إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

    كيف الطريق الى أن يحبك

    كتبه/ ياسر عبد التواب

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فإنها غاية من أسمى الغايات، وغرضًا أنبل الأغراض التي يستهدفها المرء في حياته، أن يظفر بمحبة الله، وتحصيل بره ورضاه.

    والله -سبحانه- إذا أحب إنسانـًا وفقه للصالحات، وأعانه على السمو إلى أقصى الغايات، وأمده بالنصر الذي يعلي من شأنه، ويرفع من قدره، ويحفظه من كل سوء يصيبه، أو أذى يناله، وفي الحديث: (احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)، وفي رواية: (احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ) (رواه أحمد، وقال الألباني: صحيح لغيره).

    وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (احْفَظِ اللَّهَ) يعني: احفظ حدودَه، وحقوقَه، وأوامرَه، ونواهيَه، وحفظُ ذلك: هو الوقوفُ عندَ أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتنابِ، وعندَ حدوده فلا يتجاوزُ ما أمر به وأذن فيه إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك فهو مِنَ الحافظين لحدود الله الذين مدحهمُ الله في كتابه، وقال -عز وجل-: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ . مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ) (ق:32-33)، وفـُسر الحفيظ ها هنا بالحافظ لأوامرِ الله، وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها.

    ومن أعظم ما يجبُ حِفظُه من أوامر الله الصَّلاةُ، وقد أمر الله بالمحافظة عليها، فقال: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238)، ومدح المحافظين عليها بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (المعارج:34).

    كذلك نحافظ على الطهارة، فإنَّها مفتاحُ الصلاة، وقال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).

    وممَّا يُؤمر بحفظه الأيمانُ، قال الله -عز وجل-: (وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:89)، فإنَّ الأيمان يقع الناس فيها كثيرًا، ويُهْمِل كثيرٌ منهم ما يجب بها، فلا يحفظه، ولا يلتزمه.

    ومن ذلك حفظُ الرأس والبطن كما في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- المرفوع: (الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ: أَنْ تَحْفَظَ الرَّاْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

    وحفظ الرأس وما وعى: يدخل فيه حفظُ السَّمع والبصر واللسان من المحرمات، وحفظُ البطن وما حوى: يتضمن حفظ القلب عَنِ الإصرار على محرم.

    قال الله -عز وجل-: (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة:235)، وقد جمع الله ذلك كُلَّه في قوله: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء:36).

    ويتضمن أيضًا حفظُ البطنِ من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب، ومِنْ أعظم ما يجبُ حفظُه من نواهي الله -عز وجل-: اللسانُ والفرجُ، وفي حديث أبي هريرة، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ حَفِظَ ما بَينَ لَحييه وما بَينَ رِجليهِ دَخَلَ الجنة) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).

    وخرَّج الإمام أحمد من حديث أبي موسى عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ -اللَّحْى يريد من حفظ فرجه ولسانه- وَفَرْجَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

    وأمر الله -عز وجل- بحفظ الفروج، ومدحَ الحافظين لها، فقال: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) (النور:30).

    مَنْ حفظ الله في صباه وقوَّته، حفظه الله في حال كبَره وضعفِ قوّته، ومتَّعه بسمعه وبصره وحولِه وقوَّته وعقله.

    "وقد يحفظُ الله العبدَ بصلاحه بعدَ موته في ذريَّته كما قيل في قوله -تعالى-: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) (الكهف:82)، أنَّهما حُفِظا بصلاح أبيهما. قال سعيد بن المسيب لابنه: لأزيدنَّ في صلاتي مِنْ أجلِك رجاءَ أنْ أُحْفَظَ فيكَ، ثم تلا هذه الآية: (وَكَانَ أَبُوْهُمُا صَالِحاً)، وقال عمرُ بن عبد العزيز: ما من مؤمن يموتُ إلاَّ حفظه الله في عقبه وعقبِ عقبه".

    وقال ابن المنكدرِ: إنَّ الله ليحفظُ بالرجل الصالح ولدَه وولدَ ولده والدويرات التي حوله فما يزالونَ في حفظ من الله وستر" اهـ من جامع العلوم والحكم -ابن رجب الحنبلي- شرح حديث رقم 19.

    فهي علاقة يكون فيها الجزاء من جنس العمل، ولكن الأجر يضاعف.

    فقط أرِ الله -تعالى- من نفسك المحبة، ثم اجن بعد ذلك ثمارها مضاعفة إلى أضعاف كثيرة من الفتح، والرضا، والأنس، والتوفيق للطاعات والقربات.

    www.salafvoice.com
    التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:57 AM.
    عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
    أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
    فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
    وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
    ***
    عن الحب نتحدث

    تعليق


    • #77
      رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

      كتبه/ ياسر عبد التواب

      محبة خلق الله تعالى


      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

      فهذا الحب الإلهي الذي تحدثنا عنه لا يتنافى مع محبة غير الله -تعالى-: كالوالدين، والزوجة، والولد، والأهل، والعشيرة، ما دامت هذه المحبة تابعة له، وغير مانعة له من النمو والسمو، والوصول إلى الكمال.

      فمحبة الوالدين، والزوجة، والولد والعشيرة، فطرية ولصيقة بقلب الإنسان وعاطفته، وقد وصى الله -تعالى- بهؤلاء جميعًا فكيف يظن بعد ذلك أن يلام الإنسان على محبته لهم؛ قال -تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) (الإسراء:23).

      وقال -سبحانه-: (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ... ) إلى أن قال: (آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا) (النساء:11).

      وقال -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6).

      فهو يقيم العلاقة الزوجية على أساس من المودة المشتركة بين الزوجين، والتي يظهر أثرها في التعاون والتعامل، وفي أسرة كل منهما.

      قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21).

      ويجعل الإسلام الولد من رياحين الله:

      ففي تحفة الأحوذي: "قَالَ فِي النِّهَايَةِ: الرَّيْحَانُ يُطْلَقُ عَلَى الرَّحْمَةِ وَالرِّزْقِ وَالرَّاحَةِ بِالرِّزْقِ سُمِّيَ الْوَلَدُ رَيْحَانًا اِنْتَهَى. وَقَالَ فِي الْمَجْمَعِ: وَيَجُوزُ إِرَادَةُ الرَّيْحَانِ الْمَشْمُومِ؛ لأَنَّهُمْ يُشَمُّونَ وَيُقَبَّلُونَ، وَهُوَ مِنْ بَابِ الرُّجُوعِ، ذَمَّهُمْ أَوَّلا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدْحِ أَيْ مَعَ كَوْنِهِمْ مَظِنَّةً أَنْ يَحْمِلُوا الآبَاءَ عَلَى الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ عَنْ الْغَزْوِ، مِنْ رَيْحَانِ اللَّهِ أَيْ رِزْقِهِ اِنْتَهَى. وَقَالَ الْعَيْنِيُّ فِي الْعُمْدَةِ: وَجْهُ التَّشْبِيهِ أَنَّ الْوَلَدَ يُشَمُّ وَيُقَبَّلُ، فَكَأَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَةِ الرَّيَاحِينِ".

      وعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (أَو َأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ) (متفق عليه).

      وهكذا يساير الإسلام الفطر، ويعطى كل ذي حق حقه، ويفتح القلب الإنساني لحب الله الذي لا حياة له إلا به؛ فمحبة الخلق ومحبة من أحسن إليك، ومن قرب منك، ومن صاحبك محمودة بكل حال إلا إذا صرفت الإنسان عن العلي الأعلى، وعوَّقته عن النهوض لخدمة دينه؛ فحينئذ يضحي بها من أجل الوصول إلى المثل الأعلى، وخدمة الدين.

      فإن شئت أن تحيا سعيدًا فمت به شهيدًا وإلا فالغرام له أهل

      فهذا هو الحب الذي سعد به المحبون، وشغلوا به عن كل ما سواه.


      التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:58 AM. سبب آخر: التنسيق
      عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
      أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
      فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
      وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
      ***
      عن الحب نتحدث

      تعليق


      • #78
        رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

        سلسلة طيبة جدا مرققة جدا جدا
        رائعة جدا بارك الله فيك

        تعليق


        • #79
          رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

          بارك الله فيك

          تعليق


          • #80
            رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

            شكر الله لكم ونفع بكم
            سنكمل السلسله قريبا إن شاء الله
            عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
            أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
            فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
            وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
            ***
            عن الحب نتحدث

            تعليق


            • #81
              رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

              السلام عليكم ورحمة الله

              جزاكى الله خيرا اخيتى الكريمة

              والله انا اعجبت باسم حضرتك اووووووووى

              وبحثت عن مواضيعك ووجدت الموضوع الاكثر ن رائع ده

              والله كان هناك اخت بنفس اسمك هذا بمنتدى اخر لكن كانت صادقه جداااااا فى الاسم

              وكانت تشتاق فعلا للقاء الله وكان كل هذا يبان فى كلماتها وحتى فى اسم البلد كتبت غدا تحت التراب

              وفعلا وهى فى 22 من عمرها توفاها الله

              والله لو تعلمى كم احببتها مع انى لم ارها واتشوق لاى اخت تسمى بهذا الاسم

              اللهم بارك لكى اخيتى الكريمة

              اعتذر على الاطالة



              تعليق


              • #82
                رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

                شكر الله لكِ وبارك فيكِ
                أسأل الله أن يرحمها ويغفر لها وأن يرزقنا حسن الخاتمه
                وأن يجعلنا من الصادقين.
                رفع الله قدرك فى الدارين
                عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                ***
                عن الحب نتحدث

                تعليق


                • #83
                  رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )



                  الله -تعالى- أهل لأن يحب
                  *
                  *
                  *

                  كتبه/ ياسر عبد التواب

                  الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

                  فدعني أذكر لك بعض الدرر العظيمة التي جاء بها الإسلام للبشرية؛ لتكتشف جوانب السمو فيما يدعو إليه الإسلام، ولتعلم أن ديننا يدعوك لأن تحب، تحب ربك، وتحب غيرك؛ ولذلك دعني أيضًا أذكر لك ما ورد في القرآن مما يبين رحمة الله الواسعة.

                  قال الله -تعالى-:
                  (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)
                  (الأعراف:156).

                  ولقد شاهد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه امرأة ترضع صغيرها،
                  وتحنو عليه فأدركتهم الشفقة من هذا المشهد البشري العظيم، فعندئذ قال لهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
                  (أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟)
                  قُلْنَا: "لاَ وَاللَّهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ".
                  فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
                  (لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا)
                  (متفق عليه).

                  وهذه الرحمة نجدها واضحة جلية في كل ما حولنا من أشياء: من طعام وشراب،

                  وهواء وماء،

                  وأناس وعلاقات،

                  ومن تشريع رحيم فيه العذر للمريض، والضعيف، والمكره، وفيه مضاعفة للحسنات وغفران للسيئات،

                  وقبول للتوبة،

                  ومواسم لمضاعفة الأجر،

                  ثم في جنة عرضها السموات والأرض،

                  ينالها الإنسان -وهي سلعة غالية- بعمل قليل،

                  وجهد يسير لا يتناسب مع ما فيها من نعيم وخلود،

                  كل ذلك يدعونا لنحب ربنا.


                  فهيا نتأمل في بعض نعمه مما في كتابه -سبحانه وتعالى-:

                  ففي جانب تعامل الله مع خلقه وحبه لهم يبشرنا الله بقوله -تعالى-:
                  (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) (النساء:147)، وفيها:
                  أن الله يحب من الناس أن يؤمنوا به، ويشكروه، فإن فعلوا أكرمهم وبارك لهم؛ فالله -تعالى- يريد بنا كل خير.

                  ولتطلع على رحمته بك، وحبه لك تأمل مثلاً في الآيات:
                  (يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
                  (النساء:26)،
                  (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)
                  (البقرة:185).

                  وفي جانب الدعوة إلى الإسلام يخبر الله -تعالى- أنه لا يصلح أن يجبر إنسان على اعتناق عقيدة ما حتى ولو كان الإسلام نفسه؛ لأن العقائد من اختيار الإنسان، ومن أعمال القلوب التي لا يستطيع آخر أن يحكم عليها، فقال -تعالى-:
                  (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
                  (البقرة:256).

                  وكذلك يطمئن الله -تعالى- الإنسان أنه يرحمه ويعطيه، ويرأف به، ويقدر إيمانه، فقال -تعالى-:
                  (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (البقرة:143).

                  ولا يحاسب الله -تعالى- الإنسان على خطيئة غيره؛ لا آدم ولا من سواه من المخلوقات، وقال -تعالى-:
                  (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (فاطر:18).

                  فلا يحمل الإنسان شيئًا من أوزار الآخرين ولو كانوا من أقاربه، وهذا ما يشعر المؤمن بالسعادة والطمأنينة؛
                  قال -تعالى-:
                  (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ)
                  (النحل:30)،
                  فالمحسن يلقى جزاؤه في الدنيا والآخرة، ولا يُعاقـَب على ذنب غيره؛ فكل امرئ بما كسب رهين.

                  فما أعظم النعم التي أعطاك الله الحياة نعمة، والمال نعمة، والصحة نعمة، والأسرة نعمة، والأصدقاء نعمة.

                  كل هذه النعم من الله، ومن الله وحده الذي خلقك ورزقك، لو منعها الله منك ما استطاعت قوة في الأرض أن تعيدها إليك، تذكر كل محروم مما منحك الله... كثيرون هم ومع ذلك فأنت ترفل في هذه النعم، وتتقلب فيها ليلاً ونهارًا.


                  أعطاك الله هذا كله وأكثر منه مما لا تشعر به والذي ربما عندما تحرم منه تدرك قيمته، قال الله:
                  (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
                  (إبراهيم:34)،

                  فالواجب عليك بعد تذكرك لهذه النعم أن يمتلأ قلبك محبة لله وإجلالاً؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
                  (أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي)
                  (رواه الترمذي، وضعفه الألباني)،

                  دعونا نكمل التأمل في حب الله -تعالى- لنا ورحمته بنا؛ لنكشف عن مرادنا من العنوان السابق.

                  وفي جانب بيان المعالم العامة لرسالة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأن ما جاء به هو نور من عند الله، يقول -تعالى-: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
                  (الأعراف:157).

                  وفيها بيان أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- يأمر بالخير، ويحل الطيب ويحرم الخبيث، ولا يكلف الناس بما لا يطيقون كما في الرهبانية مثلاً.


                  وانظر مثلاً كيف تـُبين الآية التالية أن الله -تعالى-
                  لا يمنعنا من الاستمتاع بما في الدنيا من متع وجمال وزينة؛ قال -تعالى-:
                  (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ . قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
                  (الأعراف:31-32)،
                  فلا حرج من أن يأكل الإنسان ما شاء، ولا أن يلبس ما شاء من غير إسراف ولا كبر ولا مخيلة.

                  وفي جانب تعامل المسلم مع الناس فإن ذلك يجب أن يكون بحكمة، وحسن خلق وبر، وإشاعة أمان وسعادة؛ قال -سبحانه-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا)
                  (الفرقان:63)،
                  فهم أهل تواضع وإحسان، بل كلما أساء الناس إليهم أحسنوا.

                  وفي جانب التعامل بالعدل وهو إسداء الحقوق، والإحسان وهو زيادة عن أداء الحقوق بجوانب البر وعدم الإساءة إلى الآخرين؛ قال -تعالى-:
                  (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
                  (النحل:90).

                  وحتى مع الاختلاف فإن العدل واجب؛ فقد قال الله -تعالى-:
                  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
                  (المائدة:8).
                  ***
                  فهلا أحببنــــــــــــــــــــــــــــاه...!!؟
                  وللحديث بقية إن شاء الله


                  موقع صوت السلف
                  التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:59 AM. سبب آخر: التنسيق
                  عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                  أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                  فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                  وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                  ***
                  عن الحب نتحدث

                  تعليق


                  • #84
                    رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

                    مظاهر المحبه
                    .
                    .
                    .
                    كتبه/ ياسر عبد التواب

                    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

                    فمحبة الله إما أن تكون محبة منك لله -تعالى-، أو محبة من الله لك،
                    ولن تحصل على محبة الله لك إلا أن تحصل محبتك أنت لله؛ فهذه المحبة منك تقتضي

                    محبة القرآن الكريم،

                    ومحبة الشريعة السمحة،

                    ومناصرة دين الله الذي لا صلاح للناس إلا به؛

                    وتدور مع الشرع حيث دار فيجدك الله -تعالى- حيث أمرك، ويفتقدك حيث نهاك.


                    ويقول عثمان -رضي الله عنه-:

                    "لو سلمت منا القلوب ما شبعت من كلام الله -عز وجل-"، وكيف يشبع المحب من كلام محبوبه وهو غاية مطلوبه؟! ومحبة الله -تعالى- تقتضي البعد عما لا يحبه الله -تعالى-.



                    تعصي الإله وأنت تظهر حبه*****هذا لعمري في القياس شنيع


                    لـو كان حـبـك صادقاً لأطعته*****إن الـمـحـب لمن يحب مطيع





                    إن محبة الله وطاعته واحة غناء، وجنة وارفة الظلال...

                    إنها بذل في الطاعات والعبادات بروح المحب الراغب في البذل والقرب؛


                    فمحبة الطاعات هي علامة كبرى من علامات محبتك لله -تعالى- ومحبة الله لك،


                    وإن لها للذة وحلاوة يجدها من وفقه الله لأدائها كما ينبغي، فينظر في نفسه فينقيها من الأخطاء والآثام، وينظر لعمله فينقيه من الرياء والنفاق، ويعتني بطاعة ربه كما يعتني بحياة نفسه، بل وأكثر؛


                    قال يحيى بن معاذ:

                    "أيها المريدون لطريق الآخرة والصدق، والطالبون أسباب العبادة والزهد: اعلموا أنه من لم يعرف آفة العمل لم يحسن يحترز منه، ومن لم تصح عنايته في طلب الشيء لم ينتفع به إذا وجده"،


                    فلا بد لنا من تقدير قيمة ما لدينا حتى نشعر بالسعادة به.

                    وهذه اللذة بالطاعات حرم منها غير المؤمنين، بل ظنوا بعض مظاهر الدنيا وزخرفها دليلاً على محبة الله -تعالى- لهم، ونسوا أن الدنيا دار اختبار، فقال -تعالى- إخبارًا عن المترفين المكذبين:

                    (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينََ) (سبأ:35)،
                    أي: افتخروا بكثرة الأموال والأولاد، واعتقدوا أن ذلك دليل على محبة الله لهم واعتنائه بهم، وأنه ما كان ليعطيهم هذا في الدنيا، ثم يعذبهم في الآخرة، وهيهات لهم ذلك، قال الله -تعالى-: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ. نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ) (المؤمنون:55-56)،
                    وقال: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة:55)،
                    وقال تعالى: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا. وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا. وَبَنِينَ شُهُودًا. وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا. ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ. كَلا إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا. سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) (المدثر:11-17).
                    إن الناس يعيشون من أجل اللذة... ويسعون إليها وهي هدفهم في الحياة،


                    واللذة هي:

                    طيب الشيء وذهاب الألم منه، لكن اللذة الحقيقية هي في طاعة الله -تعالى- وهي علامة كبيرة من علامات محبة الله تعالى للعبد.

                    موقع صوت السلف
                    التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 08:00 AM. سبب آخر: التنسيق
                    عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                    أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                    فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                    وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                    ***
                    عن الحب نتحدث

                    تعليق


                    • #85
                      رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

                      جزاك الله خيرا

                      تعليق


                      • #86
                        رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

                        جزاك الله خيرا وبعد اذنك هنشره ولك الجزاء باذن الله

                        تعليق


                        • #87
                          رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          شكر الله لكم ونفع بكم
                          ومن أراد نشرها فاليتفضل جزاه الله خيرا
                          وهذه السلسله المباركه منقوله عن الشيخ ياسر برهامى والشيخ ياسر عبد التواب -حفظهما الله-
                          عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                          أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                          فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                          وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                          ***
                          عن الحب نتحدث

                          تعليق


                          • #88
                            رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

                            ما اروعها من سلسلة يجب ان تنشر بس كبرى الخط شوية

                            تعليق


                            • #89
                              رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

                              عذرا لا أدرى كيف يظهر لكم الخط فالخط يظهر أمامى كبير وواضح
                              رقم 5
                              أم أنكم تتحدثون عن بداية السلسله فهى نعم فى الأول الخط كان صغيرا ولكن لا أدرى كيف أكبره فهذا الأمر بيد المشرفين
                              وشكر الله لكم وبارك فيكم
                              عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                              أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                              فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                              وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                              ***
                              عن الحب نتحدث

                              تعليق


                              • #90
                                رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )

                                حب الصحابه لله تعالى

                                كتبه/ ياسر عبد التواب

                                الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

                                فلقد أيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الجذوة وأشعلها في قلوب أصحابه فأحبوا الله أكثر من أنفسهم، وآبائهم، وأُمهاتهم، ومن الماء البارد على الظمأ، ورضوا أن يبذلوا نفوسهم ومهجهم وهم فرحون مستبشرون.
                                _وعجبا لنا!!!_

                                قال -تعالى-:
                                (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111).

                                وانعكس ذلك على أفعالهم كلها، وعلى بذلهم لدين الله -تعالى- الغالي والنفيس من الأموال والأنفس، وهل ثمت علامة على كمال الحب أكبر من الجود بالنفس من أجل الحبيب؟!

                                تعالوا بنا نتأمل في بعض مواقفهم:
                                لما لم يشهد أنس بن النضر،

                                يوم بدر، شق ذلك عليه وقال: "لئن أراني الله -تعالى- مشهدًا فيما بعد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليرين الله -عز وجل- ما أصنع، فشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، فاستقبل سعد بن معاذ، فقال له أنس: يا أبا عمرو أين؟ قال: واهًا لريح الجنة إني أجده دون أحد".

                                ثم قاتل حتى قتل، ووجد في جسده بضع وثمانون: بين ضربة سيف، وطعنة رمح، ورمية سهم ولم تعرفه إلا أخته، عرفته ببنانه.

                                وفيه وفي أصحابه نزلت هذه الآية الكريمة:
                                (مِن المُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عليهِ فَمنْهُم مَّن قضَى نَحْبَهُ ومٍنْهُم من ينظر ومَا بَدَّلُوا تَبْديلاً) (الأحزاب:23).

                                ولما همّ المسلمون بفتح فارس، وكانت موقعة القادسية في السنة السادسة عشرة، حضرت الخنساء وأوصت بنيها الأربعة فقالت:
                                "يا بني إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة. ما هجّنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية، اصبروا وصابروا، ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجللت نارًا على أرواقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة. فلما أضاء الصبح، باكروا إلى مراكزهم؛ فتقدموا واحدًا بعد واحد، ينشدون أراجيز، يذكرون فيما وصية أمهم لهم حتى استشهدوا جميعًا".

                                فلما بلغها الخبر قالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".

                                ومحبة الله هي التي حملت مصعب بن عمير -رضي الله عنه- على ترك ما كان ينعم به من طيب العيش إلى الشظف والحرمان.

                                قال عمر: "نظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى مصعب بن عمير، وعليه إهاب كبش قد تنطق به، فقال: انظروا إلى هذا الرجل الذي نوّر الله قلبه.
                                لقد رأيته بين أبويه يغذوانه بأطيب الطعام والشراب، فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون"

                                رواه أبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخ دمشق، وضعفه الألباني.

                                إن حب الله -تعالى- قد شغلهم عن أنفسهم فاسترخصوا كل نفيس،
                                واستصغروا كل متاع،

                                وهانت عليهم أنفسهم في الله -تعالى-؛

                                فأكرمهم الله بمحبته،

                                وبالبذل الذي به يستحقون القرب منه.


                                وآهٍ من قلوبنا؟!!
                                التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 08:00 AM. سبب آخر: التنسيق
                                عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
                                أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
                                فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
                                وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
                                ***
                                عن الحب نتحدث

                                تعليق

                                يعمل...
                                X