إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوجازة في الاصول الثلاثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوجازة في الاصول الثلاثة

    الوجازة في ﺷﺮﺡ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
    ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
    ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
    ﺷﺮﺡ ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ
    ﺍﻟﺸﻴﺦ
    ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻀﻴﺮ ﺍﻟﺨﻀﻴﺮ
    ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴم
    ﻣﻘﺪﻣﺔ
    ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ
    ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
    ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
    ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪ :
    ﻓﻬﺬﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺗﻤﺎﻣﻪ ﻭﺇﺧﺮﺍﺟﻪ
    ﻭﻫﻮ ﺷﺮﺡ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
    ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ
    ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ .
    ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻛﺎﻥ
    ﺍﻣﻼﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﺎﻡ 1415 ﻫـ
    ﻭﺧﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﺑﻴﻦ
    ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﺛﻢ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪ
    ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﺛﻢ ﺯﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ
    ﺇﺿﺎﻓﺎﺕ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ .
    ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ
    ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻭﻭﺟﻴﺰ ﻓﻘﺪ ﺃﺳﻤﻴﺘﻪ ) ﺍﻟﻮﺟﺎﺯﺓ
    ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ (
    ﻗﺎﻝ ﻓﻲ
    ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ : ﺃَﻭْﺟَﺰَﻩ: ﺍﺧﺘﺼﺮﻩ , ﻭﻛﻼﻡٌ
    ﻭَﺟْﺰٌ: ﺧﻔـﻴﻒ , ﻭﻛﻼﻡ ﻭَﺟِﻴﺰ ﺃَﻱ ﺧﻔـﻴﻒ
    ﻣﻘﺘﺼﺮ , ﻭﺃَﻭْﺟَﺰْﺕُ ﺍﻟﻜﻼﻡ : ﻗَﺼَﺮْﺗُﻪ.
    ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ : ﺍﻟﻮَﺟْﺰُ:
    ﺍﻟﺨﻔﻴﻒُ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡِ ،. ﻭﺃﻭْﺟَﺰَ ﺍﻟﻜﻼﻡُ:
    ﻗَﻠَّﻠَﻪُ.ﺍﻫـ
    ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ
    ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ .
    ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺳﺒﻘﻪ ﻋﺪﺓ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ
    ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻟﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
    ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ
    ﻧُﺤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﺍ ﻭﺩﻓﻌﺎ
    ﻟﻠﺘﻜﺮﺍﺭ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ
    ﺷﺮﺡ ﺃﻭﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
    ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
    ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻤﺎ ﺧﺎﻟﻒ
    ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻮ
    ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻭﻣﺎ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻙ ﻭﺍﻟﻠﻪ
    ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ .
    ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
    ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
    ﻛﺘﺒﻪ
    ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻀﻴﺮ ﺍﻟﺨﻀﻴﺮ
    1415 ﻫـ ﺍﺑﺘﺪﺀﺍ ﻭﻋﺎﻡ 1423 ﻫـ ﺯﻳﺎﺩﺓ
    ﻭﺍﻛﺘﻤﺎﻻ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮﺍ

  • #2
    رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

    .
    ﻓﺼﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﺴﺎﺋﻞ
    ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ) : ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ( ﺳﻤﺎﻩ
    ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﺎﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻘﺎﻝ : ﻓﻲ
    ﺍﻟﺪﺭﺭ 1 / 127 ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ: ﻣﺎ ﺍﻷﺻﻮﻝ
    ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
    ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ؟ ﻓﻘﻞ : ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺭﺑﻪ،
    ﻭﺩﻳﻨﻪ ،ﻭﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
    ﻭﺳﻠﻢ ، ﺛﻢ ﺳﺮﺩﻫﺎ .
    ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﺟﺎﻣﻊ
    ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ : ﺣﺎﺷﻴﺔ
    ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ
    ﺃﻥ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ، ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻲ
    ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ
    ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺹ 183
    ﺳُﻤﻴﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ، ﻭﻛﺬﺍ
    ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
    ﺭﺣﻤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺟﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻓﻲ
    ﺷﺮﺣﻪ ﻗﺎﻝ : ﺷﺮﺡ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻷﺻﻮﻝ .
    ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻟﻴﺲ
    ﺑﺪﻗﻴﻖ ﺑﻞ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻷﻥ
    ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻛﻤﺎ ﻧﺺ
    ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺫﻛﺮﻧﺎ ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﻄﺮ ،
    ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺭ 1 / 127 ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ
    ﻟﻚ: ﻣﺎ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ؟ ﻓﻘﻞ : ﻣﻌﺮﻓﺔ
    ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺭﺑﻪ، ﻭﺩﻳﻨﻪ ،ﻭﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﺛﻢ ﺳﺮﺩﻫﺎ .
    ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ
    ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﺳﻢ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
    ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺭ 1 /
    117 ﻓﻲ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﺎﺀﺗﻪ
    ﻭﻓﻴﻬﺎ .... ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ،
    ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ
    ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ، ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ، ﺃﻥ
    ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ]1[ : ﻗﺮﺭ ﻟﻜﻢ ﺛﻼﺛﺔ
    ﺃﺻﻮﻝ، ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ،
    ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀ، ﻭﻫﺬﺍ
    ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻫـ .
    ﻭﻣﺮﺓ ﻗﺎﻝ : 1 / 127 ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ: ﻣﺎ
    ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ؟ ﻓﻘﻞ : ﻣﻌﺮﻓﺔ
    ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺭﺑﻪ، ﻭﺩﻳﻨﻪ ،ﻭﻧﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
    ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺭ 1 / 146 ﻭﻃﻠﺐ
    ﺍﻷﻣﻴﺮ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
    ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻥ
    ﻳﻜﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻮﺟﺰﺓ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ،
    ﻓﻜﺘﺐ ﻫﺬﻩ، ﻭﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺇﻟﻰ
    ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ
    ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻫﺎ .
    ﻓﻜﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻪ
    ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ
    ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺻﻮﻝ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ
    ﺑﻬﻦ ، ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ : ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ
    ﺭﺑﻪ، ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ . ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻓﻲ
    ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :
    ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
    ﻭﺳﻠﻢ .
    ﻓﺘﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﺓ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
    ﻭﻣﺮﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
    ﻭﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻭﺍﺣﺪ .
    ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ) ﺯﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ : (
    ﺃﻟﻔﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
    ﺻﺎﺭ ﻟﻪ ﻧﺼﺮﺓ ﻭﺩﺍﺭ ، ﻭﻗﻠﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ
    ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﻋﻦ
    ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ،
    ﻭﻫﺬﻩ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ
    ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺠﺮﺓ ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ
    ﺃﻧﻪ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻴﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ
    ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﺮﺓ ،
    ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ
    ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﻳﻦ
    ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .
    ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻳﺤﺴﻦ
    ﺍﻟﺒﺪﺍﺀﺓ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ. ﻓﻬﻮ
    ﻛﺎﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﻪ .
    ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) : ﻭﺻﻒ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ (
    ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ :
    1 - ﻣﻘﺪﻣﺔ:. ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ
    ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻻ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻷﺻﻮﻝ
    ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ
    ﻋﻦ ﺛﻼﺙ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻛﻞ
    ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻋﻠﻢ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ .
    ﺃ ـ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺴﺎﺋﻞ . ﺏ ـ
    ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﺛﻼﺙ ﻣﺴﺎﺋﻞ .
    ﺝ ـ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ
    ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
    ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﻫﻞ
    ﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺇﻻّ ﺃﺩﺧﻠﺖ
    ﻋﻠﻴﻪ ؟ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ
    ﺟﻤﻌﻬﺎ ؟ . ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
    ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍ / 127 ﻟﻢ ﻳﻔﺼﻞ
    ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
    ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺛﻢ ﺳﺮﺩﻫﺎ ﻣﻊ
    ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ . ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﺼﻨﻴﻊ
    ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
    ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺹ 185 .
    2- ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ
    ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ، ﻓﺒﺪﺃ ﺑﺎﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ :
    ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
    ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﺮﺍﺗﺒﻪ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺛﻢ
    ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ .
    3- ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻭﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﻓﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
    ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﻌﺾ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻵﺧﺮﺓ ،
    ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺛﻢ
    ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻜﻔﺮ
    ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭﺭﺅﻭﺳﻪ .
    ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﺒﺴﻂ
    ﻭﻣﺨﺘﺼﺮ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺬﻛﺮ
    ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
    ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ . ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻛﺜﻴﺮﺍً
    ﺇﻧﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﻮ
    ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﺏ .

    تعليق


    • #3
      رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

      ) ﻣﺴﺄﻟﺔ ( ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .
      ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﻭﻳﺴﺘﺤﺐ
      ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ
      ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ :
      ﺃ ـ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
      ﺇﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ
      ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﻫﺮﻗﻞ
      ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺍﺑﺘﺪﺃﻩ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،
      ﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺫﻱ ﺑﺎﻝ .. ، ﻓﻬﻮ
      ﺿﻌﻴﻒ .
      ﺏ ـ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
      ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﺫﺍ
      ﺧﻄﺐ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ .
      ﺝ ـ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ
      ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻦ ﻣﻀﺮ ﻭﻫﻢ
      ﻓﻘﺮﺍﺀ .. ﺛﻢ ﺧﻄﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
      ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺘﻼ ﺁﻳﺎﺕ } ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺗﻘﻮﺍ
      ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ { .. ﻭﺁﻳﺔ ﺍﻟﺤﺸﺮ
      } ﻭﻟﺘﻨﻈﺮ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻐﺪ { .. ﺛﻢ
      ﻗﺎﻝ ﺗﺼﺪﻕ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﻩ ﻭﻣﻦ
      ﺩﺭﻫﻤﻪ [ .. ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻨﺪ
      ﻣﺴﻠﻢ . ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺃﻧﻪ ﺗﻼ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻟﻤﺎ
      ﺧﻄﺐ .
      ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺑﺪﺃﺕ
      ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﻜﻠﻤﺔ ) ﺍﻋﻠﻢ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ (
      ﻓﻘﻮﻟﻪ " : ﺍﻋﻠﻢ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ " ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ
      ﻗﻠﻴﻞ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
      ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﺮ ﻣﺎ
      ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻤﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ،
      ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﺃﻥ
      ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺴﺎﻣﻊ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﻭﻣﻌﻨﻰ
      ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﺃﻱ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻣﺎ
      ﻣﻀﻰ ﻭﻭﻓﻘﻚ ﻭﻋﺼﻤﻚ ﻓﻴﻤﺎ
      ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ .. ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﻨﺎ
      ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ .
      " ﺍﻟﻠﻪ " ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻣﺰﻳﺪ
      ﺇﻳﻀﺎﺡ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ
      ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻔﻆ
      ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ، ﻫﺬﻩ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﺳﻢ
      ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﺳﻢ " ﺍﻟﻠﻪ " ﻣﻊ ﺍﺳﻢ "
      ﺍﻟﺮﺏ " ﻓﺈﻥ " ﺍﻟﺮﺏ " ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭ" ﺍﻟﻠﻪ "
      ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ .
      ﻓﺼﻞ
      ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺴﺎﺋﻞ، ﺍﻷﻭﻟﻰ :
      ﺍﻟﻌﻠﻢ ؛ ﻭﻫﻮ : ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ
      ﻧﺒﻴﻪ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ؛
      ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ؛ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
      ﺇﻟﻴﻪ ؛ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻯ ﻓﻴﻪ،
      ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ
      ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ) ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ، ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
      ﻟﻔﻲ ﺧﺴﺮ، ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ
      ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻭﺗﻮﺍﺻﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺗﻮﺍﺻﻮﺍ
      ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ( ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻟﻮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ
      ﺇﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻟﻜﻔﺘﻬﻢ ؛ ﻭﻗﺎﻝ
      ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺑﺎﺏ :
      ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
      ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) : ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟَﻪ ﺇﻻّ ﺍﻟﻠﻪ
      ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﺬﻧﺒﻚ ( ﻓﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻗﺒﻞ
      ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ .
      ﺍﻟﺸﺮﺡ :
      ﻗﻮﻟﻪ " : ﻳﺠﺐ " ﺃﻓﺎﺩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺣﻜﻢ
      ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﻭﺍﺟﺐ ،
      ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ
      ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ . ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
      } ﻓﻠﻴﺤﺬﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ
      ﺗﺼﻴﺒﻬﻢ ﻓﺘﻨﺔ ﺃﻭ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ {
      ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ، ﻭﻫﻮ "
      ﻣﺎ ﻳﺜﺎﺏ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺍﻣﺘﺜﺎﻻ ﻭﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ
      ﺗﺎﺭﻛﺔ " ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﺃﻥ
      ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ
      ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ، ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ
      ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ .
      ﻭﻗﻮﻟﻨﺎ " : ﺍﻣﺘﺜﺎﻻ " ﺃﻱ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ
      ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ، ﻓﻠﻮ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﻣﺎ
      ﺑﺮﺋﺖ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻭﻻ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻟﺤﺪﻳﺚ
      ﻋﻤﺮ ] ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ [ ، ﻭﻗﻮﻟﻨﺎ
      ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻨﺎ
      ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻷﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻨﺪ
      ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ
      ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﻋﺬﺏ ﻭﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﻋﻔﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ،
      ﻭﻛﻼﻡ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :
      ﻳﻌﺎﻗﺐ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ : ﻓﻴﺴﺘﺤﻖ
      ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ، ﻓﺎﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺛﺎﺑﺖ ،
      ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ،
      ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﺗﺤﺖ
      ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ، ﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻛﺎﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ
      ﻭﺍﻷﺻﻐﺮ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ،
      ﻓﻜﻞ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﺮﻙ
      ﻓﻼ ﻳُﻔﻐﺮ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } ﺇﻥ
      ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ . {
      ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ
      ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻻﺻﻄﻼﺣﻲ ﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺃﺭﻛﺎﻥ
      ﻭﺃﺳﺲ ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
      ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻲ ﺃﺻﻞ
      ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ .
      ﻗﻮﻟﻪ " : ﻋﻠﻴﻨﺎ " ﻧﺎ : ﻫﻨﺎ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ
      ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
      ﻣﺨﺎﻃﺒﻮﻥ ﻭﻣﻜﻠﻔﻮﻥ ﺑﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
      ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ، ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﺨﺎﻃﺒﻮﻥ
      ﺑﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﺃﻣﺎ
      ﺗﻮﺟﻬﻪ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ ﻓﻨﻌﻢ ﻓﻴﺴﺘﺤﻘﻮﻥ
      ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ } ﻣﺎ
      ﺳﻠﻜﻜﻢ ﻓﻲ ﺳﻘﺮ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻢ ﻧﻚ ﻣﻦ
      ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ { ﻭﻛﺬﻟﻚ } ﻓﻮﻳﻞ ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﻴﻦ
      ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﺗﻮﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ { ﻭﻗﻮﻟﻪ } ﻭﻟﻢ
      ﻧﻚ ﻧﻄﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ { ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً
      ﻳﻌﺎﻗﺒﻮﻥ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﻞ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻮﺟﻪ
      ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺨﺎﻃﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ، ﻟﻜﻦ
      ﺇﺫﺍ ﺍﺳﻠﻢ ﻭﺗﺎﺏ ﻋﻔﻰ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ
      ﺳﻠﻔﻮﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻗﻞ ﻟﻠﺬﻳﻦ
      ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺇﻥ ﻳﻨﺘﻬﻮﺍ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻗﺪ
      ﺳﻠﻒ { ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
      ] ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺠﺐ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ [ ، ﻭﻟﻔﻌﻞ
      ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
      ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻛﺎﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﻼ ﻳُﺆﻣﺮ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﻣﺎ
      ﺗﺮﻛﻪ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩﺓ .
      ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺨﺎﻃﺒﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ
      ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﻣﺎ
      ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻷﻧﺲ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ { ،
      ﻭﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻓﻮﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ
      ﻣﻨﺬﺭﻳﻦ { ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻦ .
      ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ :
      ﺍﻷﻭﻟﻰ ) : ﺍﻟﻌﻠﻢ ( ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺫﻛﺮﻩ
      ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻓﻲ
      ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ ، ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺻـ 36 "
      ﺍﻟﻌﻠﻢ / ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﻱ ﺗﻌﺮﻑ
      ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ
      ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ " ﺇ.ﻫـ. ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﻘﻮﻟﻪ
      ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
      ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﺇﻥ
      ﻓﺮﻳﻘﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻴﻜﺘﻤﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻫﻢ
      ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ { ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﻌﻨﻰ
      ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ :
      " ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ " ﻓﻘﺎﻝ
      ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ) ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ؛ ﻭﻫﻮ :
      ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺒﻴﻪ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ
      ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ( ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﺃﺑﻮ
      ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ
      ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻠﻴﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
      ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ .
      ﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ
      ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ
      ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ 2 / 472 ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ
      ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ
      ﺛﻼﺛﺔ : ﺃﺣﺪﻫﺎ : ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
      ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻨﺴﺒﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ
      ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻢ ﺧﺎﺹ ﻣﺘﻌﻠﻘﻬﺎ
      ﺃﺧﻔﻰ ﻣﻦ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﺩﻕ ،
      ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ
      ﻳﺮﺍﻋﻴﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻭﻣﻘﺘﻀﺎﻩ ﻓﻬﻲ
      ﻋﻠﻢ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻥ
      ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺷﺎﻫﺪ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ
      ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ
      ﺃﻥ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻛﺸﻒ
      ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﺗﻢ ﻣﻦ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ
      ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻫـ
      ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺹ
      72 : ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻷﻧﻬﺎ
      ﻋﻠﻢ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻔﺼﻼ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ ،
      ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﻤﻼ ﻭﻣﻔﺼﻼ ... ﺇﻟﻰ
      ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻓﻜﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞ
      ﻋﻠﻢ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻳﻔﻴﺪ
      ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﻟﻔﻆ
      ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻀﺮﺏ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ
      ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺍﻫـ
      ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ . ﻭﻗﺎﻝ ﺹ 81 ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻕ
      ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ
      ﻣﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﻭﻟﻴﺲ
      ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺸﻲﺀ
      ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺺ ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ
      ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﻊ ﺑﺎﻟﻤﻌﺪﻭﻡ ﻭﻻ ﻳُﺪﺭﻙ ﺇﻻ
      ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ، ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ
      ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻫـ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺍﻟﻌﻠﻢ " ﺍﻵﻟﻒ ﻭﺍﻟﻼﻡ
      ﻟﻠﺨﺼﻮﺹ ، ﻭﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ
      ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻋﺮﻓﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ
      ﺍﻟﻠﻪ ... ﺍﻟﺦ ، ﻓﺈﺫﺍً ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻗﺼﺪ ﺑﻪ
      ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ .
      " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ
      ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ
      ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﻛﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ
      ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ
      ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ
      ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ... ﺍﻟﺦ ، ﻓﻬﺬﺍ
      ﻭﺍﺟﺐ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
      ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﺬﻧﺒﻚ . { ﻭﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﺫ
      ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ) ﻓﺄﻋﻠﻤﻬﻢ ﺃﻥ
      ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮﺕ ...
      ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ( ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
      ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺐ
      ﻛﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ﻭﻫﺬﻩ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
      ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﻣﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻋﻠﻰ
      ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ﻓﻲ
      ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻭﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
      ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﺮﺽ ﻛﻔﺎﻳﺔ
      ﻛﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻓﺮﺽ
      ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ... ﺍﻟﺦ ﻣﻦ
      ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
      ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻛﺘﻌﻠﻢ
      ﺍﻟﺴﺤﺮ } ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺣﺘﻰ
      ﻳﻘﻮﻻ ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﻔﺮ{ ﻭﻛﻌﻠﻢ
      ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﺑﺎ
      ﻭﺍﻟﻔﻦ ... ﺍﻟﺦ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
      ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ
      ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺗﺸﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺮﺏ ﺣﻴﺚ ﻳُﻔﺮﺽ
      ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﺍﻭ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﺎ
      ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻪ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
      ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
      ﻭﻓﺼﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﺮ ﺷﺮﺡ
      ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﺤﺮ
      ﻭﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ .
      ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " : ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ
      ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
      ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ . "
      ) ﻣﺴﺄﻟﺔ ( ﺫﻛﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
      ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
      ﻭﻗﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
      ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻓﻲ
      ﺍﻟﺪﺭﺭ1 / 147 ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ
      ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ : ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺛﻼﺛﺔ
      ﺃﺻﻮﻝ ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﻦ . ﺛﻢ ﺫﻛﺮﻫﺎ
      ﻭﻫﻲ : ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ : ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ
      ﺭﺑﻪ، ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ، ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻓﻲ
      ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :
      ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
      ﻭﺳﻠﻢ .
      ﻓﻘﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ
      ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ
      ﺷﻲﺀ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻣﺘﻼﺯﻣﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﻮﺍﻭ ﻻ
      ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ
      ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﺒﻖ
      ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ
      ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺛﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
      ) ﻣﺴﺄﻟﺔ ( ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
      ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻘﺮﻭﻧﺔ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ .. ﻓﺎﻟﺒﺎﺀ ﻫﻨﺎ
      ﻟﻠﻤﺼﺎﺣﺒﺔ .

      تعليق


      • #4
        رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

        ) ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ ( ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺣﻜﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ
        ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﺼﺢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ
        ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ؟
        ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺴﻤﻰ ) ﺻﺤﺔ ﺇﻳﻤﺎﻥ
        ﺍﻟﻤﻘﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ( ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺃﻧﻪ
        ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﻟﻜﻦ
        ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﺠﺰﻡ ﺑﻤﺎ ﻗﻠﺪﺕ ﺑﻪ ﻭﻻ
        ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ .
        ﻓﻌﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ
        ﺟﻠﻮﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
        ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺩﺧﻞ ﺭﺟﻞ ) ﻭﻫﻮ ﺿﻤﺎﻡ
        ﺑﻦ ﺛﻌﻠﺒﺔ ( ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
        ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻧﻲ ﺳﺎﺋﻠﻚ ﻓﻤﺸﺪﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ
        ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻼ ﺗﺠﺪ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻘﺎﻝ
        ﺳﻞ ﻋﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺮﺑﻚ ﻭﺭﺏ
        ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﺁﻟﻠﻪ ﺃﺭﺳﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ
        ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﻌﻢ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ .
        ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﺎ ﺑﻄﻴﻦ : ﻭﻓﺮﺽ
        ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺃﺭﻛﺎﻥ
        ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ
        ﺫﻟﻚ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ
        ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﺏ
        ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
        ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ
        ﻭﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ
        ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ
        ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻭﺿﻼﻝ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ
        ﺫﻟﻚ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﺟﺎﺯﻣﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻮ
        ﻣﺴﻠﻢ ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻷﻥ
        ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻟﻮ ﻟﻘﻨﻮﺍ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
        ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻏﺎﻟﺒﺎ .
        ﻗﺎﻝ : ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻨﺪ
        ﺣﺪﻳﺚ ﺿﻤﺎﻡ ﺑﻦ ﺛﻌﻠﺒﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ
        ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﻴﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﻟﻤﺎ ﺫﻫﺐ
        ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ
        ﺍﻟﻤﻘﻠﺪﻳﻦ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﻣﻨﻬﻢ
        ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺤﻖ ﺟﺰﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
        ﺷﻚ ﻭﺗﺰﻟﺰﻝ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
        ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﺭ ﺿﻤﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
        ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻭﺻﺪﻗﻪ
        ﻭﻣﺠﺮﺩ ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ
        ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻻ ﻗﺎﻝ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ
        ﻣﻌﺠﺰﺗﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ
        ﺍﻫـ ﺍﻟﺪﺭﺭ 10/409 .
        ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺎﺋﺮ
        ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺑﻘﻠﺒﻪ
        ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻻ ﻳﺸﻚ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ
        ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻛﻞ
        ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺣﻖ ﻭﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﻳﻦ ﺳﻮﻯ
        ﺩﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ
        ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺆﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ (
        ﺍﻟﻔﺼﻞ 4/35 .
        ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺔ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻠﺪ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ
        ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﺭﻭﺿﺔ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ
        ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺿﺔ
        ﻭﺍﺳﺘﺪﻻ ﺑﺪﻟﻴﻠﻴﻦ ، ﺍﻷﻭﻝ } ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﺍ ﺃﻫﻞ
        ﺍﻟﺬﻛﺮ{ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ } ﻭﻟﻴﻨﺬﺭﻭﺍ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺇﺫﺍ
        ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺤﺬﺭﻭﻥ . {
        ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ ﺃﻧﻪ
        ﻳﻘﺒﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ
        ﻭﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺴﺆﺍﻟﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
        } ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ { ﺃﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﻦ
        ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ .
        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺒﻴﻪ " ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ
        ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻫﻤﺎ ﻣﺘﺮﺍﺩﻓﺎﻥ ﻫﻨﺎ . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
        ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ .

        تعليق


        • #5
          رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

          " ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ " ﺃﻱ
          ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ، " ﺑﻪ
          " ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻭﻫﻮ
          ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﺃﻱ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﺖ .
          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﺴﻢ
          ﺍﻟﻌﻠﻢ : 1- ﻓﻤﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﻛﺎﻟﻌﻤﻞ
          ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻧﺤﻮ
          ﺫﻟﻚ . 2- ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ﻛﺎﻟﻌﻤﻞ
          ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻻ
          ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ . 3- ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻛﺎﻟﻌﻤﻞ
          ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﻴﺎﺕ ﺃﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ. 4- ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻜﺮﻭﻩ
          ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻤﻜﺮﻭﻫﺎﺕ .
          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻫﻞ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﻤﻼً ؟
          ﻛﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻤﻞ
          ﺻﺎﻟﺤﺎ ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺇﻥ ﺗﺮﻛﻪ
          ﺍﻣﺘﺜﺎﻻً ﻣﺜﻞ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺰﻧﺎ
          ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ . ﻭﺇﻥ ﺗﺮﻛﻪ ﻋﺠﺰﺍً ﻓﻼ
          ﻳﺪﺧﻞ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻴﺔ
          ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﺫﺭﻭﺍ ﻣﺎ
          ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎ . {
          ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ "
          ﻫﻞ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻱ
          ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﺃﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ
          ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
          ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻢ ؟ .
          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ
          ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺃﻱ ﻧﺸﺮ
          ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻠﻤﻪ . ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
          ﻓﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻣﺜﻞ ﺃﻗﺴﺎﻡ
          ﺍﻟﻌﻠﻢ .
          ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺟﺒﻪ ،
          ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ
          ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺮﻣﺎً ، ﻓﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻛﻪ
          ﻭﺍﺟﺒﺔ ... ﻭﻫﻜﺬﺍ ..
          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ؟
          ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻗﺪﺭ ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ
          ﺟﺎﻫﻼً ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ
          ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻋﻮ .
          ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﺫ
          " ﺇﻧﻚ ﺗﺄﺗﻲ ... ﻓﻠﻴﻜﻦ " .. ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ :
          " ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ " ﺍﻟﻼﻡ ﻟﻸﻣﺮ
          ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ . ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
          ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ " ﺍﻧﻔﺬ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻠﻚ "
          ﺛﻢ ﻗﺎﻝ " ﺛﻢ ﺍﺩﻋﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ " ﻫﺬﺍ
          ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺍﺩﻋﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﻷﻣﺮ
          ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ . ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺎﻥ ﻛﻼﻫﻤﺎ
          ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ.
          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻟﻤﻦ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ؟
          ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
          ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﺨﻄﻰﺀ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻭﻝ
          ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪ .
          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ "
          ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ " ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﻓﺈﻥ
          ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﺜﻪ
          ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺎ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻄﻠﻘﺎً
          ﻓﻬﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ
          ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﻮﻋﻆ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ .
          ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻯ ﻓﻴﻪ
          " ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻯ
          ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ . ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻟﻐﺔ :
          ﺍﻟﺤﺒﺲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻊ . ﺍﺻﻄﻼﺣﺎً : ﺣﺒﺲ
          ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺴﺨﻂ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻋﻦ
          ﺍﻟﺘﺸﻜﻲ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻋﻦ ﻟﻄﻢ ﺍﻟﺨﺪﻭﺩ ..
          ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ .
          " ﻓﻴﻪ " ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻱ
          ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
          ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺃﺫﻯ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ
          ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ .
          " ﺍﻷﺫﻯ " ﺍﻷﻟﻒ ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ ﻭﺍﻷﺫﻯ
          ﺃﻧﻮﺍﻉ :
          ﺃﺫﻯ ﺑﺪﻧﻲ. 2- ﺃﺫﻯ ﻣﺎﻟﻲ . 3- ﺃﺫﻯ
          ﻛﻼﻣﻲ ﻧﻔﺴﻲ ، ﻓﻴﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﺎﻩ.
          ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺛﻢ
          ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻲ
          ﺍﻟﺤﺪﺙ.
          ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ
          ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ " " ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ ﺇﻥ
          ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻔﻲ ﺧﺴﺮ . " ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
          ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻷﺭﺑﻊ ، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ
          ﻷﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﺣﻜﻢ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ
          ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺑﺮﺍﺀﺓ ....
          ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ
          ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻞ
          ﻭﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ) ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ(
          ، ﻭﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ
          ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻋﻠﻤﻮﻩ ﺃﻭﻻ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ
          ﺑﺎﻟﻼﺯﻡ .
          " ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ " ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ " .
          ﻭﺗﻮﺍﺻﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﻖ " ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ".
          ﻭﺗﻮﺍﺻﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ . " ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺒﺮ
          ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻯ ﻓﻴﻪ .
          ﻓﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ
          ﺍﻷﺭﺑﻊ . ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻼﺯﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ
          ﺍﻷﺭﺑﻊ ؟ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺪﻭﻥ
          ﻋﻠﻢ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
          ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ،
          ﻓﻼ ﻋﻤﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﻭﻻ ﻋﻠﻢ ﺑﺪﻭﻥ
          ﻋﻤﻞ ، ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ } ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ
          ﻋﻠﻴﻬﻢ { ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻭﻫﻢ
          ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ }ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ{ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﺪﻭ ﻋﻠﻢ ﻭﻗﻮﻟﻪ
          ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﻭﺟﺤﺪﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻴﻘﻨﺘﻬﺎ
          ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻇﻠﻤﺎً ﻭﻋﻠﻮﺍً .{
          ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻠﻴﺲ
          ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻼﺯﻡ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻻ ﻣﺎ
          ﻋﻤﻞ ﺑﻪ ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ
          ﺑﻞ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺫﻟﻚ . ﺑﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺎﻟﺬﻱ
          ﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ
          ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺣﺮﺍﻡ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ
          ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻛﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻠﻪ .
          ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ
          ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻭﻫﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺩﻋﺎ ﺑﻪ
          ﻭﻋﻤﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﺩﻋﺎ . ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ
          ﻟﻢ ﻳﺪﻉ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﻴﺌﺘﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ
          ﻭﻟﻢ ﻳﺪﻉ .
          ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ﺛﻢ ﻗﺎﻝ " ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ "
          ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ
          ﻗﻴﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺗﺮﺿﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
          ﺻﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ( ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻓﻲ
          ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ
          ﻳﺪﻋﻰ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺠﺰﻡ ﺃﻧﻪ ﺣﺼﻠﺖ ﻟﻬﻢ
          ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻟﻜﻦ ﻻ
          ﻳﺠﺰﻡ ﻟﻬﻢ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻷﻥ
          ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺧﺒﺮ "ﻭﺭﺣﻤﺔ" ﺩﻋﺎﺀ ﻭﻓﺮﻕ
          ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
          ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ " ﻟﻮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ
          ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ " ﺍﻷﻟﻒ ﻭﺍﻻﻡ
          ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺠﻦ
          ﻭﺍﻹﻧﺲ " . ﺇﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻟﻜﻔﺘﻬﻢ "
          ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻷﺭﺑﻊ .
          ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ " . ﺑﺎﺏ
          ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ
          ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " ... ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ
          ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻷﺭﺑﻊ ، ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ
          ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺛﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺛﻢ ﺍﻟﺼﺒﺮ.

          تعليق


          • #6
            رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

            ﻓﺼﻞ
            ﺍﻋﻠﻢ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ : ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
            ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ، ﺗﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ،
            ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﻦ.
            ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻭﺭﺯﻗﻨﺎ، ﻭﻟﻢ
            ﻳﺘﺮﻛﻨﺎ ﻫﻤﻼً، ﺑﻞ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻻً،
            ﻓﻤﻦ ﺃﻃﺎﻋﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ
            ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﺇﻧﺎ
            ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺭﺳﻮﻻً ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻛﻤﺎ
            ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺭﺳﻮﻻً، ﻓﻌﺼﻰ
            ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﺄﺧﺬﻧﺎﻩ ﺃﺧﺬﺍً ﻭﺑﻴﻼً)
            ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ
            ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ، ﻻ ﻣﻠﻚ ﻣﻘﺮﺏ، ﻭﻻ
            ﻧﺒﻲ ﻣﺮﺳﻞ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ؛
            ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ
            ﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍً)
            ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﻭﻭﺣّﺪ
            ﺍﻟﻠﻪ ، ﻻ ﺗﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ
            ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﺮﻳﺐ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
            ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎً ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ
            ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻮﺍﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ
            ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﺃﻭ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ
            ﺃﻭ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﺸﻴﺮﺗﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺘﺐ
            ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ
            ﻭﻳﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨﺎﺕ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ
            ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺭﺿﻮﺍ
            ﻋﻨﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ
            ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻮﻥ )

            تعليق


            • #7
              رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

              الشرح:
              ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﺕ
              ﺑﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ .
              ﻗﻮﻟﻪ " ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ " ﻫﻨﺎ ﺫﻛﺮ ﺣﻜﻢ
              ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺜﻼﺙ ، ﺳﺒﻖ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﺍﻻﺻﻄﻼﺣﻲ ﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺃﺻﻮﻝ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺑﻞ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻻﺻﻄﻼﺣﻴﺔ.
              ﺃ: ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ.
              ﺏ: ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﺸﺮﻙ.
              ﺝ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﻮﺍﺩﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ.
              ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻼﺕ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ
              ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ
              ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﻦ.
              ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
              ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ .
              ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ
              ﻭﻣﻘﺘﻀﺎﻫﻤﺎ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ
              ﺑﻨﺎﻗﺾ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ.
              ﻫﻞ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ؟ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ
              ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻟﻜﻦ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻫﻨﺎ
              ﻷﻥ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻣﺘﻮﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ.
              ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻗﺎﻝ
              ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ ، ﻓﺰﺍﺩ
              ﻣﺴﻠﻤﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ
              ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ
              ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ
              ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .
              " ﺗﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ " ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ
              ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ .
              " ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﻦ " ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ
              ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺍﺟﺒﺎﻥ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ.
              ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ " : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻨﺎ
              ﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ " ﻭﺭﺗﺐ
              ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ
              ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻤﻦ ﺃﻃﺎﻋﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ
              ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ: ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﻸﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ.
              " ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ " ﻫﻞ ﻫﻮ ﺩﺧﻮﻝ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻡ
              ﺩﺧﻮﻝ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﻋﺬﺍﺏ؟
              ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﺪﺧﻮﻟﻪ ﺩﺧﻮﻻً ﻛﺎﻣﻼ ، ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﻌﺬﺏ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻓﺪﺧﻮﻟﻪ ﻧﺎﻗﺺ ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻓﺈﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺬﺑﻪ ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺛﻢ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ.
              " ﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ " ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻷﻣﺮ
              ﻋﻤﺪﺍً.
              ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ 11 / 674 ﻓﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻣﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﺎﺹ ﺍﻫـ.
              ﺃﻣﺎ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ
              ﻣﺘﺄﻭﻻ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﻄﺄ،
              ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺟﻬﻼ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻠﻪ ﻳﺠﻬﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺧﻄﺄ ﻭﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺗﻔﺮﻳﻄﺎ.
              ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻫﻲ
              ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﻓﻲ
              ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻻ
              ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺑﻘﻴﺔ
              ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻼ .
              " ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ " ﻫﻞ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
              ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ؟
              ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﻛﺎً ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻛﻔﺮﺍً ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺨﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻻ ﻳﺨﺮﺝ.
              ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻓﻬﺬﺍ
              ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺛﻢ
              ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻛﺎ ﺃﺻﻐﺮ ﻓﻔﻴﻪ
              ﺧﻼﻑ ﻭﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ.
              ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﺇﻧﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺭﺳﻮﻻً ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺭﺳﻮﻻً، ﻓﻌﺼﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﺄﺧﺬﻧﺎﻩ ﺃﺧﺬﺍً ﻭﺑﻴﻼً ).

              تعليق


              • #8
                رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:
                ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ؟
                ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻻ ﻳﺤﺒﻪ
                ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ: ﺇﻥ ﺣﺮﻑ ﺗﻮﻛﻴﺪ ﻭﻧﺼﺐ، ﻭﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠﻼﻟه ( ﺍﻟﻠﻪ ) ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ،
                ﻗﻮﻟﻪ " ﻻ ﻳﺮﺿﻰ " ﻓﻴﻪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻟﻠﻪ
                ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﺎﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻳﺴﺨﻂ
                ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ.
                ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺮﺿﻰ: ﻭﺻﻒ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﻟﻠﻪ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﻴﺌﺔ.
                ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
                ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ، ﻭﻻ
                ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻭﺻﻒ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ،
                ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ ،
                ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻷﻥ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﺻﻔﺔ
                ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﺭﺍﺩﺓ
                ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ.
                ﻗﻮﻟﻪ: "ﻻ ﻳﺮﺿﻰ" ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﺨﻄﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺷﺮﻋﻴﺔ
                ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻜﻔﺮ )،
                ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﻛﻮﻧﺎً
                ﻓﻮﻗﻊ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩﻩ
                ﺷﺮﻋﺎً
                "ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ" ﺃﻥ ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
                ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻣﺼﺪﺭ ﺃﻱ ﺷﺮﻛﺎً.
                ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ: ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﻧﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺃﻭ
                ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ
                ﺷﺮﻙ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺷﺮﻙ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺷﺮﻙ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ..
                ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍﻓﺎﻟﺸﺮﻙ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺴﺎﻡ:
                ﺷﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ: ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﻧﺪﺍً ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻪ ﻣﻦ
                ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ.
                ﺷﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ: ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ
                ﻧﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ.
                ﺷﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ : ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ
                ﻟﻠﻪ ﻧﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ .
                ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:
                "ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ لا ﻳﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ"
                "ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ" ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ . .
                ﻫﺬﺍ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻟﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﺫﻟﻠﺘﻪ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻭﻣﺸﺖ
                ﻋﻠﻴﻪ.
                ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ : ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻪ
                ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ
                ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮه ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ.
                ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﻛﻼ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ
                ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻳﺨﺘﻠﻒ:
                ﻓﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪ ﺑﻪ ﻳﻨﺰﻝ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ
                ﺗﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻫﻲ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
                "ﻻ ﻣﻠﻚ ﻣﻘﺮﺏ ﻭﻻ ﻧﺒﻲ ﻣﺮﺳﻞ"
                ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻣﺜﺎﻟﻴﻦ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻌﻪ، ﻻ ﻣﻠﻚ ﻣﻘﺮﺏ ﻭﻻ ﻧﺒﻲ ﻣﺮﺳﻞ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﺎﻟﻤﺜﺎﻟﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﻻ
                ﺍﻟﻄﺎﻟﺢ ﻭﻻ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻻ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ..
                ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻓﻐﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ.
                "ﻣﻠﻚ" ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﻛﺔ ﻭﻫﻲ
                ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻫﻮ
                ﺍﻟﻤﺮﺳﻞ
                ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ: ﻫﻢ ﺟﻨﺲ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻭ ﻭﻛﻞّ ﺑﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ.
                "ﻣﻘﺮﺏ" ﺻﻔﺔ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ
                ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ
                ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺮﺏ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ
                ﻳﺸﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻓﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ .
                "ﻭﻻ ﻧﺒﻲ ﻣﺮﺳﻞ" ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺮﺳﻼً
                ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺻﺢ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ
                ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﺳﻞ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ
                ( ﻓﺒﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ) ﺍﻵﻳﺔ.
                ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻫﻮ: ﻣﻦ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻷﺻﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻗﺪ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ.
                ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻣﺮﺳﻞ: ﺃﻱ ﺃﺭسله ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻡ
                ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﻮﻟﻪ
                ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ
                ﺭﺳﻮل ﻭﻻ ﻧﺒﻲ ) ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻭﻻ ﻧﺒﻲ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺮﺳﻼً، ﻭﻗﻮﻟﻪ ( ﻭﺑﻌﺚ
                ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ )
                ﻓﺄﺻﺒح ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺒﻌﻮﺛﺎً ﺃﻱ ﻣﺮﺳﻼً . ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ " ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺧﻤﺴﺎً ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻬﻦ ﺃﺣﺪ ﻗﺒﻠﻲ...ﻛﻞ ﻧﺒﻲ ﻳﺒﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﻣﺔ "..
                ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﺠﺪﺩ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ .
                ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ: ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ
                ﻭﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﻛﻞ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ
                ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﻭﻣﺮﺳﻞ ﻟﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ .
                ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻼ
                ﺗﺪﻋﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍ )
                ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ: ﺟﻤﻊ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﺃﻱ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺃﻭ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ.
                ﻟﻠﻪ: ﺍﻟﻼﻡ ﻟﻼﺳﺘﺤﻘﺎﻕ
                ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ .
                ﻭﻻ ﻧﺎﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ.
                ﺗﺪﻋﻮﺍ : ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ
                ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻻ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ.
                ﺗﺪﻋﻮ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺗﻌﺒﺪ ﻓﻤﻨﻊ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ:
                1- ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺒﺎﺩﺓ.
                2- ﺩﻋﺎﺀ ﻣﺴﺄﻟﺔ.
                ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ : ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻰ ﻭﺗﺼﻮﻡ ..ﺍﻟﺦ.
                ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺼﻠﻰ ﻟﻘﺎﻝ ﻟﻜﻲ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ .. ﺇﺫﺍً ﻫﻲ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ، ﻛﺄﻧﻚ ﻗﻠﺖ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﻤﻠﻲ.
                ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺑﻴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ
                ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺔ ﻟﻠﻄﻠﺐ ﻣﺜﻞ ﻳﺎﻟﻠﻪ ﻭﻓﻘﻨﻲ .
                ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﺤﺮﻡ ﺻﺮﻓﻪ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ
                ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻪ
                ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺮﺗﺪ.

                تعليق


                • #9
                  رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                  ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﻣﻮﺍﻻﺓ من حاد الله ورسوله.
                  ﻭﻋﻨﻮﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻻ ﻳﻮﺍﻟﻲ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ.
                  "ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻭﺣﺪ ﺍﻟﻠﻪ"
                  ﺇﻥ ﺣﺮﻑ ﺗﻮﻛﻴﺪ ﻭﻧﺼﺐ ..
                  ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻴﺔ وﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ.
                  ﺃﻃﺎﻉ: ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، وﺿﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻫﻲ:ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً.
                  ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻭﻭﺣﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻱ ﺃﻓﺮﺩﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
                  ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﺃﻱ ﻻ ﻳﺒﺎﺡ ﻟﻪ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ.
                  ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ : ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺓ
                  ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ،
                  ﻭﻫﺬﻩ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺑﻦ ﺍﻷﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ، ﻋﻨﺪ ﻛﻠﻤﺔ "ﻭﻟﻲ"
                  ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ.
                  ﻣﻦ: ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ
                  ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺣﺎﺩ ﺃﻱ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺧﺎﻟﻒ، ﻓﺎﻟﻤﺤﺎﺩ
                  ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ
                  ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ
                  ﻭﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﻳﻦ ﻫﻢ:
                  1-ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ .
                  2- ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻧﻔﺎﻗﺎً ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺎً
                  3-ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ.
                  ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﺤﺎﺩﺍً ﻟﻠﻪ
                  ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻌﻪ ﺃﺻﻞ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ
                  ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻛﻠﻴﺎ
                  ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ .
                  ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ؟
                  ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺣﺴﺐ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻔﺮﺍً ﻣﺨﺮﺟﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎُ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ.
                  ﻭﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﻓﺘﺎﻭﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﺄﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ
                  ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻬﻮ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻫـ
                  ﻭﻣﻨﻪ ﻟﻮ ﻣﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺃﺭﺿﻪ ﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻜﻔﺮ.
                  ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ:
                  ﻣﻮﺍﻻﺓ ﻛﺒﺮﻯ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﺘﻮﻟﻲ
                  ﻭﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ
                  ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﻣﺆﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ
                  ﻭﻫﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ.
                  1 ـ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻟﺪﻳﻨﻬﻢ، ﺍﻟﻼﻡ ﺗﻌﻠﻴﻠﻴﺔ
                  ﻓﺄﺣﺒﻬﻢ ﻷﺟﻞ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺤﺒﺔ
                  ﺍﻟﻬﻨﺪﻭﺱ ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ
                  ﺃﺣﺐ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻭﺩﻟﻴﻠﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ
                  ﺍﻷﺷﺠﻌﻲ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ: ( ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ
                  ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ
                  ﺣﺮﻡ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺩﻣﻪ ﻭﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                  ﺗﻌﺎﻟﻰ )، ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ : "ﻭﻛﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺒﺪ"
                  ﻓﻬﻮ ﺷﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
                  ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻫﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺐ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻷﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻳﺤﺐ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻳﺤﺐ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻭﻳﺤﺐ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﻭﻻﺀ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻣﺜﻠﻬﻢ. ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ }.
                  2 ـ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﻠﻰ
                  ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ
                  ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﺃﻭ ﻳﻌﻴﻦ
                  ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ
                  ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ
                  ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺳﺎﻋﺪﻭﻫﻢ
                  ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ،
                  ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ: ﺍﺳﻢ ﺟﺎﻣﻊ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺟﻨﺪﻳﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
                  3/ 4 ـ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ:ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺎﺑﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭﺃﻥ
                  ﻳﻮﺍﻓﻘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ
                  ﻳﻤﺪﺡ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺼﺤﺢ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ.
                  ﻣﺜﻞ: ﻛﺄﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
                  ﻓﻴﺜﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺜﻼً ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﻴﻮﻋﻴﻴﻦ
                  ﺃﻭ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﺎﻣﻞ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻴﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ
                  ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻬﺬﻩ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻮﺍﻻﺓ
                  ﻣﻜﻔﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
                  ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ
                  ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻠﺪﺓ ﺛﺮﻣﺪﺍ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ: ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ
                  ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ (ﺃﻱ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ) ﻇﻠﻤﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ( ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ) ﻓﻘﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﺳﺘﻨﺠﺪﻭﺍ ﺑﺎﻹﻓﺮﻧﺞ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻓﺮﻧﺞ ﻻ ﻧﺴﺎﻋﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺪﺣﻮﺍ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻓﻘﺎﻡ ﻭﻣﺪﺣﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺗﺮﻙ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ.
                  ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻫﻨﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻛﻔﺮ ﺍﻟﺘﻮﻟﻲ ﻭﻗﺪ
                  ﺃﻟﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
                  ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﺳﻤﻪ
                  ( ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ) ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻟﻔﻪ
                  ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻤّﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﻣﻦ
                  ﺳﻜﺎﻥ ﻧﺠﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ
                  ﻟﻤّﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ
                  ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ
                  ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻓﻜﻔﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﺆﻻﺀ
                  ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻋﺪﻭﻫﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻛﻔﺮ
                  ﺗﻮﻟﻲ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺔ.
                  ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﺃﻟﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺘﻴﻖ
                  ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ (ﺍﻟﻔﻜﺎﻙ) ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ
                  في ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺴﺎﺀ ﻓﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﺎ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻜﻔﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﺪ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﺃﻭ ﻇﺎﻫﺮﻫﻢ ﺃﻭ ﺃﻋﺎﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﻭﺍﻓﻘﻬﻢ.
                  ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ، ﻻ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻟﻜﻦ ﻟﻠﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻷﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻠﻪ ﺃﺻﻐﺮ ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺫﻧﺒﺎ.
                  ﺿﺎﺑﻂ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ: ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ
                  ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻗﻴﺮ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﻢ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻬﻢ ﺑﺸﺮﻁ ﺑﻐﻀﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﺩﺍﺗﻬﻢ
                  ﻭﺗﻜﻔﻴﺮﻫﻢ وﺗﻮﻟﻴﻬﻢ.
                  ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺃﻣﺜﻠﻪ ﻟﻠﻤﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻣﻨﻬﺎ:
                  1- ﺗﺼﺪﻳﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ.
                  2-ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﻢ.
                  3- ﺗﻮﻟﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﻭﺭﻓﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
                  4- ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﻢ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺃﻧﺲ.
                  -5 ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﻢ ﻋﻤﺎﻻً ﻭﺳﺎﺋﻘﻴﻦ ﻭﺧﺪﻡ ﻓﻲ
                  ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ.
                  6- ﺇﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻬﻢ.
                  7- ﺑﺪﺍﺀﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻴﺔ.
                  8- ﺗﻬﻨﺌﺘﻬﻢ ﺑﺄﻓﺮﺍﺣﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻷﻓﺮﺍﺡ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﺃﻣﺎ ﺃﻓﺮﺍﺣﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻬﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺿﺎﺋﻚ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ.
                  ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ.
                  ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﻜﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ
                  ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ( ﺇﻧﻜﺎﺭ
                  ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ
                  ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻟﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻟﻪ ﻛﺎﺗﺒﺎ
                  ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺎً ﻭﺗﻼ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ { ﻳﺎ
                  ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ }.
                  ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
                  ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺭﻫﻢ ﺃﻭ ﺗﻬﺪﻱ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
                  ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
                  ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ
                  ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                  ﺯﺍﺭ ﻋﻤﻪ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺩﻋﻮﺓ
                  ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺯﺍﺭ
                  ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ "
                  ﻓﺄﺳﻠﻢ " ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ.
                  ﻭﻳﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺿﻄﺮ
                  ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﺪﺍﻡ ﻋﻤﺎﻝ ﻛﻔﺎﺭ
                  ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ
                  ﺟﺎﺯ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃﻫﻢ
                  ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ .. ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ " ﻻ
                  ﺗﺒﺪﺀﻭﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ "
                  ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺮﺩ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ .
                  ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ( ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ
                  ﺍﻟﻬﺪﻯ ) ﻫﺬﻩ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕ
                  ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
                  ﻟﻔﺮﻋﻮﻥ { ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ
                  ﺍﻟﻬﺪﻯ }.
                  ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻓﻠﻚ
                  ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻋﻠﻴﻜﻢ ، ﺁﻣﺎ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ
                  ﻓﻤﻤﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ
                  ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﺳﻼﻡ ﻋﻤﻠﻲ ﻓﻼ
                  ﺗﺒﺘﺪﺋﻪ ﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﺻﺎﻓﺤﻚ ﻓﻠﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺃﻣﺎ
                  ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺎﻓﺮ ﻣﺨﺘﻠﻂ ﺑﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
                  ﻓﻠﻚ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﻭﺗﻘﺼﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
                  ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﺮﻳﺐ "
                  ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻤﻮﺍﻻﺗﻴﻦ
                  ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎً.... }.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                    ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺣﻜﻢ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ
                    ﺍﻟﻌﺮﺏ.
                    ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻳﺤﺮﻡ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻟﻘﻮﻟﻪ
                    ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﻣﺎﻟﻚ
                    ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻃﺄ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﺟﻼﺀ
                    ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
                    ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻜﻴﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
                    ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻪ
                    ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ
                    ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ
                    ﻗﺒﻮﺭ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻻ ﻳﺒﻘﻴﻦ ﺩﻳﻨﺎﻥ
                    ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻋﻦ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﺃﻥ
                    ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
                    ﻻ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺩﻳﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻗﺎﻝ
                    ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻓﻔﺤﺺ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ
                    ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﺜﻠﺞ
                    ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
                    ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺩﻳﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ
                    ﺍﻟﻌﺮﺏ ( ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ
                    ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻭﺻﻰ
                    ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ
                    ﻣﻮﺗﻪ ﺑﺜﻼﺙ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻣﻦ
                    ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ( ﻭﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
                    ﻗﺎﻝ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ
                    ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
                    ﻳﻘﻮﻝ ﻷﺧﺮﺟﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ
                    ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﺩﻉ ﺇﻻ ﻣﺴﻠﻤﺎ
                    ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
                    ﻓﻴﺠﺐ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ .
                    ﺣﻜﻢ ﺗﺄﺟﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻟﻬﻢ؟
                    ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻧﻪ ﺇﻋﺎﻧﺔ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ { ﻭﻻ ﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ }.
                    ﺑﻘﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ؟ ﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻷﻥ
                    ﺍﻟﺮﻓﺾ ﺩﻳﻦ ﻭﻣﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﺩﻳﻦ
                    ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
                    ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻗﻠﻨﺎ ﻫﻢ ﻣﺮﺗﺪﻭﻥ ﺃﻡ
                    ﻛﻔﺎﺭ ﺃﺻﻠﻴﻮﻥ ﻓﻼ ﻓﺮﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻞ ﺇﻣﺎ
                    ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻻ ﻏﻴﺮ .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                      بارك الله فيكم وأحسن الله اليكم

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                        فصل
                        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﺭﺷﺪﻙ ﺍﻟﻠﻪ
                        ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺃﻥ
                        ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ
                        ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
                        ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻّ
                        ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ ) ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻳﻮﺣﺪﻭﻥ
                        ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﻫﻮ
                        ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ
                        ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ؛
                        ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﻭﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ
                        ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً )
                        ﺍﻟﺸﺮﺡ :
                        ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                        ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ
                        ﻭﺍﺣﺪﺓ؟
                        ﺇﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                        ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
                        ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻃﻮﺍﺋﻒ
                        ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺪﻋﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ.
                        ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻨﺘﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻘﺮﻳﺶ
                        ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
                        ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻫﻢ
                        ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻫﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ
                        ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮﻫﻢ.
                        ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
                        ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﻭﻟﻰ
                        ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
                        ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻙ.
                        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ: ﺇﻋﻠﻢ ﺃﺭﺷﺪﻙ ﺍﻟﻠﻪ
                        ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ.
                        ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ
                        ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺳﺒﻖ ﻭﺿﺪﻩ ﺍﻟﺠﻬﻞ،
                        ﻭﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ :
                        1- ﺟﻬﻞ ﺑﺴﻴﻂ.
                        2- ﺟﻬﻞ ﻣﺮﻛﺐ.
                        ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ: ﺳﺒﻖ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ.
                        ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ: ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ
                        ﺍﻟﻤﺎﺋﻞ ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﻒ ﻭﻫﻮ
                        ﺍﻟﻤﻴﻞ ﻭﻣﻨﻪ ﺭﺟﻞ ﺃﺣﻨﻒ ﺃﻱ ﻣﺎﺋﻞ ﻗﺪﻣﻪ
                        ﺇﻫـ
                        ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﺤﻨﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺎﺋﻞ
                        ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻴﻞ
                        ﺧﺎﻟﺺ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ.
                        ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ: ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                        ﺗﻌﺮﻳﻒ
                        ﺍﻟﻤﻠﺔ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ
                        ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻭﺩﺓ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻠﻴﻞ ﺇﺫﺍ
                        ﺗﻜﺮﺭ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻭﻫﻮ ﺗﻜﺮﺍﺭ
                        ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﺬﺍ ﻟﻐﺔ.
                        ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ: ﻣﺎ ﺗﻜﺮﺭ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﺷﺮﻋﻪ
                        ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ
                        ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ.
                        ﻭﻫذا ﻣﺎ ﺗﻜﺮﺭ ﻣﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                        ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ
                        ﻭﺃﻫﻠﻪ.
                        ﻗﻮﻟﻪ " ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ " ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ
                        ﺍﻟﻼﻡ " ﻣﻠﺔ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ " ﻭﺍﻟﻼﻡ ﺗﻔﻴﺪ
                        ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ
                        "ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ" ﻭﻫﻮ ﺭﺳﻮﻝ
                        ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻫﻮ ﺧﻠﻴﻞ
                        ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ.
                        ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ
                        ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻬﺎ
                        ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻭﺍﺟﺒﺔ.
                        ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: "ﺃﻥ
                        ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ"
                        ﻓﻤﻠﺔ
                        ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ
                        ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻼﺹ
                        ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻱ
                        ﺗﺬﻝ ﻭﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ، ﺑﺪﻭﻥ
                        ﺷﺮﻙ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ
                        ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻣﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﺸﺮﻙ
                        ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ.
                        " ﻣﺨﻠﺼﺎً " ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﻗﻴﺎﻣﻚ
                        ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻮﻧﻚ
                        ﻣﺨﻠﺼﺎً،
                        ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ
                        ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ : ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﻭﻫﻮ
                        ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﺐ.
                        " ﻟﻪ " ﺍﻟﻼﻡ ﻟﻼﺳﺘﺤﻘﺎﻕ .. ﻭﺍﻟﻬﺎﺀ ﻳﻌﻮﺩ
                        ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ.
                        ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ
                        ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ،
                        ﻭﺿﺪ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                        ﻣﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻫﻲ ﻣﺒﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ
                        ﺷﻴﺌﻴﻦ:
                        ﻋﺪﻡ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ
                        ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
                        ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ.
                        ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ، ﻭﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺧﻼﺹ
                        ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻟﻪ
                        ﺍﻟﺪﻳﻦ.
                        " ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ " ﻛﺎﻟﺬﺑﺢ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ
                        ﻭﺍﻟﻨﺬﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ
                        ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ
                        ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻹﺧﻼﺹ
                        ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺑﻘﻴﺔ
                        ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻣﺴﺘﻘﻞ.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                          ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻣﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻣﺼﺪﺭ ﺭﺃﻯ
                          ﻳﺮﺍﺋﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ،
                          ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﺎً : ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻳﺮﻳﺪ
                          ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺛﻨﺎﺀﻫﻢ ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ
                          ﺑﺎﻟﺴﻤﻌﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ
                          ﺑﺎﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺎﺕ ﻛﺘﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺃﻭ
                          ﻳﺼﻠﻰ ﻟﻜﻲ ﻳﻤﺪﺣﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
                          ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ: ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺣﻜﻤﻪ
                          ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﻗﺴﺎﻣﻪ ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺴﺎﻡ:
                          ﺃﻭﻻً : ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻛﺎً ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻮﺍﻉ
                          ﺃ ـ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﻳﺎﺀﺍ ﻭﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ
                          ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ
                          ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ ، ﻗﺎﻝ
                          ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
                          ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﺟﻪ
                          ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻛﻔﺮﻭﺍ ﺁﺧﺮﻩ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ }.
                          ﺏ ـ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ
                          ﻛﻔﺮ ﻛﻤﻦ ﺭﺍﺀﻯ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ
                          ﻛﻤﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻣﺮﺍﺋﻴﺎً ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻓﻮﻳﻞ ﻟﻠﻤﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻬﻢ ﺳﺎﻫﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻳﺮﺍﺅﻭﻥ }
                          ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺣﺪﻳﺚ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ
                          ﺍﻟﻤﺤﺾ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻲ
                          ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺍﻫـ.
                          ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﺤﺜﻨﺎﻫﺎ ﺑﺤﺜﺎ ﻣﻮﺳﻌﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺃﻭﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ في ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ.
                          ﺝ ـ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ
                          ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﻛﻔﺮ
                          ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻭﻫﺬﺍ
                          ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻻ ﻳﺼﺪﺭ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﺃﻭ ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻛﺴﺎﻟﻰ ﻳﺮﺍﺅﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ }.
                          ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﺎﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ
                          ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﺑﻄﺮﺍ ﻭﺭﺋﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ}
                          ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ
                          ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺪﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ
                          ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ
                          ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻫﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ
                          ﺗﻜﺘﻴﻜﺎ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺼﺎﻟﺢ
                          ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ.
                          ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺰﻳﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺃﻭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺨﺼﺐ.
                          ﺛﺎﻧﻴﺎُ : ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻛﺎً ﺃﺻﻐﺮ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻮﺍﻉ :
                          ﺃ ـ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻴﻨﺎً ﻋﻤﻠﻪ ﺭﻳﺎﺀﺍ
                          ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻤﺎ
                          ﺗﺮﻛﻪ ﻛﻔﺮ ، ﻛﻤﻦ ﺭﺍﺀﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ
                          ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ .
                          ﺏ ـ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ
                          ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ
                          ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻴﻦ :
                          - ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻓﻌﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻻ ﻳﺮﻛﻦ ﺇﻟﻴﻪ ،
                          ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻀﺮﻩ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
                          ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : { ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻔﺎ ﻷﻣﺘﻲ ﻣﺎ ﺣﺪﺛﺖ
                          ﺑﻪ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺗﺘﻜﻠﻢ } ،
                          ﻭﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
                          ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ
                          ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺮﺳﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻼ ﻳﻀﺮﻩ .
                          - ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﺳﻞ ﻣﻌﻪ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ
                          ﺭﺟﺐ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ
                          ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻃﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻴﺔ
                          ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻓﻼ ﻳﻀﺮﻩ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻃﺮﺍ
                          ﻭﺩﻓﻌﺔ ﻓﻼ ﻳﻀﺮﻩ ﺑﻐﻴﺮ ﺧﻼﻑ ﻓﺈﻥ
                          ﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻬﻞ ﻳﺤﺒﻂ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻡ ﻻ
                          ﻳﻀﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺠﺎﺯﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﻧﻴﺘﻪ ؟
                          ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ
                          ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻗﺪ ﺣﻜﺎﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﺑﻦ
                          ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻻ ﻳﺒﻄﻞ
                          ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺠﺎﺯﻯ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﺍﻷﻭلى ﻭﻫﻮ
                          ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ
                          ﻭﻳﺴﺘﺪﻝ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻤﺎ ﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ
                          ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺳﻴﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﺃﻥ
                          ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻤﺔ
                          ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ
                          ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻧﺠﺪﺓ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ
                          ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻳﻬﻢ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ؟
                          ﻗﺎﻝ ﻛﻠﻬﻢ ( ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻞ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ
                          ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻤﻠﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ).
                          ﻭﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺇﻧﻤﺎ
                          ﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺁﺧﺮﻩ ﺑﺄﻭﻟﻪ
                          ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺞ ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﻻ
                          ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺇﻧﻔﺎﻕ
                          ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﻨﻴﺔ
                          ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺪﻳﺪ
                          ﻧﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ
                          ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻤﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺑﺤﺪﻳﺚ
                          ﻭﻟﻲ ﻓﻴﻪ ﻧﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻪ
                          ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻧﻴﺘﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻳﺤﺘﺎﺝ
                          ﺇﻟﻰ ﻧﻴﺎﺕ ﻭﻻ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻛﻤﺎ
                          ﻓﻲ ﻣﺮﺳﻞ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﻓﺈﻥ
                          ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻳﻠﺰﻡ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺼﻒ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ
                          ﺗﺮﻛﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻴﺼﻴﺮ ﻛﺎﻟﺤﺞ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ.
                          ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺤﺒﻮﻁ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺇﺫﺍ
                          ﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﻣﻌﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
                          ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ: { ﻣﻦ ﻋﻤﻞ
                          ﻋﻤﻼً ﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻲ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮﻱ ﺗﺮﻛﺘﻪ
                          ﻭﺷﺮﻛﻪ } ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
                          " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻟﻮ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺑﻌﺪ
                          ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﻀﺮ ﻷﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،
                          ﻓﺎﻟﺮﻳﺎﺀ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﺪﻝ
                          ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ : { ﻣﻦ
                          ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻲ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮﻱ...}
                          ﻓﻴﻪ ﺧﺮﺝ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺪّﺙ ﻓﻴﻪ
                          ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﺪﺡ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺳﻤﻌﺔ.
                          ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺛﻨﺎﺅﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ
                          ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ، ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
                          ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻤﺪﺣﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻝ : { ﺗﻠﻚ ﻋﺎﺟﻞ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ }. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ
                          ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ : ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻪ
                          ﺧﺎﻟﺼﺎ ﺛﻢ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻦ
                          ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻔﻀﻞ ﻭﺭﺣﻤﺔ
                          ﻭﺍﺳﺘﺒﺸﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ
                          ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺟﺎﺀ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ
                          ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ
                          ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ
                          ﻳﺤﻤﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ( ﺗﻠﻚ ﻋﺎﺟﻞ
                          ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ) ﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺧﺮﺟﻪ
                          ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ
                          ﻓﻴﺤﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
                          ﻓﺴﺮﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ
                          ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ﻭﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ
                          ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ
                          ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ
                          ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
                          ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﺴﺮﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻃﻠﻊ
                          ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﺠﺒﻪ ﻓﻘﺎﻝ ( ﻟﻪ ﺃﺟﺮﺍﻥ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﺴﺮ
                          ﻭﺃﺟﺮ ﺍﻟﻌﻼﻧﻴﺔ ) ﺍﻫـ .
                          ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻟﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ
                          ﻋﺎﺩﺗﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ
                          ﻛﺎﻋﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻟﻴﺤﺚ
                          ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ
                          ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ : { ﺃﻥ
                          ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ على ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻗﺎﻝ: ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﻟﺘﺄﺗﻤﻮﺍ ﺑﻲ .
                          ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : ﻭﻟﻮ ﺷﺮﻙ
                          ﺑﻴﻦ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺘﺒﺮﺩ ﺃﻭ
                          ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺳﺦ ﺃﺟﺰﺃﻩ ﻓﻲ
                          ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ
                          ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺃﺣﻤﺪ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺪ
                          ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺤﺮﻡ ﻭﻻ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻟﻮ ﻗﺼﺪ
                          ﻣﻊ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻟﻢ
                          ﻳﻀﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
                          ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ
                          ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
                          ﺧﺬﻭﺍ ﻋﻨﻲ ﻣﻨﺎﺳﻜﻜﻢ ﺍﻫـ .

                          تعليق


                          • #14
                            رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                            ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
                            ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ
                            ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺎﺩﻩ – ﻛﺼﻮﻡ
                            ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻤﻴﺲ – ﺃﻭ ﺣﺴّﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ
                            ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ – ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟
                            ﻗﻮﻻﻥ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ :
                            ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ : ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻙ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ
                            ﻷﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ
                            ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻋﺎﺕ ﻓﻼ ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻟﻮ
                            ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
                            ﺭﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ : ﻓﺄﻣﺎ ﺇﻥ ﻫﻢ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﺮﻙ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ
                            ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﺀﺍﺓ ﻟﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ ﺃﻧﻪ
                            ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻷﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ
                            ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻠﻪ
                            ﻣﺤﺮﻡ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ
                            ﻣﺤﺮﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﺑﻪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ
                            ﻷﺟﻠﻪ ﻋﻮﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺝ
                            ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﺴﻨﺪ ﺿﻌﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ
                            ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻻ ﺗﺄﻣﻨﻦ ﻣﻦ ﻣﺪﻗﻖ
                            ﺳﻮﺀ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ
                            ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺇﺫﺍ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻭﺫﻛﺮ ﻛﻼﻣﺎ ﻭﻗﺎﻝ
                            ﺧﻮﻓﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺇﺫﺍ ﺣﺮﻛﺖ ﺳﺘﺮ ﺑﺎﺑﻚ
                            ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﻻ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﻓﺆﺍﺩﻙ
                            ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺇﺫﺍ
                            ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻛﺎﻧﻮﺍ
                            ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺭﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻙ ﺍﻫـ .
                            ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﻧﻪ ﺭﻳﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺗﺮﻙ
                            ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺭﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻙ
                            ﺍﻫـ ﻭﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻬﻲ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ
                            ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺐ ،
                            ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺃﻧﻪ
                            ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ
                            ﻳﻜﻮﻥ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﻓﻴﻌﻤﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻻ
                            ﻳﻌﻤﻞ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻬﺎﺗﺎﻥ
                            ﺳﻴﺌﺘﺎﻥ .
                            ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻀﺮﻩ ﻧﺎﺱ ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﺼﺎﻡ ﻣﻌﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺍﻷﺳﻴﺪﻱ ﻗﺎﻝ
                            ﻟﻘﻴﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻧﺎﻓﻖ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻧﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﺎ ﺭﺃﻯ ﻋﻴﻦ ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺎﻓﺴﻨﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﻀﻴﻌﺎﺕ ﻓﻨﺴﻴﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﻟﻨﻠﻘﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﻠﺖ ﻧﺎﻓﻖ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﺎ ﺭﺃﻯ ﻋﻴﻦ ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﻋﺎﻓﺴﻨﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﻀﻴﻌﺎﺕ ﻧﺴﻴﻨﺎ كثيرا ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻥ ﻟﻮ ﺗﺪﻭﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﺼﺎﻓﺤﺘﻜﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺷﻜﻢ وﻓﻲ ﻃﺮﻗﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺳﺎﻋﺔ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻳُﻌﺪّ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ .
                            مسألة ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ:
                            ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ: ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﻭﻫﻜﺬﺍ
                            ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﺪﺡ ﻭﻛﻼﻫﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎً
                            ﻭﺣﻜﻤﻪ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻗﺴﺎﻣﻪ ﺇﻟﻰ :
                            ﺃ ـ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻛﺎً ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.
                            ﺏ ـ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻪ ﻛﻔﺮ
                            ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻦ ﺻﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
                            ﻓﺤﻜﻤﻪ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻣﺜﻼً : ﻳﺼﻠﻰ
                            ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺼﻠﻰ
                            ﻓﺴﻴﻔﺼﻠﻪ ، ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ .
                            ﺝ ـ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺇﺭﺍﺩﺓ
                            ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺷﺮﻙ ﺃﻛﺒﺮ ،
                            ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺷﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
                            ﻭﻛﻞ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .
                            ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
                            ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﻓﻬﺬﺍ
                            ﺷﺮﻙ ﺃﺻﻐﺮ ﻭﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
                            ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻘﻂ ، ﻭﻛﺎﻷﺫﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ
                            ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ ،
                            ﻭﻛﺼﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ ،
                            ﻭﻛﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ
                            ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ .
                            ﻛﻠﻤﺔ " ﻓﻘﻂ " ﻣﻬﻤﺔ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ
                            ﻣﺜﺎﻝ ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ .. ﻣﺜﻼً :
                            1- ﻣﻦ ﺟﺎﻫﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻘﻂ .
                            2- ﻣﻦ ﺟﺎﻫﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺎﺑﻞ
                            ﺍﻷﻭﻝ . ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻘﺼﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ
                            ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻐﻨﻢ.
                            3- ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺮﻳﺪ
                            ﺍﻵﺧﺮﺓ : ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻠﻐﺎﻟﺐ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ 70% ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻟﻜﻦ 30% ﻳﺮﻳﺪ
                            ﻣﺜﻼً ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ
                            ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻝ
                            ﻣﺤﺮﻡ ﻟﻜﻦ ﻳﻨﻘﺺ ﺃﺟﺮﻩ ﻋﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ
                            ﺫﻟﻚ ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ : { ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺟﻨﺎﺡ ﺃﻥ
                            ﺗﺒﺘﻐﻮﺍ ﻓﻀﻼً ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ } ﻓﻨﻔﺎ ﻋﻨﻬﻢ
                            ﺍﻟﺤﺮﺝ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﺴﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ
                            ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ
                            ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ .
                            4- ﻟﻮ ﺗﺴﺎﻭﻯ : ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻟﻌﻤﻮﻡ ﺣﺪﻳﺚ { ﺃﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﻟﻠﻪ ﻧﺪﺍ } ﻭﻫﻨﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻪ.
                            ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﺟﺢ ﻟﻨﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﺭﺣﻤﻪ
                            ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ
                            ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ : ﻓﺈﻥ ﺧﺎﻟﻂ ﻧﻴﺘﻪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ
                            ﻣﺜﻞ ﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺃﺧﺬﻩ ﺃﺟﺮﺓ
                            ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺃﻭ ﺃﺧﺬ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﺃﻭ
                            ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻧﻘﺺ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺟﺮ ﺟﻬﺎﺩﻩ ﻭﻟﻢ
                            ﻳﺒﻄﻞ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ
                            ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
                            ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
                            ( ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺇﺫﺍ ﻏﻨﻤﻮﺍ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﺗﻌﺠﻠﻮﺍ
                            ﺛﻠﺜﻲ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻐﻨﻤﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﺗﻢ
                            ﻟﻬﻢ ﺃﺟﺮﻫﻢ )
                            ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺠﻬﺎﺩﻩ ﻋﺮﺿﺎ ﻣﻦ
                            ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺃﺟﺮ ﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ
                            ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻏﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺇﻻ
                            ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ
                            ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻱ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ
                            ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻧﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺍﺗﻬﻢ
                            ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻫﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ
                            ﻻ ﻳﺨﻠﻂ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺄﺧﺬ
                            ﺟﻌﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻻ ﻷﺟﻞ
                            ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻛﺄﻧﻪ ﺧﺮﺝ
                            ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺃﻋﻄﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺧﺬﻩ ﻭﻛﺬﺍ ﺭﻭﻱ
                            ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ ( ﺇﺫﺍ ﺟﻤﻊ
                            ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻓﻌﻮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗﺎ
                            ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﻥ
                            ﺃﻋﻄﻲ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻏﺰﺍ ﻭﺇﻥ ﻣﻨﻊ ﺩﺭﻫﻤﺎ
                            ﻣﻜﺚ ﻓﻼ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ )، ﻭﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ
                            ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ( ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﻋﻠﻰ
                            ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻓﻼ ﺃﺭﻯ ﺑﺄﺳﺎ)
                            ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻴﻤﻦ ﺃﺧﺬ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ
                            ﻟﻴﺤﺞ ﺑﻪ ﺇﻣﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ
                            ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﺞ
                            ﺍﻟﺤﻤﺎﻝ ﻭﺣﺞ ﺍﻷﺟﻴﺮ ﻭﺣﺞ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻫﻮ
                            ﺗﺎﻡ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﺼﺪﻫﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻜﺴﺐ ﺍﻫـ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ .
                            " ﻣﺴﺄﻟﺔ " ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻛﻠﻤﺔ " ﻓﻘﻂ "
                            ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ؟
                            ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﻜﻢ
                            ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻬﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺩﻧﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎً ﻓﺴﺒﻖ
                            ﺗﻔﺼﻴﻠﻪ .

                            تعليق


                            • #15
                              رد: الوجازة في الاصول الثلاثة

                              فصل
                              ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ
                              ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻّ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ )
                              ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ : ﻳﻮﺣﺪﻭﻥ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻫﻮ : ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ؛ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ
                              ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ
                              ﺷﻴﺌﺎً )
                              ﺍﻟﺸﺮﺡ :
                              ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ
                              ﺍﻟﻨﺎﺱ "
                              ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻤﻬﻢ ﻭﻛﺎﻓﺮﻫﻢ ﻭﻟﻮ ﻋﺒﺮ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ .
                              " ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ " ﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ ﻓﻌﻠّﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ
                              ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ { ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ
                              ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ } ﻗﺎﻝ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ : ﻳﻮﺣﺪﻭﻥ .
                              ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ " ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﺒﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ " ﻭﺇﻻّ ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻋﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
                              ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ " ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ
                              ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭﺍﺕ " .
                              ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ " ﺍﻷﻟﻒ ﻭﺍﻟﻼﻡ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺃﻱ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻓﺴﺮﻩ " ﺑﺈﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ "
                              ﺛﻢ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ " ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻭﻧﻔﻴﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ "
                              ﺛﻢ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺟﻬﻠﻬﺎ ﻭﻻ ﻳُﻌﺬﺭ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﺍﺫﺍ ﻋﻤﻞ
                              ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﺑﻞ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺍﺳﻢ
                              ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ
                              ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ 20 / 38 ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ
                              ﺛﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﺮﺑﻪ
                              ﻭﻳﻌﺪﻝ ﺑﻪ ( ﻭﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ
                              ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
                              ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﺩﻋﻮﻯ ﺟﻬﻠﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻙ
                              ﻛﺎﻓﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ .
                              ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺴﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﻴﺮﺟﻊ
                              ﺇﻟﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻤﺔ ﻟﻜﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
                              ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻛﺘﺎﺏ
                              ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻦ
                              ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ
                              ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮ .
                              ﺛﻢ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺸﺮﻙ : ﻓﺎﻟﻼﻡ ﻭﺍﻷﻟﻒ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﻌﻤﻮﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                              ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻙ
                              ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ، ﻓﺎﻟﺸﺮﻙ
                              ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ.
                              ﻗﺎﻝ " ﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ " ﺩﻋﻮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .
                              ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧّﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻴﻦ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
                              ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ ﺩﻝّ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻌﻪ .
                              ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻬﻲ : ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍً }
                              ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ
                              ﺇﻟﻬﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﻟﻪ ﻭﺃﺣﺪ ﻓﺈﻳﺎﻱ
                              ﻓﺮﻫﺒﻮﻥ } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻨﻲ ﻻ
                              ﻳﺸﺮﻛﻮﻥ ﺑﻲ ﺷﻴﺌﺎً } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃﻡ
                              ﻟﻬﻢ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺷﺮﻋﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ
                              ﻳﺄﺫﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ } ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺃﻟﻢ ﺗﺮ الى ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺃﻥ
                              ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ ﺑﻪ } ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
                              ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً [ ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻧﺐ
                              ﺃﻋﻈﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻠﻪ ﻧﺪﺍً ﻭﻫﻮ
                              ﺧﻠﻘﻚ ] ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ
                              ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ [ ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
                              ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ
                              ﺩﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ] ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﻓﻴﻪ
                              ﺿﻌﻒ ﻭﺭﻭﻱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
                              ﻋﺒﺎﺱ [ ﻛﺒﺎﺳﻂ ﻛﻔﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻙ
                              ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً ﻏﻴﺮﻩ ﻛﻤﺜﻞ
                              ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻓﻲ
                              ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻭﻻ
                              ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻫـ .
                              ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺘﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ.
                              "ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ " ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺃﻣﺮ .
                              " ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً " ﻻ : ﻧﺎﻫﻴﺔ ﻓﺄﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻙ .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X