إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

    اعرف شخصيتك من خلال اللون / الاسم


    السؤال :


    لاحظت في بعض المنتديات مواضيع بعنوان :





    حلل شخصيتك من خلال اسمك, و تحليل الاسم تحليلا دقيقا مثل : ابتسام رزينة , عاقلة , أنانية مرحة , أو من خلال لونك المفضل أو من


    خلال لون عينك أو من خلال لون شعرك





    وسؤالي من عدة وجوه :


    حكم تصديق مثل هذه الأمور واعتقاد صحتها ؟




    رأيكم في كتابتها ونقلها ؟

    رأيكم في قرائتها للتسلية , مع مشاركة كاتب الموضوع بالتشجيع والثناء على





    الموضوع ؟





    الجواب:




    أما تحليل الشخصيات من خلال الأسماء فهذا ضرب من الكهانة ، وباب



    من أبواب الكذب ، ويشتد الأمر سوءا إذا نُسب ذلك إلى السعادة أو








    الشقاوة ، كما يزعمون ذلك في قراءة الكفّ والفنجان !


    وهل يفرق فنجان عن فنجان ، أو كفّ عن كفّ ؟!


    ومثله نسبة السعادة والشقاوة وحُسُن أو سوء الصفات الشخصية إلى



    الكواكب والطوالع والنجوم .





    فإذا كُنت وُلدت في نجم كذا فأنت كذا وكذا ، من صفات أو سعادة ونحو


    ذلك مما هو رجم بالغيب ، وقول على الله بغير علم ، وافتراء على الله عز









    وجل .




    ولذلك لا أرى أن تُكتب ولا أن تُنقل ولا أن تُشهر بين الناس .



    وأخشى أن يكون بابا من أبواب الاصطياد في الماء العكر – كما يُقال –

    .
    فنصيحتي لأخواني واخواتى أن يتعقّلن ولا ينسقن وراء مثل هذه الترّهات .


    والله تعالى أعلى وأعلم .

    الشيخ عبد الرحمن السحيم

  • #2
    رد: ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

    جزاكِ الله خيراً أختنا
    الحمدلله الذى حفظنا من مثل هذه الأكاذيب ونسأله جل وعلا أن يهدى ويوفق المسلمين جميعاً
    لما فيه الخير والرشاد لهم فى دينهم ودنياهم.
    اللهم ردنا إليك رداً جميلاً واصنعنا على أعينك
    وجعلنا لك كما تحب وترضى

    اللهم املأ قلبي حبا لك وإقبالا عليك وحياء منك
    اللهم ارزقنا حسن أتباع الرسول صل الله عليه وسلم فى الدين والخلق..والحمدلله رب العالمين

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

    تعليق


    • #3
      رد: ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

      اللهم ءاامين وخيراا جزاكم

      ويسر اموركم

      تعليق


      • #4
        رد: ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

        تعليق


        • #5
          رد: ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

          وشكرا لكم كثيرا اختنا هبه للمروور

          تعليق


          • #6
            رد: ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

            بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
            الأُخْتُ الفَاضِلَةُ / Eman.Bio
            السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
            جَزَاكُم اللهُ خَيْرًا عَلَى هذا التَّوْضِيحِ الطَّيِّبِ، جَعَلَهُ اللهُ في مِيزَانِ حَسَنَاتِكُم إنْ شَاءَ الله، اللَّهُمَّ آمِينَ.

            أُخْتُنَا الكَرِيمَةُ: هَلْ تَأذَنُونَ لِي بنَقْلِ رُدُودِي عَلَيْكُم مِنْ مَوْضُوعِ (تَفْسِير الحَرَكَات ولُغَة الجَسَد) إلى هُنَا لمُنَاسَبَتِهِ لفِكْرَةِ مَوْضُوعكُم هذا، وليَسْتَفِيدَ بِهِ الإخْوَةُ والأخَوَاتُ الكِرَامُ زُوَّار وأعْضَاء المُنْتَدَى، إذْ أنَّهُ لا يَظْهَر هُنَاكَ كَمَا تَعْرِفُونَ إلاَّ لصَاحِبِ المَوْضُوع والإدَارَة فَقَط لكَوْنِهِ في قِسْمٍ خَاصٍّ؟

            والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

            تعليق


            • #7
              رد: ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

              بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
              الأُخْتُ الفَاضِلَةُ / eman.bio
              السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
              جَزَاكُم اللهُ خَيْرًا عَلَى هذا التَّوْضِيحِ الطَّيِّبِ، جَعَلَهُ اللهُ في مِيزَانِ حَسَنَاتِكُم إنْ شَاءَ الله، اللَّهُمَّ آمِينَ.

              أُخْتُنَا الكَرِيمَةُ: هَلْ تَأذَنُونَ لِي بنَقْلِ رُدُودِي عَلَيْكُم مِنْ مَوْضُوعِ (تَفْسِير الحَرَكَات ولُغَة الجَسَد) إلى هُنَا لمُنَاسَبَتِهِ لفِكْرَةِ مَوْضُوعكُم هذا، وليَسْتَفِيدَ بِهِ الإخْوَةُ والأخَوَاتُ الكِرَامُ زُوَّار وأعْضَاء المُنْتَدَى، إذْ أنَّهُ لا يَظْهَر هُنَاكَ كَمَا تَعْرِفُونَ إلاَّ لصَاحِبِ المَوْضُوع والإدَارَة فَقَط لكَوْنِهِ في قِسْمٍ خَاصٍّ؟

              والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

              ولما لا

              تفضلوا بنقلها ,,, نفع الله بكم ويسر أمرنا وأمركم

              تعليق


              • #8
                رد: ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

                بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                الأُخْتُ الفَاضِلَةُ / Eman.Bio
                السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                جَزَاكُم اللهُ خَيْرًا ونَفَعَ بِكُمْ.

                تَقْدِيمٌ:
                كَانَت الأُخْت الفَاضِلَة Eman.Bio قَدْ سَألَت في مَوْضُوعٍ آخَر عَنْ حُكْمِ تَفْسِير لُغَة الجَسَد التي تَخْتَصُّ بتَفْسِيرِ الحَرَكَات والإشَارَات الصَّادِرَة مِنَ الفَرْدِ في المَوَاقِفِ المُخْتَلِفَةِ، وتَحْلِيلِ شَخْصِيَّته بنَاءً عَلَى ذَلِكَ، وكُنْتُ قَدْ رَدَدْتُ عَلَيْهَا بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيَّ بِهِ ونَقَلْتُ كَلاَم العُلَمَاء في ذَلِكَ، ولَمَّا كَانَ المَوْضُوعَان مُرْتَبِطَان -هذا والآخَر-، آثَرْتُ نَقْل الرَّدّ هُنَا، وجَزَاهَا اللهُ عَنَّا خَيْرًا أنْ وَافَقَت، وكَانَ الرَّدُّ كَالتَّالِي:

                بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                الأُخْتُ الفَاضِلَةُ / Eman.Bio
                السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                بِدَايَةً؛ أُلَخِّصُ كَلاَمِي في نِقَاطٍ مُحَدَّدٍة، ثُمَّ أعْرِضُ بَعْدَ ذَلِكَ لفَتْوَى في هذا الشَّأنِ:
                1- لَيْسَ كُلّ شَخْصٍ مُؤَهَّل لعَمَلِ تَحْلِيلاَتٍ لا يَقُومُ بِهَا إلاَّ أسَاتِذَة ودَكَاتِرَة في مِثْلِ هذه العُلُوم (حتى لَوْ كَانَت بَاطِلَة)، فَالشَّاهِد أنَّ إجْرَاءَ هذه التَّحْلِيلاَت لا يَتَوَقَّف عَلَى خِبْرَاتِ شَخْصٍ لا عِلْمَ لَهُ إلاَّ مَا يَلْتَقِطهُ مِنْ الانْتَرْنِتّ مِنْ هُنَا أو هُنَاكَ لا يُعْرَف لَهَا صِحَّة، أو حتى مِنْ دَوْرَةٍ تَدْرِيبِيَّةٍ أخَذَهَا، بَلْ يَتَوَقَّف أمْر هذه التَّحْلِيلاَت عَلَى خِبْرَاتِ أسَاتِذَةٍ في هذه العُلُوم، وعَلَى تَجَارُبٍ كَثِيرَةٍ ونَتَائِجٍ صَحِيحَةٍ مُعْتَمَدَةٍ وَصَلُوا إلَيْهَا، فَضْلاً عَنْ أنَّهُ يَعْتَمِد عَلَى عِلْمٍ كَامِلٍ بأُصُولِهِ وفُرُوعِهِ (وأُؤَكِّدُ: حتى لَوْ كَانَ بَاطِلاً، فَنَحْنُ نَتَكَلَّم عَنْ فِقْهٍ للأُمُورِ بصِفَةٍ عَامَّةٍ)، وبالتَّالِي لَيْسَ كُلّ كَلاَم يُؤْخَذ بِهِ، وخَاصَّةً لَمَّا يَكُون مِنْ غَيْرِ أهْلِهِ.

                2- كَمَا تَعَلَّمْنَا في الفِقْهِ أنَّهُ لاَبُدَّ مِنْ جَمْعِ الأدِلَّة التي تَخُصّ المَسْألَة، فَمَثَلاً في الحَدِيثِ لاَبُدَّ مِنْ جَمْعِ كُلّ رِوَايَات الحَدِيث الَّذِي نَعْمَلُ عَلَيْهِ، وفي التَّفْسِيرِ لاَبُدَّ مِنْ جَمْعِ كُلّ الآيَات المُرْتَبِطَة بالمَوْضُوعِ وكَمّ لا بَأسَ بِهِ مِنْ كُتُبِ التَّفْسِير، مِنْ أجْلِ فِقْهٍ صَحِيحٍ كَامِلٍ للمَسْألَةِ مَوْضُوع البَحْث، وكَمَا وَرَدَ في رِسَالَتِكُم أنَّ هُنَاكَ تَفْسِير مِنْ صَاحِبِ المَوْضُوع بأسْبَابٍ قَدْ تَبْدُو صَحِيحَة، وتَفْسِير آخَر مُخَالِف مِنْ عُضْوٍ آخَرٍ بأسْبَابٍ أُخْرَى قَدْ تَبْدُو صَحِيحَة، وبالتَّالِي هذا يُثْبِت النُّقْطَة السَّابِقَة، أنَّ المُتْكَلِّمَ في الغَالِبِ لَيْسَ أهْلاً للكَلاَمِ في المَسْألَةِ، لأنَّهُ أسْقَطَ تَفْسِيرَاتٍ أُخْرَى مُرْتَبِطَة بالمَوْضُوعِ وأخَذَ فَقَط مَا يُحَقِّق لَهُ هَدَفَهُ، وهذا في أُسْلُوبِ البَحْث العِلْمِيّ يُسَمَّى تَطْوِيعُ البَحْثِ أو تَوْجِيهُهُ، وفي الفِقْهِ يُسَمَّى بالتَّدْلِيسِ والتَّلْبِيسِ، وسَوَاء هذا أو ذَاكَ، وسَوَاء أخْطَأ أو أصَابَ، فَالحَاصِل أنَّ الكَلاَمَ مِنْ أوَّلِهِ لآخِرِهِ غَيْر مُحَقَّق بمَرْجِعِيَّاتٍ تُثْبِتُ صِحَّته، مُجَرَّد كَلاَم مُرْسَل مِنْ شَخْصٍ مَجْهُولٍ لَيْسَ أهْلاً للكَلاَمِ في هذا المَجَال، والكَلاَم الَّذِي بهذه الطَّبِيعَة لا يُؤْخَذ بِهِ ابْتِدَاءً حتى لَوْ كَانَ فِيهِ مِنَ الصِّحَّةِ شَيْء.

                3- بافْتِرَاضٍ صِحَّة الكَلاَم والتَّفْسِير والعِلْم، فَكُلّ هذا لا يُؤْخَذ عَلَى إطْلاَقِهِ، فَلاَ نَجْعَل الحُكْم عَلَى النَّاسِ بهذه الطَّرِيقَة فَقَط لا غَيْر، ولا نَحْصُر التَّفْكِير في هذه الطَّرِيقَة فَحَسْب، فَمَثَلاً مَعْرُوفٌ أنَّ الاخْتِبَارَات النَّفْسِيَّة مُتَعَدِّدَة، مِنْهَا مَا هُوَ بالمُلاَحَظَةِ، ومِنْهَا مَا هُوَ بالإخْضَاعِ للتَّجَارُبِ والمَوَاقِفِ المُتَعَمَّدَة المُرَتَّبَة مِنْ قَبْل، ومِنْهَا مَا هُوَ بالسُّؤَالِ الشَّفَهِيِّ، ومِنْهَا مَا هُوَ بالاخْتِبَارَاتِ التَّحْرِيرِيَّةِ، وبالتَّالِي هذه العُلُوم لَمْ تَكْتَفِ بطَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ للحُكْمِ عَلَى شَخْصِيَّةِ الفَرْد وتَحْلِيلِهَا، مِمَّا يُثْبِت أنَّ نَتَائِجَ هذه الاخْتِبَارَات مَا هي إلاَّ مُؤَشِّرٌ لشَيْءٍ بنِسْبَةٍ مُعَيَّنَةٍ لا تَرْقَى لنِسْبَةِ التَّأكُّد التَّامّ، لِذَا فَهُمْ يُعَدِّدُونَ الاخْتِبَارَات للوُصُولِ إلى دَرَجَةٍ عَالِيَةٍ مِنَ التَّأكُّدِ، فَإنْ تَشَابَهَت نَتَائِج أكْثَر مِنِ اخْتِبَارٍ اسْتَطَاعُوا الحُكْم عَلَى الشَّخْصِ بشَيْءٍ مُعَيَّنٍ، مَعَ العِلْمِ أنَّ هذا الحُكْمَ أيْضًا لا يَكُون قَاطِعًا، ولَكِنَّهُ تَقْرِيبِي، بدَلِيلِ أنَّ هُنَاكَ تَدْرِيبَات لتَخَطِّي هذه الاخْتِبَارَات وتَوْجِيهِهَا لنَتِيجَةٍ مُعَيَّنَةٍ، الشَّاهِدُ أنَّهُ حتى لَوْ صَحَّ هذا التَّحْلِيل، فَهُوَ مُجَرَّد أحَد المُؤَشِّرَات ولَيْسَ كُلّهَا، ولا يَنْبَنِي عَلَيْهِ عَمَل.

                4- التَّحْلِيلاَتُ العِلْمِيَّةُ الصَّحِيحَةُ لا تُؤْخَذُ مِنْ مَوْقِفٍ وَاحِدٍ، بَلْ لاَبُدَّ لَهَا مِنْ مُتَابَعَةٍ ومُلاَحَظَةٍ للشَّخْصِ المُرَاد تَحْلِيل شَخْصِيَّته لفَتْرَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، يُوضَع فِيهَا في مُخْتَلَفِ المَوَاقِف والمُؤَثِّرَات النَّفْسِيَّة العَادِيَّة والمُتَعَمَّدَة، وتُلاَحَظ حَالَتَهُ ورُدُود أفْعَاله في كُلٍّ مِنْهَا، ليَصِل المُحَلِّل في النِّهَايَةِ إلى تَحْلِيلِ الشَّخْصِيَّة ووَصْفِهَا هَلْ هي كَذَا أو كَذَا أو كَذَا في عُمُومِهَا، ولَكِن مَوْقِف وَاحِد لا يُحَدِّد شَيْء، لأنَّهُ قَدْ تَكُون هُنَاكَ عَوَامِل خَارِجِيَّة أثَّرَت عَلَى الشَّخْص في هذا المَوْقِف جَعَلَتْهُ يَتَصَرَّف بطَرِيقَةٍ مُعَيَّنَةٍ لا تَنُمّ عَنْ شَيْءٍ في شَخْصِيَّتِهِ في العُمُومِ، وإنَّمَا تَنُمّ عَنْ رَدِّ فِعْلٍ مُحَدَّدٍ لمُؤَثِّرٍ مُعَيَّنٍ تَأثَّرَ بِهِ وَقْتهَا وانْتَهَى، فَمَثَلاً في الكَلاَمِ المَنْقُول أنَّ الرَّئِيسَ وَضَعَ يَده عَلَى رَأسِهِ، فَرُبَّمَا وَضَعَهَا لألَمٍ في رَأسِهِ بسَبَبِ مَا بِهِ مِنْ مَرَض، أو رُبَّمَا وَضَعَهَا ليَحْمِي رَأسَهُ مِنْ بُرُودَةِ تَكْيِيف القَاعَة، فَهُوَ رَجُلٌ مُسِنّ لا يَحْتَمِل مَا يَحْتَمِلهُ مَنْ هُمْ أصْغَر مِنْهُ سِنًّا، وفَوْقَ ذَلِكَ مَرِيض، أو رُبَّمَا وَضَعَهَا ليُخَفِّف مِنْ قُوَّةِ الضَّوْء تِجَاه عَيْنَيْهِ، ومَا إلى ذَلِكَ مِنْ أسْبَابٍ قَدْ تَكُون مُؤَثِّرَات عَرَضِيَّة لا تَنُمّ عَنْ سِمَةٍ شَخْصِيَّةٍ تُوَجِّهُ التَّحْلِيل لنَتِيجَةٍ مُعَيَّنَةٍ، لِذَا لا يُمْكِن اعْتِمَاد تَحْلِيل مَوْقِف وَاحِد وهُوَ يُعْتَبَر مَوْقِف طَارِئ غَيْر مُعْتَاد.

                5- الاخْتِلاَف وَارِد في كُلِّ العُلُوم، فَفِي الدِّين نَجِدُ رَأيَيْنِ، وفي القَانُونِ نَجِدُ حُكْمَيْنِ، وفي الطِّبِّ نَجِدُ وِجْهَتَيّ نَظَر وتَشْخِيصَيْنِ، وهَكَذَا، وأيْضًا في التَّحْلِيلِ النَّفْسِيّ كَذَلِكَ، بدَلِيلِ أنَّ في المَوْضُوعِ المَنْقُول يُوجَد تَحْلِيل وآخَر مُخَالِف لَهُ، وكُلٌّ لَهُ أدِلَّته مِنْ نَفْسِ العِلْم، لِذَا فَإنَّ هذه التَّحْلِيلاَت لا يَقُوم بِهَا شَخْصٌ وَاحِدٌ، حتى لا يُخْضِع البَحْث لوِجْهَةِ نَظَرِهِ عَنْ عَمْدٍ أو عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ، أو رُبَّمَا لا يُخْضِعُهُ ولَكِنْ قَدْ تَكُون وِجْهَة نَظَره غَيْر صَحِيحَة، لِذَا فَإنَّ هذه التَّحْلِيلاَت لا يَقُومُ بِهَا إلاَّ فَرِيق، ولا تُعْتَمَد إلاَّ بَعْدَ أنْ تَكُون غَالِبِيَّة آرَاء الفَرِيق قَدِ اجْتَمَعَت عَلَى تَحْلِيلٍ وَاحِدٍ.

                6- كَمَا سَبَقَ وقُلْنَا أنَّ نَتِيجَةَ التَّحْلِيلِ الصَّحِيحِ تَكُون تَقْرِيبِيَّة ولَيْسَت بإطْلاَقٍ، أي لا تُعَمَّم، فَنَقُولُ (هذا الشَّخْص غَالِب تَصَرُّفَاته تَتَّسِم بكَذَا)، ولا نَقُول ولَنْ تَجِدَ أحَدًا يَقُول (هذا الشَّخْص كُلّ تَصَرُّفَاته تَتَّسِم بكَذَا)، لأنَّهَا نَتَائِج تَقْرِيبِيَّة مِنْ نَاحِيَةٍ، ولوُجُودِ مُؤَثِّرَاتٍ قَدْ تُغَيِّر مِنْ رَدِّ الفِعْل مِنْ نَاحِيَةٍ، ولاحْتِمَالِ نِسْبَة مِنَ الخَطَأ في التَّحْلِيلِ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى.

                وبنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ وقَبْلَ النَّظَر في الحُكْمِ الشَّرْعِيّ، فَإنَّ رَأيِي الشَّخْصِيّ ألاَّ يَتِمّ وَضْع هذا المَوْضُوع، لأنَّهُ مُجَرَّد كَلاَم مَنْقُول نَقْلاً عَنْ نَقْلٍ، لا يُوجَد مَصْدَر عِلْمِيّ لَهُ، ولا دَلِيل عَلَى صِحَّةِ مَا فِيهِ، ولَيْسَ بالأمْرِ الهَامِّ للمُسْلِمِينَ في دِينِهِم ومَعَاشِهِم وظُرُوفِهِم الرَّاهِنَة، وعَلَى هذا يَجِب تَحَرِّي صِحَّة وفَائِدَة المَوْضُوعَات قَبْلَ نَقْلهَا مِنْ أيِّ مَكَانٍ كَانَ.

                وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                والآن مَعَ فَتْوَى مِنْ مَوْقِعِ الإسْلاَم سُؤَال وجَوَاب الَّذِي يُشْرِف عَلَيْهِ الشَّيْخ مُحَمَّد صَالِح المُنَجِّد:

                السُّؤَالُ: أحْسَنَ اللهُ إلَيْكُم، كَثُرَ الحَدِيث في المَجَالِسِ وفي المُنْتَدَيَاتِ بَيْنَ مُؤَيِّدٍ وبَيْنَ رَافِضٍ؛ وأُقِيمَت بَعْضُ الدَّوَرَاتِ التَّدْرِيبِيَّةِ لتَعَلُّمِ عِلْم الخَطّ – تَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ - المُسَمَّى بالجَرَافُولُوجِي، هَلْ هُوَ مِنَ الدَّجَلِ والشَّعْوَذَة أو لَيْسَ كَذَلِكَ؟ وهَلْ يَجُوز تَعَلُّمه؟ وأيْضًا أحْسَنَ اللهُ إلَيْكُم: هَلِ البَرْمَجَة اللُّغَوِيَّة العَصَبِيَّة فِيهَا دَجَل وشَعْوَذَة؟ وهَلْ تَنْصَحُونَ بتَعَلُّمِهَا؟ وجَزَاكُم اللهُ خَيْرًا.
                الجَوَابُ:
                الحَمْدُ للهِ؛؛
                أوَّلاً: إنَّ أحْوَجَ مَا يَكُون إلَيْهِ المُسْلِمُونَ في كُلِّ زَمَانٍ: تَعَلُّم العَقِيدَة الصَّحِيحَة، التي يُنَجِّيهم اعْتِقَادهَا مِنْ سَخَطِ الله وعَذَابِهِ، ويُمَيِّزُونَ مِنْ خِلاَلِهَا بَيْنَ المُبْتَدِع والسُّنِّيّ، والصَّادِق والكَاذِب، ومَعَ حِفْظِهِم لدِينِهِم فَإنَّهُم يَحْفَظُونَ أمْوَالَهُم مِنْ أنْ يَسْلُبَهَا مِنْهُم أهْلُ الفَسَادِ مِنْ أهْلِ الكَهَانَة والعِرَافَة والشَّعْوَذَة.

                ولا يَزَال هَؤُلاَء يَتَفَنَّوُن َفي إفْسَادِ عَقَائِد النَّاس وسَلْبِ أمْوَالهم بطُرُقٍ مُلْتَوِيَةٍ، ويَتَبَرَّؤُونَ فِيهَا مِنْ كَوْنِهِم عَلَى صِفَةِ الكَهَانَة أو الشَّعْوَذَة والعِرَافَة.

                وانْظُر فِيمَا نَحْنُ بصَدَدِهِ، فهذا (العَرَّاف) و(الكَاهِن) يَسْتَطِيع إخْبَاركَ بقَائِمَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ صِفَاتِكَ الخَلْقِيَّة والخُلُقِيَّة وشُعُوركَ والأمْرَاض الجِسْمِيَّة والنَّفْسِيَّة وغَيْر ذَلِكَ بأشْيَاءٍ مِنْهَا: تَوْقِيعكَ، أو كَلِمَاتٍ تَخُطّهَا بيَدِكَ، أو رَسَمَاتكَ عَلَى الوَرَقِ، ويُسَمُّونَ كَهَانَتهم هذه: (الجَرَافُولُوجِي).

                فَأيُّ شَيْءٍ جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى في تِلْكَ الحُرُوف والكِتَابَات والرُّسُوم حتى يَسْتَدِلّ ذَلِكَ الكَاهِن مِنْ خِلاَلِهَا عَلَى أُمُورٍ غَائِبَةٍ عَنْهُ، وهي غَيْبِيَّة في وَاقِعِ الحَال؟! ثُمَّ يَزْعُمُونَ أنَّهُ لا يَعْلَمُ الغَيْبَ إلاَّ الله، وهَكَذَا يَسْتَمِرّ مُسَلْسَل الكَذِب والكَهَانَة بأسْمَاءٍ مُخْتَلِفَةٍ، وتُسَمَّى (عُلُومًا) و(فُنُونًا)، وتُعْقَد لَهَا الدَّوَرَات القَصِيرَة بأثْمَانٍ بَاهِظَةٍ.

                وكُلّ مَا جَاءَ في (الكَهَانَة) و(العِرَافَة) و(التَّنْجِيم) فَهُوَ يَنْطَبِق عَلَى أُولَئِكَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ تِلْكَ المَعَارِف بكِتَابَاتِ الشَّخْص أو تَوْقِيعِهِ أو رُسُومَاتِهِ، وانْظُر في ذَلِكَ جَوَاب السُّؤَال رَقْم: (40924)، ويُنْظَر تَفْصِيلاَتٌ – كَذَلِكَ – في أجْوِبَةِ الأسْئِلَة: (8291) و(32863) و(45569) و(12578).


                ثَانِيًا: قَالَت الدُّكْتُورَة فُوز كُرْدِي - حَفِظَهَا اللهُ - وهي مِنْ أوَائِلِ مَنْ تَنَبَّهَ لطَاغُوتِ البَرْمَجَة العَصَبِيَّة وأخَوَاتهَا، ولَهَا رُدُود مُنْتَشِرَة عَلَيْهم، بَلْ حَازَت عَلَى رِسَالَتَيّ المَاجِسْتِير والدُّكْتُورَاة في العَقِيدَةِ وضَمَّنَتْهُمَا الرَّدّ عَلَى تِلْكَ البَرَامِج والادِّعَات والعِلاَجَات:
                مِنْ أنْوَاعِ الوَافِدَات الفِكْرِيَّة البَاطِنِيَّة؛ أنْوَاع مِنْ مَا يُسَمَّى كَذِبًا (تَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ)، فَفِي اسْتِخْدَام مُصْطَلَح (تَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ) تَلْبِيسٌ، يُلَبِّس بِهِ المُبْطِلُونَ عَلَى النَّاسِ إذْ يَظُنّ طُلاَّب هذه التَّحْلِيلاَت أنَّهَا أدَاة عِلْمِيَّة صَحِيحَة، لِذَا أوَدُّ التَّنْوِيه بأنَّ مَا يُنْشَر تَحْتَ هذا المُصْطَلَح ويُتَدَاوَل بَيْنَ النَّاس: مِنْهُ مَا هُوَ شِرْك، ومِنْهُ مَا هُوَ عِلْم، ومِنْهُ مَا هُوَ جَهْل:
                أوَّلاً: تَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ البَاطِلِ:
                وهُوَ التَّحْلِيل المُدَّعَى بحَسْبِ خَصَائِصٍ سِرِّيَّةٍ، كَشَخْصِيَّتكَ مِنْ خِلاَلِ لَوْنكَ المُفَضَّل، أو حَيَوَانكَ المُفَضَّل، أو حُرُوف اسْمكَ، وهذه في حَقِيقَتِهَا: كَهَانَة وعِرَافَة بثَوْبٍ جَدِيدٍ لا تَخْتَلِف عَنِ القَوْلِ بأنَّ مَنْ وُلِدَ في نَجْمِ كَذَا فَهُوَ كَذَا وحَظّهُ كَذَا.

                فهذه النَّمَاذِج للتَّحْلِيلِ تَقُوم عَلَى رَوَابِطٍ فَلْسَفِيَّةٍ، وأسْرَارٍ مُدَّعَاة، مَأخُوذَة مِنَ الكُتُبِ الدِّينِيَّةِ للوَثَنِيَّات الشَّرْقِيَّة وتَنَبُّؤَات الكُهَّان ودَعَاوَاهم كَخَصَائِصِ الحُرُوف، ومِنْ ثَمَّ يَكُون مَنْ يَبْدَأ اسْمهُ بحَرْفِ كَذَا: شَخْصِيَّته كَذَا، أو مَنْ يُحِبّ اللَّوْن كَذَا: فَهُوَ كَذَا، ومَنْ يُحِبّ الحَيَوَان كَذَا: فَهُوَ مَيَّال إلى كَذَا، وغَيْر ذَلِكَ مِمَّا قَدْ يَظُنّ مَنْ يَسْمَعهُ لأوَّلِ وَهْلَةٍ بوُجُودِ أُسُسٍ مَنْطِقِيَّةٍ يَنْبَنِي عَلَيْهَا مِثْل هذه الأنْوَاع مِنَ التَّحْلِيلِ، وحَقِيقَة الأمْر عَقَائِد فَلْسَفِيَّة يُؤْمِن مُعْتَقِدُوهَا بِمَا وَرَاء هذه الأشْيَاء (الألْوَان، الحَيَوَانَات، الحُرُوف، النُّجُوم ....) مِنْ رُمُوزٍ، وأقَلّهَا ضَرَرًا مَا تُبْنَى عَلَى مُجَرَّدِ القَوْل بالظَّنِّ الَّذِي نُهِينَا عَنْهُ لأنَّهُ يَصْرِف عَنِ الحَقِّ الَّذِي تَدُلّ عَلَيْهِ العُقُول السَّلِيمَة والمُتَوَافِق مَعَ هَدْي النَّقْل الصَّحِيح.

                وكَذَا (تَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ) مِنْ خِلاَلِ الخَطّ أو التَّوْقِيع يَلْحَق بهذا النَّوْع البَاطِل مِنْ وَجْه الكَهَانَة والعِرَافَة إذا تَضَمَّنَ ادِّعَاء مَعْرِفَة أُمُور تَتَعَلَّق بأحْدَاثِ المَاضِي أو المُسْتَقْبَل أو مَكْنُونَات الصَّدْر دُونَ قَرِينَة صَحِيحَة صَرِيحَة، إذْ لا اعْتِبَارَ للخَصَائِصِ السِّرِّيَّةِ المُدَّعَاة للانْحِنَاءَات أو الاسْتِقَامَة أو المَيْل أو التَّشَابُك للحُرُوفِ والخُطُوط، ولا تُعْتَبَر بحَالٍ قَرَائِن صَحِيحَة في مِيزَانِ العَقْل السَّلِيم، فهذه النَّمَاذِج مَا هي إلاَّ كَهَانَة وإنِ اتَّخَذَت مِنْ (تَحْلِيلِ الشَّخْصِيَّةِ) سِتَارًا لَهَا، قَالَ الدُّكْتُور إبْرَاهِيم الحَمَد مُعَلِّقًا عَلَى الاعْتِقَادِ بتَأثِيرِ تَارِيخ المِيلاَد أو الاسْم أو الحَرْف [ كُلّ ذَلِكَ شِرْك في الرُّبُوبِيَّة؛ لأنَّهُ ادِّعَاء لعِلْمِ الغَيْب ].

                ثَانِيًا: (تَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ) أو بَعْضُ سِمَاتِهَا العِلْمِيَّة الصَّحِيحَة:
                وهُوَ الَّذِي يَقُومُ بِهِ المُخْتَصُّون النَّفْسَانِيُّون، ويَعْتَمِد عَلَى المَقَايِيسِ العِلْمِيَّةِ، وطُرُقِ الاخْتِبَار الاسْتِقْرَائِيَّة الرَّامِيَة للكَشْفِ عَنْ سِمَاتٍ أو مُيُولٍ إيِجَابِيَّةٍ في الشَّخْصِيَّةِ خِلاَل مُقَابَلَة الشَّخْص، أو مُلاَحَظَة بَعْض فِعَالِهِ، أو تَصْرِيحَاتِهِ، أو سُلُوكِهِ ومَشَاعِرِهِ في المَوَاقِفِ المُخْتَلِفَةِ، بحَيْثُ تُشَكِّل نَتَائِج هذه المُلاَحَظَة دَلاَلاَت تَدُلّ عَلَى خَفَايَا شَخْصِيَّة الإنْسَان يُمْكِن إخْبَاره بِهَا، ودِلاَلَته عَلَى طَرِيقِ تَعْدِيلهَا وتَنْمِيَتهَا.

                فهذه النَّمَاذِج تَخْتَلِف عَنْ ذَلِكَ الهرَاء والظَّنّ المَحْض أو الرَّجْم والكَذِب، وتَعْتَمِد عَلَى مُعْطَيَاتٍ حَقِيقِيَّةٍ، وأُسُسٍ سُلُوكِيَّةٍ، يُسْتَشَفُّ مِنْ خِلاَلِهَا بَعْض الأُمُور، وتَتَضَمَّن الدِّلاَلَة عَلَى طَرِيقَةِ تَعْدِيل السَّيِّئ مِنْهَا، وتَعْزِيز الجَيِّد، ومِنْ ثَمَّ تَغْيِير الشَّخْصِيَّة للأفْضَلِ، أو تَزْكِيَة النَّفْس، ولا تَقْفِ عِنْد حَدِّ وَصْف الشَّخْصِيِّة بوَصْفٍ.

                ثَالِثًا: نَمَاذِجُ التَّحْلِيلِ التي هي مِنْ قَبِيلِ الجَهْلِ والتَّعْمِيمِ غَيْرِ الصَّحِيح:
                مِثْل شَخْصِيَّتكَ مِنْ طَرِيقَةِ نَوْمكَ، أو مِنْ طَرِيقَةِ مِشْيَتكَ، أو طَرِيقَةِ اسْتِخْدَامكَ للمَعْجُون! أو ... أو ...
                ومِثْلهَا شَخْصِيَّتكَ مِنْ طَرِيقَةِ حَرَكَات عَيْنكَ ونَظَرَاتكَ، إذا كَانَت للأعْلَى فَأنْتَ كَذَا، وإذا كانت ...
                فهذه النَّمَاذِج اعْتِمَادهَا جَهْل مَحْض، وإذا تَبِعَهَا حَدِيث عَنِ المَاضِي والحَاضِر ومَكْنُونَات النَّفْس: دَخَلَت في الكِهَانَةِ والرَّجْمِ بالغَيْب ...

                وخُلاَصَةُ الأمْرِ:
                أنَّ في العِلْمِ الصَّحِيحِ مَا يُغْنِينَا عَنِ البَاطِلِ والجَهْل، فَفِي الثَّابِت المَنْقُول مَا يَدُلّنَا عَلَى سِمَاتٍ مُهِمَّةٍ نَكْتَشِفُ بِهَا أنْفُسَنَا ومَنْ نَتَعَامَل مَعَهُم، كَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَث ... ]، وفي الثَّابِتِ المَعْقُول كَثِيرٌ مِنَ الدَّلاَلاَتِ الصَّحِيحَةِ، مِثْل القَوْل بأنَّ خَوْفَ الشَّخْص مِنْ دُخُولِ مَكَانٍ وَاسِعٍ مُزْدَحِمٍ يَدُلّ عَلَى خَجَل وبَوَادِر انْطِوَاء في شَخْصِيَّتِهِ، ويَحْتَاج صَاحِبه للتَّذْكِير بمَعَانٍ وتَدْرِيبٍ عَلَى سُلُوكِيَّاتٍ ليَتَخَطَّى هذا الحَاجِز ويُزَكِّي شَخْصِيَّتَهُ. انْتَهَى؛ مَقَال بعُنْوَان (أنْوَاعُ تَحْلِيلِ الشَّخْصِيَّة: شِرْك، عِلْم، جَهْل) مِنْ مَوْقِعِهَا:
                http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=143&Itemid=2

                وسُئِلَت – حَفِظَهَا اللهُ -: مَا قَوْلُكُم بخُصُوصِ دَوَرَات تَحْلِيل الشَّخْصِيَّة بنَاءً عَلَى الخَطِّ؟ فَأجَابَت:
                قَدْ غَزَت دَوَرَات (تَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ) سَاحَةَ التَّدْرِيبِ في الآوِنَةِ الأخِيرَةِ، وكَثُرَ إقْبَال النَّاس عَلَيْهَا، أحْيَانًا بدَعْوَى هَدَف دَعْوَة الأشْخَاص، وأحْيَانًا بدَعْوَى مَعْرِفَة مُنَاسَبَة هذا الشَّخْص أو ذَاكَ لصَدَاقَةٍ أو شَرَاكَةٍ أو زَوَاجٍ أو أي أعْمَالٍ مُشْتَرَكَةٍ، أو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأسْبَابِ.

                والحَقِيقَةُ: أنَّ الرَّغْبَةَ في اكْتِشَافِ المُغَيَّبَات ومَعْرِفَةِ دَخَائِل النُّفُوس قَدْ تَكُون في أصْلِهَا فِطْرِيَّة، تُغَذِّيهَا رَغْبَة حُبّ الاسْتِطْلاَع والاسْتِكْشَاف لَدَى الإنْسَان، إلاَّ أنَّهَا رَغْبَة يَنْبَغِي أنْ تُضْبَط بضَوَابِطِ الشَّرْع، ويُنْظَر إلى مَا يُفِيد مِنْهَا.

                والشَّرْعُ قَدْ وَجَّهَنَا بالنِّسْبَةِ للأشْخَاصِ والرَّغْبَةِ في مَعْرِفَةِ حَقِيقَتهم بتَوْجِيهَاتٍ عَامَّةٍ، مِنْهَا: الحُكْمُ عَلَى الظَّوَاهِرِ بالقَرَائِنِ الظَّاهِرَةِ، وتَرْكُ السَّرَائِرِ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وأعْطَانَا قَرَائِن للصَّلاَحِ والفَسَادِ كَمَا في دَلاَلَةِ الصِّدْق والمُحَافَظَة عَلَى الصَّلاَةِ عَلَى الإيِمَانِ.

                ووَجَّهَنَا للُّجُوءِ إلى العَلِيمِ بالسَّرَائِرِ عَبْرَ صَلاَة الاسْتِخَارَة، الَّذِي يَعْلَم ولا نَعْلَم، ويَقْدِر ولا نَقْدِر، مُتَضَرِّعِينَ مُتَذَلِّلِينَ.

                ولَمْ يَثْبُت في سِيرَةِ نَبِيّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ولا صَحَابَته الكِرَام ولا أحَد مِنَ السَّلَفِ المُعْتَدّ بأقْوَالِهِم أنَّهُ حَاوَلَ تَحْلِيل شَخْصِيَّة مَنْ أمَامَهُ أو مَعْرِفَةِ مَاضِيه أو التَّكَهُّنِ بمُسْتَقْبَلِهِ، إلاَّ مَا كَانَ مِنْ مُلاَحَظَةِ قَرَائِنِ ظَاهِرِ الحَال.

                وبمُلاَحَظَةِ مَوَادّ (تَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ) المَطْرُوحَة: يُمْكِنُنَا القَوْل أنَّ مِنْهَا مَا يَتْبَع القَرَائِن الظَّاهِرَة، كَنَمَاذِج تَحْلِيل الشَّخْصِيَّة العِلْمِيَّة التي عَادَةً تَشْمَل مُلاَحَظَة الإنْسَان لنَفْسِهِ أو لآخَرِينَ في مَوَاقِفٍ مُتَنَوِّعَةٍ وِفْقَ مَعَايِيرٍ مُتَعَارَف عَلَيْهَا، فَمَثَلاً الإنْطِوَائِيُّ الطَّبْع يَشْعُر بالخَجَلِ في التَّجَمُّعَاتِ الكَبِيرَة، يَتَشَاغَل إذا قَابَلَ النَّاس هَرَبًا مِنَ المُوَاجَهَةِ، ونَحْو ذَلِكَ، وهذه الطُّرُق ومَا شَابَهَهَاَ نِتَاج عِلْمِي تَعَلُّمه جَيِّد لتَطْوِيرِ الذَّات وتَرْبِيَة الغَيْر، مَعَ مُلاَحَظَةِ أنَّ مُصَمِّمِيهَا أنْفُسهم يُعْطُونَ نِسْبَة صِدْق مُعَيَّنَة لنَتَائِجِهَا، ولا يَجْزِمُونَ بإطْلاَقِ النَّتِيجَة، ثُمَّ إنَّهَا تُعْطَى كَخُطْوَة لتَعْدِيلِ السُّلُوك وتَنْمِيَةِ الشَّخْصِيَّة، فَيَتْبَعهَا عَادَةً تَدْرِيبَات تَحُدُّ – مَثَلاً - مِنَ الخَجَلِ وتَدْفَعُ لانْطِلاَقٍ أكْبَر.

                ومِنْ طُرُقِ تَحْلِيل الشَّخْصِيَّة المُتَّبَع مَا يَتَعَلَّق بأُمُورٍ بَاطِنَةٍ، ويُزْعَم أنَّهَا حَقَائِق قَطْعِيَّة، بَلْ وتُعَدُّ حُكْمًا عَلَى الشَّخْصِيَّاتِ لا خُطْوَة لإصْلاَحِهَا، وحَقِيقَة هذه الأنْوَاع: كَهَانَة وعِرَافَة بثَوْبٍ جَدِيدٍ، لا تَخْتَلِف عَنِ القَوْلِ بأنَّ مَنْ وُلِدَ في نَجْمِ كَذَا أو طَالِعِ كَذَا فَهُوَ كَذَا وحَظّهُ كَذَا.

                وقَدْ يُزَيِّن مُرَوِّجُو هذا البَاطِل بَاطِلهُم فَيَزْعُمُونَ أنَّهُ (فِرَاسَة)، أو يُلْبِسُوه لُبُوس العِلْم والدِّرَاسَات الاسْتِقْرَائِيَّة، حتى يَظُنّ مَنْ يَسْمَعهُ لأوَّلِ وَهْلَة بوُجُودٍ أُسُسٍ مَنْطِقِيَّةٍ يُبْنَى عَلَيْهَا، وحَقِيقَةُ الأمْرِ: أنَّهَا مُجَرَّد قَوْلٌ بالظَّنِّ الَّذِي نُهِينَا عَنْهُ مِنْ وَجْهٍ، كَمَا أنَّهَا مُتَعَلِّقَة بالتَّنْجِيمِ والاعْتِقَادِ بالكَوَاكِبِ وغَيْرِهَا مِنْ وَجْهٍ آخَرٍ، ثُمَّ هي تَصْرِفُ عَنِ الحَقِّ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وعَنْ مَا تَدُلّ عَلَيْهِ العُقُول السَّلِيمَة والمُتَوَافِق مَعَ هَدْي النَّقْل الصَّحِيح، لذَلِكَ قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّة عَنْ أمْثَالِهَا في عَصْرِهِ [ فَإنَّهَا بَدِيلٌ لَهُم عَنِ الاسْتِخَارَةِ الشَّرْعِيَّةِ ].

                وتَقُومُ أكْثَر نَمَاذِج التَّحْلِيل مِنْ هذا النَّوْع عَلَى رَوَابِطٍ فَلْسَفِيَّةٍ، وأسْرَارٍ مُدَّعَاة مَأخُوذَة مِنَ الكُتُبِ الدِّينِيَّة للوَثَنِيَّات الشَّرْقِيَّة وتَنَبُّؤَات الكُهَّان ودَعَاوَاهُم، كَخَصَائِصِ الحُرُوف، ومِنْ ثَمَّ يَكُون مَنْ يَبْدَأ اسْمه بحَرْفِ كَذَا: شَخْصِيَّته كَذَا، أو خَصَائِصِ الألْوَان، فَمَنْ يُحِبّ اللَّوْن كَذَا: فَهُوَ كَذَا، أو أسْمَاء الأبْرَاج الصِّينِيَّة، فَمَنْ يُحِبّ الحَيَوَان كَذَا: فَهُوَ مَيَّال إلى كَذَا، وغَيْر ذَلِكَ، وأكْثَر هذه الأُمُور عِنْدَ التَّدْقِيقِ فِيهَا: تَشْمَل أُمُورًا صَحِيحَةً وأُخْرَى خَاطِئَةً، مَمْزُوجَانِ مَعًا، لِذَا تَشْتَبِه عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ يُلاَحِظُونَ الصَّوَاب فِيهَا فَقَط.

                ومِنْ هذا النَّوْع الفَاسِد: مَا انْتَشَرَ مُؤَخَّرًا بثَوْبٍ عِلْميٍّ مُتَّخِذًا اسْم (عِلْم الجَرَافُولُوجِي) ومَضْمُونه (تَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ عَبْرَ الخَطّ أو التَّوْقِيع)، فَالحَقِيقَةُ: أنَّ مَا يَتَضَمَّنَهُ هذا العِلْم - إنْ سَلَّمْنَا بهذا الوَصْف لَهُ - هُوَ الظَّنّ والرَّجْم بالغَيْبِ مَعَ العِرَافَة والكَهَانَة، وكُلَّمَا كَانَ صَاحِبُهُ أحْذَق: كُلَّمَا كَانَ أقْرَبُ إلى إعَانَةِ الشَّيَاطِين، بإخْبَارِهِم ببَعْضِ المُغَيَّبَات المَاضِيَة أو المُسْتَقْبَلِيَّة، مُزَيِّنِينَ لَهُ البَاطِل عَلَى أنَّهُ عِلْم إنَّمَا تَلَقَّاهُ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بخَصَائِصِ دَلاَلَة هذا الانْحِنَاء في التَّوْقِيعِ وتِلْكَ الزَّاوِيَة في طَرِيقَةِ كِتَابَة حَرْف كَذَا ونَحْو ذَلِكَ، وقَدْ عَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ المُدَرِّبَة المُسْلِمَة – عَفْوًا: العَرَّافَة - التي مَضَت تُخْبِر المُعَلِّمَات في إحْدَى المَدَارِس بطُفُولَتِهِنَّ، ومَا تُحِبّ كُلّ وَاحِدَة، ومَاذَا تَكْرَه، وماذا تَتَوَقَّع لَهَا مُسْتَقْبَلاً، زَاعِمَةً أنَّ ذَلِكَ مِنْ فِرَاسَتِهَا في خَطِّهِنَّ وتَوْقِيعَاتِهِنَّ!!.

                ولَوْ فَكَّرْنَا بعُقُولِنَا فَقَط بَعِيدًا عَنْ تَأثِيرِ الدِّعَايَة لفَوَائِدِ هذه الدَّوَرَات وإيِحَاءَاتِ نَفْعهَا لنَتَسَاءَل: مَا الفَائِدَة المَرْجُوَّة مِنْ وَرَائِهَا وهي تُعْطِي حُكْمًا عَلَى الشَّخْصِيَّات، لا تُعْطِي دَلاَئِل عَلَى السِّمَات وتَدُلّ عَلَى طُرُقِ تَقْوِيمهَا؟ ثُمَّ أيَ خَطّ ذَلِكَ الَّذِي تُسْتَشَفُّ مِنْهُ شَخْصِيَّة شَخْص بَارِع في مُحَاكَاةِ الخُطُوط جَمِيعهَا وتَزْوِير التَّوْقِيعَات؟ مَا هُوَ مَصْدَر هذا العِلْم؟ مَنْ هُمْ أهْلُه؟ رُوَّادُه؟ مَا هي مَصَادِره المَكْتُوبَة؟ مَا هي قِيمَته في السَّاحَاتِ العِلْمِيَّة؟ ومَا هي فَوَائِده للحَيَاةِ والعِبَادَةِ في الدُّنْيَا والآخِرَة؟ لِمَ لَمْ يُعَلِّمنَا إيَّاه رَسُولنَا الحَبِيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الَّذِي مَا تَرَكَ مِنْ خَيْرٍ إلاَّ ودَلَّنَا عَلَيْهِ ولا شَرٍّ إلاَّ وحَذَّرَنَا مِنْهُ، فَجَزَاهُ اللهُ عَنَّا بخَيْرِ مَا جَزَى نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ، ألْف تَسَاؤُل وتَسَاؤُل، قَدْ يَجِد المَفْتُونُونَ بهذه الضَّلاَلاَت جَوَابًا لبَعْضِهَا، ويُجِيدُونَ التَّهَرُّب مِنْ بَعْضِهَا، ويَبْقَى أكْثَرهَا دُونَ إجَابَة شَافِيَة.

                وخِتَامًا: أُؤَكِّدُ أنَّ كُلَّ مَا نَحْتَاجهُ لنَعْرِف أنْفُسَنَا ونَعْرِف الآخَرِينَ: قَدْ دَلَّ عَلَيْهِ النَّقْل الصَّحِيح، أو العَقْل الصَّرِيح، ومَا دُونَ ذَلِكَ: فَهُوَ تَزْيِينُ الشَّيَاطِين وإغْوَاؤُهُم وصَرْفُهُم لبَنِي آدَم عَمَّا يَنْفَعهُم، وتَحْلِيلُ الشَّخْصِيَّةِ أو بَعْضُ سِمَاتهَا بالمَنْهَجِ العِلْمِيّ الَّذِي يَقُومُ بِهِ المُخْتَصُّونَ يَخْتَلِفُ عَنْ هذا الهرَاءِ البَاطِلِ، فَالتَّحْلِيل الصَّحِيح يَعْتَمِد عَلَى مُعْطَيَاتٍ حَقِيقِيَّةٍ، وأُسُسٍ سُلُوكِيَّةٍ، يُسْتَشَفُّ مِنْ خِلاَلِهَا بَعْض السِّمَات العَامَّة للشَّخْصِيَّةِ، ويَتَضَمَّن الدِّلاَلَة عَلَى طَرِيقَةِ تَعْدِيل السَّيِّئ مِنْهَا، وتَعْزِيز الجَيِّد، ومِنْ ثَمَّ تَغْيِير الشَّخْصِيَّة للأفْضَلِ، أو مَا نُسَمِّيه (التَّرْبِيَة) و(تَزْكِيَة النَّفْس).

                وَفَّقَ اللهُ الجَمِيعَ لِمَا يُحِبُّ ويَرْضَى، وصَرَفَ عَنَّا ضَلاَلاَت البَاطِنِيَّة. انْتَهَى كَلاَم الدُّكْتُورَة.
                http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=87&Itemid=2

                واللهُ أعْلَمُ، انْتَهَتِ الفَتْوَى.

                مَكَان النُّجُوم في رَوَابِطِ مَقَالاَت الدُّكْتُورَة قُومُوا بوَضْعِ كَلِمَة (كُونْتِنْت) بالإنْكِلِيزِيَّة.

                والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                تعليق


                • #9
                  رد: ما حكم ...أعرف شخصيتك من عدد حروف اسمك .!!

                  وفقكم الرحمن ويسر أمركم

                  تعليق

                  يعمل...
                  X