رد: أجمل ما يمكن أن تقرأ في تفسير سورة البقرة
اسمحوا لي أيها الأحبة أن أواصل هذه الليلة نفس الموضوع الكبير الجليل وفي قضية القرآن الأولى ألا وهي قضية الإيمان بالله جل وعلا ، ألا وهي قضية إفراد الحق سبحانه وتعالى بالألوهية والعبادة ،
بل هي القضية التي من أجلها خلق الله السماء والأرض، والجنة والنار،وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، بل من اجلها شرع الجهاد، وبها يتمايز الناس في الدنيا والآخرة إلى فريقين فريقِ مؤمنِ أو فريق إيمان لا نفاق فيه، وفريق نفاقِ لا إيمان فيه، وفي الآخرة إلى فريقين أيضاً فريقِ في الجنة وفريقٍ في السعير،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "أصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله، وهو إقرارٌ بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دلَّ على عدمه أو ضعفه، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه وهي تصديقٌ لما في القلب ودليلٌ عليه، وشاهدٌ له وهي شعبةٌ (أي الأعمال الظاهرة) من مجموع الإيمان المطلق وبعضٌ له، لكن ما في القلب هو الأصل لما على الجوارح
فشيخ الإسلام - رحمه الله- طالما ما فرق في كتبه بين الإيمان المطلق، ومطلق الإيمان،
فالإيمان المطلق هو الإيمان الكامل التام، أما مطلق الإيمان فهو أصل الإيمان فحسب
يقول شيخ الإسلام وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح،
فكلنا يحفظ أن لكل فعل رد فعل فإذا استقر الإيمان في القلب فلابد أن يظهر ذلك على الجوارح، لابد أن يظهر في الأعمال والأقوال، فلابد أن تترجمه الجوارح
ويقول وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دلَّ على عدمه أو ضعفه ، وانتبه لتلك الكلمتين دلَّ على عدمه أو ضعفه أي يدل على عدم وجود الإيمان بالكلية، أو وجود الإيمان مع ضعفه
إذن فهناك فرق بين الإيمان المطلق وبين مطلق الإيمان
وتدبر معي قوله أيضاً في موضعٍ أخر، وهي كلماتٍ والله يجب أن نعض عليها بالنواجز لحسم هذا الخلاف الطاحن في قضية الإيمان
يقول شيخ الإسلام أيضاً "فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً لزم ضرورةً صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق كما قال أئمة أهل الحديث قولٌ وعملٌُ -أي الإيمان قول وعمل- قولٌ باطنٌ وظاهرٌ، وعملٌ باطنٌ وظاهرٌ، والظاهر تابعٌ للباطن لازمٌ له، متى صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد الباطن فسد الظاهر،
فلا يصح أن نقول أن القلب ملئ بالإيمان والجسد بعيدٌ عن الإعمال، أو لا يستجيب لهذه الأعمال، انظروا إلى هذا التلازم بين الظاهر والباطن عند آهل السنة
ولذلك يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) كما في حديث النعمان بن بشير ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
فإذا صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد الباطن فسد الظاهر، فالتلازم موجود بين الظاهر والباطن عند آهل السنة
ويبقى الآن سؤالٌ خطيرٌ جداً ولطالما أُثير ولا زال يثار ألا وهو
ما حكم تارك الأركان العملية الأربعة الصلاة والصيام والزكاة والحج ؟
والجواب أيها الأفاضل : في ترك المباني الأربعة والأركان الأربعة خلافٌ ونزاعٌ مشهورٌ بين أئمة آهل السنة يقول شيخ الإسلام - طيب الله ثراه- وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأتِ بالشهادتين فهو كافر، وأما الأعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها ونحن إذا قلنا آهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب فإنما نريد به المعاصي كالزنا وشرب الخمر، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاعٌ مشهور
ففي أحدى الروايات عن الإمام احمد أنه يكفر من ترك واحدةً منها،
وفي رواية ثانية عن الإمام أحمد قال لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة فقط
وفي رواية ثالثة عن الإمام أحمد قال لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة إذا قاتل الإمام عليها ،
وفي رواية رابعة عن الإمام أحمد قال لا يكفر إلا بترك الصلاة
وفيها خلاف مشهور ايضاً بين آهل العلم، فهناك من يكفر تارك الصلاة الجاحد لها المنكر لوجوبها، وهناك من يفسقه إن تركها تكاسلاً وعصياناً
وفي رواية خامسة للإمام أحمد قال لا يكفر بترك شئٍ منهن
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - وهذه أقوالٌ معروفةٌ للسلف
بل ومن نفيس كلام سماحة أستاذنا وشيخنا العلامة ابن باز - رحمه الله تعالى- يقول "من ادعي الإيمان بهذه الاصول ثم لم يؤدي شرائع الإسلام الظاهرة فلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، و لم يصلي، و لم يزكي، و لم يحج مع الإستطاعة ، أو ترك غير ذلك من شعائر الإسلام الظاهرة التي أوجبها الله عليه فإن ذلك دليلٌ على عدم إيمانه أو على ضعف إيمانه،"
انظر على هاتين الكلمتين والتي ذكرهما قبل ذلك الإمام ابن تيمية - طيب الله ثراه- فلابد أن ننتبه إلى دقة الكلمات والألفاظ في هذا المعترك الشديد، والنزال الصعب،
اسمع أيضاً ماذا قال الشيخ قال "قد ينتفي الإيمان بالكلية كما ينتفي بترك الشهادتين إجماعاً، وقد لا ينتفي أصله (أي مطلق الإيمان) ولكن ينتفي كماله وتمامه، لعدم أداءه ذلك الواجب المعين كالزكاة والصيام والحج وما غير ذلك عند الجمهور من آهل العلم فإن تركها فسقٌ وضلالٌ ولكن ليس ردةً عن الإسلام عند أكثرهم إذا لم يجحد وجوبها،(أما إن جحد وجوب أي عملٍ من هذه الأعمال الظاهرة أومن هذه المباني فلا خلاف على كفره) أما الصلاة فذهب قومٌ إلى أن تركها ردةٌ ولو مع الإيمان بوجوبها وهذا أصح قولي آهل العلم ، قال وقال آخرون بل تركها - أي بل ترك الصلاة- كفرٌ دون كفرٍ إذا لم يجحد وجوبها،،"
أرجو الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت في بيان هذه المسألة التي طال فيها الخلاف،
اسمحوا لي أيها الأحبة أن أواصل هذه الليلة نفس الموضوع الكبير الجليل وفي قضية القرآن الأولى ألا وهي قضية الإيمان بالله جل وعلا ، ألا وهي قضية إفراد الحق سبحانه وتعالى بالألوهية والعبادة ،
بل هي القضية التي من أجلها خلق الله السماء والأرض، والجنة والنار،وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، بل من اجلها شرع الجهاد، وبها يتمايز الناس في الدنيا والآخرة إلى فريقين فريقِ مؤمنِ أو فريق إيمان لا نفاق فيه، وفريق نفاقِ لا إيمان فيه، وفي الآخرة إلى فريقين أيضاً فريقِ في الجنة وفريقٍ في السعير،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "أصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله، وهو إقرارٌ بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دلَّ على عدمه أو ضعفه، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه وهي تصديقٌ لما في القلب ودليلٌ عليه، وشاهدٌ له وهي شعبةٌ (أي الأعمال الظاهرة) من مجموع الإيمان المطلق وبعضٌ له، لكن ما في القلب هو الأصل لما على الجوارح
فشيخ الإسلام - رحمه الله- طالما ما فرق في كتبه بين الإيمان المطلق، ومطلق الإيمان،
فالإيمان المطلق هو الإيمان الكامل التام، أما مطلق الإيمان فهو أصل الإيمان فحسب
يقول شيخ الإسلام وما كان في القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح،
فكلنا يحفظ أن لكل فعل رد فعل فإذا استقر الإيمان في القلب فلابد أن يظهر ذلك على الجوارح، لابد أن يظهر في الأعمال والأقوال، فلابد أن تترجمه الجوارح
ويقول وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دلَّ على عدمه أو ضعفه ، وانتبه لتلك الكلمتين دلَّ على عدمه أو ضعفه أي يدل على عدم وجود الإيمان بالكلية، أو وجود الإيمان مع ضعفه
إذن فهناك فرق بين الإيمان المطلق وبين مطلق الإيمان
وتدبر معي قوله أيضاً في موضعٍ أخر، وهي كلماتٍ والله يجب أن نعض عليها بالنواجز لحسم هذا الخلاف الطاحن في قضية الإيمان
يقول شيخ الإسلام أيضاً "فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً لزم ضرورةً صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق كما قال أئمة أهل الحديث قولٌ وعملٌُ -أي الإيمان قول وعمل- قولٌ باطنٌ وظاهرٌ، وعملٌ باطنٌ وظاهرٌ، والظاهر تابعٌ للباطن لازمٌ له، متى صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد الباطن فسد الظاهر،
فلا يصح أن نقول أن القلب ملئ بالإيمان والجسد بعيدٌ عن الإعمال، أو لا يستجيب لهذه الأعمال، انظروا إلى هذا التلازم بين الظاهر والباطن عند آهل السنة
ولذلك يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) كما في حديث النعمان بن بشير ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
فإذا صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد الباطن فسد الظاهر، فالتلازم موجود بين الظاهر والباطن عند آهل السنة
ويبقى الآن سؤالٌ خطيرٌ جداً ولطالما أُثير ولا زال يثار ألا وهو
ما حكم تارك الأركان العملية الأربعة الصلاة والصيام والزكاة والحج ؟
والجواب أيها الأفاضل : في ترك المباني الأربعة والأركان الأربعة خلافٌ ونزاعٌ مشهورٌ بين أئمة آهل السنة يقول شيخ الإسلام - طيب الله ثراه- وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأتِ بالشهادتين فهو كافر، وأما الأعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها ونحن إذا قلنا آهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب فإنما نريد به المعاصي كالزنا وشرب الخمر، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاعٌ مشهور
ففي أحدى الروايات عن الإمام احمد أنه يكفر من ترك واحدةً منها،
وفي رواية ثانية عن الإمام أحمد قال لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة فقط
وفي رواية ثالثة عن الإمام أحمد قال لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة إذا قاتل الإمام عليها ،
وفي رواية رابعة عن الإمام أحمد قال لا يكفر إلا بترك الصلاة
وفيها خلاف مشهور ايضاً بين آهل العلم، فهناك من يكفر تارك الصلاة الجاحد لها المنكر لوجوبها، وهناك من يفسقه إن تركها تكاسلاً وعصياناً
وفي رواية خامسة للإمام أحمد قال لا يكفر بترك شئٍ منهن
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - وهذه أقوالٌ معروفةٌ للسلف
بل ومن نفيس كلام سماحة أستاذنا وشيخنا العلامة ابن باز - رحمه الله تعالى- يقول "من ادعي الإيمان بهذه الاصول ثم لم يؤدي شرائع الإسلام الظاهرة فلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، و لم يصلي، و لم يزكي، و لم يحج مع الإستطاعة ، أو ترك غير ذلك من شعائر الإسلام الظاهرة التي أوجبها الله عليه فإن ذلك دليلٌ على عدم إيمانه أو على ضعف إيمانه،"
انظر على هاتين الكلمتين والتي ذكرهما قبل ذلك الإمام ابن تيمية - طيب الله ثراه- فلابد أن ننتبه إلى دقة الكلمات والألفاظ في هذا المعترك الشديد، والنزال الصعب،
اسمع أيضاً ماذا قال الشيخ قال "قد ينتفي الإيمان بالكلية كما ينتفي بترك الشهادتين إجماعاً، وقد لا ينتفي أصله (أي مطلق الإيمان) ولكن ينتفي كماله وتمامه، لعدم أداءه ذلك الواجب المعين كالزكاة والصيام والحج وما غير ذلك عند الجمهور من آهل العلم فإن تركها فسقٌ وضلالٌ ولكن ليس ردةً عن الإسلام عند أكثرهم إذا لم يجحد وجوبها،(أما إن جحد وجوب أي عملٍ من هذه الأعمال الظاهرة أومن هذه المباني فلا خلاف على كفره) أما الصلاة فذهب قومٌ إلى أن تركها ردةٌ ولو مع الإيمان بوجوبها وهذا أصح قولي آهل العلم ، قال وقال آخرون بل تركها - أي بل ترك الصلاة- كفرٌ دون كفرٍ إذا لم يجحد وجوبها،،"
أرجو الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت في بيان هذه المسألة التي طال فيها الخلاف،
تعليق