رد: الوجازة في الاصول الثلاثة
فصل
ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ
ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻّ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ )
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ : ﻳﻮﺣﺪﻭﻥ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻫﻮ : ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ؛ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ
ﺷﻴﺌﺎً )
ﺍﻟﺸﺮﺡ :
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ "
ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻤﻬﻢ ﻭﻛﺎﻓﺮﻫﻢ ﻭﻟﻮ ﻋﺒﺮ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ .
" ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ " ﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ ﻓﻌﻠّﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ { ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ
ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ } ﻗﺎﻝ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ : ﻳﻮﺣﺪﻭﻥ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ " ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ " ﻭﺇﻻّ ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻋﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭﺍﺕ " .
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ " ﺍﻷﻟﻒ ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺃﻱ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻓﺴﺮﻩ " ﺑﺈﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ "
ﺛﻢ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ " ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻭﻧﻔﻴﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ "
ﺛﻢ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺟﻬﻠﻬﺎ ﻭﻻ ﻳُﻌﺬﺭ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﺍﺫﺍ ﻋﻤﻞ
ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﺑﻞ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺍﺳﻢ
ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ 20 / 38 ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ
ﺛﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﺮﺑﻪ
ﻭﻳﻌﺪﻝ ﺑﻪ ( ﻭﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﺩﻋﻮﻯ ﺟﻬﻠﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻙ
ﻛﺎﻓﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺴﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﻴﺮﺟﻊ
ﺇﻟﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻤﺔ ﻟﻜﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻦ
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ .
ﺛﻢ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺸﺮﻙ : ﻓﺎﻟﻼﻡ ﻭﺍﻷﻟﻒ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ، ﻓﺎﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ.
ﻗﺎﻝ " ﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ " ﺩﻋﻮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧّﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻴﻦ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ﺩﻝّ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻬﻲ : ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍً }
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ
ﺇﻟﻬﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﻟﻪ ﻭﺃﺣﺪ ﻓﺈﻳﺎﻱ
ﻓﺮﻫﺒﻮﻥ } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻨﻲ ﻻ
ﻳﺸﺮﻛﻮﻥ ﺑﻲ ﺷﻴﺌﺎً } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃﻡ
ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺷﺮﻋﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ
ﻳﺄﺫﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃﻟﻢ ﺗﺮ الى ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺃﻥ
ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ ﺑﻪ } ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً [ ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻧﺐ
ﺃﻋﻈﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﻧﺪﺍً ﻭﻫﻮ
ﺧﻠﻘﻚ ] ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ
ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ [ ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ
ﺩﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ] ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﻓﻴﻪ
ﺿﻌﻒ ﻭﺭﻭﻱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﻋﺒﺎﺱ [ ﻛﺒﺎﺳﻂ ﻛﻔﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ
ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً ﻏﻴﺮﻩ ﻛﻤﺜﻞ
ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻭﻻ
ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻫـ .
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺘﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ.
"ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ " ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺃﻣﺮ .
" ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً " ﻻ : ﻧﺎﻫﻴﺔ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ .
فصل
ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ
ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻّ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ )
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ : ﻳﻮﺣﺪﻭﻥ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻫﻮ : ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ؛ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ
ﺷﻴﺌﺎً )
ﺍﻟﺸﺮﺡ :
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻨﺎﺱ "
ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻤﻬﻢ ﻭﻛﺎﻓﺮﻫﻢ ﻭﻟﻮ ﻋﺒﺮ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ .
" ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ " ﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ ﻓﻌﻠّﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ { ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ
ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ } ﻗﺎﻝ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ : ﻳﻮﺣﺪﻭﻥ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ " ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ " ﻭﺇﻻّ ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻋﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭﺍﺕ " .
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ " ﺍﻷﻟﻒ ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺃﻱ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻓﺴﺮﻩ " ﺑﺈﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ "
ﺛﻢ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ " ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻭﻧﻔﻴﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ "
ﺛﻢ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺟﻬﻠﻬﺎ ﻭﻻ ﻳُﻌﺬﺭ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﺍﺫﺍ ﻋﻤﻞ
ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﺑﻞ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺍﺳﻢ
ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ 20 / 38 ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ
ﺛﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﺮﺑﻪ
ﻭﻳﻌﺪﻝ ﺑﻪ ( ﻭﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﺩﻋﻮﻯ ﺟﻬﻠﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻙ
ﻛﺎﻓﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺴﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﻴﺮﺟﻊ
ﺇﻟﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻤﺔ ﻟﻜﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻦ
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ .
ﺛﻢ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺸﺮﻙ : ﻓﺎﻟﻼﻡ ﻭﺍﻷﻟﻒ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ، ﻓﺎﻟﺸﺮﻙ
ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ.
ﻗﺎﻝ " ﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ " ﺩﻋﻮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧّﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻴﻦ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ﺩﻝّ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻬﻲ : ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍً }
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ
ﺇﻟﻬﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﻟﻪ ﻭﺃﺣﺪ ﻓﺈﻳﺎﻱ
ﻓﺮﻫﺒﻮﻥ } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻨﻲ ﻻ
ﻳﺸﺮﻛﻮﻥ ﺑﻲ ﺷﻴﺌﺎً } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃﻡ
ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺷﺮﻋﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ
ﻳﺄﺫﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃﻟﻢ ﺗﺮ الى ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺃﻥ
ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ ﺑﻪ } ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً [ ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻧﺐ
ﺃﻋﻈﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﻧﺪﺍً ﻭﻫﻮ
ﺧﻠﻘﻚ ] ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ
ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ [ ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ
ﺩﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ] ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﻓﻴﻪ
ﺿﻌﻒ ﻭﺭﻭﻱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﻋﺒﺎﺱ [ ﻛﺒﺎﺳﻂ ﻛﻔﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ
ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً ﻏﻴﺮﻩ ﻛﻤﺜﻞ
ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻭﻻ
ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻫـ .
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺘﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ.
"ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ " ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺃﻣﺮ .
" ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً " ﻻ : ﻧﺎﻫﻴﺔ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ .
تعليق