إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

    الرد على شبهة سورتى
    الولاية والنورين المكذوبتين
    *************** **
    السؤال :
    بسم الله والصلاة السلام على رسول الله . . .
    أما بعد ،،،،
    يدعي أعداء الاسلام من النصارى وغيرهم بوجود نقص في سور القرآن الكريم
    ويستدلون على ذلك بسورتين مكذوبتين اسموها
    سورتا الولاية والنورين ليس لهما وجود في القرآن الكريم وإليك نصهما :
    [يا أيها الذين آمنوا أمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم . نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم . إن الذي يوفون ورسوله في آيات لهم جنات نعيم . والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم و ما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم . ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حميم. إن الله الذي نور السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه. يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم. إن الله قد أهلك عادا وثمودا بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون. وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين . ليكون لكم آيته وإن أكثركم فاسقون . إن الله يجمعهم في يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون إن الجحيم مأواهم وإن الله عليم حكيم . يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون . قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون . مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم . إن الله لذو مغفرة وأجرعظيم وإن عليا من المتقين . وإنا لنوفيه حقه يوم الدين . وما نحن عن ظلمه بغافلين. وكرمناه على أهلك أجمعين . فإنه وذريته لصابرون وإن عدوهم إمام المجرمين . قل للذين كفروا بعدما آمنوا أطلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله رسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون . يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمنا ومن يتولاه من بعدك يظهرون . فأعرض عنهم إنهم معرضون . إنا لهم محضرون . في يوم لا يغني عنهم شيئا ولا هم يرحمون . إن لهم في جهنم مقاما عنه لا يعدلون . فسبح باسم ربك وكن من الساجدين . ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل . فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعناهم إلى يوم يبعثون . فاصبر فسوف يبصرون .ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين . وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون . ومن يتولى عن أمري فإني مرجعة فليتمتعوا بكفرهم قليلا فلا تسأل عن الناكثين. يا أيها الرسول قد جعلنا لكم في أعناق الذين آمنوا عهدا فخذ وكن من الشاكرين . إن عليا قانتا بالليل ساجدا يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه . قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون . سيجعل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون . إنا بشرناك بذريته الصالحين . وإنهم لأمرنا لا يخلفون فعليهم مني صلوات ورحمة أحياء وأمواتا ويوم يبعثون . وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي إنهم قوم سوء خاسرين . وعلي الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الفرقان آمنون والحمد لله رب العالمين.]
    [يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي اللذيّن بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم. نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير. إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم. والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبون. إن لهم في جهنم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة: أين الظالمون المكذبون للمرسلين. ما خلفتهم المرسلين إلا عني وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب وسبح بحمد ربك، وعليّ من الشاهدين]
    تعالى الله عما يقولون ويفترون.
    **************
    الجـواب :
    اعلموا رحمكم الله ان هذه النصوص هي من النصوص التي لا يملك صاحبها
    غير مجرد الدعوى أنها من القرآن الكريم ، ولايقدر أن يذكر ذلك بإسناد واحد
    ولو كان ضعيفاً ،
    نــــــــكـــــ ــــــرر
    لا يقدر أن يذكر ذلك باسناد واحد ولو كان ضعيفاً ،
    وإنما افتراها مفتر فنسبها إلى أنها مما أسقطه الصحابة من القرآن ،
    فتبعه أصحاب الضلالة من بعده من أشياعه على كذبه وإفكه
    لأنهم حسبوا فيه نصر ما ينتمون إليه .
    وإلا فهل يستطيعوا أن يأتوا باسناد واحد لهذه النصوص المسماه بسورة الولاية ؟؟
    كلا ثم كلا . . . ومعلوم أن السند هو سلسلة الرواة الذين نقلوا الحديث واحداً عن الآخر حتى يبلغوا به إلى قائله.
    قال ابن المبارك : الإسناد عندي من الدين،. لولا الإسناد لذهب الدين ولقال من شاء ما شاء.
    وصدق الله العظيم إذ يقول :
    [ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ]
    [ النحل : 105 ]
    ونرجو ملاحظة التخبط الحاصل في هذه النصوص المكذوبة وركاكتها وسخافة ما خلقوه وحبكوه أعداء الأسلام
    وقد قال أحد المحققين تعليقاً على هذه النصوص المكذوبة :
    " أنها ليست تضاهي شيئاً من القرآن الحكيم المنزل إعجازاً على قلب سيد المرسلين ،
    إذ من المقطوع به أن كل أحد يمكنه تلفيق هكذا ألفاظ و كلمات لا رابط بينها و لا انسجام فضلاً عن المعنى الصحيح "
    و قد قال تعالى بشأن القرآن العزيز :
    [ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ]
    [وانه لَكِتَـٰبٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِل ُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ][فصلت:41-42].
    هذا ومما يثبت أيضاً كذب هذه النصوص وتلفيقها وانها ليست من القرآن الكريم في شىء هو وجود النص التالي فيها :
    إن الله لذو مغفرة وأجرعظيم وإن عليا من المتقين . وإنا لنوفيه حقه يوم الدين . وما نحن عن ظلمه بغافلين.
    فمن الواضح ان النص يتحدث عن الظلم المزعوم اللي حدث لسيدنا علي بن أبي طالب.. –رضي الله عنه - أي بعد وفاة النبي وانقطاع الوحي .
    وبما أن القرآن نزل واُتِم إنزاله على سيدنا محمد قبل وقوع هذا الظلم المزعوم
    فهذا يعني بطلان كونها من القرآن الذي اكتمل نزوله قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

    تعليق


    • #17
      رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

      هل كان الإنجيل موجود على زمن موسى؟؟؟
      ***************
      سؤال :
      جاء في سورة الأعراف 155 _ 159 خطاب الله لموسى ومن معه بأن
      محمد صلى الله عليه وسلم مكتوب في التوراة والانجيل مع ان الانجيل نزل بعد موسى بألفي سنة ،
      فلماذا ذكر الله الإنجيل في هذا الموقف مع انه لم ينزل بعد ؟!
      الجواب :
      دعونا نستعرض آيات سورة الأعراف 155-159 لكي يتضح المعنى :
      [ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ . 155 وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ .156الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ .فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . 157قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ‏ . 158وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ .159 ]
      فالمعنى واضح : ان خطابه تبارك وتعالى لموسى عليه السلام وذكره للأنجيل قبل نزوله انما هو من باب الإخبار
      بما سيكون وفيه تبشير له ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم ،
      وهذا واضح لقوله تعالى :
      فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ .... إلى آخر الآيات .
      ( انظر تفسير العلامة الشوكاني المسمى فتح القدير . )
      لقد لفت الله سبحانه وتعالى بني اسرائيل الي الذين سيؤمنون برسوله الأمي وأنه سيشمل
      برحمته العريضة أناساً بعدهم ، وأشاد بصفاتهم استنهاضاً لهمم بني اسرائيل إلى التحلي بها . وبشرهم ببعثة هذا الرسول الأمي صلوات ربي وسلامه عليه .
      هذا ويجوز ان يكون قوله تبارك وتعالى :
      [ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ]
      هو كلام مستأنف جديد بعد أن انهى الكلام عن سيدنا موسى عليه السلام .
      وقوله : [ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ]
      خبراً له فيزول الاشكال من أصله .
      ( إعراب القرآن للباقولي الجزء الاول ص 481)
      ويقول الدكتور محمد عزه دروزه حول هذه الآيات :
      ان في القرآن الكريم استطرادات كثيرة مثل الاستطراد الذي تضمنته الآيتان ،
      وهو متناسب جداً مع السياق وفي مثابة بدل بياني آخر للذين سيكتب الله لهم رحمته مما جاء في الآية التي قبله :
      [ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ]
      حيث جاء بعدها
      [ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ . . ]
      وجاء في قصص الانبياء حول هذه الآيات الكريمات من موقع عالم النور ما يلي :
      قال الله تعالى : [وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ . 155 وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ . ]
      هذه كانت كلمات موسى لربه وهو يدعوه ويترضاه. ورضي الله تعالى عنه وغفر لقومه فأحياهم بعد موتهم،
      واستمع المختارون في هذه اللحظات الباهرة من تاريخ الحياة إلى النبوءة
      بمجيء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
      قال تعالى: [قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ .156الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ .فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .]
      سنلاحظ طريقة الربط بين الحاضر والماضي في الآية، إن الله تعالى يتجاوز زمن مخاطبة الرسول في الآيات إلى زمنين سابقين، هما نزول التوراة ونزول الإنجيل، ليقرر أنه (تعالى) بشّر بمحمد في هذين الكتابين الكريمين. نعتقد أن إيراد هذه البشرى جاء يوم صحب موسى من قومه سبعين رجلا هم شيوخ بني إسرائيل وأفضل من فيهم، لميقات ربه. في هذا اليوم الخطير بمعجزاته الكبرى، تم إيراد البشرى بآخر أنبياء الله عز وجل.

      تعليق


      • #18
        رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

        من هو الإسكندر ذى القرنين؟؟؟

        ***************



        سؤال :

        من هو الإسكندر ذى القرنين..

        هل هو الاسكندر المقدوني ؟ وهل كان عبدًا صالحًا ؟ أم من عبدة الأوثان ؟



        الجواب من عدة وجوه :

        الـــــــــــــ ـــــــأول :

        ******



        أنه ليس في القرآن الكريم ذكر لعمر ذي القرنين ( الإسكندر ) ولا للعصر الذي عاش فيه .



        الثــــــــانــ ـــــــــــــي :

        ******

        أن ذي القرنين المذكور في القرآن ليس هو الاسكندر المقدوني اليوناني الذي بنى الإسكندرية ، فهذا هو المتوفى عن 33 سنة ، كما في كتب النصارى ،

        وقد عاش قبل مولد المسيح عليه السلام ب 323 سنة.



        أما ذو القرنين المذكور في القرآن فكان في زمن إبراهيم عليه السلام ،

        ويقال إنه أسلم على يدي إبراهيم عليه السلام ، وحج البيت ماشيا.

        وقد اختلف الناس فيه هل كان نبيا أم كان عبدا صالحا وملكاً عادلاً ،

        مع اتفاقهم على أنه مسلم موحد طائع لله تعالى .



        والصواب : هو التوقف في شأنه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

        " ما أدري أتبع نبيا كان أم لا ، وما أدري ذا القرنين نبيا كان أم لا "

        رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5524



        الثــــــــــــ الـــــــــــــ ـــث :

        ********

        أن الفرق بين هذا العبد الصالح ، وبين الاسكندر المقدوني الكافر أمر معروف لدى علماء المسلمين ،

        قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (1/493) :

        ( عن قتادة قال : اسكندر هو ذو القرنين وأبوه أول القياصرة وكان من ولد سام بن نوح عليه السلام .فأما ذو القرنين الثاني فهو اسكندر بن فيلبس ... بن رومي بن الأصفر بن يقز بن العيص بن إسحق بن إبراهيم الخليل كذا نسبه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ، المقدوني اليوناني المصري باني إسكندرية الذي يؤرخ بأيامه الروم وكان متأخرا عن الأول بدهر طويل ، كان هذا قبل المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة وكان أرطاطاليس الفيلسوف وزيره وهو الذي قتل دارا بن دارا وأذل ملوك الفرس وأوطأ أرضهم.

        وإنما نبهنا عليه لأن كثيرا من الناس يعتقد أنهما واحد وأن المذكور في القرآن هو الذي كان أرطاطاليس وزيره فيقع بسبب ذلك خطأ كبير وفساد عريض طويل كثير، فإن الأول كان عبدا مؤمنا صالحا وملكا عادلا ... ، وأما الثاني فكان مشركا وكان وزيره فيلسوفا وقد كان بين زمانهما أزيد من ألفي سنة فأين هذا من هذا لا يستويان ولا يشتبهان إلا على غبي لا يعرف حقائق الأمور ) انتهى كلام ابن كثير رحمه الله .



        الـــــــــــرا بــــــــــــــ ـــــع :

        ***********

        أن النصارى ليس في كتابهم المقدس معلومات وافية عن الاسكندر الثاني ،

        فضلا عن الأول ، وغاية ما عندهم رؤيا لدانيال ، زعموا أن فيها إشارة لحكم هذا الاسكندر الكافر وانقسام مملكته من بعده .



        الخــــــــــــ ــــــــــامـــ ـــــس :

        **********

        أنه لو فرض وجود اختلاف بين القرآن وكتابهم حول شخصية أو حدث ،

        فأي غرابة في هذا ؟!

        وما أكثر هذه الاختلافات ، لاسيما حول قصص أنبياء الله

        كإبراهيم ونوح ولوط وموسى وداود وعيسى عليهم السلام .

        فالنصارى لا يملكون سندا متصلا لهذه الكتب التي يؤمنون بها ، ولا معرفة بحال الذين قاموا بترجمتها ، مع اشتمالها على عشرات المواضع المتناقضة والمختلفة

        التي ينتفي معها دعوى العصمة وأنها كتبت بالإلهام من الروح القدس ،

        وحسبك باختلافهم في نسب عيسى عليه السلام !



        فكيف يجعل ما في هذه الكتب المحرفة حكما على القرآن العظيم ، المحفوظ بحفظ الله تعالى ؟!



        والله أعلم .

        تعليق


        • #19
          رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

          فتبارك الله أحسن الخالقين
          *************
          ســـــــــــــؤ ال :
          يقول عز وجل في سورة المؤمنون (فتبارك الله أحسن الخالقين)
          فهل يعني هذا أن هناك إلهاً آخر؟
          الــــــــــجــ ــــــواب :
          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏
          فقد ذكر المفسرون أوجهاً في قوله تعالى
          ( فتبارك الله أحسن الخالقين )
          [ المؤمنون : 14]‏
          أهــــــــمــــ ـــــها :
          الأول : أن الخلق هنا بمعنى الصنع ،
          فالمعنى: تبارك الله أتقن الصانعين.‏
          وهذا جار على لغة العرب،
          ومنه قول الشاعر:‏
          ‏ ولأنت تفري ما خلقت وبعــــ ض القوم يخلق ثم لا يفري .‏
          الثاني : أن الخلق بمعنى التقدير ، فإنه سبحانه هو أحسن المقدرين جل وعلا .‏
          الثالث : أن المعنى : أن الله تعالى هو أحسن الخالقين في اعتقادكم وظنكم .‏
          ‏ الرابع : وهو أحسنها : أننا نثبت للمخلوق خلقاً، لكنه ليس كخلق الله تعالى.
          فخلق الله جل ‏وعلا إيجاد من العدم.‏
          وخلق المخلوق لا يكون إلا بالتغيير والتحويل والتصرف في شيء خلقه الله تعالى .‏
          ‏ ومن ذلك ما جاء في الصحيحين أنه يقال للمصورين يوم القيامة:
          "أحيوا ما خلقتم".
          ومعلوم ‏أن المصور لم يوجد شيئاً من العدم إنما حول الطين،
          أو الحجر إلى صورة إنسان أو طير ،
          ‏وحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى ملونة،
          والطين والحجر والمواد والورق كلهم من خلق الله ‏تعالى . ‏
          وأيضا : فالعبد لا يمكنه فعل شيء إلا عند وجود الإرادة الجازمة والقدرة التامة،
          والإرادة ‏والقدرة كلتاهما مخلوقتان لله عز وجل،
          وخالق السبب التام خالق للمسبَّب.
          ولهذا كان من ‏اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله تعالى خالق للعباد وأفعالهم،
          كما قال ربنا ( والله خلقكم وما ‏تعملون )
          [الصافات: 96] .
          والحاصل أن الخلق الذي هو الإيجاد من العدم صفة يختص بها الله ‏تعالى،
          كما قال ( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون )
          [ النحل: 17]
          وقال تعالى
          ( هل ‏من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو )
          [فاطر: 3‏] .

          تعليق


          • #20
            رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

            كيف نرد على موقع يضع نصوصاً سماها سورة؟

            *************** ******



            ســــــــــــــ ؤال:

            لقد وجدت موقعاً معادياً للأسلام وضع فيه أصحابه نصوصاً

            سموها بسورة التجسد وأخرى بسورة الإيمان وغيرهما

            وأدعوا بأنها سور من مثل القرآن زاعمين بذلك

            أن هذه النصوص رد على التحدي القرآني ، فكيف نرد على هؤلاء ؟



            الجــــــــــــ ـواب :



            نقول لهؤلاء :

            أولاً : اعلموا أن باب التحدي مفتوح

            وبناء عليه من الممكن لكل واحد أن يلفق هكذا

            ألفاظ و كلمات لا رابط بينها و لا انسجام فضلاً عن المعنى الصحيح ،

            و قد قال تعالى بشأن القرآن العزيز :

            [ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ]



            ثانياً : انكم لم تصنعوا شيئاً مثل القرآن وما صنعتم شيئاً

            سوى أنكم عمدتم إلى آيات القرآن الكريم فسرقتم أكثر ألفاظها وبدلتم بعضاً

            وقد سبقكم في ذلك مسيلمة الكذاب

            فقد كان يعمد إلى آيات من القرآن الكريم

            فيسرق أكثر ألفاظها ويبدل بعضاً ، كقوله :

            [ إنا أعطيناك الجماهر ، فصل لربك وجاهر ]

            أو يجيىء على موازين الكلمات القرآنية بألفاظ سوقية ومعان سوقية ،

            كقوله : [ والطاحنات طحناً ، والعاجنات عجناً ، والخابزات خبزاً ]

            وهكذا لم يستطع وهو عربي قح أن يحتفظ بأسلوب لنفسه ،

            بل نزل إلى حد الاسفاف وأتى بالعبث الذي يأتيه الصبيان في مداعبتهم وتفككهم بقلب الأشعار والأغاني عن وجهها ، ولا يخفى أن هذا كله ليس من المعارضة في شيىء ،

            بل هو المحاكاة والإفساد ، وما مثله ومثلكم إلا كمثل من يستبدل بالإنسان تمثالاً

            لا روح فيه ، وهو على ذلك تمثال ليس فيه شيىء من جمال الفن . ( 1 )



            ثالثاً : لقد سجل التاريخ في عصر نزول القرآن الكريم عجز أهل اللغة أنفسهم عن معارضة القرآن .

            وما أدراك ما عصر نزول القرآن ؟

            هو أزهى عصور البيان العربي ، وأرقى أدوار التهذيب اللغوي ،

            انه عصر المعلقات

            وهل بلغت المجامع اللغوية في أمة من الأمم

            ما بلغته الأمة العربية في ذلك العصر من العناية بلغتها ؟

            إلا ان التاريخ سجل هذا العجز عليهم ، فهل منكم من يعتبر أم على قلوب أقفالها ؟



            إن محاكاتهم القرآن وتقليده بصورة باردة ساقطة في الخصائص

            التي تميز بها نظماً على سائر الكتب ، مثل تصدير الكلام بالحروف المقطعة

            وهي سمة لا يشبه القرآن فيها أي كتاب آخر ، فمن زعم منهم أنه يعارض

            به القرآن الكريم فقد فضح نفسه بنفسه ، إذ أنه سرق علانية ما سبق به

            القرآن الكريم وتفرد على سائر كلام البشر .

            وقل مثل ذلك في نقل عبارات قرآنية بنصها مثل :

            [ فأولئك هم المفلحون ] [ لفي ضلال بعيد ] وغيرها ،

            فالعجب ممن يزعم معارضة الكتاب الكريم آخذاً بنصوصه بحروفها ، وخصائصه بحذافيرها سرقة معلنة دون أن تطرف له عين أو يهتز له جفن .



            ان الإتيان بمثل القرآن أمر محال لأنّ الله جلّ وعلا تحدّى أحدا أن يفعل ذلك

            وتحدّى فصحاء العرب وشعراءهم المتقنين للعربية

            وكانوا حين نزول القرآن في قمّة فصاحتهم وبيانهم

            فقال عزّ وجلّ : [ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ] سورة الطّور ،

            فلما عجزوا تحدّاهم أن يأتوا بعشر سور مثل سوره

            فقال سبحانه : [ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ] سورة هود

            فلمّا عجزوا تحدّاهم أن يأتوا بسورة واحدة فقط على

            مستوى فصاحة القرآن وبلاغته وحكمته

            فقال عزّ وجلّ : [ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ] سورة يونس

            ودعاهم إلى الاستعانة بمن شاءوا للمحاولة وقبول التحدّي

            فقال : [ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ] سورة البقرة

            فلمّا عجزوا أخبرهم بأنّهم لا يستطيعون ذلك مطلقاً في

            أيّ وقت وفي أيّ زمان ومهما استعانوا بأحد

            فقال سبحانه : [ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا] سورة الإسراء

            فلا يوجد أحد غير الله يأتي بمثله لأنّ القرآن

            - كما قال عزّ وجلّ - [ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ] سورة هود

            ولو ألقينا نظرة على الموقع المُشار إليه في السّؤال

            لوجدنا الكفر ينطق في تلك السّور المزيّفة

            كالنّص على أنّ المسيح ابن الله وأنّه هو الله والدّعوة إلى مذهب الرافضة الخبيث

            إلى غير ذلك من الترّهات ثم تجد التّناقض العجيب ،

            ففي الوقت الذي يقول فيه الكذّاب في السّورة التي افتراها وسمّاها سورة التجسّد

            في الآية السادسة - حسب زعمه - :

            سبحانه رب العالمين أن يتخذ من خلقه ولدا .

            تجد في الآية التاسعة من سورة الإيمان - المزعومة - قوله :

            أنت هو ابن الله حقّا بك آمنّا .. ،

            لقد صدق ربنا حين قال :

            [ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ] سورة النساء .

            ثمّ يجد النّاظر أيضا في تلك السور المفتريات عبارة سخيفة أخرى

            يدّعي فيها الكذّاب أن الله سمح لنبيّه أن يغيّر ويبدّل في القرآن كما يشاء ،

            فتقول العبارة السخيفة فيما عدّه الآية السادسة من سورة الوصايا :

            فانسخ ما لك أن تنسخ مما أمرناهم به فقد سمحنا لك أن تجري على قراراتنا تغييرا !!

            إنّ كلّ مسلم يعلم قدر الإفك الذي انطوت عليه هذه العبارة المنبعثة

            من عقل المُغرض الذي ألّفها ،

            فهل رأيت بالله عليك أيّها القارئ اللبيب كلاما سخيفا مثل هذا ،

            هل يُمكن أن ينزّل الله قرآنا يأمر فيه بالتطبيق والتنفيذ والالتزام بما في كتابه

            كما في قوله : [ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ] سورة الأنعام ،

            ويأمر رسوله بالتمسك بالقرآن

            قائلا سبحانه: [ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ] سورة الزخرف ،

            ويتهدّد رسوله إن لم يبلّغ ما أوحاه إليه بالنصّ دون تغيير أو إخفاء

            كما في قوله سبحانه : [ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا(73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا(74) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا]

            سورة الإسراء ،

            وكما في قوله سبحانه : [ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ(44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45 )

            ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ] سورة الحاقّة

            وغير ذلك من الآيات ،

            ثمّ تأتي بعد ذلك كلّه سورة مزعومة

            بأنّ للرسول الحقّ أن ينسخ ما شاء من القرآن ويغيّر ويبدّل وأنّه مخوّل بذلك وعنده صلاحيّة الإلغاء وشطب ما يشاء من الأحكام ؟؟

            إنّ الذي ينسخ من القرآن ما يشاء هو الذي أنزل القرآن سبحانه وحده لا غير ،

            كما قال عزّ وجلّ :

            [ يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ]

            سورة الرّعد ،

            وقال : [ مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا

            أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ]

            سورة البقرة ،

            والواجب على رسولنا وعلينا التدّبر والتنفيذ لا التحريف والإلغاء والتبديل ،

            قال سبحانه :[ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ]

            سورة ص

            لقد رأينا في السّور الزائفة المفتراة في ذلك الموقع على شبكة الانترنت

            مثالا واقعيا لما تضمنّه قوله تعالى :

            [ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ]

            سورة آل عمران .

            نسأل الله أن ينصر دينه ويُعلي كتابه ويعزّ أولياءه كما نسأله سبحانه أن يذلّ أعداءه وأن يجعل الصّغار عليهم ويردّهم خائبين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد . ( 2 )



            --------------------------------------------

            ( 1 ) النبأ العظيم للدكتور : محمد عبد الله رحمه الله



            ( 2 ) الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد

            تعليق


            • #21
              رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

              الرد على رسالة نصراني يسأل عن معجزة إخبار القرآن
              بنزول الحديد من الفضاء الخارجي
              *************** *
              ســــــــــــــ ؤال :
              يقول النصراني في رسالته :
              قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ..
              الدكتور استروخ وهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء ..
              قال : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز ..
              إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية ..
              ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض ..
              ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها
              قال تعالى : [ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ]
              سورة الحديد : 25
              المصدر " الأدلة المادية على وجود الله "
              لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي.
              يتصور المسلمون بأن قرآنهم يحوي معجزات علمية حديثة. وهم في محاولتهم تلك يلوون عنق اللغة العربية ويجعلون القرآن ينطق بما لم يخطر على بال كاتبه.
              في مثالنا هذا حول المعجزة المزعومة في القرآن بأن الحديد أتى الينا من الفضاء الخارجي
              نجد المحاولة الخائبة من المسلمين مفضوحة تماما بلا ستر أو أستتار،
              لأن القرآن نفسه ينقضها نقضاً واضحاً.
              تقول سورة الحديد : 25 : [ وأنزلنا الحديد ] .
              ويحاول مسلمي هذا العصر أن يقولوا لنا بأن مقصد القرآن بأن الحديد أنزل من السماء
              ولم يتكون على الأرض والدليل قول القرآن : [ أنزلنا ] .
              حسناً، أنا مستعد للتسليم بأن الحديد نزل من السماء، بل حتى من الفضاء الخارجي.
              وهو ما يطابق بصورة مذهلة البحوث العلمية المعاصرة التي تجعلني أقف بذهول أمام المعجزة الصريحة في القرآن.
              وكباحث عن الحق أسلم للقرآن بتفوقه العلمي.
              بل أصل الى الحد الذي أصرح فيه بأني مستعد للأيمان الكامل والشامل به،
              لأنه خارق للطبيعة، منزل من أصل كل المعارف، الله الخالق.
              ولكني يجب أن أتوقف عند أية مشابهة وأفحصها هي الأخرى.
              قبل أن أنطق بالشهادتين وأقر للإسلام والقرآن بالمصداقية.
              تقول سورة الزمر الآية 6 : [ وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج]
              يبدو أن الله لم ينزل لنا فقط الحديد من الفضاء الخارجي بل أنزل شئ أخر أسمه الأنعام!
              يقول أبن كثير في تفسير الآية:
              وقوله تعالى " وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج "
              أي وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين."
              فهل بإمكانكم أن توضحوا لي هذا الأمر ؟
              الجــــــــــــ ـــــــــواب :
              فى الحقيقه ان كلمه نزول لها معانى كثيرة تأتي على حسب استخدامها وسياق العبارة التي جاءت فيها فيقال مثلاً :
              نزلت ضيفا على الاستاذ خالد
              نزل المطر فى الصيف
              نزل خالد فى نفسى مكانه محترمه
              نزلت عليه ضربا بالعصى ...... الى اخره
              وفى سوره الحديد نجد بأن الله سبحانه وتعالى أخبر بإنزال الحديد من الفضاء ،
              وهذا ما يؤكده ويبينه لك الشرح الكيميائي البسيط للعدد الذرى والوزن الذرى لذره الحديد
              فإنه يثبت لك انه مستحيل ان يتكون فى الارض ,
              و تكوين ذره الحديد أمر يحتاج الى كثافه معينه وهذا غير متوافر ولا يتم الا فى الفضاء الخارجى فقط , ولن يعترض على هذا الا جاهل بعلوم الكيمياء وبجدول مندليف الذرى .
              أما عن نزول الأنعام كما جاء فى سوره الزمر آيه : 6 فالذى نقل الايه لم ينقلها كامله .
              لان كلمه (( انزل لكم من الانعام )) سبقها وتبعها كلمه مهمه جداً وهى ( خلق )
              ولنرجع الى الايه لنعرف التزوير المتعمد :
              [خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ]
              ومن هنا يتضح ان كلمه ( أنزل ) تعنى ( أنشأ وجعل )
              وقد قال القرطبي : أَخْبَرَ المولى تبارك وتعالى عَنْ الانعام بِالنُّزُولِ ; لِأَنَّهَا تَكَوَّنَتْ بِالنَّبَاتِ وَالنَّبَات بِالْمَاءِ الْمُنْزَل . وَهَذَا يُسَمَّى التَّدْرِيج .
              أضف إلي ذلك أنه لا يمنع ابداً ان يكون بنزول آدم من الجنه الى الارض
              قد انزل الله معه من الحيوانات التى تساعده على اعمار الارض
              ومنها يأكل وله فيها منافع كثيره .
              والمسيحيه لا ترفض ان يكون فى الجنه حيوانات وقد نطقت بذلك كتبكم
              ان الذى اغوى المرأه هى ( الحـيه ) .
              والخلاصة :
              *** ان كلمه نزول لا تتطلب ابداً النزول من السماء فقط ,
              بل لها ايضاً معانى لغويه كالنزول الحقيقى أو معانى معنويه مثل أمر الخلق والانشاء
              , وان فهمها يتوقف على سياق الكلام .
              *** ان نزول الازواج الثمانيه من الجنه مع آدم ايضاً أمر لا يرفضه العقل .
              وقد َقِيلَ : إِنَّ اللَّه تَعَالَى خَلَقَ هَذِهِ الْأَنْعَام فِي الْجَنَّة ثُمَّ أَنْزَلَهَا إِلَى الْأَرْض .
              *** نؤمن نحن المسلمون ان الله يدبر الامر ( مثل الخلق ايضاً ) بين السماء والارض ,
              ولقد ادعيت أن المسلمين يلوون عنق اللغة العربية بدليل أن كلمة " أنزلنا" تعني " خلقنا ".
              كما جاء في سورة الزمر الآية 6
              و أورد للايضاح تفسير ابن كثير:
              " قوله تعالي [ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ]
              أي وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين."
              و المعلوم أنه في اللغة أن الكلمة تفهم من السياق الذي وردت فيه.
              فقد فات السائل أن نفس الكلمة وردت بمعني أنزل من السماء وفي نفس السورة
              في الاية 29 فيقول تعالى : [ الم تر ان الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا الوانه ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يجعله حطاما ان في ذلك لذكرى لاولي الالباب ] .
              و الأمثلة كثيرة علي أن أن الكلمة معناها الأساسي في اللغة الأنزال من السماء و نورد منها قوله تعالي في سورة الفرقان الأية 7:
              [وقالوا مال هذا الرسول ياكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا]
              و قوله تعالي في سورة المائدة الأية 114 :
              [ قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير الرازقين ]
              و قوله تعالي في سورة الأنعام الاية 8 :
              [ وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون ]
              و قوله تعالي في سورة الحج الاية 5 :
              [ يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ] .
              فلا يمنع ورود الكلمة بمعني " خلق "
              على أن ترد في موضع آخر بمعني" أنزل "
              وهو الهبوط من اعلى إلي اسفل .
              الامثلة كثيرة جداً و أود أن اضيف أنه اذا أثبت العلم حقيقة علمية اليوم
              ثم كان القرآن قد أفصح عنها منذ قرون, وفهمت الآية في زمن التنزيل أو بعده
              بكيفية تتناسب مع معارف الإنسان في ذلك الزمان, ثم أصبح في إمكاننا مع ثبوت
              حقيقة علمية بيقين أن نفهم الآية فهمًا جديدًا وصحيحًا في ضوء التقدم العلمي
              فلا يجب أن نقصر عقولنا علي هذه التفاسير و لا يصح أيضا أن نلوم المفسرين
              بل يجب أن نعمل عقولنا كما أمرنا الله سبحانه و تعالي في كتابه العظيم :
              [ قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأ الْخَلْقَ ]
              (العنكبوت: 20)
              و قوله تعالي في سورة الروم :
              [ وَمِنْ ءَايَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافُ ألْسِنَتِكُمْ وألْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِّلْعَالِمِينَ ].
              أتمني من السائل أن يكون حقاً ممن يبحثون عن الحق و ليس ممن قال الله تعالي عنهم :
              [ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ].
              وأخيـــــــــــ ــــــراً :
              صار من المعروف علمياً (حديثا)
              أن عنصر الحديد ذو بأس شديد كما أورد القران الكريم.
              أي أن طاقة النظام الشمسي مع شدتها لا تكفي لتكوين ذرة واحدة من عنصر الحديد
              حيث يحتاج تكوين ذرة واحدة الي أربع أضعاف طاق النظام الشمسي.
              و يستنتج من ذلك أن عنصر الحديد هو عنصر خارجي أي تم تكوينه في مجموعات شمسية
              تبعد كثيرا عن الشمس و لم يتم تكوينه علي الارض بل هبط اليها مع النيزك و الشهب

              تعليق


              • #22
                رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

                ما المقصود بكلمة ( كان) في وصف الله تعالى
                - وكان الله عليماً حكيما ً- وأمثالها؟
                *************** ****
                ســــــــــــــ ـــؤال :
                لماذا ذكر في كثير من سور القرآن الكريم لفظ :
                وكان الله عليما حكيما، وكان الله على كل شيء قديرا،
                وغيرها في صيغة الماضي فما المعنى المقصود ؟
                وجزاكم الله خيرا
                جــــــــــــــ ـــــــواب :
                الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
                فإن المقصود من الآيات..
                ( وكان الله عليماً حكيماً ) ( وكان الله على كل شيء قديراً )
                وما جاء بمعناهما.
                اتصاف المولى جل جلاله بكل صفة من تلك الصفات المخبر عنها
                من العلم، والحكمة، وكمال القدرة على وجه الاستمرار والدوام،
                فمعنى قوله تعالى : ( وكان الله عليماً حكيماً )
                أي : لم يزل على ذلك.
                وهذا لا إشكال فيه، فإنَّ ( كان ) تأتي كثيراً في القرآن الكريم،
                وفي كلام العرب بمعنى اتصال الزمان من غير انقطاع.
                ومما ورد من ذلك في القرآن الكريم زيادة على الآيتين المسئول عنهما
                وما جاء في معناهما
                قوله تعالى: ( إنه كان لآياتنا عنيدا )
                [المدثر:16].
                وقوله تعالى: ( إن هذا كان لكم جزاء )
                [الإنسان: 22].
                وقوله: ( كان مزاجها زنجبيلاً )
                [الإنسان: 17].
                ومن شواهدها في كلام العرب قول المتلمس :
                وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من ميله فتقوما
                وقول قيس بن الخطيم :
                وكنت امرءاً لا أسمع الدهر سبة أسُب بها إلا كشفت غطاءها
                وقول أبي جندب الهذلي :
                وكنت إذا جاري دعا لمضوفة أشمر حتى ينصف الساق مئزري
                فهؤلاء الشعراء إنما يخبرون عن حالتهم الدائمة المستمرة، وليس غرضهم الإخبار عما مضى.
                [ مركز الفتوى بالشبكة الاسلامية ]
                وهذا جواب آخر للشيخ عطية صقر :
                إذا وصف الله نفسه في القرآن الكريم لم يأت هذا الوصف دائمًا مقرونا
                بلفظ " كان " فكثيرًا ما يأتي الوصف بدون ذلك .
                قال تعالى ( إنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئٍ قَدِيرٌ )
                ( سورة البقرة : 109 )
                ( إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِين )
                ( سورة البقرة : 222 )
                ( واسْتَغْفِرُوا اللهَ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
                ( سورة المزمل : 20 ) .
                وفي بعض الآيات يأتي الوصف مع لفظ " كان "
                كقوله تعالى ( وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا )
                (سورة الأحزاب : 59 )
                وقوله ( وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَئٍ عَلِيمًا )
                ( سورة الفتح : 26 )
                وقوله تعالى ( وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )
                ( سورة النساء : 134 ) .
                وليس المراد بذلك أن الله ـ سبحانه ـ كان مُتصفًا بالمغفرة والرحمة والعلم والسمع والبصر في زمن مضى، ثم زالت عنه هذه الصفات في الزمن الحاضر ولا يتصف بها في المستقبل؛ ذلك لأن تقسيم الزمن إلى ماضٍ وحاضر ومستقبل هو بالنسبة لنا نحن،
                حين نتحدَّث ونحدد ما يقع من أحداث قبل زمن الحديث عنها أو في أثناء الحديث
                أو بعده أما الله ـ سبحانه ـ فهو مُنَزه عن الزمان .
                وما كان مخلوقًا ليتحكَّم فيمَن خَلَقَه .
                وكأن الله ـ سبحانه ـ حين يقرِن صفاته بلفظ " كان "
                يبيِّن لنا أنه موصوف بذلك قبل أن يخبرنا،
                بل قبل أن يخلقنا، فهى صفات أصيلة فيه وجبت له لذاته لا لعلة أوجدتها فيه .
                فقد كان الله بصفاته ولا شئ معه .
                وقد نبَّه المفسرون على ذلك،
                فجاء مثلاً في تفسير الجلالين لقوله تعالى في أول سورة النساء
                ( إنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )
                قوله : أي لم يزل مُتصفًا بذلك .
                وقال الجمل في الحاشية :
                نبَّه به على أن كان قد اسْتُعْمِلَت هنا في الدوام، لقيام الدليل القاطع على ذلك

                تعليق


                • #23
                  رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

                  هل يسمح الله بأخذ السبايا وملك اليمين ؟

                  *************** *



                  ســــــــــــــ ــــؤال:

                  نصراني يسأل هل يسمح الله بأخذ السبايا وملك اليمين ؟



                  الجــــــــــــ ــــواب :



                  نعم ، واقرأ إن شئت قول الرب في سفر التثنية [ 20 : 10 ] :



                  [ إِذَا ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ، وَأَظْفَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهِمْ، وَسَبَيْتُمْ مِنْهُمْ سَبْياً، 11وَشَاهَدَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ الأَسْرَى امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ فَأُولِعَ بِهَا وَتَزَوَّجَهَا، 12فَحِينَ يُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِهِ يَدَعُهَا تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا، 13ثُمَّ يَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَيَتْرُكُهَا فِي بَيْتِهِ شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ تَنْدُبُ أَبَاهَا وَأُمَّهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُعَاشِرُهَا وَتَكُونُ لَهُ زَوْجَهً. 14فَإِنْ لَمْ تَرُقْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلْيُطْلِقْهَا لِتَذْهَبَ حَيْثُ تَشَاءُ. لاَ يَبِيعُهَا بِفِضَّةٍ أَوْ يَسْتَعْبِدُهَا ، لأَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. ]



                  وهذا نص آخر يأمر فيه الرب المحاربين بالتمتع بالنساء اللآتي أخذن ضمن الغنائم في الحرب :



                  [ وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ ]

                  [ تثنية 20 : 14 ]



                  وهذا نبي الله داود عليه السلام يقول عنه الكتاب :

                  [ واخذ داود ايضا سراري ونساء من اورشليم بعد مجيئه من

                  حبرون فولد ايضا لداود بنون وبنات. ]

                  [ صموئيل الثاني 5: 13 ]



                  وفي بعض الاحيان نجد ان الله يجعل السبي كعقوبة للكفر والشرك كما جاء في

                  [ ارميا 22 : 22 ] :

                  [ سَتَعْصِفُ الرِّيحُ بِكُلِّ رُعَاتِكِ، وَيَذْهَبُ مُحِبُّوكِ إِلَى السَّبْيِ. عِنْدَئِذٍ يَعْتَرِيكِ الْخِزْيُ وَالْعَارُلأجل كل شرك ]

                  انظر عاموس [ 7 : 17 ] و [ 5 : 5 ] .



                  والله الموفق

                  تعليق


                  • #24
                    رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

                    عبـــــــــــــ ـس وتـــــــــــــ ـــولى

                    ********




                    سؤال :

                    جاء في سورة عبس :

                    (( عَبَسَ وَتَوَلّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى . ))



                    روي أن ابن أم مكتوم أتى محمداً وهو يتكلم مع عظماء قريش،

                    فقال له: أَقرِئني وعلّمني مما علّمك الله.

                    فلم يلتفت محمد إليه وأعرض عنه وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد إنما اتَّبعه الصبيان والعبيد والسَّفلة. فعبس وجهه وأشاح عنه،

                    وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم.



                    ونحن نسأل :

                    كيف يراعي محمد أصحاب الجاه ويرفض الفقير والمسكين ويقطب وجهه للأعمى؟

                    أين هو من المسيح الذي لما جاءه الأعمى أحاطه بعطفه ورعايته وأعاد إليه البصر؟



                    الجواب :

                    جاء حول تفسير هذه الآيات الكريمات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو عتبة وشيبة

                    ابني ربيعة ، وأبا جهل ، والوليد بن المغيرة ، وغيرهم من كبار وصناديد قريش

                    فأتاه ابن أم مكتوم الأعمى ،

                    وقال له يا رسول الله :

                    (( أقرئني وعلمني مما علمك الله تعالى )) ،

                    وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغل النبي بالقوم ، فكره رسول الله قطعه لكلامه ،

                    وأعرض عنه عابساً ، فنزلت الآيات .



                    وليس في القصة ما يفيد احتقاره صلى الله عليه وسلم للأعمى ، فإنه لم يعرض عن ابن أم مكتوم قصداً لإساءته ، ولا استصغاراً لشأنه ، وإنما فعل ذلك حرصاً منه على أن يتفرغ لما هو فيه من دعوة أولئك الأشراف ، وتهالكاً على إيمانهم ، لأنه كان يرجو أن يسلم بإسلامهم خلق كثير ، ويطمع في ذيوع أمره إذا انضم هؤلاء إليه ، وكفوا عن مناضلته والكيد له .



                    وكان النبي _ إذن _ يبتغي بعمله التقرب إلى ربه ، كان جاداً في نشر الدعوة

                    مستغرقاً فيما رآه أنفع لها وأجدى عليها ، وأقرب شىء إلى الطبيعة البشرية

                    في هذه الحالة أن يعبس الإنسان إذا صرفه صارف عما هو بصدده ، كما فعل ابن مكتوم .



                    ولكن ذلك كان على خلاف مراده تعالى فعاتبه عليه ، ونبهه إليه ،

                    وبين له أن الصواب في ألا يعرض عن راغب في المعرفه مهما قل شأنه ،

                    وألا يتصدى لمعرض عن الهداية وإن كان عظيماً ، لأن مهمته التبليغ ، وما عليه من شىء في كفر الناس أو إيمانهم .



                    فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كما يروى إذا رأى ابن مكتوم يبسط له رداءه

                    ويقول : (( مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ))



                    ثم ألم يسأل المعترض نفسه أنه لو كان القرآن من عند محمد أكان يسمح لنفسه

                    أن يضع هذه الآيات التي تعاتبه والتي سيقرأها الاجيال المتلاحقة من بعده؟!



                    وقد أقر بهذا بعض المستشرقين ، مثل المستشرق (ليتنر) حيث قال :

                    (( مرة أوحى الله إلى النبي وحيا شديد المؤاخذة ؛ لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى , ليخاطب رجلا غنيا من ذوي النفوذ، وقد نشر ذاك الوحي، فلو كان محمد كاذبا -كما يقول أغبياء النصارى بحقه -لما كان لذلك الوحي من وجود ))



                    وبعد أن وضحنا أن زعم المعترض بأن الرسول الكريم يحتقر الاعمى ليس في محله ،

                    لنرى الآن كيف نسب كتابه المقدس للمسيح من انه احتقر المرأة الكنعانية ووصفها بالكلبة !! وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 15 : 26 ] :

                    فعندما جائت إمرأة كنعانية تسترحم المسيح بأن يشفى ابنتها رد عليها قائلاً :

                    (( لا يجوز أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب !! ))

                    وبالتالي كل من ليس يهودي فهو من الكلاب !



                    فكيف يصدر هذا التعبير القاسى جداً من إله المحبة المزعوم !

                    تعليق


                    • #25
                      رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

                      يحكي القرآن عن إسراء محمد إلى المسجد الأقصى

                      مع ان المسجد الاقصى


                      قد بني بعد محمد عليه الصلاة و السلام بنحو مئة سنة

                      *************** *************

                      سؤال :

                      نصراني يسأل : يحكي القرآن عن إسراء محمد إلى المسجد الأقصى

                      مع ان المسجد الاقصى قد بني بعد محمد بنحو مئة سنة فأرجو التوضيح .



                      الجواب :

                      ما معنى كلمة مسجد ؟

                      إن كلمة مسجد اسم مكان لمكان السجود ، والسجود جاء في كل الرسالات ،

                      وهناك فرق بين الشيىء حينما يستعمل وصفاً اشتقاقياً ، وبين أن يستعمل علماً ،

                      وهل كلمة مسجد بقيت علماً عندنا على المكان الخاص به ،

                      إنما المسجد هو كل مكان يسجد فيه لله سبحانه وتعالى ، وهم اتخذوه أيضاً مسجداً لله ،

                      بدليل قوله سبحانه وتعالى :

                      [ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الراكعين ]

                      [ آل عمران : 42 ]

                      فكأن السجود موجود في كل الرسالات كلها ، وأيضاً يقص علينا سبحانه وتعالى

                      قصة أهل الكهف فيقول :

                      [ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ]

                      فكأن كلمة المسجد لم تأت ابتداء مع الاسلام ، إنما شاع استعمالها في هذه الاماكن مع الاسلام ، وإلا فكل مكان يسجد لله فيه يكون مسجداً ،

                      ونجد أنه كان في اليهودية سجود مصداقا لقوله تبارك وتعالى لبني اسرائيل

                      [ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا ]



                      فعندما حدثت حادثة الإسراء لم يكن بهذا المكان بناء معروف بالمسجد الأقصى،

                      وإنما كان المكان الموجود بين أسوار الحرم الشريف بالقدس

                      مكانا مخصصاً لعبادة الله سبحانه وتعالى، ولم يكن مسجدا بالمعنى المفهوم حاليا،

                      وإنما سمي بالمسجد لأنه مكان العبادة .



                      وقد ظل مكان الهيكل فضاءً خالياً من أي بناء بقية عهد الرومان النصارى،

                      وقد حدث الإسراء والمعراج بالنبي صلى الله عليه وسلم وكان المكان

                      ما زال خالياً من أي بناء، إلا أنه محاط بسور فيه أبواب داخله ساحات واسعة

                      هي المقصودة بالمسجد الأقصى في قوله ـ تعالى ـ:

                      [ سٍبًحّانّ الذٌي أّسًرّى بٌعّبًدٌهٌ لّيًلاْ مٌَنّ المّسًجٌدٌ الحّرّامٌ إلّى المّسًجٌدٌ الأّقًصّا الذٌي بّارّكًنّا حّوًلّهٍ لٌنٍرٌيّهٍ مٌنً آيّاتٌنّا إنَّهٍ هٍوّ السَّمٌيعٍ البّصٌيرٍ ]

                      [الإسراء: 1] .



                      روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال :

                      (( قلت: يا رسول الله: أي مسجد وُضع في الأرض أول؟ قال : "المسجد الحرام". قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى". قلت: كم بينهما؟ قال : "أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد" )).



                      ولهذا فتسمية ذلك المكان بالمسجد الأقصى في القرآن الكريم تسمية قرآنية اعتبر فيها ما كان عليه من قبل، لأن حكم المسجدية لا ينقطع عن أرض المسجد.

                      فالتسمية باعتبار ما كان، وهي اشارة خفية إلى انه سيكون مسجداً بأكمل حقيقة المساجد.

                      تعليق


                      • #26
                        رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

                        شبهات حول السنة

                        *************




                        دفع شبهة النصارى حول زواج الرسول عليه الصلاة والسلام بأمهات المؤمنين

                        *************** *************

                        الســــــــــــــــــــــؤال :

                        يحاول الحاقدون على الإسلام من النصارى أن يثيروا الشبهات في زواج رسول الله

                        صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين،

                        فكيف ندحض هذه الشبهة ونلقم أصحابها الحجارة في حلوقهم؟



                        الجــــــــــــ ـــــــــــــوا ب:

                        نقول لهؤلاء النصارى :

                        إنكم تزعمون أن تعدد الزوجات عيب يخل بمقام النبوة ،

                        وبديهي أن الزنا الصريح أشد عيباً وفظاعة من تعدد الزوجات

                        ( على فرض أن الزواج عيب ) .

                        وأن الزنا بإمرأة القائد المخلص وقتله للإستيلاء على إمرأته

                        أشد فظاعة ونكراً من الزنا العادي .

                        وأن الزنا بالبنات والمحارم أشد فظاعة وجرماً من الزنا بإمرأة القائد

                        وأن خيانة الله سبحانه وخداعه في أمر الرسالة أشد جرماً من الزنا في ذاته ،

                        وهذه الأمور كلها قد ذكرها كتابكم المقدس صراحةً وألصقها بالأنبياء الكرام

                        الذي عبرعنهم كتابكم المقدس بأنهم أولاد الله الأبكار !

                        وأنتم مع ذلك تؤمنون بكتابكم المقدس وتؤمنون بأن هؤلاء الأنبياء الذين ارتكبوا

                        هذه الجرائم والموبقات من كبار الأنبياء



                        وتؤمنون أيضاً أن ارتكاب الانبياء لهذه الخطايا والجرائم ليس فيه اسقاط لنبوتهم .



                        على أن تعدد الأزواج قد وجد في الأنبياء العظام كإبراهيم وداود ويعقوب وسليمان وغيرهم

                        كما نص بذلك كتابكم المقدس وبالتالي كيف يصح لعاقل منكم

                        قرأ كتابه المقدس أن يعيب ويطعن على محمد صلى الله عليه وسلم

                        الذي جمع بين عدد من النساء ؟!



                        ألا يعلم المبشرون أن طعنهم على كتاب الله ونبي الله بهذه الحالة هو في الحقيقة

                        طعن على كتابهم المقدس ؟!

                        لأن البداهة تقضي بأن يقول الناس إذا كان تعدد الأزواج عيباً ينافي النبوة

                        فالزنا الصريح والشرك والخيانة التي اثبتها كتابكم المقدس

                        في حق نبي الله داود وسليمان الحكيم تنافي النبوة من باب أولى

                        ومع هذا فلا يمكن للمبشرين أن يسقطوا ويطعنوا في نبوة هؤلاء الانبياء

                        وبالتالي أصبح النصارى أمام أمرين :



                        إما أن يكفوا عن الكلام في موضوع تعدد زوجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

                        وإما أن يعترفوا بأن كتابهم المقدس الذي نقل عن الانبياء انهم عددوا في الأزواج

                        وأن منهم زناة ومجرمين وخطاة هو من المحرف . . .



                        أيـــــــــها الســـــــــائل الكــــــــــــ ـريم :



                        لقد درج أعداء الإسلام منذ القديم على التشكيك في نبي الإسلام

                        والطعن في رسالته والنيل من كرامته، ينتحلون الأكاذيب والأباطيل ليشككوا المؤمنين في دينهم، ويبعدوا الناس عن الإيمان برسالته صلى الله عليه وسلم،

                        ولا عجب أن نسمع مثل هذا البهتان والافتراء والتضليل في حق الأنبياء والمرسلين،

                        فتلك سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً،

                        وصدق الله حيث يقول:

                        [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً]

                        [الفرقان: 31].



                        وقبل أن نتحدث عن أمهات المؤمنين الطاهرات وحكمة الزواج بهن نحبّ أن نرد على شبهة سقيمة طالما أثارها كثير من الأعداء من الصليبيين الحاقدين والغربيين المتعصبين.



                        رددوها كثيرًا ليفسدوا بها العقائد ويطمسوا بها الحقائق ولينالوا من

                        صاحب الرسالة العظمى محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه

                        إنهم يقولون:

                        "لقد كان محمد رجلاً شهوانيًا يسير وراء شهواته وملذاته ويمشي مع هواه،

                        لم يكتف بزوجة واحدة أو بأربع كما أوجب على أتباعه،

                        بل عدَّد الزوجات فتزوج عشر نسوة أو يزيد سيرًا مع الشهوة وميلاً مع الهوى".



                        كما يقولون أيضًا:

                        "فرق كبير وعظيم بين عيسى وبين محمد، فرق بين من يغالب هواه ويجاهد نفسه كعيسى بن مريم وبين من يسير مع هواه ويجري وراء شهواته كمحمد"،

                        [كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا]

                        [الكهف: 5].



                        حقًا إنهم لحاقدون كاذبون فما كان محمد عليه الصلاة والسلام رجلاً شهوانيًا

                        إنما كان نبيًا إنسانيًا تزوج كما يتزوج البشر، ليكون قدوة لهم في سلوك الطريق السوي،

                        وليس هو إلهًا ولا ابن إله كما يعتقد النصارى في نبيهم،

                        إنما هو بشر مثلهم فضَّله الله عليهم بالوحي والرسالة،

                        [قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ]

                        [الكهف: 110].



                        ولم يكن صلوات الله وسلامه عليه بدعًا من الرسل حتى يخالف سنتهم أو ينقض طريقتهم

                        فالرسل الكرام قد حكى القرآن الكريم عنهم بقول الله جل وعلا:

                        [وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً]

                        [الرعد: 38]



                        فعلام إذًا يثيرون هذه الزوابع الهوج في حق خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام؟

                        ولكن كما يقول القائل:

                        قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم



                        وصدق الله حيث يقول:

                        [فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَـارُ وَلَـكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ]

                        [الحج: 46]





                        رد الشــــــــــــ ـــــبهة:

                        هناك نقطتان جوهريتان تدفعان الشبهة عن النبي الكريم وتلقمان الحجر لكل مفتر أثيم يجب ألا نغفل عنهما وأن نضعهما نصب أعيننا حين نتحدث عن أمهات المؤمنين وعن حكمة تعدد زوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أجمعين.



                        هاتــــــــــان النقـــــــــــ ــطتان هما:



                        أولاً: لم يعدد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم زوجاته إلا بعد بلوغه سن الشيخوخة

                        أي بعد أن جاوز من العمر الخمسين.



                        ثانيًا: جميع زوجاته الطاهرات ثيبات ـ أرامل ـ ما عدا السيدة عائشة رضي الله عنها فهي بكر، وهي الوحيدة من بين نسائه التي تزوجها صلى الله عليه وسلم

                        وهي في حالة الصبا والبكارة،



                        ومن هاتين النقطتين ندرك بكل بساطة تفاهة هذه التهمة وبطلان ذلك الادعاء الذي ألصقه به المستشرقون الحاقدون.



                        فلو كان المراد من الزواج الجري وراء الشهوة أو السير مع الهوى أو مجرد الاستمتاع بالنساء لتزوج في سن الشباب لا في سن الشيخوخة،

                        ولتزوج الأبكار الشابات لا الأرامل المسنات،

                        وهو القائل لجابر بن عبد الله حين جاءه وعلى وجهه أثر التطيب والنعمة:

                        ((هل تزوجت؟)) قال: نعم،

                        قال: ((بكرًا أم ثيبًا؟)) قال: بل ثيبًا،

                        فقال له صلوات الله عليه:

                        ((فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك)).



                        فالرسول الكريم أشار عليه بتزوج البكر وهو عليه السلام يعرف طريق الاستمتاع وسبيل الشهوة، فهل يعقل أن يتزوج الأرامل ويترك الأبكار ويتزوج في سن الشيخوخة

                        ويترك سن الصبا إذا كان غرضه الاستمتاع والشهوة؟!



                        إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهجهم وأرواحهم، ولو أنه طلب الزواج لما تأخر أحد منهم عن تزويجه بمن شاء من الفتيات الأبكار الجميلات، فلماذا لم يعدد الزوجات في مقتبل العمر وريعان الشباب؟!

                        ولماذا ترك الزواج بالأبكار وتزوج الثيبات؟!

                        إن هذا بلا شك يدفع كل تقوُّل وافتراء ويدحض كل شبهة وبهتان

                        ويرد على كل أفاك أثيم يريد أن ينال من قدسية الرسول أو يشوِّه سمعته،

                        فما كان زواج الرسول بقصد الهوى أو الشهوة،

                        وإنما كان لحكم جليلة وغايات نبيلة وأهداف سامية سوف يقر الأعداء بنبلها وجلالها

                        إذا ما تركوا التعصب الأعمى وحكَّموا منطق العقل والوجدان،

                        وسوف يجدون في هذا الزواج المثل الأعلى في الإنسان الفاضل الكريم والرسول النبي الرحيم، الذي يضحي براحته في سبيل مصلحة غيره وفي سبيل مصلحة الدعوة والإسلام.



                        إن الحكمة من تعدد زوجات الرسول كثيرة ومتشعبة ويمكننا أن نجملها فيما يلي:



                        أولاً: الحكمة التعليمية.



                        ثانيًا: الحكمة التشريعية.



                        ثالثًا: الحكمة الاجتماعية.



                        رابعًا: الحكمة السياسية.



                        أولاً: الحكمــــــــــ ـة التعـــــــــلي مـــــــــــية



                        لقد كانت الغاية الأساسية من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

                        هي تخريج بعض معلمات للنساء يعلمهن الأحكام الشرعية،

                        فالنساء نصف المجتمع، وقد فرض عليهن من التكاليف ما فرض على الرجال.



                        وقد كان الكثيرات منهن يستحيين من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور الشرعية وخاصة المتعلقة بهن كأحكام الحيض والنفاس والجنابة والأمور الزوجية وغيرها من الأحكام، وقد كانت المرأة تغالب حياءها حينما تريد أن تسأل الرسول الكريم عن بعض هذه المسائل،

                        كما كان من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم الحياء الكامل،

                        وكان كما تروي كتب السنة أشد حياءً من العذراء في خدرها،

                        فما كان عليه الصلاة والسلام يستطيع أن يجيب عن كل سؤال يعرض عليه

                        من جهة النساء بالصراحة الكاملة بل كان يكني في بعض الأحيان

                        ولربما لم تفهم المرأة عن طريق الكناية مراده عليه السلام.



                        تروي السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار

                        سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض

                        فعلّمها صلى الله عليه وسلم كيف تغتسل ثم قال لها:

                        ((خذي فرصة ممسكة ـ أي قطعة من القطن بها أثر الطيب ـ فتطهري بها))

                        قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: ((تطهري بها))

                        قالت: كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها: ((سبحان الله تطهري بها))،

                        قالت السيدة عائشة: فاجتذبتها من يدها فقلت: ضعيها في مكان كذا وكذا وتتبعي بها أثر الدم. وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه، فكان صلوات الله عليه وسلم يستحي من مثل هذا التصريح.



                        وهكذا كان القليل أيضًا من النساء من تستطيع أن تتغلب على نفسها وعلى حيائها

                        فتجاهر النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال عما يقع لها،

                        نأخذ مثلاً لذلك حديث أم سلمة المروي في الصحيحين

                        وفيه تقول: جاءت أم سُليم ـ زوج أبي طلحة ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم إذا رأت الماء))

                        فقالت أم سلمة: لقد فضحت النساء، ويحك أو تحتلم المرأة؟

                        فأجابها النبي الكريم بقوله: ((إذًا فيم يشبهها الولد؟)).



                        مراده عليه السلام أن الجنين يتولد من ماء الرجل وماء المرأة،

                        ولهذا يأتي له شبه بأمه،

                        وهكذا كما قال تعالى:

                        [إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَـهُ سَمِيعاً بَصِيراً]

                        [الإنسان: 2].

                        قال ابن كثير رحمه الله:

                        "أمشاج أي أخلاط والمشج والمشيج الشيء المختلط بعضه في بعض، قال ابن عباس: يعني ماء الرجل وماء المرأة، إذا اجتمعا واختلطا..."



                        وهكذا مثل هذه الأسئلة المحرجة، كان يتولى الجواب عنها فيما بعد زوجاته الطاهرات،

                        ولهذا تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:

                        (رحم الله نساء الأنصار؛ ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين،

                        وكانت المرأة منهن تأتي إلى السيدة عائشة في الظلام لتسألها عن بعض أمور الدين،

                        وعن أحكام الحيض والنفاس والجنابة وغيرها من الأحكام

                        ، فكان نساء الرسول خير معلمات وموجهات لهن وعن طريقهن تفقه النساء في دين الله)



                        ثم إنه من المعلوم أن السنة المطهرة ليست قاصرة على قول النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، بل هي تشمل قوله وفعله وتقريره، وكل هذا من التشريع الذي يجب على الأمة اتباعه،

                        فمن ينقل لنا أخباره وأفعاله عليه السلام في المنزل غير هؤلاء النسوة اللواتي أكرمهن الله،

                        فكن أمهات للمؤمنين، وزوجات لرسوله الكريم في الدنيا والآخرة؟!



                        لا شك أن لزوجاته الطاهرات رضوان الله عليهن أكبر الفضل في نقل

                        جميع أحواله وأطواره وأفعاله المنزلية عليه أفضل الصلاة والتسليم.



                        ولقد أصبح من هؤلاء الزوجات معلمات ومحدثات نقلن هديه عليه السلام، واشتهرن بقوة الحفظ والنبوغ والذكاء.



                        ثانـــــــــــت يًا: الحكـــــــــــ ـمة التشريـــــــــ ــــــعية



                        ونتحدث الآن عن الحكمة التشريعية التي هي جزء من حكمة

                        تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة،

                        وهي أنها كانت من أجل إبطال بعض العادات الجاهلية المستنكرة،

                        ونضرب لذلك مثلاً بدعة التبني التي كان يفعلها العرب قبل الإسلام فقد كانت دينًا متوارثًا عندهم، يتبنى أحدهم ولدًا ليس من صلبه ويجعله في حكم الولد الصلبي،

                        ويتخذه ابنًا حقيقيًا له حكم الأبناء من النسب في جميع الأحوال؛

                        في الميراث والطلاق والزواج ومحرمات المصاهرة ومحرمات النكاح إلى غير ما هنالك

                        مما تعارفوا عليه، وكان دينًا تقليديًا متبعًا في الجاهلية.



                        كان الواحد منهم يتبنى ولد غيره

                        فيقول له: "أنت ابني، أرثك وترثني"،

                        وما كان الإسلام ليقرهم على باطل، ولا ليتركهم يتخبطون في ظلمات الجاهلة،

                        فمهد لذلك بأن ألهم رسوله عليه السلام أن يتبنى أحد الأبناء ـ وكان ذلك قبل البعثة النبوية ـ فتبنى عليه السلام زيد بن حارثة على عادة العرب قبل الإسلام.

                        وفي سبب تبنيه قصة من أروع القصص، وحكمة من أروع الحكم ذكرها المفسرون وأهل السير، لا يمكننا الآن ذكرها لعدم اتساع المجال.

                        وهكذا تبنى النبيُ الكريم زيدَ بن حارثة، وأصبح الناس يدعونه بعد ذلك اليوم زيد بن محمد.



                        روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:

                        "إن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه

                        إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن

                        [ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله]

                        [الأحزاب: 5]

                        فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت زيد بن شراحبيل))"



                        وقد زوجه عليه السلام بابنة عمته زينب بن جحش الأسدية، وقد عاشت معه مدة من الزمن، ولكنها لم تطل فقد ساءت العلاقات بينهما، فكانت تغلظ له القول، وترى أنها أشرف منه؛

                        لأنه كان عبدًا مملوكًا قبل أن يتبناه الرسول وهي ذات حسب ونسب.



                        ولحكمة يريدها الله تعالى طلق زيد زينب، فأمر الله رسوله أن يتزوجها ليبطل بدعة التبني

                        ويقيم أسس الإسلام، ويأتي على الجاهلية من قواعدها،

                        ولكنه عليه السلام كان يخشى من ألسنة المنافقين والفجار، أن يتكلموا فيه

                        ويقولوا: تزوج محمد امرأة ابنه، فكان يتباطأ حتى نزل العتاب الشديد لرسول الله عليه السلام،

                        في قوله جل وعلا:

                        [وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَـاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَـاكَهَ ا لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً]

                        [الأحزاب: 37].



                        وهكذا انتهى حكم التبني، وبطلت تلك العادات التي كانت متبعة في الجاهلية،

                        وكانت دينًا تقليديًا لا محيد عنه

                        ونزل قوله تعالى مؤكدًا هذا التشريع الإلهي الجديد

                        [مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلّ شَىْء عَلِيماً] [الأحزاب: 40].



                        وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى، ولم يكن بدافع الهوى والشهوة

                        كما يقول بعض الأفاكين المرجفين من أعداء الله، وكان لغرض نبيل وغاية شريفة

                        هي إبطال عادات الجاهلية

                        وقد صرّح الله عز وجل بغرض هذا الزواج بقوله:

                        [لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً]

                        [الأحزاب: 37].



                        وقد تولى الله عز وجل تزويج نبيه الكريم بزينب امرأة ولده من التبني،

                        ولهذا كانت تفخر على نساء النبي بهذا الزواج الذي قضى به رب العزة من فوق سبع سماوات.



                        روى البخاري بسنده أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على

                        أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول:

                        (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات)،

                        وهكذا كان هذا الزواج للتشريع وكان بأمر الحكيم العليم فسبحان من دقت حكمته أن تحيط بها العقول والأفهام وصدق الله:

                        [وَمَا أُوتِيتُم مّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً]

                        [الإسراء: 85].



                        ثالـــــــــثًا : الحــــــــــــ ــكمة الاجتــــــــــ ــــــــــــماع ية



                        أما الحكمة الثالثة فهي الحكمة الاجتماعية،

                        وهذه تظهر بوضوح في تزوج النبي صلى الله عليه وسلم

                        بابنة الصديق الأكبر أبي بكر رضي الله عنه، وزيره الأول،

                        ثم بابنة وزيره الثاني الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه،

                        ثم باتصاله عليه السلام بقريش اتصال مصاهرة ونسب وتزوجه العدد منهن

                        مما ربط بين هذه البطون والقبائل برباط وثيق وجعل القلوب تلتف حوله

                        وتلتقي حول دعوته في إيمان وإكبار وإجلال.



                        لقد تزوج النبي صلوات الله عليه بالسيدة عائشة بنت أحب الناس إليه وأعظمهم قدرًا لديه

                        ألا وهو أبو بكر الصديق الذي كان أسبق الناس إلى الإسلام،

                        وقدم نفسه وروحه وماله في سبيل نصرة دين الله والذود عن رسوله وتحمل ضروب الأذى

                        في سبيل الإسلام حتى قال عليه السلام

                        كما في الترمذي مشيدًا بفضل أبي بكر:

                        ((ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه بها ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافيه الله تعالى بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر،

                        وما عرضت الإسلام على أحد إلا تردد ما عدا أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، إلا وإن صاحبكم خليل الله تعالى)).



                        فلم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم مكافأة لأبي بكر في الدنيا أعظم

                        من أن يقر عينه بهذا الزواج بابنته ويصبح بينهما مصاهرة وقرابة تزيد في صداقتهما

                        وترابطهما الوثيق، كما تزوج صلوات الله عليه بالسيدة حفصة بنت عمر،

                        فكان ذلك قرة عين لأبيها عمر على إسلامه وصدقه وإخلاصه وتفانيه في سبيل هذا الدين،

                        وعمر هو بطل الإسلام الذي أعز الله به الإسلام والمسلمين، ورفع به منار الدين،

                        فكان اتصاله عليه السلام به عن طريق المصاهرة خير مكافأة له على ما قدم في سبيل الإسلام، وقد ساوى صلى الله عليه وسلم بينه وبين وزيره الأول أبي بكر في تشريفه بهذه المصاهرة

                        فكان زواجه بابنتيهما أعظم شرف لهما بل أعظم مكافأة ومنة

                        ولم يكن بالإمكان أن يكافئهما في هذه الحياة بشرف أعلى من هذا الشرف فما أجل سياسته،

                        وما أعظم وفاءه للأوفياء المخلصين.



                        كما يقابل ذلك إكرامه لعثمان وعلى رضي الله عنهما بتزويجهما ببناته

                        وهؤلاء الأربعة هم أعظم أصحابه وخلفاؤه من بعده في نشر ملته وإقامة دعوته فما أجلها من حكمة وما أكرمها من نظرة.



                        رابــــــــــــ ــــعًا: الحكـــــــــــ ـــــــمة الســــــــــــ ـــــياسية



                        لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ببعض النسوة من أجل

                        تأليف القلوب عليه وجمع القبائل حوله، فمن المعلوم أن الإنسان إذا تزوج من قبيلة أو عشيرة يصبح بينه وبينهم قرابة ومصاهرة، وذلك بطبيعته يدعوهم إلى نصرته وحمايته

                        ولنضرب بعض الأمثلة على ذلك لتتضح لنا الحكمة التي هدف إليها الرسول الكريم

                        من وراء هذا الزواج.



                        أولاً: تزوج صلوات الله عليه بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق

                        وكانت قد أسرت مع قومها وعشيرتها، ثم بعد أن وقعت تحت الأسر أرادت أن تفتدي نفسها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال

                        فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك،

                        فتزوجها فقال المسلمون:

                        أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أيدينا ـ أي أنهم في الأسر ـ فأعتقوا جميع الأسرى الذين كانوا تحت أيديهم،

                        فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو وهذه الشهامة والمروءة أسلموا جميعًا

                        ودخلوا في دين الله وأصبحوا من المؤمنين

                        ، فكان زواجه صلى الله عليه وسلم بها بركة عليها وعلى قومها وعشيرتها

                        لأنه كان سببًا لإسلامهم وعتقهم وكانت جويرية أيمن امرأة على قومها.



                        أخرج البخاري في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء بني المصطلق فأخرج الخمس منه ثم قسمه بين الناس فأعطى الفارس سهمين والراجل سهمًا فوقعت جويرية بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس، فجاءت إلى الرسول فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، وقد كاتبني ثابت على تسع أواق فأعني على فكاكي فقال عليه السلام: ((أو خير من ذلك؟)) فقالت: ما هو؟ فقال: ((أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك)) فقالت: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله: ((قد فعلت)) وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول الله يسترقون؟ فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق فبلغ عتقهم مائة بيت بتزوجه عليه السلام بنت سيد قومه.



                        ثانيًا: وكذلك تزوجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة صفية بنت حيي بن أخطب

                        التي أسرت بعد قتل زوجها في غزوة خيبر، ووقعت في سهم بعض المسلمين

                        فقال أهل الرأي والمشورة:

                        هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم،

                        فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين:



                        أ ـ إما أن يعتقها ويتزوجها عليه السلام فتكون زوجة له.



                        ب ـ وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها.



                        فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له، وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته،

                        وقد أسلمت وأسلم بإسلامها عدد من الناس.



                        روي أن صفية رضي الله عنها لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله، فقالت يا رسول الله: إن الله يقول في كتابه:

                        [وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى]

                        [فاطر: 18]،

                        فقال لها الرسول الكريم: اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك،

                        فقالت: يا رسول الله: لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي، فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه.



                        ثالثًا: وكذلك تزوجه عليه الصلاة والسلام بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان

                        الذي كان في ذلك الحين حامل لواء الشرك وألد الأعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم،

                        وقد أسلمت ابنته في مكة ثم هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارًا بدينها،

                        وهناك مات زوجها، فبقيت وحيدة فريدة لا معين لها ولا أنيس،

                        فلما علم الرسول الكريم بأمرها أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه إياها،

                        فأبلغها النجاشي ذلك فسرت سرورًا لا يعرف مقداره إلا الله سبحانه؛

                        لأنها لو رجعت إلى أبيها أو أهلها لأجبروها على الكفر والردة أو عذبوها عذابًا شديدًا،

                        وقد أصدقها عنه أربعمائة دينار مع هدايا نفيسة، ولما عادت إلى المدينة المنورة

                        تزوجها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ولما بلغ أبا سفيان الخبر أقر ذلك الزواج

                        وقال: "هو الفحل لا يقدع أنفه"،

                        فافتخر بالرسول ولم ينكر كفاءته له إلى أن هداه الله تعالى للإسلام،

                        ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في تزوجه عليه السلام بابنة أبي سفيان، فقد كان هذا الزواج سببًا لتخفيف الأذى عنه وعن أصحابه المسلمين سيما بعد أن أصبح بينهما نسب وقرابة

                        مع أن أبا سفيان كان وقت ذاك من ألد بني أمية خصومة لرسول الله ومن أشدهم عداء له وللمسلمين، فكان تزوجه بابنته سببًا لتأليف قلبه وقلب قومه وعشيرته

                        كما أنه صلى الله عليه وسلم اختارها لنفسه تكريمًا لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها فما أكرمها من سياسة وما أجلها من حكمة.

                        تعليق


                        • #27
                          رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

                          ســــــــــــــ ؤال :

                          عن مباشرة رسول الله لزوجته وهى حائض وقراءته للقرآن في حجر زوجته عائشة .



                          الجــــــــــــ ـــــواب :

                          ذكر المعترضون ما ورد فى الصحيحين من حديث ميمونة بنت الحارث الهلالية - رضى الله عنها - قالت : كان النبى إذا أراد أن يباشر إمراة من نسائه أمرها فاتزرت و هى حائض.

                          و لهما عن عاشة نحوه. و ظنوا بجهلهم أن ذلك يتعارض مع قوله تعالى

                          [ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِي نَ ]

                          (البقرة 22)



                          و سبب ذلك أنهم أناس لا يفقهون فالمباشرة المنهى عنها فى الآية الكريمة

                          هى المباشرة فى الفرج أما ما دون ذلك فهو حلال بالإجماع

                          و قد روى الإمام أحمد و أبو داوود و الترمذى و ابن ماجة عن عبد الله بن سعد الأنصارى أنه سأل رسول الله اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي : ما يحل لى من امرأتى و هى حائض؟ فقال اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي : " ما فوق الإزار"



                          و روى إبن جرير أن مسروقاً ذهب إلى عائشة ( رضى الله عنها)

                          فقال : السلام على النبى و على أهله, فقالت عائشة : مرحباً مرحباً فأذنوا له فدخل

                          فقال : إنى أريد أن أسألك عن شىء و أنا أستحى

                          فقالت : إنما أنا أمك و أنت إبنى

                          فقال : ما للرجل من إمرأته و هى حائض؟

                          فقالت له : " كل شىء إلا الجماع " و فى رواية ما " فوق الإزار" .



                          و قد راينا فى حديث ميمونة أن نبى الله كان إذا ما أراد أن يباشر إمرأة من نسائه أمرها" فاتزرت "

                          فأين التعارض المزعوم إذاً يا ملبسى الحق بالباطل.



                          و لعل ما دفعهم إلى الإعتراض هو وضع المرأة الحائض فى الكتاب اللامقدس

                          (( وَإِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ.

                          كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً،

                          وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ.

                          وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ.

                          وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ

                          يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ.

                          وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ.

                          وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً.))

                          (لاوين-15-19)



                          فهذا هو كتابهم الذى يجعلها فى حيضها كالكلب المهمل الذى لا يقترب منه أحد

                          و كأنها ( جربة )

                          و قد ورد عن أنس أن اليهود كانت إذا حاضت المرأة منهم لم يواكلوها و لم يجامعوها

                          فى البيوت فسأل الصحابة رسول الله اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي فى ذلك فأنزل الله تعالى آية البقرة :

                          22 فقال رسول الله اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي : " اصنعوا كل شىء إلا النكاح"

                          فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه .



                          و من المعروف فى قواعد علم مقارنة الأديان عدم مؤاخذة دين وفقاً لشريعة دين أخر

                          فما بالك و الإسلام أعدل و أسمى و قد أنصفت شريعته المرأة فى هذا المقام و غيره !!.



                          الرد على شبهة قراءة النبى اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي للقرأن فى حجر عائشة و هى حائض :



                          روى البخارى عن عاشة قالت:

                          كان رسول الله اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي يأمرنى فأغسل رأسه و أنا حائض و كان يتكىء فى حجرى و أنا حائض فيقرأ القرأن .



                          و هذا أيضاً لا شبهة فيه و ما دفعهم إلى الإعتراض على ذلك الحديث

                          إلا نفس السبب الذى دفعهم للإعتراض على الحديث السابق و هو تصورهم المتطرف

                          لوضع المرأة الحائض و جعلها كالقاذورات التى تنجس كل ما تمسه

                          و هذا ليس من شريعة الإسلام الوسطية العادلة

                          فالمرأة إن كانت لا يمكنها الصلاة أو الصيام و هى حائض إلا أنها لا تنجس زوجها إذا ما مسته

                          و لا ينظر إليها فى حيضها بهذا الإزدراء حتى أن المرأة الحائض في كتابهم المقدس مذنبة !!



                          جاء في سفر اللاويين [ 15 : 28 ] ما نصه :



                          (( وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا ))



                          فأين ذلك من شريعة الإسلام الطاهرة التى تحترم المرأة ؟

                          لذا يستدل العلماء من حديث أم المؤمنين عائشة بجواز ملامسة الحائض وأن ذاتها وثيابها على الطهارة ما لم يلحق شيئا منها نجاسة وفيه جواز القراءة بقرب محل النجاسة

                          قاله النووي : وفيه جواز استناد المريض في صلاته إلى الحائض إذا كانت أثوابها طاهرة ,

                          قاله القرطبي: بل و يمكن للمرأة نفسها أن تتعبد بقراءة القرأن دون النطق

                          به ويمكنها تقليب صفحاته باستعمال سواك أو بارتداء قفاز أو ما شابه ذلك

                          بل و عند إبن حزم يمكنها الجهر بقراءة القرأن و هى حائض دون مس المصحف الشريف .

                          تعليق


                          • #28
                            رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

                            شبهة محاولة النبى محمد صلى الله عليه وسلم الانتحار

                            الرد على الشبهة :


                            نقول لهؤلاء الحاقدين :

                            أولاً : بحسب نص الرواية التي تستشهدون بها نريد منكم معرفة الآتي :



                            1 - من الذي منع محمداً من تحقيق هذه المحاولة ؟



                            2 - لماذا ؟



                            3- علام يدل ذلك ؟



                            ثانيا : وهوالحق الذى يجب أن يقال..

                            أن هذه الرواية التى استندتم إليها ـ يا خصوم الإسلام ـ ليست صحيحة

                            رغم ورودها فى صحيح البخارى ـ رضى الله عنه ـ ؛

                            لأنه أوردها لا على أنها واقعة صحيحة ، ولكن أوردها

                            تحت عنوان " البلاغات "

                            يعنى أنه بلغه هذا الخبر مجرد بلاغ ، ومعروف أن البلاغات فى مصطلح علماء الحديث

                            : إنما هى مجرد أخبار وليست أحاديث صحيحة السند أو المتن (1).



                            وقد علق الإمام ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى (2) بقوله:



                            " إن القائل بلغنا كذا هو الزهرى ، وعنه حكى البخارى هذا البلاغ ،

                            وليس هذا البلاغ موصولاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال الكرمانى: وهذا هو الظاهر ".



                            وبلاغ الزهري هذا حكمه الضعف سنداً ؛ لأنه سقط من إسناده اثنان على الأقل ،

                            وبلاغات الزهري ليست بشيء كما هو الحال في مرسلاته ؛

                            فهي شبه الريح - أي لا أساس لها بمنزلة الريح لا تثبت -

                            فقد قال يحيى القطان :

                            ( مرسل الزهري شر من مرسل غيره ؛ لأنه حافظ ، وكلما يقدر أن يسمي سمى ؛

                            وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه ! )

                            انظر ( شرح علل الترمذي ) لابن رجب 1 / 284

                            0 فإذا كان هذا حال المرسل ؛ فكيف يكون حال البلاغ ؟

                            أما رواية ابن مردوية التي ذكرها الحافظ في ( فتح الباري ) 12 / 359 - 360 ،

                            وأنها من طريق محمد بن كثير ، عن معمر بإسقاط قوله :

                            ( فيما بلغنا ) فتصير الرواية كلها من الحديث الأصلي ؛

                            أقول : هذه الرواية ضعيفة أيضاً لا يحتج بها ؛ لأن محمد بن كثير هذا هو المصيصي ،

                            وهو كثير الغلط كما في ( التقريب ) 6291

                            وأما رواية ابن عباس رضي الله عنهما عند الطبري في ( التاريخ ) 2 / 300 - 302 ،

                            والتي ذكرها ابن حجر في ( الفتح ) 12 / 361 ؛

                            فإنها واهية جداً بل موضوعة ، فالحمل فيها على محمد بن حميد الرازي ،

                            وهو متهم بالكذب - بل كذبه صراحة بلديه أبو زرعة الرازي ،

                            وهو أعرف به من غيره - فلا قيمة لروايته أصلاً .

                            كما أن هذا ليس من المتن. هذه الزيادة ليست مسندة،

                            وإنما علقها البخاري من قول الزهري، وغالب روايته عن تابعين.

                            ومن المتفق عليه أن مرسل الزهري ضعيف لأنه يرسل عن متروكين.

                            والبخاري أخرج هذا الحديث في عدة مواضع بدون هذه الزيادة.

                            فكأنه أشار إلى بطلانها. ثم إنها ليست من الحديث، وإنما معلقة.

                            وليست كل المعلقات صحيحة.



                            هذا هو الصواب ، وحاش أن يقدم رسول الله ـ وهو إمام المؤمنين ـ على الانتحار

                            ، أو حتى على مجرد التفكير فيه.



                            وعلى كلٍ فإن محمداً صلى الله عليه وسلم كان بشراً من البشر

                            ولم يكن ملكاً ولا مدعيًا للألوهية.



                            والجانب البشرى فيه يعتبر ميزة كان صلى الله عليه وسلم يعتنى بها ،

                            وقد قال القرآن الكريم فى ذلك :

                            ( قل سبحان ربى هل كنت إلا بشراً رسولاً ) (3).



                            ومن ثم فإذا أصابه بعض الحزن أو الإحساس بمشاعر ما نسميه - فى علوم عصرنا -

                            بالإحباط أو الضيق فهذا أمر عادى لا غبار عليه ؛

                            لأنه من أعراض بشريته صلى الله عليه وسلم.



                            وحين فتر (تأخر) الوحى بعد أن تعلق به الرسول صلى الله عليه وسلم

                            كان يذهب إلى المكان الذى كان ينزل عليه الوحى فيه يستشرف لقاء جبريل ،

                            فهو محبّ للمكان الذى جمع بينه وبين حبيبه بشىء من بعض السكن والطمأنينة ،

                            فماذا فى ذلك أيها الظالمون دائماً لمحمد صلى الله عليه وسلم فى كل ما يأتى وما يدع ؟



                            وإذا كان أعداء محمد صلى الله عليه وسلم يستندون إلى الآية الكريمة:

                            ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ً) (4).



                            فالآية لا تشير أبداً إلى معنى الانتحار ،

                            ولكنها تعبير أدبى عن حزن النبى محمد صلى الله عليه وسلم بسبب صدود قومه عن الإسلام ، وإعراضهم عن الإيمان بالقرآن العظيم ؛ فتصور كيف كان اهتمام الرسول الكريم

                            صلى الله عليه وسلم بدعوة الناس إلى الله ،

                            وحرصه الشديد على إخراج الكافرين من الظلمات إلى النور.



                            وهذا خاطر طبيعى للنبى الإنسان البشر الذى يعلن القرآن

                            على لسانه صلى الله عليه وسلم اعترافه واعتزازه بأنه بشر فى قوله - رداً على ما طلبه منه بعض المشركين-:

                            (( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أوتأتى بالله والملائكة قبيلاً * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى فى السماء

                            ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه )).

                            فكان رده : (( سبحان ربى ))

                            متعجباً مما طلبوه ومؤكداً أنه بشرٌ لا يملك تنفيذ مطلبهم :

                            (( هل كنت إلا بشراً رسولاً )) (5).



                            ثالثا : نذكركم بشاول الملك والذي يؤمن به اليهود أنه نبي

                            والذي يقول عنه الكتاب المقدس

                            (( فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل ))

                            [ صموئيل الأول 19 : 24 ]

                            نذكركم بأنه قد مات منتحراً !! في صموئيل الثانى 1: 4-11



                            أما قولهم على محمد صلى الله عليه وسلم أنه ليست له معجز

                            ة فهو قول يعبر عن الجهل والحمق جميعاً.



                            حيث ثبت فى صحيح الأخبار معجزات حسية تمثل معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم ،

                            كما جاءت الرسل بالمعجزات من عند ربها ؛

                            منها نبع الماء من بين أصابعه ،

                            ومنها سماع حنين الجذع أمام الناس يوم الجمعة ،

                            ومنها تكثير الطعام حتى يكفى الجم الغفير ،

                            وله معجزة دائمة هى معجزة الرسالة وهى القرآن الكريم الذى وعد الله بحفظه فَحُفِظَ ،

                            ووعد ببيانه ؛ لذا يظهر بيانه فى كل جيل بما يكتشفه الإنسان ويعرفه.

                            ---------------------------------------------------------------------



                            ( 1 ) انظر سلسلة الاحاديث الضعيفة للألباني



                            ( 2 ) فتح الباري الجزء 12 صفحة 376



                            ( 3 ) الاسراء : 93



                            ( 4 ) الشعراء : 3



                            ( 5 ) الاسراء : 93

                            تعليق


                            • #29
                              رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

                              الدر المنثور فى الرد على شبهة الحمار يعفور

                              *************** ***




                              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،،،

                              اما بعد

                              قصة الحمار يعفور وردت في موقع مسيحي اساسه النيل والسخرية من الرسول اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي. فكان جل همهم ان ينالوا منه بأي شئ يقع في ايديهم من غير تدقيق

                              ولا تمحيص لذلك اقتطعوا الاقوال وبتروها لهذا الغرض .



                              واليكم القصة كما اوردها هذا الموقع :



                              عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي خيبراً أصاب من سهمه

                              أربعة أزواج من البغال وأربعة أزواج خفاف ،

                              وعشر أواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ومكتل .

                              قال : فكلم النبي اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي الحمار ، فكلمه الحمار ،

                              فقال له : ما اسمك ؟ قال : يزيد بن شهاب ،

                              أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وكنت أتوقع أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي ،

                              وكنت أعثر به عمداَ ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ،

                              فقال النبي اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي : سميتك يعفور ، يا يعفور !

                              قال : لبيك ، قال تشتهي الإناث قال : لا .

                              فكان النبي اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل

                              فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه

                              أن أجب رسول الله اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي فلما قبض النبي اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي جاء إلى بئر كان لأبي التيهان

                              فتردى فيها فصارت قبره جزعاً منه على الرسول اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي .

                              راجع : تاريخ ابن كثير 6 : 150 .

                              وكذلك : أسد الغابة ج 4 ص 707 .

                              وكذلك : لسان الميزان ، باب من اسمه محمد ، محمد بن مزيد .

                              وكذلك : السيرة الحلبية ، غزوة خيبر



                              وللرد اقول وبالله تعالى نتأيد :



                              اولاً : أورد الامام ابن كثير في تاريخه 6 : 150 هذه القصة

                              وأشار إلى انها ضعيفة وقد أنكرها غير واحد من الحفاظ الكبار

                              ثانياً : قد نص ابن الأثير في أسد الغابة ج 4 ص 707 الى ان القصة ضعيفة

                              وليست بصحيحة واليكم كلامه في نقله عن ابي موسى عقب ذكر القصة :

                              (( هذا حديث منكر جداً إسناداً ومتناً لا أحل لأحد أن يرويه عني إلا مع كلامي عليه ))

                              فهل ذكر النصارى أصحاب الموقع كلام ابي موسى عليه في ان الحديث منكر جداً ؟

                              ام اخفوها حتى يُلبسوا الموضوع على الناس ويخفوا الحق وتضحك الناس ؟

                              ثالثاً : أورد الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني في كتاب لسان الميزان ،

                              باب من اسمه محمد بن مزيد هذه القصة كمثال الى الكذب

                              الذي يرويه محمد بن مزيد واورد كلام الحافظ ابن حبان واليكم نص الكلام :

                              (( محمد بن مزيد أبو جعفر: عن أبي حذيفة النهدي ذكر ابن حبان أنه روى عن أبي حذيفة هذا الخبر الباطل ))

                              ثم ذكر ابن حجر القصة كاملة فقال :

                              قال ابن حبان : هذا خبر لا أصل له وإسناده ليس بشيء. وقال ابن الجوزي: لعن الله واضعه.

                              رابعاً : كلام الامام السيوطي في اللآلئ المصنوعة

                              الجزء الأول ، (كتاب المناقب)

                              واسم الكتاب كاملا اللآلئ المصنوعة في الاحاديث الموضوعة ،

                              وهو خصيصا لتبيان الاحاديث الموضوعة اي الكاذبة

                              بعد ان ساق الامام السيوطي الحديث قال :

                              موضوع ( اي الحديث )

                              ثم ذكر كلام الامام الحافظ ابن حبان واليكم كلامه:

                              قال ابن حبان لا أصل له وإسناده ليس بشيء ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد.

                              فكما رأينا جميعاً اخواني وزملائي ان الرابط النصراني لم يكن ابداً اميناً في النقل ، ولقد بتروا الكلام من السياق واخفوا عليكم اقوال العلماء قبل وبعد ان يذكروه وذلك لغاية في انفسهم .



                              و المضحك المبكي يا اخواني ان النصارى يسخرون من شيء غير ثابت لدينا

                              وثابت لديهم في كتابهم المقدس فاليكم مثلا هذا الحوار الحميري الذكي !!



                              فنحن نقرأ في سفر العدد [ 22 : 27 ] ما يلي :

                              أتان بلعام : حمارة بلعام

                              (( فَلَمَّا رَأَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ رَبَضَتْ تَحْتَ بَلْعَامَ.

                              فَثَارَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ. 28عِنْدَئِذٍ أَنْطَقَ الرَّبُّ الأَتَانَ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ

                              : مَاذَا جَنَيْتُ حَتَّى ضَرَبْتَنِي اْلآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟ 29فَقَالَ بَلْعَامُ: لأَنَّكِ سَخَرْتِ مِنِّي.

                              لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ قَدْ قَتَلْتُكِ. فَأَجَابَتْهُ الأَتَانُ : أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي

                              رَكِبْتَ عَلَيْهَا دَائِماً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ؟ وَهَلْ عَوَّدْتُكَ أَنْ أَصْنَعَ بِكَ هَكَذَا؟ فَقَالَ: «لاَ». ))

                              والاتان : هي أنثى الحمار .

                              وأيضاُ فاننا نرى ان للحمار مكانة كبيرة في كتاب النصارى المقدس :

                              يقول كاتب رسالة بطرس الثانية [ 2 : 16 ] :

                              (( إِنَّ الْحِمَارَ الأَبْكَمَ نَطَقَ بِصَوْتٍ بَشَرِيٍّ، فَوَضَعَ حَدّاً لِحَمَاقَةِ ذَلِكَ النَّبِيِّ! ))



                              اي ان الحمار لديه علم اكثر من النبي !!



                              ولا ننسى ايضاً حوار الاشجار الذي لا يضحك به على طفل صغير

                              وهذا الاعجازي " الكارتوني المقدس" !!

                              من سفر القضاة الاصحاح التاسع العدد السابع :



                              (( و اخبروا يوثام فذهب و وقف على راس جبل جرزيم و رفع صوته و نادى و قال لهم اسمعوا لي يا اهل شكيم يسمع لكم الله :

                              8 مرة ذهبت الاشجار لتمسح عليها ملكا فقالت للزيتونة املكي علينا

                              9 فقالت لها الزيتونة ااترك دهني الذي به يكرمون بي الله و الناس و اذهب لكي املك على الاشجار

                              10 ثم قالت الاشجار للتينة تعالي انت و املكي علينا

                              11 فقالت لها التينة ااترك حلاوتي و ثمري الطيب و اذهب لكي املك على الاشجار

                              12 فقالت الاشجار للكرمة تعالي انت و املكي علينا

                              13 فقالت لها الكرمة ااترك مسطاري الذي يفرح الله و الناس و اذهب لكي املك على الاشجار

                              14 ثم قالت جميع الاشجار للعوسج تعال انت و املك علينا

                              15 فقال العوسج للاشجار ان كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا و احتموا تحت ظلي و الا فتخرج نار من العوسج و تاكل ارز لبنان ))



                              فعجبا للنصارى من خفة هذه العقول التي تصدق بهذه الخرافات المقدسة الموجودة في كتبهم و العجيب انهم يتشدقون بما هو ضعيف السند ولاغي اسلاميا !!

                              وجزاكم الله خير جميعا



                              وادعوا الله سبحانه وتعالى ان يهدينا جميعا الى طريق الحق والهدى انه نعم المولى ونعم المجيب



                              وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين ،،

                              تعليق


                              • #30
                                رد: موسوعة الرد على الشبهات والاباطيل

                                نبي الله يستقبل زائريه وهو لابس مِرط عائشة



                                *************** *****




                                الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...

                                ما زال النصارى يفضحون انفسهم يوما تلو الآخر

                                ويتبين للعيان جهلهم المخزي وحقدهم على سيد المرسلين عليه افضل الصلاة والسلام

                                ولا ضير في ذلك ان كانوا في الاصل لا يفقهون كتبهم وما فيها من اخطاء وتناقضات وغزل

                                يخدش حياء العاهرات والمومسات ..

                                يُورد النصارى شبهة اول مرة سمعتها من شخص نصراني كنت انا واياه عالبرايفت في ........

                                وبحثت اكثر عن هذه الشبهة في مواقعهم وانقل لكم من مواقعهم الشبهة كاملة مع تعليقاتهم

                                حتى تضحكوا قليلا إن لم يكن كثير على جهلهم وبعد ذلك نناقش هذه الشبهة التافهة السخيفة بموضوعية وبعين الانصاف
                                ومنها ما ذكرت ان النبي كان يستقبل زائريه وهو لابس ثوب زوجته:
                                حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي عن جدي
                                حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص
                                أخبره أن عائشة زوج النبي وعثمان حدثاه أن أبا بكر استأذن على رسول الله
                                وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن لأبي بكر
                                وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال
                                فقضى إليه حاجته ثم انصرف قال عثمان ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة
                                اجمعي عليك ثيابك فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت فقالت عائشة يا رسول الله مالي لم أرك
                                فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان قال رسول الله إن عثمان رجل حيي
                                وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته صحيح مسلم 4415

                                واضح من الحديث أن الرسول كان مضطجعا في فراشه لابساً مرط (ثوب = فستان) عائشة
                                فلما حضر عثمان لم يرد الرسول أن يراه عثمان هكذا لما يعرفه من حياء عثمان
                                وخجله فأعطى المرط لعائشة وجلس وقال لها اجمعي عليك ثيابك وباقي التفاصيل واضحة في الحديث .

                                ســــــــــــــ ــــؤال :
                                لماذا قال النبي لعائشة عندما جاء عثمان اجمعي عليك ثيابك؟
                                هل هذا يعني ان زوجة النبي صلوات الله عليه وسلم وام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
                                كانت هي الأخرى كاشفة عن عورتها لانها من غير مرط ( ثوب) ؟؟!!
                                الم يقل في الحديث ان ابو بكر وعمر استأذنا على النبي فأذن لهم وهو على تلك الحال
                                ( أي مضطجع وعليه مرط عائشة )
                                ثم عندما جاء عثمان قال لعائشة اجمعي عليك ثيابك !
                                أليس هذا دليل على أنها كانت موجودة كما أنها هي التي نقلت الرواية هذه ؟

                                وجاء الحديث بلفظ أخر
                                ‏‏أن ‏عائشة ‏قالت: ‏كان رسول الله ‏مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيه ‏أو ساقيه ‏
                                فاستأذن أبو بكر ‏فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر ‏‏فأذن له وهو كذلك
                                فتحدث ثم استأذن ‏ ‏عثمان فجلس رسول الله ‏‏وسوى ثيابه ‏‏...
                                فلما خرج قالت عائشة ‏دخل ‏أبو بكر ‏‏فلم ‏تهتش ‏له ولم ‏تباله ‏ثم دخل ‏عمر ‏فلم ‏تهتش ‏ ‏له ولم ‏تباله ‏ثم دخل ‏عثمان فجلست وسويت ثيابك
                                فقال : ‏ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ؟
                                نـقـول وبـاللـه الـتـوفـيــق
                                أولا المرط ليس فستاناً ولاثوباً ،
                                المرط هو كساء من صوف او خز يضعه الرجل عليه ، كما تضعه المرأة
                                ، ويلتحف فيه الرجل والمرأة سواء ، كما في جامع الترمذي ،
                                فمثلاً ‏خرج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذات ‏ ‏غداة ‏ ‏وعليه ‏‏مرط ‏ ‏من شعر أسود ‏

                                ( المِرْطُ ): بالكسر كساءٌ من صُوفٍ أوخَزّ
                                [ج] مُرُوط وبالفتح نَتْفُ الشَّعَرِ
                                معجم القاموس المحيط

                                وكذلك تقول العرب ( لابِس ) إذا وضع الشيء عليه او جلس عليه ،
                                ولهذا جاء في حديث ( جالس على حصير بلي من طول ما لبس ) ـ
                                أو من طول ما جلس عليه تلف الحصير ، فمعنى كلمة لبس أعم في لغة العرب من معناها
                                في اللهجات العامية ، في اللغة تشمل وضع الرداء أو اللحاف على الجسد ،
                                بل و الجلوس على الحصير أو أي سجاد ـ وهذا هو الذي كان فعله النبي صلى الله عليه وسلم كان ملتحفاً بالمرط أي بالكساء .

                                وهل يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم يلبس فستان امرأة ، ولماذا ؟
                                ولكن لا بأس فنحنُ نلتمس العذر لسذاجة عقولهم وطريقة تفكيرهم .

                                وثانياً القصة واضحة لا إشكال فيها كانت عائشة في ناحية البيت ومتحجبة الحجاب الشرعي ، والنبي صلى الله عليه وسلم مضطجع وعليه مرط ، عليه لحاف هو في الاصل تتلحف به عائشة ، ولكنه وضعه عليه وهو مضطجع ، دخل أبو بكر ودخل عمر والنبي على هذا الحال ،
                                وعائشة على حجابها ، ثم لما دخل عثمان وهو شديد الحياء خشي أن عثمان يشعر أنه
                                قد أحرج النبي فيمتنع من قول حاجته ، فأمر النبي عائشة أن لا تكتفي بالحجاب
                                ولكن تجمع عليها ثيابها أكثر حتى يبدو اهل البيت في حال استقبال الناس
                                ، وأما هو فجلس له وتهيأ له ، حتى لايمنعه الحياء من سؤال حاجته

                                اما ماجاء في اللفظ الآخر للحديث فنقول
                                إن النبي صلى الله عليه وسلم بشر من البشر ، ومن طبيعة البشر أنه قد يسقط بعض الكلفة
                                أمام بعض خاصته ، بما لايفعله أمام غيرهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم
                                كان يرى في عثمان حياء شديداً ، فهو يستحي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم
                                في مثل هذا الحال ، إنه شخص شديد التحرج ، وخاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنعه
                                رؤية هيئة النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الحال ان يذكر حاجته من النبي ،
                                فجلس له وتهيأ له بما يناسب طبيعة عثمان رضي الله عنه ،
                                ثم قال إن هذا الرجل تستحي منه الملائكة ، وليس في هذا نفي أن الملائكة تستحي من النبي ، ولكن ذكر هنا حياءها من عثمان ، لانه شديد الحياء ، والملائكة أيضا موصوفة بالحياء ،
                                فإذا رأت عثمان استحيت من كونه أشد حياء من الملائكة ،
                                كأن النبي يقول لهذا السبب أنا أقدر شدة حيائه ، وتميزه بهذه الناحية فيكون تهيئي له
                                يختلف عن غيره ، وليس في هذا ما يغض من منزل النبي صلى الله عليه وسلم أبدا ،
                                ولكن الحاقد ينظر بنظرة الحقد لا بعين الانصاف ـ

                                هذا هو المعنى المستفاد من الحديث لا أكثر ، ولهذا رواه أهل الحديث
                                وتلقاه المسلمون من غير استنكار لانه ليس فيه ما يستنكر ،
                                أما الحاقدون الجاهلون بلغة العرب ، فهم يتوهمون ويُوهمون ماليس يدل عليه سياق الحديث
                                ولا لغته ، وهو أنه كان النبي يلبس فستان عائشة وهي بلا فستان ،
                                ثم لما دخل أبو بكر وعمر كان على هذا الحال ، ثم لم دخل عثمان نزع الفستان ولبسته عائشة ، وهذا فهم أعجمي وسقيم وطفولي وغبي ، ولايدل عليه الحديث
                                والقصة بعيده كل البعد عن هذا الفهم المريض ،
                                ولكن لانهم قد أكل الغيظ قلوبهم ،
                                ولهم نقول (قل موتوا بغيظكم) ـ
                                والله المستعان عليهم

                                تعليق

                                يعمل...
                                X