[CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red][SIZE=6][SIZE=5][B][COLOR=blue]1_(([/COLOR] بناء الرجال [COLOR=blue][U]أولى من[/U][/COLOR] بناء الأعمال [/B][/SIZE][COLOR=blue][SIZE=5][B]))[/B][/SIZE]
[/COLOR][/SIZE][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5]2_[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#ff0000][SIZE=6][B][SIZE=5][U]الإعلام منهج قرآنى ونبوى لكن[/U][/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5] الأمّة الآن تفتقده بشدة وقد إبتلانا الله[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][U][COLOR=#0000ff][SIZE=6][B][SIZE=5] بإعلام فاجر داعر يقوده سحرة فرعون[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/U][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5] وللأسف [FONT=Traditional Arabic][U][COLOR=#b22222][SIZE=6][B][SIZE=5]نحن نواجه مجموعة من الحواة بمجموعة من الهواة[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/U][/FONT] كما يقول شيخُنا محمدحسين يعقوب[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5] إننا في الدعوة عبر الإنترنت والفضائيات، قد دخلنا من[/SIZE][/B][B][SIZE=5]افسة غير شريفة؛حيث إن خصومنا وأعداء ديننا محترفون، يُتقنون الإبهار،والأخذ بألباب الناس إلى هاوية الأهواء والشهوات،
[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#800000][U][SIZE=6][B][SIZE=5]:: ويجب علينا بهذا الصدد ::[/SIZE][/B][/SIZE][/U][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5]
[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#ff0000][U][SIZE=6][B][SIZE=5]أن نحترف تقديم الحق، وأن نبذل في ذلك السهر والنصب.. لابد أن نحاكيهم، بل نسبقهم[/SIZE][/B][/SIZE][/U][/COLOR][COLOR=red][SIZE=6][COLOR=blue]
[/COLOR][/SIZE][/COLOR][/FONT][URL=https://forums.way2allah.com/forum/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%D8%B2%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9/%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%A9/309450-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%A7%D8%A3%D8%A8%D9%89-%D9%82%D8%B5%D8%AA%D8%A9-%D8%A8%D8%A5%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%84][B][FONT=Arial][SIZE=3][IMG]http://www7.0zz0.com/2010/05/31/08/483217425.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/B][/URL]
[/CENTER]
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الحلق العاشره
منزلة المحبة كتبه/ فضيلة الشيخ ياسر برهامي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد قال ابن القيم -رحمه الله- عن حب الله تعالى: "هو حياة القلوب، ونعيم الأرواح، وبهجة النفوس، وقرة العيون، وأعلى نعيم الدنيا والآخرة". فحب الله هو حياة القلوب؛ لأن القلبَ يحيا ويموت، وهناك قلوب حية وقلوب ميتة، فمن لم يذق حب الله -عز وجل- فقلبه ميت: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا) (الأنعام: 122). وهو نعيم الأرواح لا نعيم الأبدان، بل أعلى نعيم يمكن أن يدركه الإنسان إذا وجد حب الله -عز وجل-، وهو بهجة النفوس فتبتهج النفوس وتفرح وتجد السعادة أعظم السعادة بحب الله -عز وجل-، وقرة العيون أي أنه تقر العيون به، أي تستقر وتطمئن، وتجد أعظم أنواع السكينة في حب الله -سبحانه وتعالى-، وهو أعلى نعيم الدنيا وأعلى نعيم الآخرة لأنه ينظر إلى وجه الله في الآخرة حبًّا له، وإنما يريدون النظر إلى وجه الله -سبحانه وتعالى- لأنهم يحبونه أعظم الحب، فمع الرؤية تكتمل المحبة، فلذلك كان أعلى نعيم الدنيا والآخرة. وقال -رحمه الله-: "منزلة المحبة، وهي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عَلَمها شمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبرَوحِ نسيمها تَرَوَّح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حُرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي مَن فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلَّت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام. وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال، التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه، تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشقِّ الأنفس بالغيها، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدًا واصليها، وتبوئهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها، وهي مطايا القوم التي سراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب، وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب. تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة؛ إذ لهم من محبة محبوبهم أوفر نصيب، وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق -بمشيئته وحكمته البالغة- أن المرء مع من أحب، فيا لها من نعمة على المحبين سابغة". قوله -رحمه الله-: "وإليها شخص العاملون"، جاء في لسان العرب: "شَخَصَ من بلدٍ إِلى بلدٍ شُخُوصًا أَي ذَهَبَ"، فمعنى شخَصَ الإنسان: أي خرج من داره في طلب شيء، والمراد أن العاملين يسعون إلى تحقيق حب الله -عز وجل-، فيصيرون بذلك محبين لله، محبوبين له -عز وجل-. وقوله: "وإلى عَلَمِها شمَّر السابقون"، العَلَم: الجبل، ومنه قوله تعالى: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ) (الرحمن: 24)، أي: كالجبال، شبَّهَها بالجبل الذي يُرى من بُعْد، فإذا رآه من يطلبه شمَّر عن ساعد الجد واجتهد في الطلب، فإنَّ العبد إذا ذاق محبة الله -سبحانه وتعالى- عمل بأقوى وأشد ما يمكنه، ولم يدخرْ وسعًا أو يألِ جهدًا حتى يصل إلى غايته. وقوله: "وعليها تفاني المحبون" أي: يضحُّون بكل غالٍ ورخيص من أجلها علامة على صدق الحب؛ فإن المحبَّ يبذل كل ما يطلبه محبوبُه، ولو كان أغلى ما عنده، كنفسه وأهله ووطنه، ولا يمكن أن توجد هذه التضحية إلا مع لذة المحبة التي هي أعظم من لذة ما يضحي به، ومن هنا كان المحب الصادق مستعدًّا لأن يجودَ بنفسه وأن يضحيَ بها؛ لأن لذة المحبة هي الدافع له، ولأنه يريد المزيد من القرب من الله -عز وجل- ومحبته. وقوله: "وبرَوحِ نسيمها تَرَوَّحَ العابدون"، يشبِّه العابدين لله -عز وجل- بمن يسير في طريق فيه حر ومشقة وتعب، ولا شك أن الطريق إلى الله -عز وجل- مليء بأنواع العقبات والتكاليف والمشاق؛ (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت: 2)، فهذا كالحَرِّ الذي يصيبُ الإنسان في الطريق، وشبَّه المحبةَ بالنسيم الطيِّب الذي يُريح السائر في هذا الطريق، فبروح هذا النسيم ـ أي: براحته ـ تَرَوَّح العابدون، أي: استراحوا ووجدوا راحة في طريق سيرهم، فهانت عليهم المصاعب والمشاق، وهان عليهم ما يجدونه من آلام وما يجدونه من أنواع المتاعب خلال الطريق بسبب وجود حب الله تعالى في قلوبهم، ومن لم يحب الله -سبحانه وتعالى- فسوف يترك الطريق متى لاقى متاعب أو عقبات، ولكن من أحب الله -سبحانه وتعالى- فلن يترك الطريق مهما كانت العقبات والمتاعب والمشاق. نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته.
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red][SIZE=6][SIZE=5][B][COLOR=blue]1_(([/COLOR] بناء الرجال [COLOR=blue][U]أولى من[/U][/COLOR] بناء الأعمال [/B][/SIZE][COLOR=blue][SIZE=5][B]))[/B][/SIZE]
[/COLOR][/SIZE][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5]2_[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#ff0000][SIZE=6][B][SIZE=5][U]الإعلام منهج قرآنى ونبوى لكن[/U][/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5] الأمّة الآن تفتقده بشدة وقد إبتلانا الله[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][U][COLOR=#0000ff][SIZE=6][B][SIZE=5] بإعلام فاجر داعر يقوده سحرة فرعون[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/U][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5] وللأسف [FONT=Traditional Arabic][U][COLOR=#b22222][SIZE=6][B][SIZE=5]نحن نواجه مجموعة من الحواة بمجموعة من الهواة[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/U][/FONT] كما يقول شيخُنا محمدحسين يعقوب[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5] إننا في الدعوة عبر الإنترنت والفضائيات، قد دخلنا من[/SIZE][/B][B][SIZE=5]افسة غير شريفة؛حيث إن خصومنا وأعداء ديننا محترفون، يُتقنون الإبهار،والأخذ بألباب الناس إلى هاوية الأهواء والشهوات،
[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#800000][U][SIZE=6][B][SIZE=5]:: ويجب علينا بهذا الصدد ::[/SIZE][/B][/SIZE][/U][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5]
[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#ff0000][U][SIZE=6][B][SIZE=5]أن نحترف تقديم الحق، وأن نبذل في ذلك السهر والنصب.. لابد أن نحاكيهم، بل نسبقهم[/SIZE][/B][/SIZE][/U][/COLOR][COLOR=red][SIZE=6][COLOR=blue]
[/COLOR][/SIZE][/COLOR][/FONT][URL=https://forums.way2allah.com/forum/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%D8%B2%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9/%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%A9/309450-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%A7%D8%A3%D8%A8%D9%89-%D9%82%D8%B5%D8%AA%D8%A9-%D8%A8%D8%A5%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%84][B][FONT=Arial][SIZE=3][IMG]http://www7.0zz0.com/2010/05/31/08/483217425.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/B][/URL]
[/CENTER]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله كيف حال قلوبكم اليها الاحبه؟ هل اصبحت قلوبكم تهفو إليها .......الى المحبه؟؟؟ فهل تعلمنا كيف نشتاق الى العلو وترقى اشواقنا لأعلى
هذه بعض الكلمات من محاضره لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله نقلتها لكم لأنها ملائمه للسلسله
"فأنا أقول لك ألم تسافر يوم واشتقت لارضك , بلدك , أهلك , زوجتك , والديك , هل شعرت بها مره ؟؟؟ فهذا الاحساس هل شعرت به لمعان عاليه؟!! توقفنا مع تمارين القلب , تمارين العزيمه والهمه , عمليات الترويض المستمره عند التدريب على الاشواق الراقيه
فالشوق هو هبوب القلب الى غائب ياااااااه لما تكون مشتاق وقلبك مولع بالاشواق فانت نفسك ترى الله مناى أنظر الى وجه الله الكريم لذلك قلت الشوق هذا شوق زرعه الحب ينبت على حافات المنن المنن النعم والنعم على حروفها وحافاتها نبت حب وهذا الحب زرع شوق وهذا الشوق صعد لأعلى ها أخبرنى هل احسست به من قبل؟ طمئنى!!! يعنى هل احسست انك مشتاق لله مشتاق لحب الله؟!؟؟" ***** ها ألم تشتاق بعد ؟ طيب فمتى تشتاق وتتنعم بهذه اللذه؟ والله هى نعيم كبير لا يشعر به الا من ذاقه وعاش بها أخبرنى فلم يصبح لديك حجه بعد فقد دعاك الله عز وجل لحبه مرارا وأرسل اليك من يأخذ بيدك ويعلمك كيف تحبه فاللهم جاز مشايخنا عنا خير الجزاء وارزقهم الجنه بدون حساب ولا سابقة عذاب فهل هل قلت لبيك ربى وهرولت له ام ام تقاعست وتكاسلت وسوفت فكلمة الحب هذه ليست بقليله ولا يستطيع أى أحد أن يحققها إلا من اصطفاه الله هااااا نعم الكل مفطور على حب الله ولكن { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } [ آل عمران/163] ألم تشتاق بعد أن تكون من عباد الله المرادين؟ فليس الشأن فقط أن تحب الله ولكن الأهم أن يحبك الله؟ فأقبلوا أيها الأحبه فأبشروا وشمروا هذه هى اخر حلقه فى أسباب المحبه وإن شاء الله سنبدأ بعدها فى علامات المحبه فأبشروااا
*الحلقه الحادية عشر* *يحبهم ويحبونه*
كتبه/ ياسر برهامي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فإن عبادة الحب هي أساس الإيمان والعبادة؛ لأن العبادة هي كمال الحب مع كمال الذل، فحب الله -عز وجل- لا يصح الإيمان بدونه، فإذا زال الحب زال الإيمان بالكلية. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) (المائدة:54)، فبيَّن الله -عز وجل- صفة أهل الإيمان الكُمَّل الذين ينصر بهم دينه، فهؤلاء الذين يحبهم الله -عز وجل-، ويحبونه -سبحانه وتعالى-، فأول فِعل ذكرَه من أفعالهم أنهم يحبونه -عز وجل-، وأثمر حبُّهم لله -عز وجل- حبَّهم لإخوانهم في الله، فلذلك صاروا أذلة عليهم، وضَمَّن الذِّلة معنى الشفقة، فهم مشفقون عليهم، والذِّلة تُعدّى باللام فيُقال: ذلَّ له، وتُعدّى بـ(على) فيُقال: ذل عليه، فإذا كانت التعدية بـ(على) تضمَّنت معنى الشفقة والعطف ونحو ذلك؛ لأنه في الحقيقة ليس خاضعًا له، لكنه محبٌّ له، يشفق عليه، ويعطف عليه، ويرحمه، ونحو ذلك، والله أعلم. فذُلُّهم لله دفعَهم إلى أن يكونوا عطوفين رحماء بالمؤمنين؛ لأنهم يحبون من يحب الله ويعبده، كما يثمر لهم أيضًا العزة على الكافرين، والغلظة عليهم، والبغضاء لهم،فتبدو بينهم وبين الكافرين العداوة والبغضاء أبدًا حتى يؤمنوا بالله وحده، فقوله: (أَعِزَّةٍ عَلَى) عدَّى الفعل بـ(على) لأنه ضمَّنه معنى الشدة، وهذا مثل قوله تعالى: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) (الفتح: 29)، فلما أحبوا الله أحبوا أولياءه الذين يحبونه، فعاملوهم بالمحبة، والرأفة، والرحمة، وأبغضوا أعداءَه الذين يُعادونه، فعاملوهم بالشدة والغلظة. ثم يدفعهم حبهم لله إلى نشر هذا الحب والعبادة والإيمان في الأرض؛ ليُعبد الله وحده لا شريك له، فيحبون أن يُعبد الله في الأرض، ولذا يجاهدون في سبيل الله: جهاد القرآن وجهاد السنان، فيجاهدون بما يقدرون عليه من أنواع الجهاد حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، فتظهر عزتُهم على الكافرين، وبغضهم للكفر، وبراءتهم منه، فإن من تمام المحبة مجاهدة أعداء المحبوب، وأيضًا فالجهادُ في سبيل الله دعاء للمعرضين عن الله إلى الرجوع إليه بالسيف والسنان بعد دعائهم إليه بالحجة والبرهان، فالمحب لله يحب اجتلاب الخلق كلهم إلى بابه، فمن لم يُجب الدعوة باللين والرِّفق احتاج إلى الدعوة بالشدّة والعنف، قال –صلى الله عليه وسلم-: (عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الجَنَّةِ بِالسَّلاسِلِ) (رواه البخاري). فتدفعهم محبتهم لله -عز وجل- إلى أن يزيلوا علوَّ الكفر في الأرض، وإن كانوا لا يستطيعون إزالة الكفر من القلوب؛ لأن القلوب بيد الله -سبحانه وتعالى-، وما شرع الله -سبحانه وتعالى- أن يُكرَه الناس حتى يكونوا مؤمنين، ولكن شرع -عز وجل- أن لا يعلو فوق أرضه إلا الإيمان، ثم الناس بعد ذلك يختارون: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف: 29)، وإذا ظهر الإيمان وعرفه الناس آمنوا، وأعظم مانع يمنع الناس عن الإيمان أنهم لا يعرفونه ولا يعرفون حقيقته، وأنه تُلبَّس عليهم الأمور، فتكذب عليهم شياطين الإنس والجن حتى يشوِّهوا صورة الإيمان، لذا كان الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله؛ لأنه إذا علت كلمة الله فسوف يدخل الناس في دين الله مختارين طائعين، وهذا من كمال حب المؤمنين لربهم -عز وجل- أن يسعوا لنشر محبته وعبوديته في الأرض، فأكمل الخلق إيمانًا وعبودية لله -عز وجل- من يَعبد في نفسه، ويسعى أن يُكمِّل عبودية غيره، حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، ولذا كان أكملُ الخلق الرسلَ، وكان أكملُ هؤلاء على الإطلاق محمدًا -صلى الله عليه وسلم- القائل: (بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ لا شَرِيكَ لَهُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني). وقوله تعالى: (وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) أي: يفعلون ذلك، ولا يعبؤون بلوم اللائمين إذا عاتبوهم، أو لاموهم، أو ذموهم على إرادتهم نشر هذا الدين ونشر عبادة الله -عز وجل-، حيث أنهلا همَّ للمحبِّ غيرُ ما يُرضي حبيبه، رضي من رضي، وسخط من سخط، من خاف الملامة في هوى من يُحبُّه فليس بصادقٍ في المحبَّة. فالوصف الأول المُحرِّك لكل ذلك (وَيُحِبُّونَهُ)، وهو في الحقيقة (يُحِبُّهُمْ) لأنهم أطاعوه وأحبوه،وذكر -عز وجل- محبته لهم أولاً قبل حبهم له ـ مع أن حبَّه لهم -عز وجل- إنما كان لطاعتهم وعبادتهم ـ لأن هذا أشرف شيء من صفاتهم أن الله يحبهم، فهذا الذي يتشرفون به، ويقصدونه، ويريدونه، ويسعون من أجله، فأشرف صفاتهم وأعلى منازلهم أن الله يحبهم، فبدأ بذكر حبه لهم مع أن حبه -عز وجل- إنما يكون بعد استكمال العبادة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ (اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ) (رواه البخاري)، ففي هذا الحديث أن الله يحب العبد بعد أن يتقرب إليه بالفرائض أولاً،ثم يواظب على النوافل،حتى يصل إلى درجة المحبوبية، لكن ذُكرت محبته -عز وجل- لهم في الآية أولاً لأن حبَّه -عز وجل- هو الغاية المقصودة التي يسعون إليها، فهم يريدون أن ينالوا محبة الله -عز وجل-، وهذا أشرف شيء يوصفون به، والله أعلى وأعلم. نسأل الله أن يرزقنا حبَّه، وحبَّ من يحبه، وحبَّ عمل يقربنا إلى حبِّه. منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
موقع صوت السلف
التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:32 AM.
سبب آخر: التنسيق وحذف الوجوه التعبيرية
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red][SIZE=6][SIZE=5][B][COLOR=blue]1_(([/COLOR] بناء الرجال [COLOR=blue][U]أولى من[/U][/COLOR] بناء الأعمال [/B][/SIZE][COLOR=blue][SIZE=5][B]))[/B][/SIZE]
[/COLOR][/SIZE][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5]2_[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#ff0000][SIZE=6][B][SIZE=5][U]الإعلام منهج قرآنى ونبوى لكن[/U][/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5] الأمّة الآن تفتقده بشدة وقد إبتلانا الله[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][U][COLOR=#0000ff][SIZE=6][B][SIZE=5] بإعلام فاجر داعر يقوده سحرة فرعون[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/U][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5] وللأسف [FONT=Traditional Arabic][U][COLOR=#b22222][SIZE=6][B][SIZE=5]نحن نواجه مجموعة من الحواة بمجموعة من الهواة[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/U][/FONT] كما يقول شيخُنا محمدحسين يعقوب[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5] إننا في الدعوة عبر الإنترنت والفضائيات، قد دخلنا من[/SIZE][/B][B][SIZE=5]افسة غير شريفة؛حيث إن خصومنا وأعداء ديننا محترفون، يُتقنون الإبهار،والأخذ بألباب الناس إلى هاوية الأهواء والشهوات،
[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#800000][U][SIZE=6][B][SIZE=5]:: ويجب علينا بهذا الصدد ::[/SIZE][/B][/SIZE][/U][/COLOR][COLOR=#000080][SIZE=6][B][SIZE=5]
[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][COLOR=#ff0000][U][SIZE=6][B][SIZE=5]أن نحترف تقديم الحق، وأن نبذل في ذلك السهر والنصب.. لابد أن نحاكيهم، بل نسبقهم[/SIZE][/B][/SIZE][/U][/COLOR][COLOR=red][SIZE=6][COLOR=blue]
[/COLOR][/SIZE][/COLOR][/FONT][URL=https://forums.way2allah.com/forum/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%D8%B2%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9/%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%A9/309450-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%A7%D8%A3%D8%A8%D9%89-%D9%82%D8%B5%D8%AA%D8%A9-%D8%A8%D8%A5%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%84][B][FONT=Arial][SIZE=3][IMG]http://www7.0zz0.com/2010/05/31/08/483217425.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/B][/URL]
[/CENTER]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أبشروااا ها قد جائت العلامات...........علامات المحبه هيا لتختبر نفسك وانظر هل أنت من اهلها .............فتهانينا وإن وجدت تقصير فلا تحزن وأبشر واصدق الله يصدقك فأقبل ولا تخف فربك لا يرد احدا على بابه فهنيئا لكم إن شاء الله بنا لنرى اول علامه من علاماتهم
الحلقه الثانية عشر علامات المحبه كتبه/ ياسر برهامي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ قال ابن القيم -رحمه الله- في بيان علامات المحبة: "تالله ما هزلت فيستامها المفلسون، ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون، لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد، فلم يُرضَ لها بثمن دون بذل النفوس، فتأخر البطَّالون، وقام المحبون ينظرون أيهم يصلح أن يكون ثمنًا، فدارت السلعة بينهم ووقعت في يد (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) (المائدة: 54). لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى، فتنوع المدعون في الشهود، فقيل: لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران: 31)، فتأخر الخلق كلهم، وثبت أتباع الحبيب -صلى الله عليه وسلم- في أفعاله وأقواله وأخلاقه، فطولبوا بعدالة البينة بتزكية (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) (المائدة: 54)، فتأخر أكثر المحبين، وقام المجاهدون، فقيل لهم: إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم، فهلموا إلى بيعة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (التوبة: 111)، فلما عرفوا عظمة المشتري وفضل الثمن وجلالة من جرى على يديه عقد التبايع؛ عرفوا قدر السلعة، وأن لها شأنًا، فرأوا من أعظم الغبن أن يبيعوها لغيره بثمن بخس، فعقدوا معه بيعة الرضوان بالتراضي من غير ثبوت خيار، وقالوا: والله لا نقيلك، ولا نستقيلك، فلما تم العقد وسلموا المبيع قيل لهم: مذ صارت نفوسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم أوفر ما كانت، وأضعافها معًا (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران: 169). إذا غرست شجرة المحبة في القلب، وسُقيت بماء الإخلاص، ومتابعة الحبيب؛ أثمرت أنواع الثمار، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها، أصلها ثابت في قرار القلب، وفرعها متصل بسدرة المنتهى" (مدارج السالكين) (3/8- 9). قوله -رحمه الله- عن المحبة: "تالله ما هزلت فيستامها المفلسون" يقال: هزل فلان هزلاً: ضعف وغث، والهزال: الغثاثة والنحافة، والهزيل: الغث النحيف، "فيستامها" أي: يتفاوض في بيعها، فيعرض البائع ثمنًا ويعرض المشتري ثمنًا دون الأول، "المفلسون": وهم كما جاء في الحديث من قول الصحابة لما سألهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المفلس قالوا: (من لا درهم له ولا متاع) (رواه مسلم)، فلإفلاسه لا يساوم إلا في الأمور الرخيصة. فالمحبة ليست هزيلة، إنما لها ثمن غالٍ من الأنفس والأموال، فلن تنال المحبة حتى تدفع ثمنها من راحتك ولذاتك وأمنك، وحتى تضحي بالشهوات، فليست المسألة مجرد دعوى وأنت مقيمٌ على ما أنت عليه لا تتحرك إلا فيما يوافق هواك، بل لابد أن تضحي، وتدفع الثمن الذي أراده الله -عز وجل- حتى تكون صادقًا في المحبة، فالمحبة لا تُنال دون ثمن، ولا يُساوم عليها المفلس، كمن يبذل لله من وقته ما فضل عن دنياه، أو يريد أن يبقى في دائرة الأمن مطمئنًّا تمامًا، لا يخالف أهل الباطل، ولا يخالف أهل الكفر ولا يتبرأ منهم، وكذلك لا يضحي بشيء من علاقاته، فيريد أن يلازم أبناءه دائمًا، ولا يفارق الظلال والثمار والزوجة الحسناء، وهي الأسباب التي جعلت كعب بن مالك -رضي الله عنه- يتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، وقد قال: (وغزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال) (حديث كعب بن مالك رواه البخاري ومسلم)، وكان لأبي خيثمة زوجتان قد أعدت كل منهما عريشًا وهيأت مشربًا ومأكلاً فقال: (أنا هنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحر؟!)، ثم لحق به -صلى الله عليه وسلم-، فانظر إلى نفسك واستعدادها لبذل ثمن هذه المحبة، والله المستعان. قوله -رحمه الله-: "ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون" فالبضاعة البائرة يشتريها من لا مال لديه من التجار لأجل الركود والكساد، فالمحبة ليست بضاعة كاسدة، بل هناك من يبذل فيها الثمن وإن كانوا قلة، فإن كنت محبًّا لله -عز وجل- صادقًا في محبتك فلابد أن تدفع الثمن مقدَّمًا، لا أن تدفعه بعد أن تجرب، ولكن ادفع أولاً وستجد السلعة بعد ذلك، فإن الله -عز وجل- اشترط أن تبذل أولاً فقال: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة: 111)، فهم يبذلون أولاً ليجدوا في الدنيًا شيئًا من الثمن، وفي الآخرة غاية الثمن، وهي الجنة التي يجدون فيها أعظم ما يريدون: حب الله -عز وجل-، والقرب منه، والنظر إلى وجهه وسماع كلامه، وكلما كثر بَذلُك وعظمت تضحيتُك كلما عظم حب الله -عز وجل- في قلبك، وكلما امتنعت من شهواتك وجاهدت نفسك وبذلت من راحتك كلما زاد الحب في قلبك، وكلما جاهدت شيئًا من الأصناف الثمانية المذكورة في قوله -عز وجل-: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة: 24)، هذه الثمانية كلما بذلت منها كلما كانت محبتك أعظم، فهذه السلعة غالية عند صاحبها، ليست كاسدة حتي يبيعها بالنسيئة، وإنما يبيعها نقدًا فبعد أن تبذل الثمن تأتيك السلعة. قال ابن القيم -رحمه الله- في النونية:
يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنانِ يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها إلا أولو التقوى مع الإيمانِ يا سلعة الرحمن سوقك كاسد بين الأراذل سلفة الحيوانِ يا سلعة الرحمن هل من خاطب فالمهر قبل الموت ذو إمكانِ يا سلعة الرحمن كيف تصبر الـ خطاب عنك وهم ذوو إيمانِ يا سلعة الرحمن لولا أنها حجبت بكل مكاره الإنسانِ ما كان عنها قط من متخلف وتعطلت دار الجزاء الثاني لكنها حجبت بكل كريهة ليصد عنها المبطل المتواني وتنالها الهمم التي تسمو إلى رب العلى بمشيئة الرحمنِ فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد راحاته يوم الميعاد الثاني
وللحديث عن علامات الحب بقيةٌ بإذن الله -عز وجل-. منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
موقع صوت السلف
التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:35 AM.
سبب آخر: التنسيق
" حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر
13/(عن الحب نتحدث)أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد كيف حال القلوب المحبه؟؟؟ هل أحسست بالأشواق الراقيه ؟!! هل شعرت بالحب يقتحم قلبك؟.............ويرفع ما به من أدران الجاهليه؟!! هل لمست رقة قلبك بعد أن دخله الحب ؟ فاللهم ليٍنا للمسلمين لقاءنا اليوم إن شاء الله مع الأحبه , مع معنى الأ’خوه , مع رفاق الدرب , مع الرفاق , ومع المسلمين عامه فهل شعرت قبل ذلك بهذا المعنى .......أذلة على المؤمنين !.............أعزة على الكافرين!؟؟ أعلم انك قرئتها كثيرا ولكن!؟ هل شعرت بمعناها؟ تعالو لننبت فى قلوبنا حلاوة الحب فى الله بنا لنضع قلوبنا بين يدى شيخنا الكريم _حفظه الله _ لينبت بها هذه العقيده , ويربيها عليها
الحلقه الثالثة عشر
كتبه/ ياسر برهامي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فما زلنا مع كلام الإمام ابن القيم –رحمه الله- في علامات المحبة، قال –رحمه الله-: "لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد، فلم يُرضَ لها بثمن دون بذل النفوس، فتأخر البطَّالون، وقام المحبون ينظرون أيهم يصلح أن يكون ثمنًا، فدارت السلعة بينهم ووقعت في يد (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) (المائدة: 54)". قوله -رحمه الله-: "لقد أقيمت للعرض في سوق من يزيد فلم يُرضَ لها بثمن دون بذل النفوس"، فالله يحب أن يتنافس المؤمنون المحبون في إظهار تضحيتهم وبذلهم لكي ينالوا حب الله -عز وجل-، و"سوق من يزيد" مثل المزاد، أي: لينظر من يدفع أكثر، ولذلك فهم يتنافسون في البذل، ومالكها لا يرضى بثمن لها دون بذل النفوس، فلكي يعطيك حبه وتجد لذته في قلبك لابد أن تكون مستعدًّا لبذل نفسك. "فتأخر البطالون" أي: من لا يريدون بذل شيء، ولا يريدون العمل للإسلام، وإنما يريدون أن ينالوها سهلة دون ثمن، فمثل هذا سيتأخر، ولن يتقدم؛ لأنه غير مستعد لبذل نفسه، "وقام المحبونينظرون أيهم يصلح أن يكون ثمنًا، فدارت السلعة بينهم ووقعت في يد (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)"؛ لأن الله قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة: 54)، فالذلة على المؤمنين من علامات حب الله -عز وجل-؛ لأن (أَذِلَّةٍ عَلَى) تتضمن معنى الشفقة والرحمة، فرفقك بعباد المؤمنين والمسلمين وحب الخير لهم ومراعاتك لمصالحهم من علامات صدق المحبة. (أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)، فهو قوي شديد عليهم، لا يتهاون، ولا يداهن، ولا يركن إليهم، ولا يقول الباطل إرضاء لهم. لذلك كانت قضية الولاء والبراء والحب والبغض من أعظم أدلة وعلامات حب الله -عز وجل-، وغيابها وضعفها أو وجود ما يناقضها من أعظم الأدلة على انتفاء هذه الصفة من القلب، وربما وُجد ضدها، والعياذ بالله، ولذلك تجد المنافقين من أشد الناس بعدًا في هذا الباب، كما قال الله -عز وجل-: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (النساء: 139)، فالمنافق يحب الكفرة، وينصح لهم، ويواليهم على أهل الإيمان، أما حالهم مع المؤمنين فكما قال الله -عز وجل-: (فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ) (الأحزاب: 19) والعياذ بالله، وإذا تمكنوا منهم ساموهم سوء العذاب وعاملوهم بأنواع الإهانة. ولذلك كان النفاق ظاهرًا جليًّا لا يخفى على أهل الإيمان، ومع أنه في القلب إلا أن دلائله لا تخفى على أهل البصائر، فمثل هذا الإنسان لا يحب الله -عز وجل-؛ لأنه يعادي أولياء الله الذين يحبونه ويطيعونه، وهمُّه في الدنيا القدح فيهم والشدة عليهم، وفي نفس الوقت تجده رفيقًا ذليلاً هينًا لينًا مع الكفرة والمنافقين وأعداء الإسلام، وقد يتلبس المنافق باسم الدين أو العلم والدعوة وعلامات النفاق ظاهرة عليه بينة جلية؛ لأنه ذليل للكافرين والمنافقين، يحبهم ويرى نفسه في خندقهم، شديد على أهل الإسلام، بخلاف من وصفهم الله -عز وجل-: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ). انظر إلى شفقة أنس بن النضر -رضي الله عنه- على المسلمين وغيظه من الكفار عندما انهزم المسلمون وفروا في غزوة أحد فقال: "اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني أصحابه- ، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء -يعني المشركين-" [رواه البخاري]، فهو يعتذر عن المؤمنين، ويتبرأ من المشركين، فيدعو للمسلمين أن يقبل الله عذرهم مع أنهم فروا من المعركة وتركوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكنه لا يستطيع إلا أن يرجو لهم أن يكون لهم عذر وتوبة مقبولة. وقد وصف الله -عز وجل- أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل وجودهم ووجود آبائهم، فقال -عز وجل-: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح: 29)، فعلامة المحبة الصادقة لله -عز وجل- أن تحب أولياءه الذين يطيعونه، لا أن تبحث عن زلاتهم وعوراتهم وتتبعها لكي تفسد الأمور عليهم، وفي نفس الوقت تذل للكفار، فالمؤمن الصادق ذليل على المؤمنين شفيق رحيم بهم، شديد على الكفار عزيز عليهم، يتبرأ منهم بمقتضى ما شرع الله -عز وجل- من البراء منهم. وللحديث عن علامات الحب بقيةٌ بإذن الله -عز وجل-. منقــــــــــــــــــــــــــــــــــول
موقع صوت السلف
التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:36 AM.
سبب آخر: التنسيق
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أفعل إن شاء الله ولكن أخشى حدوث اى خطأ فى النقل او فى سياق الحديث فأرجو المتابعه من المراقبين الافاضل لتفادى اى خط أيحدث وإن نقلت او كتبت شىء خطأ يقوموا بتعديله او بتنبيهى عليه جزاكم الله عنا خير الجزاء
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
كيف يحبك الله ؟ ويحبك الناس؟
كتبه/ ياسر عبد التواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فسؤال شغل بعض الصحابة حقـًا كيف يحصل على محبة الله -تعالى-؟! وكيف يحصل أيضًا على سؤال يكشف عن طبيعة بشرية ترغب في أن تعيش بحب، يحبه الله ويحبه الناس! ورابط خفي بين أن يحبك الله -تعالى- ويحبك الناس؛ فالناس: خلق الله -تعالى-، وأحب الخلق إلى الله -تعالى- أنفعهم لخلقه، فكلما نفعت الخلق أحبك الخالق. وهنا عن هذه المسألة يسأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- كما روى أبو العباس -سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: "أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِيَ اللَّهُ وَأَحَبَّنِيَ النَّاسُ." فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ)" (روا ابن ماجه، وصححه الألباني). والزهد وهو لغة: الإعراض عن الشيء احتقارًا، وشرعًا الاقتصار على قدر الضرورة مما يتيقن حله. والله -سبحانه وتعالى- يحب من أطاعه، ومحبته مع محبة الدنيا لا يجتمعان، وذلك لأن القلب بيت الرب فلا يحب أن يشرك في بيته غيره، ومحبتها الممنوعة هي إيثارها بنيل الشهوات لا لفعل الخير والتقرب بها، عن سهل بن سعدٍ الساعدي -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ) (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني). والتخفف من الدنيا دأب الصالحين، صحيح أنه لا حرج من التنعم بالمباحات، ولا الاستفادة من الأموال، لكن عز أن تجد من يفعل ذلك وهو زاهد في الدنيا بحيث تكون في يده ولا تكون في قلبه، عن عمرو بن عوف الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ لاَ الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ) (رواه البخاري ومسلم). الانخراط المفضي إلى التقصير والنسيان والركون ولابد. وها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضرب لنا المثل بنفسه الشريفة -فداه أبي وأمي- في زهده في الدنيا، وعظيم إعراضه عن زخرفها، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (يَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَاكَ عِنْدِي ذَهَبٌ أَمْسَى ثَالِثَةً عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلاَّ دِينَارًا أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ إِلاَّ أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا -حَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ- وَهَكَذَا -عَنْ يَمِينِهِ- وَهَكَذَا -عَنْ شِمَالِهِ-) (رواه البخاري ومسلم)، وعن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: (مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-) (رواه مسلم)، وفي رواية: (مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ الْبُرِّ ثَلاَثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حَتَّى قُبِضَ) (رواه البخاري). وعن عروة -رضي الله عنه- عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت تقول: (وَاللَّهِ يَا ابْنَ أُخْتِي إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَارٌ -قَالَ- قُلْتُ يَا خَالَةُ فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ قَالَتِ الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أَلْبَانِهَا فَيَسْقِينَاهُ) (متفق عليه). وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ) أي: من الدنيا (يُحِبُّكَ النَّاسُ)؛ لأن قلوبهم مجبولة على حبها مطبوعة عليها، ومن نازع إنسانـًا في محبوبه كرهه وقلاه، ومن لم يعارضه فيه أحبه واصطفاه، ولهذا قال الحسن البصري -رحمه الله-: "لا يزال الرجل كريمًا على الناس حتى يطمع في دنياهم فيستخفون به ويكرهون حديثه". ألا ما أشد بخل الإنسان وما أعظم شحه... إنه لا يقبل أن ينازعه أحد فيما يملك؛ لذا فإنه يحب ويميل إلى من لا يطمع فيما في يديه، قال -تعالى-: (قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا) (الإسراء:100)، ومن هنا كانت تضحيات الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، وما قدموه من بذل وعمل وجهاد وهجرة كانت أعمالاً مقدرة عظيمة؛ عز أن تجد مثلها، بل ولا يقارن بين بعض من أنفق منهم قبل الفتح وقاتل، وهذا ما لفت إليه القرآن الكريم فقال -تعالى-: (وَمَا لَكُمْ أَلا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (الحديد:10). وكذلك تضحيات الأفاضل من الأنصار الذين بذلوا كل غال نفيس في قمة سامقة من البذل والإيثار حيث مدحهم ربهم فقال: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9). وكذا كان المهاجرين على نفس الدرجة من السمو فزهدوا فيما في يد إخوانهم وتعففوا، وكانت كلمة عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- لأخيه سعد بن الربيع -رضي الله عنه- لما عرض عليه مشاطرته لماله، وتطليقه لأهله؛ ليعطيه ذلك فقال: "بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق فتاجر حتى أغناه الله -تعالى-". وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الأَمِينُ أَمَّا هُوَ فَحَبِيبٌ إِلَيَّ وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ: (أَلا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟) وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ فَقُلْنَا: "قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ". ثُمَّ قَالَ: (أَلا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟) فَقُلْنَا: "قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ" ثُمَّ قَالَ: (أَلا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟) قَالَ: فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: (عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً وَلا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ). الله أكبر حتى لو سقط سوط أحدهم لاستغنى عن أن يطلب من الناس أن يناوله له!! وقيل لبعض أهل البصرة: من سيدكم؟ قال: الحسن. قال: بم سادكم؟ قال: احتجنا لعلمه، واستغنى عن دنيانا".
موقع صوت السلف
التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:37 AM.
سبب آخر: التنسيق
تعليق