إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سؤال هام جدا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال هام جدا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بعد اذنكم في سؤال فقه عاوزة اعرفه
    انا كنت مرتبطه بواحد وكان تعبان عنده فشل كلوى ووعدنى انه هيجي يقابل اهلى اما يعمل العملية بس كان محترم جدا وكنا مش بنتقابل خالص ولا بنتكلم على التليفون كنا بنبعت رسايل واخته هى اللى كانت بتكلمنى على طول كان بيقولى انه مش بيكلمنى ولا بيقابلنى يعني لحد اما يجي رسمي ف البيت
    بس مرة من المرات كان بيكلمنى على النت وقالى هل تقبليني زوجا لكي وانا وافقت وقالى انتى كده زوجتى قدام ربنا وربنا شاهد على كده لحد اما اعمل العملية واجيلك البيت واخطبك ونكتب الكتاب بس برضه هنفضل زي ماكنا من غير اتصالات ولا مقابلات
    وبعد كده تعب جدا وقعد ف المستشفى فترة كبيرة وقرر انه مايكملش وقالى ان هو هيظلمنى معاه لانه مش عارف العملية هينفع يعملها امتى
    وانا قلت مش مهم هستنى بس هو اخد قرار نهائي ونهى الموضوع من حوالي سنة
    سؤالي بقى دلوقتى هل كده انا زوجته بجد ولازم يعني ننفصل ولا كده اساسا كان مافيش زواج
    وخاصة ان انا جاي لي عريس واهلى موافقين عليه وانا مش عارفة بقى انا كده متزوجه ماينفعش اتخطب لحد واتزوجه ولا اساسا من الاول مافيش اصلا زواج ولا لازم ننفصل دي حاجة تانى حاجة لو ده زواج حقيقي ولازم الانفصال فيه كده يبقى لازم اصارح الانسان اللى جاي يرتبط بيا انى كنت كده ولا ايه ياريت حد يرد عليا بسرعة ضروري

  • #2
    رد: سؤال هام جدا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بعد اذنكم في سؤال فقه عاوزة اعرفه
    انا كنت مرتبطه بواحد وكان تعبان عنده فشل كلوى ووعدنى انه هيجي يقابل اهلى اما يعمل العملية بس كان محترم جدا وكنا مش بنتقابل خالص ولا بنتكلم على التليفون كنا بنبعت رسايل واخته هى اللى كانت بتكلمنى على طول كان بيقولى انه مش بيكلمنى ولا بيقابلنى يعني لحد اما يجي رسمي ف البيت
    بس مرة من المرات كان بيكلمنى على النت وقالى هل تقبليني زوجا لكي وانا وافقت وقالى انتى كده زوجتى قدام ربنا وربنا شاهد على كده لحد اما اعمل العملية واجيلك البيت واخطبك ونكتب الكتاب بس برضه هنفضل زي ماكنا من غير اتصالات ولا مقابلات
    وبعد كده تعب جدا وقعد ف المستشفى فترة كبيرة وقرر انه مايكملش وقالى ان هو هيظلمنى معاه لانه مش عارف العملية هينفع يعملها امتى
    وانا قلت مش مهم هستنى بس هو اخد قرار نهائي ونهى الموضوع من حوالي سنة
    سؤالي بقى دلوقتى هل كده انا زوجته بجد ولازم يعني ننفصل ولا كده اساسا كان مافيش زواج
    وخاصة ان انا جاي لي عريس واهلى موافقين عليه وانا مش عارفة بقى انا كده متزوجه ماينفعش اتخطب لحد واتزوجه ولا اساسا من الاول مافيش اصلا زواج ولا لازم ننفصل دي حاجة تانى حاجة لو ده زواج حقيقي ولازم الانفصال فيه كده يبقى لازم اصارح الانسان اللى جاي يرتبط بيا انى كنت كده ولا ايه ياريت حد يرد عليا بسرعة ضروري
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    الصورة التي تفضلتي ببيانها لا تعدّ زواجاً شرعيا حتى ولو رضى كل طرف بالآخر ، إنما الزواج الشرعي يكون بوليّ وشاهدين عادلين.

    ولا يشترط لك أن تستحلي الأخ المذكور (شفاه الله)
    ولا يشترط ان تخبري من يرتبط بك مستقبلا

    والله أعلم

    تعليق


    • #3
      رد: سؤال هام جدا

      وعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      يَتَضَمَّنُ السُّؤَالُ عِدَّةَ أُمُورٍ يَجِبُ الوُقُوفُ عَلَيْهَا وبَيَانُ أحْكَامِهَا، وتَفْصِيلُهَا كَالتَّالِي:

      انا كنت مرتبطه بواحد وكان تعبان عنده فشل كلوى

      للزَّوَاجِ مَقَاصِدُ شَرْعِيَّةٌ كَثِيرَةٌ ومُهِمَّةٌ، مِنْهَا المُتْعَةُ والإنْجَابُ والقِيَامُ عَلَى رِعَايَةِ الأوْلاَدِ والزَّوْجِ/الزَّوْجَةِ والقِيَامُ بوَاجِبَاتِهِمْ، لِذَا فَرَّقَ الشَّرْعُ بَيْنَ الأمْرَاضِ والعُيُوبِ الَّتِي يُفْسَخُ بِهَا العَقْدُ والَّتِي لا يُفْسَخُ، وكَذَا بَيَّنَ ضَرُورَةَ إخْبَارِ كُلِّ طَرَفٍ للآخَرِ عَمَّا بِهِ مِنْ عُيُوبٍ، وإلاَّ كَانَ غِشًّا، ويُفْسَخُ بِهِ العَقْدُ إنْ لَمْ يَرْضَ بِهِ الطَّرَفُ الآخَر بَعْدَ العِلْمِ بِهِ، لِذَا يَجِبُ الإخْبَارُ بالعُيُوبِ قَبْلَ الخِطْبَةِ، ولا يُشْتَرَطُ إخْبَارُ الوَلِيِّ أو مُوَافَقَتُهُ إنْ عَلِمَ، لأنَّ هَذا حَقٌّ للخَاطِبِ والمَخْطُوبَةِ ولَيْسَ للوَلِيِّ، فَإنْ رَضِيَ طَرَفٌ بعَيْبٍ في الطَّرَفِ الآخَرِ قَبْلَ العَقْدِ، لَمْ يَجُزْ لَهُ طَلَبُ فَسْخِ العَقْدِ بَعْدَ انْعِقَادِهِ لنَفْسِ العَيْبِ.

      وعَلَى ذَلِكَ كَانَ يَجِبُ أوَّلاً الاسْتِفْتَاءُ في حُكْمِ قَبُولِ خِطْبَةِ المَرِيضِ بالفَشَلِ الكُلَوِيِّ، وبَيَانِ دَرَجَةِ مَرَضِهِ ونَوْعِهَا، كَيْ يَكُونَ النُّصْحُ مُنَاسِبًا للحَالَةِ، فَكَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى الفَشَلِ الكُلَوِيِّ يُؤَثِّرُ مَرَضُهُمْ والعَقَاقِيرُ الَّتِي يَتَنَاوَلُونَهَا والعَمَلِيَّاتُ الَّتِي يُجْرُونَهَا عَلَى قُدْرَتِهِمُ الجِنْسِيَّةِ وصِحَّتِهِمْ بشَكْلٍ عَامٍّ، وبالتَّالِي قَدْ يَكُونُ في الزَّوَاجِ مِنْ أحَدِهِم تَفْوِيتٌ لبَعْضِ أو كُلِّ مَقَاصِدِ الزَّوَاجِ، الَّتِي هِيَ الأصْلُ في الزَّوَاجِ.

      ولَقَدْ حَاوَلْتُ الوُصُولَ إلى فَتْوَى خَاصَّةٍ بهذا الأمْرِ ولَكِنِّي لَمْ أُوَفَّقْ، لِذَا أحْبَبْتُ بَيَانَ الأمْرِ وتَوْضِيحِ أهَمِّيَّتِهِ، وأنْصَحُ لِمَنْ كَانَ لَهُ مِثْلَ هذه الحَالَةِ أنْ يَقُومَ بمُرَاجَعَةِ شُيُوخِ قَنَاة الرَّحْمَةِ في بَرَامِجِ الفَتَاوَى أو غَيْرِهَا مِنَ البَرَامِجِ الَّتِي تَسْتَقْبِلُ أسْئِلَةَ المُتَّصِلِينَ، ولَكِنْ بشَرْطٍ: أنْ يَكُونَ دَقِيقًا في وَصْفِ الحَالَةِ وبَيَانِ تَفْصِيلِهَا حَتَّى يَأخُذَ الحُكْمَ الصَّحِيحَ، فَهُنَاكَ مَا يُعْرَفُ بتَضْلِيلِ المُفْتِي، وهُوَ إعْطَاءُ المُفْتِي مَعْلُومَاتٍ نَاقِصَةٍ أو غَيْرِ مُطَابِقَةٍ للوَاقِعِ أو مَكْذُوبَةٍ أو مُبْهَمَةٍ، فَيُفْتِي بنَاءً عَلَيْهَا، فَيَجِيءُ الحُكْمُ بِمَا لا يَتَنَاسَبُ مَعَ الحَالَةِ الحَقِيقِيَّةِ، واللهُ المُسْتَعَانُ.

      ووعدنى انه هيجي يقابل اهلى... لحد اما يجي رسمي ف البيت... لحد اما اعمل العملية واجيلك البيت... وخاصة ان انا جاي لي عريس واهلى موافقين عليه وانا مش عارفة بقى انا كده متزوجه ماينفعش اتخطب

      هَذا الكَلاَمُ مَعْنَاهُ أنَّ العَلاَقَةَ بَدَأتْ وانْتَهَتْ بدُونِ عِلْمِ الأهْلِ، وأنَّ كُلَّ مَا تَمَّ بَيْنَكُمَا كَانَ في غِيَابِ الوَلِيِّ والمَحْرَمِ، وهذه خُلْوَةٌ مُحَرَّمَةٌ برَجُلٍ أجْنَبِيٍّ لا يَحِلُّ لَكِ، والوُعُودُ الجَوْفَاءُ لا تَجْعَلُ الحَرَامَ حَلاَلاً، فَلاَ يَزَالَ النَّاسُ يُحْدِثُونَ، ويُحْدِثُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ، ولا يَزَالُ الشَّيْطَانُ يُزَيِّنُ للنَّاسِ أعْمَالَهُمْ، ويَأتِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدَاخِلِهِ الَّتِي يَسْهُلُ عَلَيْهِ أمْرُهَا، ولا يَزَالُ النَّاسُ مِنْهُ في بَلِيَّةٍ، ويُخْطِئُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ حِينَ يَظُنُّ أحَدُهُمْ أنَّ صُعُوبَةَ الزَّمَانِ وقِلَّةَ الإخْوَانِ وفَسَادَ الأحْوَالِ تَسْمَحُ لَهُ أنْ يَسْلُكَ مَسَالِكَ الرَّدَى، ويَقَعَ في حَبَائِلِ الشَّيْطَانِ، فَإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَزَالُ يَطْرُقُ أبْوَابَ الضَّلاَلَةِ ليَفْتَحَهَا عَلَى عِبَادِ اللهِ إلى أنْ يُوقِعَهُمْ في شِرَاكِهِ، ألَمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالَى [ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ] (الأعْرَافُ: 16، 17)، قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ في تَلْبِيسِ إبْلِيسِ (ص 52) [ وإنَّمَا يَدْخُلُ إبْلِيسُ عَلَى النَّاسِ بقَدْرِ مَا يُمْكِنُهُ، ويَزِيدُ تَمَكُّنُهُ مِنْهُمْ ويَقِلُّ عَلَى مِقْدَارِ يَقَظَتِهِمْ وغَفْلَتِهِمْ، وجَهْلِهِمْ وعِلْمِهِمْ ]، فَالقَلْبُ كَالحِصْنِ، والشَّيَاطِينُ لا تَزَالُ تَدُورُ حَوْلَ الحِصْنِ تَطْلُبُ غَفْلَةَ الحَارِسِ، فَيَنْبَغِي للحَارِسِ أنْ يَعْرِفَ جَمِيعَ أبْوَابِ الحِصْنِ الَّذِي قَدْ وُكِّلَ بحِفْظِهِ، وأنْ لا يَفْتُرَ عَنِ الحِرَاسَةِ لَحْظَةً، فَإنَّ العَدُوَّ مَا يَفْتُرُ، قَالَ رَجُلٌ للحَسَنِ البَصْرِيِّ [ أيَنَامُ إبْلِيسُ؟ قَالَ: لَوْ نَامَ لَوَجَدْنَا رَاحَةً! ].

      ومِنْ هذه الأبْوَابِ الَّتِي يَجِبُ أنْ تُوصَدَ: بَابُ المُوَاعَدَةِ بَيْنَ الجِنْسَيْنِ والحُبُّ والعِشْقُ، قَالَ تَعَالَى [ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ]، ذَكَرَ ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِهِ في مَعْنَى المُوَاعَدَةِ سِرًّا [ وقَالَ عَلِيُّ بْن أبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (ولَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا) أي تَقُلْ لَهَا (إنِّي عَاشِقٌ وعَاهِدِينِي أنْ لا تَتَزَوَّجِي غَيْرِي) ونَحْوَ هَذا، وكَذَا رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرَ والشَّعْبِيِّ وعِكْرِمَةَ وأبِي الضُّحَى والضَّحَّاكِ والزُّهْرِيِّ ومُجَاهِدِ والثَّوْرِيِّ (هُوَ أنْ يَأخُذَ مِيثَاقَهَا أنْ لا تَتَزَوَّجَ غَيْرَهُ)، وعَنْ مُجَاهِدِ (هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ للمَرْأةِ: لا تُفَوِّتِينِي بنَفْسِكِ فَإنِّي نَاكِحُكِ)، وقَالَ قَتَادَةَ (هُوَ أنْ يَأخُذَ عَهْدَ المَرْأةِ وهِيَ في عِدَّتِهَا أنْ لا تَنْكِحَ غَيْرَهُ)، فَنَهَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ، وقَدَّمَ فِيهِ وأحَلَّ الخِطْبَةَ والقَوْلَ بالمَعْرُوفِ ].

      وعَلَى ذَلِكَ: فَالمُوَاعَدَةُ الَّتِي تَمَّتْ بَيْنَكُمَا حَرَامٌ، تَلْزَمُهَا تَوْبَةٌ، والخُلْوَةُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَكُمَا دُونَ عِلْمِ وَلِيِّكِ - أو حَتَّى بعِلْمِهِ ولَكِنْ دُونَ وُجُودِ مَحْرَمٍ - حَرَامٌ، تَلْزَمُهَا تَوْبَةٌ، وحَتَّى المُرَاسَلَةَ نَفْسَهَا فِيهَا حَرَامٌ، ولَكِنْ نُبَيِّنُ تَفْصِيلَهَا فِيمَا يَلِي، مَعَ بَيَانِ كَيْفِيَّةِ التَّوْبَةِ.

      كنا بنبعت رسايل... بس مرة من المرات كان بيكلمنى على النت

      الوَاضِحُ أنَّهَا كَانَتْ عَلاَقَةً مِنْ عِلاَقَاتِ الانْتَرْنِتْ، لأنَّهُ لَمْ يُذْكَرْ أنَّهُ كَانَ زَمِيلَ دِرَاسَةٍ أو عَمَلٍ أو جَارٍ أو قَرِيبٍ، وحَسْبَمَا قِيلَ لَمْ يَرَ أحَدُكُمَا الآخَرُ أو حَتَّى سَمِعَ صَوْتَهُ، وبالتَّالِي نَسْتَنْتِجُ أنَّهَا كَانَتْ عَلاَقَةَ تَعَارُفٍ مِنْ عَلَى الانْتَرْنِتْ ثُمَّ تَطَوَّرَتْ، وسَوَاءٌ كَانَتْ هَكَذَا أو لاَ، فَمَا حَدَثَ بَيْنَكُمَا مِنْ مُرَاسَلاَتٍ ذَنْبٌ يَحْتَاجُ إلى تَوْبَةٍ، لا أنْ نَمُرَّ عَلَيْهِ مُرُورَ الكِرَامِ دُونَ أنْ نُعِيرَهُ اهْتِمَامًا، فَالمُرَاسَلَةُ الَّتِي تَمَّتْ بَيْنَكُمَا لا تَجُوزُ حَتَّى لَوْ كَانَتِ الخِطْبَةُ قَدْ تَمَّتْ، سَوَاءٌ كَانَتِ المُرَاسَلَةُ بالكَلاَمِ المَكْتُوبِ أو المَسْمُوعِ، وكُلُّ هَذا مِنْ تَزْيِينِ الشَّيْطَانِ، كَالكَلاَمُ مَعَ أُخْتِهِ بَدَلاً مِنْ أنْ يُكَلِّمَ هُوَ وَلِيُّكِ، وكَالزَّوَاجِ الوَهْمِيِّ، وكَاعْتِبَارِ مَا تَمَّ لا شَيْءَ فِيهِ ولا ذَنْبَ ولا إثْمَ لمُجَرَّدِ كَلِمَاتٍ جَوْفَاءٍ قَالَهَا أو مُبَرِّرَاتٍ سَاقَتْهَا النَّفْسُ لتَصْدِيقِهِ، ونِيَّةُ الخَيْرِ مِنْ أحَدِ الطَّرَفَيْنِ أو مِنْ كِلَيْهِمَا لا تَشْفَعُ لِمَا تَمَّ مِنْ ذُنُوبٍ، لأنَّ العَمَلَ الفَاسِدَ يُفْسِدُ النِّيَّةَ الصَّالِحَةَ، كَمَا أنَّ النِّيَّةَ الفَاسِدَةَ تُفْسِدُ العَمَلَ الصَّالِحَ، قَالَ الشَّيْخُ الغَزَّالِيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ فِيمَا صَحَّ عَنْهُ في الإحْيَاءِ (4/368) في (انْقِسَامِ الأعْمَالِ إلى مَعَاصٍ وطَاعَاتٍ ومُبَاحَاتٍ وتَأثِيرِ النِّيَّةِ في ذَلِكَ) [ القِسْمُ الأوَّلُ: المَعَاصِي، وهي لا تَتَغَيَّرُ عَنْ مَوْضِعِهَا بالنِّيَّةِ، فَلاَ يَنْبَغِي أنْ يَفْهَمَ الجَاهِلُ ذَلِكَ مِنْ عُمُومِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمِ (إنَّمَا الأعْمَالُ بالنِّيَّاتِ) فَيَظُنُّ أنَّ المَعْصِيَةَ تَنْقَلِبُ طَاعَةً بالنِّيَّةِ، كَالَّذِي يَغْتَابُ إنْسَانًا مُرَاعَاةً لقَلْبِ غَيْرِهِ، أو يُطْعِمُ فَقِيرًا مِنْ مَالِ غَيْرِهِ، أو يَبْنِي مَدْرَسَةً أو مَسْجِدًا أو رِبَاطًا بمَالٍ حَرَامٍ، وقَصْدُهُ الخَيْرُ، فهَذا كُلُّهُ جَهْلٌ، والنِّيَّةُ لا تُؤَثِّرُ في إخْرَاجِهِ عَنْ كَوْنِهِ ظُلْمًا وعُدْوَانًا ومَعْصِيَةً، بَلْ قَصْدُهُ الخَيْرُ بالشَّرِّ عَلَى خِلاَفِ مُقْتَضَى الشَّرْعِ؛ شَرٌّ آخَرُ، فَإنْ عَرَفَهُ فَهُوَ مُعَانِدٌ للشَّرْعِ، وإنْ جَهِلَهُ فَهُوَ عَاصٍ بجَهْلِهِ؛ إذْ طَلَبُ العِلْمِ فَرِيَضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ]، إلى أنْ قَالَ [ فَإذَنْ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (إنَّمَا الأعْمَالُ بالنِّيَّاتِ) يَخْتَصُّ مِنَ الأقْسَامِ الثَّلاَثَةِ بالطَّاعَاتِ والمُبَاحَاتِ دُونَ المَعَاصِي؛ إذِ الطَّاعَةُ تَنْقَلِبُ مَعْصِيَةً بالقَصْدِ، والمُبَاحُ يَنْقَلِبُ مَعْصِيَةً وطَاعَةً بالقَصْدِ، فَأمَّا المَعْصِيَةُ فَلاَ تَنْقَلِبُ طَاعَةً بالقَصْدِ أصْلاً، نَعَم، للنِّيَّةِ دَخْلٌ فِيهَا، وهُوَ أنَّهُ إذا انْضَافَ إلَيْهَا قُصُودٌ خَبِيثَةٌ تَضَاعَفَ وِزْرُهَا وعَظُمَ وَبَالُهَا ]، وفِيمَا يَلِي فَتْوَى تُبَيِّنُ تَحْرِيمَ المُرَاسَلَةِ بَيْنَ الخَاطِبِ والمَخْطُوبَةِ، واسْتِثْنَاءَ ذَلِكَ بضَوَابِطِهِ، وبالتَّالِي يَكُونُ مِنْ بَابِ أوْلَى تَحْرِيمِهَا عَلَى مَنْ لَمْ تَتِمَّ خِطْبَتُهُمَا:

      السُّؤَالُ: هَلْ يَجُوزُ للمَخْطُوبَةِ أنْ تُرْسِلَ لخَطِيبِهَا عَبْرَ البَرِيدِ الإلِكْتِرُونِيِّ سِيرَتهَا الذَّاتِيَّةَ (نُبْذَةً شَخْصِيَّةً عَنْ حَيَاتِهَا)؟ وهَلْ يَجُوزُ أنْ تَرُدَّ عَلَى رَسَائِلِهِ (بوُجُوهٍ تَعْبِيرِيَّةٍ) لتُثْبِتَ وُصُولَ الرِّسَالَةِ؟ وهَلْ يَجُوزُ أنْ تُرْسِلَ لَهُ "مسجات" ورَسَائِلَ (أدْعِيَةٍ) في المُنَاسَبَاتِ كَرَمَضَانَ، والعِيدِ، ويَوْمِ الجُمُعَةِ؟
      المُفْتِي: مَوْقِعُ الإسْلاَمِ سُؤَالٌ وجَوَابٌ بإشْرَافِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ صَالِحِ المُنَجِّدِ
      الجَوَابُ:
      الحَمْدُ لله؛
      الَّذِي نَنْصَحُ بِهِ كُلاًّ مِنَ الخَاطِبِ والمَخْطُوبَةِ أنْ يُتِمُّوا عَقْدَ الزَّوَاجِ الشَّرْعِيِّ في أقْرَبِ فُرْصَةٍ مُمْكِنَةٍ، فَالمُسْلِمُ مُطَالَبٌ بالإسْرَاعِ إلى العِفَّةِ والسِّتْرِ والصِّيَانَةِ، فَذَلِكَ أدْعَى ألاَّ يَسْتَزِلَّهُمَا الشَّيْطَانُ إلى مَا يُسِيءُ إلَيْهِمَا، وإلى مُسْتَقْبَلِ حَيَاتِهِمَا الزَّوْجِيَّةِ.
      وليَعْلَمَ الخَطِيبَانِ اللَّذَانِ لَمْ يَتِمَّ العَقْدُ الشَّرْعِيُّ بَيْنَهُمَا، أنَّهُمَا أجْنَبِيَّانِ في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ، لا يَجُوزُ أنْ يَرْبطَهُمَا شَيْءٌ مِنَ المُخَاطَبَاتِ أو المُرَاسَلاَتِ أو المُحَادَثَاتِ، كَمَا هُوَ الشَّأنُ بَيْنَ كُلِّ شَابٍّ وفَتَاةٍ، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى العَقْدَ الشَّرْعِيَّ حَدًّا فَاصِلاً مُنْضَبِطًا بَيْنَ العَلاَقَاتِ المُحَرَّمَةِ والعَلاَقَاتِ الشَّرْعِيَّةِ، فَلاَ يَجُوزُ للمُسْلِمِينَ أنْ يَتَعَدَّوْا حُدُودَ اللهِ، ولا أنْ يَفْتَحُوا أبْوَابَ الأهْوَاءِ والرَّغَبَاتِ، وإلاَّ فَسَدَتْ قَوَانِينُ الأخْلاَقِ، واضْطَرَبَتْ حُدُودُ العَلاَقَاتِ، وتَسَبَّبَتْ في حُدُوثِ الفِتَنِ والمَفَاسِدِ والمُشْكِلاَتِ بَيْنَ النَّاسِ، وقَدْ شَاهَدْنَا وسَمِعْنَا وقَرْأنَا الكَثِيرَ الكَثِيرَ مِنْ ذَلِكَ، مِمَّا يَسْتَدْعِي وُقُوفَ كُلٍّ مِنَّا عِنْدَ الحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ، وتَحَمُّلَ المَسْؤُولِيَّةِ الفَرْدِيَّةِ والجَمَاعِيَّةِ.

      قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ [ إذا رَضِيَهَا وتَمَّتِ الخِطْبَةُ فَلاَ يُكَلِّمُهَا، انْتَهَى المَوْضُوعُ، وبَعْضُ الخُطَّابِ يُكَلِّمُ خَطِيبَتَهُ بالتِّلِيفُونِ، فَتَجِدُهُ يَجْلِسُ مَعَهَا سَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ يُحَدِّثُهَا، وإذا قُلْتَ: (هَذا لا يَجُوزُ، المَرْأةُ أجْنَبِيَّةٌ مِنْكَ كَيْفَ تُحَدِّثُهَا؟) قَالَ (أنْظُرُ مَدَى ثَقَافَتِهَا)، كَيْفَ تَنْظُرُ مَدَى ثَقَافَتِهَا؟ ألَسْتَ خَطَبْتَهَا ورَضِيتَ بِهَا، لا حَاجَةَ إلى الثَّقَافَةِ، إذا كُنْتَ تُرِيدُ اعْقِدْ عَلَيْهَا وحَدِّثْهَا مَا شِئْتَ، أمَّا أنْ تُحَدِّثَهَا وهي أجْنَبِيَّةٌ مِنْكَ ولَمْ يَتِمَّ العَقْدُ فهذا لا يَجُوزُ، وقَدِ ابْتُلِيَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ بهذا، فَتَجِدُهُ يَفْتَحُ الهَاتِفَ عَلَيْهَا ويُحَدِّثُهَا، لَيْلَةً كَامِلَةً تَذْهَبُ، والحَدِيثُ مَعَ الصَّدِيقِ يَقْتُلُ الوَقْتَ قَتْلاً، فَنَحْذَرُ مِنْ هَذا ] اللِّقَاءُ الشَّهْرِيُّ (رَقْم/28، سُؤَالُ رَقْم/3)، وقَالَ أيْضًا [ المَخْطُوبَةُ أجْنَبِيَّةٌ مِنَ الخَاطِبِ، لا فَرْقَ بَيْنَهَا وبَيْنَ مَنْ لَمْ تَكُنْ خَطِيبَةً، حَتَّى يَعْقِدْ عَلَيْهَا ]، وقَالَ أيْضًا رَحِمَهُ الله [ المَرْأةُ المَخْطُوبَةُ كَغَيْرِ المَخْطُوبَةِ في النَّظَرِ إلَيْهَا والتَّحَدُّثِ إلَيْهَا والجُلُوسِ مَعَهَا، أي أنَّ ذَلِكَ حَرَامٌ عَلَى الإنْسَانِ ] فَتَاوَى نُورٌ عَلَى الدَّرْبِ (فَتَاوَى النِّكَاحِ/ أحْكَامُ الخِطْبَةِ).

      وقَدْ أجَازَ بَعْضُ العُلَمَاءِ كَلاَمَ الرَّجُلِ مَعَ خَطِيبَتِهِ إذا كَانَ مِنْ أجْلِ التَّفَاهُمِ في أُمُورِ الزَّوَاجِ، بشَرْطِ أنْ يَكُونَ الكَلاَمُ بقَدْرِ الحَاجَةِ، ولا يَتِمُّ التَّوَسُّعُ فِيهِ والتَّطْوِيلِ، وبشَرْطِ ألاَّ يَكُونَ في ذَلِكَ فِتْنَةً أو إثَارَةَ شَهْوَةٍ، وإذا كَانَ ذَلِكَ بعِلْمِ أبَوَيْهَا واطِّلاَعِهِمْ، والأوْلَى أنْ تَتِمَّ المُرَاسَلَةُ والمُحَادَثَةُ مَعَ وَلِيِّهَا فَقَطْ، سُئِلَ الشَّيْخُ صَالِح الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ عَنْ مُكَالَمَةِ الخَطِيبِ لخَطِيبَتِهِ عَبْرَ الهَاتِفِ هَلْ هُوَ جَائِزٌ شَرْعًا أمْ لا؟ فَأجَابَ [ مُكَالَمَةُ الخَطِيبِ لخَطِيبَتِهِ عَبْرَ الهَاتِفِ لا بَأسَ بِهِ؛ إذا كَانَ بَعْدَ الاسْتِجَابَةِ لَهُ، وكَانَ الكَلاَمُ مِنْ أجْلِ المُفَاهَمَةِ، وبقَدْرِ الحَاجَةِ، ولَيْسَ فِيهِ فِتْنَةٌ، وكَوْنُ ذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ وَلِيِّهَا أتَمُّ وأبْعَدُ عَنِ الرَّيْبَةِ ] المُنْتَقَى (3/163).

      ومِمَّا تَقَدَّمَ يَثْبُتُ أنَّ مَا تَمَّ بَيْنَكُمَا مِنْ مُرَاسَلاَتٍ حَرَامٌ، وذَنْبٌ يَلْزَمُهُ تَوْبَةٌ، والتَّوْبَةُ تَكُونُ بإيِقَافِ الذَّنْبِ والنَّدَمِ عَلَيْهِ وعَدَمِ العَوْدَةِ إلَيْهِ ثَانِيَةً لا مَعَ نَفْسِ الشَّخْصِ ولا مَعَ غَيْرِهِ، ثُمَّ العَمَلُ الصَّالِحُ يَكُونُ مُتَمِّمًا للتَّوْبَةِ، ومِنْ أفْضَلِ الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ هِدَايَةُ النَّاسِ وتَحْذِيرُهُمْ مِنَ الوُقُوعِ في نَفْسِ الذَّنْبِ وبَيَانُ حُرْمَتِهِ ومُسَاعَدَتُهُمْ عَلَى التَّوْبَةِ مِنْهُ، وكُلَّمَا كَانَتِ التَّوْبَةُ أسْرَعَ كَانَتْ أفْضَلَ، لعَدَمِ الوُقُوعِ في التَّسْوِيفِ وطُولِ الأمَلِ، فَلَيْسَ مِنَّا مَنْ يَدْرِي مَتَى سَيَمُوتُ ليُؤَخِّرَ تَوْبَتَهُ، وقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى أنَّهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِمَّنْ يَتُوبُونَ سَرِيعًا، قَالَ تَعَالَى [ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً 17 وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 18 ] (النِّسَاء: 17، 18)، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْد مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ] صَحِيحُ التَّرْغِيبِ للألْبَانِيِّ، وبِمَا أنَّنَا لا نَعْرِفُ مَتَى سَنَمُوتُ، فَالتَّوْبَةُ اليَوْمَ أسْرَعُ مِنْ غَدًا، والتَّوْبَةُ هذه السَّاعَةِ أفْضَلُ مِنَ السَّاعَةِ القَادِمَةِ، والتَّوْبَةُ في مَوْطِنِ المَعْصِيَةِ أحْسَنُ مِنَ التَّوْبَةِ بَعْدَ انْتِهَائِهَا، لِذَا كَانَ مِنْ حِرْصِنَا عَلَيْكِ ووَاجِبِنَا تُجَاهَكِ وحَقِّكِ عَلَيْنَا أنْ نَنْصَحَكِ بالتَّوْبَةِ، ونُبَيِّنَ لَكِ خُطُورَةَ الذَّنْبِ حَتَّى لا يَتَكَرَّرَ في المُسْتَقْبَلِ، واللهُ الهَادِي.

      وقالى هل تقبليني زوجا لكي وانا وافقت وقالى انتى كده زوجتى قدام ربنا وربنا شاهد على كده لحد اما اعمل العملية واجيلك البيت واخطبك ونكتب الكتاب

      هذا لَيْسَ بزَوَاجٍ، لأنَّهُ لَمْ يُحَقِّقْ أيَّ شَرْطٍ مِنْ شُرُوطِ صِحَّةِ الزَّوَاجِ إلاَّ القَبُولَ فَقَطْ، فَلَيْسَ هُنَاكَ وَلِيٌّ ولا مَهْرٌ ولا شُهُودٌ ولا إشْهَارٌ، ولا نَعْلَمُ أيْنَ غَابَ العَقْلُ وهُوَ يَقُولُ لَكِ ذَلِكَ؟ فَأيُّ خِطْبَةٍ تَتِمُّ بَعْدَ الزَّوَاجِ؟ وهَلْ يَكْتُبُ الرَّجُلُ كِتَابَهُ عَلَى امْرَأةٍ تَزَوَّجَهَا مِنْ قَبْلُ؟؟ هَلْ سَمِعْنَا مِنْ قَبْلُ عَنْ زَوَاجٍ يَتِمُّ مَرَّتَيْنِ بَيْنَ نَفْسِ الأشْخَاصِ المُتَزَوِّجِينَ أصْلاً؟ حَتَّى وإنْ خَفِيَ عَلَيْكِ الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ، فَهَلْ ذَهَبَ المَنْطِقُ والعَقْلُ أيْضًا؟ هَلْ صَارَتْ نَفْسُكِ عَلَيْكِ رَخِيصَةً إلى هذا الحَدِّ؟! مَا المُنْتَظَرُ مِنْ زَوَاجٍ مِثْلِ هَذا إنْ تَمَّ؟ زَوَاجٌ بَدَأ في الحَرَامِ، وبُنِيَ عَلَى أوْهَامٍ وضَلاَلاَتٍ، أخَذَكِ فِيهِ رَخِيصَةً، وعَامَلَكِ فِيهِ كَخَفَافِيشِ الظَّلاَمِ في السِّرِّ؟ إنَّ مِنْ قَوَاعِدِ الفِقْهِ في الإسْلاَمِ: أنَّ كُلَّ مَا يُفْضِي إلى مُحَرَّمٍ فَهُوَ مُحَرَّمٌ وإنْ كَانَ أصْلُهُ حَلاَلاً، فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ أصْلُهُ حَرَامًا، بمَاذَا سَيَأتِي؟

      السُّؤَالُ: أنَا شَابٌّ خَطَبْتُ فَتَاةٍ، وتَجَاوَزَتْ فَتْرَةُ الخُطُوبَةِ عَامًا تَقْرِيبًا، حَدَثَ بَيْننَا أشْيَاءُ تُشْبِهُ الزَّوَاجَ لَكِنْ لَمْ يَحْدُثْ زِنَا، ولَكِنْ أنَا أعْلَمُ أنَّ هَذا مِنْ دَرَجَاتِ الزِّنَا، فَقُلْتُ لَهَا هَلْ تُزَوِّجِينَنِي نَفْسَكِ عَلَى سُنَّةِ اللهِِ ورَسُولِهِ؟ قَالَت: نَعَمْ، وأنَا أشْهَدُ أمَامَ اللهِ والمُسْلِمِينَ جَمِيعًا أنَّهَا زَوْجَتِي، وهي أيْضًا ولَكِنْ بدُونِ شُهُودٍ، حَتَّى يَتِمَّ الزَّوَاجُ رَسْمِيًّا حَتَّى يَكُونَ مَا حَدَثَ بَيْننَا أو أيُّ شَيْءٍ يَحْدُثُ لَيْسَ حَرَامًا، هَلْ هذا الزَّوَاجُ يَجُوزُ أمْ لا؟
      المُفْتِي: مَوْقِعُ الإسْلاَمِ سُؤَالٌ وجَوَابٌ بإشْرَافِ الشَّيْخِ مُحَمَّد صَالِح المُنَجِّد
      الجَوَابُ:
      الحَمْدُ لله؛
      أوَّلاً: الخَاطِبُ أجْنَبِيٌّ عَنْ مَخْطُوبَتِهِ، فَلاَ يَحِلُّ لَهُ لَمْسُهَا أو مُصَافَحَتُهَا أو الخُلْوَةُ بِهَا، وأدِلَّةُ تَحْرِيمِ هذه الأُمُورِ مَعْلُومَةٌ لا تَخْفَى، وانْظُرِ السُّؤَالَ رَقْمَ (84089).
      فَمَا حَدَثَ بَيْنَكُمَا أمْرٌ مُحَرَّمٌ، تَلْزَمُ فِيهِ التَّوْبَةُ إلى اللهِ تَعَالَى، بالإقْلاَعِ عَنْهُ، والنَّدَمِ عَلَيْهِ، والعَزْمِ عَلَى عَدَمِ العَوْدَةِ إلَيْهِ مُسْتَقْبَلاً، كَمَا يَلْزَمُكُمَا البُعْدُ عَنْ أسْبَابِ الحَرَامِ ومُقَدِّمَاتِهِ، مِنَ الاتِّصَالِ أو المُرَاسَلَةِ، حَتَّى يَتِمَّ عَقْدُ النِّكَاحِ.
      وتَسَاهُلُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ في هذه الأُمُورِ أثْنَاءَ الخِطْبَةِ مُنْكَرٌ عَظِيمٌ يَجُرُّ إلى مَا هُوَ أنْكَرُ مِنْهُ وأشْنَعُ، وتَأمَّلْ كَيْفَ يَتَلاَعَبُ الشَّيْطَانُ بالرَّجُلِ حَتَّى يَزْنِي بمَنْ يُرِيدُ الزَّوَاجَ مِنْهَا، فَإنَّا للهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، وتَأمَّلْ زَوَاجًا يَبْدَأ بالحَرَامِ، ويُبْنَى عَلَى الحَرَامِ، كَيْفَ يَكُون حَالُهُ ومَآلُهُ!


      ثَانِيًا: قَوْلُكَ لمَخْطُوبَتِكَ (هَلْ تُزَوِّجِينَنِي نَفْسَكِ عَلَى سُنَّةِ اللهِ ورَسُولِهِ؟) وجَوَابُهَا بنَعَمْ لا يُعْتَبَرُ زَوَاجًا، ولا قِيمَةَ لَهُ في نَظَرِ الشَّرْعِ ، فَلاَ يَبِيحُ مَا سَبَقَ ولا مَا سَيَأتِي، وإنَّمَا هَذا مِنْ تَزْيِينِ الشَّيْطَانِ لبَعْضِ النَّاسِ الَّذِينَ أعْرَضُوا عَنْ تَعَلُّمِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ أمْرِ دِينِهِمْ، ولَوْ كَانَ هَذا زَوَاجًا لَمَا عَجَزَ كُلُّ زَانٍ وزَانِيَةٍ عَنْ فِعْلِهِ!

      ولا يَكُونُ عَقْدُ الزَّوَاجِ صَحِيحًا إلاَّ إذا كَانَ بحُضُورِ وَلِيِّ المَرْأةِ ومُوَافَقَتِهِ؛ لقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ لا نِكَاحَ إلاَّ بوَلِيٍّ ] رَوَاهُ أبُو دَاوُد والتِّرْمِذِيُّ وابْنُ مَاجَه مِنْ حَدِيثِ أبِي مُوسَى الأشْعَرِيّ، وصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيحِ التِّرْمِذِيّ، وقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ أيُّمَا امْرَأة نَكَحَت بغَيْرِ إذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ] رَوَاهُ أحْمَدُ وأبُو دَاوُد والتِّرْمِذِيُّ، وصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ.

      والنِّكَاحُ قَدْ سَمَّاهُ اللهُ تَعَالَى: مِيثَاقًا غَلِيظًا، فَلَيْسَ أُلْعُوبَةً يَتَلاَعَبُ بِهَا الرَّجُلُ مَعَ أصْدِقَائِهِ، ويَأتِي بمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ ليَشْهَدَ عَلَى زَوَاجِهِ مِمَّنْ فَرَّطَتْ في عِرْضِهَا وبَاعَتْ نَفْسَهَا، ثُمَّ إذا قَضَى نَهْمَتَهُ مِنْهَا تَرَكَهَا لحَالِهَا، فَلاَ تَمْلِكُ عَلَيْهِ سُلْطَانًا، ولا تَسْتَطِيعُ أنْ تُطَالِبَهُ بنَفَقَةٍ، بَلْ إنْ جَاءَتْ بوَلَدٍ كَانَ أوَّلَ المُتَبَرِّئِينَ مِنْهُ، ومَا يُدْرِيهِ فَلَعَلَّهَا نَكَحَتْ زَوْجًا آخَرَ بنَفْسِ الطَّرِيقَةِ الوَضِيعَةِ؟

      فهَذا وغَيْرُهُ يَدُلُّكَ عَلَى مَدَى قُبْحِ هَذا التَّحَايُلِ في ارْتِكَابِ الزِّنَا، وتَسْمِيَتِهِ زَوَاجًا، ومِنَ المُؤْسِفِ أنْ يَنْتَشِرَ هَذا في أوْسَاطِ بَعْضِ المُسْلِمِينَ، نَسْألُ اللهَ العَافِيَةَ.

      ثُمَّ أخِيرًا: نُرِيدُ مِنْكَ أيُّهَا السَّائِلُ أنْ تَسْألَ نَفْسَكَ هَذا السُّؤَالَ: لَوْ كَانَتْ هذه الفَتَاةُ أُخْتَكَ أو ابْنَتَكَ، هَلْ كُنْتَ تَرْضَى أنْ يَفْعَلَ مَعَهَا خَطِيبُهَا ذَلِكَ؟! إنَّ مَا لا تَرْضَاهُ لأُخْتِكَ وابْنَتِكَ لا يَرْضَاهُ النَّاسُ أيْضًا لأخَوَاتِهِمْ ولا بَنَاتِهِمْ، فَاتَّقِ اللهَ، وأقْلِعْ عَنْ هذا الحَرَامِ، وحَافِظْ عَلَى عِرْضِ مَنْ تُرِيدُ أنْ تَكُونَ زَوْجَتَكَ في المُسْتَقْبَلِ، وعَلَيْكَ أنْ تُعَجِّلَ في أمْرِ الزَّوَاجِ، حَتَّى تَسْلَمَ مِنَ الوُقُوعِ في الحَرَامِ، وَفَّقَ اللهُ الجَمِيعَ لِمَا يُحِبُّ ويَرْضَى.

      تانى حاجة لو ده زواج حقيقي ولازم الانفصال فيه كده يبقى لازم اصارح الانسان اللى جاي يرتبط بيا انى كنت كده ولا ايه

      لَوْ كَانَ مَا فَاتَ زَوَاجًا حَقِيقِيًّا، لَكَانَ لِزَامًا عَلَيْكِ إخْبَارُ الخَاطِبِ الجَدِيدِ لعَدَمِ غِشِّهِ، ولَكِنْ أمَا وقَدْ أثْبَتْنَا أنَّ مَا حَدَثَ لَيْسَ بزَوَاجٍ، فَهُوَ مُجَرَّدُ مَعْصِيَةٍ وَقَعْتِ فِيهَا في المَاضِي، ولَيْسَ لَكِ أنْ تُخْبِرِيهِ أو غَيْرِهِ بمَاضِيكِ، كَمَا أنَّ لَيْسَ لَهُ أنْ يَسْألَ عَنْهُ سَوَاءً خَاطِبًا أو زَوْجًا، وفي إخْبَارِهِ بِهِ مَعْصِيَةً جَدِيدَةً، لأنَّهُ كَشْفٌ لسِتْرِ اللهِ عَلَيْكِ بَعْدَ أنْ سَتَرَكِ.

      السُّؤَالُ: أنَا فَتَاةٌ مَخْطُوبَةٌ لشَابٍّ مُسْلِمٍ يُحِبُّنِي جِدًّا، وزَوَاجُنَا قَرِيبٌ جِدًّا بإذْنِ الله. خَطِيبِي سَبَقَ وأنْ ألَحَّ عَلَيَّ جِدًّا أنْ أبُوحَ لَهُ بِمَا حَصَلَ في المَاضِي مِنْ عِلاَقَاتٍ إلى آخِرِهِ، فَأخْبَرْتُهُ عَنْ عَلاَقَتَيْنِ مِنْ شَابَّيْنِ، كُنْتُ في سِنِّ 18 آنَذَاكَ وحَصَلَ فِيهَا بَعْضُ المُحَرَّمَاتِ، لَكِنَّنِي لَمْ أُطْلِعْهُ عَلَى التَّفَاصِيلِ لأنَّنِي تُبْتُ للهِ مِنْ تِلْكَ المُحَرَّمَاتِ وقَرَّرْتُ أنْ أبْدَأ حَيَاةً جَدِيدَةً، إلاَّ أنَّهُ حَصَلَ وتَحَدَّثَ مَعَ هَذا الشَّابِّ (لا أدْرِي كَيْفَ عَرَفَ رَقْمَهُ) فَحَدَّثَهُ عَلَى أسَاسِ أنَّنِي أنَا المُتَحَدِّثَةُ (عَبْرَ المسجات) فَبَدَأ الشَّابُّ بسَرْدِ مَا حَدَثَ بَيْنِي وبَيْنَهُ، والآنَ خَطِيبِي يَقُولُ لِي: بِمَا أنَّ زَوَاجَنَا قَدْ حُدِّدَ واقْتَنَيْنَا كُلَّ شَيْءٍ ولَمْ يَبْقَ سِوَى خَمْسَةِ أيَّامٍ، فَإنَّهُ سَوْفَ يُتْمِمْ هَذا الزَّوَاجَ لكَيْ لا تَهْتَزَّ صُورَتِي أمَامَ أهْلِي، لَكِنَّهُ سَوْفَ يُطَلِّقُنِي بَعْدَ مُدَّةٍ إنْ أحْيَانَا الله، هَلْ أُصَارِحُهُ بتَفَاصِيلِ كُلِّ المَاضِي؟
      المُفْتِي: مَوْقِعُ الإسْلاَمِ سُؤَالٌ وجَوَابٌ بإشْرَافِ الشَّيْخِ مُحَمَّد صَالِح المُنَجِّد
      الجَوَابُ:
      الحَمْدُ لله؛
      أمَّا المَاضِي الَّذِي تُبْتِ مِنْهُ إلى اللهِ تَعَالَى، فَلَيْسَ مِنْ حَقِّ الخَاطِبِ أو الزَّوْجِ أنْ يَسْألَ عَنْهُ، ولَيْسَ مِنَ المَشْرُوعِ لِمَنْ ابْتُلِيَ بذَنْبٍ أنْ يُخْبِرَ غَيْرَهُ بِهِ، وقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، فَلَيْسَ لَهُ أنْ يَفْضَحَ نَفْسَهُ، والعِيَاذُ باللهِ.

      وإذا ألَحَّ الخَاطِبُ أو الزَّوْجُ في السُّؤَالِ، فَلَيْسَ لَكِ أنْ تُخْبِرِيهِ بِمَا كَانَ مِنْكِ قَبْلَ مَعْرِفَتِهِ، ولذَلِكَ فَقَدْ أخْطَأتِ خَطَأً شَنِيعًا حِينَمَا صَارَحْتِ خَطِيبَكِ ببَعْضِ مَا كَانَ مِنْكِ، وإنَّمَا لَهُ أنْ يَنْظُرَ إلَيْكِ وإلى حَالِكِ عَلَى مَا أنْتِ عَلَيْهِ الآنَ، فَإنْ نَاسَبَهُ ذَلِكَ مَضَى في زَوَاجِهِ بِكِ، وإلاَّ تَرَكَكِ لغَيْرِهِ.

      والآنَ، وقَدْ كَانَ مَا كَانَ، فَلَيْسَ لَكِ أنْ تَزِيدِي عَلَى مَا أخْبَرْتِهِ، أو مَا عَرِفَهُ هُوَ، وبإمْكَانِكِ أنْ تُكَذِّبِي مَنْ أخْبَرَهُ بشَيْءٍ آخَرَ، مِمَّا يُشِينُكِ ويُسِيءُ إلَيْكِ.
      ويُرَاجَعُ جَوَابُ السُّؤَالِ رَقْمِ (83093)، ورَقْمِ (91961).

      وأمَّا أنَّهُ سَوْفَ يُطَلِّقُكِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَذَلِكَ أمْرُهُ إلى اللهِ، والنَّوَايَا قَدْ تَتَغَيَّرُ [ لا تَدْرِي لَعَلََّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ]، فَاسْألِي اللهَ أنْ يَتَقَبَّلَ تَوْبَتَكِ، وأنْ يُتِمَّ سِتْرَهُ عَلَيْكِ وعَافِيَتِهِ.

      ياريت حد يرد عليا بسرعة ضروري

      أعْتَذِرُ عَنْ تَأخُّرِ رَدِّي، فَمَا رَأيْتُ المَوْضُوعَ إلاَّ اليَوْمَ، ومَا أنْ رَأيْتُهُ حَتَّى وَضَعْتُ الرَّدَّ، فَأدْعُو اللهَ أنْ يَكُونَ الرَّدُّ قَدْ وَصَلَ في وَقْتٍ مُنَاسِبٍ، وإنْ لَمْ يَكُنْ، فَعَلَى الأقَلِّ هُوَ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ في المُسْتَقْبَلِ مَعَ النَّفْسِ والغَيْرِ، واللهُ المُوَفِّقُ لِمَا يُحِبُّ ويَرْضَى.

      وهَذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

      تعليق

      يعمل...
      X