إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

    زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب رضي الله عنها

    *************** *******




    نوايا خبيثــة :

    هناك و للأسف أساطير و قصص مختلَقة افتعلها أعداء الدين الإسلامي في هذا الصعيد ،

    حيث انهم حَوَّروا موضوع زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب مطلقة زيد بن حارثة

    و ذكروها كقصة غرامية و كذبوا على نبينا العظيم بغية الحط من قدسيته و مكانته السامية ،

    و قد عرفنا بطلانها من خلال معرفة حقيقة الأمر من الآيات القرآنية الصريحة .



    و كان السبب في ذلك أن بعض المؤرخين و مع الأسف ذكروا أمورا تتنافى

    مع مقام النبي محمد الكريم مما ساعد الأعداء على النيل

    من كرامة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكن

    الآلوسي و الفخر الرازي , وابن كثير وغيرهم من العلماء كذبوا ما نقله أولئك المؤرخون

    و تصدوا لهم و أثبتوا بأن تلك المنقولات ليست إلا أكاذيب واضحة و أخبار مدسوسة

    لا أساس لها من الصحة و الواقع [1] .



    كما أن العلماء من الأزهر انتقدوا ابن الأثير بشدة على نقله لهذه القصة برواية محرفة و مشينة في تاريخه " الكامل "



    ما هي حقيقة زواج رسول الله ( صلَّى الله عليه وسلم ) من زوجة زيد بن حارثة ؟



    جــــــــــــــ ـــــواب :

    زينب بنت جحش هي إحدى زوجات النبي و قد تزوج بها الرسول في السنة الخامسة من الهجرة ، و هي بنت أمية بنت عبد المطلب عمة النبي و كانت زوجة لزيد بن حارثة

    قبل أن تصبح زوجة لرسول الله .



    أما زيد بن حارثة ـ زوج زينب قبل الرسول ـ

    فكان يُدعى قبل الإسلام بـ (زيد بن محمد) لكنه لم يكن من أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل كان غلاما اشترته خديجه بعد زواجها من النبي ثم أهدته إلى النبي

    فأعتقه الرسول في سبيل الله ، ثم تبنّاه النبي تبنياً اعتباريا على عادة العرب لرفع مكانته الاجتماعية بعدما عامله والده و قومه بالهجران و الطرد ،

    وهكذا فقد منحه الرسول احتراما كبيرا و شرفا عظيما و رفع من شأنه بين الناس

    حتى صار يُدعى بين الناس بابن محمد .



    و عندما أحس النبي بحاجة زيد إلى الزواج أمره بخطبة بنت عمته زينب بنت جحش ،

    لكن زينب رفضت ذلك تبعا للتقاليد السائدة في تلك الأيام و لاستنكاف الحرة فى الزواج من العبد المعتق ، خاصة و إن زينب كانت من عائلة ذات حسب و شأن ،

    فنزلت الآية الكريمة التالية :

    [ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ][2] ،

    فأخبرت زينب النبي بقبولها بهذا الزواج ، و هكذا فقد تم الزواج برضا زينب ،

    نزولا عند رغبة الرسول و خضوعا لحكم الله تعالى .

    وهنا نقول لهؤلاء الحاقدين : كيف يطمع الرسول في زينب وهو الذي اقترح

    واختار زواجها لزيد اساساً ؟



    والمهم في هذا الزواج هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد و بأمر من الله كسر العادات

    و التقاليد الخاطئة و التي كانت تمنع زواج العبيد المعتقين من بنات العوائل المعروفة ،

    و بالفعل فقد تحقق للنبي العظيم ما أراد و تمكن من تطبيق المساواة بصورة عملية بين أفراد المجتمع الإسلامي .



    طــــــــــــــ ــــــــــلاق زينب :

    بعد ذلك تأثرت العلاقة الزوجية بين الزوجين ـ زينب و زيد ـ و آل أمرهما إلى الطلاق و الانفصال رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها النبي لمنع وقوع الطلاق ،

    و لم تؤثر نصائح النبي في زيد و لم يفلح في تغيير قرار زيد الخاطئ فوقع الطلاق .



    زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من زينب :

    و بعد أن مضى على طلاق زينب فترة

    قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج ابنة عمته زينب تعويضا لما حصل لها ،

    غير أن النبي كان يخشى العادات و التقاليد التي تُحرم زواج الرجل من زوجة ابنه من التبني لاعتباره أبناً حقيقيا ،

    و إلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم حيث يقول :

    [وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ] [3] .



    وقد قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى :

    (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ))

    ذكر ابن أبي حاتم والطبري ها هنا آثاراً عن بعض السلف رضي الله عنهم أحببنا أن نضرب عنها صفحاً لعدم صحتها فلا نوردها .

    يريد بذلك أمثال : (( فوقعت في قلبه )) و (( سبحان مقلب القلوب )) .

    فهذه كلها آثار لم تثبت صحتها. و هذا ما ذهب إليه المحققون من المفسرين

    كالزهري و القاضي بكر ابن العلاء القشيري و القاضي أبي بكر بن العربي والقاضي عياض في الشفاء.



    و لا بُدَّ من الإشارة هنا إلى إن زواج النبي من زينب إنما كان بأمر من الله تعالى ،

    كما تشهد بذلك تتمة الآية السابقة حيث تقول :

    [ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ] [4] .



    هذا و إن زينب كانت متفهمة لنية الرسول و لما حباها الله تعالى من الشرف العظيم

    إذ جعل لها دورا في إزالة عادتين خرافيتين و نالت شرف الزواج من

    الرسول صلَّى الله عليه وسلم

    فكانت زينب تفتخر على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم و تقول :

    زوَجَكن أهلُوكن و زوجني الله من السماء [5] .



    إذن يمكن تلخيص أهداف زواج الرسول صلَّى الله عليه و آله وصحبه من زينب كالتالي :

    1 _ تعديل ما حصل لابنة عمته و تضررها بالطلاق و قد رضيت بالزواج من زيد بأمر من الله و رسوله ، فأراد الرسول أن يكرمها و يعوضها عن ما حصل لها .



    2 _ كسر العادات و التقاليد الخاطئة التي تمنع الزواج من زوجة الابن من التبنّي ، رغم كونه أبنا اعتباريا لا غير . ( تشريع في صورة عملية )



    ان الاسلام ـ من خلال القرآن الكريم ـ رفض الاعتراف بالتبني الذي كان سائداً بين العرب

    في الجاهلية، وعلى اساس ذلك كانوا ينسبون زيد بن حارثة إلى رسول الله

    فيقولون زيد بن محمد، وجاء الرفض القرآني حاسماً من خلال قوله تعالى

    (... وما جعل ادعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بافواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل * ادعوهم لابائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم...)

    سورة الاحزاب. آية4 و5.

    وكذلك قوله تعالى :

    ( ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليماً ) سورة الاحزاب. آية40.



    وكان التوجيه القرآني للرسول بالزواج من مطلَّقة (زيد بن حارثة)

    لأجل تأكيد تجاهل المشرع الاسلامي للعرف الجاهلي الانف،

    لتكون ممارسة الرسول رافعة لكل التباس قد يبقى عالقاً في الاذهان،

    علماً أن تزويج الرسول كان بعد تطليقها من جانب زيد بن حارثة فلم تكن هذه المرأة مرتبطة باكثر من رجل .



    ثم انه لا يخفى أن من مهام الأنبياء هو إزالة العادات الخاطئة و السنن الظالمة

    و هذا ما فعله النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كما كان يفعل ذلك جميع الأنبياء

    من قبل في قضايا مشابه مع ما في مكافحة الخرافات من تخوف جدي و إحراج شديد

    ذلك لان ذلك يعد محاربة للتقاليد و السنن و الاعتقادات الراسخة و المتجذرة في عقولهم ،

    لكن مهمة الأنبياء لا تقبل التعلل و الخوف و المجاملة ، فهم يحملون على عواتقهم رسالة سماوية حمّلهم إياها رب العالمين ،

    و إلى هذه الحقيقة تشير الآية الكريمة

    [ مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا] [6] .



    وأخيراً نقول :

    أي ضرورة هذه التي تدعو سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم أن يدرج هذه الآية في القرآن فيقرأها الناس كلهم ، وهي من أول حرف فيها إلى آخر حرف عتاب للرسول شديد ،

    وكشف عما يخفيه في نفسه من معرفة أنه سيتزوج زينب بعد تطليق زيد لها ،

    ثم هي بيان لما يخشاه من كلام قومه إذا أقدم فتزوج مطلقة زيد - نقول أي ضرورة تدعو سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أن يدرج هذه الآية في القرآن، ويسجلها على مر الدهر كله ، لو لم يكن هذا القرآن كلام خالقه الذي لا يسعه أن يستخفي على حرف واحد منه ؟!



    _______________ _______________ ______________



    الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض :



    فإن قلت : فما معنى إذاً قوله تعالى في قصة زيد :

    (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه)

    [ سورة الأحزاب 33 ، الآية : 37 ] .

    فاعلم ـ أكرمك الله ، و لا تسترب في تنزيه النبي صلى الله عليه و سلم عن هذا الظاهر

    و أن يأمر زيداً بإمساكها وهو يحب تطليقه إياها ، كما ذكر عن جماعة من المفسرين .

    و أصح ما في هذا ما حكاه أهل التفسير عن علي بن حسين ـ

    أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه ،

    فلما شكاها إليه زيد قال له : أمسك عليك زوجك واتق الله .

    و أخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها مما الله مبديه و مظهره بتمام التزويج وتطليق زيد لها .

    وروى نحوه عمرو بن فائد ، عن الزهري ،

    قال : نزل جبريل على النبي يعلمه أن الله يزوجه زينب بنت جحش

    ، فذلك الذي أخفى في نفسه

    ويصحح هذا قول المفسرين في قوله تعالى بعد هذا : وكان أمر الله مفعولا ،

    أي لا بد لك أن تتزوجها .

    ويوضح هذا أن الله لم يبد من أمره معها غير زواجه لها ، فدل أنه الذي أخفاه صلى الله عليه و سلم مما كان أعلمه به تعالى .

    و قوله تعالى في القصة :

    ( ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا )

    [ سورة الأحزاب 33 ، الآية : 37 ] .

    فدل أنه لم يكن عليه حرج في الأمر .

    قال الطبري : ما كان الله ليؤثم نبيه فيما أحل مثال فعله لمن قبله من الرسل ،

    قال الله تعالى : سنة الله في الذين خلوا من قبل ،

    أي من النبيين فيما أحل لهم ،

    ولو كان على ما روي في حديث قتادة من وقوعها من قلب النبي صلى الله عليه و سلم

    عندما أعجبته ، ومحبته طلاق زيد لها لكان فيه أعظم الحرج ،

    وما لا يليق به من مد عينيه لما نهي عنه من زهرة الحياة الدنيا ،

    و لكان هذا نفس الحسر المذموم الذي لا يرضاه ولا يتسم به الأتقياء ، فكيف سيد الأنبياء ؟ .

    قال القشيري : و هذا إقدام عظيم من قائله ، و قلة معرفة بحق النبي صلى الله عليه و سلم و بفضله .

    و كيف يقال : رآها فأعجبته وهي بنت عمه ، و لم يزل يراها منذ ولدت ،

    و لا كان النساء

    يحتجبن منه صلى الله عليه و سلم ، و هو زوجها لزيد ، و إنما جعل الله طلاق زيد لها ،

    و تزويج النبي صلى الله عليه و سلم إياها ، لإزالة حرمة التبني و إبطال سنته ، كما قال : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم .

    و قال : لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم

    [ سورة الأحزاب 33 ، الآية : 40 ] . و نحوه لابن فورك .

    و قال أبو الليث السمرقندي : فإن قيل : فما الفائدة في أمر النبي صلى الله عليه و سلم لزيد بإمساكها ؟ فهو أن الله أعلم نبيه أنها زوجته ،

    فنهاه النبي صلى الله عليه و سلم عن طلاقها ، إذ لم تكن بينهما ألفة ،

    وأخفى في نفسه ما أعلمه الله به فلما طلقها زيد خشي قول الناس : يتزوج إمرأة ابنه ، فأمره الله بزواجها ليباح مثل ذلك لأمته ،

    كما قال تعالى :

    [ لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا]

    [ سورة الأحزاب 33 ، الآية : 37 ] .

    و قد قيل : كان أمره لزيد بإمساكها قمعاً للشهوة ، و رداً للنفس عن هواها .

    و هذا إذا جوزنا عليه أنه رآها فجأة و استحسنها . و مثل هذا لا نكرة فيه

    ، لما طبع عليه ابن آدم من استحسانه للحسن ، و نظرة الفجاءة معفو عنها ،

    ثم قمع نفسه عنها ، و أمر زيداً بإمساكها ، و إنما تنكر تلك الزيادات في القصة . و التعوي ل و الأولى ما ذكرناه عن علي بن حسين ، و حكاه السمرقندي ، و هو قول ابن عطاء ، و صححه و استحسنه القاضي القشيري ،

    [ و عليه عول أبو بكر بن فورك ، و قال : إنه معنى ذلك عند المحققين من أهل التفسير ، قال : و النبي صلى الله عليه و سلم منزه عن استعمال النفاق في ذلك ، و إظهار خلاف ما في نفسه ، و قد نزهه الله عن ذلك بقوله تعالى ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له ، و من ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم فقد أخطأ . قال : و ليس معنى الخشية هنا الخوف ، و إنما معناه الاستحياء ، أي يستحي منهم أن يقولوا : تزوج زوجة ابنة ] .

    و أن خشيته صلى الله عليه و سلم من الناس كانت من إرجاف المنافقين و اليهود و تشغيبهم على المسلمين بقولهم : تزوج زوجة ابنه بعد نهيه عن نكاح حلائل الأبناء ،

    كما كان ، فعتبة الله على هذا ، و نزهه عن الالتفاف إليهم فيما أحله له ،

    كما عتبه على مراعاة رضا أزواجه في سورة التحريم بقوله

    [ لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ].

    [ وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ]

    [ سورة الأحزاب / 33 ، الآية : 37 ] .

    و قد روي عن الحسن و عائشة : لو كتم رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ شيئاً كتم هذه الآية لما في من عتبه و إبداء ما أخفاه



    _______________ _______________ _



    [1] يراجع : مفاتيح الغيب : 25 / 212 ، للفخر الرازي ، و روح المعاني : 22 / 23،24 ، للآلوسي .



    [2] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 36 .



    [3] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 37 .



    [4] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 37 و 38 .



    [5] الكامل في التاريخ : 2 / 177.



    [6] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 38 .

    تعليق


    • #32
      رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

      رداً على شبـــــــــهة اصابة الرســــــــــو ل

      صلى الله عليه وسلم بالسحر



      *********



      بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

      رداً على شبهة اصابة الرسول بالسحر

      نقول وبالله التوفيق

      *********



      ان الله سبحانه وتعالى يبتلي رسله عليهم الصلاة والسلام بأنواع البلاء ،

      فيزداد بذلك أجرهم ، ويعظم ثوابهم ، فقد ابتلى رسله بتكذيب أقوامهم لهم ،

      ووصل ايذاؤهم إليهم ، وابتلى بعض الرسل بالمرض ، ومن الابتلاء الذي أوذي به

      الرسول صلى الله عليه وسلم ما أصابه من السحر ،

      روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً من بني زريق يقال له : لبيد بن الأعصم سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كان رسول الله يخيل إليه أنه كان يفعل الشيىء وما فعله . . . .

      إلا أن هناك بعض العلماء أنكروا هذا الحديث ، وردوه رداً منكراً بدعوى

      أنه مناقض لكتاب الله الذي برأ الرسول من السحر .

      فمن هؤلاء العلماء

      ( الجصاص ) في كتابه أحكام القرآن : [ 1 : 49 ]

      حيث قال : (( ومثل هذه الاخبار من وضع الملحدين تلعباً بالحشو الطغام . . . . ))

      ومنهم ( أبو بكر الأصم )

      حيث قال : (( إن حديث سحره صلى الله عليه وسلم المروي هنا متروك لما يلزمه من صدق قول الكفره أنه مسحور ، وهو مخالف لنص القرآن حيث أكذبهم الله سبحانه وتعالى . . . ))

      [ نقله عنه شارح المجموع : 19 : 243 ]

      ومنهم الشيخ جمال الدين القاسمي في تفسيره المسمى [ محاسن التأويل ]

      حيث قال : (( ولا غرابة في أن لا يقبل هذا الخبر لما برهن عليه ، وإن كان مخرجاً في الصحاح ، وذلك لأنه ليس كل مخرج فيها سالماً من القدح والنقد سنداً أو معنى

      كما يعرفه الراسخون . . . ))

      وقال الشيخ محمد عبده :

      [وقد ذهب كثير من المقلدين الذين لا يعقلون ما النبوة ، ولا ينبغي لها إلى أن الخبر بتأثير السحر قد صح . . . . وقال : وهو مما يصدق فيه المشركين :

      (( إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً ))]

      [ الفرقان : 8 ]



      وقد أجاب كثير من العلماء عن هذه الشبهة وبينوا زيفها بالآتي :

      أولاً : من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر ،

      فيجوز أن يصيبه ما يصيب البشر من الأوجاع والأمراض وتعدي الخلق عليه

      وظلمهم إياه كسائر البشر إلي أمثال ذلك مما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ،

      ولا كانت الرسالة من أجلها فإنه عليه الصلاة والسلام لم يعصم من هذه الامور ،

      وقد كان عليه الصلاة والسلام يصيبه ما يصيب الرسل من أنواع البلاء وغير ذلك ،

      فغير بعيد أن يصاب بمرض أو اعتداء أحد عليه بسحر ونحوه يخيل إليه بسببه في أمور الدنيا

      ما لا حقيقة له ، كأن يخيل إليه أنه وطىء زوجاته وهو لم يطأهن ،

      و حدث انه جاء للرسول صلى الله عليه وسلم

      احد الصحابه يعوده قائلاً له :

      (( إنك توعك يا رسول الله فقال : إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم ))

      إلا ان الإصابة أو المرض أو السحر لا يتجاوز ذلك إلي تلقي الوحي عن الله سبحانه وتعالى

      ولا إلي البلاغ عن ربه إلي الناس لقيام الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الامة على عصمته صلى الله عليه وسلم في تلقي الوحي وإبلاغه وسائر ما يتعلق بشؤون الدين .

      والذي وقع للرسول صلى الله عليه وسلم من السحر هو نوع من المرض

      الذي يتعلق بالصفات والعوارض البشرية والذي لا علاقة له بالوحي وبالرسالة

      التي كلف بإبلاغها ، لذلك يظن البعض أن ما اصاب الرسول صلى الله عليه وسلم من السحر

      هو نقصاً وعيباً وليس الأمر كما يظنون لأن ما وقع له هو من جنس ما كان يعتريه من الاعراض البشرية كأنواع الامراض والآلام ونحو ذلك ،

      فالانبياء صلوات الله وسلامه عليهم يعتريهم من ذلك ما يعتري البشر

      كما قال الله سبحانه وتعالى :

      [ قالت رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده]

      [سورة إبراهيم : 11 ]

      واستدل ابن القصار على ان الذي أصابه كان من جنس المرض

      بقول الرسول في حديث آخر : (( أما أنا فقد شفاني الله ))

      ويؤيد ذلك حديث ابن عباس عند ابن سعد :

      (( مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عن النساء والطعام والشراب ، فهبط عليه ملكان )) فتح الباري 10 : 227 .

      قال المازري :

      (( ان الدليل قد قام على صدق النبي فيما يبلغه عن الله سبحانه وتعالى وعلى عصمته في التبليغ ، والمعجزات شاهدات بتصديقه ، وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يخيل إليه أنه وطىء زوجاته ولم يكن وطئهن ، وهذا كثيراً ما يقع تخليه للأنسان في المنام ، فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة .))

      قال القاضي عياض رحمه الله :

      (( قد نزه الله سبحانه وتعالى الشرع والنبي عما يدخل في أمره لبساً ، وإنما السحر مرض من الامراض وعارض من العلل يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا ينكر ولا يقدح في نبوته .))



      وأما ما ورد أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولا يفعله ،

      فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من تبليغه وشريعته ،

      أو يقدح في صدقه لقيام الدليل ، والاجماع على عصمته من هذا ،

      أما ما يجوز طروه عليه في أمر دنياه التي لم يبعث بسببها ، ولا فضل من أجلها ،

      وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمورها ما لاحقيقة له ،

      ثم ينجلي عنه كما كان .



      وجاء في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند ابن سعد ان أخت لبيد بن الاعصم

      قالت : (( إن يكن نبياً فسيخبر ، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله .))

      فوقع الشق الاول .



      ثانياً : أما دعواهم أن السحر من عمل الشيطان والشيطان لا سلطان له على عباد الله

      لأن الله يقول :

      (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ))

      سورة الحجر : 42

      فنقول :

      إن المراد من قوله سبحانه وتعالى :

      (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ))

      أي في الاغواء والإضلال فالسلطان المثبت للشيطان هو سلطان إضلاله لهم بتزينه للشر والباطل وإفساد إيمانهم ،

      فهذه الآية كقوله سبحانه وتعالى حكاية عن الشيطان في مخاطبته رب العزة :

      (( لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ))

      ولا ريب ان الحالة التي تعرض لها الرسول صلى الله عليه وسلم لا تنطبق عليها هذه الآية الكريمة .

      ولا شك أن اصابة الشيطان للعبد الصالح في بدنه لا ينفيه القرآن ،

      وقد جاء في القرآن ما يدل على إمكان وقوعها ، ومن ذلك قول أيوب عليه السلام في دعائه ربه : (( أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ))

      سورة ص : 41

      وموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل ،

      وقد خيل إليه عندما ألقى السحرة عصيهم أنه تسعى

      : (( فأوجس في نفسه خيفة موسى ))

      سورة طه : 67

      فهذا التخيل الذي وقع لموسى يطابق التخيل الذي وقع للرسول صلى الله عليه وسلم ،

      إلا ان تأثير السحر كما قررنا لا يمكن أن يصل إلي حد الاخلال في تلقي الوحي والعمل به

      وتبليغه للناس ، لأن النصوص قد دلت على عصمة الرسل في ذلك .



      ثالثاً : نريد أن نسأل النصارى سؤالاً :

      إذا كنتم تعتقدون ان ما اصاب النبي محمداً على ايدي اليهود من السحر

      والذي قررنا انه لم يكن له تأثير في دينه وعبادته ، ولا في رسالته التي كلف بإبلاغها،

      إذا كنتم تعتقدون ان ما اصابه هو قدح و طعن في نبوته

      فهل يعني ذلك أنكم اسقطتم أنبياء كتابكم المقدس الذي نص على انهم عصاة زناة كفار ؟!

      ألم يرد في كتابكم المقدس أن نبي الله سليمان كفر وعبد الاوثان وهو نبي من انبياء الله

      [ سفر الملوك الاول ]

      فهل اسقتطم نبوءة سليمان وهل ما اقدم عليه النبي سليمان من السجود للأوثان والكفر بالله

      هو أمر موجب للطعن في نبوته ومسقطاً لها ؟!

      وإذا كان ما قام به النبي سليمان من السجود للأوثان والكفر بالله

      هو أمر لا يوجب الطعن في نبوته و لا يسقط نبوته عندكم ، فكيف تعتبرون

      ما أصاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السحر الذي لم يكن له تأثير في دينه

      وعبادته ولا في رسالته التي كلف بابلاغها هو أمر موجبا للطعن في نبوته ؟



      ثم أخبرونا عن ذلك الشيطان الذي تسلط على المسيح طوال 40 يوماً

      كما جاء في إنجيل متى ابتداءً من الاصحاح الرابع ،

      ألم يذكر الانجيل أن إبليس كان يقود المسيح إلي حيث شاء فينقاد له .

      فتارة يقوده إلي المدينة المقدسة و يوقفه على جناح الهيكل وتارة يأخذه إلي جبل عال جداً . . . الخ



      رابعا : ان في قصة سحر النبي عليه الصلاة والسلام

      الكثير من أدلة نبوته عليه الصلاة والسلام طبقاً للآتي :



      1. كيف عرف النبي عليه الصلاة والسلام أن الذي سحره

      هو لبيد بن الأعصم وأن السحر موجود في مكان كذا وكذا لو لم يكن نبياً ؟

      فالنبي عليه الصلاة والسلام هو الذي أرسل أصحابه ليستخرجوا السحر من المكان

      الذي وضع فيه

      ( وقصة إخبار الملائكة لمحمد عليه الصلاة والسلام بموضع ومكان السحر

      لم يذكرها هؤلاء الضالون فهم انتقائيون في اختيار موادهم.)

      2. لقد فك الرسول عليه الصلاة والسلام السحر بقراءة المعوذتين

      وهذا دليل على أن المعوذتين كلام الله عز وجل وأن محمداً نبي موحىً إليه.

      3. هذه القصة دليل على كذب المستشرقين عندما قالوا إن السنة النبوية

      قد وضعها أصحاب النبي ليثبتوا أنه نبي وأنه كامل في كل صفاته

      فلو كان كلامهم صحيحاً لكان هذا الحديث أول شيء يحذفه الصحابة من السنة

      لأنه ينقص من قدر النبي اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي على حد زعمهم طبعاً

      فقد أثبتنا الآن أن هذا الحديث يدل على نبوة محمد اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي.

      قال الله تعالى

      [والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم]



      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،،

      تعليق


      • #33
        رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

        عريـــــــــــا ناً يجــــــــــر ثـــــــــــوبه

        **************


        الســــــــــــ ـــــؤال :

        تحت عنوان : ( عرياناً يجر ثوبه ) وضع اعداء الإسلام من النصارى

        الحديث التالي في مواقعهم للطعن في رسولنا الكريم . فأرجو بيان مدى صحة الحديث :



        ‏حدثنا ‏‏محمد بن إسمعيل ‏حدثنا ‏إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني ‏حدثني ‏‏أبي يحيى بن محمد ‏‏عن ‏‏محمد بن إسحق ‏‏عن ‏محمد بن مسلم الزهري ‏‏عن ‏عروة بن الزبير ‏عن ‏‏عائشة ‏قالت : ‏قدم ‏زيد بن حارثة ‏ ‏المدينة ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله ‏‏قال ‏أبو عيسى ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏لا نعرفه من حديث ‏ ‏الزهري ‏ ‏إلا من هذا الوجه



        الجــــــــــــ ــــواب :

        هذا الحديث أخرجه الترمذي ، ولم تثبت صحته ففي سنده أبي يحيى بن محمد ،

        قال عنه الذهبي ضعيف

        وقال عنه الساجي : في حديثه مناكير وأغاليط

        وفي الحديث علة أخرى : ابراهيم بن يحيى بن محمد وهو لين الحديث

        وقال عنه الرازي ضعيف ،

        وقد أورد العلامة الإلباني الحديث ضمن سلسلة الأحاديث الضعيفة [ ضعيف الترمذي / 516 ]



        وهكذا عزيزي السائل يتبين لك مدى ضعف هذه الرواية ومدى سقوط الاحتجاج بها ,

        وان خصومنا من النصارى يتعلقون بالضعيف والمكذوب نسال الله السلامة ونعوذ بالله من الخذلان.

        ولا يفوتنا هنا بعد ان بينا ان هذا الحديث لا يساوي شىء عندنا أن ننقل للنصارى ما جاء في انجيل يوحنا المقدس عندهم عن الرسول بطرس :



        بطرس الرسول - صخرة الكنيسة - عارياً على شاطىء البحر !!



        يروي يوحنا قصة ظهور المسيح لتلاميذه عند بحيرة طبرية

        قائلاً : (( بعد هذا اظهر ايضاً يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية .ظهر هكذا .

        كان سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم .

        قال لهم سمعان بطرس انا اذهب لأتصيد .قالوا له نذهب نحن ايضا معك .

        فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئا . ولما كان الصبح

        وقف يسوع على الشاطئ .ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع .

        فقال لهم يسوع يا غلمان ألعل عندكم إداما .اجابوه لا .

        فقال لهم القوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا .ف

        القوا ولم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك .

        فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس : هو الرب .

        فلما سمع سمعان بطرس انه الرب أتزر بثوبه لانه كان عرياناً والقى نفسه في البحر .))

        يوحنا 21 : 1 - 7



        ان الحدث الغريب حقاً أن بطرس الرسول عندما سمع أن المسيح قد حضر

        اتزر بثوبه (( لأنه كان عرياناً وألقى بنفسه في البحر )) . يوحنا 21 : 7 .

        كيف يكون بطرس كبير الحواريين عرياناً على شاطىء البحر ؟!

        ولماذا يخجل من التعري عندما سمع بحضور المسيح فقط؟!

        هل التعري جائز في غياب المسيح وغير جائز في حضورة ؟!

        كيف كان بطرس الرسول الملقب بصخرة الكنيسة عارياً على الشاطىء

        أمام التلاميذ ومن كان موجودا ؟!

        تعليق


        • #34
          رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

          هل كان الرسول - صلي الله عليه و سلم - ينسي ؟



          *************** **




          الحمد لله و كفي و سلام علي عباده الذين اصطفي

          اما بعد

          فاختصاراً نحن اليوم نسأل سؤالاً لنرد شبهة اثارها النصاري و السؤال هو :



          هل يجوز ان ينسي النبي ؟؟



          و نجيب بالقول الاتي :





          وقوع النسيان من النبي يكون على قسمين :



          الأول : وقوع النسيان منه فيما ليس هو مأمور فيه بالبلاغ مثل الامور العادية و الحياتيه

          فهذا جائز مطلقاً لما جبل عليه من الطبيعة البشرية.



          والثاني : وقوع النسيان منه فيما هو مأمور فيه بالبلاغ

          وهذا جائز بشرطين:

          الشرط الأول : أن يقع منه النسيان بعد ما يقع منه تبليغه،

          وأما قبل تبليغه فلا يجوز عليه فيه النسيان أصلاً .

          الشرط الثاني : أن لا يستمر على نسيانه، بل يحصل له تذكره إما بنفسه، وإما بغيره .





          قال القاضي عياض رحمه الله :



          يجوز النسيان عليه ابتداء فيما ليس هو مأمور فيه بالبلاغ ، واختلفوا فيما هو مأمور فيه بالبلاغ والتعليم، و من ذهب الي الاجازة قال: لا بد أن يتذكره أو يذكره به احد .



          قال الإسماعيلي النسيان من النبي لشيء من القرآن يكون على قسمين:



          أحدهما : نسيانه الذي يتذكره عن قرب، وذلك قائم بالطباع البشرية، وعليه يدل قوله في حديث ابن مسعود في السهو : (( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون. ))

          وهذا القسم سريع الزوال، لظاهر قوله تعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))



          والثاني : أن يرفعه الله عن قلبه لنسخ تلاوته، وهو المشار إليه في قوله تعالى : (( سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ )) وهذا القسم مشار اليه في قوله: (( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ))



          اذا فهمنا هذا الامر فاننا عندئذ نستطيع الرد علي اعتراض النصاري علي حديث واية :



          الاية هي قوله تعالى : سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ

          فزعموا أن الآيات تدل على أن محمد قد أسقط عمد أو أُنسي آيات لم يتفق له من يذكره إياها، وتدل أيضًا على جواز النسيان على النبي .

          والحديث هو : ما روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ فِي الْمسْجِدِ فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَة كَذَا وَكَذَا. وفي رواية: أُنْسِيتُها .

          فزعموا بجهلهم أن النبي أسقط عمد بعض آيات القرآن .



          و الجواب عنهم في الاية نقول :



          أولاً : بأن قوله: سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى وعد كريم بعدم نسيان ما يقرؤه من القرآن، إذ إن (لا) في الآية نافية، اي ان الله اخبر فيها نبيه صلي الله عليه و سلم بأنه لا ينسى ما أقرأه إياه.

          وقيل (لا) ناهية، فهي مثل ان تقول لشخص لا تشرك بالله فهل معني ذلك انه اشرك؟؟!! ومثل ما قال لقمان لابنه (( لا تشرك بالله )) فهل معني ذلك انه اشرك؟؟؟

          ومعنى الآية على هذا : سنعلمك القرآن، فلا تنساه، فهي تدل على عكس ما أرادوا الاستدلال بِها عليه.



          ثانيا : الاستثناء في الآية معلق على مشيئة الله ولم تقع المشيئة، بدليل ما مر من قوله تعالى : (( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ .))



          ثالثًا : الاستثناء في الآية لا يدل على ما زعموا من أنه يدل على إمكان أن ينسى شيئا من القرآن،

          فان الاستثناء لا يجب حدوثه مثل قوله تعالي : (( خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك ))

          فلما كان الوعد على وجه التأبيد ربما يوهم أن قدرة الله لا تسع غيره ،

          وأن ذلك خارج عن ارادته جل شأنه، فجاء الاستثناء في قوله تعالى : (( إلا ما شاء الله ))

          فإنه إذا أراد أن ينسيه لم يعجزه ذلك، فالقصد هو نفي النسيان رأساً .

          وجاء بالاستثناء ليبين ان هذا الأمر وهو عدم الانساء ليس خارجاً عن إرادته فإذا أراده لم يمنعه مانع فكل شىء بيده سبحانه.



          وقيل إن الحكمة في هذا الاستثناء أن يعلم العباد أن عدم نسيان النبي القرآن هو محض فضل الله وإحسانه، ولو شاء تعالى أن ينسيه لأنساه، وفي ذلك إشعار للنبي أنه دائما مغمور بنعمة الله وعنايته، وإشعار للأمة بأن نبيهم لم يخرج عن دائرة العبودية، فلا يفتنون به كما فتن النصارى بالمسيح .



          القول الثاني : أن الاستثناء المراد به منسوخ التلاوة فيكون المعنى أن الله تعالى وعد بأن لا ينسى نبيه ما يقرؤه، إلا ما شاء - سبحانه - أن ينسيه إياه بأن نسخ تلاوته .



          والجواب عما زعموه في الحديث الشريف :



          أولا : الآيات التي أنسيها النبي ثم ذكرها كانت مكتوبة بين يدي النبي و لم تنزل آية علي النبي الا قام كتبة الوحي بكتابتها . وكانت محفوظة في صدور أصحابه الذين تلقوها عنه، والذين بلغ عددهم مبلغ التواتر .وليس في الخبر إشارة إلى أن هذه الآيات لم تكن مما كتبه كتاب الوحي ولا ما يدل على أن أصحاب النبي كانوا نسوها جميعا حتى يخاف عليها الضياع .



          ثانيا : أن روايات الحديث لا تفيد أن هذه الآيات التي سمعها الرسول من أحد أصحابه كانت قد محيت من ذهنه الشريف جملة بل غاية ما تفيده أنها كانت غائبة عنه ثم ذكرها وحضرت في ذهنه بقراءة صاحبه وليس غيبة الشيء عن الذهن كمحوه منه فالنسيان هنا بسبب اشتغال الذهن بغيره أما النسيان التام فهو مستحيل على النبي .



          قال الباقلاني وإن أردت أنه ينسى مثل ما ينسي العالم الحافظ بالقرآن نسيانا لا يقدح في فان ذلك جائز بعد أدائه وبلاغه .



          ثالثا : أن قوله ( أسقطتها ) مفسرة بقوله في الرواية الأخرى : ( أُنْسِيتُها )، فدل على أنه أسقطها نسيانا لا عمدا فلا محل لما أوردوه من أنه قد يكون أسقط عمدا بعض آيات القرآن.

          قال النووي: قوله "كنت أُنْسِيتُها" دليل على جواز النسيان عليه فيما قد بلغه إلى الأمة .



          اخيراً ذهب البعض ان ما نسيه النبي كان مما نسخه الله تعالي و لم يعلم الصحابي بنسخه ثم وقع العلم عند الصحابي بذلك .



          و نقول للنصاري ان حفظ القرآن و جمعه ليس مسئولية الرسول و ليس مسئولية الصحابة و لا ابي بكر و لا عمر و لا عثمان فالله بينها واضحة في كتابه (( انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون )) فمن انزل الذكر هو الذي عليه حفظه و بيّن جل جلاله (( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه و قرآنه )) اي ان المتكفل بجمعه و حفظه للامة ليس النبي بل الله عز و جل و يفعل الله ذلك علي الوجه الذي يشاء .



          فبهذا تكون شبهتهم واهية و امهم هاوية

          تعليق


          • #35
            رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

            الرد على شبهة رضاعة الكبير


            ***************




            صار حديث رضاع الكبير مضغة في أفواه النصارى يتصايحون به و يقذفونه

            في وجوه المسلمين حين عجزهم عن مواجهة الواقع الأليم في كتابهم " المكدس"

            بالفضائح الجنسية !!



            ولذا وحتى يكون المسلم على بينة وجب الوقوف مع هذا الحديث فنقول وبالله التوفيق :



            نذكر أولا ما ورد فيما يطلق عليه النصارى الكتاب المقدس قبل أن نرد على هذه الشبهة ،

            ليتبين للقارئ أن ما لدى عباد الصليب من الضلال المبين في كتابهم المقدس

            مما حرفوه عن دين أنبياءهم الكرام ، ما يجعلهم يستحــون من الإنكار على المسلمين شيئا من محاسن شريعتهم التي بشــر بها جميع الأنبياء .



            ومما جاء فيم يطلقون عليه الكتاب المقدس :



            الرب يأمر بالرذيلة و يوقع الناس في الزنا عقاباً لهم !!! :



            سفر صموئيل الثانى [12: 11-12] :

            رب الأرباب نفسه يسلم أهل بيت نبيه داود عليه السلام للزنى عقاباً له :

            (( هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ.))



            سفر عاموس [ 7 : 16 ] :

            النبي عاموس يقول لأمصيا كاهن بيت إيل :

            (( أنت تقول لا تتنبأ على اسرائيل . ولا تتكلم عن بيت اسحاق لذلك هكذا يقول الرب : امرأتك تزني في المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بالسيف . ))



            سفر إرميا [ 8 : 10 ]

            يقول الرب :

            (( لِذَلِكَ أُعْطِي نِسَاءَهُمْ لِآخَرِينَ وَحُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ. ))

            سفر إشعيا [ 3 : 16 ] :

            (( وَقَالَ الرَّبُّ : مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ 17يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ. ))



            الرب يُحِثُّ على اختطاف بنات شيلوه واغتصابهن :



            سفر القضاة [ 21 : 20 ] :

            (( واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. وانظروا فاذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم واخطفوا لانفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا الى ارض بنيامين. ))



            وفي سفر هوشع [ 1: 2-3]

            الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى :

            ولا تتساءل إذا كان هذا تشجيعاً للزانيات أن يتمادين فى بغائهم ، فإن الرب سينصفهن وسيزوجهن من أنبياء وقضاة ؟

            : (( أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!. فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً. ))



            يهوذا جد المسيح يزني بكنته ثامار ( زوجة ابنه )



            سفر التكوين [ 38 : 15 ] :

            فرآها يهوذا فحسبها زانية لأنها كانت قد غطت وجهها. فمال إليها على الطريق وقال: هاتي أدخل عليك. لأنه لم يعلم أنها كنته. فقالت : ماذا تعطيني لكي تدخل علي. فقال: إني أرسل جدي معزى من الغنم. فقالت: هل تعطيني رهنا حتى ترسله؟ فقال: ما الرهن الذي أعطيك؟ فقالت: خاتمك وعصاك التي في يدك. فأعطاها ودخل عليها فحبلت منه... وبعد ثلاثة شهور قيل ليهوذا: إن كنتك ثامار قد زنت وها هي الآن حبلى من الزنا



            ثم إنهم يجعلون نسب المسيح جاء من فارص وزارح ،

            التوأم اللذين حملت بهما ثامار من الزنى !!!



            الرب يأمر بالتغزل بثدي المرأة !!



            سفر الأمثال [ 5 : 18 ] :

            (( وافرح بامرأة شبابك الظبية المحبوبة والوعلة الزهية ، ليروك ثدياها في كل وقت ! ))



            نشيد الأنشاد [ 8 : 8 ] :

            (( لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ ليس لها ثديان ُ، فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمِ خِطْبَتِهَا ؟ ))





            والحاصل : أن طائفة كتبت هذا الكلام في كتابها ، لا يصح عقلاً ولا منطقاً أن تتفوه أوتنكر شىء على اتباع الديانات الأخرى ....





            أما الرد على شبهتهم الساقطة فنقول وبالله التوفيق :



            اتفق علماء الصحابة وأئمة المذاهب الفقهية وأتباعهم على أن الرضاع المحرّم

            هو ذاك الذي يناله الرضيع وهو دون السنتين من العمر‏،‏

            لصريح قول الله تعالى‏ :‏

            [ ‏وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ‏ ]

            ‏ ولقوله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها :

            ‏(‏‏( ‏انما الرضاعة من المجاعة ‏)‏‏)‏‏

            اي ان الرضاعة التي تجب هي ما كانت في فترة صغر الطفل كي يكون هذا اللبن

            سبب في بناء لحمه فتكون المرضعة قد انبتت من لبنها لحم الطفل كما الام تنبت من رحمها

            لحم الطفل فتكون المرضعة كالام في هذا الحين ،

            وفي الترمذي وصححه عن أم سلمة مرفوعاً :

            (( لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام ))

            و للدارقطني عن ابن عباس يرفعه :

            (( لا رضاع إلا في الحولين ))

            وعند أبي داود عن ابن مسعود يرفعه

            (( لا رضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشز العظم )) .



            فكل هذه الأحاديث الصحيحة تدل على أن الرضاعة المحرمة هي ما كانت دون السنتين قبل الفطام ، وما بعد ذلك فلا أثر له،



            وأما ما جاء في حديث سهلة بنت سهيل إمرأة أبي حذيفة من قصة

            سالم مولى أبي حذيفة من أن أبا حذيفة كان قد تبنى سالماً،

            فلما صارت امرأة أبي حذيفة يشق عليها دخول هذا الغلام الذي كبر لما رأت من تغير في وجه زوجها أبي حذيفة ،

            استفتت النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

            " أرضعية تحرمي عليه "

            وكيف ان أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد رأت ان هذا الأمر عاماً ،

            ( كما في سنن أبي داود )

            فكانت تأمر بنات أخواتها و بنات إخوتها أن يُرضِعنَ من أحبت عائشة أن يراها ،

            أو يدخل عليها و إن كان كبيراً خمس رضعات ثمّ يدخل عليها ،

            فالجواب عن ذلك هو :

            ذهب جمهور العلماء إلى أن قصة سالم هي واقعة خاصة بسالم لا تتعداه إلى غيره ،

            ولا تصلح للاحتجاج بها.

            قال الحافظ ابن عبد البر : " عدم تحديث أبي مليكة بهذا الحديث لمدة سنة يدل على أنه حديث ترك قديما ولم يعمل به ، ولا تلقاه الجمهور بالقبول على عمومه ، بل تلقوه على أنه مخصوص " ( شرح الزرقاني على الموطأ 3/292)،

            وقال الحافظ الدارمي عقب ذكره الحديث في سننه : " هذا لسالم خاصة "



            وبذلك صرحت بعض الروايات ، ففي صحيح مسلم عن ‏أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏كَانَتْ تَقُولُ (( ‏أَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ أَحَدًا بهذه الرضاعة ، وَقُلْنَ ‏‏لِعَائِشَةَ ‏: ‏وَاللَّهِ مَا نَرَى هَذَا إلا رُخْصَةً أَرْخَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لِسَالِمٍ ‏ ‏خَاصَّةً ، فَمَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا أَحَدٌ بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ وَلَا رَائِينَا ))



            وبالتالي يكون عمل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - ‏إن صح الخبر‏ -‏ اجتهاد منها ليس إلا ‏،‏ تثاب عليه في كل الأحوال‏،‏ بأجر أو بأجرين‏.‏

            وكان فهم وعمل الصحابة وسائر ازواج النبي صلى الله عليه وسلم على خلافه‏ .

            وقد قيل ان ما روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها مؤول بأنها إذا تفرست بطفل خيرا

            وأرادت أن يدخل عليها بعد بلوغه تأمر بنات أخيها أن يرضعنه وهو صغير، فإذا كبر دخل عليها .



            وقد ذهب البعض إلى إن حديث سهلة بنت سهيل مخصوص بمن حاله كحال سالم مولى أبي حذيفة. فلو وجد أحد تبنى شخصاً حتى كان هذا الابن مثل ابنه في دخوله على أهله وبساطتهم معه، واضطرت امرأته لأن ترضعه ليبقى على ما هو عليه من الدخول - لو وجد هذا – لقلنا بجوازه. لكن هذا في الوقت الحاضر ممتنع، لأن الشرع أبطل التبني،

            ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء، قالوا يا رسول الله : أرأيت الحمو؟ قال : الحمو الموت" ولو كان إرضاع الكبير مؤثراً لقال : " الحمو ترضعه زوجة أخيه مثلا حتى يدخل على امرأة من محارمة " فلما لم يرشد النبي صلى الله عليه وسلم أو يوجه إلى هذا علم أن رضاع الكبير بعد إبطال التبني لا يمكن أن يكون له أثر.



            وذهب البعض أيضاً إلى جواز الترخيص في إرضاع الكبير و ترتيب أحكام الرضاعة عليه

            في التحليل و التحريم عند وجود المشقة في الاحتجاب عنه ،

            و عدم الاستغناء عن دخوله على النساء ، كما في قصة سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما ، و هذا القول منسوب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،

            و هو قول بعيد لأنّ المشقّة غير منضبطة ، أما لو كانت ضرورة ،

            فللضرورة شأنٌ آخَر ، و الضرورات تقدّر بقَدَرِها .



            و الظاهر أنّ لتخصيص الرخصة بسالم رضي الله عنه من دون الناس

            هو الراجح من حيث اختيار معظم أمهات المؤمنين له ، وذهاب معظم الصحابة و جمهور العلماء إلى القول به ، و هو المفهوم من ظاهر النصوص المعارضة لحديث سهلة بنت سهيل ،

            و لو كان الأمر على إطلاقه لشاع بين الصحابة الكرام فمن بعدهم من السلف ، و تعدّدت طرقه ، و رويت أخباره .



            تنبيه : لقد فهم جهال النصارى من قوله - عليه الصلاة والسلام – لسهلة : (( أرضعيه ))

            أنه يتحتم ملامسة الثدي فقالوا كيف يكون هذا ؟!

            ومن أحسن ما قيل في توجيه ذلك قول الإمام النووي رحمه الله في شرحه على

            صحيح مسلم ( 10 / 31 ) :

            ( قال القاضي : لعلّها حَلَبَته ثم شرِبَه ، دون أن يمسَّ ثديَها ، و لا التَقَت بشرتاهُما إذ لا يجوز رؤية الثدي ، ولا مسه ببعض الأعضاء ، و هذا الذي قاله القاضي حَسَنٌ ،

            و يُحتَمل أنّه عُفيَ عن مسّه للحاجة ، كما خُصَّ بالرضاعة مع الكِبَر. )



            وقال أبو عمر : (( صفة رضاع الكبير أن يحلب له اللبن ويسقاه فأما أن تلقمه المرأة ثديها فلا ينبغي عند أحد من العلماء، وهذا ما رجحه القاضي والنووي )) (شرح الزرقاني3/316).



            فإن قيل إنه ورد في الحديث قول سهلة : (( و كيف أرضعه و هو رجل كبير ؟ )) نقول هذا وصف نسبي بالنسبة لما يعرف عن الرضاع بأنه عادة لا يكون إلا للصغير.



            فإن أبيتم روينا لكم ما رواه ابن سعد في طبقاته عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن أبيه قال كانت سهلة تحلب في مسعط أو إناء قدر رضعته فيشربه سالم في كل يوم حتى مضت خمسة أيام فكان بعد ذلك يدخل عليها وهي حاسر رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسهلة» (الطبقات الكبرى8/271 الإصابة لابن حجر7/716).



            ثم ان النص لم يصرح بأن الارضاع كان بملامسة الثدي. وسياق الحديث متعلق بالحرج من الدخول على بيت أبي حذيفة فكيف يرضى بالرضاع المباشر كما فهم هؤلاء؟



            أونسي هؤلاء أن النبي حرم المصافحة؟ فكيف يجيز لمس الثدي بينما يحرم لمس اليد لليد؟



            ثم اننا نسأل هؤلاء : هل الطفل الذي يشرب الحليب من غير ارتضاعه من الثدي مباشرة يثبت له حكم الرضاعة أم لا؟



            والجواب كما عند جمهور العلماء أنه يثبت ، وبالتالي نقول انه إذا كان شرب اللبن بدون مباشرة الثدي يثبت حكم الرضاع للصغير فإنه أولى به للكبير ذلك لأن شرب اللبن بدون مباشرة الثدي يصح أن يكون رضاعاً .



            وأخيراً ننقل من كلام العالم النحوي ابن قتيبة الدينوري (ت 276هـ) في توجيهه لحديث سهلة :



            قال ابن قتيبة :



            فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم - بمحلها عنده، و ما أحب من ائتلافهما، و نفي الوحشة عنهما - أن يزيل عن أبي حذيفة هذه الكراهة، و يطيب نفسه بدخوله فقال لها "أرضعيه".



            و لم يرد : ضعي ثديك في فيه، كما يفعل بالأطفال. و لكن أراد: احلبي له من لبنك شيئا، ثم ادفعيه إليه ليشربه. ليس يجوز غير هذا، لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها، إلى أن يقع الرضاع، فكيف يبيح له ما لا يحل له و ما لا يؤمن معه من الشهوة؟ ( تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص308-309)



            قلت : كيف لا وربنا جل جلاله يقول في محكم كتابه : (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )) (النور : 30) ؟



            فالحجة لا تقوم على الخصم بما فهمه خصمه وانما تقوم بنص صريح يكون هو الحجة.



            وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

            تعليق


            • #36
              استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

              اللهم لك الحمد كله ، ولك الملك كله ، وبيدك الخير كله ، واليك يرجع الامر كله
              اكمل باذن الله موسوعه الرد على الشبهات والاباطيل
              واتمنى من المشرف بعد ان انهى الموسوعه وانوه عن ذلك
              ان يدمجها مع الموضوع فى الرابط التالى

              https://forums.way2allah.com/showthread.php?goto=newpost&t=50282

              جزاكم الله خيرا

              تعليق


              • #37
                رد: استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

                زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها
                *************** ***********


                يحاول الحاقدون على الإسلام من النصارى أن يثيروا الشبهات في زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ،
                فكيف ندحض هذه الشبهة ونلقم أصحابها الحجارة في حلوقهم؟

                الجواب وبالله التوفيق :
                أولاً : نقول لهؤلاء الحاقدين من النصارى :
                إذا كنتم تعيبون النبي محمداً صلى الله عليه وسلم أنه تزوج عائشة وهي صغيرة
                ، فما رأيكم في أنبياء كتابكم المقدس الذي وصفهم بأنهم زناة ومجرمين كداود وحاشاه،
                وسراق كيعقوب وحاشاه،
                وعباد أوثان كسليمان وحاشاه الخ ؟!
                مع ان هذه الخطايا غير مسقطة لنبوتهم كما تؤمنون . . .
                وما رأيكم بنبي الله داود ونسبة كتابكم اليه أنه أخذ سراري عشراً وتركهن
                (( محبوسات في عيشة العزوبة حتى موتهن )) .
                ان السيدة عائشة تزوجت ، وعاشت مع زوج . وكانت بفضل هذا الزواج
                انها اصبحت أماً للمؤمنين .
                أما هؤلاء فما ذنبهن ؟ إذ يحبسن في عيشة العزوبة حتى الموت ؟
                إنه لمن العجيب إنكارهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم زواجه الشرعي
                من السيدة عائشة رضي الله عنها و هم يقبلون من الإنجيل أن الأنبياء
                يمارسون زنى المحارم كالنبي لوط عليه السلام و يهوذا، و يزنون و يقتلون
                ليس فقط بدون وجه حق بل للوصول للزنى كقصة النبي داود عليه السلام و زوجة أوريا
                و أنهم أهل خمر كالنبي نوح و النبي لوط عليهما السلام فوق ذلك كله
                أنهم عبدة أوثان كالنبي سليمان عليه السلام الذي عبد الأوثان لأجل إرضاء زوجاته الوثنيات.
                ثانياً : إنّ زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها
                كان أصلاً باقتراح من خولة بنت حكيم على الرسول صلى الله عليه وسلم
                لتوكيد الصلة مع أحبّ الناس إليه سيدنا أبي بكر الصدّيق ، لتربطهما أيضاً برباط المصاهرة الوثيق.
                ثالثاً : أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها كانت قبل ذلك مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي
                ، فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة بدليل خطبتها قبل حديث خولة.
                رابعاً : أنّ قريش التي كانت تتربّص بالرسول صلى الله عليه وسلم
                الدوائر لتأليب الناس عليه من فجوة أو هفوة أو زلّة، لم تُدهش حين أُعلن نبأ المصاهرة بين أعزّ صاحبين وأوفى صديقين، بل استقبلته كما تستقبل أيّ أمر طبيعي.
                خامساً : أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها لم تكن أول صبيّة تُزفّ في تلك البيئة
                إلى رجل في سنّ أبيها، ولن تكون كذلك أُخراهنّ.
                لقد تزوّج عبد المطلب الشيخ من هالة بنت عمّ آمنة في اليوم الذي تزوّج فيه
                عبد الله أصغر أبنائه من صبيّة هي في سنّ هالة وهي آمنة بنت وهب.
                ثمّ لقد تزوّج سيدنا عمر بن الخطّاب من بنت سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه
                وهو في سنّ جدّها، كما أنّ سيدنا عمر بن الخطّاب يعرض بنته الشابة حفصة
                على سيدنا أبي بكر الصدّيق وبينهما من فارق السنّ مثل الذي
                بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها.
                ولكنّ نفراً من المستشرقين يأتون بعد أكثر من ألف وأربعمئة عام من ذلك الزواج
                فيهدرون فروق العصر والإقليم، ويطيلون القول فيما وصفوه بأنّه الجمع الغريب
                بين الكهل والطفولة ويقيسون بعين الهوى زواجاً عُقد في مكّة قبل الهجرة
                بما يحدث اليوم في بلاد الغرب حيث لا تتزوّج الفتاة عادة قبل سنّ الخامسة والعشرين.
                ويجب الانتباه إلى أنّ نضوج الفتاة في المناطق الحارّة مبكّر جداً وهو في سنّ الثامنة عادة، وتتأخّر الفتاة في المناطق الباردة إلى سنّ الواحد والعشرين
                كما يحدث ذلك في بعض البلاد الباردة.
                وأياً ما يكون الأمر فإنّه عليه الصلاة والسلام لم يتزوّج السيدة عائشة رضي الله عنها
                من أجل المتعة، وهو الذي بلغ الخامسة والخمسين من عمره،
                وإنّما كان ذلك لتوكيد الصلة مع أحبّ الرجال إليه عن طريق المصاهرة،
                خاصّة بعد أن تحمّل أعباء الرسالة وأصبحت حملاً ثقيلاً على كاهله، فليس هناك مجال للتفكير بهذا الشأن، ولو كان عليه الصلاة والسلام همّه النساء والاستمتاع بهنّ
                لكان فعل ذلك أيّام كان شاباً حيث لا أعباء رسالة ولا أثقالها ولا شيخوخة،
                بل عنفوان الشباب وشهوته الكامنة.
                غير أنّنا عندما ننظر في حياته في سنّ الشباب نجد أنّه كان عازفاً عن هذا كلّه،
                حتّى إنّه رضي بالزواج من السيدة خديجة رضي الله عنها الطاعنة في سنّ الأربعين
                وهو ابن الخامسة والعشرين.
                ثمّ لو كان عنده هوس بالنساء لما رضي بهذا عمراً طويلاً حتّى تُوفّيت زوجته خديجة رضي الله عنها دون أن يتزوّج عليها.
                ولو كان زواجه منها فلتة فهذه خديجة رضي الله عنها توفّاها الله، فبمن تزوّج بعدها؟
                لقد تزوّج بعدها بسودة بنت زمعة العامرية جبراً لخاطرها وأنساً لوحشتها بعد وفاة زوجها
                وهي في سنّ كبير، وليس بها ما يرغّب الرجال والخطّاب.
                هذا يدلّ على أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان عنده أهداف من الزواج
                إنسانية وتشريعية وإسلامية ونحو ذلك.
                ومنها أنّه عندما عرضت عليه خولة بنت حكيم الزواج
                من عائشة فكّر الرسول صلى الله عليه وسلم أيرفض بنت أبي بكر
                وتأبى عليه ذلك صحبة طويلة مخلصة ومكانة أبي بكر عند الرسول
                التي لم يظفر بمثلها سواه.
                ولمّا جاءت عائشة رضي الله عنها إلى دار الرسول صلى الله عليه وسلم
                فسحت لها سودة المكان الأول في البيت وسهرت على راحتها إلى أن توفّاها الله
                وهي على طاعة الله وعبادته، وبقيت السيدة عائشة رضي الله عنها بعدها زوجة
                وفيّة للرسول صلى الله عليه وسلم تفقّهت عليه حتّى أصبحت من أهل العلم والمعرفة بالأحكام الشرعية.
                وما كان حبّ الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها إلاّ امتداداً طبيعي
                اً لحبّه لأبيها رضي الله عنهما.
                ولقد سُئل عليه الصلاة والسلام:
                من أحبّ الناس إليك؟ قال: (عائشة) قيل: فمن الرجال؟ قال: (أبوها).
                هذه هي السيدة عائشة رضي الله عنها الزوجة الأثيرة عند الرسول صلى الله عليه وسلم وأحبّ الناس إليه.
                لم يكن زواجه منها لمجرّد الشهوة ولم تكن دوافع الزواج بها المتعة الزوجية
                بقدر ما كانت غاية ذلك تكريم أبي بكر وإيثاره وإدناؤه إليه وإنزال إبنته أكرم المنازل في بيت النبوّة .. والحمد لله ربّ العالمين.

                *************** ******

                سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
                لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي
                الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
                أيها الإخوة الكرام ... مع الدرس الحادي عشر من دروس سير الصحابيِّات الجليلات رضوان الله تعالى عليهن أجمعين ، ومع أمهات المؤمنين ،
                زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ،
                ومع الزوجة الثالثة السيدة عائشة بنت أبي بكرٍ رضي الله عنهما.
                أيها الإخوة الكرام ... قد يسأل أحدكم : هذا الفارق الكبير في السن بين السيدة عائشة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ؟ كيف تزوَّج النبي امرأةً في سن أمه ؟
                ثم كيف تزوج امرأةً في سن ابنته ؟ الأمور التي لا يدلي الشرع فيها بحكمٍ ترجع إلى الأعراف .
                فأنت إذا قلت : أنا أكلت اللحم . ماذا تقصد ؟ لحم الضأن أو لحم البقر ،
                لأنك إذا أكلت سمكاً تقول : أكلت سمكاً .
                فإذا إنسان حلف بالطلاق ألّا يأكل لحماً ، فهل بإمكانه أن يأكمل سمكاً؟
                نعم بإمكانه ، مع أن السمك لحم ، لكن العرف هو أن اللحم هو لحم الضأن أو البقر
                والسمك شيءٌ آخر ، ففي الموضوعات التي لم يكن هناك حكمٌ شرعي يعود الأمر إلى العرف.
                وهذا موضوع طويل في أصول الفقه ، بابٌ كبير ، فأحد المصادر التشريعية
                العرف فهو الذي يحكم القضايا التي ليس فيها حكمٌ شرعي .
                لو أن في زواج الرسول صلى الله عليه وسلَّم من السيدة عائشة ،
                أيُّ مأخذٍ في أعراف العرب وقتها لأُخِذ على النبي صلى الله عليه وسلَّم هذا الزواج ،
                بل إن البيئة وقتها تسمح بأن تأخذ امرأةً في سن أمك ، وتسمح بأن تأخذ امرأةً في سن ابنتك ؛ ولكن السيدة عائشة لها دور كبير جداً في موضوع الفقه ..
                فقال بعض العلماء : " إن ربع الأحكام الشرعيَّة عُلِم منها " .
                إن ربع الأحكام الشرعية التي عرفناها من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم
                إنما عُرِفَت من أحاديث روتها السيدة عائشة رضي الله عنها ، فامرأة النبي ، زوجة النبي ، أم المؤمنين لها دورٌ خطيرٌ جداً في الدعوة ؛
                لأنها يمكن أن تختص بالنساء ، تعلمون أن النساء يسألن النبي عليه الصلاة والسلام
                عن موضوعاتٍ تخصُّ حالَهن ، وأفضل إنسانة تعبِّر عن الأحكام الشرعية المتعلِّقة
                بالمرأة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، إذاً لها دورٌ في الدعوة .
                ويقول العلماء أيضاً : " ما رأوا أحداً أعلم بمعاني القرآن وأحكام الحلال والحرام من السيدة عائشة ، وما رأى العلماء أحداً أعلم بالفرائض والطب والشعر والنسب من السيدة عائشة " . مع أنها صغيرة إلا أنها كانت شيئاً نادراً في الذكاء ، وشيئاً نادراً في الحفظ ،
                وشيئاً نادراً في الوفاء للنبي عليه الصلاة والسلام .
                إذاً فليعلم القارئ حقاً ويطمئن أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلَّم قد اختارهنّ الله جلَّ جلاله له ، لما سيكون لهن من دورٍ في الدعوة مستقبلاً .
                فهذا الذي يفكر أن النبي تزوج زوجةً في سن ابنته ، أو امرأةً في سن أمه ،
                هذا لا يعرف من هو النبي ، فالنبي عليه الصلاة والسلام بقي مع السيدة خديجة
                وهي في سن أمه ربع قرنٍ ، وكان بإمكانه أن يتزوَّج أجمل فتيات مكة ،
                فهو بعيدٌ جداً عن هذا الذي يفكِّر فيه أعداء الإسلام .
                * * *
                أيها الإخوة الكرام ... هذه السيدة الجليلة ـ السيدة عائشة ـ روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ألفي حديث ومئتين وعشرة أحاديث ، وحفظت القرآن الكريم كلَّه في حياة النبي .
                إذاً من يقول : إن هناك فارقاً في السن . هذا الفارق في السن كان مألوفاً في عصر النبي ،
                ولو كان هناك مطعنٌ في هذا الموضوع لما سكت أعداء النبي ،
                ولجعلوا من هذه القضية قضيةً كبيرةً جداً .
                من صفات هذه الزوجة الطاهرة ، على صغر سنها ، أنّها كانت ناميةً ذلك النمو السريع ،
                العوام الآن يعبرون عن هذه الظاهرة بقولهم : قطعتها كبيرة .
                فالعبرة بالمرأة في قطعتها لا في عمرها ، كانت على صغر سنِّها ناميةً ذلك النمو السريع
                الذي تنموه نساء العرب ، وكانت متوقِّدة الذهن ، نيِّرة الفكر ، شديدة الملاحظة ،
                وهي وإن كانت صغيرة السن لكنّها كبيرة العقل .
                نحن تعلَّمنا في الجامعة أن للإنسان عمرين ؛
                عمر زمني ، وعمر عقلي ، وقد يبتعدان عن بعضهما ،
                قد تجد إنساناً عمره الزمني عشر سنوات ،أما عمره العقلي فخمسة عشر عاماً ،
                وقد تجد إنساناً عمره الزمني عشرون عاماً ؛ وعمره العقلي خمسة عشر عاماً ،
                فالعقل لا ينمو مع نمو الجسم بل له نموّه الخاص ،
                فالسيدة عائشة رضي الله عنها على صغر سنها نمت نمواً سريعاً وعلى صغر سنها
                كانت متوقِّدة الذهن ، نيرة الفكر ، شديدة الملاحظة ، فهي وإن كانت صغيرة السن
                لكنها كبيرة العقل ، أي لها دور في الدعوة الاًسلامية .
                تروي كتب السيرة أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج امرأةً فيما بعد ، قال لها ضرَّاتها : " إذا التقيت بالنبي فقولي له : أعوذ بالله منك " .
                فلما دخل عليها النبي قالت : " أعوذ بالله منك ". فماذا قال لها ؟ :
                " الْحَقِي بِأَهْلِكِ" *
                ( من صحيح البخاري : عن " السيدة عائشة " )
                رفضها ، هل يعقل أن تكون زوجة رسول الله بهذا الإدراك ؟
                فهي مبلِّغة عن رسول الله ، تبلِّغ عنه الشرع ، شيءٌ خطيرٌ جداً أن تكون زوجة
                النبي عليه الصلاة والسلام محدودة التفكير ، لأنها تنقل عنه ، وربما نقلت عنه الشيء
                الذي ما أراده النبي عليه الصلاة والسلام .
                إذاً هناك حكمةٌ إلهيةٌ بالغة من أن الله سبحانه وتعالى هيَّأ لرسوله الكريم هذه الزوجة العاقلة، المتقدة في الذهن والذكاء والفطنة ، كثيرة الملاحظة ، ذات النفسيَّة الطيِّبة .
                يقولون : " ولو لم تكن السيدة عائشة رضي الله عنها في تلك السن التي صحبت بها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، وهي السن التي يكون فيه الإنسان أفرغ بالاً ، وأشد استعداداً لتلقي العلم، لما تهيَّأ لها ذلك ".
                فالعلم شيءٌ أساسيٌ في حياة المؤمن ، والنبي عليه الصلاة والسلام كل شيءٍ
                يقوله ينبغي أن ينقل عنه ، وأفضل امرأةٍ تنقل عنه زوجته ، إذاً فلنطمئن أنّ الله سبحانه وتعالى اختارها على علمٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
                قال الإمام الزُهري : " لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل " .
                والحقيقة أن الشيء الذي يدهش العقول ، أو الشيء الذي يلفت النظر أن تكون المرأة
                على درجة عالية جداً من الفهم والعلم والفقه ، فالمرأة عند الناس امرأة ،
                لكن المرأة التي تتمتَّع بعقلٍ راجح ، وإدراكٍ عميق ، وفهمٍ دقيق ، وحفظٍ شديد ؛
                هذه امرأةٌ نادرةٌ جداً ، وامرأةٌ مؤهَّلةٌ لأن تكون زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
                عطاء بن أبي رباح يقول : " كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة " .
                والحقيقة مِن مُتَع الحياة أن تعيش مع الذكي ، ومن البلاء الشديد أن تعيش مع المحدود ـ
                محدود التفكير ـ تكاد تخرج من جلدك ،
                سمعتم مرةً مني أن الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه بينما كان يلقي درساً على إخوانه
                حول صلاة الفجر ، وفيما قرأت كانت رجله تؤلمه ، وبينه وبين تلاميذه مُباسطة،
                ليس هناك كلفة ، ولعذرٍ فيه كان يمد رجله ، وتعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام
                ما رؤي ماداً رجليه قط بين أصحابه ـ أما إذا وجد عذر فموضوع ثانٍ ـ
                دخل رجل طويل القامة ، عريض المنكبين ، حسن الهيئة ، يرتدي عمامةً وجُبةً ، وجلس في مجلس هذا الإمام العظيم .
                فأبو حنيفة رضي الله عنه ظنَّه عالماً كبيراً ، فاستحيا منه ورفع رجله ، أي أن بينه وبين إخوانه ليس هناك تكليف ، أما هذا فضيف غريب لعلَّه ينتقده ،
                فلما انتهى الدرس سأله هذا الرجل: يا إمام كيف نصلي الصبح إذا طلعت الشمس قبل الفجر ؟ فقال له : " عندئذٍ يمد أبو حنيفة رجله ".
                فأن يعيش الإنسان مع شخص محدود التفكير يخرج من جلده أحياناً ،
                والحقيقة من سعادة الإنسان أن يكون الذين حوله في مستواه ، يفهمون عليه.
                لذلك فأنا أرى أن من إكرام الله لرسول الله أنه قيَّض له أصحاباً على مستوى عالٍ من الفطنة، والوفاء ، والذكاء ، والحُب ، والتضحية ، والإخلاص ،
                وكلَّما ارتقى مقامك عند الله هيَّأ الله لك أُناساً قريبين منك ،
                كلَّما ارتقى مقامك عند الله هيَّأ الله لك أُناساً يفهمون عليك ، يفهمون عليك بالإشارة ،
                يقدِّرون ما أنت فيه ، يعرفون قدرك حق المعرفة ، يعرفون أهدافك النبيلة .
                وإذا غضب الله على عبدٍ جعل مَن حوله لا يعرفون قيمته ولا فضله، لذلك ورد في الأثر :
                " أكرموا عزيز قومٍ زل ، وغنياً افتقر ، وعالماً ضاع بين الجُهال " .
                كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً ،
                وقال أبو موسى الأشعري :
                "ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة ، إلا وجدنا عندها فيه علماً " .
                وقال مسروق : " رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الأكابر يسألونها عن الفرائض " .
                وقال عروة : " ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ ولا طبٍ ولا بشعرٍ من عائشة " .
                وقال أبو الزناد : " ما كان ينزل بها شيءٌ إلا أنشدت فيه شعراً " .
                شاعرة ، ذات حافظة عالية جداً ، ذكية ، فطنة ، تنقل عن رسول الله أكثر من ألفي حديث.
                * * *
                أيها الإخوة ... أردت من هذه المقدمة أن تعلموا أن عائشة أم المؤمنين ،
                اختارها الله عزَّ وجل لنبيِّه الكريم ، لتكون زوجته وأمينة سرِّه وراويةً عنه .
                كلكم يعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام عقد عليها وهو في مكة قبل الهجرة ، ثم هاجر عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ، واستقبله الأنصار ، وهم محيطون به ، متقلِّدي سيوفهم ،
                وهنا حدِّث ولا حرج عن سرور أهل المدينة ، فكان يوم تحوِّله إليهم يوماً سعيداً ،
                لم ُيرَوْا فرحين فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
                فكلكم تحضرون عقود قران ، وموالد بمناسبة ذكرى مولد الرسول عليه الصلاة والسلام ، ونشيد طلع البدر علينا يمكن ألا يكون واحد من الإخوة الحاضرين إلّا سمعه مئات المرَّات
                إن لم نقل أكثر .
                والعبد الفقير لما كنت في المدينة المنورة في إحدى العُمرات ،
                وقفت قبالة مسجد قِباء ، فهناك ميدان في وسطه نُصب تذكاري ، مكتوب عليه بكرة جميلة طلع البدر علينا ، أيْ في هذا المكان ـ في مكان مسجد قباء ، وقباء في ظاهر المدينة ـ خرج الأنصار من المدينة ، ليستقبلوا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، وفي هذا المكان بالذات أنشدوا : طلع البدر علينا .
                والله أيها الإخوة كأنني أسمع هذا النشيد لأول مرة ، وله وقعٌ في هذا المكان لا يوصف ،
                في المكان الذي وقف فيه الأنصار ينتظرون النبي عليه الصلاة والسلام ، وحينما أطل عليهم قالوا :
                طلع البدر علينا من ثنيِّات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
                أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المُطاع
                * * *
                وفي الصحيحين عن أبي بكرٍ رضي الله عنه في حديث الهجرة ،
                قال : " وخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت ،
                والغِلمان والخدم يقولون : الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد ،
                الله أكبر جاء رسول الله ،
                وكان الأنصار قد اجتمعوا فمشوا حول ناقته صلى الله عليه وسلَّم ، لا يزال أحدهم ينازع صاحبه زمام الناقة شُحَّاً على كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعظيماً له ،
                وكلَّما مرَّ بدارٍ من دور الأنصار دعوه إلى المنزل ، فيقول عليه الصلاة والسلام :
                " دعوها فإنها مأمورة فإنما أنزل حيث أنزلني الله " .
                ( من كشف الخفاء : عن " ابن الزبير " )
                إخواننا الكرام ... كان عليه الصلاة والسلام حكيماً إلى درجةٍ كبيرة جداً ،
                لأنه لو اختـار البيت بنفسه لكان ، كل إنسان لم يختر بيته ليكون نُزلاً لرسول الله يتألَّم ، لذلك ترك الأمر لله عزَّ وجل ، قال : " دعوها فإنها مأمورة ". حتى يطيِّب قلب أصحابه جميعاً فما اختار هو البيت ، بل قال "دعوها فإنها مأمورة " ، ونزلت في بيت أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه .
                ولقد كنت في تركيا قبل سنة تقريباً ،
                وصلَّيت الجمعة في مسجد أبي أيوب الأنصاري في مدينة استنبول ،
                هذا الصحابي الجليل أين مات ؟ مات في أقصى الشمال ،
                وله مسجدٌ والله منوَّر تشعر فيه بروحانية عجيبة،
                فلما انتهت الصلاة زرت مقام هذا الصحابي الجليل وقرأت الفاتحة ، وتأثرت تأثراً كبيراً ،
                ولكن الذي أدهشني أن كل زوَّار المقام حينما يخرجون من هذا المقام لا يديرون ظهورهم إليه ، يرجعون القهقرى تأدُّباً معه ، فهذا الصحابي الجليل الذي أكرمه الله بأن يكون
                مُضيف النبي عليه الصلاة والسلام ، له قصصٌ رائعةٌ جداً .
                فهو لم يستطع أن ينام في الدور الذي فوق رسول الله ، فبيته طابقان، والنبي عليه الصلاة والسلام رأى في الطابق الأرضي أسهل لزوَّاره ومن يأتيه ،
                وسمح لأبي أيوب أن ينام في الطابق العلوي ، من شدة أدب هذا الصحابي الجليل
                لم يستطع أن ينام في الطابق الذي فوق رسول الله ، وكان في حرجٍ شديد ،
                ومرةً قدر الماء انكسر ، فخاف أن ينزل على النبي قطرةُ ماء ، فجاء باللحاف الذي لا يملك غيره في الشتاء ، فوضعه فوق الماء ، كي يمنع نزول الماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري الذي حظي بضيافة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
                ولما استقر عليه الصلاة والسلام في المدينة ، أين كانت عائشة ؟ كانت في مكة ،
                ولما يدخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
                يجب أن نعلم أيها الإخوة علماً دقيقاً ، أن العقد على عائشة سبق الدخول بسنوات ،
                فإذا قلنا صغيرة ، وبينها وبين النبي فرقٌ كبير ، فإن العقد شيء والدخول شيءٌ آخر ،
                عقد عليها بمكة ، ولم يدخل بها إلا في المدينة ، ولما استقر عليه الصلاة والسلام بالمدينة ، أرسل زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة ليأتيا بمن خلَّف من أهله ،
                وأرسل معهما عبد الله بن أريقط يدلهما على الطريق ، فقدما بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه ،
                وسودة زوجِه، وأم أيمن حاضنته في صغره ، وابنها أسامة بن زيد ،
                وأما زينب فمنعها زوجها أبو العاص بن الربيع ،
                وخرج مع الجميع عبد الله بن أبي بكر بأم عائشة زوج أبيه ،
                وأختيه عائشة وأسماء زوج الزبير بن العوام ،
                وكانت حاملاً بابنها عبد الله بن الزبير ، وهو أول مولود للمهاجرين في المدينة ،
                وصحبهم من مكة طلحة بن عُبيد الله .
                وبعد أن استقر النبي بالمدينة ، وانتهى ضجيج الهجرة ، وانتهت المطاردة ،
                أرسل هؤلاء الصحابة ليأتوا بأهله ؛
                أتوا بفاطمة ، وأم كلثوم ، وسودة ، وأم أيمن ، وابنها أسامة بن زيد ، أما زينب فمنعها زوجها من الهجرة .
                والنبي عليه الصلاة والسلام يهيِّئ الدور لزوجته سودة ولزوجته عائشة ليستقبل فيها أهله .
                وفي أيامنا هذه تجد شخصاً عادياً جداً يسألك عن مكان سكنى ابنته المخطوبة ، أين ستسكنها ؟ . غرفةٌ صغيرةٌ جداً ملحقةٌ بالمسجد هذه الغرفة بيت عائشة ،
                وهو رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وكانت هذه الغرفة الصغيرة التي لا تتسع لصلاته ونوم زوجته معاً ، إما أن يصلي فتنزاح جانباً ، وإما أن يناما معاً ، أما أن يصلي هو وتنام هي فالغرفة لا تتسع لهما ، هذا بيت رسول الله .
                طبعاً حينما حضر أهل النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة ؛
                ابنته فاطمة ، وأم كلثوم ، وزوجته عائشة وأمها ،
                ومن يصبحهنّ فهذا الشيء يبعث في النفس السرور طبعاً ،
                لأن ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام :
                " المرء حيث أهله والمرء حيث رحله " .
                وصلت هذه السيدة الجليلة إلى المدينة مع أمها أم رومان ، وأختها أسماء ، وأخيها عبد الله، واستقروا في دار الوالد الصديق رضي الله عنه، ولم تمضِ أشهر معدودات ـ بعد أشهر معدودة ـ حتى تكلَّم الصديق رضي الله عنه إلى النبي عليه الصلاة والسلام في إتمام الزواج الذي عقده بمكة .
                فالنبي عقد بمكة قبل سنوات من الهجرة ، وبعد الهجرة بأمد طويل استقدم أهله ،
                وبعد هذا الاستقدام بقيت في بيت أبيها ، فلما كلَّم الصديق رسول الله في شأن إتمام الزواج ، سارع النبي عليه الصلاة والسلام ، وسارعت نساء الأنصار إلى منزل الصديق لتهيئة هذه العروس الشابَّة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
                أجمل موقف وقفته أم السيدة عائشة رضي الله عنها ، حينما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلَّم ، ومعها ابنتها العروس السيدة عائشة بعد أن هُيئت له ،
                دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في دار أبي بكر
                وقالت : " يا رسول الله هؤلاء أهلك ، بارك الله لك فيهن وبارك لهن فيك " .
                وهذا أجمل دعاءٍ يُلقى في عقود القِران : " بارك الله لك فيها وبارك لها فيك " .
                والزواج المبارك هو الذي يكون مبنياً على طاعة الله ، وعلى تطبيق منهج رسول الله ،
                والله عزَّ وجل يلقي الحب بين الزوجين ، والألفة والمودَّة ، وينجب من هذين الزوجين الذرِّية الطيبة الصالحة ، فالزواج شيء جميل جداً ، والزواج له ثمرة ؛ وثمرته أولاد أبرار ،
                والإنسان حينما يموت ينقطع عمله ، أما إن كان له ولد صالح ، فهذا الولد الصالح ينفع الناس من بعده ، وكل أعماله في صحيفة أبيه .
                البارحة زارني صديقان ، أحد الصديقين له ابنٌ طالبُ علمٍ شرعي ، متفتِّح ،
                يدعو إلى الله عزَّ وجل ، فقلت له : إن هذا الابن أثمن شيءٍ في الدنيا بالنسبة لأبيه .
                * * *
                أيها الإخوة ... وتنقضي ليلة الزفاف المباركة في دار أبي بكرٍ رضي الله عنه ،
                ثم يتحوَّل النبي عليه الصلاة والسلام بأهله إلى البيت الجديد ، ما كان هذا البيت سوى
                حجرةٍ من الحُجرات التي شُيِّدت حول مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، من اللبن وسعف النخيل ، وقد فُرش بحصير ، ووضع فيه فراشٌ ، وبعض ملحقاته ، وأوانٍ بسيطة للشراب والطعام ، وهذا كلُّ بيت رسول الله .
                غرفة سقفها من سعف النخيل ، جدرانها من اللبن ، فيها فراش ، وفيها بعض الأدوات البسيطة جداً ، وفي هذا البيت المتواضع بدأت حياة العروس الكريمة عائشة رضي الله عنها ،
                وبدأت الحياة الزوجية الحافلة بالمكرُمات والخيرات ، مكرُمات النبوة وخيرات الرسالة .
                وأنا أعلم أن هناك بيوتاً فخمةً جداً لكن لا سعادة فيها ، وهناك بيوت متواضعة جداً فيها سعادة زوجية تامة ، السعادة الزوجية أساسها طاعة الله ،
                والشقاء الزوجي أساسه معصية الله عزَّ وجل .
                هذه العروس الصغيرة على صغر سنها إلا أنها احتلَّت مكانها المرموق في بيت النبوة ،
                وحياة رسول الله ، وتاريخ الدعوة ، والتاريخ الإسلامي .
                الحقيقة التي لا ريب فيها أنه يُشهد لهذه الزوجة أنها كانت في أعلى مستوى من العلـم ، والمعرفة في شؤون الدين ، وعلى جانبٍ عظيم من الدراية لأسرار الأحكام الشرعية ،
                ولها منزلة رفيعة من التقوى والورع ، بالإضافة إلى معرفتها بالأمور الاجتماعيَّة والسياسية ، لذلك فاعلم أخي الكريم :
                " الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " .
                ( من الجامع الصغير : عن " ابن عمرو " )
                التي ..
                " إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك ، وإذا أمرتها أطاعتك".
                ( من الجامع الصغير : عن " عبد الله بن سلام " )
                وحينما قال الله عز وجل :
                (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))
                ( سورة البقرة )
                قال العلماء :
                " حسنة الدنيا هي المرأة الصالحة " .
                وأنا أرجو الله سبحانه وتعالى لكل إخوتنا الشباب ، الذين لم يقدموا على الزواج بعد ،
                فماذا يمنعهم أن يكون دعاؤهم لله عزَّ وجل :
                اللهمَّ ارزقنا زوجة صالحة . الزوجة الصالحة أحد أسباب النجاح في الحياة ، فحينما تطلب امرأة صالحة ، تتوافر فيها الشروط ، تكون قد حققت أحد جوانب السعادة في حياتك الدنيا .
                في درسٍ آخر إن شاء الله ننتقل إلى هذه الزوجة الطاهرة مع ضرَّاتها ـ نساء النبي ـ عليهن جميعاً رضوان الله عزَّ وجل ،
                وكيف أن الحياة الزوجية جزءٌ من حياة الإنسان الطيبة ..
                (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّ هُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ
                أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))
                ( سورة النحل : من آية " 97 " )
                والمرأة الصالحة جزءٌ من الحياة الطيبة .
                والحمد لله رب العالمين

                تعليق


                • #38
                  رد: استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

                  ما صحة الحديث الوارد في سنن أبي داود أن الرسول عليه الصلاة و السلام

                  نام بين فخذي زوجته عائشة


                  ***********





                  سؤال : ما صحة هذا الحديث الوارد في سنن ابي داود :

                  (( عن عماره بن غراب قال : ان عمةً له حدثته انها سألت عائشه قالت احدانا تحيض وليس لها ولزوجها الا فراش واحد قالت اخبرك بما صنع الرسول دخل فمضى الى مسجده فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد فقال ادني مني فقلت اني حائض فقال وان اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفىء ونام ))

                  سنن ابي داوود ج2 ص27



                  جواب : هذا حديث ضعيف ،

                  قال عنه المنذري : عمارة بن غراب والراوي عنه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي والراوي عن الأفريقي

                  عبد الله بن عمر بن غانم وكلهم لا يحتج بحديثه .

                  [ عون المعبود شرح سنن أبي داود ]



                  وقد أورده العلامة الإلباني ضمن سلسلة الأحاديث الضعيفة [ ضعيف أبي داود ]

                  تعليق


                  • #39
                    رد: استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

                    ما معنى قول عائشة للرسول عليه الصلاة و السلام :

                    (( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ))

                    **************



                    سؤال : ما معنى قول عائشة للرسول عليه الصلاة و السلام :

                    (( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ))

                    عندما رأت ‏خولة بنت حكيم ‏ ‏من اللائي وهبن أنفسهن له ؟





                    جواب : هذا حديث عائشة الوارد في صحيح البخاري

                    وقد قال النووي في معنى يسارع في هواك :

                    أي يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ولهذا خيرك ،

                    وقال القرطبي : هذا قول أبرزه الدلال والغيرة , وهو من نوع قولها ما أحمدكما

                    ولا أحمد إلا الله , وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره ,

                    لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى ,

                    ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك . ‏



                    قلت : ومما يوضح لنا أن قول عائشه كان من باب الدلال والغيرة ليس إلا ، هو ما جاء عنها في صحيح مسلم :

                    عن عائشة : كنت اغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

                    صحيح مسلم 10: 49.

                    تعليق


                    • #40
                      رد: استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

                      ما صحة ما روي عن زيد بن ثابت في قتله لأم قرفة

                      *************** *******



                      ما صحة ما روي عن زيد بن ثابت في قتله لأم قرفة التي كانت تحرض الناس على

                      عداوة الرسول كما جاء في السيرة النبوية لابن هشام .. باب غزوة زيد بن حارثة بنى فزارة و مصاب أم قرفة؟



                      الجــــــــــــ ـــــــواب

                      لقد جاءت الرواية في طبقات ابن سعد وعنه ابن الجوزي في كتابه المنتظم

                      ومدار الرواية على محمد بن عمر الواقدي * وهو شخص متهم بالكذب لدى علماء الحديث ،

                      والقصة أوردها ابن كثير في البداية والنهاية مختصرة ولم يعلق عليها بشىء وذكرها ابن هشام في السيرة

                      وكلاهما عن محمد ابن اسحق الذي لم يذكر سند الرواية ، فالحاصل ان الرواية لم تصح فلا يجوز الاحتجاج بها .



                      هو محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي ابو عبد الله المدني قاضي بغداد مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي

                      قال البخاري : الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا ( تهذيب الكمال مجلد 26)

                      هذا في ص 185-186 وقال أحمد هو كذاب وقال يحيى ضعيف وفي موضع آخر ليس بشيء
                      وقال أبو داود : أخبرني من سمع من علي بن المديني يقول روى الواقدي

                      ثلاثين ألف حديث غريب

                      وقال أبو بكر بن خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول لا يكتب حديث الواقدي ليس بشيء

                      وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت عنه علي بن المديني فقال : متروك الحديث هنا علة جميلة

                      أيضا في سند الحديث وهي روايته عن عبد الله بن جعفر الزهري

                      قال إسحاق بن منصور قال أحمد بن حنبل كان الواقدي يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري

                      على معمر ذا قال إسحاق بن راهويه كما وصف وأشد لأنه عندي ممن يضع الحديث الجرح والتعديل 8/الترجمة 92

                      وقال علي بن المديني سمعت أحمد بن حنبل يقول الواقدي يركب الأسانيد تاريخ بغداد 3/13-16

                      وقال الإمام مسلم متروك الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال الحاكم ذاهب الحديث قال الذهبي رحمه الله

                      مجمع على تركه وذكر هذا في مغني الضعفاء 2/ الترجمة 5861

                      قال النسائي في " الضعفاء والمتروكين " المعروفون بالكذب على رسول الله أربعة الواقدي بالمدينة

                      ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام

                      تعليق


                      • #41
                        رد: استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

                        ما معنى قول رسول الله علية الصلاة و السلام من نام عن الفريضة

                        ذاك رجل بال الشيطان في أذنه


                        *************** ***





                        ســــــــــــــ ــــــؤال :

                        روى البخارى في صحيحة : أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح ( أي لم يصلي الفريضة )
                        قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنه ))

                        فما معنى قوله : (( بال الشيطان في أذنه )) ؟ وهل الشيطان يبول ؟



                        جــــــــــــــ ـــــــــواب :

                        لقد وجه العلماء الافاضل معنى بول الشيطان في أذن من نام حتى فاتته الفريضه

                        عدة توجيهات منها :

                        الـــــــــتوجي ـــــــــــه الاول

                        *******

                        أن يقال بأن هذا مثل مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في أذنه

                        فثقل أذنه وأفسد حسه , والعرب تكني عن الفساد بالبول

                        قال الراجز : بال سهيل في الفضيخ ففسد .

                        وكنى بذلك عن طلوعه لأنه وقت إفساد الفضيخ فعبر عنه بالبول .

                        ووقع في رواية الحسن عن أبي هريرة في هذا الحديث عند أحمد " قال الحسن إن بوله والله لثقيل "

                        وروى محمد بن نصر من طريق قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود " حسب الرجل من الخيبة والشر أن ينام حتى يصبح وقد بال الشيطان في أذنه " وهو موقوف صحيح الإسناد .

                        وقال الطيبي : خص الأذن بالذكر وإن كانت العين أنسب بالنوم إشارة إلى ثقل النوم ,

                        فإن المسامع هي موارد الانتباه . وخص البول لأنه أسهل مدخلا في التجاويف وأسرع نفوذا

                        في العروق فيورث الكسل في جميع الأعضاء .



                        التــــــــــــ ـــــــوجيه الثـــــــــــا ني

                        *************

                        ان يقال بأن الأمر هو على حقيقته .

                        قال القرطبي وغيره لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح

                        فلا مانع من أن يبول .



                        التـــــــــــو جيه الثــــــــــــ ـــــــالث

                        *************

                        أن يقال بأن ذلك هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر .



                        التــــــــــــ ــــــوجيه الـــــــــــــ ـرابع

                        ***********

                        أن يقال بأن معناه أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر .



                        التــــــــــــ ــــوجيه الخامــــــــــ ــــــس

                        *************

                        هو أن الأمر كناية عن ازدراء الشيطان به .



                        الـــــــــــــ ـــــتوجيه الســــــــــــ ـادس

                        ***************

                        هو ان يقال بأن المعنى أن الشيطان استولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول ,

                        إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه .

                        تعليق


                        • #42
                          رد: استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

                          نصراني يريد التعرف على بعض من صفات وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
                          *************** *********



                          ســــــــــــــ ـــــــــؤال :
                          نصراني يريد التعرف على بعض من صفات وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

                          الجــــــــــــ ــــــــواب :
                          لقد كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مستمدة من القرآن الكريم ، ذلك أن السيدة عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
                          قالت لسائلها : أما تقرأ القرآن ؟ قال : بلى . فقالت : كان خلقه القرآن .

                          وإذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن وما جاء به ، فهيا بنا نتعرف على هذه الأخلاق :

                          أولاً: التواضع
                          ******
                          إن التواضع في البيت النبوي قد استمد من التوجيه القرآني العظيم ،
                          يقول الله سبحانه وتعالى :
                          (( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ))
                          [ لقمان : 18 ]

                          لذلك فقد روي عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال :
                          (( كان رسول الله يعلف الناضج ، ويعقل البعير ، ويقم البيت ، ويحلب الشاة ، ويخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويأكل مع خادمه ، ويطحن عنه إذا تعب ، ويشتري الشيىء من السوق فيحمله إلى أهله ، ويصافح الغني والفقير والكبير والصغير ، ويسلم مبتدئاً على كل من استقبله ، من صغير أو كبير ، وأسود وأحمر ، وحر وعبد ))
                          [ إحياء علوم الدين 3 / 306 ]

                          ومن تواضعه عليه الصلاة والسلام أنه كان في سفر ، وأمر أصحابه بطهو شاة ،
                          فقال أحدهم : علي ذبحها ، وقال آخر : علي سلخها ، وقال ثالث : على طبخها ،
                          فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( وعلي جمع الحطب ))
                          فقالوا يا رسول الله ، نكفيك العمل ، فقال :
                          (( علمت أنكم تكفونني ، ولكن أكره أن أتميز عليكم ، وإن الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه ))
                          [ شرح الزرقاني 4 : 265 ]

                          وقد قال عليه الصلاة والسلام : (( التواضع لا يزيد العبد إلا رفعةً ، فتواضعوا يرفعكم الله ))
                          [ كنز العمال ]

                          وقال عليه الصلاة والسلام :
                          (( إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد )) [ كنز العمال ]

                          ومن أقواله عليه الصلاة والسلام في الحض عل التواضع قوله :
                          (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ))
                          [ سيرة ابن هشام ]

                          ثانيا : الصدق
                          ******
                          لقد كان الصدق من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية والاسلام ،
                          فقد كانت قريش تعرف محمداً قبل أن يتنزل عليه الوحي بـالصادق الأمين .

                          وحتى عندما بدأت الرسالة ، وأراد أن يدعو قريشاً اعترفت بصدقه قبل أن يتكلم عن رسالته ، فعندما صعد الصفا وقال : (( يا صباحاه )) ،
                          كي تجتمع له قريش ، فاجتمعت على الفور وقالوا له : مالك ؟
                          قال : (( أرأيتم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أما كنتم تصدقونني ؟ ))
                          قالوا : بلى ، ما جربنا عليك كذباً .
                          قال : (( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ))

                          وها هو هرقل ملك الروم وإمبراطور الروم يسأل أبا سفيان في ركب من قريش بعد صلح الحديبية فيقول : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فقال أبو سفيان : لا ، فقال ملك الروم : ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله .
                          [ تاريخ الطبري 3 : 86 ]

                          وفي القرآن الكريم الصدق صفة وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :
                          (( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ))
                          [ الاحزاب : 22 ]

                          قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصاقين ))
                          [ التوبة : 119 ]

                          وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
                          قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة . . ))
                          [ رواه البخاري ومسلم وغيرهما ]

                          ثالثاً : الأمانة
                          *****
                          لقد أمر القرآن الكريم برد الأمانة وامتدح هذا الأمر ،
                          وعقب على الأمر بالتخويف من الخيانة
                          فقال عز وجل :
                          (( ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل )).
                          [ النساء : 58 ]

                          ان نهوض الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغ الرسالة التي ائتمنه الله عليها
                          وكلفه أن يقوم بها ، فبلغها للناس أعظم ما يكون التبليغ ، وقام بإدائها أعظم ما يكون القيام ، واحتمل في سبيلها أشق ما يحتمله بشر .

                          وقد عرف الناس أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته ، فكانوا يسمونه الأمين
                          [ سيرة ابن هشام ، وتاريخ الطبري 2 / 251 ]

                          ومن احدى المشاهد التي تظهر لنا امانة الرسول صلى الله عليه وسلم
                          ان جابر ابن عبدالله قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ضحى ،
                          فقال : (( صل ركعتين )) ،
                          وكان لي عليه دين فقضاني وزادني .
                          [ فتح المبدي : 2 / 229 ]

                          وقد تعددت وكثرت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحض على الأمانة ترغيباً وترهيباً منها :
                          ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                          (( قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل ولم يوفه أجره ))
                          [ رواه البخاري ]

                          رابعاً : الوفاء
                          ******
                          ان الوفاء بالعهد ، وعدم نسيانه أو الاغضاء عن واجبه خلق كريم ،
                          ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم فيه بالمحل الأفضل والمقام الأسمى ، فوفاؤه ، وصلته لأرحامه كان مضرب المثل ، وحق له ذلك وهو سيد الأوفياء وإليك ما يثبت هذه الحقيقة :

                          حديث عبدالله بن أبي الحمساء إذ قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ثم تذكرت بعد ثلاث ، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال : (( يا فتى لقد شققت علي أنا هنا منذ ثلاث أنتظرك ))

                          روى البخاري في الأدب المفرد عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بهدية قال : (( اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة ، إنها كانت تحت خديجة ))

                          أي وفاء هذا ياعباد الله ؟ إنه يكرم أحباء خديجة وصديقاتها بعد موتها رضي الله عنها .

                          خامساً : العدل
                          ******
                          لقد أمر القرآن الكريم بالعدل فقال سبحانه وتعالى :
                          (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا ))
                          [ المائدة : 8 ]

                          وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على العدل والمساواة في أحاديث كثيرة بعد ضرب المثل والقدوة للناس عملياً
                          قال عليه الصلاة والسلام :
                          (( ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة ))
                          [ اللؤلؤ والمرجان 1 : 30 ]

                          وقال عليه الصلاة والسلام :
                          (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه المسلم
                          كان الله في حاجته ))

                          وكان عليه الصلاة والسلام يعدل ويتحرى العدل بين زوجاته ثم يعذر إلى ربه وهو مشفق خائف فيقول : (( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ))

                          وكان الحسن يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأخذ أحداً يقرف أحد ، ولا يصدق أحد على أحد . والقرف : التهمة والذنب .

                          سادساً : الكرم
                          *******
                          ان الكرم المحمدي كان مضرب الأمثال ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً .
                          فقد سأله رجل حلة كان يلبسها فدخل فخلعها ، ثم خرج بها في يده وأعطاه إياها .
                          ففي صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال :
                          (( ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال لا ))
                          وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : (( ما سئل رسول الله شيئاً قط فقال لا ))

                          وحسبنا في الاستدلال على كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم
                          حديث البخاري عن أبن عباس رضي الله عنهما وقد سئل عن جود الرسول وكرمه
                          فقال : كان رسول الله أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن .

                          وكيف لا يكون الحبيب صلى الله عليه وسلم أكرم الناس واجودهم على الاطلاق وقد نزل عليه قول ربه : (( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) [ سبأ : 39 ]

                          سابعاً : الزهد
                          ******
                          والمراد بالزهد الزهد في الدنيا ، وذلك بالرغبة عنها ، وعدم الرغبة فيها ، وذلك بطلبها طلباً لا يشق ، ولا يحول دون أداء واجب ، وسد باب الطمع في الاكثار منها والتزيد من متاعها ، وهو ما زاد على قدر الحاجة ، وإليك هذه المواقف التي تدل على ان النبي صى الله عليه وسلم كان أزهد الناس :
                          قال عليه الصلاة والسلام لعمر وقد دخل عليه فوجده على فراش من أدم حشوه ليف فقال : إن كسرى وقيصر ينامان على كذا وكذا ، وأنت رسول الله تنام على كذا وكذا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( مالي وللدنيا يا عمر ، وإنما أنا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها ))

                          وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح : (( لو كان لي مثل أحد ذهباً لما سرني أن يبيت عندي ثلاثا إلا قلت فيه هكذا وهكذا إلا شيئاً أرصده لدين ))

                          فهذا أكبر مظهر للزهد الصادق الذي كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يعيش عليه ويتحلى به .

                          وكان عليه الصلاة والسلام يدعو ربه قائلاً : (( اللهم اجعل قوت آل محمد كفافا ))
                          أي بلا زيادة ولا نقصان .

                          وقد قالت عائشة رضي الله عنها : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي شيىء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي .

                          ثامناً : أدبه وحسن عشرته
                          ************
                          إن من كمال خلق المرء حسن صحبته ومعاشرته لأهله ، وكمال أدبه في مخالطته لغيره ، وقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم مضرب المثل في حسن الصحبة وجميل المعاشرة وأدب المخالطة وإليك هذه الأمثلة :
                          قال أنس بن مالك : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات فما قال لي أف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولا لشيىء تركته لم تركته ؟

                          ووصفه علي رضي الله عنه فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسع الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشره .

                          وقالت عائشة رضي الله عنها : ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال : (( لبيك )) أي أجاب دعوته .

                          ووصفه ابن أبهي هالة وهو صحيح : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب ، ولا فحاش ، و عياب ، ولا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه . وكان يجيب من دعاه ، ويقبل الهدية ممن اهداه ، ولو كانت كراع شاه ويكافىء عليها .

                          وروى الترمذي عن عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ))

                          قال البراء بن عازب رضي الله عنه: "كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خَلقاً"، أخرجه البخاري ومسلم

                          وحسبنا في بيان أدبه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وجميل مخالطته قول ربه تبارك وتعالى فيه : (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِي نَ ))
                          [ المائدة : 159 ]

                          فجزاه الله عن أمته خير الجزاء .

                          تاسعا : خشيته لله وطول عبادته
                          **************
                          ومن مظاهر خشيته لله وطول عبادته :
                          انه كان يصلي من الليل حتى تتفطّر قدماه ، فإذا سئل في ذلك قال : (( أفلا أكون عبداً ))
                          وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : (( وجعلت قرة عيني في الصلاة ))

                          و قالت عائشة : كان عمل رسول الله صلى الله عليه و سلم ديمة ، و أيكم يطيق ما كان يطيق ! . و قالت : كان يصوم حتى نقول : لا يفطر . و يفطر حتى نقول : لا يصوم . و نحوه عن ابن العباس ، و أم سلمى ، و أنس . و قالت : كنت لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته مصليا ، و لا نائماً إلا رأيته نائماً . و قال عوف بن مالك : كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فاستاك ثم توضأ ، ثم قام يصلي ، فقمت معه ، فبدأ فاستفتح البقرة ، فلا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ، و لا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ ، ثم ركع ، فمكث بقدر قيامه ، يقول : سبحان ذي الجبروت و الملكوت و العظمة ، ثم سجد و قال مثل ذلك ، ثم قرأ آل عمران ، ثم سورة سورة ، يفعل مثل ذلك . و عن حذيفة مثله ، و قال سجد نحواً من قيامه ، و جلس بين السجدتين نحواًمنه ، و قال : حتى قرأ البقرة ، و آل عمران ، و النساء ، و المائدة . و عن عائشة : قام رسول الله صلى الله عليه و سلم بأية من القرأن ليلة .


                          وإليك بعض من الآداب المحمدية :

                          كان عليه الصلاة والسلام يجالس الفقراء و يؤاكل المساكين ، ويصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم .

                          خافض الطرف ينظر إلى الأرض ، و يغض بصره بسكينة و أدب ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء لتواضعه بين الناس ، و خضوعه لله تعالى .. كأن على رأسه الطير .

                          و كان عليه الصلاة والسلام أشجع الناس ، و كان ينطلق إلى ما يفزع الناس منه ، قبلهم ، و يحتمي الناس به ، و ما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه .

                          و كان عليه الصلاة والسلام يُخاطب جلساءَ ه بما يناسب . فعن زيد بن ثابت ، قال : كنا إذا جلسنا إلي الرسول إنْ أخذنا في حديث في ذكر الآخرة ، أخذ معنا ، و إنْ أخذنا في ذكر الدنيا ، أخذ معنا ، و إنْ أخذنا في ذكر الطعام و الشراب ، أخذ معنا .

                          و كان عليه الصلاة والسلام إذا أحزنه أمرٌ فزع إلى الصلاة ، لجأ إليها ، و كان يحب الخلوة بنفسه للذكر و التفكر و التأمل و مراجعة أمره .

                          : وكان يبادر من لقيه بالسلام والتحية و هو علامة التواضع

                          كان لا يعيب طعاماً يقدم إليه أبداً ، وإنما إذا أعجبه أكل منه ، وإن لم يعجبه تركه .

                          يتكلم على قدر الحاجة ، لا فضول ولا تقصير .

                          لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها

                          يسألُ الناس عما في الناس ، ليكون عارفاً بأحوالهم و شؤونهم

                          و لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر

                          و كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه ، و يخصف نعله ، و يأكل مع العبد ، و يجلس على الأرض ، و يصافح الغني و الفقير .. و لا يحتقر مسكيناً لفقره .. و لا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو ، و يسلم على من استقبله من غني و فقير ، و كبير و صغير .



                          فصل اللهم وبارك وسلم على عبدك ورسولك محمد عليه الصلاة والسلام

                          مراجع :

                          "الأدب المفرد" للبخاري

                          "مكارم الأخلاق" لأبن أبي الدنيا وللخرائطي

                          وكتب الشمائل وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

                          ومن أجمل الكتب المعاصرة التي وقفت عليها في هذا الموضوع "الأخلاق الفاضلة" للرحيلي وهو كتاب جميل .

                          تعليق


                          • #43
                            رد: استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

                            نصراني يستنكر حديث أبوال الابل وألبانها

                            *************** *******






                            عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ

                            يَعْنِي الابِلَ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ فَقَتَلُوا

                            الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الإبلَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ .
                            رواه البخاري





                            أولاً : نقول لك ما قاله المسيح في إنجيل لوقا [ لوقا 6 : 41 ] :

                            (( لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك .واما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها ))

                            ألم يرد في كتابك المقدس أن الرب أمر نبيه ( حزقيال ) بأكل الخراء وهو البراز :

                            (( وتأكل كعكعاً من الشعير على الخـرء الذي يخرج من الانسان وتخبزه أمام عيونهم ))

                            [ حزقيال 4 : 12 _ 13 ]



                            ثانياً : العجب أنك تتكلم على نصح الرسول صلى الله عليه وسلم للأعرابيين بشرب ألبان الإبل وأبوالها ولا تتكلم

                            على ان الاعرابيين تم شفائهم فعلاً بهذه الإلبان والابوال

                            ولم يبدوا اعتراضاً لهذا الأمر،

                            فذكر الحديث : ( حتى صلحت ابدانهم ) وفي راوية : ( فلما صحو )



                            ثالثا : ان الطب شاهد بصحة هذا الحديث وليس في الحديث إلزام للأنسان بشرب ألبان الابل وأبوالها لأن الانسان

                            لا يؤمر بأكل ما تعافه نفسه ولا بشرب ما تعافه نفسه

                            كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أباح أكل الضب ولم يأكله ،

                            وقال : (( لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه ))



                            رابعاً : اليك الآن تجربة علمية أثبتت امكانية علاج مرض الاستسقاء

                            بالافراز البولي للإبل :

                            الخرطوم ـ علي عثمان



                            دراسة علمية تجريبية غير مسبوقة اجرتها كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة بالسودان

                            عن استخدامات قبيلة البطانة فى شرق السودان ( بول الابل)

                            فى علاج بعض الامراض حيث

                            انهم يستخدمونه شرابا لعلاج مرض (الاستسقاء ) والحميات والجروح.

                            وقد كشف البروفسور احمد عبدالله محمدانى تفاصيل تلك الدراسة العلمية التطبيقية المذهلة

                            داخل ندوة جامعة الجزيرة حيث ذكر ان الدراسة استمرت 15 يوما حيث اختير 25 مريضا مصابين بمرض الاستسقاء المعروف

                            وكانت بطونهم منتفخة بشكل كبير قبل بداية التجربة العلاجية.

                            وبدأت التجربة باعطاء كل مريض يوميا جرعة محسوبة من (بول الابل)

                            مخلوطا بلبن الابل حتى يكون مستساغا وبعد 15 يوما من بداية التجربة

                            أصابنا الذهول من النتيجة اذ انخفضت بطونهم وعادت لوضعها الطبيعى وشفى جميع افراد العينة من الاستسقاء.

                            وتصادف وجود بروفسور انجليزى اصابه الذهول ايضا واشاد بالتجربة العلاجية.



                            وقال البروفسور احمد: اجرينا قبل الدراسة تشخيصا لكبد المرضى بالموجات الصوتية

                            فاكتشفنا ان كبد 15 من الـ25 مريضا يحتوى (شمعا )

                            وبعضهم كان مصابا بتليف فى الكبد بسبب مرض البلهارسيا

                            وجميعهم استجابوا للعلاج بـ( بول الابل) وبعض افراد العينة استمروا برغبتهم

                            فى شرب جرعات بول الابل يوميا لمدة شهرين آخرين.

                            وبعد نهاية تلك الفترة اثبت التشخيص شفاءهم من تليف الكبد وسط دهشتنا جميعا.



                            ويقول البروفسور احمد عبدالله عميد كلية المختبرات الطبية عن تجربة علاجية اخرى

                            وهذه المرة عن طريق لبن الابل وهى تجربة قامت بها طالبة ماجستير بجامعة الجزيرة

                            لمعرفة اثر لبن الابل على معدل السكر فى الدم فاختارت عددا من المتبرعين المصابين

                            بمرض السكر لاجراء التجربة العلمية واستغرقت الدراسة سنة كاملة

                            حيث قسمت المتبرعين لفئتين : كانت تقدم للفئة الاولى جرعة من لبن الابل بمعدل نصف لتر يوميا شراب على (الريق)
                            وحجبته عن الفئة الثانية.

                            وجاءت النتيجة مذهلة بكل المقاييس اذ ان نسبة السكر فى الدم انخفضت بدرجة ملحوظة

                            وسط الفئة الاولى ممن شربوا لبن الابل عكس الفئة الثانية.

                            وهكذا عكست التجربة العلمية لطالبة الماجستير مدى تأثير لبن الابل فى تخفيض او علاج نسبة السكر فى الدم.



                            واوضح د. احمد المكونات الموجودة فى بول الابل حيث قال انه يحتوى على كمية كبيرة من البوتاسيوم
                            يمكن ان تملأ جرادل ويحتوى ايضا على زلال بالجرامات ومغنسيوم

                            اذ ان الابل لا تشرب فى فصل الصيف سوى 4 مرات فقط ومرة واحدة فى الشتاء

                            وهذا يجعلها تحتفظ بالماء فى جسمها فالصوديوم يجعلها لاتدر البول كثيرا

                            لانه يرجع الماء الى الجسم.

                            ومعروف ان مرض الاستسقاء اما نقص فى الزلال او فى البوتاسيوم وبول الابل غنى بالاثنين معا.

                            تعليق


                            • #44
                              رد: استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

                              معجزة الاسراء والمعراج
                              *************





                              يحاول الحاقدون على الإسلام من النصارى أن يثيروا الشبهات في معجزة الاسراء والمعراج ويشككون

                              في وقوعها فكيف ندحض هذه الشبهة ونلقم أصحابها الحجارة في حلوقهم؟





                              نقول لهؤلاء النصارى الحاقدين ان الذي أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم هو الله . .

                              لأن الله سبحانه وتعالى قال : (( سبحان الذي أسرى بعبده )) . .

                              ولم يقل لنا أن محمداً عليه الصلاة والسلام هو الذي قام بهذه المعجزة بذاتيته . .

                              بل الله هو الذي أسرى به . . والله سبحانه وتعالى لا يخضع لقوانين الكون . .

                              وليس كمثله شيىء . . وإذا نسبت الفعل وهو الاسراء إلى الفاعل وهو الله الذي ليس كمثله شيىء . . أصبح كل ما حدث يقيناً وصحيحاً لأنه تم بقدرة الله . .

                              ولذلك حينما قال أهل مكة : أيستطيع محمد أن يذهب إلى بيت المقدس . . ويصعد إلى السماء ؟ . . نقول إن محمداً عليه الصلاة والسلام لم يدع ذلك . . ولم يقل إنه قام بهذا من نفسه . . وإنما هو أسرى به . . ومن الذي أسرى به ؟ . .هو الله سبحانه وتعالى . . والله تعالى ليس كمثله شىء . . ومن هنا فإن كل قول لمحمد عليه السلام عن الاسراء هو قول مصدق تماماً . . لأن الله سبحانه وتعالى قال : (( سبحان الذي أسرى بعبده )) فالمعجزة تمت بقدرة الله .



                              ويبرهن العلامة رحمت الله الهندي على وقوع هذه المعجزة العظيمة لنبينا الكريم بالعقل والنقل :



                              أمـــــــــا عقـــــــــلاً

                              فلأن خالق العالم قادر على أن يسري بمحمد عليه الصلاة والسلام بهذه السرعة . . وغاية ما في الامر ان المعجزة تمت خلاف العادة ، والمعجزات كلها تكون كذلك .



                              أمـــــــــــــ ا نقـــــــــلاً

                              فلأن صعود الاجسام إلى السماء بقدرة الله ليس ممتنع عند أهل الكتاب :

                              فهذا أخنوخ نقله الله حياً إلى السماء لئلا يرى الموت [ تكوين 5 : 24 ]

                              وهذا إيليا يقول عنه كاتب سفر الملوك الثاني : (( وَعِنْدَمَا أَزْمَعَ الرَّبُّ أَنْ يَنْقُلَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ، ذَهَبَ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعُ مِنَ الْجِلْجَالِ. . . . . . 11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَجَاذَبَان ِ أَطْرَافَ الْحَدِيثِ، فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ تَجُرُّهَا خُيُولٌ نَارِيَّةٌ، نَقَلَتْ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ )) [ ملوك الثاني 2 : 1 - 11 ]



                              فهذه الأمور مسلمة عند المسيحيين فلا مجال لهم أن يعترضوا على معراج النبي صلى الله عليه وسلم .



                              ونقل بعض الأحباء أن قسيساً في بلدة من بلاد الهند كان يقول في بعض المجامع

                              تشويشاً لجهال المسلمين : كيف تعتقدون في الاسراء المعراج وهو أمر مستبعد ؟

                              فأجابه مجوسي من مجوس الهند : إن الاسراء والمعراج ليس بأشد استبعاداً من كون العذراء تحمل من غير زوج ! فبهت القسيس .



                              وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،

                              تعليق


                              • #45
                                رد: استكمالا لموسوعه الرد على الشبهات والاباطيل

                                ما المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

                                *************** ***




                                الصلاة من الله تعالى رحمة و رفع درجات ، ومن الملائكة استغفار ، ومن المؤمنين دعاء .

                                ولم يُذكَر عن أحد سوى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالى

                                يصلي عليه هكذا ثم كلَّف به المؤمنين .

                                و للرسول صلى الله عليه و سلم أفضال عظيمة على الأمة كلها، فبه صلى الله عليه و سلم

                                عرفنا خالقنا و مالكنا و تشرَّفنا بالإيمان و عن طريقه وصلت إلينا تلك التعليمات المباركة

                                التي بها نحصل على فلاح الدنيا و الآخرة في صورة القرآن الكريم و الحديث الشريف .

                                قال ابن عبد السلام : ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له،

                                فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا،

                                فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا،

                                إذ لا إحسان أفضل من إحسانه صلى الله عليه وسلم، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام.

                                وقال أبو العالية: صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته، وصلاة الملائكة عليه الدعاء .

                                قال ابن حجر : وهذا أولى الأقوال، فيكون معنى صلاة الله عليه ثناؤه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم طلب ذلك له من الله تعالى .

                                قال الطبري عن ابن عباس في تفسير هذه الآية :

                                { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ}

                                [الأحزاب: 56] .

                                يقول : يباركون على النبي، ومعنى ذلك أن الله يرحم النبي، وتدعوا له ملائكته ويستغفرون،

                                وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو الدعاء،

                                ويقول الله تعالى ذكره : يا أيها الذين آمنوا ادعوا لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وسلموا عليه تسليما، يقول : وحيوه تحية الإسلام .

                                وصلاة الله على النبي ذكره بالثناء في الملأ الأعلى ؛ وصلاة ملائكته دعاؤهم له عند الله سبحانه وتعالى، ويالها من مرتبة سنية حيث تردد جنبات الوجود ثناء الله على نبيه ؛

                                ويشرق به الكون كله، وتتجاوب به أرجاؤه، ويثبت في كيان الوجود ذلك الثناء الأزلي القديم الأبدي الباقي . وما من نعمة ولا تكريم بعد هذه النعمة وهذا التكريم،

                                وأين تذهب صلاة البشر وتسليمهم بعد صلاة الله العلي وتسليمه، وصلاة الملائكة في الملأ الأعلى وتسليمهم ؛ إنما يشاء الله تشريف المؤمنين بأن يقرن صلاتهم إلى صلاته وتسليمهم إلى تسليمه، وأن يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلوي الكريم .

                                معنى صلاة الله والملائكة والرسول على المؤمنين كلمة الصلاة تعني مزيجاً من الثناء والمحبة ورفعة الشأن والدرجة وهذه الكلمة وردت بالنسبة إلى أعمال صالحة قام بها أصحابها،

                                فاستحقوا بها الصلاة، وبالنسبة إلى جمهور المؤمنين عموماً، فالذين يصبرون على مصابهم، ويتحملون بجلدٍ بلواهم هؤلاء لا يحرمون من عناية الله ورحمته،

                                قال الله تعالى : {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ}

                                [البقرة : 156-157].

                                ووردت آية أخرى تقول

                                : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِين َ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] .

                                وتبين هذه الآية الكريمة أن رب العالمين يحب أهل الإيمان، ويتولاهم بالسداد والتوفيق،

                                وتحيط بهم في الدنيا ظلمات شتى، فهو يخرجهم من الظلمة، ويبسط في طريقهم أشعة تهديهم

                                إلى الغاية الصحيحة، وترشدهم إلى الطريق المستقيم، وهذا المعنى في عمومه

                                ذكرته الآية :

                                {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}،

                                [البقرة: 257].

                                إن الصلاة التي يستحقها الصابرون على مصابهم، والصلاة التي يستحقها المؤتون للزكاة، والصلاة التي يخرج بها أهل الإيمان من الظلمة إلى الضوء، ومن الحيرة إلى الهدى،

                                هذه الصلوات كلها دون الصلاة التي خصَّ الله بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛

                                لأن صلاة الله وملائكته على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تنويه بالجهد الهائل الذي قام به

                                هذا الإنسان الكبير، كي يخرج الناس من الظلام إلى النور، وهو الذي بدد الجاهليات،

                                وأذهب المظالم والظلمات .

                                لقد نقل النبي صلى الله عليه وسلم وحده العالم أجمع من الضلال إلى الهدى، وأكد هذا المعنى قوله جل جلاله :

                                { لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}

                                [البينة: 1-3 ].

                                فما كان أهل الكتاب ولا كان المشركون ينفكون عن ضلالهم،

                                يفارقون غوايتهم وحيرتهم وعوجهم وشروهم، ما كانوا يستطيعون الانفكاك من مواريث الغفلة وتقاليد العمى؛ إلا بعد أن جاء هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،

                                وقد جعل الحليمي في شعب الإيمان تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من شعب الإيمان

                                وقرر أن التعظيم منزلة فوق المحبة، ثم قال : فحق علينا أن نحبه ونبجله ونعظمه أكثر وأوفر من إجلاله كل عبد سيده وكل ولد والده، بمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله تعالى، ثم ذكر الآيات والأحاديث، وما كان من فعل الصحابة رضوان الله عليهم معه، الدال على كمال تعظيمه وتبجيله في كل حال وبكل وجه

                                تعليق

                                يعمل...
                                X