إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوجازة في الاصول الثلاثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

    ﻓﺼﻞ
    ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻣﺮ ﺑﺒﻘﻴﺔ ﺷﺮﺍﺋﻊ
    ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﺞ
    ﻭﺍﻷﺫﺍﻥ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ
    ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
    ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﺸﺮ
    ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ
    ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺩﻳﻨﻪ ﺑﺎﻕ ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻳﻨﻪ ، ﻻ ﺧﻴﺮ ﺇﻻ
    ﺩﻝ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﺷﺮ ﺇﻻ ﺣﺬﺭﻫﺎ ﻣﻨﻪ .
    ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺟﻤﻴﻊ
    ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ . ﻭﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ
    ﺣﺬﺭﻫﺎ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻜﺮﻫﻪ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺄﺑﺎﻩ ."
    ﺍﻟﺸﺮﺡ : ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﺿﺤﺔ .
    ﻓﺼﻞ
    ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
    ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ، ﻭﺍﻓﺘﺮﺽ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺜﻘﻠﻴﻦ، ﺍﻟﺠﻦ
    ﻭﺍﻹﻧﺲ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻗﻞ ﻳﺎ
    ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻜﻢ
    ﺟﻤﻴﻌﺎً( ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
    ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ
    ﻭﺃﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﻟﻜﻢ
    ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎً ( ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﻠﻰ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻧﻚ
    ﻣﻴﺖ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻣﻴﺘﻮﻥ . (
    ﺍﻟﺸﺮﺡ :
    ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺧﺘﻤﻪ
    ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﺒﺎﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
    ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻣﺮﺓ
    ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻤﺪﻯ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ .
    ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻌﺜﻪ
    ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﺔ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻧﻪ
    ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ
    "ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ " ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺭ
    ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﺪﻝ
    ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ
    ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﻌﺪﻫﺎ "ﻭﺍﻓﺘﺮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﺎﻋﺘﻪ
    ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺜﻘﻠﻴﻦ " ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ
    ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ
    ﺃﻧﻪ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﺎﻣﺔ ﻗﻮﻟﻪ
    ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻ
    ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ }: ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ
    ﺇﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً{ ﻭﻗﺎﻝ
    ﺗﻌﺎﻟﻰ}ﻭﺇﺫ ﺻﺮﻓﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻧﻔﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ
    ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .{
    ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ
    ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻗﺎﻝ
    ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
    ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }: ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ
    ﺩﻳﻨﻜﻢ .{
    ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
    ﻭﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎﺕ ﻳﻘﻴﻨﺎً
    }ﺇﻧﻚ ﻣﻴﺖ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻣﻴﺘﻮﻥ{ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻣﻮﺗﻪ
    ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻛﻤﻮﺕ ﺑﻘﻴﺔ
    ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ : ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ
    ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺃﻱ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
    ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻫﻮ ﻓﻨﺎﺀ
    ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻻ ﺗﻔﻨﻰ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ
    ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻸ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺃﻭ ﺇﻟﻰ
    ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ
    ﺫﻟﻚ .
    ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﻭﻋﺒﺎﺩ
    ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ
    ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺣﻲ ﻭﻟﻜﻦ
    ﺣﻴﺎﺓ ﺑﺮﺯﺧﻴﺔ ﻭﻟﺮﻭﺣﻪ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﺒﺪﻧﻪ ،
    ﻭﻟﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﺮﺩ
    ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺃﻟﻒ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ
    ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺃﻧﻬﻢ
    ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﺮﺯﺧﻴﺔ . ﻭﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ
    ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻫﻮ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﻓﻤﺎ
    ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻟﻠﻤﻮﺕ ؟ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
    ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻫﻮ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻷﺟﻞ ﺑﻤﺎ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ .
    ﻓﺎﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻣﺎﺕ ﻷﻧﻪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﺟﻠﻪ
    ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻣﺎﺕ ﻷﻧﻪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﺟﻠﻪ ﺧﻼﻓﺎَ
    ﻟﻠﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ
    ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﺟﻠﻪ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﻻﺳﺘﻤﺮ
    ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
    ﻫﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ؟
    ﻛﺮﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺸﺨﺺ
    ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮﻙ ﻭﻗﺎﻝ : ﻻ ﺗﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ
    ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ
    ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ " ﺩﻣﺘﻢ" ﻓﺘﺪﻋﻮ ﻟﻪ
    ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﺮﻩ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ
    ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺃﻧﻪ
    ﻗﺎﻝ )ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻃﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻭﻟﺪﻩ(..
    ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ . ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻃﺎﻝ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮﻙ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ
    ﻣﺤﺬﻭﻑ .
    ﻫﻞ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ
    ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﻻ ﻟﻘﺎﺀ ﺑﻌﺪﻫﺎ ؟
    ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻻ .. ﺑﻞ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﻌﺪ
    ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺎﻟﺒﺪﻥ . ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺖ
    ﻭﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ
    ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻣﻨﻜﺮ ﻭﻧﻜﻴﺮ
    ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ . ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻣﺎ
    ﺇﻟﻰ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﻭ ﻋﺬﺏ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .

    تعليق


    • #32
      رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

      ﻓﺼﻞ
      ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻧﻌﻴﺪﻛﻢ
      ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻧﺨﺮﺟﻜﻢ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ :
      ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺒﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺒﺎﺗﺎً ﺛﻢ
      ﻳﻌﻴﺪﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺨﺮﺟﻜﻢ ﺇﺧﺮﺍﺟﺎً ( ﻭﺑﻌﺪ
      ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻣﺤﺎﺳﺒﻮﻥ، ﻭﻣﺠﺰﻳﻮﻥ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ،
      ﺇﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﻓﺨﻴﺮ، ﻭﺇﻥ ﺷﺮﺍً ﻓﺸﺮ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
      ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻟﻴﺠﺰﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﺑﻤﺎ
      ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭﻳﺠﺰﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ
      ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ( ﻭﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻛﻔﺮ،
      ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺯﻋﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ
      ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻟﻦ ﻳﺒﻌﺜﻮﺍ ﻗﻞ ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺑﻲ
      ﻟﺘﺒﻌﺜﻦ ﺛﻢ ﻟﺘﻨﺒﺒﺆﻥ ﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﺘﻢ ﻭﺫﻟﻚ
      ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻴﺮ (
      ﺍﻟﺸﺮﺡ :
      ـ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻣﺴﺎﺋﻞ
      ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ
      ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﻣﺴﺎﺋﻞ .
      ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻗﺎﻝ
      ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ":ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ."
      ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻋﻮﺩﺓ ﻷﺭﻭﺍﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺑﻌﺪ
      ﺍﻟﻨﻔﺨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺃﺑﻲ
      ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻴﺔ ..
      ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ ﻟﻐﺔ ﺍﻹﺭﺳﺎﻝ . ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ "
      ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ " ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ
      ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﺑﻞ
      ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺘﺺ ﺑﻌﻀﻬﺎ
      ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } :ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ
      ﺣﺸﺮﺕ{ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻔﺨﺔ
      ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ . ﻭﺻﺢ ﻋﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ )ﺇﻧﻪ
      ﻟﻴﻌﺎﺩ ﻟﻠﺸﺎﺓ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ( ﺃﻱ
      ﺍﻟﺠﻠﺤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺮﻧﺎﺀ .
      ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ
      ﺍﻟﻨﻔﺨﺎﺕ .. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﻲ
      ﻧﻔﺨﺘﺎﻥ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﻲ ﺛﻼﺙ ،
      ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻧﻔﺨﺘﻴﻦ ﺩﻣﺞ ﻧﻔﺨﺘﻴﻦ ﻓﻲ
      ﻧﻔﺨﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺨﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻫﻲ :
      ﺃ ـ ﻧﻔﺨﺔ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ .. ﻗﺎﻝ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﻔﺰﻉ ﻣﻦ
      ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ .{
      ﺏ ـ ﻧﻔﺨﺔ ﺍﻟﺼﻌﻖ ﻭﻫﻼﻙ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
      ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻼﻛﻪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﻧﻔﺦ
      ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﺼﻌﻖ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ
      ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ {....
      ﻭﻫﺎﺗﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺨﺘﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺗﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﻧﻔﺨﺔ
      ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺃﻛﻤﻞ .
      ﺝ ـ ﻧﻔﺨﺔ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﻧﻔﺦ
      ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺪﺍﺙ ﺇﻟﻰ
      ﺭﺑﻬﻢ ﻳﻨﺴﻠﻮﻥ .{
      ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ـ
      ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ
      ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ
      ﺣﺴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺎﻝ " :ﺃﻧﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ
      ﺗﻨﺸﻖ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﻓﺨﺮ
      "
      ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ، ﻭﻫﺬﺍ
      ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻘﺒﻮﺭﻳﻦ ﻭﺇﻻّ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ
      ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ . ﺃﻣﺎ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻬﻲ
      ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
      1- ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﻨﺸﻮﺭ .
      2- ﺍﻟﺤﺸﺮ.
      3- ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﻝ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﻌﺪ
      ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻓﺄﻭﻝ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﻋﺮﺍﺓ ﻏﻴﺮ
      ﻣﺨﺘﻮﻧﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﻜﺴﻮﻥ ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻜﺴﻰ
      ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺛﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺛﻢ ﻳﻜﺴﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ
      ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺛﻢ ﺗﺪﻧﻮﺍ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻴﻌﺮﻗﻮﻥ
      ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ .
      4 ـ ﺛﻢ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺟﺮّﻫﺎ ﺛﻢ ﺗﺰﻟّﻒ
      ﺍﻟﺠﻨﺔ .
      5- ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ . ﺳﺠﻮﺩﻩ ﻗُﺪّﺭ ﻓﻲ
      ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺠﻤﻌﺔ ﺃﻱ ) ﺃﺳﺒﻮﻉ .(
      6- ﻣﺠﻲﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ .
      7- ﺍﻟﻌﺮﺿﺘﺎﻥ ﻭﻫﻲ ﺟﺪﺍﻝ ﻭﻣﻌﺎﺭﻳﺾ .
      8- ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ
      ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺹ
      ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻣﻴﻦ ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
      ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺼﻰ ﻭﺳﺘﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ
      ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
      9 ـ ﺛﻢ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﺣﺴﺎﺏ
      ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
      ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭ ﻋﺼﺎﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ
      ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ
      ﺫﻧﻮﺑﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ
      10- ﺛﻢ ﺗﻄﺎﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﻒ .
      11 ـ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ .. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺃﻃﻠﻊ
      ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﺍﻃﻠﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ
      ﺻﺤﻔﻬﻢ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﻢ . ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
      ﻳﻮﺯﻧﻮﻥ
      12- ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ .
      13- ﺛﻢ ﺍﻟﻘﻨﻄﺮﺓ .
      14 ـ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ
      15 / 16 ـ ـ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭﺫﺑﺢ
      ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ .
      ﻭﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻓﻴﻬﺎ
      ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺗﻔﺼﻴﻞ . ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻒ
      ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ، ﻭﺳﻮﻑ
      ﻧﺒﺴﻂ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ
      ﻭﺗﺴﻬﻴﻠﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺑﺄﺩﻟﺘﻬﺎ
      ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻨﺎ ﻟﻠﻮﺍﺳﻄﻴﺔ.
      ﻣﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮ
      ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻛﻠﻬﻢ
      ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺧﻤﺴﻮﻥ
      ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﺳﺄﻝ ﺳﺎﺋﻞ
      ﺑﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻗﻊ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺩﺍﻓﻊ
      ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺝ ﺗﻌﺮﺝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ
      ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ
      ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻒ ﺳﻨﺔ( ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ
      ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ
      ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ
      ﻋﻦ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻦ ﺳﻤﺎﻙ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ
      ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ )ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ
      ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ( ﻗﺎﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
      ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ .
      ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻋﻦ ﺳﻤﺎﻙ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻋﻦ
      ﻋﻜﺮﻣﺔ ) ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ
      ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ( ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻛﺬﺍ
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻭﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ
      ﺃﺑﻲ ﻃﻠﺤﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﺗﻌﺮﺝ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ
      ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ(
      ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
      ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ
      ﺳﻨﺔ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ
      ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ
      ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺎﻝ ﻗﻴﻞ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
      ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ
      ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ( ﻣﺎ ﺃﻃﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ
      ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
      ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺨﻔﻒ ﻋﻠﻰ
      ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺧﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ
      ﺻﻼﺓ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ( ﻗﺎﻝ
      ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ : ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﻳﻮﻧﺲ
      ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ
      ﻋﻦ ﺩﺭﺍﺝ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺩﺭﺍﺟﺎ ﻭﺷﻴﺨﻪ ﺃﺑﺎ
      ﺍﻟﻬﻴﺜﻢ ﺿﻌﻴﻔﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .
      ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ
      ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻟﺼﺎﺣﺐ
      ﺍﻻﺑﻞ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﺩ ﺣﻘﻬﺎ ، ﺛﻢ
      ﻗﺎﻝ : ﻭﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺑﺘﻤﺎﻣﻪ
      ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ ﺑﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
      ﺳﻬﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﻣﻮﺿﻊ
      ﺍﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻃﺮﻗﻪ ﻭﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ
      ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ
      ﺇﻳﺮﺍﺩﻩ ﻫﻬﻨﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ
      ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ
      ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ
      ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
      ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻠﻴﻜﺔ ﻗﺎﻝ ﺳﺄﻝ
      ﺭﺟﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ) ﻓﻲ ﻳﻮﻡ
      ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ( ﻓﻘﺎﻝ
      ﻣﺎ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ
      ﻗﺎﻝ ﻓﺎﺗﻬﻤﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺳﺄﻟﺘﻚ
      ﻟﺘﺤﺪﺛﻨﻲ ؟ ﻗﺎﻝ ﻫﻤﺎ ﻳﻮﻣﺎﻥ ﺫﻛﺮﻫﻤﺎ
      ﺍﻟﻠﻪ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ
      ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻫـ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻗﻮﻟﻪ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻭﻓﻴﻬﺎ
      ﻧﻌﻴﺪﻛﻢ { ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺒﺘﻜﻢ
      ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺒﺎﺗﺎً . {
      ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ :
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻣﺤﺎﺳﺒﻮﻥ "
      ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻟﻐﺔ : ﺍﻟﻌﺪ .
      ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ : ﺇﻃﻼﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻠﻰ
      ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺧﻴﺮﺍً ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﺷﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
      ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺸﺮ .
      ﻫﻞ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻋﺎﻡ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻠﻖ ؟
      ﻧﻌﻢ .. ﺇﻻ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﻲ ﻭﻫﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
      ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﺍﻟﺬﻳﻦ
      ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻻ ﻋﺬﺍﺏ
      ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻮﻥ ﻷﻧﻬﻢ ﺍﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ
      ﺃﻟﻒ.
      ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﻼ ﻣﺤﺎﺳﺐ ﻗﻮﻟﻪ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻓﻮﺭﺑﻚ ﻟﻨﺴﺌﻠﻨﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ . {
      ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺣﺴﻨﻪ ﻗﺎﻝ ] : ﻻ
      ﺗﺰﻭﻝ ﻗﺪﻡ ﻋﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺄﻝ
      ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻩ ... ﻭﻣﺎﻟﻪ .... ﻭﻋﻤﻠﻪ [ ...
      ﻣﺨﺘﺼﺮﺍً .
      ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺳﺐ ؟ ﻭﻗﻊ ﺧﻼﻑ
      ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺳﺐ
      ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺄﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ
      ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻛﺬﺍ ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻛﺬﺍ .
      ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ
      ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻳﻘﺴﻢ ﺃﻭﻝ
      ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ : ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺃﻭﻝ
      ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﻣﻢ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ
      ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ
      ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ] ﻧﺤﻦ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ
      ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺒﻞ
      ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ [ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ
      ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻣﺠﻲﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻔﺼﻞ
      ﻳﻘﺎﻝ ] : ﺃﻳﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﻏﺮﺍً
      ﻣﺤﺠﻠﻴﻦ ﻓﻴﺒﺪﺃ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ . [
      ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ
      ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ
      ﺛﻢ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺛﻢ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ..
      ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ . ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
      ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ] ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﻀﻰ
      ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ [ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .
      ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
      ﺛﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺛﻢ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺛﻢ
      ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺛﻢ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ
      ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .
      ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺴﺎﻡ :
      ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ: ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﺮﺽ
      ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻧﻤﺎ
      ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻞ
      ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮ ﺫﻧﻮﺑﻪ
      ﻭﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻨﻪ ، ﻳﺤﺎﺳﺒﻪ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺳﺮﻳﺔ
      ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻪ .
      ﺃﻣﺎ ﺻﻔﺘﻬﺎ ﻓﺘﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ
      ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ : ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻳﻮﻡ ﻛﺬﺍ
      ﻭﻛﺬﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﺮﺭ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻧﻌﻢ . ﻓﻴﻘﻮﻝ
      ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺘﺮﺗﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻨﻬﺎ
      ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .
      ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ ﻭﻫﻮ
      ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
      ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ] : ﻣﻦ ﻧﻮﻗﺶ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻋﺬﺏ [
      ﻭﻓﻴﻪ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻔﻀﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ
      ﻭﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺖ .
      ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺠﺪﺍﻝ .
      ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻟﻴﺠﺰﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﺑﻤﺎ
      ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭﻳﺠﺰﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ
      ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ . { ..
      * ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻓﻼ
      ﻳﺤﺎﺳﺒﻮﻥ ﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ،
      ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻘﻴﻞ ﻳﻤﺘﺤﻨﻮﻥ
      ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭﻗﻴﻞ : ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
      ﺛﻢ ﻳﺬﺑﺢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻴﻘﺎﻝ
      ﻷﻫﻠﻴﻬﻤﺎ ﺧﻠﻮﺩ ﻓﻼ ﻣﻮﺕ .
      ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺃﻧﺎﺱ ﺗﺴﺎﻭﺕ
      ﺣﺴﻨﺎﺗﻬﻢ ﻭﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ، ﻳﻮﺿﻌﻮﻥ ﻓﻲ
      ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺠﻠﺴﻮﻥ
      ﻣﺪﺓ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ
      ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻨﺘﻬﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ
      ﻭﻓﻀﻠﻪ .
      ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ : ﻫﻨﺎﻙ
      ﻗﻨﻄﺮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺼﺎﺹ
      ﻓﻴﻘﺘﺺ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ
      ﺑﻌﺾ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻳﺪﺧﻞ
      ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﻼ
      ﻳﺪﺧﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺧﺼﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
      ﻓﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .
      ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ :
      ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻳﻮﻡ
      ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻫﻮ ﻗﺼﺎﺹ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ
      ﺑﻌﺾ ﺛﻢ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﻣﺎﺩﺍً .
      ﺛﻢ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
      ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻇﻠﻢ ﻓﻴﻘﺘﺺ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ
      ﺑﻌﺾ .
      ﺛﻢ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﻌﺪ
      ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ .
      ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
      ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ
      ﺑﻨﺎﻗﺾ :
      ﺃ ـ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺣﺒﺔ
      ﻣﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ) ﻭﻫﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ
      ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ( ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻻ
      ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺼﻠﻮﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺮﻁ
      ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻭﻻ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻧﺎﻗﺾ ﻟﻠﺪﻳﻦ .
      ﺏ ـ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
      )ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ
      ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ( ﻭﻫﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻤﻦ
      ﻗﺒﻠﻬﻢ .
      ﺝ ـ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺜﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺍﻟﺨﺮﺩﻟﺔ ،
      ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺃﻗﻞ ، ﻓﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺼﻒ .
      ﺩ ـ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ )ﺃﺩﻧﻰ ﺃﺩﻧﻰ ( ﻣﻦ
      ﻣﺜﻘﺎﻝ .
      ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ - ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﺬﺏ
      ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﻣﻦ ﻛﺬﺏ
      ﺑﺎﻟﻌﺒﺚ ﻛﻔﺮ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ } : ﺯﻋﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ
      ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻟﻦ ﻳﺒﻌﺜﻮﺍ . {

      تعليق


      • #33
        رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

        ﻓﺼﻞ
        ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﺳﻞ : ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ
        ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺭﺳﻼً
        ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ
        ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺠﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ( ﻭﺃﻭﻟﻬﻢ
        ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
        ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ، ﻻ
        ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻣﺎ
        ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺑﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻟﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ
        ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ. (
        ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ : ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ
        ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻧﺎ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ
        ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺡ ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻣﻦ
        ﺑﻌﺪﻩ ( ﻭﻛﻞ ﺃﻣﺔ : ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ
        ﺭﺳﻮﻻً، ﻣﻦ ﻧﻮﺡ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ، ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ
        ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻳﻨﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ
        ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻟﻘﺪ
        ﺑﻌﺜﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﺭﺳﻮﻻً ﺃﻥ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ
        ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ . (
        ﺍﻟﺸﺮﺡ :
        ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ :
        " ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ
        ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ " ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ .
        ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺑﺸﻴﺮ : ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺑﺸﺮﺕ
        ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺑﺸﺮﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﺳﺎﺭ
        ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﺈﺫﺍً
        ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻳﺨﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ
        ﻣﺜﻞ : ﺇﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻟﻤﻦ ﺃﻃﺎﻉ
        ﺍﻟﻠﻪ .
        " ﻣﻨﺬﺭﻳﻦ " ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻫﻮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﻊ
        ﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ . ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻨﺬﺭﻳﻦ
        ﺃﻱ ﻳﺨﻮﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ
        ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ . ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ } : ﺭﺳﻼً ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ
        ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
        ﺣﺠﺔ { ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻗﺒﻞ
        ﺍﻟﻨﺬﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻣﻘﺼﻮﺩ
        ﻟﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ
        ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺍﻟﺮﺳﻞ "
        ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ .
        ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ
        ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﻠﻰ :
        } ﻓﺒﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ
        ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ { ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﺮﺳﻞ ﻫﻨﺎ
        ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻌﺜﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ
        ﺳﻮﺍﺀ ﺭﺳﻞ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﻡ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ .
        ﻭ " ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻧﻮﺡ " ﺃﻱ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻫﻮ
        ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻌﺜﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ
        ﻗﻮﻡ ﻛﻔﺎﺭ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻉ ﺟﺪﻳﺪ .
        " ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻧﻮﺡ " ﻫﻞ ﻫﻲ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ
        ﺃﻡ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ؟ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺇﻥ
        ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺄﻭﻟﻬﻢ ﺃﻱ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ
        ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ
        ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﻨﻰ "
        ﺃﻭﻟﻬﻢ " ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ
        ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﻱ
        ﻣﻦ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻛﻔﺎﺭ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ
        ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻉ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻫﺬﻩ
        ﺃﻭﻟﻴﻪ ﻣﻄﻠﻘﺔ ، ﻓﻘﺒﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﻭﻫﻮ ﻧﺒﻲ ﺛﻢ
        ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺷﻴﺚ ﺛﻢ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻭﻫﻮ
        ﻣﻦ ﺃﺟﺪﺍﺩ ﻧﻮﺡ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ
        ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻭﻥ ﻣﻦ
        ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻧﻮﺡ .
        " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻫﻞ ﻗﺒﻞ ﻧﻮﺡ ﺭﺳﻞ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ
        ﺍﻟﺨﺎﺹ ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻻ .
        " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻫﻞ ﻗﺒﻞ ﻧﻮﺡ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ؟
        ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻧﻌﻢ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﺈﻥ
        ﺁﺩﻡ ﻧﺒﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺭﺳﻮﻻً ، ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
        ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺴﻨﺪ
        ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺳﺌﻞ ] ﺃﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ
        ﻧﺒﻴﺎً ؟ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻭﻣﻜﻠﻤﺎً . [ ﻭﺣﺪﻳﺚ
        ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ] : ﻗﺎﻝ ﺁﺩﻡ ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺡ
        ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻭﻝ ﺭﺳﻮﻝ . [ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻮﻕ
        ﻭﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻗﺒﻠﻪ ﺭﺳﻮﻝ .
        ﺛﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺷﻴﺚ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺁﺩﻡ ﻭﻗﺪ
        ﻗﺎﻝ ﺑﻨﺒﻮﺗﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ، ﻭﻗﺒﻠﻪ
        – ﺃﻱ ﻧﻮﺡ – ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺷﻴﺚ
        ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
        ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﺪﻳﻘﺎً ﻧﺒﻴﺎً { ﻭﺟﻌﻠﻪ
        ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ
        ﺷﻴﺚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻮﺡ ﻭﺃﻧﻪ ﻧﺒﻲ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ
        ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .
        ﻭﻭﻗﻊ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻞ
        ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻫﻮ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺃﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺮﻕ ؟
        ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺮﻕ . ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ
        ﺟﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
        ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﺠﻌﻼ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻗﺒﻞ ﻧﻮﺡ
        ﻭﺇﻟﻴﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﻟﺒﻨﻲ
        ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ .
        ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ
        ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ
        ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻫﻮ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
        ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ
        ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ ﺇﺩﺭﻳﺲ
        ﺇﻟﻴﺎﺱ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻀﻌﻒ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ
        ﻋﻨﻬﻤﺎ .
        ﺃﻣﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺃﻓﻀﻞ
        ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺃﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻭﺃﻓﻀﻞ
        ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
        ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﺛﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ، ﺛﻢ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺨﻼﻑ
        ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻦ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺑﻦ
        ﺣﺠﺮ ﺃﻓﻀﻠﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺛﻢ
        ﻋﻴﺴﻰ ﺛﻢ ﻧﻮﺡ ،ﻧﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻪ
        ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﻳﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﻳﻨﻴﺔ .
        ﺃﻣﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﺠﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ
        ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﻫﻢ
        ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ
        ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻭﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ .
        ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺃﻥ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺃﻧﻬﻢ
        ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺓ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
        ﻓﻴﺒﻌﺜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻗﺎﻝ
        ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " : ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ
        ﺭﺳﻮﻻً ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ
        ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ
        . " ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ } : ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻌﺜﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ
        ﺃﻣﺔ ﺭﺳﻮﻻً ﺃﻥ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ
        ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ.{

        تعليق


        • #34
          رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

          ﻓﺼﻞ
          ﻭﺍﻓﺘﺮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ :
          ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ، ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ
          ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻣﻌﻨﻰ
          ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ : ﻣﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺣﺪﻩ، ﻣﻦ
          ﻣﻌﺒﻮﺩ، ﺃﻭ ﻣﺘﺒﻮﻉ، ﺃﻭ ﻣﻄﺎﻉ .
          ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺭﺅﺳﻬﻢ، ﺧﻤﺴﺔ،
          ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﺽ،
          ﻭﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﻭﻣﻦ
          ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻣﻦ
          ﺣﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
          ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ
          ﺍﻟﺮﺷﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻲ ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ
          ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺓ
          ﺍﻟﻮﺛﻘﻰ ( ﻭﻫﺬﺍ : ﻣﻌﻨﻰ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ّ ﺍﻟﻠﻪ،
          ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ " : ﺭﺃﺱ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ،
          ﻭﻋﻤﻮﺩﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺫﺭﻭﺓ ﺳﻨﺎﻣﻪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ
          ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ، ﻭﺻﻠﻰ
          ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ .
          ﺍﻟﺸﺮﺡ :
          ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﻲ
          ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭﺣﻜﻤﻪ ﻭﺃﻧﻮﺍﻋﻪ
          ﻭﺭﺅﻭﺳﻪ .
          ﻓﻘﺎﻝ " ﻭﺍﻓﺘﺮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ
          ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ " ﻭﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃ
          ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻗﺒﻞ
          ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻳُﺒﺘﺪﺃ
          ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﻜﻦ ﻻ
          ﻣﺸﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ .
          ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ : ﻗﺎﻝ
          ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ
          ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ " ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ
          ﻓﺮﺽ ﻻﺯﻡ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ
          ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ . ﻓﺎﻷﻟﻒ ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ
          ﻛﺎﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﺃﻣﺎ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ
          ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻓﺘﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ :
          ﺃ ـ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺠﻨﺲ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻭﻫﻮ
          ﺃﻥ ﺗﺒﻐﻀﻪ ﺑﻘﻠﺒﻚ ﻭﺗﺘﻤﻨﻰ ﺯﻭﺍﻟﻪ
          ﻭﺗﻌﺎﺩﻳﻪ ﻭﺗﻨﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻭﺣﻜﻢ
          ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻓﺮﺽ ﻻﺯﻡ ﻻ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﺤﺎﻝ
          ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ، ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﺑﻞ ﺇﻥ
          ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ
          ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻛﺸﻒ
          ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ .
          ﺏ ـ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺠﻨﺲ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ
          ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﺃﻧﻪ
          ﺑﺎﻃﻞ ﻭﺃﻥ ﻋﺎﺑﺪﻳﻪ ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻗﻞ
          ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ * ﻻ ﺃﻋﺒﺪ ﻣﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ {
          ﻗﻞ : ﺑﻠﺴﺎﻧﻚ } .. ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻷﺑﻴﻪ
          ﻭﻗﻮﻣﻪ ﺇﻧﻨﻲ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ {
          ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺠﺰ
          ﻋﻤﻮﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ
          ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ { ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺠﺰﺍً
          ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻭﻣﻠﺠﺌﺎً .
          ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺗﺤﻄﻴﻤﻪ
          ﻭﺇﺯﺍﻟﺘﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ
          ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
          ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻄﻢ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺃﺯﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ
          ﻣﻜﺔ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻣﻦ ﻳﺰﻳﻠﻬﺎ .
          ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ :
          ﺻﻴﻐﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ
          ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﻣﻨﻪ
          ﻃﻐﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﻱ ﺯﺍﺩ . ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ :
          ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ
          ﻓﺠﺎﺀ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ
          ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ
          ﺣﺎﺗﻢ ﻭﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ، ﻭﻗﺎﻝ
          ﻣﺎﻟﻚ : ﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻭﺟﺎﺀ
          ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ :
          ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ، ﻭﻗﻴﻞ : ﻣﺮﺩﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ؛
          ﻭﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﻓﻲ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻓﻲ
          ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭﻳﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
          ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺸﻲﺀ
          ﺑﺒﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ
          ﻟﻠﻄﺎﻏﻮﺕ ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ
          ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻣﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ
          ﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺃﻭ ﻣﺘﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﻣﻄﺎﻉ .
          " ﻣﻌﺒﻮﺩ " ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻋﻤﺮ ﻭﻣﺎﻟﻚ .
          " ﻣﺘﺒﻮﻉ " ﻳﺸﻤﻞ : ﻣﺮﺩﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .
          " ﻣﻄﺎﻉ " ﻳﺸﻤﻞ : ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻭﻟﻜﺎﻫﻦ
          ﻭﻛﻞ ﺣﺎﻛﻢ ﻭﻳﺸﻤﻞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ
          ﻭﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺀ.
          ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺃﺩﻕ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ
          ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻫﻮ : ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻭﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ،
          ﻓﺘﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺜﻼ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ
          ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﻋﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ
          ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻬﻮ ﻃﺎﻏﻮﺕ ، ﻭﻣﻦ
          ﺫﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ
          ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺯﻳﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ
          ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻬﻮ ﻃﺎﻏﻮﺕ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺣﻠﻞ ﺷﻴﺌﺎ
          ﻓﻬﺬﺍ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
          ﺳﺪﻧﺔ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ... ﺍﻟﺦ
          ﻭﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺗﺆﺧﺬ ﺃﻧﻮﺍﻉ
          ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ :
          ﻃﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ
          ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﺽ ﻭﻳﺸﻤﻞ
          ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻧﻔﺴﻪ ،
          ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎً ، ﻭﻳﺸﻤﻞ
          ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ .
          ﻃﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ ، ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
          ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ، ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ
          ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ .
          ﻃﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ، ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ
          ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻳﺤﻠﻠﻮﻥ ﻭﻳﺤﺮﻣﻮﻥ
          ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻜﻬﺎﻥ
          ﻭﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ
          ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻋﻴﻦ .
          ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ .
          ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻟﻜﻦ
          ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﻢ ﺧﻤﺴﺔ – ﻋُﺮﻑ ﺫﻟﻚ
          ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ – ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻃﺎﻏﻮﺗﺎً
          ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻭﻫﻮ
          ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ
          ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﺳﺘﺔ :
          1 ـ ﺇﺑﻠﻴﺲ : ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
          ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺈﺑﻠﻴﺲ ﻓﻴﺸﻤﻞ
          ﻛﻞ ﻣﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ، ﻭﺩﻟﻴﻞ
          ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ
          ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻫﻮ
          ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﻭﺟﻪ
          ﻛﻮﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻃﺎﻏﻮﺗﺎً ﻷﻧﻪ
          ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﺰﻳﻴﻦ
          ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ
          ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ
          ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻧﻪ ﺟﻤﻊ
          ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻓﻬﻮ
          ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻳﺪﻋﻮ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
          ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ
          ﻭﻳﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ .
          2 ـ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﺽ : ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ
          ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ
          ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ
          ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ .
          " ﻋﺒﺪ " ﺫﻝً ﻭﺧﻀﻮﻋﺎً ﻟﻪ ﺑﺄﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ
          ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻛﻤﻦ ﺫﺑﺢ ﻟﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻴﺚ
          ﺑﻪ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﻫﻮ
          ﺭﺍﺽ " ﺟﻤﻠﺔ ﺣﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﻟﻠﺤﺎﻝ ﻓﻲ
          ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺍﺽ ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ
          ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻏﻴﺮ
          ﺭﺍﺽ ﻓﻼ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻃﺎﻏﻮﺕ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ
          ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺽ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻟﻦ ﻳﺮﺿﻰ ، ﻭﻭﺟﻪ
          ﻣﺠﺎﻭﺯﺓ ﺍﻟﺤﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺃﻧﻪ ﺭﺿﻲ
          ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺃﻥ ﻳُﻔﻌﻞ ﻟﻪ .
          3 ـ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ "
          ﻣﻦ " ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ، ﻭﻫﻲ
          ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ
          ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺃﻭ ﻛﺎﻓﺮﺍً ﺃﻭ ﺭﺟﻼً ﺃﻭ
          ﺍﻣﺮﺃﺓ " . ﺷﻴﺌﺎً " ﻧﻜﺮﺓ ﻓﺘﺸﻤﻞ ﻟﻮ
          ﺍﺩﻋﻰ ﺷﻴﺌﺎً ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻰﺘﺣً ﻭﻟﻮ ﺍﺩﻋﻰ ﻣﺮﺓ
          ﻭﺍﺣﺪﺓ ". ﻣﻦ ﻋﻠﻢ " ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻴﻀﻴﺔ . ﺃﻱ
          ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ " . ﺍﻟﻐﻴﺐ " ﻣﺼﺪﺭ
          ﻏﺎﺏ ﻳﻐﻴﺐ ﻭﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻨﻚ
          ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺲ ،
          ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ :
          ﺃ- ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﻳﺴﻤﻰ
          ﺃﻳﻀﺎً ﻏﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ . ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ : ﻫﻮ ﻣﺎ
          ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ . ﻛﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،
          ﻭﻣﺘﻰ ﻣﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺨﻤﺲ
          ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ
          ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻭﻳﻌﻠﻢ
          ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺭﻱ ﻧﻔﺲ ﻣﺎﺫﺍ
          ﺗﻜﺴﺐ ﻏﺪﺍً ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺭﻱ ﻧﻔﺲ ﺑﺄﻱ ﺃﺭﺽ
          ﺗﻤﻮﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺧﺒﻴﺮ . {
          ﺏ- ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﻭﻳﺴﻤﻰ
          ﺑﻐﻴﺐ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ
          ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻏﻴﺮﻙ ﻓﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺧﻠﻒ ﻫﺬﺍ
          ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻏﻴﺐ ﻭﺃﻣﺎ
          ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﺣﻀﺮﻩ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷﻬﺎﺩﺓ .
          ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﺪﻋﻰ ﺍﻟﻐﻴﺐ : ﻛﺎﻟﻤﻨﺠﻢ
          ﻭﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
          ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻒ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﻳﺪﻋﻰ ﻋﻠﻢ
          ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺑﺄﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻫﺆﻻﺀ
          ﺃﻧﻬﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻟﻜﻦ
          ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺒﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ
          ﺍﻟﻐﻴﺐ .
          ﻓﻤﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻬﻮ
          ﻣﻨﺠﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ
          ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻭﺻﺎﺣﺐ
          ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﻛﻴﻔﻴﺘﻪ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
          ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺳﻔﺮ ﻓﻴﻘﻮﻡ
          ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻭﻳﺨﻂ ﺧﻄﻮﻃﺎً ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ
          ﺍﻷﺭﺽ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺛﻢ ﻳﺒﺪﺃ
          ﺑﻤﺤﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺧﻄﻴﻦ ﺧﻄﻴﻦ
          ﻓﺈﻥ ﺑﻘﻲ ﺧﻄﺎﻥ ﺗﻔﺎﺀﻝ ﻭﺣﺚ ﻋﻠﻰ
          ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ
          ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﻛﻮﻣﺔ
          ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺣﺠﺮﻳﻦ ﺣﺠﺮﻳﻦ
          ﻓﺈﻥ ﺑﻘﻲ ﺣﺠﺮ ﺗﺸﺎﺀﻡ ﻭﺇﻥ ﺑﻘﻲ
          ﺣﺠﺮﺍﻥ ﺗﻔﺎﺀﻝ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﻭﺭﺍﻗﺎً ﺃﻭ
          ﻋﻴﺪﺍﻧﺎُ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻥ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺐ
          ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻓﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﻴﺎﻑ ﺃﻭ
          ﺍﻟﻌﺎﺋﻒ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺳﻔﺮﺍً ﺃﻭ
          ﺯﻭﺍﺟﺎً ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﺗﺠﻪ ﻓﻲ
          ﻃﻴﺮﺍﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺗﻔﺎﺀﻝ ﻭﺳﺎﻓﺮ
          ﻭﺇﻥ ﺍﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺗﺸﺎﺀﻡ ﻭﺇﻥ ﺃﺧﺒﺮ
          ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻣﺎ
          ﻳﻨﻘﻠﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻓﻴﺴﻤﻰ
          ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻑ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻑ
          ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻗﺎﺕ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ
          ﻣﺎ ﺗﺨﺒﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻓﺈﻧﻪ
          ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ
          ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﻦ .
          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ
          ﻓﻬﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ
          ﺃﻣﺜﺎﻝ :
          1 ـ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺨﺴﻮﻑ ﻻ
          ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺇﻥ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ
          ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺑﻌﺾ
          ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ . ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺠﺰﻡ
          ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺴﻮﻑ ﺳﻮﻑ
          ﻳﺤﺪﺙ ﻭﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ
          ﻧﺼﺪﻗﻪ ﻭﻻ ﻧﻜﺬﺑﻪ ﻛﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﻨﻲ
          ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺀ
          ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻗﺒﻞ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ
          ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ
          ﺗﺼﺪﻳﻘﻬﺎ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ .
          2 ـ ﺇﺧﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻷﺭﺻﺎﺩ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﻫﺒﻮﺏ
          ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺃﻭ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮ ؛
          ﻫﺬﻩ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺇﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ،
          ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺗﻌﺮﻑ
          ﺑﺎﻵﻻﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺠﺰﻡ
          ﺑﺬﻟﻚ ، ﺑﻞ ﻳﺮﺑﻂ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
          3 ـ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﻓﻲ
          ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ
          ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺣﺴﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﻦ
          ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ .
          4 ـ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻘﺎﻓﻲ ﻭﻳﻄﻠﻖ
          ﻋﻠﻴﻪ )ﺍﻟﻤﺮﻱ( ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻦ
          ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻵﺛﺎﺭ
          ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀ
          ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻷﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺮﻕ
          ﺣﺴﻴﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ، ﻭﻟﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
          ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺧﻞ
          ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍً
          ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻣﺠﺰﺯ
          ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻭﺃﺑﻴﻪ
          ﺯﻳﺪ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ
          ﺑﻌﺾ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﻟﻮﻧﻪ ﺃﺳﻮﺩ
          ﻭﺃﺑﻮﻩ ﺃﺑﻴﺾ ﻓﻘﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ
          ﺃﺑﺎﻩ ﻓﺄﺧﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ
          ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺨﺒﺮ
          ﺍﻟﻘﺎﻓﻲ .
          5 ـ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﻭﻻ
          ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ . ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ
          ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ " : ﺍﺗﻘﻮﺍ ﻓﺮﺍﺳﺔ
          ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ " ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍً
          ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻞ ﻳﻤﺸﻲ
          ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻲ ﻷﻇﻨﻪ ﻛﺎﻫﻨﺎً ﻓﻜﺎﻥ
          ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ .
          6 ـ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﻒ ﻭﺗﻌﺘﻤﺪ
          ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻛﻔﻚ
          ﻭﺗﻌﺮﺟﺎﺗﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﺨﺒﺮﻙ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ
          ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻚ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﻭ ﺷﻘﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ
          ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ .
          7 ـ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ، ﻭﻫﻮ
          ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺸﺮﺏ ﻓﻲ ﻓﻨﺠﺎﻧﺎً ﻭﺑﻌﺪ
          ﻓﺮﺍﻏﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﺑﻪ ﻳﺪﻳﺮﻩ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺛﻢ
          ﻳﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﻣﻦ
          ﺧﻄﻮﻁ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻓﺈﻥ ﺗﺸﻜﻞ
          ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺗﺸﺎﺀﻡ ؛ ﻭﺇﻥ ﻇﻬﺮ
          ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ ﺗﻔﺎﺀﻝ ، ﻓﺤﺜﻚ ﻋﻠﻰ
          ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ .
          8 ـ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻫﻲ
          ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺻﻮﺭ
          ﻟﻬﻴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺈﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻔﺄﺱ
          ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺳﻴﺼﻴﺒﻚ ﻛﺎﺭﺛﺔ ،
          ﺃﻭ ﻣﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ، ﻭﺇﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎ
          ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺣﺜﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ
          ﺫﻟﻚ .
          9 ـ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ : ﻓﻠﻮ ﺃﻥ
          ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻣﺜﻼً ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺃﻭ
          ﻗﺮﺁﻧﺎً ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ
          ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﻳﺔ
          ﺭﺣﻤﺔ ﺃﻭ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﺰﻭﺝ ﻭﺇﻻ ﺗﺸﺎﺀﻡ
          ﻭﺗﺮﻛﻪ ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ ﻭﻫﻲ
          ﻣﻦ ﺇﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻫﻲ ﻛﻔﺮ
          10 ـ ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ
          ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺟﻨﻲ ﻳﺪﻋﻲ
          ﺑﺄﺩﻋﻴﺔ ﻭﺗﻌﺎﻭﻳﺬ ﻭﺷﺮﻛﻴﺎﺕ ﻓﻴﺘﻘﻤﺺ
          ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﻳﺄﺗﻲ
          ﺑﺎﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﻳﺪﻋﻲ
          ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﺭﻭﺡ ﻓﻼﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ
          ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ .
          11 ـ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠُﻤّﻞ ﻭﻫﻲ
          ﻣﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﺐ
          ﺣﺮﻭﻑ ﺍﺳﻤﻚ ﻭﺍﺳﻢ ﺃﺑﻴﻚ ﻭﺍﺳﻢ ﺃﻣﻚ
          ﺛﻢ ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ
          ﻭﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻫﻮ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻳﻜﻮﻥ
          ﻣﺼﺤﻮﺑﺎً ﺑﺠﺪﻭﻝ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ
          ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺜﻼً ﻗﺎﻝ ﻟﻚ : ﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ
          ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻋﺸﺮﺓ .
          12 ـ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ
          ﺑﺮﻛﻦ ) ﺃﻧﺖ ﻭﺣﻈﻚ ( ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺠﻴﻢ
          ﻭﺍﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ
          ﺑﺮﺝ ﻛﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ )ﺷﻘﻲ(
          ﻣﺜﻼً ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺣﻜﻢ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺫﺍﺗﻪ
          ﻛﺎﻓﺮ .
          ﻭﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ : ﺃ ـ
          ﻓﺈﻥ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺼﺪﻕ ﻟﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ
          ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ
          ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﻛﺎﻓﺮ ﻛﻔﺮﺍً ﺃﻛﺒﺮ
          ﻷﻧﻪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ
          ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ . ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻗﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ
          ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺇﻻ
          ﺍﻟﻠﻪ . {
          ﺏ ـ ﻭﺇﻥ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺮﻩ ﻓﻌﻠﻬﻢ
          ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ . ﻟﻜﻦ
          ﺫﻫﺐ ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ
          ﻋﻼﺟﺎً ﺷﻌﺒﻴﺎً ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ
          ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ، ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻟﻪ ﺻﻼﺓ
          ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ
          ﺣﻔﺼﺔ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ] : ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻋﺮﺍﻓﺎً
          ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﻟﻪ ﺻﻼﺓ
          ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً [ ﺃﻱ ﻻ ﻳﺆﺟﺮ ﻋﻠﻲ ﺻﻼﺓ
          ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﻴﺼﻠﻰ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺟﺮ ﻭﻟﻴﺲ
          ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ
          ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻰ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺆﺟﺮ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ
          ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﺑﺄﺟﺮ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً .
          ﺝ- ﺃﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﻓﻌﻠﻬﻢ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ
          ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻫﺐ ﻟﻠﻔﺮﺟﺔ
          ﻭﺍﻟﻨﺰﻫﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ
          ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻟﻪ ﺻﻼﺓ
          ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ، ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ
          ﻓﻜﻠﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺃﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺮﻙ ،
          ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﺤﻀﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻟﻜﻲ
          ﻳﺘﻔﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻌﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺒﻬﻠﻮﺍﻧﻴﺔ ﻭﻣﺎ
          ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻀﺤﻜﺔ ﻭﻻﻓﺘﺔ
          ﻟﻠﻨﻈﺮ .
          4 ـ ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻧﻔﺴﻪ :
          ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺫﻛﺮﻩ ﻫﻨﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ
          ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ . ﻭﻫﺬﺍ
          ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
          ﻳﻌﺒﺪﻭﻩ .
          ﻭﻗﻮﻟﻪ " ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻧﻔﺴﻪ " ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ
          ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
          ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻛﺄﻥ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻪ
          ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺸﻤﻞ
          ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻛﺎﻟﺬﺑﺢ ﺍﻟﻨﺬﺭ
          ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺃﻏﻠﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ،
          ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﺭﺿﻲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
          ﻓﻘﻂ ﺑﺪﻭﻥ ﺩﻋﻮﺓ ، ﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺭﺿﻲ
          ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻭﻩ .
          " ﺍﻟﻨﺎﺱ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻭﺇﻻ ﻟﻮ ﺩﻋﺎ
          ﺍﻟﺠﻦ ﻟﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻫﺬﺍ
          ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ
          ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﺳﺘﻐﻴﺜﻮﺍ ﺑﻲ ﺍﺩﻋﻮﻧﻲ ﺃﻗﻀﻲ
          ﺣﻮﺍﺋﺠﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ .
          5- ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺬﺍ
          ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ
          ﺃﻗﺴﺎﻡ :
          ﺃ- ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ
          ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻊ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
          ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﻣﺜﻞ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺃﺣﺴﻦ
          ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪ
          ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
          } ﺃﻓﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﺒﻐﻮﻥ { ﻭﻗﻮﻟﻪ :
          } ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ
          ﻫﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ { ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺮﺕ
          ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﻗﺾ ﺍﻟﻌﺸﺮ.
          ﺏ- ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً
          ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ
          ﻭﻻ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻭﻻ ﻻﺋﺤﺔ ﻭﻻ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﻻ
          ﻋﺮﻑ ﺃﻭ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
          ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ
          ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ،
          ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﻛﻔﺮ ﻣﺜﺎﻟﻪ ﻛﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ
          ﻫﻨﺎ ﻗﺎﺽ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ
          ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺇﺫﺍ
          ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻦ
          ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻠﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً
          ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺇﺫﺍ
          ﺟﺎﺀﻩ ﺳﺎﺭﻕ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺷﻴﺌﺎً
          ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻟﻢ
          ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻘﻄﻊ ﻳﺪﻩ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ
          ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺮ ﻫﻮﻯ ﻻ ﻋﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ
          ﻭﻻ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻭﻻ ﻻﺋﺤﺔ ﻭﻻ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﻻ
          ﻋﺮﻑ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﻓﻲ
          ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﻄﺊ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ
          ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﺩﻓﻌﻪ ﻟﺬﻟﻚ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ
          ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ
          ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻛﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﻛﻔﺮ ﺇﻥ
          ﺻﺢ ، ﻭﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻋﻦ
          ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻛﻔﺮ ﺩﻭﻥ ﻛﻔﺮ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ
          ﺃﺑﻲ ﻣﺠﻠﺰ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﻟﻤﺎ ﻧﺎﻗﺶ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ
          ﺣﻮﻝ ﺁﻳﺔ } ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ
          ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ . {
          ﺝ- ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﻄﺊ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺜﻴﺮﺍً
          ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺲ
          ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻜﻦ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻘﻮﻝ ) ﻓﻲ
          ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ( ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
          ﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ .
          ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ
          ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻭﺇﻻّ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﻕ ﻳﺤﻜﻢ
          ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺣﻜﻤﻪ ﻛﻔﺮ
          ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﺩﻟﺘﻪ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ . ﻭﺃﺷﺪ
          ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺑﻐﻴﺮ
          ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ
          ﻣﺨﻄﺊ ﻭﺃﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
          ﺃﺣﺴﻦ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ
          ﺣﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ .
          ﺩ- ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ
          ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
          ﻭﺑﺎﻟﻼﺋﺤﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻭﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃﻭ
          ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻡ ﻭﻟﻮ ﻣﺮﺓ
          ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﻄﺊ ﻓﻬﺬﺍ
          ﻳﻜﻔﺮ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ
          ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺣﻜﻢ
          ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ
          ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻜﻔﺮ .
          ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ
          ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ
          ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺷﻬﻮﺓ -: ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ
          ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻳﺘﻀﻤﻦ
          ﺍﻟﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ .
          ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻘﺎﺽ
          ﻳﺴﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ
          ﻃﺎﻏﻮﺕ ، ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻫﻴﺌﺔ
          ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻌﺒﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ
          ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻻ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎﻅ
          ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻭﺷﺮﻭﻁ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ
          ﺗﺸﺮﻳﻌﺎ ﺳﻮﺍﺀً ﺃﻛﺎﻥ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ :
          ﺃ ـ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺳﻠﻄﺔ ﻛﺎﻟﻤﻠﻚ
          ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﺋﺲ
          ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ .
          ﺏ ـ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﺃﻥ
          ﻳﻨﻔﺬﻭﻥ ﻛﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ
          ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺓ.
          ﺝ ـ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺜﻞ ﺇﺫﺍ
          ﺟﺎﺀﻛﻢ ﺳﺎﺭﻕ ﻓﻴﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻏﺮﺍﻣﺔ ، ﺃﻣﺎ
          ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻠﻔﻆ ﺧﺎﺹ ﻛﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ
          ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻗﺪ ﺳﺮﻕ ﻓﺎﺗﺮﻛﻮﻩ ﻓﻬﺬﺍ
          ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
          * ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ
          ﺳُﻤﻰ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎ ﻭﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
          ﺗﺤﺮﻳﺮﻳﺎ ﺑﻞ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﻔﻮﻳﺎ ﺃﻭ ﻋﺮﻓﺎ
          ﺟﺎﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺘﺒﻌﺔ .
          ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ
          ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻲ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻛﻢ ﺇﻟﻰ
          ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺎﻛﻢ ﺇﻟﻰ
          ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ؟ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ
          ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
          ﺃ- ﺇﻥ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ
          ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻭ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ
          ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻔﺮ
          ﺃﻛﺒﺮ } : ﺃﻓﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﺒﻐﻮﻥ ﻭﻣﻦ
          ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻜﻤﺎً ﻟﻘﻮﻡ ﻳﻮﻗﻨﻮﻥ {
          ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻓﻼ ﻭﺭﺑﻚ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺣﺘﻰ
          ﻳﺤﻜﻤﻮﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺷﺠﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺛﻢ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﺍ
          ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﺮﺟﺎ ﻣﻤﺎ ﻗﻀﻴﺖ
          ﻭﻳﺴﻠﻤﻮﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ (
          ﺏ- ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ
          ﺃﻏﻠﺐ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﺫﻫﺎﺑﻪ )ﻓﻼ ﻓﺮﻕ(
          ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ
          ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻣﻨﻊ ﻋﺎﻟﻤﺎ
          ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻳﻜﻔﺮ ﻛﻔﺮﺍ ﻣﺨﺮﺟﺎ
          ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺇﻟﻰ
          ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻣﻨﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ
          ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ
          ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ]12[ . {
          6- ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ
          ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻜﻨﻪ ﺫﻛﺮﻩ
          ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭﺭﺅﻭﺳﻬﻢ
          ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ
          ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻳُﺸَﺮﻉ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ
          ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻭﻟﻮ
          ﺷﺮﻉ ﺣﻜﻤﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻳﻀﺎﺩ ﺑﻪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ
          ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ
          ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﺮﻋﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ
          ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻼ ﻋﺒﺮﺓ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ،
          ﻓﺎﻟﻜﻔﺮ ﻣﻨﺎﻁ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ
          ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻳﺪﻝ
          ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﻠﻰ } : ﺃﻡ ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ
          ﺷﺮﻋﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﺑﻪ
          ﺍﻟﻠﻪ { ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﻟﻠﻪ
          ﺃﻧﺪﺍﺩﺍً . {
          ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ
          ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﻠﻰ } : ﻻ
          ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﻣﻦ
          ﺍﻟﻐﻲ ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭﻳﺆﻣﻦ
          ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺓ ﺍﻟﻮﺛﻘﻰ ﻻ
          ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﻟﻬﺎ { .. ﻭﺍﻵﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻻ ﺇﻟﻪ
          ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺛﻢ
          ﺧﺘﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻫﺬﻩ
          ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
          – ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ
          ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ..
          ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺗﻢ ﺷﺮﺡ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ
          ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻧﺴـﺄﻝ
          ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺐ ﻣﺆﻟﻔﻬـﺎ ، ﻭﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ
          ﻭﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺷﺎﺭﺣﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﻧﺼﻴﺒﺎً
          ﻣﻦ ﺃﺟﺮﻫﺎ ﻭﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ
          ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋـﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ
          ﻣﺤﻤﺪ .
          ﺇﻣﻼﺀ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻀﻴﺮ ﺍﻟﺨﻀﻴﺮ

          تعليق

          يعمل...
          X