بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه ومن والاه
أما بعد
يا أهلاً ومرحباً بإخواني الكرام وأخواتي الكريمات أسعد الله وجوهكم المبتسمة كم نشتاق لكم حيث أنتظر هذه الإطلالة 11 شهراً لأقضي أجمل اللحظات نعم أنا لا أراكم ولا أسمعكم بأذني لكني أشعر هنا وأنا خلف الشاشة أني معكم
كيف ؟
سأخبركم بالسر أنا عندما أبدا بالتصوير لا أشعر أني هنا في استديو مغلق حول الأجهزة بل أجمع قلبي قدر المستطاع لأستشعر أني معك في بيتك أحدثك كواحد من أفراد الأسرة كصديقٍ يحب صحبتك كأخ محب لك في الله ، والله بدون مجاملة أحس أن هذا الإرتباط روحي أكثر منه ارتباط بالمكان أو اللقاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
(( الأرواحُ جنودٌ مجنَّدةٌ . فما تعارف منها ائتَلَف . وما تناكَر منها اختلف ))
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2638
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وأنا والله أشعر أن أرواحنا ائتلفت ولو لدقائق لذا أحاول ألا يخرج الكلام من لساني أبداً بل أحاول التركيز في كل كلمة أقولها لتخرج من كل قلبي لأنني متأكد أن الكلام إن خرج من القلب لن يصل إلا إلى القلب.
وقد أكرمني الله بأن تتفضل علي الآن بشيء من وقتك وهذا والله ليس هيناً علي ، وإني أعتز بذلك أشد الاعتزاز وأرى من فضل الله علي ولو شئت لذهبت لتشاهد برنامج آخر في الإنترنت لكنك لم تفعل وأنا أقدر هذا والله لذلك فإنه من الواجب أن أحترم حضورك ووقتك وعلي أن أحضر لك بما يليق بك وبثقافتك المطلعة لأن المشاهد الآن ليس كما كان في السابق فهو إنسان متذوق لذا علي أن أحضر لك شيئا متميزاً وأحرص أن أضع لك التميز في كل تفاصيل البرنامج ولدي في هذا البرنامج هدف إسمح لي أن أعرضه عليك .
هدفي أن أدخل على قلبك شعوراً معيناً أتمنى أن يستمر معك طوال لحظات البرنامج إنه شعور الراحة الكلمات التي ستسمعها سوف تبعث على الراحة
أريدكم أن تشعروا بالطمأنينة من البداية إلى النهاية إن من حقكم علي ألا تروا مني إلا ابتسامة أو كلمة طيبة و إن من حقكم علي ألا أجد لذة في عبادة معينة إلا وأشارككم فيها لنعيشها سوياً في هذه الدنيا لعلنا إن اجتمعنا معكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة أن نتذاكر هذه اللحظات فنقول لبعضنا البعض هل تذكرون ذلك المشهد .. فإن الجنة إن دخلوا الجنة يتذاكرون أجمل أيامهم في الدنيا وأنا من أجمل لحظات حياتي هي دقائق البرنامج التي أشارككم فيها ذكر الله وحلاة عبادته أنا لن أتنازل عن هذه السعادة التي اكتشفتها من حلاوة الدعوة إلى الله تعالى من غير مقابل دنيوي
إن من حقكم علي بعد حق الله أن يكون خالصاً لوجه الله لتزيد الراحة في قلب المشاهد فإن العمل غن كان تجارياً لن يكون شعورك بالراحة كما لو كان العمل ربانياً ،كل هذا حرص منا على أن تكون نفوسكم مطمئنة بذكر الله تعالى فيها أكبر قدر من الراحة .
أخي الكريم أختي الكريمة لقد قضيت أكثر من 10 سنوات من عمري أبحث وأدرس كيفية الوصول إلى لذة العبادة وقد تفضل الله علي بتقديم محاضرات وخطب وبرامج تلفزيونية تتحدث عن هذا الشعور الرائع وأذكر أن أول برنامج قدمته كان اسمه “ كيف تتلذذ بالصلاة “ وقد تفاجأت بردود الأفعال التي كنت أراها من متابعيه
- بعضهم يقول هذه أحلى صلاة أصليها في حياتي بعد أن تعرفت على كيفية التلذذ بالصلاة
- آخر يقول أتمنى ألا تنتهي الصلاة وأصبحت أحب الله أكثر
- إحدى الأخوات تقول أنا تحسرت على صلواتي التي كانت في السنوات الماضية لأنها لم تكن بنفس الطعم الرائع
ففكرت إن كان كل هذا قد حدث لما طبق المتابعون قوانين التلذذ بعبادة واحدة هي الصلاة فكيف إذا طبقوا أصول التلذذ في جميع العبادات ،إن الصلاة الواحدة تأخذ عشرة دقائق والعشر صلوات تساوي 50 دقيقة فإن أتقنت كيف تتلذذ بالصلاة فهذا يعني أنك استطعمت لذة أقل من ساعة واحدة في اليوم نحن نريد أن تكون 24 ساعة في اليوم كلها سعادة وراحة وهذا ماسيكون إن شاء الله في هذا البرنامج تحتاج إلى تدرج بإذن الله تعالى وستعيش إن شاء الله أجمل لحظات اليوم في كل عبادة تؤديها ،وسأحاول تبسيط المعلومة فإني قد شرطت أن يكون الأسلوب المستخدم في البرنامج الّذي يصل إلى قلب الصغير والكبير ،المتعمق في الدين والمتبسط فيه ، فهو كالحديث الّذي يكون بين الصديق وصديقه ليكون علمياً أكاديمياً لا أبداً حتى إن فريق الإخراج كان يحرص على أن يكون الجو العام في التصوير فيه أكبر قدر من العفوية وعدم التكلف
فلا يوجد مكتب دراسي أمامي يعطيك انطباع الحصة المدرسية أو المحاضرة الجامعية بل هي جلسة منزلية وكان زائراً يزورك لمدة 11 دقيقة ثم ينصرف
أو كأنه شخص يتكلم معك على الطريق فتراني أقف معك كما أفعل الآن كي أعطيك إيحاء بأن الحلقة قصيرة وهي دقائق معدودة لن نطيل عليك
* * *
كل شيء تراه في البرنامج له غاية فبعض المشاهدين يظن أن التصاميم شيء ليس له هدف محدد هذا ليس بدقيق ،إن اختيار الجو العام لموقع التصوير تمت دراسته بعناية بل إننا قد وضعا تصميماً سابقاً ثم غيرناه لأنه لم يتناسب مع الجو العام للكلام الّذي سيطرح على المشاهدين مثلاً هناك علاقة بين الراحة النفسية وألوان البرنامج فالألوان التي تراها في حياتك عموماً لها إيحاءات الألوان الباردة لها إيحاء فاللون الأبيض يدل على الامتداد فلم نختره لأنه لا علاقة للامتداد بموضوعنا
بينما الأسود يعطي إيحاءاً شديداً أيضاً لم يكن له محل
أما الألوان الأصفر والأحمر والبرتقالي هذه ألوان التهييج الذهني فاستبعدناها تماماً لاحظ أن جميع المطاعم العالمية بلا استثناء تستخدم هذه الألوان الثلاثة الأحمر والأصفر والبرتقالي لأنها تدفع الزبون للأكل أكثر .
ولكن لما كان الهدف الاطمئنان والهدوء والراحة كان الاختيار قد وقع على ألوان باردة هادئة تعطي الصفاء التام حتى الشرح حرصنا أن يقترب من الذهن بأبسط ماتكون العبارة ولم نكتفي بهذا القدر بل أضفنا رسماً توضيحياً للقصص والروايات ليعيش المشاهد أقرب صورة ذهنية فالمعلومة إذا دخلت قلب من مصدر واحد لن يكون تأثيرها كما لو جاءت من مصدرين السمع والبصر وإلا فمافائدة البرنامج التلفزيوني نحن نريد برنامجاً تلفزيونياً لو أغمضت عينيك وأنت تستمع إليه لن يختلف عن ما لو فتحت عينيك لأنه أصبح كلاماً فقط لا يختلف عن البرنامج الإذاعي بشيء … لاحظ بعض هذه الأمثلة التصويرية التي سنعرضها عليك في الحلقات القادمة
* * *
يوجد في هذا البرنامج إجابات بالصوت والصورة للأسئلة التي قد تدور في ذهنك مثلاً كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أين كان يضع يديه أين كان ينظر أثناء الدعاء
ماهي الطريقة الأفضل لحساب التسبيح باليد
وماذا لو رأيت شخصاً يفعل عبادة وفعلت بعده هل هذا رياء ؟
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يطبق العبادات البدنية ؟
ماهي أفضل هيئة للسجود والركوع وغيرها من الأمور في الصلاة ؟
ما الطريقة المثلى للذهاب إلى المسجد وماشعورك تجاه المسجد ؟ بعض الناس يأتي ليؤجر وبعضهم يخسر حسناته بسبب أخطائه فيها كيف ؟
كل هذه الإجابات على شكل تطبيق عملي لعبادات الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنك تراها لنغير بالمشاهدة البصرية النقص الّذي قد يوجد في العبادة ونترك التطبيق الخاطئ للعبادة والّذي كنا نفعله سماعاً
خذ مارأيت ودع شيئاً سمعت به *** في طلعة البدر مايغنيك عن زحل
أخواني وأخواتي لقد استهلك فريق العمل في البرنامج في أوقاتهم ماكان على حساب أنفسهم وأهلهم وأولادهم ليرضوكم فعلاً لقد رأيتهم أمامي يتعبون من أجلكم الآن أمامي مجموعة من أخيار الناس في هذا العمل وهم جنود مجهولون لم يظهر منهم أحد مع الأسف الناس لا يرون أحداً غيري وهم يستحقون ماهو أكثر مني لكنه لا ينتظرون منكم إلا شيئاً واحداً ؛يتمنون منكم تلك المتابعة الكريمة لو سمحتم ، لعل الله يجمعنا بكم تحت ظل عرشه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم رجلان تحابا في الله أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم .
والآن ما السؤال الكبير كيف تتلذذ بعبادتك توجد أسرار معينة منذ سنوات وأنا أحاول نشرها قدر المستطاع ماحصل ولا في مرة واحدة أني عرضتها على أحد فطبقها ولم يتلذذ بعباداتك كلها إنها تقع على القلب كالسحر فماهي ؟
تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله.
تعليق