إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله كل خير أخي الحبيب في الله
    ما شاء الله أتحفتنا والله
    أكمل بارك الله فيك
    ونفع بك وجزاك الجنة

    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #17
      رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

      بسم الله ما شاء الله الموضوع أكثر من رائع
      وبه فوائد كثيره
      تابع أخى بالله عليك
      بارك الله فيك وجزاك خيرا
      أحبك فى الله
      اللهم إنى أسالك أن تعجل بقتل الكلب النصيرى فإنه لا يعجزك

      لاتنسونى من صالح الدعاء

      تعليق


      • #18
        رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

        المشاركة الأصلية بواسطة كريشان مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        جزاك الله كل خير أخي الحبيب في الله
        ما شاء الله أتحفتنا والله
        أكمل بارك الله فيك
        ونفع بك وجزاك الجنة

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

        جزاك الله خيرا أخي الحبيب كريشان على هذا المرور الطيب

        ونفع الله بك وأثابك الفردوس الأعلى

        تعليق


        • #19
          رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

          المشاركة الأصلية بواسطة الحالم بالتغيير مشاهدة المشاركة
          بسم الله ما شاء الله الموضوع أكثر من رائع

          وبه فوائد كثيره
          تابع أخى بالله عليك
          بارك الله فيك وجزاك خيرا

          أحبك فى الله


          أحبك الله الذي أحببتني من أجله

          أخي الحبيب الغالي الحالم بالتغيير

          أسأل الله العظيم أن يبارك فيك ويرفع قدرك

          أشهد الله أني أحبك في الله

          تعليق


          • #20
            رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

            الكلمات لا تعبر عما يجول في خاطري..


            فقط أقول.. جزيت الجنة.. وبالانتظار

            تعليق


            • #21
              رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

              انت شكلك ناوى تنقطنى بالموضوع
              انا هروح اقرأه هناك وخلاص
              ( فاهمنى طبعا ^_^ )
              احبك فى الله اخى الحبيب

              تعليق


              • #22
                رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

                المشاركة الأصلية بواسطة ahmadof مشاهدة المشاركة
                الكلمات لا تعبر عما يجول في خاطري..


                فقط أقول.. جزيت الجنة.. وبالانتظار

                جزاك الله خيرا أخي الحبيب

                أحمدوف

                على مرورك الطيب

                بارك الله فيك ونفع بك

                تعليق


                • #23
                  رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو السائب المصرى مشاهدة المشاركة
                  انت شكلك ناوى تنقطنى بالموضوع

                  انا هروح اقرأه هناك وخلاص
                  ( فاهمنى طبعا ^_^ )

                  احبك فى الله اخى الحبيب

                  أحبك الله الذي احببتني من أجله

                  اخي الحبيب أبوالسائب

                  حتبدلنا ولا ئيه

                  دحنا مشين معاكم حب حب

                  علشان نشوئك بالموضوع

                  ولاكن علشانك حخليها

                  شهريات ملحد افتراضي

                  أحبك في الله

                  تعليق


                  • #24
                    رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "



                    (4) نظرات في سلفية الإلحاد


                    عاد أبو الإلحاد من عمله وهو يفكر في مقالة جديدة يدبجها, ثم يضعها لبنة في بناء "التنوير" الذي لا يفهم معناه خفافيش الظلام. تفكر في تراجع القيم الإنسانية البحتة لحساب القيم البالية الموروثة. تفكر في عودة "الميتافيزيقا" إلى عالم يحلم رواده باستيطان المريخ. عجبا لهؤلاء المتعلقين بالأوهام, كيف يصدقون المحال؟ كيف يسلمون عقولهم للخرافة؟ تصور "الميتافيزيقا" امرأة ذميمة تركب حصانا بلا سرج تغير على الأميين وأنصاف المتعلمين لتسلبهم "الفكر الحر" و"الشك المنهجي". توقف عند هذه النقطة قليلا وتساءل: هل صحيح أن خصوم "التنوير" وحدهم يصدرون عن فكر موورث؟ هل غيرهم بريء من التقليد؟ "المتنورون" يدعون التحرر والاستقلال الفكري, فهل تصمد هذه الدعوى أمام النقد؟ وهل تسلم من الاعتراضات نفسها التي يرمون بها خصومهم؟ أحس بأن تفكيره يقوده في وجهة طالما هرب منها. دعته غريزة حب البقاء "الداروينية" إلى توخي الحذر. خشي على إلحاده أن يتدنس بشوائب "الهرطقة الدينية". أحس باقترابه من مأزق. هم بالنكوص, لكنه تذكر تشدقه الممجوج بالحرية الفكرية والموضوعية والنقد الذاتي فأصر على أن يمضي خلف تأملاته إلى آخر الطريق, مهما كلفه الأمر.

                    حينها شغل حاسوبه وافتتح صفحة جديدة. بدأ يكتب مقالته: " إسهاما في جهود "التنوير" التي يقودها جنود مجاهيل في العالم الافتراضي, وإتماما لسلسلة مقالاتي السابقة الموسومة ب"نقد الفكر الديني من منظور لاديني" أعرض اليوم لأكبر شعار يحمله رواد "التزمت الديني المعاصر" ألا وهو "السلفية" إنه شعار يصيبني بالسعار, إنه سيف قدّ من كلمات, فماذا يقصد بهذا الشعار أصحابه؟ وسترون أني لن أحيد عن المنهج العلمي في هذا البحث, وأني سأتحرى الموضوعية إلى أبعد حد حتى أصل إلى رؤية واضحة للمسألة المطروحة.


                    إن الفكر الديني يتهم بأنه يحتكر الحقيقة, ولست أدري من استعمل هذا التعبير "السوقي" أول مرة, لعله بقال أو خضار, وإلا كيف نفسر أن يتهم أحد باحتكار الحقيقة؟

                    وهل الحقيقة سلعة في دكان؟

                    طبعا يقصدون أن المتدينين يعتقدون أن ما معهم هو الحق, لكن هل يوجد صاحب فكرة يحسب نفسه على باطل؟

                    يجب في رأيي المتواضع –أنا أبو الإلحاد- أن نراجع هذه التهمة التي أراها منافية لأصول المنهج العلمي. فلنحتكم جميعا في نقاشنا للمتدينين إلى الموضوعية العلمية, وإلى الحجج العقلية, أما الحقيقة فكل يدعي بها وصلا, وإلا ففيم الخلاف أصلا؟ إذن الفكر الديني يدعي معرفة الحق, فيخالفه الفكر اللاديني فينسب ما معه إلى الحق, لكن ليس هذا موضوعنا, إنما أردت أن أضع مصطلح "السلفية" على طاولة البحث, أو على مشرحة "الأفكار الميتة". حسنا, ماذا لدينا؟ سين و لام و فاء. المعاجم تقول "سلف" أي "تقدم", والسلف أي المتقدمون. أصحاب الفكر الديني إذن يدعون أنهم أتباع لسلف ما. إنهم لا يمتلكون فكرا خاصا بهم أصلا. فكيف يجدون لقولهم صدى في زمان ما بعد الحداثة وفي عصر التكنولوجيا؟
                    لماذا تنتشر "سلفيتهم" في مجتمعاتنا المتمدنة انتشار النار في الهشيم؟ توقف عن الكتابة وتمعن فيما كتبه للتو: "سلفيتهم" وهل لغيرهم "سلفية"؟ أخذته قشعريرة. هم بإلقاء الموضوع في سلة المهملات, لكنه أصر على الإنسياق وراء حبل أفكاره, فاستأنف الكتابة:

                    "ماذا لو وضعنا فكرنا "اللاديني" "الإلحادي" بدوره على المشرحة؟

                    دعونا نعامل أنفسنا بما نعامل به الخصم, فصاحب الحق لا يخشى شيئا, والمنهج العلمي لا يحابي أحدا. إذن نحن نرمي "المتدينين" باجترار فكر قديم بال, فدعونا نتأمل فكرنا "التقدمي المتحرر", دعونا ننفذ إلى جذوره, حتى يتبين لنا بالبرهان الساطع أن "سلفية" القوم بدعة في ميزان العلم, وأننا أهل الحداثة والإبداع والإبتكار.


                    لا شك أن مجتمعاتنا المدنية المعاصرة "بثرة حسناء" في جبين الزمان.. إنها مجتمعات تنزهت عن كل الأديان, وتنكرت للإيمان بالغيب وآمنت بما في الجيب. لكن دعونا نقلب صحائف التاريخ لنفتش عن جذور مذهبنا. هل هو وليد اليوم أم أن له أصلا وسلفا؟

                    هل كان ثمة من يخالف سلف هؤلاء "المتدينين" في الزمن الغابر ويرد عليهم؟

                    أم أن العصور القديمة كانت أرضا خصبة لأديانهم لا ينازعهم فيها أحد؟

                    لا شك أن الفلاسفة عاشوا جنبا إلى جنب مع قساوسة الأديان ورهبانه. لقد كانوا حقا فرسان "التنوير" ربما كان أولئك "سلفنا الصالحين", فأعظم بهم وأكرم بتراثهم, سقراط, أفلاطون, أرسطو... كانوا فلاسفة أنوار غير متدينين, لكن مهلا, إنهم لم يكونوا ملحدين أيضا, لا يصح لنا أن ننسب مذهبنا "الإلحادي الراديكالي" إلى هؤلاء, هذا تدليس, فنحن برآء من تهمة "السلفية" نحن "متنورون أقحاح" إذن.

                    يبدو الأمر كذلك لولا أن الفلاسفة انبروا للرد على طائفة أخرى ينبغي أن نلقي على فكرها نظرة عابرة. فكلنا نعلم أن السوسفطائين كانوا متحررين من كل حقيقة. لقد كانوا لا يرون لشيء حقيقة البتة. كانوا يرون السواد بياضا والبياض سوادا, والحق باطلا والباطل حقا, لقد تركوا لك فرد أن يرى حقيقته, فلا حقيقة على الحقيقة. لقد كانوا رواد النسبية, نسبية الحقيقة ونسبية المعرفة. هل يعقل أن يكون هؤلاء "سلفنا"؟


                    قوم ينكرون بداهات العقول؟ إن كثيرا من الفلاسفة يرون الإيمان بعلة أولى لهذا الكون من العلوم الضرورية التي يُشك في عقل من يقدح فيها, أما رواد المذهب السوفسطائي فإنهم لم يعترفوا قط بشيء اسمه "علم ضروري" فلا ضرورة في العلم ولا العلم ضرورة. إنهم حقا عظماء. إنهم فرسان شجعان حطموا كل الثوابت وجعلوا معرفة الحق أمرا موكولا لكل إنسان, فما رآه فهو الحق, وليس له أن ينكر على غيره أبدا. هكذا تقوم المجتمعات المنطلقة المتحررة, تصبح بحرا تعوم فيه ملايين الجزر البشرية بآرائها المتناقضة وأخلاقها المتضاربة. ألا يحق لنا أن نفخر بسلفنا الأولين؟

                    يا لها من نتيجة غير متوقعة! إن المتدينين كانوا يدلسون علينا باحتكار "السلفية" فإن السلفية كما بينا بالبرهان القاطع أمر مشترك بين أهل كل ملة ومذهب. إننا لم نخترع إلحادنا اختراعا; بل إن له جذورا في الفلسفات والوثنيات القديمة. بل إن كتب المتدينين حوت طرفا من تاريخ "سلفنا". كيفلا فكتبهم "المقدسة" ليست إلا نصوصا موروثة تشهد لمراحل تاريخية منقرضة. إننا إذ نطالع أخبار إبليس ومناظراته "العقلانية" ونتأمل "أقيسته المنطقية"; وحين نتدبر ردود قوم نوح وعاد وفرعون على أنبيائهم, نكاد نلمس إرهاصات نشأة مذهبنا الذي نعتز به اليوم; بل إننا حين ننظر في سير فرعون وأبي جهل نكاد نجزم أن هؤلاء عظماء ذوو مناهج فكرية مصيبة بخسهم "المتدينون" فضلهم. لقد مهدوا لنا طريق الكفر والإلحاد, وأمدونا بإرث "تنويري" عظيم لا نزال نستقي منه حججنا في نقدنا للأديان. هؤلاء آبائي فجيئوني بمثلهم أيها المؤمنون.

                    وختاما ألخص فكرة هذا البحث قائلا: إن "السلفية" فكرة إنسانية لا يصح أن نتركها للمتزمتين يشنعون بها علينا فيرمونا بالابتداع, فكما أن لهم دينهم فإن لنا لادينيتنا, وكما أن لهم سلفيتهم فإن لنا سلفيتنا. وشتان بين "دين" و"لادين" وشتان بين "سلفية" و"سلفية". وما أبعد البون بين "سلفية النور" و"سلفية الظلام" وشتان بين "سلفية الإيمان " وبين "سلفية الإلحاد ". أعلم أنكم أيها الزملاء قد تختلفون معي, لكني نقضت للتو إحدى أكبر وأعتى آليات الفكر الديني المعاصر, وسلبت "المتزمتين أمضى سلاح يشهرونه في وجوهنا. ختم بهاته الكلمات مقاله, نظر إليه في زهو, وأعاد قراءته مرة أخيرة ثم كتب العنوان: "نظرات في سلفية الإلحاد" ثم ضغط على الزر فأرسله إلى أكبر منتديات "الجرب والجذام". ذهب ليحضر فنجان قهوة و لفافة دخان, ثم تفقد موضوعه فلم يجده. عبثا حاول أن يفهم الذي جرى. بعد دقائق استلم رسالة خاصة من مشرف الموقع. فتحها فإذا فيها: "عزيزي أبا الإلحاد, لقد تم إلغاء اشتراكك. لمزيد من التوضيح يرجى مراسلة المشرف العام."


                    يتبع بإذن الله

                    تعليق


                    • #25
                      رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

                      مستمرين معك..

                      تعليق


                      • #26
                        رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "



                        بارك الله فيك اخي الحبيب أحمدوف

                        وجزاك الله خيرا على مرورك الطيب

                        تعليق


                        • #27
                          رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

                          أزى لغو المشاركة شكل المراقبين هناك شداد
                          كلامك يزداد روعة يوم بعد يوم
                          فلا تترك الموضوع وأكمل ونحن معك
                          أخى لما لا تثبت الموضوع علشان لما منضورش عليه كتير
                          أحبك فى الله
                          اللهم إنى أسالك أن تعجل بقتل الكلب النصيرى فإنه لا يعجزك

                          لاتنسونى من صالح الدعاء

                          تعليق


                          • #28
                            رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "



                            أحبك الله الذي أحببتني من اجله

                            أخي الحبيب الحالم بالتغيير

                            وجزاك الله خيرا على مرورك الطيب

                            أشهد الله أني أحبك في الله

                            أسأل الله ان يجمعني واياك وجميع المسلمين في الفردوس الأعلى



                            تعليق


                            • #29
                              رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "



                              (5) نحو تنوير النحو


                              فرغ أبو الإلحاد من مقاله الأسبوعي, رفع فيه مذهبه وخفض مخالفه, وذكر امتعاضه المتفاقم من تعاظم أمواج الفكر الجامد, وحذر من الأخطار المحدقة بالمجتمع المدني, وبين أنها بدأت تنحت في صبر حروف اليقين الديني في بيئة نشأت على الشك المنهجي, وأنها بدأت تصبغ حياة الناس بصبغة البداوة وبألوان ما قبل الحداثة الباهتة. تنهد حسرة على تغير الأحوال. وتعجب من انقلاب الموازين. ثم نشر مقاله في مدونته الكالحة فما لبث أن جاءه تعليق. اعتدل في جلسته فرحا يترقب وبدأ يقرأ: عزيزي أبا الإلحاد, بغض النظر عن مضمون أفكارك إلا أنني بصفتي أستاذا للعربية أخبرك أن قراءة مقالتك اصابتني بالصداع النصفي. إن كلماتك تئن تحت ركام من اللحن والركاكة. خذها مني نصيحة مشفق: لا تنشر بعد شيئا قبل أن المراجعة اللغوية الدقيقة. تحياتي, (فارس الضاد). شعر بالحنق لأن التعليق لم يلق بالا لا إلى تحليله العميق للتحولات التي تكاد تعصف بمكتسبات الحداثة, ولا إلى رؤاه التقدمية الثاقبة التي تعيد الأمل إلى النخبة المتنورة. قال كأنه يحدث نفسه: "لا بد أن هذا المعلق المغرور منهم, لا أكاد أشك في ذلك, فليمت هو ونحوه غيظا. لا يلتفتون إلا إلى القشور. متى يدركون حقائق الأشياء؟" جلس يفكر في علاقة اللغة العربية بتنامي الفكر الديني, فعنت له فكرة سرعان ما استهوته واستحوذت على فكره: لم لا يكون هذا موضوع مقالته التالية: "نحو تنوير النحو"؟ غضب لتذكر التعليق الوقح وتسارعت أنفاسه وغاظه تقريعه على خطئه المتكرر في كتابة الهمزة, فوق السطر أو فوق الألف أو فوق الياء, فلتكن فوق السقف فما الذي يتغير؟ يا لهم من متنطعين! فتح مذكرته ليدون أولى أفكاره, لتكون لبنات لمقالته القادمة.

                              كتب رؤوس أقلام: "الإلحاد منهج حياة... اللغة رداء الفكر... علوم العربية نشأت تحت قهر الفكر الديني... لا بد من مراجعة الإرث اللغوي في ضوء مذهب التنوير... النحو يرزح تحت ركام القرون المتطاولة... النحو وُضع لتكريس هيمنة الخطاب الديني المنغلق... تأمل جملته هاته فانتبه لهذه العبارة الغريبة: "النحو وُضع..." حك جبهته بقلمه وفغر فاه متفكرا: من وضعه؟.. لماذا نقبل مثل هذا الاسلوب الغامض؟ لماذا ننساق وراء هذا التلبيس؟ ومن أدرانا أن أحدهم وضعه؟ كل ما هنالك أنه هنا كالسيف مصلتا في وجه التحرر والانعتاق الفكري. تأمل تدفق أفكاره وابتسم فبدت أسنان علاها القلح. "وجدتها, وجدتها." لقد عثر لتوه على قلب مقالته الوليدة. شرع يبحث عن الشرايين والأوردة ليضخ إليه بنات أفكاره المتنورة. بدأ يتتبع خيوط فكرته لينسج منها هيكلا لمقالته. النحو الذي يشنع به عليه مخالفوه مرة تلو أخرى ليس منزها عن النقد.. وكيف يكون كذلك؟ إذا كان لا يتورع عن الطعن في القرآن, فكيف يقبل بالنحو دون نقده وتمحيصه ؟ استغرب أنه لم ير الأمر على هذا النحو من قبل. كان يكتب ويجتهد أن يوافق ما قيل له إنه يوافق النحو, وكان يضحي من أجل ذلك بكثير من العبارات المتألقة خيفة اللحن. لا شك أن كثيرا من أفكاره التنويرية العبقرية قد ضاع بسبب الحرص الزائد على اتباع هذا النحو العتيق. ثم هاهي ذي تأملاته تفضي به إلى هذا الكشف العلمي الفريد. هاهو يخرج مناقيشه ليستل هذا الأسلوب اللغوي المتدنس بأوحال الميتافيزيقا. "المبني للمجهول" انظر كيف يسمونه, إنهم لا يريدون لنا أن نقبل بالجهالة فحسب.. بل يريدوننا أن نبني عليها. كم يستخفنا هؤلاء. لكن لن نقبل بتدليسهم بعد اليوم. لا بد من تطبيق الإلحاد على العلوم. فلأبدأ بالعربية. وليكن النحو بداية رحلة الألف فن. قد أموت قبل أن أفلح في تحرير العربية من شوائب الميتافيزيقا ومن رواسب الخرافة. لكن حسبي أن أكون شمعة تضيء لتنير للزملاء المتنورين الطريق. سأنتهي حتما سمادا يغذو الأرض فتنبت حشائش تأكلها البغال والحمير, أو أصير وقودا يدير عجلة الإقتصاد المادي في مجتمع متنور, لكني سأخفف من وطأة الجهل والتزمت بفتوحاتي العلمية, فإن مذهب الظلام لن يدوم طويلا. أنا أوقن يقينا ماديا أن التنوير سينتصر في النهاية.

                              لكن كيف أستطيع أن أزيح "المبني للمجهول" عن ساحة النحو ريثما أزحزح النحو برمته عن عرشه؟ بحث قليلا فوجد أن أهل العربية يدعونه أيضا: "ما لم يسم فاعله" فتريث قليلا. وقارن الاسمين, ثم حرك رأسه في استغراب وهو يقول: "لا ينقضي عجبي من تدليس القوم: مبني للمجهول أو ما لم يسم فاعله. هذا تدليس بين. إنه استدلال بموطن النزاع. النزاع ليس على جهالة الفاعل, بل على وجوده من عدمه. فلا فرق إذن بين قولهم عن الفاعل أنه مجهول, وقولهم إنه لم يسم" ثم إنه دسوا تدليسهم في التعريف عينه, "لم يُسم" كم يغيظه هذا التعبير. حاول أن يبني جسرا يجمع بين شتات أفكاره فتأمل في أصل مقالة الإلحاد التي يعتز بها ويكررها في نفسه كلما تسربت إليه وساوس الإيمان وكلما قذفته الشبكة الإلكترونية بشبهات الإسلام. حينها يكرر ما غدا مثل الشهادتين في ملته: "لا إله والكون مادة, والمادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم." نظر إلى معاني التنوير في الأصل الأعظم لملته, فلم يبصر إلا ظلاما دامسا, لا بد أنه مرهق بسبب الجهد الذي بذله. تفكر في أنه إنما ينكر الخالق لأنه لم يره قط. وينكر الخلق لأنه لم يشهده, فخطر له أن هذا سر ابتداع المتدينين لصيغة "المبني للمجهول" إنهم أسسوا لفكرهم الديني من داخل النحو. اعترف في نفسه بعبقرية النحاة من هذا الوجه. تملكه الإعجاب بروحه العلمية وبإقراره بمكر الخصم وفضله. حاول أن يطبق مبادئ ما تحصل له حتى الساعة من ثمرات مشروعه في تنقية النحو من شوائبه الدينية, فكتب: "لو تركنا هذا الأسلوب الظلامي يعيث الفساد داخل اللغة, فإننا سنرتد مؤمنين يوما ما. كيف؟ إليكم الجواب:

                              تنشأ في بيئة التقليد على المعتقد الموروث, فتتوهم معانقة الحقيقة وامتلاك اليقين, ثم تهب عليك نسائم التنوير فترتاب وتشك. ثم تنسلخ من الإيمان شيئا فشيئا حتى تبلغ مبلغي من الإلحاد وتجرب تجربتي فيه فتحس بمعنى الحرية من كل دين وخلق, فتقول: أنا لم أر لا الخلق ولا الخالق, إذن النتيجة المنطقية التي يمليها عليك التنوير المادي الذي يكفر بكل ما غاب عن الحس: "لا خلق ولا خالق" ومن جادلك فقل له هات برهانا علميا واحدا على دعواك. حينها تكون قد قطعت أشواطا من رحلة التنوير تكل عنها أبصار المتدينين, وتكون قد ذقت مذاق الإلحاد الذي لا يدركه الوصف, إنما يعرفه من ذاقه, ومن ذاق فقد عرف. لكن انتبه, إذا كنت ممن يصدقون بن آجروم وبن مالك وأضرابهما, فإنك توشك أن ترتد على عقبيك, خصوصا إذا بلغت إلى باب [باب المفعول الذي لم يسم فاعله: وهو الاسم المرفوع الذي لم يُذكر معه فاعله، فاِن كان الفعل ماضيا ضُمَّ أوله وكُسر ما قبل آخره، واِن كان مضارعا ضُمَّ أوله وفُتِحَ ما قبل آخره.] قرأ هذه الفقرة من الآجرومية ثم تساءل: كيف ندع أمثال هؤلاء يستخفوننا بالنحو على هذا النحو؟ انظر كيف يقول: يُذكر... ضُمَّ... فُتح... لو غفلت عن الخطر الذي أتخوفه عليك فإنك ستقول يوما ما في لحظة ضعف: لحظة بدء الحياة في هذا الكون مجهولة والذي جرى في الأزل كله مجهول, إذن تطبيقا لمبادئ النحو قد نقول تجوزا: "ابتدئ الكون... أو أنشئ الكون... أو خُلق الكون..." طبعا سيستعمل الملحد المتنور ذلك كله من باب المجاز. استطرد في أفكاره: "المجاز يصلح ليكون حلقة أخرى من سلسلة تنوير النحو" انتهى الاستطراد. ثم يرتفع الملحد على هذا النحو درجة درجة ليبلغ سقف الوهم الذي نصبه له النحاة في مكر, فيقول: "حسنا: خُلق الكون. هذا مبني للمجهول ولم يسم فاعله, إذن أنا أقر من ناحية لغوية نحوية بحتة بالجهل بالخالق, كما أقر -دائما من داخل النحو- بوجوده. فلا يبقى بعد إلا أن يتعرض من مر بهذه المراحل أو بعضها إلى هزة عاطفية كأن يموت له قريب, أو يجتاز محنة نفسية فتغلبه رواسب التدين الموروث فينتكس مرة أخرى إلى التفكير الجدي في ارتداء ثياب الإيمان, وهكذا تكتمل خيوط الفخ المحكم الذي نصبه النحاة لمن لم يؤت فهما ثاقبا كفهمي, ولم يعرف مثل معرفتي, فتتحقق على أيدي أولئك الخصوم الأفذاذ نهاية جهود التنوير.

                              ستسألونني حتما: وكيف نخرج من هذا الإشكال؟ فأقول -أنا أبو الإلحاد-: لا يجبرنا شيء أن نؤمن بالمحال ولا أن نتعلق بالأوهام. لذا أقترح من يوم المتنورين هذا, أن نعدل عن هذا الأسلوب المحفوف بالأخطار "الميتافيزيقية" والمتلبس بالعقائد الغيبية إلى أسلوب متحرر من ذلك كله, فنسمي ما لم نشهد له فاعلا: "المنفعل" فنستعمل مثلا: بدل "بُني": "انبنى" وبدل "فُعل": "انفعل" وبدل "ضُمّ": "انضمَّ" وهكذا... فلا نقول: "ضُرب زيد" بل نقول: "انضرب زيد" ولا نقول: "قيست المسافة." بل: "انقاست." ولا نقول: "طُرح في سلة المهملات" بل نقول: "انطرح فيها" وهكذا دواليك حتى نؤسس لصيغة "المنفعل" التي ستزيح البساط من تحت أقدام النحاة ومبنيهم للمجهول. ولو أخذنا مثالا من درس التاريخ, فلا ينبغي أبدا أن نقول "بنيت صخور (ستون هنج) في إنجلترا." بل نقول إنها: "انبنت." ولو شنع علينا متدين واعترض باستحالة هذا المعنى, فنجيبه بإمكانية تضافر عوامل مادية طبيعية متعددة عبر بلايين السنين ونؤيد نظرياتنا المتعددة حول الموضوع بحساب احتمالات الصدفة الدقيقة حيث الأرقام الفلكية التي لا تفصل أصفارها عن يمين وشمال إلا فاصلة. نعم إنها مقادير أخف من هباء وأوهى من هواء, لكن الإيمان بها يجعل الإيمان بالغيب بلا فائدة. لا تهم الوسائل, المهم هو نسف العقائد الغيبية التي استوطنت بنيان النحو العربي. حينها دخلت أم الإلحاد الغرفة وسألت بعلها: "عزيزي لحّود, أريد أن أكتب رسالة تهنئة لحليمة بمناسبة نجاح ابنها, فماذا يقال في هذا المناسبة؟" أغلق مذكرته ونظر إليها وهم بالجواب.. ثم تريث لحظة وقال: "ينقال: ألف ألف مبروك." نظرت إليه في استغراب ثم انصرفت دون أن تنطق بكلمة.
                              يتبع بإذن الله

                              تعليق


                              • #30
                                رد: أبو الإلحاد : يوميات ملحد افتراضي " متجدد باذن الله "

                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                جزاك الله كل خير أخي الحبيب في الله
                                كيف فاتني قراءة هذا الجزء!!!!
                                رغم أنني أتابع السلسلة
                                والله يا أخي أنت صاحب فكر عميق
                                تبارك الله كيف تنظم الكلام
                                ما شاء الله..أبهرتني
                                بارك الله فيك
                                متابع بإذن الله

                                قال الحسن البصري - رحمه الله :
                                استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                                [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                                تعليق

                                يعمل...
                                X