست منهما قريش بذلوا لمن يأتي
      بهما أو بأحدهما مائتين من الإبل فجد الناس في الطلب وفي الطريق إلى المدينة ,
      علم بهما سراقة بن مالك وكان مشركاً فأرادهما فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم
      فساخت قوائم فرسه في الأرض فعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ,
      وطلب من الرسول أن يدعوا له ولا يضره فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم ,
      فرجع سراقة , ورد الناس عنهما ثم أسلم بعد فتح مكة .
      فلما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كبر المسلمون فرحاً بقدومه
      واستقبله الرجال والنساء والأطفال فرحين مستبشرين فنزل بقباء وبنى هو و
      المسلمون مسجد قباء وأقام بها بضع عشرة ليلة ثم ركب يوم الجمعة فصلاها
      في بني سالم بن عوف ثم ركب ناقته ودخل المدينة والناس محيطون به ,
      آخذون بزمام ناقته لينزل عندهم , فيقول لهم الرسول صلى الله عليه وسلم
      دعوها فإنها مأمورة فسارت حتى بركت في موضع مسجده اليوم .
      وهيأ الله لرسوله أن ينزل على أخواله قرب المسجد فسكن في منزل أبي
      أيوب الأنصاري , ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتي بأهله
      وبناته وأهل أبي بكر من مكة فجاءوا بهم إلى المدينة .
      ثم شرع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بناء مسجده في المكان
      الذي بركت فيه الناقة وجعل قبلته إلى بيت المقدس وجعل عمده الجذوع
      وسقفه الجريد ثم حولت القبلة إلى الكعبة بعد بضعة عشر شهراً من مقدمه المدينة .
      ثم آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ووادع الرسول
      صلى الله عليه وسلم اليهود وكتب بينه وبينهم كتاباً على السلم والدفاع عن المدينة
      وأسلم حبر اليهود عبد الله بن سلام وأبى عامة اليهود إلا الكفر وفي تلك السنة
      تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها .



      يتبعُ

      تعليق


      • #4
        رد: سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )





        تعآمله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته :


        زوجآتُه :
        يقدر غيرتها وحبها :
        عن ام سلمها انها :أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله
        صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فجاءت عائشة متزرة بكساء ،
        ومعها فهر ، ففلقت به الصحفة ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين
        فلقتي الصحفة ، ويقول : كلوا غارت أمكم مرتين ،
        ثم أخذ رسول الله صحفة عائشة ،
        فبعث بها إلى أم سلمة ، وأعطى صحفة أم سلمة عائشة .

        يتفهم نفسسيتها وطبيعتها :

        قال صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خلقت من ضلع ،
        وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ،
        فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء "

        يشتكى لها ويستشيرها :

        استشار النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته في أدق الأمور

        يظهر محبته ووفاءه لها :

        قال صلى الله عليه وسلم لعائشة في حديث
        أم زرع الطويل والذي رواه البخاري : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع
        " أى انا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة فقالت عائشة :
        بأبي وأمي لأنت خير من أبي زرع لأم زرع .

        يختار أحسن الأسماء لها :

        كان صلى الله عليه وسلم لعائشة : " يا عائشة،
        هذا جبريل يقرئك السلام . فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، ت
        رى ما لا أرى . تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم
        وكان يقول لعائشة أيضاً يا حميراء ، والحميراء تصغير حمراء يراد بها البياض
        يتنزه معها ويصطحبها :
        كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا خرج ، أقرع بين نسائه .
        فطارت القرعة على عائشة وحفصة . فخرجتا معه جميعا . وكان
        رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا كان بالليل ، سار مع عائشة ، يتحدث معها
        . فقالت حفصة لعائشة : ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك ، فتنظرين وأنظر ؟
        قالت : بلى . فركبت عائشة على بعير حفصة . وركبت حفصة على بعير عائشة
        . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة ، وعليه حفصة ،
        فسلم ثم سار معها . حتى نزلوا . فافتقدته عائشة فغارت . فلما نزلوا جعلت
        تجعل رجلها بين الإذخر وتقول : يا رب ! سلط علي عقربا أو حية تلدغني
        . رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئا

        يساعدها في أعباء المنزل :

        سألت عائشة رضي الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في البيت ؟
        قالت : كان يكون في مهنة أهله ، فإذا سمع الآذان خرج . .
        يتحمل من أجل سعادتها :
        أن أبا بكر الصديق دخل عليها وعندهما جاريتات
        تضربان بالدف ، وتغنيان ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
        مسجى بثوبه وفي لفظ : متسج ثوبه ، فكشف عن وجهه ، فقال :
        دعهما يا أبا بكر ! إنها أيام عيد ، وهن أيام منى ، ورسول الله يومئذ بالمدينة
        يعطيها حقها عند الغضب :
        غضبت عائشة ذات مرة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها :
        هل ترضين أن يحكم بيننا أبو عبيدة بن الجراح ؟ فقالت :
        لا هذا رجل لن يحكم عليك لى، قال: هل ترضين عمر ؟ قالت : أنا أخاف من عمر . قال :
        هل ترضين بأبي بكر ( أبيها) قالت : نعم .

        يهدئ من روعها :

        كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفها وقال :
        " اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها ، و أعذها من الفتن " .

        يهدي ويتودد لأحبتها :

        ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة .
        وإني لم أدركها . قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول
        " أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة " قالت ، فأغضبته يوما فقلت : خديجة ؟
        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني قد رزقت حبها " .
        وفي رواية : إلى قصة الشاة . ولم يذكر الزيادة بعدها .
        وهنآك أيضاً :

        * يمتدح ويشكر فيها
        * يفرح عند فرحها
        * يعلن حبه لها ويسعد بذلك
        * لا ينشر خصوصياتها
        * لا يضربها ولا يعنفها
        * يواسيها ويمسح دموعها
        * يسابقها ويلعب معها
        * يحب ويحترم أهلها

        أبنائه :
        قد رزق النبي
        [ بثلاث بنين، وأربع بنات، وهم على التوالي: القاسم،
        وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله، وإبراهيم،
        وولدوا كله
        م من زوجته خديجة، إلا إبراهيم فأمه مارية القبطية، التي أهداها إليه المقوقس
        ملك مصر، وكانت بيضاء جعدة جميلة، فتسرى بها، -تزوجها-، وقد مات أولاده قبله،
        إلا فاطمة ماتت بعده بستة أشهر، وكانت قد أنجبت من زوجها علي أحفادا للنبي هم
        : الحسن والحسين رضي الله عن الجميع
        وقد تجلى تعامله [ مع أولاده وأحفاده بالعديد من المظاهر الإنسانية
        الكريمة الرحيمة، ومن ذلك ما يلي:

        فرحه بولادتهم وحبه لهم ورحمته لهم وممازحته إياهم:

        وكان أرحم الناس بالصغار، يمسح رؤوسهم، ويقبلهم، ويداعبهم، ويطيب
        خواطرهم، ويحملهم بين يديه وينفق عليهم، ويسوي بينهم في العطية
        وكان يقبل ابنه إبراهيم ويشمه وحمل حفيدته أمامة بنت زينب وهو يصلي،
        رحمة بها وكفا لبكائها ،
        وكان يخاف على أولاده وأحفاده، ويرقيهم بالمعوذات
        تعليمه لهم واهتمامه بتربيتهم وتنشئتهم على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور
        كان النبي [ حريصا على تعليم أولاده وأحفاده وتربيتهم وإرشادهم
        إلى مكارم الأخلاق ومعالي الأمور،
        وقد روى عنه أنه قال: >أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم<
        وروي عنه أنه صافح وبايع أطفالا صغاراً من أقربائه، منهم الحسن والحسين
        وغيرها الكثير من آلمواقف التي تدلّ على حُسن تعامله معهم =)

        معاملته مع الكفار :

        * عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم :
        هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال ( لقد لقيت من قومك ما لقيت ،
        وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال
        ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا
        وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت
        فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ،
        وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ،
        فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ،
        إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟
        فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج
        الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري .
        * عن ابن عمر رضي الله عنهما
        ( أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة .
        فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان )
        رواه البخاري ومسلم .
        وفي رواية لهما ( وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي .
        فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ).
        * عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
        كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ،
        فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ،
        فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى
        أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ،
        فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
        الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري .

        - يجبُ علينا الاقتداء بالرسول في تعآملهٌ الحسن مع آلناس -



        يتبعُ

        تعليق


        • #5
          رد: سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )





          * القرآن الكريم :
          لأنه كلام الله تعالى أوحاه إليه فدل ذلك على نبوته و صدقة في رسالته
          لأن القرآن معجز بحروفه وكلماته وتراكيبه و معانيه وأخبار الغيوب التي
          وردت فيه فكانت كما أخبر كما هو معجز بالأحكام الشرعية و القضايا العقلية

          * انشقاق القمر :
          روى أحمد والبخاري و مسلم في صحيحهما أن أهل مكة سألوا
          رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقين ،
          قال مطعم: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار
          فرقتين فرقة على هذا الجبل و فرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد،
          وأنزل الله تعالى مصداق ذلك : ( اقتربت الساعة وانشقت القمر
          وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر)

          * نزول المطر بدعائه

          * نبوع الماء بين أصابعه صلى الله عليه وسلم :

          ومن معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوته وصدق رسالته
          نبوع الماء من بين أصابعه الشريفة

          * فيضان ماء بئر الحديبية :
          أنه لما كان بالحديبية هو و أصحابه سنة ست من الهجرة وكان الحديبية بئر
          ماء فنزحها أصحابه بالسقي منها حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء وكانوا ألفاً وأربعمائة رجل ،
          وخافوا العطش فشكوا ذلك إليه صلى الله عليه وسلم فجاء فجلس على حافة البئر فدعا بماء
          فجيء به إليه فتمضمض منه ، ومجّ ما تمضمض به في البئر فما هي إلا لحظات ،
          وإذا البئر فيها الماء فأخذوا يسقون فسقوا وملأوا أوانيهم وأدوات حمل الماء عندهم

          * الطعام القليل يشبع العدد الكثير

          * اهتزاز جبل أحد

          * إضاءة المدينة المنورة لقدومه وظلامها لموته :
          عن أنس بن مالك قال : " لمَّا كان اليوم الذي قَدِم فيه النبي محمد المدينة،
          أضاء منها كل شيء، فلمَّا كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء. وقال :
          ما نفضنا عن الرسول محمد الأيدي حتى أنكرْنا قلوبنا "،
          (أي فقدنا أنوار قلوبنا التي كنا نشعر بها، ورسول الله فينا).

          * مخاطبته لقتلى بدر

          * حنين جذع النخلة
          كان النبي محمد يخطب على جذع،
          فلمَّا صُنِع له منبراً ترك الجذع وصعد المنبر وراح يخطب،
          فإذا بالجذع يئن أنيناً يسمعه أهل المسجد جميعاً، فنزل من على خطبته
          وقطعها وضمّ الجذع إلى صدره وقال : هدأ جذع، هدأ جذع، إن أردتَ أن أغرسك
          فتعود أخضراً يؤكل منك إلى يوم القيامة أو أدفنك فتكون رفيقي في الآخرة. فقال الجذع
          : بل ادفني وأكون معك في الآخرة ".

          * سماعه لأهل القبور
          عن أنس بن مالك قال :" بينما الرسول محمد وبلال يمشيان بالبقيع
          فقال الرسول محمد: يا بلال تسمع ما أسمع ؟ قال: لا والله ما أسمعه
          قال : ألا تسمع أهل القبور يعذبون "

          * حماية الملائكة له
          عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟
          (أي هل يصلي جهارةً أمامكم)، فقيل : نعم. فقال : واللات والعزى لئِن رأيته يفعل
          ذلك لأطَأنَّ على رقبته أو لأعَفِرَنَّ وجهه في التراب.
          فأتى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)
          وهو يصلي لِيَطأ على رقبته، فما فاجأهم منه
          إلا وهو ينكص على عقبيه، وأخذ يقي وجهه بيديه،
          فقيل له : ما لك ؟ قال : إن بيني وبينهُ خندقاً من نار وهَولاً وأجنحة ‍‍‍!!!. فقال الرسول
          (صلى الله عليه وسلم) : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضوا.
          ومعنى عضوا عضوا اي الملائكة تأخذه عظمة عظمة)
          وأنزل الله في القرآن: {كَلا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى}
          سورة العلق من الآية 6 إلى آخر السورة.



          يتبعُ

          تعليق


          • #6
            رد: سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )



            نبيُّ الرّحمة: اسم من أسمائه عليه أَفضل الصّلاة والسّلام،
            ورَدت به الآثار ومَشهور الأَخبار.


            ومعنى نبيّ الرَّحْمَة :
            أَي النبيّ الذي بَعثه الله سبحانه رحمةً للعالمين،
            ورَؤوفاً بالخَلْققِ أَجمعين، فبِعثَتُه رحمةٌ، وشريعتُه رحَمْةَ،
            وأَفعالُه رَحْمَةٌ، وأخلاقُه رحمة، وبِشَارتَهُ رحمةٌ، ونذارتَهُ رحمة.
            وجميعُ ما قاله أو فَعله أو تحرّكَ به رحمة، وحياته رحمةٌ لكم وممَاته رحمة لكم.
            فشمائلُه كلُّها رحمةٌ لعبادِ الله، ومِنَّةٌ مِن الله على خلق الله، وهدايةٌ إلى خلق الله.
            قال صلى الله عليه وسلّم: «إنّما أَنا رحمةٌ مُهْدَاة».
            وقد قيل: الأَنبياء كلُّهم عطيّة لأُممهم، ونبيُّنا صلى
            الله عليه وسلّم هدية، لأن الهديّة للمُحِبّين والعَطِيّةَ للمُحتاجين.
            وقد زَيَّن الله ـ سبحانه ـ نبيّه بالرحمة، فمن نال من رحمته شيئاً
            فقد فاز في الدّارَيْننِ، ونَجا من كلّ مكروهٍ، وحصَل له قُرَةُ العين.
            في ذكر شفقته ومداراته صلى الله عليه وسلّم
            عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «إنِّي لأَدْخُلُ فِي
            الصَّلاَةِ وأنَا أُرِيْدُ أنْ أُطِيْلَهَا فأَسْمَعُ بُكاءَ الصَّبِيّ فأتَجَوَّزُ في
            صَلاَتِي مِمَّا أعْلَمُ من شِدَّةِ وَجْدِ أمِّه مِن بُكَائِه» .
            عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:
            «إنِّي لأَقُوْمَ في
            الصَّلاَةِ فَأُرِيْدُ أنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فأَتَجَوَّزُ
            فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أنْ أُشُقَّ عَلى أُمِّه» .





            وفي السنة الحادية عشرة في شهر صفر بدأ المرض
            برسول الله صلى الله عليه وسلم ولما اشتد عليه الوجع أمر أبا بكر
            رضي الله عنه أن يصلى بالناس وفي ربيع الأول , زاد عليه المرض
            فقبض صلوات الله وسلامه عليه ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول
            من السنة الحادية عشرة فحزن المسلمون لذلك حزناً شديداً ثم غُسل وصلى عليه
            المسلمون
            يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء ودفن في بيت عائشة والرسول
            قد مات ودينه باق إلى يوم القيامة .




            لا تبكي ، غداً نلقى ألأحبه محمداً وصحبه :

            ذهب بلال رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه يقول له:
            يا خليفة رسول الله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول:
            أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله...
            قال له أبو بكر: (فما تشاء يا بلال؟) قال:
            أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت...
            قال أبو بكر: (ومن يؤذن لنا؟؟)... قال بلال رضي الله عنه وعيناه
            تفيضان من الدمع: إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله....
            قال أبو بكر: (بل ابق وأذن لنا يا بلال)....
            قال بلال رضي الله عنه: إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد،
            وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له... قال أبو بكر: (بل أعتقتك لله يا بلال)....
            فسافر إلى الشام رضي الله عنه حيث بقي مرابطا ومجاهدا
            يقول عن نفسه:
            لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم،
            وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى: 'أشهد أن محمدًا رسول الله' تخنقه عَبْرته،
            فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين
            وبعد سنين رأى بلال رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول:
            (ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟)... فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة،
            فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده فأقبل الحسن والحسين
            فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: (نشتهي أن تؤذن في السحر!)...
            فعلا سطح المسجد فلمّا قال: (الله أكبر الله أكبر)....
            ارتجّت المدينة فلمّا قال: (أشهد أن لا آله إلا الله)... زادت رجّتها فلمّا قال):
            (أشهد أن محمداً رسول الله)... خرج النساء من خدورهنّ،
            فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم
            وعند وفاته رضي الله عنه تبكي زوجته بجواره، فيقول: 'لا تبكي..
            غدًا نلقى الأحبة.. محمدا وصحبه'







            تعليق


            • #7
              رد: سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )

              اللهم صلي علي سيدنا محمد

              وعلي آله وصحبه وسلم

              جزاكم الله خيرا أخي الحبيب ونفع بكم
              [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
              [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

              تعليق


              • #8
                رد: سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )

                ما شاء الله اخى
                بار ك الله فيك و رفع قدرك



                تعليق


                • #9
                  رد: سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )

                  للرفع

                  وياريت يا جماعة نقرأ الموضوع بتأنى

                  لأن هناك كثير من الناس لا يعرفون أى شيء مما كتب هنا

                  وجــــزاكم الله خيرا على مروركم الطيب

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سيرةُ رسُولْ الله ( بَديعَ آلزّمآنِ ،وبدْر الظّلام )

                    ما شاء الله
                    موضوع طيب وجميل
                    حفظك الله ورعاك أخي الحبيب
                    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد
                    د.ناصر العمر |
                    إذا اقشعرَّ جلدك ولان قلبك وأنت تسمع آيات الوعد والوعيد؟! عندئذٍ تكون متدبّراً للقرآن ومنتفعاً به، ويكون حجةً لك لا حجةً عليك !. ولكي تلمس أثر القرآن في نفسك، انظر: هل ارتفع إيمانك؟.. هل بكيت؟.. هل خشعت؟.. هل تصدقتَ؟..فكل آية لها دلالاتها وآثارها .

                    تعليق

                    يعمل...
                    X