إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوجازة في الاصول الثلاثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

    فصل
    ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ
    ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻّ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ )
    ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ : ﻳﻮﺣﺪﻭﻥ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻫﻮ : ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ؛ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
    ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ
    ﺷﻴﺌﺎً )
    ﺍﻟﺸﺮﺡ :
    ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ
    ﺍﻟﻨﺎﺱ "
    ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻤﻬﻢ ﻭﻛﺎﻓﺮﻫﻢ ﻭﻟﻮ ﻋﺒﺮ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ .
    " ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ " ﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ ﻓﻌﻠّﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ
    ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ { ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ
    ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ } ﻗﺎﻝ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ : ﻳﻮﺣﺪﻭﻥ .
    ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ " ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ " ﻭﺇﻻّ ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻋﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
    ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
    ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭﺍﺕ " .
    ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ " ﺍﻷﻟﻒ ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺃﻱ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻓﺴﺮﻩ " ﺑﺈﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ "
    ﺛﻢ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ " ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻭﻧﻔﻴﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ "
    ﺛﻢ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺟﻬﻠﻬﺎ ﻭﻻ ﻳُﻌﺬﺭ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﺍﺫﺍ ﻋﻤﻞ
    ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﺑﻞ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺍﺳﻢ
    ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ
    ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ 20 / 38 ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ
    ﺛﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﺮﺑﻪ
    ﻭﻳﻌﺪﻝ ﺑﻪ ( ﻭﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ
    ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
    ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﺩﻋﻮﻯ ﺟﻬﻠﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻙ
    ﻛﺎﻓﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ .
    ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺴﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﻴﺮﺟﻊ
    ﺇﻟﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻤﺔ ﻟﻜﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
    ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻛﺘﺎﺏ
    ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻦ
    ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ
    ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ .
    ﺛﻢ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺸﺮﻙ : ﻓﺎﻟﻼﻡ ﻭﺍﻷﻟﻒ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻙ
    ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻙ
    ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ، ﻓﺎﻟﺸﺮﻙ
    ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ.
    ﻗﺎﻝ " ﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ " ﺩﻋﻮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .
    ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧّﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻴﻦ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
    ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ﺩﻝّ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ .
    ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻬﻲ : ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍً }
    ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ
    ﺇﻟﻬﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﻟﻪ ﻭﺃﺣﺪ ﻓﺈﻳﺎﻱ
    ﻓﺮﻫﺒﻮﻥ } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻨﻲ ﻻ
    ﻳﺸﺮﻛﻮﻥ ﺑﻲ ﺷﻴﺌﺎً } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃﻡ
    ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺷﺮﻋﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ
    ﻳﺄﺫﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃﻟﻢ ﺗﺮ الى ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺃﻥ
    ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ ﺑﻪ } ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
    ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً [ ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻧﺐ
    ﺃﻋﻈﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﻧﺪﺍً ﻭﻫﻮ
    ﺧﻠﻘﻚ ] ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ
    ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ [ ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
    ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ
    ﺩﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ] ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﻓﻴﻪ
    ﺿﻌﻒ ﻭﺭﻭﻱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
    ﻋﺒﺎﺱ [ ﻛﺒﺎﺳﻂ ﻛﻔﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ
    ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً ﻏﻴﺮﻩ ﻛﻤﺜﻞ
    ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻓﻲ
    ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻭﻻ
    ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻫـ .
    ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺘﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ.
    "ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ " ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺃﻣﺮ .
    " ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً " ﻻ : ﻧﺎﻫﻴﺔ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ .

    تعليق


    • #17
      رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

      ﻓﺼﻞ
      ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ: ﻣﺎ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﺍﻟﺘﻲ
      ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ؟ ﻓﻘﻞ :
      ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺭﺑﻪ، ﻭﺩﻳﻨﻪ ،ﻭﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍً
      ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
      ﺍﻟﺸﺮﺡ :
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻷﺻﻮﻝ
      ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ " ..
      ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻭﺑﺪﺃ
      ﺑﺼﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ
      ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻒ
      ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﺿﻴﺤﻬﺎ .
      " ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ " ﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻣﻦ
      ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ :
      1 ـ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ .
      2- ﻹﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻟﻮ ﻋُﺮﻑ
      ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻟﺬﺍ ﻻ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ
      ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ، ﺃﻱ ﺇﺫﺍ
      ﺳﺄﻟﻚ ﺳﺎﺋﻞ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻫﻲ
      ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ .
      ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ؟ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺟﻤﻊ
      ﺃﺻﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺳُﻤّﻰ
      ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻫﻲ
      ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ
      ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ " ﺑﻴﻦ ﺣﻜﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ
      ﺃﻧﻪ ﻭﺍﺟﺐ ، ﻭﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ .
      ﻭﻫﻮ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺴﺎﻗﻂ } : ﻓﺈﺫﺍ
      ﻭﺟﺒﺖ ﺟﻨﻮﺑﻬﺎ ﻓﻜﻠﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ { ... ﺃﻱ
      ﺳﻘﻄﺖ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺏ ﻫﻨﺎ
      ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻻﺻﻄﻼﺣﻲ ﺑﻞ ﺍﻷﻣﺮ
      ﺍﻟﺤﺘﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﻣﺘﺤﺘﻢ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ " ﺫﻛﺮ
      ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺠﺐ ﻭﺍﻷﻟﻒ ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻓﻲ
      ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ ، ﻓﺘﺸﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
      ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻳﻀﺎً ، ﻷﻧﻪ ﻣﺨﺎﻃﺐ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
      ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
      ﻭﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ .
      ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﺴﻤﻰ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺇﻻّ ﺑﻬﺬﻩ
      ﺍﻷﺻﻮﻝ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺨﻠﻒ ﺃﺻﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
      ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻤﺴﻠﻢ ﺑﻞ ﺧﺎﺭﺝ
      ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ
      ﻭﻫﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻦ ؟ ﻻ
      ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻦ ﻳﺠﺐ
      ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ
      ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ (
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ " ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ
      ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻭﺳﻜﺖ
      ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻋﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﻘﺪ
      ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ
      ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺴﺔ ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ
      ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻓﻘﻞ " ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ
      ﺭﺑﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻭﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
      ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺎﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺃﺳﻠﻮﺏ
      ﺍﻹﺟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ . ﻭﻗﺎﻝ " ﻓﻘﻞ
      ﺟﺎﺯﻣﺎً " ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﺰﻡ
      ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻣﺮّ
      ﺑﺤﺚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .
      ﻓﺼﻞ
      ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ : ﻣﻦ ﺭﺑﻚ : ﻓﻘﻞ ﺭﺑﻲ ﺍﻟﻠﻪ
      ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﺎﻧﻲ، ﻭﺭﺏ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
      ﺑﻨﻌﻤﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺒﻮﺩﻱ، ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻣﻌﺒﻮﺩ
      ﺳﻮﺍﻩ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺍﻟﺤﻤﺪ
      ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ( ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ
      ﻋﺎﻟﻢ . ﻭﺃﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
      ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ : ﺑﻢ ﻋﺮﻓﺖ ﺭﺑﻚ ؟ ﻓﻘﻞ :
      ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺑﺂﻳﺎﺗﻪ ﻭﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ؛ ﻭﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ :
      ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ،
      ﻭﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ : ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ،
      ﻭﻣﻦ ﻓﻴﻬﻦ، ﻭﺍﻷﺭﺿﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻣﻦ
      ﻓﻴﻬﻦ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ؛ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
      ) ﻭﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ
      ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻻ ﺗﺴﺠﺪﻭﺍ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻭﻻ ﻟﻠﻘﻤﺮ
      ﻭﺍﺳﺠﺪﻭﺍ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻬﻦ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺇﻳﺎﻩ
      ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ
      ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺳﺘﺔ
      ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻳﻐﺸﻲ
      ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺣﺜﻴﺜﺎً ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ
      ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻣﺴﺨﺮﺍﺕ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﺃﻻ ﻟﻪ
      ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ (
      . ﻭﺍﻟﺮﺏ، ﻫﻮ : ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺭﺑﻜﻢ
      ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ
      ﺗﺘﻘﻮﻥ ( ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ
      ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍً ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ( ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
      ﻛﺜﻴﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻬﺬﻩ
      ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ .
      ﺍﻟﺸﺮﺡ :
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ : ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ : ﻣﻦ ﺭﺑﻚ :
      ﻓﻘﻞ ﺭﺑﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﺎﻧﻲ، ﻭﺭﺏ ﺟﻤﻴﻊ
      ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﻨﻌﻤﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺒﻮﺩﻱ، ﻟﻴﺲ
      ﻟﻲ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺳﻮﺍﻩ ( ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﻴﺮ ﻓﻲ
      ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ )2/179: ( ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻓﻲ
      ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ
      ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ ، ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻳﻄﻠﻖ
      ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﺪﺑﺮ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ
      ﻭﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺇ.ﻫـ. ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﺮﺏ
      ﻫﻨﺎ ﺑﻜﻠﻤﺘﻴﻦ " ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ "
      ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻓﺈﻧﻪ
      ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ
      ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ .
      ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻃﻼﻕ : ﻣﻌﻨﺎﻩ
      ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻥ
      ﻓﺘﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ) ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﺍﻓﺘﺮﻗﺎ
      ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻓﺘﺮﻗﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ( ﺇﻱ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ
      ﺭﺑﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻭﻛﺬﻟﻚ
      ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺣﺪﻫﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻮ
      ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻭﺍﺣﺪ ) ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺮﺏ (
      ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﺮﺏ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ
      ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ، ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ ﻳﺘﺴﻊ ،
      ﻳﻀﻴﻖ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ .
      ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﺎﻟﺮﺏ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ
      ﻣﻌﻨﻰ ) ﺍﻟﻠﻪ ( ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪ
      ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﻻ ﺍﻓﺘﺮﺍﻕ ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺣﺪ
      ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻣﺨﺘﻠﻒ ، ﻭﻗﺪ ﺭﺩﺩﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ
      ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺃﻭﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ
      ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " : ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺒﻮﺩﻱ " ﺃﻱ
      ﻣﻦ ﺃﺫﻝ ﻭﺃﺧﻀﻊ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ .
      ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺳﻮﺍﻩ
      " ﻟﻴﺲ : ﻧﻔﻲ ، ﻭﺳﻮﺍﻩ : ﺇﺛﺒﺎﺕ ، ﻓﺠﻤﻊ
      ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ " : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ " "
      ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ
      ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . " ﻓﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﻗﺴﻤﺎﻥ : ﺭﺏ
      ﻭﻣﺮﺑﻮﺏ ، ﻓﺎﻟﺮﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ
      ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻮﺏ : ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ،
      ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻃﺮﻳﻘﺔ
      ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ
      ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻘﻂ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ
      ﺭﺑﻚ " ﻃﺮﺡ ﻫﻨﺎ ﺳﺆﺍﻝ ، ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
      ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺮﻑ ﺭﺑﻚ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ
      ﻣﺒﻨﻴﺎُ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻷﻧﻪ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻓﻀﻞ
      ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ
      ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ؟ " ﻓﻘﻞ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺑﺂﻳﺎﺗﻪ
      ﻭﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ " ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﺏ
      ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﺛﻼﺛﺔ :
      1- ﺩﻟﻴﻞ ﻓﻄﺮﻱ .2- ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻘﻠﻲ . 3 –
      ﺩﻟﻴﻞ ﻧﻘﻠﻲ .
      ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ
      ﺩﻝّ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﻓﻘﺎﻝ "ﺑﺂﻳﺎﺗﻪ
      ﻭﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ" ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻘﻠﻲ
      ﺻﺮﻑ ﺑﻞ ﻋﻀﺪﻩ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،
      ﻓﻤﻌﺮﻓﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺑﺂﻳﺎﺗﻪ ﻭ
      ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺍﻷﺛﺮ ﺃﻭ
      ﺩﻟﻴﻞ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﻭﺧﻼﺻﺔ ﻫﺬﺍ
      ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻜﻞ ﻣﺤﺪَﺙ ﻣﻦ ﻣﺤﺪِﺙ
      ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺪ ﺳﺎﺑﻖ
      ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺣﺎﺩﺛﺔ
      ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ
      ﺃﻭ ﺻﺪﻓﺔ ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺪﺙ ﻭﻫﻮ
      ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻓﻘﻂ
      ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﻬﺬﻩ
      ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﻳُﻘﺮ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ
      ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ، ﺛﻢ ﻋﻈﻢ ﻫﺬﻩ
      ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ، ﻭﺣﺴﻦ
      ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺇﺗﻘﺎﻧﻬﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ
      ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻬﺎ .
      ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ : ﻭﻗﺪ ﺑﺴَّﻄﻪ
      ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺴﻴﻂ ﻭﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﺤﻜﻢ
      ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ " ﺍﻷﺛﺮ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ
      ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﻌﺮﺓ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ " ..
      ﺃﻻ ﻳﺪﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ .
      ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻔﻄﺮﻱ : ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺪﻩ
      ﻛﻞ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ
      ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻛﻮﺯ
      ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻓﺄﻗﻢ
      ﻭﺟﻬﻚ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺣﻨﻴﻔﺎً ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ
      ﻓﻄﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ . { ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ :
      ] ﻛﻞ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ [ ..
      ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺃﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻭﺍﺣﺪ
      ﻣﻌﺒﻮﺩ .
      ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﻌﻨﺪﻫﻢ ﺃﺩﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ
      ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﻂ ﻻ ﺃﻧﻪ
      ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳُﺴﻤﻰ ﺑﺪﻟﻴﻞ
      ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﻡ .
      ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻨﻘﻠﻲ : ﻭﻫﺬﻩ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ
      ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻠﻪ
      ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺑﺂﻳﺎﺗﻪ ﻭﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ "
      ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ
      ﻓﻌﻄﻒ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻳﺎﺕ .
      ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺓ
      ﻓﺎﻵﻳﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﺗﺒﻊ
      ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ، ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻳﺔ
      ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳُﻤﻴﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻋﻄﻒ
      ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻓﺘﻘﻴﺪ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ
      ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺇﻻّ ﻓﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮ
      ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﻟﺬﺍ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ
      ﻗﻮﻟﻪ } : ﺇﻥ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ
      ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻵﻳﺎﺕ
      ﻷﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ( ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮ
      ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺃﺭﺑﻊ : ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ
      ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ، ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮ
      ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ
      ﻭﺍﻷﺭﺍﺿﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﻦ ﻭﻣﺎ
      ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .
      ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺩﻟﻴﻠﻴﻦ } ﻭﻣﻦ ﺀﺍﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻠﻴﻞ
      ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ { .. ﺍﻵﻳﺔ ، ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ : ﺍﺳﺘﺪﻝ
      ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ
      ﻗﻮﻟﻪ ) ﻻ ﺗﺴﺠﺪﻭﺍ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻭﻻ ﻟﻠﻘﻤﺮ
      ﻭﺍﺳﺠﺪﻭﺍ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻬﻦ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺇﻳﺎﻩ
      ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ (، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻋﺮَﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ.
      ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ } : ﺇﻥ
      ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ { ... ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺟﻪ
      ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ : ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ
      ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻖ
      ﻭﺍﻷﻣﺮ، ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ
      ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻓﻖ ﺃﻣﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ
      ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻫﻮ " ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ "
      ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
      } ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺭﺑﻜﻢ { ﻓﺄﺻﺒﺢ
      ﺭﺑﻨﺎ ﻣﻌﺒﻮﺩﺍً ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ) ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ
      ﻟﻠﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ( ﺃﻱ ﺍﻋﺒﺪﻭﻩ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ
      ﻟﻪ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ
      ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ "
      ﻭﻫﺬﺍ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﺪﻟﻴﻞ .

      تعليق


      • #18
        رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

        ﻓﺼﻞ
        ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ، ﻣﺜﻞ :
        ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﻣﻨﻪ
        ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ،
        ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ،
        ﻭﺍﻟﺨﺸﻴﺔ، ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ،
        ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ،، ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ، ﻭﺍﻟﺬﺑﺢ،
        ﻭﺍﻟﻨﺬﺭ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
        ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
        ) ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ
        ﺃﺣﺪﺍً (
        ﻓﻤﻦ ﺻﺮﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ،
        ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﻛﺎﻓﺮ ؛ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
        ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﻦ ﻳﺪﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً ﺁﺧﺮ ﻻ
        ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻪ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ ﺇﻧﻪ ﻻ
        ﻳﻔﻠﺢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ .(
        ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ " : ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﺦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ "
        ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺑﻜﻢ
        ﺍﺩﻋﻮﻧﻲ ﺍﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ
        ﻳﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻲ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ
        ﺟﻬﻨﻢ ﺩﺍﺧﺮﻳﻦ( ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻗﻮﻟﻪ
        ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻧﻤﺎ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺨﻮﻑ
        ﺃﻭﻟﻴﺎﺀﻩ ﻓﻼ ﺗﺨﺎﻓﻮﻥ ﻭﺧﺎﻓﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ
        ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ( ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
        ) ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻮﺍ ﻟﻘﺎﺀ ﺭﺑﻪ ﻓﻠﻴﻌﻤﻞ
        ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻭﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺭﺑﻪ
        ﺃﺣﺪﺍً ( ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
        ) ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺘﻮﻛﻠﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ (
        ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
        ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻪ ( ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ،
        ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ
        ﻳﺴﺎﺭﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﻳﺪﻋﻮﻧﻨﺎ ﺭﻏﺒﺎً
        ﻭﺭﻫﺒﺎً ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺧﺎﺷﻌﻴﻦ ( ﻭﺩﻟﻴﻞ
        ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻓﻼ ﺗﺨﺸﻮﻫﻢ
        ﻭﺍﺧﺸﻮﻧﻲ ( ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
        ) ﻭﺃﻧﻴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻟﻪ ( ﻭﺩﻟﻴﻞ
        ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ
        ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ( ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ": ﺇﺫﺍ
        ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ " ﻭﺩﻟﻴﻞ
        ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ
        ﺍﻟﻔﻠﻖ (، ) ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ (،
        ) ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﺫ
        ﺗﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻜﻢ . (
        ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻗﻞ ﺇﻥ
        ﺻﻼﺗﻲ ﻭﻧﺴﻜﻲ ﻭﻣﺤﻴﺎﻱ ﻭﻣﻤﺎﺗﻲ ﻟﻠﻪ
        ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ( ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ
        ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " : ﻟﻌﻦ
        ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻨﺬﺭ
        ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻳﻮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺬﺭ ﻭﻳﺨﺎﻓﻮﻥ
        ﻳﻮﻣﺎً ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻩ ﻣﺴﺘﻄﻴﺮﺍ . (
        ﺍﻟﺸﺮﺡ :
        ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ ﺫﻛﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ
        ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ ) ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ
        ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ؟
        ﻓﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ : ﺃ ـ ﻷﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻧﻪ
        ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻟﺬﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
        ﻳُﻌﺒﺪ ﺑﻬﺎ، ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
        ﺗﻔﻌﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ .
        ﺏ ـ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ
        ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻫﻮ
        ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻫـ ﻓﺬﻛﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ
        ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻬﺎ .
        ﺝ ـ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ
        ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻫﻨﺎ ﺫﻛﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ
        ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻔﺮﺩ ﺑﻬﺎ .
        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ
        ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ . " ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ
        ﺇﺷﻜﺎﻝ ﻛﻴﻒ ﺫﻛﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
        ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻫﻨﺎ
        ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺗﺐ
        ﺍﻟﺪﻳﻦ ؟
        ﻭﺣﺴﺐ ﻓﻬﻤﻲ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ
        ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻊ
        ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳُﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ
        ﺿﻮﺀ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺒﺮﻳﻞ ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺫُﻛﺮﺕ
        ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ
        ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻭﻻ ﻳُﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ
        ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ
        ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ .
        ﺛﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
        ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ
        ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺃﻭ
        ﻗﺴﺎﺋﻢ ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺬﺑﺢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
        ﻓﺎﻟﺨﻮﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻗﺴﻢ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ
        ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺮﺍﺗﺐ.
        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ " ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ
        ﻫﻨﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻼﻡ ﺃﻱ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ . ﺫﻛﺮ
        ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ
        ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ
        ﻭﺇﻻّ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ
        ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺃﺿﺎﻑ ﺃﻧﻮﺍﻋﺎً ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ
        ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺟﻨﺲ
        ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺃﻧﻮﺍﻉ .
        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ " ﻫﺬﻩ
        ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﺘَﺪَﻟﻞ ﻭﻳﺨﻀﻊ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻪ
        " ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ . " ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻣﺄﻣﻮﺭ
        ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﻣﺮ ﺇﻳﺠﺎﺏ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﻣﺮ
        ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ
        ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ ﻣﺄﻣﻮﺭ
        ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ، ﻭﻣﻤﺎ
        ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﻪ ﻗﻮﻟﻪ
        ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ . {
        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮ " .. ﻟﻴﺴﺖ
        ﻟﻠﻮﺟﻮﺏ ﻓﻘﻂ ، ﺑﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ
        ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺔ ﻭﻣﺜّﻞ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻷﻧﻮﺍﻉ
        ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻘﺎﻝ " ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
        ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ، ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ
        ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ "
        ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺃﻱ
        ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻟﺬﺍ ﺟﺎﺀﺕ ﺻﻴﻐﺘﻪ ﻣﺬﻛﺮ
        ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻓﻤﻦ ﺻﺮﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
        ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ .
        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ " ﻓﻴﻪ
        ﺇﺷﻜﺎﻝ ، ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ
        ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
        ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ
        ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ
        ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺩﻋﺎﺀ
        ﻣﺴﺄﻟﺔ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻮﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻟﻴﻦ ؟
        ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﻄﺮﺡ ﺳﺆﺍﻻً : ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻋﻢ "
        ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻋﻢ
        ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ " ؟ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
        ﺣﺴﺐ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻳﻜﻮﻥ
        ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺑﻤﻨﻌﻰ
        ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻤﻌﻨﻰ
        ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ، ﻓﻬﻨﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ
        ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻝ
        ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﺃﻱ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
        ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺃﻱ ﺑﻤﻌﻨﻰ
        ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪ ﺑﻪ ﻓﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻭﺳﻊ ، ﺃﻱ ﺃﻥ
        ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ
        ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ
        ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
        ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ، ﻭﻟﺬﺍ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ
        ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ .

        تعليق


        • #19
          رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

          ﺛﻢ ﺳﺮﺩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻫﻲ
          ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻧﻮﻋﺎً ﻭﻟﻢ ﻧﻌُﺪّ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ
          ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ
          ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ . ﻓﻘﺎﻝ " ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ
          ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ .. ﺍﻟﺦ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ " ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
          ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ
          ﻭﺇﻻّ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺎﻟﺼﺒﺮ ﻭﺻﻠﺔ
          ﺍﻟﺮﺣﻢ .. ﺍﻟﺦ
          ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺻﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ،
          ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ
          ﺻﺮﻓﻬﺎ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ
          ﻓﻼ ﺗﺪﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍً { ، ﻭﻣﻌﻨﻰ
          ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺃﻱ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻪ ،
          ﻭﻳﻘﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺑﻘﻴﺎﺱ
          ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ .
          " ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﺍ " ﻻ " ﻧﺎﻫﻴﺔ ، ﻓﻨﻬﻰ ﺃﻥ
          ﺗﺼﺮﻑ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﻟﻢ
          ﻳﻘﻞ ﻓﻼ " ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ " ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻋﻢ
          ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ .
          ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ
          ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺻﺮﻑ ﺷﻲﺀ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ
          ﻓﺤﻜﻤﻪ ﻣﺸﺮﻙ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﻻ ﻳﻌﺬﺭ
          ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ". ﻓﻤﻦ ﺻﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻟﻐﻴﺮ
          ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﻛﺎﻓﺮ "
          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺻﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ
          ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ .
          " ﻣﻦ " ﺷﺮﻃﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
          ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻓﻬﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ
          ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
          ﺳﻮﺍﺀً ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺃﻭ ﻛﺎﻓﺮﺍً ﺇﻧﺴﻴﺎً ﺃﻡ
          ﺟﻨﻴﺎً ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ .
          ﻫﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ؟ ﺃﻣﺎ
          ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﺘﺸﻤﻠﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻼ
          ﺗﺸﻤﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﺑﺼﺎﺭﻑ ، ﻭﺍﻟﺼﺎﺭﻑ
          ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ] : ﺭﻓﻊ
          ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ، ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ [ ..
          ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺫﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ
          ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻓﺮﺍً ﻟﻌﺪﻡ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻴﻪ
          ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺴﻠﻢ ﺑﻞ ﻣﺸﺮﻙ ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ
          ﻣﺰﻳﺪ ﺑﺤﺚ ﻓﻠﻴﺮﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻤﻤﺔ
          ﻟﻜﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻛﻨﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﺎﺏ
          ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ .
          ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻤﻮﻡ "ﻣﻦ"
          ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﻗﻮﻟﻪ " ﻣﻨﻬﺎ
          " ﺃﻱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
          ﻭﻗﻮﻟﻪ " ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﻛﺎﻓﺮ " ﺍﻟﻔﺎﺀ
          ﺩﺍﺧﻠﺔ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻁ ، ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺒﺪﺃ
          ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ "
          " ﻣﺸﺮﻙ ﻛﺎﻓﺮ " ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ
          ﻣﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ
          ﻛﺎﻓﺮ ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ
          ﻋﻬﺪ ﺑﻜﻔﺮ ﺃﻭ ﻋﺎﺵ ﻭﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﻳﺔ
          ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﻋﺎﺵ ﻭﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻜﻔﺮ
          ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﻟﻜﻦ ﻻ
          ﻳﻜﻔﺮ ﻛﻔﺮ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﻭﻋﻘﻮﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺎﻡ
          ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ
          ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻃﻼﺑﻪ
          ﻭﺃﺣﻔﺎﺩﻩ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﺑﻦ
          ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺑﻞ ﻭﻗﻮﻝ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﺤﻔﻆ ﻣﻦ
          ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻘﻞ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺋﻤﺔ
          ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﺰﻳﺪ ﺑﺤﺚ ﻓﻠﻴﺮﺟﻊ
          ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺐ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ،
          ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺃﻓﺮﺩﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
          ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺘﻤﻤﺔ
          ﻟﻜﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ
          ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ .
          ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ
          ﻛﺎﻓﺮ ﻭﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺃﻭﻝ
          ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ
          ﻣﺒﺤﺚ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
          ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺬﻟﻚ .

          تعليق


          • #20
            رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

            جزاكم الله خيرا جارى القراءة بإذن الله

            تعليق


            • #21
              رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

              ﻓﺼﻞ
              ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﻧﻮﺍﻉ
              ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
              ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻭﻫﻞ
              ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
              ﺍﻟﺨﺎﺹ ؟ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ
              ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻧﻪ
              ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ﻇﻬﺮ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﺁﺧﺮ
              ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺳﻮﻑ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ
              ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ
              ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﻭﻫﺬﻩ ﺩﻋﺎﺀ ﻃﻠﺐ ﻭﺳﺆﺍﻝ
              ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺠﻤﻊ ؟ ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺼﺢ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
              ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺤﻤﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ
              ﻟﻴﺲ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﻻ
              ﺍﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﺇﻻّ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ
              ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ
              ﻓﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻫﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻣﻊ
              ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﻣﺎ ﻋُﻄﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﺑﻤﻌﻨﻰ
              ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ .
              ﻓﻤﻦ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺣﺪ ﻭﻣﻦ
              ﺻﺮﻓﻪ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻞ ﻳﺸﺮﻙ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ
              ﻣﺸﺮﻙ ؟ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ:
              ) ﺇﻥ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ
              ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺸﺮﻙ ﻛﺎﻓﺮ ( ﻣﺜﺎﻝ : ﻟﻮ
              ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﻟﻪ ﻳﺮﺯﻕ ﺍﻟﻠﻪ
              ﻭﻟﺪﺍً ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺃﻭ ﻳﺪﻓﻊ
              ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ، ﺃﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ
              ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻙ
              ﺃﻛﺒﺮ .
              ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﺮﻙ
              ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺳﺄﻟﻬﻢ ﻣﺎ
              ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻛﺄﻥ
              ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻣﺎﻻً ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻊ ﻭﻳﺘﻮﺳﻂ ﻟﻚ
              ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
              ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻄﺮﺍﺩ :
              ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺠﻦّ ، ﻛﺴﺆﺍﻝ ﺍﻹﻧﺲ ، ﻓﺈﻥ
              ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻛﻼﻣﻚ ، ﻓﺈﻥ ﺧﺎﻃﺒﺘﻬﻢ
              ﻋﻦ ﺳﻤﺎﻉ ﻭﺭﺅﻳﺔ ، ﺃﻭ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﻣﺜﻞ
              ﻗﺼﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺟﺮﻳﻦ
              ﻓﻴﻪ ﺗﻤﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻌﺎﻫﺪﻩ ﻓﻴﺠﺪﻩ
              ﻳﻨﻘﺺ ﻓﺤﺮﺳﻪ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﺪﺍﺑﺔ
              ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﺴﻠﻤﺖ
              ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺟﻦ ﺃﻡ ﺃﻧﺲ
              ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻦ ﻓﻘﻠﺖ ﻧﺎﻭﻟﻨﻲ ﻳﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﻳﺪ
              ﻛﻠﺐ ﻭﺷﻌﺮ ﻛﻠﺐ ﻓﻘﻠﺖ ﻫﻜﺬﺍ ﺧﻠﻖ
              ﺍﻟﺠﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ
              ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻲ ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ
              ﻳﺤﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻧﻚ
              ﺭﺟﻞ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺻﻴﺐ
              ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﻗﻠﺖ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﺯﻧﺎ
              ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
              ﻗﺎﻝ ﻓﺘﺮﻛﺘﻪ ﻭﻏﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
              ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ
              ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﺪﻕ
              ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﺳﻢ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ
              ﻛﻌﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ
              ﺻﺤﺤﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ .
              ﻭﻣﺜﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻤﺼﺮﻭﻉ ، ﻓﺘﺴﺄﻟﻬﻢ ﻣﺎ
              ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻣﺜﻞ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ
              ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻦ
              ﻓﻴﻬﻢ ﻛﺬﺏ ﻓﻼ ﺗﺆﺧﺬ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﻭﺍﻷﻗﺮﺏ
              ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ
              ﻋﻦ ﺣﻀﻮﺭ . ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﺇﻥ ﺟﺎﺀﻛﻢ
              ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻨﺒﺄ ﻓﺘﺒﻴﻨﻮﺍ { ... . ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ
              ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺴﺆﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ
              ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ، ﺃﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻦ
              ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻻ ﻋﻦ ﺳﻤﺎﻉ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﻓﻬﺬﺍ
              ﺷﺮﻙ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ
              ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ
              ﻓﺰﺍﻫﺪﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎ . { ﻭﻟﻤﺎ ﺭﻭﻯ
              ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ
              ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻧﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ
              ﻓﺄﺳﻠﻢ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺗﻤﺴﻚ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ .
              ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ
              } ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ
              ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻓﺰﺍﻫﺪﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎ {
              ﻣﻤﺎ ﻳُﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻗﺎﻝ : ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
              ) ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ
              ﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﺰﺍﺩﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎ( ﺃﻱ
              ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻟﻨﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺲ ﻷﻧﻬﻢ
              ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻭﺍﺩﻳﺎ ﺃﻭ
              ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﻮﺣﺸﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺭﻱ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﻤﺎ
              ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺘﻬﺎ
              ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﻌﻈﻴﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻦ
              ﺍﻟﺠﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﺴﻮﺅﻫﻢ ﻛﻤﺎ
              ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻼﺩ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺭ
              ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺫﻣﺎﻣﻪ ﻭﺧﻔﺎﺭﺗﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ
              ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ
              ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺯﺍﺩﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎ ﺃﻱ ﺧﻮﻓﺎ
              ﻭﺇﺭﻫﺎﺑﺎ ﻭﺫﻋﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺑﻘﻮﺍ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻬﻢ
              ﻣﺨﺎﻓﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻮﺫﺍ ﺑﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ
              )ﻓﺰﺍﺩﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎ( ﺃﻱ ﺇﺛﻤﺎ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ
              ﺍﻟﺠﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﺮﺃﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ
              ﻋﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ )ﻓﺰﺍﺩﻭﻫﻢ
              ﺭﻫﻘﺎ( ﺃﻱ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﺠﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﺮﺃﺓ
              ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﺄﻫﻠﻪ
              ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﻨﺰﻟﻬﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﻋﻮﺫ
              ﺑﺴﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻥ ﺃﺿﺮ ﺃﻧﺎ
              ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﻭﻟﺪﻱ ﺃﻭ ﻣﺎﺷﻴﺘﻲ ﻗﺎﻝ
              ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺎﺫ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ
              ﺭﻫﻘﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺎﻝ
              ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ
              ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ
              ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﺮﻳﺖ ﻋﻦ
              ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ
              ﺍﻹﻧﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﺮﻕ ﺍﻹﻧﺲ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﺷﺪ
              ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻹﻧﺲ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻭﺍﺩﻳﺎ ﻫﺮﺏ ﺍﻟﺠﻦ
              ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺴﻴﺪ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ
              ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﻦ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﻣﻨﺎ
              ﻛﻤﺎ ﻧﻔﺮﻕ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺪﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ
              ﻓﺄﺻﺎﺑﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﺒﻞ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻮﻝ
              ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ )ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ
              ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ
              ﻓﺰﺍﺩﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎ( ﺃﻱ ﺇﺛﻤﺎ .
              ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ
              )ﺭﻫﻘﺎ( ﺃﻱ ﺧﻮﻓﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻮﻓﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ
              ﻋﺒﺎﺱ )ﻓﺰﺍﺩﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎ( ﺃﻱ ﺇﺛﻤﺎ ﻭﻛﺬﺍ
              ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
              ﻃﻐﻴﺎﻧﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ
              ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻓﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ
              ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺰﻧﻲ
              ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ
              ﻋﻦ ﻛﺮﺩﻡ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ
              ﻗﺎﻝ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ
              ﺣﺎﺟﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
              ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ
              ﺑﻤﻜﺔ ﻓﺂﻭﺍﻧﺎ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺍﻋﻲ ﻏﻨﻢ
              ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺟﺎﺀ ﺫﺋﺐ ﻓﺄﺧﺬ ﺣﻤﻼ
              ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻓﻮﺛﺐ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﻋﺎﻣﺮ
              ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺟﺎﺭﻙ ﻓﻨﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩ ﻻ ﻧﺮﺍﻩ ﻳﻘﻮﻝ
              ﻳﺎ ﺳﺮﺣﺎﻥ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﻓﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻳﺸﺘﺪ
              ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻟﻢ ﺗﺼﺒﻪ ﻛﺪﻣﺔ
              ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺑﻤﻜﺔ
              )ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ
              ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﺰﺍﺩﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎ( ﺛﻢ
              ﻗﺎﻝ ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪ
              ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ
              ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﻧﺤﻮﻩ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ
              ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﻭﻟﺪ
              ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻛﺎﻥ ﺟﻨﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﻫﺐ ﺍﻹﻧﺴﻲ
              ﻭﻳﺨﺎﻑ ﻣﻨﻪ ﺛﻢ ﺭﺩﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺭ ﺑﻪ
              ﻟﻴﻀﻠﻪ ﻭﻳﻬﻴﻨﻪ ﻭﻳﺨﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ
              ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ .
              ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ
              ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻗﺮﺿﺎً ﻓﻬﻮ ﺟﺎﺋﺰ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﺪﺭ
              ﻋﻠﻴﻪ . ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
              ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺳﺘﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺑﻜﺮﺍ ﻓﻘﺪﻣﺖ
              ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻞ ﻣﻦ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﺄﻣﺮ ﺃﺑﺎ ﺭﺍﻓﻊ
              ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻜﺮﻩ ﻓﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻮ
              ﺭﺍﻓﻊ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺧﻴﺎﺭﺍ ﺭﺑﺎﻋﻴﺎ
              ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻋﻄﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﺇﻥ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ
              ﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﻗﻀﺎﺀ ، ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
              ﺃﺑﻲ ﺭﺍﻓﻊ .
              ﻣﺴﺎﺋﻞ : 1- ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻣﺜﻞ / ﻭﺍ
              ﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ .. . ﺃﻭ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ
              ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻚ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ
              ﺍﻟﺘﻤﺰﻕ .. ﺃﻭ ﻗﻢ ﻳﺎ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻧﺤﻮ
              ﺫﻟﻚ .. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺃﻧﻬﻢ
              ﻳﻨﻔﻌﻮﻥ ﺃﻭ ﻳﻀﺮﻭﻥ ﻓﻬﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ
              ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ
              ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ
              ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﺎ ﺑﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ
              ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ
              ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﺳﺘﻨﻬﺎﺽ ﻟﻠﻬﻤﻢ ﻓﻴُﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ
              ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ
              ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﺲ .
              ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻣﻦ
              ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻈﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
              ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻭﻋﻆ
              ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ .
              ﻟﻮ ﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﺠﻦّ ﺑﻴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻣﻨﺬﺭﺍً ﺃﻭ
              ﻣﺘﻮﻋﺪﺍً ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﻳﺆﺫﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻬﺬﻩ
              ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﺟﺎﺋﺰﺓ ، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ
              ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
              ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺟﻨﺎ ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ
              ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺂﺫﻧﻮﻩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ
              ﻓﺈﻥ ﺑﺪﺍ ﻟﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻩ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻮ
              ﺷﻴﻄﺎﻥ ، ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ
              ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺎﺏ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ
              ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺇﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻋﻮﺍﻣﺮ ﻓﺈﺫﺍ
              ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺤﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﻓﺈﻥ
              ﺫﻫﺐ ﻭﺇﻻّ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮ ﺭﻭﺍﻩ
              ﻣﺴﻠﻢ . ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻮﻫﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ
              ﻳﺠﻮﺯ ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻃﺐ ﺑﻘﺮﻳﻨﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ .
              ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ
              ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ
              ﺻﻼﺓ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﺮﺽ ﻟﻲ ﻓﺸﺪ
              ﻋﻠﻲ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻲ ﻓﺄﻣﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ
              ﻣﻨﻪ ﻓﺬﻋﺘﻪ ﻭﻟﻘﺪ ﻫﻤﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﻭﺛﻘﻪ ﺇﻟﻰ
              ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺤﻮﺍ ﻓﺘﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ
              ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻗﻮﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺭﺏ
              ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻭﻫﺐ ﻟﻲ ﻣﻠﻜﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ
              ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﻓﺮﺩﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﺳﻴﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ
              ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺑﻦ ﺷﻤﻴﻞ ﻓﺬﻋﺘﻪ ﺑﺎﻟﺬﺍﻝ ﺃﻱ
              ﺧﻨﻘﺘﻪ ﻭﻓﺪﻋﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ
              ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻱ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻓﺪﻋﺘﻪ ﺇﻻ
              ﺃﻧﻪ ﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ، ﺭﻭﺍﻩ
              ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ
              ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺟﻮﺍﺯ ﻟﻌﻦ
              ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ .
              ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ
              ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺄﺗﻲ
              ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻛﺬﺍ
              ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻛﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺭﺑﻚ
              ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﻪ ﻓﻠﻴﺴﺘﻌﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻟﻴﻨﺘﻪ ، ﺭﻭﺍﻩ
              ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
              ﻭﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺻﺮﺩ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ
              ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
              ﻭﺭﺟﻼﻥ ﻳﺴﺘﺒﺎﻥ ﻓﺄﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﻪ
              ﻭﺍﻧﺘﻔﺨﺖ ﺃﻭﺩﺍﺟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
              ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻧﻲ ﻷﻋﻠﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻮ
              ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﻋﻮﺫ
              ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ ،
              ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
              ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ
              ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ
              ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺪﻳﻜﺔ ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ
              ﻓﻀﻠﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺭﺃﺕ ﻣﻠﻜﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﺘﻢ
              ﻧﻬﻴﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﺘﻌﻮﺫﻭﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ
              ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎ ، ﺭﻭﺍﻩ
              ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
              ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ
              ﻭﺍﻟﺤﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﺭﺷﺪ ﺇﻟﻰ
              ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ . ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
              ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ
              ﺧﺬﻭﻩ ﻳﺎ ﺟﻦّ ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻤﻬﺎ ؟ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ
              ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻬﺬﺍ ﺷﺮﻙ ؟ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ
              ﺗﺨﻮﻳﻒ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻣﺮﻳﻦ : ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ
              ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ 2- ﺗﺮﻭﻳﻊ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ .
              ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺩﻟﻴﻠﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ
              ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ
              ﻋﺒﺎﺩﺓ . ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ
              ﺩﻋﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﻟﺬﺍ
              ﻓﻜﻞ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﺮﻙ
              ﺩﻟﻴﻠﻬﺎ ﺍﻵﻳﺔ .
              ﻓﺼﻞ
              ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻣﻊ
              ﺩﻟﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
              1 ـ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ " : ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﺦ
              ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ " ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻗﺎﻝ
              ﺭﺑﻜﻢ ﺍﺩﻋﻮﻧﻲ ﺍﺳﺘﺠﺐ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ
              ﻳﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻲ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ
              ﺟﻬﻨﻢ ﺩﺍﺧﺮﻳﻦ(
              2 ـ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻗﻮﻟﻪ
              ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻧﻤﺎ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺨﻮﻑ
              ﺃﻭﻟﻴﺎﺀﻩ ﻓﻼ ﺗﺨﺎﻓﻮﻥ ﻭﺧﺎﻓﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ
              ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ (
              3 ـ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
              ) ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻮﺍ ﻟﻘﺎﺀ ﺭﺑﻪ ﻓﻠﻴﻌﻤﻞ
              ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻭﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺭﺑﻪ
              ﺃﺣﺪﺍً (
              4 ـ ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻗﻮﻟﻪ
              ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺘﻮﻛﻠﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ
              ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ
              ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻪ . (
              5 ـ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ، 6 ـ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ، 7 ـ
              ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ،
              ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ
              ﻳﺴﺎﺭﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﻳﺪﻋﻮﻧﻨﺎ ﺭﻏﺒﺎً
              ﻭﺭﻫﺒﺎً ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺧﺎﺷﻌﻴﻦ (
              8 ـ ﻭﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ
              ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻓﻼ ﺗﺨﺸﻮﻫﻢ ﻭﺍﺧﺸﻮﻧﻲ (، 9
              ـ ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
              ) ﻭﺃﻧﻴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻟﻪ (
              10 ـ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻗﻮﻟﻪ
              ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ (
              ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ": ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ
              ﺑﺎﻟﻠﻪ "
              11 ـ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ،، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ
              ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ ﺍﻟﻔﻠﻖ (،
              ) ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ (
              12 ـ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻗﻮﻟﻪ
              ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﺫ ﺗﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ
              ﻟﻜﻢ . (
              13 ـ ﻭﺍﻟﺬﺑﺢ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
              ) ﻗﻞ ﺇﻥ ﺻﻼﺗﻲ ﻭﻧﺴﻜﻲ ﻭﻣﺤﻴﺎﻱ
              ﻭﻣﻤﺎﺗﻲ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻻ ﺷﺮﻳﻚ
              ﻟﻪ ( ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
              ﻭﺳﻠﻢ " : ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ "
              14 ـ ﻭﺍﻟﻨﺬﺭ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
              ) ﻳﻮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺬﺭ ﻭﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻩ
              ﻣﺴﺘﻄﻴﺮﺍ . (
              ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺴﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻓﻠﻴﺮﺟﻊ
              ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺃﻭﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ
              ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺴﻄﻬﺎ
              ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ
              ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯﺍﺕ ، ﻭﻻ ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺾ
              ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻹﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ .
              ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ :
              ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺷﺮﻛﺎً ؟
              ﺃﻥ ﺗﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ
              ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻣﺜﺎﻟﻪ
              "ﺗﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺟﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻌﻮﺍ
              ﻧﺴﻠﻚ" ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ،
              "ﺗﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻚ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ " " ﺗﺨﺎﻑ
              ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻚ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ"
              ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ
              ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ .
              ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻣﻄﻠﻘﺎً
              ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺑﻤﻜﺮﻭﻩ ، ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ
              ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﺎً
              ﻣﺜﻞ " ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺑﻚ " ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ
              ﻷﻧﻚ ﺧﻔﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ .
              ﺃﻥ ﺗﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺧﻮﻓﻚ
              ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻛﺄﻥ ﺗﺬﺑﺢ
              ﻟﻪ ﻛﺎﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﺠﻦ ، ﻓﻴﺬﺑﺢ ﻟﻬﻢ
              ﺇﺫﺍ ﺳﻜﻦ ﺑﻴﺘﺎً ﻭﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻭﻩ ﻭﺫﺑﺢ
              ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺆﺫﻭﻩ ﻭﺣﻜﻤﻪ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ .
              ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﺃﻛﺮﻩ ﻋﻠﻰ
              ﺗﻤﺰﻳﻖ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻭﺇﻻ ﻗﺘﻞ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ .
              ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺧﻮﻓﻚ
              ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﻭﺍﺟﺐ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ
              ﻣﺤﺮﻡ ﻛﻤﻦ ﺣﻠﻖ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ
              ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻭ ﺧﺎﻑ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﺃﻭ
              ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ
              ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ، ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺧﻮﻓﺎً
              ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﺃﻭ ﺟﻠﺲ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﺎﺱ
              ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﻓﺘﺮﻙ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﺻﻴﺎﻧﺔ
              ﻟﻌﺮﺿﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻓﺠﺎﺭﺍﻫﻢ
              ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﺳﺘﺤﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ ،
              ﻭﺃﻃﺎﻝ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﺃﺳﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﻌﻴّﺮ ..
              ﺍﻟﺦ .
              ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺟﺎﺀ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ
              ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺣﻜﻤﻪ :
              ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻣﺤﺮﻡ )ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻴﺲ
              ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻙ( ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ
              ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻭﻷﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ . ﺍﻟﻘﻮﻝ
              ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ / ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ ﻟﻤﺎ ﺭﻭﻯ
              ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ] ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ
              ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻚ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ
              ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻻ ﺗﻐﻴﺮﻩ ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺭﺑﻲ ﺧﺸﻴﺔ
              ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ
              ﺗﺨﺸﻰ]4[[ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻗﺎﻝ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ
              ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ
              ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ]5[ ، ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻪ
              ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺧﻔﺖ ﺍﻟﻠﺺ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺣﻴﻮﺍﻥ
              ﻣﻔﺘﺮﺱ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ
              ﺧﺎﺋﻔﺎً ﻳﺘﺮﻗﺐ { ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ
              ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺤﺮﻡ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ .
              " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻷﺫﻳﺔ ؟ ﻭﻫﻞ ﻛﻞ
              ﺃﺫﻳﺔ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ
              ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﻧﻬﺎ
              ﻣﺮﺍﺗﺐ :
              ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺃﺫﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻏﻴﺮ
              ﻣﺘﺤﻤﻠﺔ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ
              ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻭﻫﻲ ﻣﺎ
              ﺗﺴﻤﻰ " ﺑﺎﻹﻛﺮﺍﻩ " ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺿﺮﺏ ﺿﺮﺑﺎً
              ﻻ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻌﺪﻱ ﻓﻼ
              ﻳﺠﻮﺯ ﻛﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﺯﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻼ
              ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻚ ﻭﻟﻮ ﻗﺘﻠﺖ ﻷﻥ ﻓﻌﻠﻚ ﺗﻌﺪﻯ
              ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻙ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﻻ ﺗﺰ ﻭﺍﺯﺭﺓ
              ﻭﺯﺭ ﺃﺧﺮﻯ ( ﻭﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
              ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) ﻻ ﺿﺮﺭ ﻭﻻ ﺿﺮﺍﺭ ( ﺭﻭﺍﻩ
              ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ .
              ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺫﺍﺗﻪ ﻛﺤﻠﻖ ﻟﺤﻴﺘﻪ
              ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺃﻭ ﺳﺠﻨﺎً ﻃﻮﻳﻼً
              ﻻ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻝ ﻻ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ .
              ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺃﺫﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﻘﺔ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ
              ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻛﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ
              ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﻭﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﻳﺎﻣﺎً ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻓﻬﺬﻩ ﻻ
              ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ
              ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﺃﻭ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ .
              ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺃﺫﻳﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ
              ﻛﺎﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ
              ﻓﻬﺬﻩ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻓﻬﺎ ، ﻓﻴﻔﻌﻞ
              ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ .
              ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻮﻫﻦ
              ﻭﺍﻟﺠﺒﻦ ﻛﺄﻥ ﻧﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
              ﻭﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ
              ﻓﻬﺬﻩ ﻻ ﺗﺠﻮﺯ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ
              ﺫﻫﻨﻴﺔ .
              " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ
              ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻋﺬﺭ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
              ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ؟ ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺪ
              ﻛﺴﺒﺎً ﻏﻴﺮﻩ ﻛﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﻬﺬﺍ
              ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺬﺭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﺟﺒﺎً
              ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻬﻮ ﻋﺬﺭ ﻷﻧﻪ
              ﺩﺧﻞ ﺣﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺃﺩﻟﺘﻬﺎ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ .
              " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
              ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻛﺎﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻓﺈﻥ ﺧﻔﺖ
              ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺷﺮﻙ
              ﺃﻛﺒﺮ. ﻭﺇﻥ ﺧﻔﺘﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ
              ﻛﺎﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ. ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻧﻘﻠﻨﺎ
              ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ
              ﻋﻠﻰ ﺁﻳﺔ ) ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ
              ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ( ﺍﻵﻳﺔ .
              " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ
              ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
              ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻔﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻟﻮ ﻗﺎﻡ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻴﻦ
              ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﻻ
              ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﺇﻥ ﺗﻀﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﻭﺍﺟﺐ ﺃﻭ
              ﻓﻌﻞ ﻣﺤﺮﻡ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ
              ﻣﻌﺎﺻﻲ ﻓﺠﺌﺖ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻓﺨﻔﺖ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ
              ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺤﺮﻡ . ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺃﻧﻪ
              ﻣﺤﺮﻡ ﺃﻭ ﺷﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻴﻞ ﺇﻳﻪ
              ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ
              ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ } : ﻓﻼ ﺗﺨﺎﻓﻮﻫﻢ ﻭﺧﺎﻓﻮﻧﻲ ﺇﻥ
              ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ . {
              ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ : ﻭﻫﻮ ﻭﺻﻒ
              ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ
              ﻭﺍﻷﻣﻞ ﻭﺍﻟﻄﻤﻊ .
              " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍً ؟
              ﺇﺫﺍ ﺗﻌﻠﻖ ﺃﻣﻠﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺗﻮﺣﻴﺪ .
              " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻣﻦ
              ﺍﻟﺸﺮﻙ ؟ - ﻓﻴﻪ ﺃﺣﻮﺍﻝ :
              ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻗﻊ ﻭﻃﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ
              ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻞ ) ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ
              ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﻭ
              ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ . (
              ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ
              ﻭﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻳﺘﻮﻗﻊ
              ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻮ
              ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺣﻴﺎﺀ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ .
              ﺃﻥ ﺗﺮﺟﻮ ﻭﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ
              ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺗﻌﺘﻤﺪ
              ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻣﺎﻻً ، ﻓﺄﻧﺖ ﻭﺍﺛﻖ ﺑﺄﻥ
              ﻳﻌﻄﻴﻚ ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺭﺓ
              ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ، ﻓﺘﺜﻖ ﺑﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﻫﺬﺍ
              ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ .
              ﺃﻥ ﻳﻄﻤﻊ ﻭﻳﺘﻮﻗﻊ ﻭﻳﺮﺟﻮ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ
              ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻦ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﻣﺤﺮﻣﺔ
              ﻛﻤﻦ ﻟﺒﺲ ﺣﻠﻘﺔ ﺃﻭ ﺧﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
              ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﻠﺸﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ
              ﺑﺎﻟﺸﺒﻜﺔ ﻳﻄﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺐ
              ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ،
              ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ
              ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻘﺒﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ] ﻣﻦ
              ﺗﻌﻠﻖ ﺗﻤﻴﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺮﻙ [ ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ
              ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺗﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
              ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻜﻨﻚ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻜﻮﻧﻪ
              ﺃﺑﺮﻙ . ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ } ﻓﻤﻦ
              ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻮﺍ ﻟﻘﺎﺀ ﺭﺑﻪ ﻓﻠﻴﻌﻤﻞ { ..
              ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ / ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ : ﻟﻐﺔ
              ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ .
              ﺷﺮﻋﺎً : ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ
              ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺸﺮ . ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ
              ﻋﺒﺎﺩﺓ ؟ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻭﻓﻮّﺽ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ
              ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺗﻮﺣﻴﺪ } ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
              ﻓﺘﻮﻛﻠﻮﺍ { .. ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺷﺮﻛﺎً ؟
              ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ :
              ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ
              ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ
              ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻲ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﺣﺼﻮﻝ
              ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺴﻞ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
              ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ .
              ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
              ﻭﻫﻲ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ .
              ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻛﺄﻥ
              ﻳﺜﻖ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺃﻭ
              ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ .
              ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺷﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ
              ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻲ
              ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻜﺜﺮﺓ
              ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺮ ، ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ
              ﻋﻠﻰ ﺣﺬﺍﻗﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ
              ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ، ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﺍﻛﺮﺓ
              ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻣﺘﻔﺸﻴﺔ
              ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ
              ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ.

              تعليق


              • #22
                رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ
                ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
                ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻓﻴﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ
                ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴَّﺒﺐ
                ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻭﺛﻖ ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻮﻑ
                ﺗﺘﺮﺗﺐ ، ﻫﺬﺍ ﺃﻫﻤﻬﺎ .
                ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺇﺫﺍ
                ﺗﺨﻠﻒ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﺮﺗﺐ
                ﻣﺜﺎﻟﻪ :
                ﻟﻮ ﺫﻫﺐ ﺑﻤﺮﻳﺾ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﺐ ﻭﻭﺛﻖ ﺃﻥ
                ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺠﺢ ﻭﺍﺭﺗﺎﺡ ﻟﺬﻟﻚ ، ﻓﺈﻥ
                ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻃﺒﻴﺐ ﺁﺧﺮ ﻓﻠﻦ ﺗﻨﺠﺢ
                ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ .
                ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺘﻮﻛﻠﻮﺍ { .. ،
                ﺃﻱ ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ . ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻵﻳﺔ : ﻋﺪﻡ
                ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ، ﺑﻞ ﻧﻔﻌﻞ
                ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻟﻜﻦ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ
                ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ، ﻓﻠﻮ
                ﺃﻥ ﺷﺨﺼﺎً ﺃﺻﻠﺢ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﺃﻋﺪﻫﺎ ﺇﻋﺪﺍﺩﺍً
                ﺟﻴﺪﺍً ﻟﻠﺴﻔﺮ ﺛﻢ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ
                ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﻭﺛﻖ ﺃﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺷﻲﺀ
                ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﺟﻴﺪﺓ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ
                ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
                ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻴﻚ ؟ ﻫﺬﻩ ﻻ ﺗﺠﻮﺯ
                ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
                ) ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﻟﻠﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ (
                ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﻟﻮﻻ
                ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﻼﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻬﺬﻩ ﻣﺜﻠﻬﺎ
                ﻭﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ
                ﻭﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻬﺬﻩ ﻣﺜﻠﻬﺎ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
                ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻣﺘﻜﻞ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﻑ
                ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ
                ﺃﻋﻠﻢ ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
                ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻴﻞ ﻭﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﻗﺎﻝ
                ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ .
                ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺠﻮﺯ ﻟﻘﻮﻟﻪ
                ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺘﻮﻛﻠﻮﺍ { ﻣﻨﻄﻮﻗﺎً
                ﻭﻣﻔﻬﻮﻣﺎً ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ] ﺇﻧﻚ ﺇﻥ
                ﺗﻜﻠﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻜﻠﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﻴﺌﺔ
                ﻭﻋﻮﺭﺓ ﻭﺫﻧﺐ [ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮﺓ ﻗﺎﻝ
                ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﺏ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺣﻤﺘﻚ ﺃﺭﺟﻮ
                ﻓﻼ ﺗﻜﻠﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ
                ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻲ ﺷﺄﻧﻲ ﻛﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ
                ﺭﻭﺍﻩ : ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ،
                ﻭﻫﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺷﺮﻛﻴﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺜﻼً :
                ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻭﻛﻠﺘﻚ، ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻝ
                ﻭﻛﻠﺘﻚ ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ . ﺑﻘﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ
                ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺪﻱ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﻛﻞ ﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻪ
                ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻟﺤﻴﻴﻪ ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ، ﺭﻭﺍﻩ
                ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻘﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻟﻔﻈﺔ
                ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﺗﺠﻮﺯ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ؟
                ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﺗﻮﻛﻞ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻌﻨﻰ
                ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺿﻤﻦ ﻭﺗﻌﻬﺪ ﻓﻼ
                ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ . ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ
                ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
                ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻏﻨﻰ
                ﻭﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻭﻟﻴﺒﺪﺃ
                ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺑﻤﻦ ﻳﻌﻮﻝ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺃﻧﻔﻖ
                ﻋﻠﻲ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺃﻡ ﻭﻟﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻨﻲ ...
                ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺗﻜﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
                ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻌﻬﺪ ﺇﻟﻰّ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ
                ﺗﺴﻠﻤﻨﻲ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻋﻄﻔﻬﺎ
                ) ﻣﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ( ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ
                ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ
                ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻓﺮﺩﻫﺎ ﺃﻡ ﻋﻄﻔﻬﺎ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ؟
                ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻔﺼﻴﻞ :
                ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ) ﻣﻌﻨﻰ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺜﻖ ﺑﻨﻔﺴﻚ (
                ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ
                ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ، ﻭﺇﻥ
                ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻱ ﺃﻧﻚ ﻣﺠﺮﺏ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ
                ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻬﻞ
                ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ
                ﻣﻮﺛﻮﻕ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺜﻖ ﺑﻪ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺇﻥ
                ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﺨﻮﻥ
                ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻼ ﺷﻲﺀ
                ﻓﻴﻪ ﻭﺟﺎﺋﺰ . ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ
                ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳﻮﻑ
                ﺗﺤﺼﻞ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ .
                ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ... ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ / ﻓﻲ
                ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻌﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﺭﻏﺐ
                ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻱ ﺍﺗﺴﻊ ﺍﻫـ . ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻫﻲ
                ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﺗﺄﺗﻲ ﺑﻤﻌﻨﻰ
                ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻫﻮ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﺗﺄﺗﻲ
                ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
                ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻴﻪ ﺇﻃﺎﻟﺘﻪ ﻭﻛﺜﺮﺗﻪ
                ﻭﺍﻟﺴﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﺩﻋﺎﺀ ﺭﻏﺒﺔ
                ﻭﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺗﺴﻤﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ
                ﺭﻏﺒﺔ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍً ؟
                ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ
                ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻋﺎﺀﺍ ﻭﻋﻤﻼً ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻳﻜﻮﻥ
                ﺗﻮﺣﻴﺪﺍ.
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺷﺮﻛﺎً ؟
                ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ
                ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ،
                ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷﺮﻛﺎً ﺃﻛﺒﺮ ، ﻣﺜﺎﻝ : ﺍﻟﺬﻱ
                ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍ
                ﺍﻧﺘﺎﺑﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﻓﻬﺬﺍ
                ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻜﺜﺮ
                ﻃﻠﺐ ﺣﻮﺍﺋﺠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ
                ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ
                ﺫﻟﻚ .
                ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﻛﺜﺮ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻓﻲ
                ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ
                ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﺷﺮﻙ
                ﺃﺻﻐﺮ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻬﺬﻩ ﻣﻦ
                ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺺ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﻻ
                ﻳﺴﺘﺮﻗﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻮﻭﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺑﻬﻢ
                ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ( ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻊ ﺛﻼﺙ
                ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ } ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺎﺭﻋﻮﻥ ﻓﻲ
                ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﻳﺪﻋﻮﻧﻨﺎ ﺭﻏﺒﺎً ﻭﺭﻫﺒﺎً { ، ﻇﺎﻫﺮ
                ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ
                ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﻭﺻﻒ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻧﻮﻉ
                ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﺩﻋﺎﺀ ﺭﻏﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ
                ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻱ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
                ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺁﻳﺎﺕ ﻧﺺ ﻓﻲ
                ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻛﻘﻮﻟﻪ } ﻭﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ
                ﻓﺎﺭﻏﺐ } { ﺇﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻨﺎ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ . {
                ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ .. ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ /
                ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﻟﻐﺔ : ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻫﺎﺑﺔ
                ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻈﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ
                ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺟﻤﻞ ﺭﻫﺐ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﻳﻞ
                ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﻌﺎﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
                ﺭﺍﻫﺐ ﻷﻧﻪ ﻳﻄﻴﻞ ﻭﻳﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﻫﺬﺍ
                ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ
                ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺹ 200 ، ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
                ﻓﺎﻟﺮﻫﺒﺔ : ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ
                ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ .
                ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ؟
                ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺯﻣﻨﻲ . ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺿﻄﺮﺏ ﻗﻠﺒﻚ
                ﻭﻗﻠﻘﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﻤﻰ ﺧﻮﻓﺎ
                ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﻃﺎﻝ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻣﺘﺪ
                ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻰ ﺭﻫﺒﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺁﺧﺮ ﺃﻥ
                ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ
                ﻳﻘﻊ ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻘﻊ ، ﻭﻟﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻧﻪ
                ﺳﻴﻘﻊ ﻗﻠﻘﺖ ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻊ
                ﺍﻃﻤﺄﻧﻨﺖ .
                ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ : ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻴﻘﻦ ﺑﻪ .
                ﻭﻟﺬﺍ ﻳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﺎﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ
                ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻳﻘﻴﻨﺎً . ﻫﺬﺍ ﻳﺴﻤﻰ ﺭﺍﻫﺐ ﻟﻦ
                ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﺘﻴﻘﻦ ﻓﺘﺠﺪﻩ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺨﻮﻑ
                ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺘﻞ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ
                ﺣﻘﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺴﻤﻰ ﺧﻮﻓﺎً ﻓﻘﻂ .
                ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ ؟ ﺇﺫﺍ ﻃﺎﻝ
                ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ .
                ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﺷﺮﻛﺎً ؟ ﺇﺫﺍ ﻃﺎﻝ
                ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﺜﻼ ﻓﻬﺬﺍ ﺷﺮﻙ
                ﺃﻛﺒﺮ . ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ
                ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﻋﻼﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ
                ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺁﻳﺎﺕ
                ﺃﻋﻢ ، ﻣﺜﻞ } ﻭﺇﻳﺎﻱ ﻓﺎﺭﻫﺒﻮﻥ { ﺃﻣﺎ
                ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ
                ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ . ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﻘﺖ
                ﻭﺍﺿﻄﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ
                ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬﻩ
                ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺧﻮﻑ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ .
                ﻓﺈﻥ ﻗﻠﻘﺖ ﻭﺍﺿﻄﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ
                ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺃﻭ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ
                ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﻧﻴﺘﻚ ﺃﻥ ﺿﺮﺭﻩ ﺳﻴﺼﻞ ﺇﻟﻴﻚ
                ﻓﻬﺬﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺭﻫﺒﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺃﻭ ﻃﺎﻝ ﺯﻣﻦ ﺧﻮﻓﻚ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﺬﺍ
                ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺭﻫﺒﺔ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺒﺮ .
                ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ... ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ / ﻗﺎﻝ
                ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ : ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ
                ﺧﺸﻌﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﺫﺍ ﺳﻜﻨﺖ ﻭﺍﻃﻤﺄﻧﺖ
                ﺇ.ﻫـ. ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ
                ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻭﻓﻲ
                ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﻤﺸﻲ ﺃﻱ
                ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ .
                ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻋﺒﺎﺩﺓ ؟ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻒ
                ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺎﻛﻨﺎً ﻫﺎﺩﺋﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻓﺈﻧﻪ
                ﻫﺬﺍ ﻳﺴﻤﻰ ﺧﺸﻮﻋﺎً ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﻤﺼﻠﻰ
                ﺧﺎﺷﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ
                ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻄﺄﻃﺊ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ
                ﻣﻜﺎﻥ ﺳﺠﻮﺩﻩ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﺸﻮﻉ ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ
                ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺸﻰ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﻏﺾ
                ﻟﻠﺼﻮﺕ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﺸﻮﻉ ﻓﻲ
                ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ .
                ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﺷﺮﻛﺎً ؟ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻒ
                ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺒﺮ ﺃﻭ ﺷﺨﺺ ﻫﺎﺩﺉ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ
                ﺳﺎﻛﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻓﻬﺬﺍ ﺧﺸﻮﻉ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ
                ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                ﺍﻷﻛﺒﺮ ؛ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻟﻮ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮ ﻭﻟﻰ
                ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻫﺎﺩﺉ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﺳﺎﻛﻦ
                ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺧﺸﻮﻉ ، ﻭﻟﺬﺍ ﻧﺠﺪ
                ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻫﺎﺩﺋﻴﻦ
                ﺳﺎﻛﻨﻴﻦ ؛ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺃﻣﺎﻡ
                ﺷﻴﺨﻪ ﺗﺠﺪﻩ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﻣﻄﺄﻃﺊ ﺍﻟﺮﺃﺱ
                ﺳﺎﻛﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ
                ﺧﺸﻮﻉ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺧﺸﻮﻉ ، ﻭﻫﺬﺍ
                ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ } ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻟﻨﺎ
                ﺧﺎﺷﻌﻴﻦ . { ﻓﺎﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ
                ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻭﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ .
                ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ .. ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ : ﻭﻫﻲ
                ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺧﻔﺖ ﻣﻦ
                ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ
                ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ ﻳﻮﻗﻌﻬﺎ ﺑﻚ ﻓﻬﺬﻩ
                ﺗﺴﻤﻰ ﺧﺸﻴﺔ ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ
                ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ، ﻓﺎﻟﺨﻮﻑ : ﻫﻮ
                ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ
                ﻭﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ؛ ﻭﺍﻟﺨﺸﻴﺔ : ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ
                ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺫﺍﺗﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺯﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻚ
                ﻓﺎﺿﻄﺮﺑﺖ ﻭﻗﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻫﺬﺍ
                ﻳﺴﻤﻰ ﺧﻮﻓﺎ ، ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﺧﻔﺖ ﻣﻦ ﺯﻳﺪ
                ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ
                ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺧﺸﻴﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ
                ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ
                ﻭﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ { ﻓﺠﻌﻞ
                ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ ، ﻗﻮﻟﻪ
                } ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺭﺑﻬﻢ
                ﻣﺸﻔﻘﻮﻥ { ،
                ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍً ؟ ﺇﺫﺍ
                ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺧﺸﻴﺘﻚ ﺑﺎﻟﻠﻪ .
                ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﺷﺮﻛﺎً ؟ ﺇﺫﺍ
                ﺍﺿﻄﺮﺏ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ
                ﺟﻤﺎﺩ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﻔﻌﻞ
                ﺑﻚ .
                ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ .. ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ : ﻗﺎﻝ ﻓﻲ
                ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ : ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻣﺮﺓ
                ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺓ ، ﻭﻣﻨﻪ ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ ﺃﻱ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﺮﺓ
                ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺓ .
                ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍً ؟ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
                ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻤﺎﺕ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ
                ﻣﺮﺓ ، ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
                ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﺷﺮﻛﺎً : ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪ
                ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺓ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻤﺎﺕ ﻳﻘﺎﻝ
                ﺃﻧﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ
                ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻛﺎً
                ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﺃﺷﺪ ﺷﺮﻛﺎً . ﻣﺎ
                ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ؟ ﻓﺎﻟﺮﻏﺒﺔ
                ﻫﻲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻭﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ
                ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ
                ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ، ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻓﻲ
                ﺍﻟﻤﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻫﺎﺕ .
                ﻫﻞ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ؟ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ
                ﺃﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ، ﻓﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺭﺟﻮﻉ ﺧﺎﺹ
                ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻣﻊ ﺍﻹﻗﻼﻉ
                ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ؛ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ
                ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮ
                ﺭﺑﻪ ﻭﺧﺮ ﺭﺍﻛﻌﺎً ﻭﺃﻧﺎﺏ { ، ﺃﻣﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ
                } ﻭﺃﻧﻴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﻟﻪ . {
                ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮ
                ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ .... ﻓﻬﻲ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ
                ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﻌﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍً ...
                ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ / ﻟﻐﺔ : ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﻥ
                ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺓ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻼﻥ
                ﻋﻮﻧﻲ ﺃﻱ ﻣﻌﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮ
                ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ،
                ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﺎً : ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ .
                ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ / ﻟﻐﺔ : ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺫ
                ﻭﻫﻲ ﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﻟﻠﻘﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ
                ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺼﺎﺭ ﻟﺬﺍ ﺳﻤﻴﺖ ﺍﻟﻤﻌﻮﺫﺗﻴﻦ ﻷﻧﻬﺎ
                ﺗﻌﺼﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻓﻬﻲ ﻃﻠﺐ
                ﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ . ﺷﺮﻋﺎً : ﺍﻻﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
                ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ / ﻟﻐﺔ : ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻮﺙ ،
                ﻓﺄﻏﺎﺛﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻋﺎﻧﻪ ﻭﻧﺼﺮﻩ ﻭﻛﺸﻒ
                ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻟﺬﺍ ﺳﻤﻰ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻏﻮﺛﺎً
                ﻷﻧﻪ ﻳﻜﺸﻒ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻘﺤﻂ ، ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ
                ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺎﺳﻤﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ .
                )ﻓﺎﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ،
                ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ( ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺓ
                ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ ؛
                ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ
                ﺑﺈﺯﺍﻟﺘﻪ ﻓﻬﺬﻩ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ، ﻓﻨﺪﺍﺀ
                ﺍﻟﻐﺮﻳﻖ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ
                ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺸﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ
                ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻄﻠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﻊ
                ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ
                ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﺮ ﻭﻻ ﺗﺘﻮﻗﻊ
                ﺷﺮﺍً ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ .
                ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍً ؟ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ
                ﻭﺍﺳﺘﻐﺎﺙ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
                ﻣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎً ؟ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ :
                ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻌﺎﺫ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻐﺎﺙ
                ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ،
                ﻣﺜﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻭﻫﻨﺎ ﻻ
                ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ . ﻗﺎﻝ
                ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ . (
                ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ
                ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ
                ﻋﻠﻴﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺷﺪﺓ
                ﻓﺎﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ، ﺃﻭ ﻛﺪﺕ ﺗﻐﺮﻕ
                ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺎﺳﺘﻐﺜﺖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻨﻚ
                ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ ،
                ﻭﻋﻼﻣﺔ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺎﺡ ﺇﻧﻬﻢ ﺳﻮﻑ
                ﻳﻨﻘﺬﻭﻧﻚ ﻭﺗﺜﻖ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺳﻮﻑ ﻳﺤﺼﻞ
                ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻟﺬﻱ
                ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﻭﻳﻄﻤﺌﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ
                ﺳﻮﻑ ﻳﺤﺼﻞ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                ﺍﻷﺻﻐﺮ .
                ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﻀﻮﺭ
                ﻭﻻ ﺳﻤﺎﻉ ﻓﻬﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻛﻤﺎ
                ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ
                ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ { ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ
                ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻭﺍﺩﻳﺎً ﺧﺎﻃﺒﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﻀﻮﺭ
                ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ
                ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ
                ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻚ ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺟﻦ
                ﺃﻋﻴﻨﻮﻧﻲ . ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ
                ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ . ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ
                ﻧﻘﻠﻨﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ .
                ﻭﻟﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
                ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻧﺎﺳﺎ
                ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﺄﺳﻠﻢ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺗﻤﺴﻚ ﻫﺆﻻﺀ
                ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ .
                ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ
                ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﺑﺎﻟﺠﻦ :
                ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻐﺜﺖ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻻ
                ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﺄﻱ
                ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺼﺮﻓﻪ
                ﻟﻐﻴﺮﻩ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ . ﻭﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﺇﺫﺍ
                ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ( ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ
                ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻗﺎﻝ
                ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ .
                ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺳﺘﻐﺜﺖ
                ﺑﻬﻢ ﻻ ﻋﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻭﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ
                ﺍﻹﻧﺲ ﻳﻌﻮﺫﻭﻥ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ
                ﻓﺰﺍﺩﻭﻫﻢ ﺭﻫﻘﺎً { ﺳﺒﺐ ﻧﺰﻭﻟﻬﺎ ﺃﻥ
                ﻗﺮﻳﺸﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺴﻴﺪ
                ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻣﻦ ﺳﻔﻬﺎﺀ ﻗﻮﻣﻪ .
                ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻚ ﻋﻦ
                ﺣﻀﻮﺭ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ
                ﻓﻬﺬﺍ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ :
                ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ
                ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺿﺎﻟﺔ
                ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﻭﻳﻀﻌﻮﻧﻪ
                ﻭﻫﻢ ﺣﺎﺿﺮﻭﻥ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻼ
                ﺑﺄﺱ ﻟﻔﻌﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﻳﺨﺪﻣﻮﻧﻪ ﻛﻤﺎ
                ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ
                ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﺰﻍ
                ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻧﺬﻗﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺴﻌﻴﺮ
                ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺭﻳﺐ
                ﻭﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﻭﺟﻔﺎﻥ ﻛﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﻗﺪﻭﺭ
                ﺭﺍﺳﻴﺎﺕ ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﺁﻝ ﺩﺍﻭﺩ ﺷﻜﺮﺍ ﻭﻗﻠﻴﻞ
                ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ . (
                ﻭﻣﺜﻞ ﻗﺼﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ
                ﺟﺮﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺗﻤﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻌﺎﻫﺪﻩ
                ﻓﻴﺠﺪﻩ ﻳﻨﻘﺺ ﻓﺤﺮﺳﻪ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺈﺫﺍ
                ﻫﻮ ﺑﺪﺍﺑﺔ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻢ ﻗﺎﻝ
                ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺟﻦ
                ﺃﻡ ﺃﻧﺲ ﻓﻘﺎﻝ ﺟﻦ ﻓﻘﻠﺖ ﻧﺎﻭﻟﻨﻲ ﻳﺪﻙ
                ﻓﺈﺫﺍ ﻳﺪ ﻛﻠﺐ ﻭﺷﻌﺮ ﻛﻠﺐ ﻓﻘﻠﺖ ﻫﻜﺬﺍ
                ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺠﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻧﻪ
                ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻲ ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ
                ﻳﺤﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻧﻚ
                ﺭﺟﻞ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺻﻴﺐ
                ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﻗﻠﺖ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﺯﻧﺎ
                ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
                ﻗﺎﻝ ﻓﺘﺮﻛﺘﻪ ﻭﻏﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
                ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ
                ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﺪﻕ
                ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﺳﻢ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ
                ﻛﻌﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ
                ﺻﺤﺤﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺟﺎﺯﻩ ﺍﺑﻦ
                ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﺫُﻛﺮ ﻋﻨﻪ .
                ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ
                ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺔ ﺳﺪﺍً ﻟﻠﺬﺭﻳﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻴﻞ
                ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ
                ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ﻛﺄﻥ ﻳﺆﺫﻭﻥ
                ﺷﺨﺼﺎً ﺃﻭ ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺣﺮﺍﻡ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ
                ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻭﻻ ﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﻢ
                ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ . {
                ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮ ... ﺍﻟﺬﺑﺢ :
                ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻐﺔ : ﺍﻟﺸﻖ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ
                ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ : ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺷﻖ ﺣﻠﻖ
                ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺫﺑﺤﺖ ﺍﻟﻔﺄﺭﺓ ﺷﻘﻘﺘﻬﺎ.
                ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺇﺻﻄﻼﺣﺎً : ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﻴﻦ ﺗﻘﺮﺑﺎً
                ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻭﺗﺬﻟﻼً ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ
                ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ .
                ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ : ﻭﻫﻮ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ
                ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ، ﺃﻣﺎ ﻛﻠﻤﺔ
                ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻓﻘﻂ ، ﻓﻬﻲ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ .
                ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍً ؟ ﺇﺫﺍ ﺫﺑﺢ
                ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﻠﻪ ﻭﺗﻘﺮﺑﺎً .
                ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺮﻛﺎً ؟ ﺇﺫﺍ
                ﺫﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻘﺮﺑﺎً ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻭﻣﻌﻨﻰ
                ﺗﻘﺮﺑﺎً : ﺃﻱ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻟﺠﻠﺐ ﺧﻴﺮ ﺃﻭ
                ﺩﻓﻊ ﺷﺮ ؛ ﻓﻬﺪﻓﻚ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻪ ﺃﻥ
                ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺩﻧﻴﻮﻳﺎً ﺃﻭ ﺃﺧﺮﻭﻳﺎً ؛ ﺃﻭ ﻳﺪﻓﻊ ﺷﺮﺍً
                ﺃﻭ ﺁﻓﺔ ﻋﻨﻚ ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻘﺮﺏ
                ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺇﻣﺎ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً : ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﻫﻮ ﺃﻥ
                ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ
                ﻓﻴﺪﻓﻌﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻹﺟﻼﻝ ﺇﻟﻰ
                ﺃﻥ ﺗﺬﺑﺢ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﺪﺓ ﺻﻮﺭ :
                1 – ﻛﺎﻟﺬﺑﺢ ﻟﻠﺠﻦ ﺗﺨﻠﺼﺎً ﻣﻦ ﺷﺮﻫﻢ ﺃﻭ
                ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﻙ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﺬﺑﺢ
                ﻟﻠﺠﻦ ﻟﻔﻚ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻜﻮﻥ
                ﻣﺸﺮﻙ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ . ﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ
                ﻣﻦ ﺫﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ (
                2 – ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ
                ﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﻠﻢ
                ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﻣﺜﻠﻪ ،
                ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻋﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻛﺤﻔﺮ ﺑﺌﺮ
                ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
                3 – ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻸﻣﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ
                ﺃﺿﺮﺣﺔ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﺇﻣﺎ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﻬﻢ ﺃﻭ
                ﺇﺟﻼﻻً ﺃﻭ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻔﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ
                ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻸﻣﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ
                ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ
                ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻷﺟﺮ ﻟﻬﻢ ﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻬﻢ .
                ﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺫﺑﺎﺏ ....
                ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . (
                4 – ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ،
                ﻭﻟﻠﻌﻈﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﺍﺀ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ
                ﻛﺒﺮﺍﺀ ، ﺃﻭ ﺗﻘﺮﺑﺎً ﻟﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﻨﻔﻌﻮﻙ ﻓﻲ
                ﻣﺎﻝ ﺃﻭ ﻣﻨﺼﺐ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ
                ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
                ) ﻓﺼﻞ ﻟﺮﺑﻚ ﻭﺍﻧﺤﺮ ( ﻣﻔﻬﻮﻡ
                ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ، ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
                ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﺗﻴﺴﺮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻦ
                ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﺨﺎﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻋﻨﺪ ﻃﻠﻌﺔ
                ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻤﺎ ﺃﻫﻞ ﺑﻪ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ .
                ﻭﻫﻲ ﻣﺜﻞ ﻟﻮ ﺍﻧﺘﻈﺮﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺃﻭ
                ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﺠﺪﻭﺍ ﻟﻪ ، ﻭﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺃﻥ
                ﺗﺆﺧﺬ ﺍﻟﺬﺑﻴﺤﺔ ﻓﺘﺬﺑﺢ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ
                ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﻗﺎﻋﺔ
                ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻭﻣﻪ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﻃﻠﻌﺘﻪ ، ﻭﻋﻼﻣﺔ
                ﺫﻟﻚ : ﺃﻥ ﺗﺬﺑﺢ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻬﻤﻚ
                ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﺤﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﺑﻴﺤﺔ ، ﻓﻴﻬﻤﻚ ﺃﻥ
                ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻬﻢ ، ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﺫﺑﺤﺖ ﻟﻬﻢ
                ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻟﻤﺴﻠﺦ ﻣﺜﻼ ﺛﻢ ﺃﺗﻴﺖ
                ﺑﺎﻟﻠﺤﻢ ﻷﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻓﻬﺬﺍ
                ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺮﻣﺎً
                ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﺳﺮﺍﻑ ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺤﺒﺎً
                ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻟﻮﺭﻭﺩ
                ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ] : ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ
                ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﻜﺮﻡ ﺿﻴﻔﻪ [ ﻓﻲ
                ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ .
                ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺪ ﻛﻤﻮﻟﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﻮﻟﺪ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﻬﻢ .
                ﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ .
                ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ
                ﻏﻴﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ ) : ﺑﺎﺳﻢ
                ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻭ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻠﻴﻚ ﺃﻭ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻷﻣﺔ
                ﺃﻭ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ( ﺃﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ
                ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ .
                ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻓﺼﻞ ﻟﺮﺑﻚ ﻭﺍﻧﺤﺮ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ
                ) ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﻟﻠﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ﻭﺍﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ (
                ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
                ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻫﻞ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻙ
                ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺷﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ ؟ - ﻻ ﻳﻨﻘﺴﻢ
                ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻣﻦ
                ﺻﺮﻑ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ .
                - ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﻭﻥ
                ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺑﺢ
                ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻷﻧﻪ ﺫﺑﺢ ﻟﻠﻪ ﻭﻗﺼﺪ ﻣﻌﺎﻧﻲ
                ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺟﺎﺋﺰﺓ :
                1- ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻠﻀﻴﻮﻑ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ
                ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ . 2- ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻸﻫﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ
                ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ . 3- ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ
                ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ
                ﺇﻟﻴﻬﻢ . 4- ﺫﺑﺢ ﺍﻷﺿﺎﺣﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻘﺔ
                ﻭﻧﺤﻮﻩ .
                5- ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻭﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ
                ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﻊ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﻥ. 6- ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ
                ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭﺍﺕ .
                ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ... ﺍﻟﻨﺬﺭ / ﻟﻐﺔ :
                ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ .
                ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ : ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻴﺌﺎً
                ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻟﻠﻤﻨﺬﻭﺭ ﻟﻪ
                ﻭﺗﻘﺮﺑﺎً.
                ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍً ؟ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ
                ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺬﺭ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﺎﺧﺘﻠﻒ
                ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ
                ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ .
                ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻭﻫﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ
                ﺃﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺣﺮﺍﻡ ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﻪ
                ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
                ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺼﻴﺔ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ
                ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ] ﻻ
                ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺨﻴﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ
                ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ [ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .
                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﺷﺮﻛﺎً ؟ ﺇﺫﺍ
                ﻟﺰﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎً ﻣﺎ
                ﺩﺍﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﺇﺟﻼﻟﻪ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻓﺪﻓﻌﻚ
                ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﺬﺭ ﻟﻪ ، ﻭﺗﻘﺮﺑﺎً ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ
                ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻭﻟﻪ ﺻﻮﺭ .
                ﻛﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺷﻔﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﻳﻀﻲ
                ﻓﻠﻘﺒﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺃﻭ
                ﺍﻟﻤﺎﻝ .
                ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻠﻘﺒﺮ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ
                ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﺇﻥ ﻧﺠﺤﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
                ﺃﻭ ﺳﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ .
                ﺇﺫﺍ ﺿﺎﻉ ﻟﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻘﺪﻡ ﻃﻴﺒﺎً ﺃﻭ ﺫﻫﺒﺎً
                ﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺪﻩ .
                ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ . ﻭﻣﻨﺎﻃﻪ
                ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ .
                ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
                ﻭﻫﻲ : ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻨﺬﺭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                ) ﻳﻮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺬﺭ ﻭﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻩ
                ﻣﺴﺘﻄﻴﺮﺍ . (

                تعليق


                • #23
                  رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                  ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
                  ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ :
                  ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
                  ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ،
                  ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ
                  ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺗﺐ :
                  ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ؛ ﻭﻛﻞ
                  ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﻛﺎﻥ، ﻓﺄﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ :
                  ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ : ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ
                  ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ
                  ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :
                  ﺑﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺲ، ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ
                  ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ّ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ،
                  ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺻﻮﻡ
                  ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺣﺞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻣﻦ
                  ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼً، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
                  ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﻦ ﻳﺒﺘﻎ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎً
                  ﻓﻠﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ
                  ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ (
                  ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ) : ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ
                  ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃﻭﻟﻮﺍ
                  ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ﻮﻫّ
                  ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ] ( ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 18[
                  ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ : ﻻ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺑﺤﻖ ﺇﻻ ّ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻭﺣﺪ
                  ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ : ﻻ ﺇﻟَﻪ ﻧﺎﻓﻴﺎً ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ
                  ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﺒﺘﺎً ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
                  ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ، ﻛﻤﺎ
                  ﺃﻧﻪ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ .
                  ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺿﺤﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                  ) ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻷﺑﻴﻪ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﺇﻧﻨﻲ
                  ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ، ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻄﺮﻧﻲ (
                  ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
                  ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﺃﻥ
                  ﻻ ﻧﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻧﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً (
                  ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ : ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ،
                  ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ
                  ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺘﻢ ﺣﺮﻳﺺ
                  ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺅﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ (
                  ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :
                  ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ، ﻭﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ،
                  ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﺎ ﻋﻨﻪ ﻧﻬﻰ ﻭﺯﺟﺮ، ﻭﺃﻥ ﻻ
                  ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺷﺮﻉ .
                  ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ
                  ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﺎ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺇﻻ
                  ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﻨﻔﺎﺀ
                  ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﺆﺗﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺫﻟﻚ
                  ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ( ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻗﻮﻟﻪ
                  ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻛﺘﺐ
                  ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ
                  ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮﻥ ( ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺤﺞ
                  ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺞ
                  ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼً ﻭﻣﻦ
                  ﻛﻔﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .(
                  ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﺑﻀﻊ
                  ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﺷﻌﺒﺔ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ّ
                  ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺩﻧﺎﻫﺎ ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ،
                  ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺃﺭﻛﺎﻧﻪ :
                  ﺳﺘﺔ، ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﻛﺘﺒﻪ،
                  ﻭﺭﺳﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺧﺮ ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ
                  ﻭﺷﺮﻩ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ .
                  ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﺮ ﺃﻥ
                  ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻭﺟﻮﻫﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ
                  ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ
                  ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
                  ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ( ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                  ) ﺇﻧﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻘﻨﺎﻩ ﺑﻘﺪﺭ (،
                  ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ، ﺭﻛﻦ ﻭﺍﺣﺪ،
                  ﻭﻫﻮ : ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ
                  ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺍﻙ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
                  ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
                  ﻫﻢ ﻣﺤﺴﻨﻮﻥ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﻦ
                  ﻳﺴﻠﻢ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺴﻦ ﻓﻘﺪ
                  ﺍﺳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺓ ﺍﻟﻮﺛﻘﻰ (
                  ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻙ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻮﻡ،
                  ﻭﺗﻘﻠﺒﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺟﺪﻳﻦ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                  ) ﻭﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻭﻣﺎ ﺗﺘﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ
                  ﻗﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺇﻻ ﻛﻨﺎ
                  ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺷﻬﻮﺩﺍً ﺇﺫ ﺗﻔﻴﻀﻮﻥ ﻓﻴﻪ . (
                  ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ : ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺒﺮﻳﻞ
                  ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ
                  ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ " : ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺟﻠﻮﺱ
                  ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                  ﺇﺫ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺟﻞ، ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ،
                  ﺷﺪﻳﺪ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻻ ﻳﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺛﺮ
                  ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻨﺎ ﺃﺣﺪ، ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ
                  ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺳﻨﺪ
                  ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ، ﻭﻭﺿﻊ ﻛﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ
                  ﻓﺨﺬﻳﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ
                  ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ّ
                  ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺗﻘﻴﻢ
                  ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺗﺆﺗﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺗﺼﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ،
                  ﻭﺗﺤﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ
                  ﺳﺒﻴﻼً ؛ ﻗﺎﻝ ﺻﺪﻗﺖ " ﻓﻌﺠﺒﻨﺎ ﻟﻪ :
                  ﻳﺴﺄﻟﻪ، ﻭﻳﺼﺪﻗﻪ.
                  ﻗﺎﻝ " : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ
                  ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ،
                  ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺧﺮ ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺷﺮﻩ ؛
                  ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ ؛ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ
                  ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ
                  ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺍﻙ ؛
                  ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ
                  ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻬﺎ
                  ﺑﺄﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ؛ ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ
                  ﺃﻣﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﺗﻠﺪ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺑﻬﺎ، ﻭﺃﻥ
                  ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ، ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ، ﺍﻟﻌﺎﻟﺔ، ﺭﻋﺎﺀ
                  ﺍﻟﺸﺎﺀ،
                  ﻳﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ " ﻓﻤﻀﻰ ﻓﻠﺒﺜﻨﺎ
                  ﻣﻠﻴﺎً، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                  " ﻳﺎ ﻋﻤﺮ : ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ؟ ﻗﻠﻨﺎ
                  ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺟﺒﺮﻳﻞ
                  ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻳﻌﻠﻤﻜﻢ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻜﻢ . "
                  ﺍﻟﺸﺮﺡ :
                  ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
                  ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ
                  ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
                  ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
                  ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ
                  ﻷﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻋﻨﻪ
                  ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺛﻢ
                  ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ
                  ﺍﻟﻠﻪ .
                  ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻐﺔ : ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ
                  ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ . ﺍﺻﻄﻼﺣﺎً : ﻣﺎ
                  ﺷﺮﻋﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ
                  ﻭﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺭﺳﻮﻟﻪ .
                  " ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ " ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻫﺬﺍ
                  ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
                  ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ .
                  " ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ " ﺍﻟﺒﺎﺀ ﻟﻠﻤﺼﺎﺣﺒﺔ : ﺃﻱ ﺃﻥ
                  ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﻣﺮّ
                  ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻫﻞ
                  ﻳﺠﺐ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﺛﻢ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ
                  ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
                  ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ
                  ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺃﻫﻠﻪ . ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻗﻮﻟﻪ
                  ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﻪ ﺃﻱ ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ .
                  " ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ " ﺑﺈﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻷﻟﻮﻫﻴﺔ
                  ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻳﻜﻮﻥ
                  ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺬﻝ ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ
                  ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻣﻦ
                  ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ.
                  " ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ " ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻫﻲ
                  ﺍﻟﻤﻼﻳﻨﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻧﻘﺎﺩ ﺇﺫﺍ ﻻﻥ .
                  " ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ " ﺍﺳﻢ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ
                  ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
                  ﻫﻨﺎ ، ﻭﻓﻴﻪ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ
                  ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ
                  ﺃﻱ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻷﻧﻨﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ
                  ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ
                  ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .
                  ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﻫﻮ
                  ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ؟. ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ
                  ﺫﻛﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺳﻮﻑ
                  ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﺍﻓﺘﺮﻗﺎ .
                  " ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺃﻫﻠﻪ " ﻣﻦ ﺑﺎﺏ
                  ﻋﻄﻒ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺇﻻّ ﻓﺈﻥ
                  ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ
                  ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻷﻥ ﻣﻌﻨﻰ
                  ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ
                  ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،
                  ﻟﻜﻦ ﺃﻓﺮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ . ﺃﻣﺎ
                  ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ : ﻓﺒﺮﺉ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺗﺨﻠﺺ
                  ﻭﺗﺮﻙ . ﻭﻣﻨﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﺑﺮﺋﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ
                  ﺇﺫﺍ ﺗﺨﻠﺼﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺍﺳﺘﺒﺮﺃﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
                  ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺭﺣﻤﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﻳﻘﺎﻝ
                  ﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺳﻘﻂ ﻭﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ .
                  ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ : ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ
                  ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ
                  ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻭﻋﻤﻼً ﻭﺳﻜﻨﺎً ﻭﻗﺴّﻢ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ
                  ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ :
                  1- ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ
                  ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻓﺮﺽ ﻻﺯﻡ .
                  ﻛﺎﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻣﻦ
                  ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻭﻣﻦ
                  ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ... ﺍﻟﺦ .
                  2- ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ
                  ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﻘﻮﻝ " ﻭﺃﻫﻠﻪ " ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ
                  ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ، ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﻩ
                  ﻭﺗﺒﻐﺾ ﻭﺗﻌﺎﺩ ﻭﺗﻜﻔﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ
                  ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺎﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭﺗﺒﺮﺃ
                  ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﺗﺒﻐﻀﻬﻢ ﻭﺗﻌﺎﺩﻳﻬﻢ
                  ﻭﺗﺨﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ .
                  ﺃﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻘﺴﻤﻴﻦ
                  ﻓﻜﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
                  1- ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺒﻐﺾ
                  ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﻘﻠﺒﻚ ﻭﺗﻜﺮﻫﻬﻢ
                  ﻭﺗﺘﻤﻨﻰ ﺯﻭﺍﻟﻬﻢ ﻛﺒﻐﺾ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
                  ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﻭﺱ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ
                  ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻴﻴﻦ
                  ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ . ﻭﺣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻓﺮﺽ
                  ﻻﺯﻡ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
                  ﻷﻧﻪ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
                  ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷﺷﺠﻌﻲ ] : ﻣﻦ ﻗﺎﻝ
                  ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
                  ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺮﻡ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺩﻣﻪ ، ﻭﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ
                  ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ [ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻵﻳﺎﺕ
                  ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ
                  ﻗﻮﻣﻪ .
                  2- ﺑﺮﺍﺀ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻟﻠﺸﺮﻙ
                  ﻭﺃﻫﻠﻪ ﺑﺄﻥ ﺗﺒﻐﺾ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺩﻳﻨﻬﻢ ﺑﺎﻃﻞ
                  ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭ .ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻗﻞ
                  ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﻻ ﺃﻋﺒﺪ ﻣﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ {
                  ﻗﻞ : ﺃﻱ ﺑﻠﺴﺎﻧﻚ } ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                  ﻷﺑﻴﻪ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﺇﻧﻨﻲ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ {
                  ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ.
                  ﻟﻜﻦ ﺃﻗﻞ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺃﻻﺯﻡ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ
                  ﺑﺎﻟﺠﻨﺲ ﻭﺍﻟﻨﻮﻉ ﺑﺄﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ
                  ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻫﻢ ﻭﻻ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻟﻬﻢ
                  ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺃﻭ
                  ﺿﻼﻝ ... ﺍﻟﺦ .
                  3- ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎﺩ
                  ﻭﺑﻤﺠﺎﻫﺪﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻭﺗﻜﺴﻴﺮ
                  ﻣﻌﺒﻮﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ
                  ﺍﻟﻀﺮﺍﺭﻳﺔ ﻭﻗﺘﻠﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
                  ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺟﺎﻫﺪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
                  ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺍﻏﻠﻆ ﻋﻠﻴﻬﻢ . { ﻭﻗﻮﻟﻪ
                  ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ] : ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻜﻢ
                  ﻣﻨﻜﺮﺍً ﻓﻠﻴﻐﻴﺮﻩ ﺑﻴﺪﻩ [ .. ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
                  ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻳﺠﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﻳﺴﻘﻂ
                  ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺠﺰ .
                  " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺎﻛﻨﺔ
                  ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ؟ ﻫﻲ ﺃﻗﺴﺎﻡ :
                  ﻣﺴﺎﻛﻨﺘﻬﻢ ﻣﺤﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﺪﻳﻨﻬﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻔﺮ
                  ﻭﻫﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻭﻣﻨﺎﻗﺾ ﻟﻠﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ
                  ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ
                  ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ
                  ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ
                  ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﺮﺍﺀﻯ ﻧﺎﺭﺍﻫﻤﺎ
                  ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺭﻭﺍﻩ ﻫﺸﻴﻢ ﻭﻣﻌﻤﺮ
                  ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﺍ
                  ﺟﺮﻳﺮﺍ ، ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺃﻭﻝ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ
                  ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺼﻢ
                  ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﺩ .
                  ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺎﻛﻨﺔ ﻧﺼﺮﺓ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﺓ
                  ﻭﻣﺴﺎﻛﻨﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ
                  ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻣﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻮﻟﻲ
                  ﻓﺤﻜﻤﻬﺎ ﺣﻜﻤﻪ . ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ
                  ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
                  ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﻭﻣﻦ
                  ﻳﺘﻮﻟﻬﻢ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﻬﻢ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
                  ) ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗﺘﻮﻟﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎ
                  ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ (
                  ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻟﻮ ﺳﺎﻛﻨﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻐﻀﻬﻢ
                  ﻭﻳﺒﻐﺾ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﻻﻫﻢ ﻟﻜﻦ ﺟﻠﺲ
                  ﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺮﺡ ﺑﺎﻟﺘﺒﺮﺅ ﻣﻨﻬﻢ
                  ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺠﻬﺮ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ.
                  ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻛﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ
                  ﻷﻧﻪ ﻣﺠﺒﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﺍ ﺑﻠﺪﻩ ﻭﻫﻮ
                  ﺑﻠﺪ ﻛﻔﺮ ﻟﻜﻦ ﺃﺳﻠﻢ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ
                  ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ
                  ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺤﺮﻡ ﻣﺴﺎﻛﻨﺘﻬﻢ ﻭﻳﺠﺐ
                  ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ
                  ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻭﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ
                  ﻣﺨﺎﻟﻄﺘﻬﻢ ﻭﻳﺼﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ .
                  ﻗﻮﻟﻪ " : ﻭﻫﻮ ﺃﻱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺗﺐ "
                  ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻋﻠﻰ
                  ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻭﻻ
                  ﻗﺴﺎﺋﻢ ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻗﺴﻢ
                  ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﻗﺴﻴﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﺗﺐ
                  ﻭﺩﻭﺍﺋﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ .

                  تعليق


                  • #24
                    رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                    ﻓﺼﻞ
                    ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﻛﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﻛﺎﻥ،
                    ﻓﺄﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ
                    ﺍﻟﺴﻨﺔ : ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
                    ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                    ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " : ﺑﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ
                    ﺧﻤﺲ، ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ّ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ
                    ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ،
                    ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺣﺞ
                    ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ
                    ﺳﺒﻴﻼً، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﻦ
                    ﻳﺒﺘﻎ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎً ﻓﻠﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ
                    ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ (
                    ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ) : ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ
                    ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃﻭﻟﻮﺍ
                    ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ﻮﻫّ
                    ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ( ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ : ﻻ ﻣﻌﺒﻮﺩ
                    ﺑﺤﻖ ﺇﻻ ّ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻭﺣﺪ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ :
                    ﻻ ﺇﻟَﻪ ﻧﺎﻓﻴﺎً ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ،
                    ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﺒﺘﺎً ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻻ
                    ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ
                    ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ .
                    ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺿﺤﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                    ) ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻷﺑﻴﻪ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﺇﻧﻨﻲ
                    ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ، ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻄﺮﻧﻲ (
                    ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
                    ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﺃﻥ
                    ﻻ ﻧﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻧﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً . (
                    ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ : ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ،
                    ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ
                    ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺘﻢ ﺣﺮﻳﺺ
                    ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺅﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ (
                    ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :
                    ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ، ﻭﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ،
                    ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﺎ ﻋﻨﻪ ﻧﻬﻰ ﻭﺯﺟﺮ، ﻭﺃﻥ ﻻ
                    ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺷﺮﻉ .
                    ﺍﻟﺸﺮﺡ :
                    ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﻛﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﻛﺎﻥ
                    ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻛﺜﺮ
                    ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺳﺘﺔ ﻭﺃﻗﻠﻬﺎ ﺭﻛﻨﺎﻥ .
                    ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .... ﺍﻹﺳﻼﻡ :
                    ﻟﻐﺔ : ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻳﻘﺎﻝ
                    ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﻓﻼﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﺎﺩ ﻭﺧﻀﻊ ،
                    ﻭﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺩﻧﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﺗﺴﺎﻟﻢ ﺑﻨﻲ
                    ﻓﻼﻥ ﺃﻱ ﺗﻬﺎﺩﻧﻮﺍ . ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ : ﻟﻪ
                    ﻣﻌﻨﻴﺎﻥ ، ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
                    ﺍﻟﻌﺎﻡ .
                    ﻓﺈﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻨﺎ
                    ﻳﻌﺮّﻑ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻫﻮ
                    ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ
                    ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻛﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ .. ﺍﻟﺦ .
                    ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺈﻥ
                    ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻭﻳﻜﻮﻥ :
                    ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ
                    ﻋﻤﻼ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍً ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ
                    ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﻓﺘﺮﻗﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ .
                    ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺨﺎﺹ
                    ﻓﻼ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻷﻧﻪ
                    ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺳﻮﻑ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﺎ
                    ﻫﻨﺎ .
                    ﻗﻮﻟﻪ " : ﻛﻞ ﻣﺮﺗﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻭﺃﺭﻛﺎﻥ
                    ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺧﻤﺴﺔ " ﺍﻟﺮﻛﻦ ﻟﻐﺔ : ﻫﻮ
                    ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻷﻗﻮﻯ . ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ : ﻣﺎ
                    ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺧﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻣﺎ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ
                    ﺻﺤﺘﻪ ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺘﻮﻗﻒ
                    ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ، ﻭﻫﻲ :
                    1 ـ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ّ
                    ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ 2 ـ ﺇﻗﺎﻡ
                    ﺍﻟﺼﻼﺓ 3 ـ ﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ 4 ـ ﺻﻮﻡ
                    ﺭﻣﻀﺎﻥ 5 ـ ﺣﺞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ .
                    ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ : ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ
                    ﺍﻟﺴﻨﺔ : ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
                    ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                    ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " : ﺑﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ
                    ﺧﻤﺲ، ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ّ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ
                    ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ،
                    ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺣﺞ
                    ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ
                    ﺳﺒﻴﻼً، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﻦ
                    ﻳﺒﺘﻎ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎً ﻓﻠﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ
                    ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ . (
                    ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﺩﻟﺔ ﻛﻞ ﺭﻛﻦ :
                    1 ـ ﺃ ـ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ :
                    ) ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ
                    ﻭﺃﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻻ ﺇﻟَﻪ
                    ﺇﻻ ﻮﻫّ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ( ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ : ﻻ
                    ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺑﺤﻖ ﺇﻻ ّ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻭﺣﺪ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻣﻦ
                    ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ : ﻻ ﺇﻟَﻪ ﻧﺎﻓﻴﺎً ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ
                    ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﺒﺘﺎً ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ
                    ﻭﺣﺪﻩ، ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ
                    ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ .
                    ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺿﺤﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                    ) ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻷﺑﻴﻪ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﺇﻧﻨﻲ
                    ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ، ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻄﺮﻧﻲ (
                    ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
                    ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﺃﻥ
                    ﻻ ﻧﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻧﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً . (
                    1 ـ ﺏ ـ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ : ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً
                    ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀﻛﻢ
                    ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ
                    ﻋﻨﺘﻢ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺅﻭﻑ
                    ﺭﺣﻴﻢ ( ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً
                    ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ،
                    ﻭﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ، ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﺎ ﻋﻨﻪ
                    ﻧﻬﻰ ﻭﺯﺟﺮ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ
                    ﺷﺮﻉ.
                    ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ
                    ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃﻭﻟﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ { ..
                    ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻻ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺑﺤﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺬﺍ
                    ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻ
                    ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ .
                    ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ
                    ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﺭﻳﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ
                    ﻳﻔﺴﺮﻭﻧﻬﺎ
                    ﺑـ " ﻻ ﺭﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﺃﻱ ﻻ ﺧﺎﻟﻖ ﻭﻻ
                    ﻣﺘﺼﺮﻑ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﺧﻄﻴﺮ
                    ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻔﺴﺮﻭﻥ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ
                    ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻘﺮﻭﻥ
                    ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻌﻠﻰ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
                    ﺃﺗﻮﺍ ﺑـ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺮﺩﻩ
                    ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ .
                    ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺇﻻ
                    ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻤﻦ ﺃﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻮﺣﺪ
                    ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺈﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ
                    ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻷﻧﻪ ﻳﺜﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ . ﺃﻣﺎ
                    ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻬﻮ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ
                    ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ
                    ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﻪ .
                    " ﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ " ﺃﻱ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ :
                    ﺭﻛﻨﺎﻥ : ﺃ- ﻧﻔﻲ . ﺏ- ﺇﺛﺒﺎﺕ .
                    ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " : ﻻ ﺇﻟﻪ " ﻧﺎﻓﻴﺎً
                    ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
                    ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ﻣﺜﺒﺘﺎً
                    ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
                    ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                    } ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻷﺑﻴﻪ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﺇﻧﻪ ﺑﺮﺍﺀ
                    ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ . { ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻨﻔﻲ .
                    "ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻄﺮﻧﻲ" ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ
                    ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ
                    ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻴﻨﻨﺎ
                    ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﺃﻻ ﻧﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ . { ﻓﻤﻮﺿﻊ
                    ﺍﻟﻨﻔﻲ "ﺃﻻ ﻧﻌﺒﺪ" ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ " ﺇﻻ
                    ﺍﻟﻠﻪ "
                    " ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ]6[ "
                    ﺩﻟﻴﻠﻬﺎ } : ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ
                    ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ { .. ﺃﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ :
                    " ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﻭﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ
                    ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﻭﺯﺟﺮ ﻭﺃﻻ ﻳﻌﺒﺪ
                    ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺷﺮﻉ " ﺇ.ﻫـ .
                    ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ " ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ " ﻭﻣﻌﻨﻰ
                    ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ .
                    " ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ " ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻴﻦ ﺃﻱ
                    ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ :
                    1 - ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﻭﻫﺬﺍ
                    ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ .
                    2 - ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ
                    ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺐ .
                    " ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ " ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﻭﻧﺴﺒﺘﻪ
                    ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ
                    ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ .
                    " ﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﻭﺯﺟﺮ " ﻟﻌﻠﻪ
                    ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﻭﻋﻴﺪ ﻭ
                    ﺯﻭﺍﺟﺮ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻳﻘﺘﻀﻲ
                    ﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺓ . ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻹﺗﺒﺎﻉ ﻓﻼ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
                    ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                    ﻭﺳﻠﻢ .

                    تعليق


                    • #25
                      رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                      .
                      2 ـ " ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ "
                      ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﻣﺎ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺇﻻ
                      ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﻨﻔﺎﺀ
                      ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ . {
                      ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻭﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                      ﻳﻜﻔﺮ ﺳﻮﺍﺀﺍ ﺟﺤﻮﺩﺍ ﺃﻭ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﺎ ﺃﻭ ﻛﺴﻼً
                      ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ } ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                      ﻭﺁﺗﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺈﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ . {
                      ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                      ﻓﻠﻴﺴﻮﺍ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺑﻞ ﻫﻢ ﻛﻔﺎﺭ . ﻭﺣﺪﻳﺚ
                      ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ] ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺑﻴﻦ
                      ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ [ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ
                      ] ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ [ ﻟﻔﻆ ﻋﺎﻡ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻙ
                      ﺟﺤﻮﺩﺍً ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻙ ﻛﺴﻼً ﺃﻭ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﺎ ،
                      ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ، ﻭﻻ
                      ﻳُﻠﺘﻔﺖ ﻟﺨﻼﻑ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﺢ
                      ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ، ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺷﻘﻴﻖ ﺑﻦ
                      ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ﻭﻗﺎﻝ
                      ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺭﺃﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ
                      ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ
                      ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻤﺪﺍ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺬﺭ
                      ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻫﺐ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎﻓﺮ ﺍﻫـ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ 4 /
                      225 .
                      ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
                      ﺣﺰﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻞ 3 /128
                      ﻓﺮﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
                      ﻋﻨﻪ ﻭﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
                      ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ
                      ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ
                      ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﺑﻦ ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ
                      ﻭﻋﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ
                      ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻥ
                      ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺻﻼﺓ ﻓﺮﺽ ﻋﺎﻣﺪﺍ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﺣﺘﻰ
                      ﻳﺨﺮﺝ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮ ﻣﺮﺗﺪ ﺍﻫـ
                      ﻭﻧﻘﻞ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺇﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                      ﺗﻜﺎﺳﻼً ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ ﻧﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ
                      ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﻭﺯﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺗﻌﻈﻴﻢ
                      ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .
                      ﻭﻳﻜﻔﺮ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺻﻼﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ
                      ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﻟﻔﻌﻠﻴﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻓﺈﻧﻪ
                      ﻳﻜﻔﺮ ، ﻭﺇﻥ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺧﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﺼﻠﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ
                      ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺎﻓﺮ
                      ﻛﻔﺮ ﻧﻔﺎﻕ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ .
                      3 ـ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ :
                      } ﻭﻳﺆﺗﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ . {
                      ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺟﺤﻮﺩﺍً ﻛﻔﺮ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎً ، ﻭﻛﺬﺍ
                      ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﺎ ﻭﻫﻮ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ
                      ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﺻﺢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
                      ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ 3 /128
                      ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ .
                      ﻭﺇﻥ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻛﺴﻼً ﻭﺑﺨﻼً ﻓﻴﻜﻔﺮ ﻛﻔﺮ
                      ﻧﻔﺎﻕ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﻫﺪ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺌﻦ ﺁﺗﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻟﻨﺼﺪﻗﻦ
                      ﻭﻟﻨﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﻠﻤﺎ ﺁﺗﺎﻫﻢ
                      ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﺑﺨﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺗﻮﻟﻮﺍ ﻭﻫﻢ
                      ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ ﻓﺄﻋﻘﺒﻬﻢ ﻧﻔﺎﻗﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ
                      ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﻳﻠﻘﻮﻧﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﺧﻠﻔﻮﺍ ﻟﻠﻪ ﻣﺎ
                      ﻭﻋﺪﻭﻩ ﻭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺬﺑﻮﻥ ( ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
                      ﻛﺜﻴﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻣﻦ
                      ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻬﺪﻩ ﻭﻣﻴﺜﺎﻗﻪ ﻟﺌﻦ ﺃﻏﻨﺎﻩ
                      ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻟﻴﺼﺪﻗﻦ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﻟﻴﻜﻮﻧﻦ
                      ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﻤﺎ ﻭﻓﻲ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﻻ
                      ﺻﺪﻕ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺩﻋﻰ ﻓﺄﻋﻘﺒﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻴﻊ
                      ﻧﻔﺎﻗﺎ ﺳﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﻳﻠﻘﻮﺍ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻴﺎﺫﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ
                      ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻫـ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                      ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﻘﻴﻞ ﻣﻨﻊ ﺑﻦ
                      ﺟﻤﻴﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                      ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻢ ﺑﻦ ﺟﻤﻴﻞ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ
                      ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻓﺄﻏﻨﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
                      ﻭﻣﺴﻠﻢ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ
                      ﻳﺮﺍﺅﻭﻥ ﻭﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﻋﻮﻥ . (
                      ﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﻣﻦ
                      ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻨﺰ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺯﻛﺎﺗﻪ ﺇﻻ ﺃﺣﻤﻲ
                      ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺻﻔﺎﺋﺢ
                      ﻓﻴﻜﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﺟﻨﺒﺎﻩ ﻭﺟﺒﻴﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ
                      ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺛﻢ ﻳﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺇﻣﺎ
                      ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻣﻦ
                      ﺻﺎﺣﺐ ﺇﺑﻞ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺯﻛﺎﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻄﺢ ﻟﻬﺎ
                      ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ ﻛﺄﻭﻓﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻦ ﻋﻠﻴﻪ
                      ﻛﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﺮﺍﻫﺎ ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ
                      ﺃﻭﻻﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ
                      ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺛﻢ
                      ﻳﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ
                      ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻏﻨﻢ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺯﻛﺎﺗﻬﺎ ﺇﻻ
                      ﺑﻄﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ ﻛﺄﻭﻓﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ
                      ﻓﺘﻄﺆﻩ ﺑﺄﻇﻼﻓﻬﺎ ﻭﺗﻨﻄﺤﻪ ﺑﻘﺮﻭﻧﻬﺎ ﻟﻴﺲ
                      ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﺼﺎﺀ ﻭﻻ ﺟﻠﺤﺎﺀ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ
                      ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﺮﺍﻫﺎ ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﺣﺘﻰ
                      ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ
                      ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺪﻭﻥ
                      ﺛﻢ ﻳﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ
                      ﺍﻟﻨﺎﺭ .
                      ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻴﻞ ﻓﻼ ﺃﺩﺭﻯ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺃﻡ ﻻ
                      ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﺎﻟﺨﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴﻞ
                      ﻓﻲ ﻧﻮﺍﺻﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻣﻌﻘﻮﺩ ﻓﻲ
                      ﻧﻮﺍﺻﻴﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻴﻞ ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻟﻰ
                      ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﺮﺟﻞ
                      ﺃﺟﺮ ﻭﻟﺮﺟﻞ ﺳﺘﺮ ﻭﻟﺮﺟﻞ ﻭﺯﺭ ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺘﻲ
                      ﻫﻲ ﻟﻪ ﺃﺟﺮ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﺪﻫﺎ ﻟﻪ ﻓﻼ ﺗﻐﻴﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ
                      ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ ﺇﻻ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﺟﺮﺍ ﻭﻟﻮ ﺭﻋﺎﻫﺎ
                      ﻓﻲ ﻣﺮﺝ ﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻛﺘﺐ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﺃﺟﺮﺍ ﻭﻟﻮ ﺳﻘﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﻛﺎﻥ
                      ﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﻗﻄﺮﺓ ﺗﻐﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ ﺃﺟﺮ
                      ﺣﺘﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺟﺮ ﻓﻲ ﺃﺑﻮﺍﻟﻬﺎ ﻭﺃﺭﻭﺍﺛﻬﺎ ﻭﻟﻮ
                      ﺍﺳﺘﻨﺖ ﺷﺮﻓﺎ ﺃﻭ ﺷﺮﻓﻴﻦ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺑﻜﻞ
                      ﺧﻄﻮﺓ ﺗﺨﻄﻮﻫﺎ ﺃﺟﺮ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻲ ﻟﻪ
                      ﺳﺘﺮ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺗﻜﺮﻣﺎ ﻭﺗﺠﻤﻼ ﻭﻻ
                      ﻳﻨﺴﻰ ﺣﻖ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻭﺑﻄﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ
                      ﻋﺴﺮﻫﺎ ﻭﻳﺴﺮﻫﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﺭ
                      ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺃﺷﺮﺍ ﻭﺑﻄﺮﺍ ﻭﺑﺬﺧﺎ ﻭﺭﻳﺎﺀ
                      ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺬﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﺭ ﻗﺎﻟﻮﺍ
                      ﻓﺎﻟﺤﻤﺮ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ
                      ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
                      ﺍﻟﻔﺎﺫﺓ ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﺧﻴﺮﺍ
                      ﻳﺮﻩ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﺷﺮﺍ ﻳﺮﻩ
                      ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ، ﻓﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﺎﻧﻊ
                      ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﺑﺪﻟﻴﻞ : ﺃ ـ ﺍﻧﻪ ﺫﻛﺮ
                      ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻛﺎﺓ
                      ﺳﺎﺋﻤﺔ ﻛﺎﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
                      ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
                      ﺏ ـ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺯﻛﺎﺗﻪ ﻳﻘﺼﺪ
                      ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ
                      ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻫﻲ : ﻋﻦ ﺃﺑﻲ
                      ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                      ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺆﺩ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺣﻖ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﻠﻪ ﻭﺳﺎﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
                      ﺑﻨﺤﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ، ﻭﻳﻔﺴﺮﻫﺎ
                      ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ
                      ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                      ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺇﺑﻞ ﻻ
                      ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﺇﻻ ﺟﺎﺀﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
                      ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻂ ﻭﻗﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ
                      ﺗﺴﺘﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﺍﺋﻤﻬﺎ ﻭﺃﺧﻔﺎﻓﻬﺎ ﻭﻻ
                      ﺻﺎﺣﺐ ﺑﻘﺮ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﺇﻻ
                      ﺟﺎﺀﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻗﻌﺪ
                      ﻟﻬﺎ ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ ﺗﻨﻄﺤﻪ ﺑﻘﺮﻭﻧﻬﺎ ﻭﺗﻄﺆﻩ
                      ﺑﻘﻮﺍﺋﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﻏﻨﻢ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ
                      ﺣﻘﻬﺎ ﺇﻻ ﺟﺎﺀﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ
                      ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻗﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ ﺗﻨﻄﺤﻪ
                      ﺑﻘﺮﻭﻧﻬﺎ ﻭﺗﻄﺆﻩ ﺑﺄﻇﻼﻓﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ
                      ﺟﻤﺎﺀ ﻭﻻ ﻣﻨﻜﺴﺮ ﻗﺮﻧﻬﺎ ﻭﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻨﺰ
                      ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺣﻘﻪ ﺇﻻ ﺟﺎﺀ ﻛﻨﺰﻩ ﻳﻮﻡ
                      ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺷﺠﺎﻋﺎ ﺃﻗﺮﻉ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻓﺎﺗﺤﺎ ﻓﺎﻩ
                      ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﺎﻩ ﻓﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻨﺎﺩﻳﻪ ﺧﺬ ﻛﻨﺰﻙ ﺍﻟﺬﻱ
                      ﺧﺒﺄﺗﻪ ﻓﺄﻧﺎ ﻋﻨﻪ ﻏﻨﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻻ ﺑﺪ
                      ﻣﻨﻪ ﺳﻠﻚ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﻓﻴﻪ ﻓﻴﻘﻀﻤﻬﺎ ﻗﻀﻢ
                      ﺍﻟﻔﺤﻞ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ
                      ﻋﻤﻴﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻨﺎ ﺟﺎﺑﺮ
                      ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻝ
                      ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺳﻤﻌﺖ
                      ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻳﺎ
                      ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺣﻖ ﺍﻹﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﺣﻠﺒﻬﺎ
                      ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺇﻋﺎﺭﺓ ﺩﻟﻮﻫﺎ ﻭﺇﻋﺎﺭﺓ ﻓﺤﻠﻬﺎ
                      ﻭﻣﻨﻴﺤﺘﻬﺎ ﻭﺣﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ
                      ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
                      ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ
                      ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                      ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺇﺑﻞ ﻭﻻ ﺑﻘﺮ ﻭﻻ ﻏﻨﻢ
                      ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺣﻘﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻗﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
                      ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ ﺗﻄﺆﻩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻈﻠﻒ ﺑﻈﻠﻔﻬﺎ
                      ﻭﺗﻨﻄﺤﻪ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺑﻘﺮﻧﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ
                      ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺟﻤﺎﺀ ﻭﻻ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ
                      ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﻃﺮﺍﻕ
                      ﻓﺤﻠﻬﺎ ﻭﺇﻋﺎﺭﺓ ﺩﻟﻮﻫﺎ ﻭﻣﻨﻴﺤﺘﻬﺎ ﻭﺣﻠﺒﻬﺎ
                      ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺣﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ
                      ﻭﻻ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺎﻝ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺯﻛﺎﺗﻪ ﺇﻻ
                      ﺗﺤﻮﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺷﺠﺎﻋﺎ ﺃﻗﺮﻉ ﻳﺘﺒﻊ
                      ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﺮ ﻣﻨﻪ
                      ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺗﺒﺨﻞ ﺑﻪ
                      ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ
                      ﻓﻴﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻘﻀﻤﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻀﻢ ﺍﻟﻔﺤﻞ
                      ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
                      ﻭﻛﺬﺍ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺎﺏ ﻓﻲ
                      ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ
                      ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
                      ﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻨﺰ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺣﻘﻪ ﺇﻻ
                      ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺤﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ
                      ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﺘﻜﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻭﺟﻨﺒﻪ
                      ﻭﻇﻬﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻴﻦ
                      ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ
                      ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺪﻭﻥ ﺛﻢ ﻳﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺇﻣﺎ
                      ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻣﻦ
                      ﺻﺎﺣﺐ ﻏﻨﻢ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺣﻘﻬﺎ ﺇﻻ ﺟﺎﺀﺕ
                      ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻭﻓﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﺒﻄﺢ ﻟﻬﺎ
                      ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ ﻓﺘﻨﻄﺤﻪ ﺑﻘﺮﻭﻧﻬﺎ ﻭﺗﻄﺆﻩ
                      ﺑﺄﻇﻼﻓﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﺼﺎﺀ ﻭﻻ ﺟﻠﺤﺎﺀ
                      ﻛﻠﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺃﺧﺮﺍﻫﺎ ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻻﻫﺎ
                      ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ
                      ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻣﻤﺎ
                      ﺗﻌﺪﻭﻥ ﺛﻢ ﻳﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ
                      ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺇﺑﻞ ﻻ
                      ﻳﺆﺩﻱ ﺣﻘﻬﺎ ﺇﻻ ﺟﺎﺀﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻭﻓﺮ
                      ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﺒﻄﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ ﻓﺘﻄﺆﻩ
                      ﺑﺄﺧﻔﺎﻓﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﺮﺍﻫﺎ ﺭﺩﺕ
                      ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻴﻦ
                      ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ
                      ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺪﻭﻥ ﺛﻢ ﻳﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺇﻣﺎ
                      ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
                      ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﺓ
                      ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺝ : ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ
                      ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻣﺮّ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ
                      ﺻﻌﺼﻌﺔ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺎﻣﺮﻱ
                      ﻣﺎﻻ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺩﻭﻩ ﺇﻟﻲّ ﻓﺮﺩﻭﻩ
                      ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺒﺌﺖ ﺃﻧﻚ ﺫﻭ ﻣﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ
                      ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ ﺇﻱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻟﻲ ﻟﻤﺌﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ
                      ﺃﻭ ﻣﺌﺔ ﺃﺩﻣﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻋﺪ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻹﺑﻞ
                      ﻭﺃﻓﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻭﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ
                      ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺇﻳﺎﻙ ﻭﺃﺧﻔﺎﻑ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻇﻼﻑ
                      ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻳﺮﺩﺩ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺟﻌﻞ ﻟﻮﻥ
                      ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
                      ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺇﺑﻞ
                      ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺠﺪﺗﻬﺎ ﻭﺭﺳﻠﻬﺎ ﻗﻠﻨﺎ
                      ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻧﺠﺪﺗﻬﺎ ﻭﺭﺳﻠﻬﺎ ﻗﺎﻝ
                      ﻓﻲ ﻋﺴﺮﻫﺎ ﻭﻳﺴﺮﻫﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻳﻮﻡ
                      ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﺄﻏﺬ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺃﻛﺜﺮﻩ ﻭﺃﺳﻤﻨﻪ
                      ﻭﺁﺷﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻄﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ
                      ﻓﺘﻄﺆﻩ ﺑﺄﺧﻔﺎﻓﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﻭﺯﺗﻪ ﺃﺧﺮﺍﻫﺎ
                      ﺃﻋﻴﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ
                      ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻰ
                      ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ
                      ﺑﻘﺮ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺠﺪﺗﻬﺎ ﺃﻭ
                      ﺭﺳﻠﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﺄﻏﺬ ﻣﺎ
                      ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺃﻛﺜﺮﻩ ﻭﺃﺳﻤﻨﻪ ﻭﺁﺷﺮﻩ ﺛﻢ ﻳﺒﻄﺢ
                      ﻟﻬﺎ ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ ﻓﺘﻄﺆﻩ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﻇﻠﻒ
                      ﺑﻈﻠﻔﻬﺎ ﻭﺗﻨﻄﺤﻪ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﻗﺮﻥ ﺑﻘﺮﻧﻬﺎ
                      ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﺼﺎﺀ ﻭﻻ ﻋﻀﺒﺎﺀ ﺇﺫﺍ
                      ﺟﺎﻭﺯﺗﻪ ﺃﺧﺮﺍﻫﺎ ﺃﻋﻴﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﻓﻲ
                      ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ
                      ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ
                      ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻏﻨﻢ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ
                      ﻧﺠﺪﺗﻬﺎ ﻭﺭﺳﻠﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
                      ﻛﺄﻏﺬ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺃﺳﻤﻨﻪ ﻭﺁﺷﺮﻩ ﺣﺘﻰ
                      ﻳﺒﻄﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﻘﺎﻉ ﻗﺮﻗﺮ ﻓﺘﻄﺆﻩ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ
                      ﻇﻠﻒ ﺑﻈﻠﻔﻬﺎ ﻭﺗﻨﻄﺤﻪ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﻗﺮﻥ
                      ﺑﻘﺮﻧﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﺼﺎﺀ ﻭﻻ ﻋﻀﺒﺎﺀ ﺇﺫﺍ
                      ﺟﺎﻭﺯﺗﻪ ﺃﺧﺮﺍﻫﺎ ﺃﻋﻴﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﻓﻲ
                      ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ
                      ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ
                      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ ﻭﻣﺎ ﺣﻖ ﺍﻹﺑﻞ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
                      ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭﺗﻤﻨﺢ
                      ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ ﻭﺗﻔﻘﺮ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺗﺴﻘﻲ ﺍﻹﺑﻞ
                      ﻭﺗﻄﺮﻕ ﺍﻟﻔﺤﻞ (
                      ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻣﻦ
                      ﺣﺪﻳﺚ ﺷﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
                      ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺮﻭﺑﺔ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ
                      ﺑﻪ .
                      ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻬﺬﺍ
                      ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ
                      ﻛﺎﻣﻞ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﻋﻦ ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
                      ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ
                      ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                      ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻨﺰ ﻻ ﻳﺆﺩﻱ
                      ﺣﻘﻪ ﺇﻻ ﺟﻌﻞ ﺻﻔﺎﺋﺢ ﻳﺤﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
                      ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﺘﻜﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻭﺟﻨﺒﻪ
                      ﻭﻇﻬﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ
                      ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ
                      ﻣﻤﺎ ﺗﻌﺪﻭﻥ ﺛﻢ ﻳﺮﻯ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ
                      ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺫﻛﺮ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
                      ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﺍﻹﺑﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻴﻞ
                      ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﺃﺟﺮ ﻭﻟﺮﺟﻞ ﺳﺘﺮ ﻭﻋﻠﻰ
                      ﺭﺟﻞ ﻭﺯﺭ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ .
                      ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ
                      ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺑﺘﻤﺎﻣﻪ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ ﺑﻪ ﺩﻭﻥ
                      ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ
                      ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺍﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻃﺮﻗﻪ
                      ﻭﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ
                      ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﺩﻩ ﻫﻬﻨﺎ
                      ﻗﻮﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ
                      ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ
                      ﺍﻫـ .
                      ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ
                      ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ
                      ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
                      ﻭﻭﺍﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .

                      تعليق


                      • #26
                        رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                        .
                        4 ـ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ } ﻳﺎ
                        ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ { ..
                        . ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ
                        ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ .
                        5 ـ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ :
                        } ﻭﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ
                        ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼً ﻭﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ
                        ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ . {
                        ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ 3 /128
                        ﻭﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﺜﻞ
                        ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺤﺞ ـ ﺃﻱ ﻓﻲ ﻛﻔﺮ ﺗﺎﺭﻙ
                        ﺍﻟﺤﺞ .
                        ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ
                        ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﺍﻻﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ :
                        ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺪَّﺛﻨﺎ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ
                        ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻬﺮﻭﻱّ ﻗﺎﻝ : ﺳﺄﻟﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ
                        ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ . ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
                        ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻗﻮﻝٌ ﻭﻋﻤﻞٌ ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﺃﻭﺟﺒﻮﺍ
                        ﺍﻟﺠﻨَّﺔ ﻟﻤﻦ ﺷﻬﺪ ﺃَﻥَّ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
                        ﻣﺼـﺮَّﺍً ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ
                        ﻭﺳﻤُّﻮﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﺫﻧﺒﺎً ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ
                        ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺴﻮﺍﺀ ﻷَﻥَّ
                        ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺳﺘﺤﻼﻝٍ
                        ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻣﺘﻌﻤِّﺪﺍً ﻣﻦ
                        ﻏﻴﺮ ﺟﻬﻞ ﻭﻻ ﻋﺬﺭ ﻫﻮ ﻛﻔﺮ .ﺍﻫـ ﺍﻟﺴﻨَّﺔ
                        ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ .
                        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﻱّ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ : ، ﺇﻧَّﻤﺎ
                        ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ
                        ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺑُﻨِﻲَ
                        ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺲ : ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ
                        ﺇﻻَّ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥَّ ﻣﺤﻤَّﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻗﺎﻡ
                        ﺍﻟﺼَّﻼﺓ، ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ،
                        ﻭﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ .
                        ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻤﺘﻨﻌﺔ ﺫﺍﺕ ﺷﻮﻛﺔ
                        ﺭﻓﻀﺖ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ، ﺃﻭ ﺗﻠﺘﺰﻡ
                        ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ
                        ﻛﻤﺎ ﺃﻓﺘﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
                        – ﻭﻫﻮ ﻗﺘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ
                        ﺑﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻤﺎﻧﻌﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ .
                        ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ
                        ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ، ﻓﻬﻞ
                        ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ ؟ .
                        ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
                        ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﺣﺪﺛﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ
                        ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺁﻣﺮﻛﻢ
                        ﺑﺨﻤﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺑﻬﻦ ﺍﻟﺴﻤﻊ
                        ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
                        ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻗﻴﺪ ﺷﺒﺮ ﻓﻘﺪ
                        ﺧﻠﻊ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ
                        ﻳﺮﺟﻊ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ
                        ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
                        ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻟﻪ ﺻﺤﺒﺔ ﻭﻟﻪ ﻫﺬﺍ
                        ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺛﻢ
                        ﻗﺎﻝ : ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻠﻔﻆ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ
                        ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻫﻲ
                        ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                        ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻤﻦ ﻟﺰﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ
                        ﻭﺷﺬ ﻋﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺸﺎﻕ
                        ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻣﻔﺎﺭﻕ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺷﺬ ﻋﻨﻬﻢ
                        ﻭﺗﺒﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﻗﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ
                        ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ
                        ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ
                        ﻭﻟﺰﻣﻮﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺇﻥ
                        ﻗﻠّﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻻ ﺃﻭﺑﺎﺵ ﺍﻟﻨﺎﺱ
                        ﻭﺭﻋﺎﻋﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺜﺮﻭﺍ ﺍﻫـ
                        ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                        ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺷﺒﺮﺍ
                        ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻊ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻪ ،
                        ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ.
                        ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺰﻳﺪ ﺭﻛﻦ ﺍﻷﻣﺮ
                        ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ
                        ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺰﻳﺪ ﺭﻛﻦ ﺍﻟﻨﺼﺢ ، ﻷﻥ
                        ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻳﻊ
                        ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .
                        ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻗﺎﺳﻢ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
                        ﺍﻟﻤﺤﺠﺔ 2 / 507 ﻓﺼﻞ ﻭﺍﻷﻣﺮ
                        ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺭﻛﻨﺎﻥ
                        ﻭﺛﻴﻘﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ
                        ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻬﻤﻠﻬﻤﺎ .
                        ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻟﻘﻴﺎﻡ
                        ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﻗﺎﻣﺔ
                        ﻛﻴﺎﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
                        ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ .

                        تعليق


                        • #27
                          رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                          ﻓﺼﻞ
                          ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ،
                          ﻭﻫﻮ ﺑﻀﻊ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﺷﻌﺒﺔ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻗﻮﻝ
                          ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ّ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺩﻧﺎﻫﺎ ﺇﻣﺎﻃﺔ ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ
                          ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ،
                          ﻭﺃﺭﻛﺎﻧﻪ : ﺳﺘﺔ، ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ،
                          ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﻛﺘﺒﻪ، ﻭﺭﺳﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ
                          ﺍﻷﺧﺮ ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺷﺮﻩ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ
                          ﺍﻟﻠﻪ .
                          ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﺮ ﺃﻥ
                          ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻭﺟﻮﻫﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ
                          ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ
                          ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
                          ﻭﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ( ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                          ) ﺇﻧﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻘﻨﺎﻩ ﺑﻘﺪﺭ . (
                          ﺍﻟﺸﺮﺡ :
                          ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ " ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
                          " ﻭﻫﻮ ﻟﻐﺔ : ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ } ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ
                          ﺑﻤﺆﻣﻦ ﻟﻨﺎ . { ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ : ﻓﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﻪ
                          ﻣﻌﻨﻴﺎﻥ : ﻣﻌﻨﻰ ﻋﺎﻡ ﻭﺧﺎﺹ ، ﻓﺈﺫﺍ
                          ﺗﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻔﺴﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ
                          ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ
                          ﻭﻋﻤﻞ )ﺳﻮﺍﺀً ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ (
                          ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﻥ . ﺃﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ
                          ﻭﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﻋﻤﻼً ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍً .
                          ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻔﺴﺮﻭﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ
                          ﺃﻗﻠﻬﺎ ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ـ ﻗﻮﻝ ﻭﻓﻌﻞ ـ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ
                          ﺳﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ـ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﻧﻴﺔ
                          ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺇﺧﻼﺹ .
                          ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻔﺴﺮ
                          ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ : ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ
                          ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ .
                          ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ
                          ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
                          ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ .
                          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺮﻛﻦ
                          ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻭﻫﻲ ﺃﺭﻛﺎﻥ
                          ﺳﺘﺔ .
                          ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﺃﺭﻛﺎﻧﻪ : ﺳﺘﺔ، ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ
                          ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﻛﺘﺒﻪ، ﻭﺭﺳﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ
                          ﺍﻷﺧﺮ ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺷﺮﻩ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ
                          ﺍﻟﻠﻪ .
                          ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ
                          ﺷﻌﺒﺔ " ﺍﻟﺒﻀﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ
                          ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻭﺍﻟﺨﺼﻠﺔ .
                          " ﺃﻋﻼﻫﺎ ً ﺃﻱ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﻤﻌﻨﻰ
                          ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺇﻻّ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
                          ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺳﻼﻡ ﻷﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
                          ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ . ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ، ﺇﻻ ﺇﻥ ﻗﺼﺪ
                          ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻫﻨﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ .
                          ﺃﻣﺎ ﺃﻋﻼﻫﺎ : ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ
                          ﻓﻬﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
                          ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻫﻮ
                          ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ .
                          " ﺃﺩﻧﺎﻫﺎ " ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ " ﺇﻣﺎﻃﺔ
                          ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ " ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺷﻌﺒﺔ
                          ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ " ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ
                          ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻋﻤﻞ ﻗﻠﺐ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ .
                          ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ ﺫﻛﺮ ﺛﻼﺙ ﺟﻬﺎﺕ ﻭﺫﻛﺮ
                          ﻋﻤﻞ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻓﺠﻬﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﻻ ﺇﻟﻪ
                          ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻣﺜّﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﺈﻣﺎﻃﺔ
                          ﺍﻷﺫﻯ ، ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﺜّﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺀ .
                          ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻓﻬﻲ ﺳﺘﺔ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
                          1 ـ " ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ " ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ
                          ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ.
                          2 ـ " ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ " ﻭﻫﻮ
                          ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﻢ ﻭﺑﻤﺎ ﻭﻛﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ
                          ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ .
                          3 ـ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﺑﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ
                          ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻠﻪ .
                          4 ـ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﺳﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﻤﺎ
                          ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺭﺳﻞ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﻢ .
                          " ﻭﺭﺳﻠﻪ " ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻴﺠﺐ
                          ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻫﻨﺎ ﻳﻘﺼﺪ
                          ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ
                          ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ .
                          ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ .. ﻟﻐﺔ : ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ ﺃﻱ
                          ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ . ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ : ﻣﻦ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ
                          ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻡ ﻛﻔﺎﺭ ﻭﺟﺎﺀﻫﻢ ﺑﺸﺮﻉ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻻ
                          ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺳﻮﻻ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ
                          ﻛﺘﺎﺏ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ
                          ﻓﺈﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ
                          ﺃﺑﻴﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .
                          ﻗﻮﻟﻨﺎ : ﺃﺗﻰ ﺑﺸﺮﻉ ﺟﺪﻳﺪ : ﺃﻱ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ
                          ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻋﻨﺪ ﺁﺧﺮﻳﻦ .
                          ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ .. ﻟﻐﺔ : ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﻭﻣﺄﺧﻮﺫ
                          ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ . ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ
                          ﻓﺎﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺆﻣﺮ
                          ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺧﻄﺄ ﻭﻋﻠﻴﻪ
                          ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺑﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻭﺣﻲ
                          ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ
                          ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ
                          ﺭﺳﻮﻝ ﻭﻻ ﻧﺒﻲ { ﺃﻱ ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻣﻦ
                          ﻧﺒﻲ . ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﻓﺒﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ
                          ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ { ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ ﻳﺒﻌﺚ ﻭﺃﻣﺮ
                          ﺑﺎﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ
                          ] ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺧﻤﺴﺎً ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻬﻦ ﻧﺒﻲ ﻗﺒﻠﻲ
                          ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻛﻞ
                          ﻧﺒﻲ ﻳﺒﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﺧﺎﺻﺔ [ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ
                          ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .
                          ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﺎﻟﻔﺮﻕ
                          ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ : ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ .
                          ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﺮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ، ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ
                          ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ . ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ
                          ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﺗﻰ ﺑﺸﺮﻉ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ
                          ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻫﻢ
                          ﺃﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ) ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                          ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻭﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                          ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ( ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺛﻢ
                          ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻤﺴﻜﻮﺕ ﻋﻦ
                          ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ
                          ﺃﻥ ﻳُﻨﺰّﻝ ﺗﻔﻀﻴﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺣﺪﻳﺚ
                          ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
                          ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ
                          ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ .
                          5 ـ " ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ " ﺃﻱ
                          ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺑﺎﻟﺤﺴﺎﺏ
                          ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ .
                          6 ـ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺷﺮﻩ ﺃﻱ ﺃﻥ
                          ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻤﺎ ﻗﻀﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ . ﻭﻛﻴﻔﻴﻪ
                          ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ : ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻢ
                          ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻟﻪ
                          ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻭﺃﻥ
                          ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﺟﺪﻩ .
                          ﻗﻮﻟﻪ " : ﺷﺮﻩ " ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﻴﻪ
                          ﺷﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
                          ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﻀﺎﺋﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻓﻜﻠﻪ ﺧﻴﺮ
                          ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﺮ ﻟﺤﺪﻳﺚ ] ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻟﻴﺲ
                          ﺇﻟﻴﻚ [ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻔﻴﻪ ﺷﺮ
                          ﻓﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺇﺑﻠﻴﺲ ﺷﺮ ]7[ .
                          ﺇﺫﺍ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﻭﺃﻣﺎ
                          ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻬﻮ ﺷﺮ . ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
                          ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ : ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
                          } ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﺮ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻮﺍ { .. ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﺭ :
                          } ﺇﻧﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻘﻨﺎﻩ ﺑﻘﺪﺭ .{

                          تعليق


                          • #28
                            رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                            ﻓﺼﻞ
                            ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :
                            ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ، ﺭﻛﻦ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻫﻮ : ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ
                            ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻧﻪ
                            ﻳﺮﺍﻙ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ
                            ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﺤﺴﻨﻮﻥ (
                            ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﻦ ﻳﺴﻠﻢ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﻟﻰ
                            ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺴﻦ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺴﻚ
                            ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺓ ﺍﻟﻮﺛﻘﻰ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﺍﻟﺬﻱ
                            ﻳﺮﺍﻙ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻮﻡ، ﻭﺗﻘﻠﺒﻚ ﻓﻲ
                            ﺍﻟﺴﺎﺟﺪﻳﻦ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻭﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ
                            ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻭﻣﺎ ﺗﺘﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﺁﻥ ﻭﻻ
                            ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺇﻻ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ
                            ﺷﻬﻮﺩﺍً ﺇﺫ ﺗﻔﻴﻀﻮﻥ ﻓﻴﻪ . (
                            ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ : ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺒﺮﻳﻞ
                            ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ
                            ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ " : ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺟﻠﻮﺱ
                            ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                            ﺇﺫ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺟﻞ، ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ،
                            ﺷﺪﻳﺪ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻻ ﻳﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺛﺮ
                            ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻨﺎ ﺃﺣﺪ، ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ
                            ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺳﻨﺪ
                            ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ، ﻭﻭﺿﻊ ﻛﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ
                            ﻓﺨﺬﻳﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ
                            ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻ ّ
                            ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺗﻘﻴﻢ
                            ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺗﺆﺗﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺗﺼﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ،
                            ﻭﺗﺤﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ
                            ﺳﺒﻴﻼً ؛ ﻗﺎﻝ ﺻﺪﻗﺖ " ﻓﻌﺠﺒﻨﺎ ﻟﻪ :
                            ﻳﺴﺄﻟﻪ، ﻭﻳﺼﺪﻗﻪ.
                            ﻗﺎﻝ " : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ
                            ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ،
                            ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺧﺮ ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺷﺮﻩ ؛
                            ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ ؛ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ
                            ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ
                            ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺍﻙ ؛
                            ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ
                            ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻬﺎ
                            ﺑﺄﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ؛ ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ
                            ﺃﻣﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﺗﻠﺪ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺑﻬﺎ، ﻭﺃﻥ
                            ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ، ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ، ﺍﻟﻌﺎﻟﺔ، ﺭﻋﺎﺀ
                            ﺍﻟﺸﺎﺀ،
                            ﻳﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ " ﻓﻤﻀﻰ ﻓﻠﺒﺜﻨﺎ
                            ﻣﻠﻴﺎً، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                            " ﻳﺎ ﻋﻤﺮ : ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ؟ ﻗﻠﻨﺎ
                            ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺟﺒﺮﻳﻞ
                            ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻳﻌﻠﻤﻜﻢ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻜﻢ . "
                            ﺍﻟﺸﺮﺡ :
                            ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ..
                            ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ : ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻟﻐﺔ : ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ
                            ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻘﺎﻥ
                            ﻭﺍﻹﺟﺎﺩﺓ . ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﺎً : ﻓﻬﻮ ﺇﺗﻘﺎﻥ
                            ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺃﻱ ﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ
                            ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ. ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﻓﺈﺫﺍ
                            ﺃﺗﻘﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﺇﺳﻼﻣﻪ
                            ﻭﺃﺗﻘﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ
                            ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ .
                            ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ
                            ﻟﻪ ﺭﻛﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﺬﺍ
                            ﺍﻟﺮﻛﻦ " ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ " ﺗﻌﺒﺪ
                            ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺘﻘﻨﺔ ﻣﺠﺮﺩﺓ . ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ
                            ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻱ ﺗﺬﻝ ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ
                            ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺗﻚ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ .
                            ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﻟﻪ ﻣﺮﺗﺒﺘﺎﻥ :
                            ) ﺃ ( ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﻭﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﺃﻥ
                            ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ ]8[ ﻓﺘﺴﺘﺤﻀﺮ ﻓﻲ
                            ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ ﺃﻧﻚ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ.
                            ) ﺏ ( ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ
                            ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﻘﻮﻟﻪ " : ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻩ
                            ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺍﻙ " ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ
                            ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻳﺮﺍﻗﺒﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻮﺭﺙ ﺃﻥ
                            ﺗﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
                            " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺘﻴﻦ ﺃﻓﻀﻞ ؟
                            ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺍﻻﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺑﺪﺃ
                            ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ
                            ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ
                            ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﺇﻥ
                            ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ
                            ﻣﺤﺴﻨﻮﻥ ) .. {ﺃﻱ ﻣﺘﻘﻨﻮﻥ ( ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
                            ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ .
                            ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺬﻛﺮ
                            ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺩﻟﻴﻠﻴﻦ } : ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                            ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻙ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻮﻡ {
                            ﺃﻱ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻳﺮﺍﻗﺒﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻮﺭﺙ
                            ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .
                            ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﻣﺎ
                            ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺇﻻ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ
                            ﺷﻬﻮﺩﺍً ﺇﺫ ﺗﻔﻴﻀﻮﻥ ﻓﻴﻪ { ﺃﻱ ﺗﺸﻬﺮ ﺃﻥ
                            ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺸﺎﻫﺪﻙ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ
                            ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ .
                            ﻓﺼﻞ
                            ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻱ
                            ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺒﺮﻳﻞ
                            ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ] : ﺇﺫ ﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺟﻞ [ ﻓﻴﻪ
                            ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ
                            ﺭﺟﺎﻝ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻰ
                            ﻫﻴﺌﺔ ﺩﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ
                            ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ
                            ﺃﻋﻤﻰ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺃﺑﺮﺹ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺃﻗﺮﻉ.
                            " ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ " ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ
                            ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺛﻴﺎﺑﻪ
                            ﺑﻴﻀﺎﺀ .
                            " ﺷﺪﻳﺪ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ " ﺃﻱ ﺃﻥ ﺑﺪﻧﻪ
                            ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﻩ ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺃﺷﻜﻞ
                            ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍً ﻭﻧﻈﻴﻔﺔ
                            ﺧﻼﻑ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ .
                            " ﻓﺠﺎﺀ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ
                            ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ "
                            ﻓﺘﺨﻄﻲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ﻳﻜﺮﻩ ﺇﻻ ﻟﺤﺎﺟﺔ .
                            "ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                            ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﺄﺳﻨﺪ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ
                            ﻭﻭﺿﻊ ﻛﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻳﻪ . " ﺟﻠﺲ ﻛﻤﺎ
                            ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺑﻴﻦ
                            ﺍﻟﺴﺠﺪﺗﻴﻦ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻔﻴﻪ ﻭﻓﺨﺬﻳﻪ
                            ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ . ﻗﻮﻟﻪ " ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ
                            ﻣﺤﻤﺪ " .. ﻧﺎﺩﺍﻩ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ
                            ﻗﺎﻝ } : ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻴﻨﻜﻢ
                            ﻛﺪﻋﺎﺀ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎً . { ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ
                            ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻫﺬﺍ
                            ﻳﺆﻳﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
                            ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﺳﻨﺔ
                            ﻣﺆﻛﺪﺓ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺭﻓﺎً ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                            } ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً . {
                            ﺛﻢ ﻃﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺌﻠﺔ ،
                            ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
                            ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻝ
                            ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻭﻫﻲ
                            ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ
                            ﻭﺍﻟﺤﺞ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ
                            ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﻻ
                            ﻳﺼﺤﺢ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ .
                            ﺛﻢ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺳﺄﻝ ﻋﻦ
                            ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻝ
                            ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻗﺎﻝ
                            ﺻﺪﻗﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ . ﻭﻫﺬﺍ
                            ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻒ
                            ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ . ﻓﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻗﺎﻝ
                            ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻥ ﺗﺬﻝ
                            ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻪ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
                            ﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ
                            ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ : ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺒﻪ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
                            ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻷﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻭﻗﺖ
                            ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
                            ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ
                            ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﻋﻦ ﻋﻼﻣﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻊ
                            ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺘﻴﻦ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻟﻸﻣﻮﺭ
                            ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻋﻼﻩ . ﺍﻷﻭﻟﻰ
                            ﺃﻥ ﺗﻠﺪ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺑﺘﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺑﻲ
                            ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻡ ﻣﺮﺑﻴﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺭﻱ
                            ]9[ ، ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻘﺮﺍﺀ
                            ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻢ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
                            ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺃﻧﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ
                            ﺃﺗﺎﻛﻢ ﻳﻌﻠﻤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ . [
                            ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ " ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ "
                            ﺗﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                            ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                            ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺳﺌﻞ
                            ﻋﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ .

                            تعليق


                            • #29
                              رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                              ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
                              ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                              ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                              ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻣﻌﺮﻓﺔ
                              ﻧﺒﻴﻜﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،
                              ﻭﻫﻮ : ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
                              ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ، ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ، ﻭﻫﺎﺷﻢ ﻣﻦ
                              ﻗﺮﻳﺶ، ﻭﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ
                              ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ،
                              ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                              ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺘﻮﻥ
                              ﺳﻨﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﺛﻼﺙ
                              ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻧﺒﻴﺎً ﺭﺳﻮﻻً، ﻧﺒﻲﺀ ﺑﺈﻗﺮﺃ
                              ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪﺛﺮ، ﻭﺑﻠﺪﻩ ﻣﻜﺔ ﻭﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ
                              ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
                              ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺬﺍﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﻭﻳﺪﻋﻮ
                              ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ﻳﺎ
                              ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺛﺮ، ﻗﻢ ﻓﺄﻧﺬﺭ، ﻭﺭﺑﻚ ﻓﻜﺒﺮ،
                              ﻭﺛﻴﺎﺑﻚ ﻓﻄﻬﺮ، ﻭﺍﻟﺮﺟﺰ ﻓﺎﻫﺠﺮ، ﻭﻻ
                              ﺗﻤﻨﻦ ﺗﺴﺘﻜﺜﺮ، ﻭﻟﺮﺑﻚ ﻓﺎﺻﺒﺮ( ﻭﻣﻌﻨﻰ :
                              ) ﻗﻢ ﻓﺄﻧﺬﺭ ( ﻳﻨﺬﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﻭﻳﺪﻋﻮ
                              ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ) ﻭﺭﺑﻚ ﻓﻜﺒﺮ ( ﺃﻱ : ﻋﻈﻤﻪ
                              ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ) ﻭﺛﻴﺎﺑﻚ ﻓﻄﻬﺮ( ﺃﻱ ﻃﻬﺮ
                              ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ) ﻭﺍﻟﺮﺟﺰ ﻓﺎﻫﺠﺮ (
                              ﺍﻟﺮﺟﺰ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﻭﻫﺠﺮﻫﺎ ﺗﺮﻛﻬﺎ،
                              ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ .
                              ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ، ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ
                              ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻋﺮﺝ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ
                              ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ
                              ﺍﻟﺨﻤﺲ، ﻭﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻴﻦ،
                              ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ
                              ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ : ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ
                              ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻫﻲ : ﺑﺎﻗﻴﺔ
                              ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
                              ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻓﺎﻫﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ
                              ﻇﺎﻟﻤﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻴﻢ ﻛﻨﺘﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ
                              ﻛﻨﺎ ﻣﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻟﻢ
                              ﺗﻜﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﺘﻬﺎﺟﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ
                              ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﻣﺼﻴﺮﺍ،
                              ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
                              ﻭﺍﻟﻮﻟﺪﺍﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺣﻴﻠﺔ ﻭﻻ
                              ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ ﺳﺒﻴﻼً، ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻋﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ
                              ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻔﻮﺍً ﻏﻔﻮﺭﺍ(
                              ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ
                              ﺇﻥ ﺃﺭﺿﻲ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﺈﻳﺎﻱ ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﻥ ( ﻗﺎﻝ
                              ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺳﺒﺐ ﻧﺰﻭﻝ
                              ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻤﻜﺔ،
                              ﻟﻢ ﻳﻬﺎﺟﺮﻭﺍ، ﻧﺎﺩﺍﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ؛
                              ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﻮﻟﻪ
                              ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻟﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
                              ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ
                              ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ . "
                              ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ : ﺃﻣﺮ ﺑﺒﻘﻴﺔ ﺷﺮﺍﺋﻊ
                              ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ، ﻭﺍﻟﺤﺞ،
                              ﻭﺍﻷﺫﺍﻥ، ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ،
                              ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
                              ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﺸﺮ
                              ﺳﻨﻴﻦ ؛ ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                              ﻭﺩﻳﻨﻪ ﺑﺎﻕ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻳﻨﻪ، ﻻ ﺧﻴﺮ ﺇﻻ ﺩﻝ
                              ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﺷﺮ ﺇﻻ ﺎﻫﺭﺬﺣّ ﻣﻨﻪ،
                              ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ : ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ،
                              ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ ؛ ﻭﺍﻟﺸﺮ
                              ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺬﺭ ﻋﻨﻪ : ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺟﻴﻤﻊ
                              ﻣﺎ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺄﺑﺎﻩ .
                              ﺍﻟﺸﺮﺡ :
                              ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻳﺘﻀﻤﻦ :
                              1 ـ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                              ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻧﺴﺒﻪ .
                              2 ـ ﻛﻮﻧﻪ ﻧﺒﻴﺎً ﺭﺳﻮﻻً .
                              3 ـ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺠﺮﺗﻪ .
                              4 ـ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻤﺎ ﺃﺭﺳﻞ .
                              5 ـ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ
                              ﻛﻌﻤﺮﻩ ﻭﻣﺘﻰ ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺑﻠﺪﻩ .
                              ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺃﻋﻄﻰ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎً ﻣﻮﺟﺰﺍً
                              ﻟﺴﻴﺮﺗﻪ .
                              " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ
                              ﻭﺭﻛﻦ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟
                              - ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ
                              ﻋﻠﻤﻲ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺃﻣﺎ ﺭﻛﻦ
                              ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺃﺻﻞ
                              ﻋﻤﻠﻲ ﺃﻱ ﺃﻧﻚ ﺗﻄﻴﻌﻪ ﻭﺗﺘﺒﻊ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ
                              ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺗﻌﻤﻞ ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻭﺗﻌﺮﻑ
                              ﻭﻓﺎﺋﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﻷﺻﻞ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ .
                              " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﻦ
                              ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                              ﻭﺳﻠﻢ ؟ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
                              ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﺽ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻣﻦ
                              ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                              ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺼﺪ
                              ﻫﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ
                              ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ، ﺃﻣﺎ ﻓﺮﺽ
                              ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻷﻣﺔ
                              ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ
                              ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ
                              ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺫﻟﻚ .
                              ﻭﻵﻥ ﻧﻌﻮﺩ ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ : ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻓﻲ
                              ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺹ 167 ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ
                              ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ
                              ﺧﺎﻟﻔﻪ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﻨﻪ ﺃﻥ
                              ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ
                              ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺑﻤﻜﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
                              ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ
                              ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
                              ﺍﻫـ
                              ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺹ 174 ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﺃﻧﻪ
                              ﺑﻘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻧﺒﻴﺎ ﺭﺳﻮﻻ
                              ﻭﺑﻤﻜﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺭﺳﻮﻻ ﻧﺒﻴﺎ ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻫﻞ
                              ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻡ ﻻ . ﻭﻗﺎﻝ
                              ﻭﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
                              ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ
                              ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺜﺮﺏ ﻭﺃﻥ ﻗﺒﺮﻩ ﺑﻴﺜﺮﺏ ﻭﺑﻬﺎ ﻣﺎﺕ
                              ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻧﻪ ﻧﻜﺢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺃﻭﻟﺪ
                              ﺍﻫـ
                              ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻗﺎﻝ
                              ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ
                              ﻋﺒﺪﺍ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﺛﻢ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﻗﺒﻞ
                              ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺳﻮﻻ ﺍﻫـ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻔﻘﻪ
                              ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ 1 / 116 .
                              ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎ
                              ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ
                              ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻦ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻦ
                              ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ ، ﺃﻭ ﻧﺒﻮﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
                              ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﺼﻮﺻﺎ ، ﺃﻭ ﺃﺣﺪ
                              ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ
                              ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﻼ ﺭﻳﺐ
                              ﻛﺎﻟﺒﺮﺍﻫﻤﺔ ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻻﺭﻭﺳﻴﺔ
                              ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ
                              ﺍﻟﺰﺍﻋﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺇﻟﻴﻪ
                              ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﻛﺎﻟﻤﻌﻄﻠﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ
                              ﻭﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺒﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ
                              ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺃﺷﺮﻛﻮﺍ ﻓﻲ
                              ﻛﻔﺮ ﺁﺧﺮ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ .
                              ﻗﺎﻝ ﻣﺜﻠﻪ ﺟﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻓﻴﻤﺎ
                              ﺃﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﺍﺩﻋﻰ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺑﺰﻋﻤﻪ
                              ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺪﻋﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ
                              ﻛﺎﻟﻤﺘﻔﻠﺴﻔﻴﻦ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ
                              ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ ﻭﻏﻼﺓ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ
                              ﺍﻹﺑﺎﺣﻴﺔ .
                              ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                              ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﻌﻤﺪ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻐﻪ
                              ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ، ﺃﻭ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺻﺪﻗﻪ ﺃﻭ ﺳﺒﻪ ﺃﻭ
                              ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺨﻒ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺑﺄﺣﺪ
                              ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﺯﺭﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻭ ﺁﺫﺍﻫﻢ ﺃﻭ
                              ﻗﺘﻞ ﻧﺒﻴﺎ ﺃﻭ ﺣﺎﺭﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ .
                              ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻣﺬﻫﺐ ﺑﻌﺾ
                              ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻨﺲ ﻣﻦ
                              ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻧﺬﻳﺮﺍ ﻭﻧﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺩﺓ
                              ﻭﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺪﻭﺩ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ
                              ﻭﻳﺤﺘﺞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﺇﻻ
                              ﺧﻼ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺬﻳﺮ . (
                              ﻗﺎﻝ : ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﻣﻦ
                              ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﻧﺒﻮﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ
                              ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ
                              ﺃﺳﻮﺩ ﺃﻭ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺤﻲ ﺃﻭ ﻟﻴﺲ
                              ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻜﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﺃﻭ ﻟﻴﺲ
                              ﺑﻘﺮﺷﻲ ﻷﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺻﻔﺎﺗﻪ
                              ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻧﻔﻲ ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ ﺑﻪ .
                              ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﻧﺒﻮﺓ ﺃﺣﺪ ﻣﻊ ﻧﺒﻴﻨﺎ
                              ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻮ ﺑﻌﺪﻩ
                              ﻛﺎﻟﻌﻴﺴﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ
                              ﺑﺘﺨﺼﻴﺺ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ
                              ﻭﻛﺎﻟﺨﺮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﺮﺳﻞ
                              ﻭﻛﺄﻛﺜﺮ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ
                              ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                              ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪﻩ ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﺇﻣﺎﻡ ﻋﻨﺪ
                              ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ
                              ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ .
                              ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺟﻮﺯ
                              ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ
                              ﻣﺮﺗﺒﺘﻬﺎ ﻛﺎﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﻏﻼﺓ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﺔ
                              ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ
                              ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ
                              ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻫـ ﻣﺨﺘﺼﺮﺍ
                              ﻭﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻇﺎﻫﺮ .
                              ﻭﻇﺎﻫﺮ ﺻﻨﻴﻊ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ
                              ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                              ﻫﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﺟﺐ ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﺳﻤﻪ
                              ﻭﺍﺳﻢ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﺟﺪﻩ ﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ، ﻭﻛﻢ ﻋﻤﺮﻩ ،
                              ﻭﻣﺘﻰ ﻧﺒﺊ ﻭﻣﺘﻰ ﺃﺭﺳﻞ ، ﻭﺑﻠﺪﻩ ،
                              ﻭﻣﻬﺎﺟﺮﻩ ، ﻭﺑﻤﺎﺫﺍ ﺃﺭﺳﻞ ، ﻭﻛﻢ ﺳﻨﺔ
                              ﻣﻜﺚ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ، ﻭﻛﻢ ﺳﻨﺔ ﻣﻜﺚ
                              ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ .
                              ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻛﻠﻪ
                              ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﺾ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ
                              ﻣﺴﺘﺤﺐ . ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺄﻝ
                              ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻭﻗﺪ
                              ﺟﺎﺀﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﺆﺍﻝ
                              ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                              ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ
                              ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                              ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
                              ﺃ ـ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺳﻤﻪ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺳﻢ ﺃﺑﻴﻪ
                              ﻭﺟﺪﻩ ﻓﻤﺴﺘﺤﺐ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ
                              ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﻤﺪ . ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ
                              ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ] ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ
                              ﻳﺴﺄﻻﻥ ﻓﻴﻘﻮﻻﻥ : ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
                              ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻣﺤﻤﺪ . [ ..
                              ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
                              ] ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻳﺴﺄﻻﻥ ﻓﻴﻘﻮﻻﻥ : ﻣﺎ
                              ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻣﺤﻤﺪ
                              ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . [ .. ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻳﺪﻝ
                              ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ
                              ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
                              ﺃﻧﺲ ] ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟
                              ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻤﺎ ﻳﺴﺄﻝ
                              ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻏﻴﺮﻫﺎ . [
                              ﺏ ـ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻧﺒﻲ
                              ﻭﺃﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻣﻠﻚ ﻭﻻ ﺇﻟﻪ ﻭﻻ ﻳُﻌﺒﺪ
                              ﻭﻻ ﻳُﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻳُﺬﺑﺢ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻳُﺼﺮﻑ
                              ﻟﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﻣﻦ ﺻﺮﻑ ﻟﻪ
                              ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﺸﺮﻙ ﻛﺎﻓﺮ ،
                              ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺳﻤﺎﺀ ] ﻓﻴﻘﻮﻝ
                              ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . [ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﻋﻨﺪ
                              ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ] ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻫﻮ ﻋﺒﺪ
                              ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ [ ﻭﺟﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ
                              ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰ ] ﺇﺫﺍ ﺃﻗﻌﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﺗﻰ
                              ﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً
                              ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . [ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
                              ﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ .
                              ﻓﻴﻘﻮﻝ ] : ﻫﻮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ [ ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ
                              ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻟﻬﺎ
                              ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ . ﻗﺎﻝ :
                              ﻣﻦ ﺃﻧﺎ . ﻗﺎﻟﺖ : ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ
                              ] ﺃﺗﺸﻬﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟
                              ﻗﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ : ﺃﻋﺘﻘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ [
                              .
                              ﺝ ـ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
                              ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ
                              ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ] ﻓﻴﺴﺄﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ
                              ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻣﺤﻤﺪ
                              ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺎﺀﻧﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ
                              ﻓﺄﺟﺒﻨﺎ ﻭﺁﻣﻨﺎ [ ﻭﺟﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ
                              ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ] ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺣﺘﻰ
                              ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄﺭﺑﻊ ) :ﻣﻨﻬﺎ( ﺃﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
                              ﺑﻌﺜﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﻖ . [ ..
                              ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺇﻥ
                              ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺤﻖ .
                              ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ
                              ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ] ﻓﻲ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ
                              ﻓﻴﻘﻮﻻﻥ : ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟
                              ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻗﺮﺃﺕ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺂﻣﻨﺖ
                              ﻭﺻﺪﻗﺖ .[
                              ﺩ ـ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻋﺮ ﺑﻲ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺪ
                              ﻣﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺇﻧﻚ ﻣﻴﺖ ﻭﺇﻧﻬﻢ
                              ﻣﻴﺘﻮﻥ ( ﻭﻗﻮﻟﻪ ) ﻭﻣﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻻّ ﺭﺳﻮﻝ
                              ﻗﺪ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺃﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ ﺃﻭ
                              ﻗﺘﻞ ﺍﻧﻘﻠﺒﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻘﺎﺑﻜﻢ ( ﻭﺃﻧﻪ ﻓﻲ
                              ﻗﺒﺮﻩ ﻋﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﺮﺯﺧﻴﺔ .
                              ﻫـ ـ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳُﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻣﺎ
                              ﻳُﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ .
                              ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﻣﺤﻤﺪ
                              ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ
                              ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ
                              ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻳﻼﺣﻆ
                              ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ﻧﺒﻴﻜﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺭﺳﻮﻟﻜﻢ ﻟﻜﻨﻪ
                              ﺟﺎﺀ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ .
                              ﻭﻗﻮﻟﻪ " : ﻭﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ "
                              ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻓﻬﻮ
                              ﻣﺴﺘﺤﺐ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﻧﺴﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                              ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
                              ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﺃﻧﻪ
                              ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺘﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ
                              ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ، ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ
                              ﻭﺛﻼﺙ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻧﺒﻴﺎً ﺭﺳﻮﻻ. ﻭﻫﺬﻩ
                              ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ .
                              ﻗﻮﻟﻪ " ﻧﺒﺊ ﺑﺈﻗﺮﺃ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪﺛﺮ "
                              ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﺟﺒﻪ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ
                              ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻗﺎﻝ ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻰ
                              ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
                              ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﺛﻢ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
                              ﺭﺳﻮﻻ ﺍﻫـ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ 1 /
                              116 .
                              ﻗﻮﻟﻪ " ﻭﺑﻠﺪﻩ ﻣﻜﺔ ﻭﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
                              " ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ .
                              ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺬﺍﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ،
                              ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ
                              ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻫﺬﻩ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻭﻫﻲ
                              ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻭ ﺃﻋﻼﻫﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺭﺡ
                              ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻫﻮ :
                              ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﻓﺮﺍﺩ
                              ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ
                              ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                              ﻭﺃﻫﻠﻪ ، ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ } : ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ
                              ﺍﻟﻤﺪﺛﺮ ... ﻭﺭﺑﻚ ﻓﻜﺒﺮ { ﺃﻱ ﻋﻈﻤﻪ
                              ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ .
                              ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻳﻨﺬﺭ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
                              ﻗﻮﻟﻪ } ﻗﻢ ﻓﺄﻧﺬﺭ { ، ﻓﻴﻨﺬﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                              } ﻭﺛﻴﺎﺑﻚ ﻓﻄﻬﺮ { ﺃﻱ ﻃﻬﺮ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻋﻦ
                              ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺜﻴﺎﺏ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ.
                              ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻣﻦ
                              ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
                              } ﻭﺍﻟﺮﺟﺰ ﻓﺎﻫﺠﺮ { ، ﻓﻴﻬﺠﺮ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ
                              ﻭﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ، " ﻭﺃﺧﺬ
                              ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻋﺸﺮ
                              ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﺴﺄﻟﺔ
                              ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﻭﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ
                              ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ
                              ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ
                              ﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . "

                              تعليق


                              • #30
                                رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                                ﻓﺼﻞ
                                ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ
                                ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ " ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻳﺘﻌﻠﻖ
                                ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ " . ﺑﻌﺪﻫﺎ " ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻼﺙ
                                ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ " ﺃﻣﺮ "
                                ﻣﺒﻨﻲ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮﻝ ﻭﺍﻵﻣﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
                                ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ
                                ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ . ﻓﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﻋﻠﻰ
                                ﺃﻧﻮﺍﻉ :
                                ﺃ ـ ﻫﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ
                                ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ
                                ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .
                                ﺏ ـ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ، ﻭﻫﻲ
                                ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻮ
                                ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ
                                ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ]10[
                                ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﺷﺪ ﻭﺟﻮﺑﺎً ﻷﻥ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺃﻥ
                                ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ
                                ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
                                ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                                ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻏﺰﻭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ .
                                ﺝ ـ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ .
                                ﺩ ـ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﻟﻤﻜﻔﺮﺓ
                                ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ .
                                ﻫـ ـ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ
                                ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﻔﺮﺓ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
                                ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ
                                ﻭﺟﺐ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
                                ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻠﺪ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻳﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ
                                ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺑﻠﺪ ﺁﻣﻦ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ
                                ﻛﺎﻓﺮﺍً ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ
                                ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ . ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ
                                ﻭﺟﺪ ﺑﻠﺪ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻭﺣﻴﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ
                                ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻓﻴﺠﺐ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ
                                ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻗﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﻓﺮﺽ
                                ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔ
                                ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺣﻜﻢ
                                ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ
                                ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺘﺠﺐ
                                ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺑﻠﺪ
                                ﺇﺳﻼﻣﻲ .
                                ﺃﻣﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﻬﻲ ﻟﻐﺔ : ﺍﻟﺘﺮﻙ .
                                ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ : ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
                                ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
                                ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
                                ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ : ﻓﻬﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
                                ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻟﻰ
                                ﺑﻠﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
                                " ﻣﺴﺄﻟﺔ "ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ؟ ﺑﻠﺪ
                                ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺃﻭ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ
                                ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ ﺃﻭ
                                ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ
                                ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ
                                ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ . ﻭﻟﻮ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺧﺼﺎﻝ
                                ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﺨﺼﺎﻝ
                                ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻻ ﺑﻘﻮﺓ
                                ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻣﺎ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻬﻲ ﻣﺎ
                                ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﻲ
                                ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
                                ﻗﻮﻟﻨﺎ " : ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ " ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺗﺤﺼﻞ
                                ﺇﻣﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻭﻟﻮ
                                ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺃﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ
                                ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ .
                                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻠﺪ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻻ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﻠﺪ
                                ﺷﺮﻙ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﻭﻻ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﻠﺪ ﺇﺳﻼﻡ
                                ﺑﺈﻃﻼﻕ ؟ ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ
                                ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﺧﺼﺎﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ
                                ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﺧﺼﺎﻝ
                                ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
                                ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻨﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻫﺬﻩ ﺑﻠﺪ
                                ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﻓﻴﻘﻀﻰ ﻷﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻜﻢ
                                ﻭﻟﻠﻜﻔﺎﺭ ﺣﻜﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﺎ
                                ﺣﺪﺙ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻋﻬﺪ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ
                                ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻟﺬﺍ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ
                                ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻘﻮﺓ
                                ﻭﺗﺠﺮﻱ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﺧﺼﺎﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻘﻮﺓ .
                                ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﺗﻌﻄﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺈﻃﻼﻕ
                                ﻭﻻ ﺗﻌﻄﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﻭﺇﻧﻤﺎ
                                ﻛﻞ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺑﺤﺴﺒﻪ . ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﺗُﺴﻤﻰ
                                ﺑﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩﻳﻨﻴﺔ . ﻭﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
                                ﺍﻟﻤﺎﺭﺩﻳﻨﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪ )ﻣﺎﺭﺩﻳﻦ(
                                ﻭﻫﻲ ﺑﻠﺪ ﺷﻤﺎ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻻ
                                ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﺴﺌﻞ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ
                                ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻘﺎﻝ " : ﻻ ﺗﺴﻤﻰ ﻣﺴﻠﻤﺔ
                                ﺑﺈﻃﻼﻕ ﻭﻻ ﻛﺎﻓﺮﺓ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺎﻣﻞ
                                ﻛﻞ ﺑﺤﺴﺒﻪ ﻭﻫﺬﻩ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﻼﺩ
                                ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ .
                                ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺑﻼﺩ
                                ﺍﻟﺮﺩﺓ ، ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ
                                ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭﻫﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ـ
                                ﺣﺮﻭﺭﺍﺀ ـ .
                                ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺮﻙ " ﺑﻼﺩ
                                ﻣﻀﺎﻑ ، ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ،
                                ﻭﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻼﻡ ، ﺃﻱ ﺑﻼﺩ ﻟﻠﺸﺮﻙ
                                ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ .
                                ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ " ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ
                                ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻼﻡ ﺑﻼﺩ ﻟﻺﺳﻼﻡ ، ﻓﺘﻜﻮﻥ
                                ﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ .
                                ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ :
                                ﺃ ـ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﻨﺎﻁ ﺑﺠﺮﻳﺎﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
                                ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ، ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺧﻴﺒﺮ
                                ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺑﻼﺩ ﺇﺳﻼﻡ
                                ﺟﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻌﺒﻬﺎ
                                ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻬﻮﺩ .
                                ﺏ ـ ﻳﻨﺎﻁ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﺮﻋﻴﺔ .
                                ﺝ ـ ﻳﻨﺎﻁ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ
                                ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﺩﻭﻟﺔ
                                ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺳﻼﻡ ﻓﻬﻲ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ.
                                ﺩ ـ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﺘﺤﻪ
                                ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﺘﺒﻘﻰ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻡ
                                ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .
                                ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺃﺿﻌﻔﻬﺎ : ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﻣﺼﺮ
                                ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻳﻴﻦ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺄﻧﻬﺎ
                                ﺑﻼﺩ ﻛﻔﺮ . ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
                                ﻭﺃﻗﻮﻯ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺃﻗﻮﻯ
                                ﺍﻟﻘﻮﻟﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ .
                                ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻐﺮﺍﻓﻴﻴﻦ : ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ
                                ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﺑﺸﻌﺒﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ
                                ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ
                                ﺑﻠﺪ ﺇﺳﻼﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ .
                                * ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻼﺩ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﺓ
                                ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﻭﻫﺆﻻﺀ :
                                " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺑﻼﺩ ﺑﺪﻋﺔ
                                ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺑﻼﺩ ﺷﺮﻙ ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﺠﺐ
                                ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ؟ ﻳﺠﺐ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺮﺽ ﻷﻧﻮﺍﻉ
                                ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ :
                                ﺃﻭﻻً – ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ
                                ﺍٍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻣﺎ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻓﻮﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ
                                ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﻻ
                                ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                                ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ } : ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ
                                ﺗﻮﻓﺎﻫﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻇﺎﻟﻤﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ {
                                ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﺃﻣﺎ ﺇﻥ
                                ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ
                                ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻳﺄﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺎﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ
                                ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﺑﻦ
                                ﻗﺪﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﻨﻰ ﻭﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻛﺜﻴﺮ
                                ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ .
                                ﺛﺎﻧﻴﺎً- ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ
                                ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻫﺬﻩ
                                ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻗﻮﻟﻪ
                                ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻮﺿﻮﻥ
                                ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﻮﺿﻮﺍ
                                ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺇﻣﺎ ﻳﻨﺴﻴﻨﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
                                ﻓﻼ ﺗﻘﻌﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ
                                ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ . {
                                ﻭﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
                                )484/1( ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ
                                ﻗﺎﻝ " : ﻻ ﻳﺤﻞ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﺒﻠﺪ ﺳﺐ
                                ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ " ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ
                                ﺗﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺃﻭ
                                ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ، ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻘﺎﻻﺗﻬﻢ .
                                ﻭﻗﺪ ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﺨﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﻤﺎ ﻛﺜﺮ
                                ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .
                                ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
                                ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻻ ﻳﺄﻣﻦ
                                ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻞ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ
                                ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻬﺎﺟﺮ ، ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ
                                ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﺴﺘﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﺇﻻ ﺇﻥ
                                ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻠﻪ
                                ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻛﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ
                                ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻼﻣﻪ .
                                ﺛﺎﻟﺜﺎً ـ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ،
                                ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﻀﻄﻬﺪ ﻟﻘﻴﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ،
                                ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ
                                ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻟﺒﻠﺪ ﺇﺳﻼﻡ ﺁﺧﺮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
                                ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ "ﻓﻲ
                                ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺠﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ" ﺑﻌﺪﻣﺎ
                                ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻗﺎﻝ "ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺨﺘﺼﺔ
                                ﺑﺪﺍﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ
                                ﻭﺳﻨﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻌﻼﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻋﺪﻡ
                                ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﻷﻣﺮ
                                ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻋﺪﻡ
                                ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻜﻴﻦ
                                ﻟﻤﺤﺎﺭﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
                                ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻳﻔﺮ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﺇﻥ ﺗﻤﻜﻦ
                                ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻭﺟﺪ ﺃﺭﺿﺎً ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ
                                ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ
                                ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻫـ
                                ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
                                ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻔﺮﺍﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ
                                ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ }:ﺇﻧﻲ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﻟﻰ
                                ﺭﺑﻲ ﺳﻴﻬﺪﻳﻦ { ﻭﻓﻌﻞ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ
                                ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
                                }ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻳﺘﺮﻗﺐ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻲ
                                ﻧﺠﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ.{
                                ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻔﺔ ﺍﻷﺣﻮﺫﻱ )5/214( ﺃﻥ
                                ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻟﻴﺴﻠﻢ
                                ﻣﻦ ﺃﺫﻳﺔ ﺫﻭﻳﻬﻢ ..ﺍ.ﻫـ . ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ
                                ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺧﻴﺮ ﻣﺎﻝ
                                ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻏﻨﻢ ﻳﺘﺒﻊ ﺑﻪ ﺷﻌﻒ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ
                                ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﻳﻔﺮ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ "
                                ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
                                ﺭﺍﺑﻌﺎً - ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻷﻭﺑﺌﺔ
                                ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻨﻪ
                                ﻭﻫﻞ ﻳﻌﺪ ﻫﺠﺮﺓ ؟
                                ﺃﻣﺎ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻓﺠﺎﺋﺰ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                                ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻓﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺬﻭﻡ ﻓﺮﺍﺭﻙ
                                ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ " ﻭﻧﻬﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                                ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﻮﺭﺩ ﻣﻤﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺢ
                                ﻭﻗﺪ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻮﺧﻤﻮﺍ
                                ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺤﻮﺍ
                                ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ
                                ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ
                                ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ
                                ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
                                ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﻮﻥ
                                ﻋﻤﻮﺍﺱ ، ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ
                                ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                                ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺬﻭﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﺛﻘﺔ
                                ﺑﺎﻟﻠﻪ . ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺪ ﻫﺠﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ
                                ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﻤﻰ
                                ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻟﻐﺔ .
                                ﺧﺎﻣﺴﺎً - ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ
                                ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻓﻬﺬﻩ ﻋﺪﻫﺎ ﺑﻌﺾ
                                ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻣﻨﻬﺎ
                                ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺻﺪﻳﻖ ﺧﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ
                                ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ
                                ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
                                ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻀﺖ ﻫﻲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
                                ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﺟﺒﺔ
                                ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ]11[ ﻭﺃﻣﺎ
                                ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻓﻼ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻧﻪ ﻣﻈﻬﺮ
                                ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ
                                ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ
                                ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺇﻻ
                                ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻇﺎﻫﺮﺓ
                                ﻭﺃﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﺒﻘﻰ .
                                "ﻣﺴﺄﻟﺔ"ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻨﺎ "ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ
                                ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ " ﺃﻱ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺎﻷﻟﻒ
                                ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ
                                ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻷﺫﺍﻥ ﻭﻟﻜﻦ
                                ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻠﻴﺲ
                                ﺑﻘﺎﺩﺭ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﻏﻴﺮ
                                ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﺍﺓ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ
                                ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻘﺎﺩﺭ ، ﻓﺘﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻻ
                                ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ
                                ﺻﻌﺒﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻹﻗﺎﻣﺔ
                                ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ .
                                ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ "ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﺮﻳﻀﺔ " ﻓﻴﻪ
                                ﺗﻔﺼﻴﻞ : ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ
                                ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻓﺮﺽً ﻭﺃﻣﺎ
                                ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ
                                ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻬﻲ ﻓﺮﺽ ﻓﻲ
                                ﺣﻘﻪ .
                                ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ "ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ "ﺃﻱ
                                ﺃُﻣﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ .
                                ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ "ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
                                ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ " ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ
                                ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ
                                ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ":ﻻ
                                ﻫﺠﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺘﺢ "ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻻ ﻫﺠﺮﺓ
                                ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺩﺍﺭ
                                ﺇﺳﻼﻡ .
                                ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ "ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ "
                                ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺏ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
                                ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻷﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
                                ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
                                ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }:ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ :
                                ﻛﻨﺎ ﻣﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ " ﺃﻱ
                                ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺃﻣﺮ
                                ﻷﻧﻬﻢ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
                                ﻭﻛﺜّﺮﻭﺍ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺪﺭ ،
                                ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺒﻼﺩ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ
                                ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺮ
                                ﻭﻻ ﻧﻬﻲ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
                                ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ }ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔً
                                ﻓﺘﻬﺎﺟﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺟﻬﻨﻢ {
                                ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺴﻠﻒ
                                ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻠﻴﻪ
                                ﻷﻧﻪ ﺃﻭﻗﻊ ﻟﻠﺰﺟﺮ ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺧﺸﻲ ﺃﻥ
                                ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ
                                ﺗﺸﺮﺡ، ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻇﺎﻫﺮ
                                ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺟﻬﻨﻢ ﺇﻧﻬﻢ ﺧﺎﻟﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ
                                ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻻ ﻷﻧﻪ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺃﻫﻞ
                                ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺧﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ
                                ﻟﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻻ
                                ﺧﻠﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ
                                ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﻞ ﻟﻬﺎ ."
                                ﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺭﻏﺒﺔ ﻋﻦ
                                ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻛﻔﺮ ﻓﻬﺬﺍ ﻓﻴﻪ
                                ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ
                                ﺗﻜﺜﻴﺮ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﻞ ﻗﺎﺗﻞ ﻣﻌﻬﻢ
                                ﻭﺣﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺭﻣﻰ ﻓﻬﺬﺍ ﺗﻮﻟﻲ ﻣﺨﺮﺝ
                                ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
                                " ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ " ﺍﺳﺘﺜﻨﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                                ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ
                                ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ . ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ
                                ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } :ﺇﻥ
                                ﺃﺭﺿﻲ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﺈﻳﺎﻱ ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﻥ { ﺩﻟﻴﻞ
                                ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ "ﻻ
                                ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ."

                                تعليق

                                يعمل...
                                X