إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

    ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى (111) ﴾ البقرة

    كل إنسان يتوهَّم أنه على حق وحده وما سواه على باطل،
    وأن الجنَّة له وحده وأن ما سواه إلى جهنَّم،
    فهذا ضيقٌ في الأفق، وهذا تحجيرٌ لرحمة الله عزَّ وجل:

    ﴿ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) ﴾

    إذا قال الإنسان: أنا مؤمن . عليه أن يقدِّم بُرهاناً،
    إذا قال: أنا ملتزم، أين التزامك ؟ أنا ورع، أين ورعك ؟ أنا مسلم، أين إسلامك ؟ أنا تقي، أين تقواك ؟ أنا محسن أين إحسانك ؟

    هذه الازدواجيَّة تجدها عند معظم الناس،
    إذا حدَّثك تُعجب بكلامه فإذا عاملك يسقط كلامه عندك،
    وحينما يكون الناس ذوو كلام طَيِّب وفعل قبيح يسقطون من عين الله،

    اجلس الآن في أي مجلس تجد فيه تبادل مديح، فإذا تفرَّق هؤلاء من المجلس طعن بعضهم ببعض إنه نفاق،
    هذا الذي تمدحه في وجهه لماذا تذمُّه في غيبته ؟ ولماذا تمدحه وأنت تعلم أنه ليس على حق ؟ لماذا تمدحه وتعلم أنه فاسق ؟

    تفسير النابلسي

    تعليق


    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

      بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة : 112]

      ذكر سبحانه وتعالى البرهان الجلي العام لكل أحد, فقال:
      { بَلَى } أي: ليس بأمانيكم ودعاويكم, ولكن
      { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } أي: أخلص لله أعماله, متوجها إليه بقلبه،
      { وَهُوَ } مع إخلاصه
      { مُحْسِنٌ } في عبادة ربه, بأن عبده بشرعه, فأولئك هم أهل الجنة وحدهم.
      { فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ } وهو الجنة بما اشتملت عليه من النعيم،
      { وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
      فحصل لهم المرغوب, ونجوا من المرهوب.

      ويفهم منها, أن من ليس كذلك, فهو من أهل النار الهالكين،
      فلا نجاة إلا لأهل الإخلاص للمعبود, والمتابعة للرسول.

      تفسير السعدي

      تعليق


      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

        بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة : 112]

        العمل المقبول عند الله- تعالى- يجب أن يتوفر فيه أمران:
        أولهما: أن يكون خالصا لله وحده.
        ثانيهما: أن يكون مطابقا للشريعة التي ارتضاها الله تعالى وهي شريعة الإسلام.

        فمتى كان العمل خالصا ولم يكن صوابا لم يتقبل، ولهذا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»

        فعمل الرهبان ومن شابههم وإن فرض أنهم مخلصون فيه لله فإنه لا يتقبل منهم حتى يكون ذلك متابعا للرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم المبعوث فيهم وإلى الناس كافة،

        وفي أمثالهم قال الله- تعالى ((وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً))


        وأما إن كان العمل موافقا للشريعة في الصورة الظاهرة، ولكن لم يخلص عامله القصد لله، فهو أيضا مردود على فاعله، وهذا حال المرائين والمنافقين

        ولهذا قال تعالى: ((فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً))

        تفسير بن كثير

        تعليق


        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

          ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ (112) ﴾ البقرة

          أي وجدته مطيعاً لله،
          وجدته وقَّافاً عند كلام الله،
          وجدته مؤتمراً بما أمر الله منتهياً عما نهى الله عنه،
          يرتاد بيوت الله، يبتعد عن أماكن اللهو،
          ويجعل دخله حلالاً، ويبتعد عن الدخل الحرام، ويُقيم الإسلام في بيته،
          إذا حدَّثك فبالقرآن والسنة،
          وإن نظر ضبط بصره وغَضَّه عن محارم الله،
          وإن استمع لا يستمع إلى منكر،
          إن نطق لا ينطق إلا بالحق،
          إن تكلَّم ذكر الله وإن سكت فكَّر في خلق الله،
          وإن رأى أدرك العبرة مما يرى .

          فقد سُئلت السيدة عائشة عن خلق رسول الله فقالت:
          (كان خُلُقُه القرآن)
          رواه مسلم

          تفسير النابلسي

          تعليق


          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

            ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ (112) البقرة

            ﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾

            هذه الكلمة مطلقة،

            محسن في كل شيء

            محسن في عمله المهني، محسن في بيته،
            محسن في أفراحه، الفرح لا يستخفُّه،
            محسن في أحزانه، الحزن لا يسحقه،
            إنفاقه ولو كان غنياً ينفق الدرهم في مكانه الصحيح،
            محسن في كسب ماله لا يُخادع الناس، ولا يغشُّهم، ولا يحتال عليهم، ولا يأكل المال الحرام، ولا يأكل المال بالخِداع،

            فكلمة﴿ مُحْسِنٌ ﴾ مطلقة

            لذلك حينما يموت المؤمن تبكي عليه السماء والأرض،
            والكافر إذا مات لا تبكي عليه السماء ولا الأرض

            قال تعالى:
            ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ (29) ﴾(سورة الدخان)

            تفسير النابلسى

            تعليق


            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

              ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ (112) ﴾ البقرة

              فالاستسلام هو الاستقامة، والإحسان هو العطاء،

              وكل واحد منا لو سأل نفسه هذا السؤال:
              يا نفس ماذا قدَّمتِ ليوم القيامة ؟
              ماذا قدَّمت للمسلمين ؟
              ما العمل الذي يمكن أن تعرضيه على الله عزَّ وجل ؟

              هذا سؤال دقيق .

              هناك إنسان يعيش لذاته، وهناك إنسان يعيش للآخرين،
              فقيمتك عند الله تساوي عملك الصادق، وأنت في الدنيا هنا من أجل العمل الصالح .

              ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ (112) ﴾
              إسلام الطاعة وإسلام الإخلاص،
              أي أنه أطاع الله مخلصاً ثمَّ أعطى مما أعطاه الله،
              المؤمن الصادق يقدِّم جزءاً من اختصاصه، ومن حرفته، ومن خبرته، مما مكَّنه الله منه
              لوجه الله عزَّ وجل،
              فالطبيب يعالج المرضى الفقراء لوجه الله،
              والمحامِي المؤمن يتولَّى قضايا لأُناس فقراء لوجه الله،
              والتاجر المؤمن يؤدي زكاة ماله وينصح المسلمين،

              ومن كانت هذه صفته :
              ((فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)) البقرة

              تفسير النابلسي

              تعليق


              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ (113) ﴾

                والكتاب واحد:

                ﴿ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ (113) ﴾

                بربكم أليس هذا واقع المسلمين ؟

                كتاب واحد، نبيٌ واحد، سُنَّةٌ واحدة،
                هدفٌ واحد، ومنهج واحد، وإله واحد .
                والمسلمون فرق وطوائف،
                كلٌ يدعي أنه وحده على الحق .
                وكلٌ يطعن بالآخرين.

                هدف ذكر قصة بني إسرائيل في القرآن لكي نأخذ حذرنا،

                فكل مرضٍ وقع فيه بنو إسرائيل نحن مرشَّحون أن نقع فيه،
                وهذا مرض من الأمراض :
                الفرقة، والتنازع، والطعن، والتكفير .


                الاختلاف أنواع:

                هناك اختلافٌ أساسه نقص المعلومات، وهذا الاختلاف سهل جداً يعالج بالمعلومات

                وهناك اختلافٌ أساسه الحَسَد، والبَغي، وتنازع المصالح والمراكز
                ﴿ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ (19)﴾سورة آل عمران

                الاختلاف الثالث اختلاف محمود، اختلاف التنافُس على بلوغ أعلى درجات الجنَّة .
                ﴿ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ (213) ﴾سورة البقرة

                تفسير النابلسي

                تعليق


                • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                  ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (113) ﴾ البقرة

                  من الذي سيحكم بينهم ؟
                  الله عزَّ وجل،

                  ومن الذي كلمته هي الفاصلة ؟
                  ومن الذي يقول: أنتم على حق وأنتم على باطل وانتهى الأمر ؟
                  هو الله عزَّ وجل،

                  فلذلك لنا وقفةٌ يوم القيامة،
                  أنت ادّعِ ما شئت، وامدح نفسك بما شئت، وأسبغ على شخصك كل صفات القداسة،
                  كلام بكلام،
                  لكن الله متكفِّلٌ أن يفصل بينك وبين الآخرين يوم القيامة،

                  جعل الله عزَّ وجل يوم القيامة يوم الفصل، ويوم الدينونة، ويوم الحق .

                  ﴿ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) ﴾ البقرة

                  والله عزَّ وجل هو الحكم،
                  وهو يعلم السرَّ وأخفى،
                  يعلم حقيقة العمل،

                  تفسير النابلسي

                  تعليق


                  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ[البقرة : 114]

                    أي: لا أحد أظلم وأشد جرما, ممن منع مساجد الله, عن ذكر الله فيها, وإقامة الصلاة وغيرها من الطاعات.

                    {وَسَعَى}
                    أي: اجتهد وبذل وسعه

                    {فِي خَرَابِهَا}
                    الحسي والمعنوي،
                    فالخراب الحسي: هدمها وتخريبها, وتقذيرها،
                    والخراب المعنوي: منع الذاكرين لاسم الله فيها،

                    وهذا عام, لكل من اتصف بهذه الصفة .
                    فجازاهم الله, بأن منعهم دخولها شرعا وقدرا, إلا خائفين ذليلين,
                    فلما أخافوا عباد الله, أخافهم الله

                    {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ}
                    أي: فضيحة وعار

                    {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

                    وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه, فلا أعظم إيمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية,
                    كما قال تعالى:
                    {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}

                    بل قد أمر الله تعالى برفع بيوته وتعظيمها وتكرريمها,
                    فقال تعالى:
                    {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}

                    تفسير السعدي

                    تعليق


                    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                      ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) ﴾ البقرة

                      سواءٌ اتجه المسلمون إلى بيت الله الحرام فثمَّ وجه الله،
                      أو حينما اتجهوا إلى بيت المقدس فثمَّ وجه الله،
                      وإذا صليت في ليلةٍ غائمةٍ ولم تهتدِ إلى القبلة، فصليت باجتهادك، ثم تبيَّن لك أن هذا الاجتهاد غير صحيح فالصلاة مقبولة، فثم وجه الله،
                      ولو كنت مسافراً فقبلتك جهة دابَّتك،
                      ولو كنت خائفاً فقبلتك جهة أَمْنِكَ،
                      أو مريضاً لا سمح الله فقبلتك جهة راحتك
                      (النابلسي)


                      ((إن الله واسع عليم))

                      يوسع على عباده في دينهم ، ولا يكلفهم ما ليس في وسعهم .
                      ويسع علمه كل شيء .
                      وهو الجواد الذي يسع عطاؤه كل شيء ،
                      وهو واسع المغفرة أي لا يتعاظمه ذنب .
                      وهو المتفضل على العباد وغني عن أعمالهم.
                      (من تفسير القرطبي)


                      ((إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(115))

                      يسع خلقه كلهم بالكفاية والإفضال والجود والتدبير .
                      عليم بأفعالهم لا يغيب عنه منها شيء ولا يعزب عن علمه ، بل هو بجميعها عليم.
                      (من تفسير الطبري)

                      تعليق


                      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                        وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ [البقرة : 116]

                        { وَقَالُوا }
                        أي: اليهود والنصارى والمشركون, وكل من قال ذلك:
                        { اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا }
                        فنسبوه إلى ما لا يليق بجلاله وهو - تعالى - قد حلم عليهم, وعافاهم, ورزقهم مع تنقصهم إياه.
                        { سُبْحَانَهُ }
                        أي: تنزه وتقدس عن كل ما وصفه به المشركون والظالمون مما لا يليق بجلاله،

                        فسبحان من له الكمال المطلق, من جميع الوجوه,
                        الذي لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه.

                        ومع رده لقولهم, أقام الحجة والبرهان على تنزيهه عن ذلك فقال:

                        { بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
                        أي: جميعهم ملكه وعبيده, يتصرف فيهم تصرف المالك بالمماليك, وهم قانتون له مسخرون تحت تدبيره،
                        فإذا كانوا كلهم عبيده, مفتقرين إليه, وهو غني عنهم, فكيف يكون منهم أحد, يكون له ولدا, والولد لا بد أن يكون من جنس والده, لأنه جزء منه.
                        والله تعالى المالك القاهر,
                        وأنتم المملوكون المقهورون, وهو الغني وأنتم الفقراء،
                        فكيف مع هذا, يكون له ولد؟
                        هذا من أبطل الباطل .

                        والقنوت نوعان:
                        قنوت عام:
                        وهو قنوت الخلق كلهم, تحت تدبير الخالق،
                        وخاص:
                        وهو قنوت العبادة.
                        فالنوع الأول كما في هذه الآية،
                        والنوع الثاني: كما في قوله تعالى: { وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ }

                        تفسير السعدي


                        عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
                        قال الله تعالى : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فيزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان ، وأما شتمه إياي فقوله : لي ولد . فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا " .. انفرد به البخاري

                        وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
                        " لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ; إنهم يجعلون له ولدا ، وهو يرزقهم ويعافيهم " .

                        تعليق


                        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                          بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [البقرة : 117]

                          مبدعها وخالقها علي غير مثال سابق

                          يقول الطبري :

                          فمعنى الآية إذًا: وقالوا اتخذ الله ولدا ،
                          سبحانه أن يكون له ولد!

                          بل هو مالك السموات والأرض وما فيهما
                          كل ذلك مقر له بالعبودية بدلالته على وحدانيته.

                          وأنى يكون له ولد ،
                          وهو الذي ابتدع السموات والأرض من غير أصل ،
                          كالذي ابتدع المسيح من غير والد بمقدرته وسلطانه ،

                          الذي لا يتعذر عليه به شيء أراده!
                          بل إنما يقول له إذا قضاه فأراد تكوينه: " كن " ، فيكون موجودا كما أراده وشاءه.

                          فكذلك كان ابتداعه المسيح وإنشاؤه ، إذْ أراد خلقه من غير والد.

                          تعليق


                          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                            ((وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ (118))سورة البقرة

                            وكأن كل المعجزات التي أيد الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم لم تكن كافية لإقناعهم .
                            مع أن القرآن كلام معجز وقد أتى به رسول أمي .
                            سألوه عن أشياء حدثت فأوحى الله بها إليه بالتفصيل .

                            جاء القرآن ليتحدى في أحداث المستقبل وفي أسرار النفس البشرية .
                            وكان ذلك يكفيهم لو أنهم استخدموا عقولهم
                            ولكنهم أرادوا العناد كلما جاءتهم آية كذبوا بها وطلبوا آية أخرى
                            (الشعراوي)

                            ﴿كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْْ﴾

                            الأقوام السابقة رأوا البحر أصبح طريقاً يبساً،
                            وهناك من رأى ناقةً خرجت من الجبل،
                            ومن رأى نبياً كريماً وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام أُلقي في النار فلم يحترق،

                            هناك أقوامٌ كثيرون رأوا معجزاتٍ حسيَّةً فلم يؤمنوا،
                            فالذي لا تهزُّه آيات الكون لا يهزُّه خرقُها .

                            ﴿تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾

                            أي أن قلوب الشاردين عن الله متشابهة،
                            وأقوالهم متشابهة،
                            ومواقفهم هيَ هي،
                            والكافر هو هوَ، والمنافق هو هوَ
                            في كل زمان ومكان
                            (النابلسي)

                            ﴿قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾

                            قد وضحنا العلامات الدالة على صدق الرسل بما لا يحتاج معها إلى سؤال آخر وزيادة أخرى .

                            فكل موقن, قد عرف من آيات الله الباهرة, وبراهينه الظاهرة, ما حصل له به اليقين, واندفع عنه كل شك وريب.
                            (السعدي)

                            تعليق


                            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                              إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۖ وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ [البقرة : 119]

                              المرسِل هو الله الرحمن الرحيم

                              أرسل من ؟ أرسل سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين وصفه الله فقال : (( وإنَّك لعلي خلق عظيم ))

                              أرسله لمن ؟ أرسله للناس كافة
                              أرسله لي ولك

                              ليخرجنا من ظلمات الشرك والجهل الي نور التوحيد والعلم

                              فما ترك شيئا يقربنا الي الله إلا أمرنا به وما ترك شيئا يبعدنا عن الله إلا نهانا عنه

                              جاء بالدين الحق الشامل لكل نواحي الحياة في عبادتنا ومعاملاتنا ومعاشراتنا وأخلاقنا حتي مع الحيوان والطير والجماد

                              علمنا كيف نسعد في الدنيا والآخرة

                              أرسله الله بالحق بشيرا لمن أطاعه بالسعادة في الدنيا والآخرة
                              ونذيرا لمن عصاه بالشقاء في الدنيا والآخرة

                              فكان حريصا علي هداية الناس
                              وكان متواصل الأحزان علي أحوال الناس وبعدهم عن الله
                              فقال الله له :
                              (( وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ))

                              لما رآه مهلك نفسه حتي يؤمن الناس ويدخلوا في دين الله وينعموا برضوان الله

                              صلي الله عليك يا سيدي يا رسول الله

                              تعليق


                              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                                ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (120)﴾ البقرة

                                أي ليس في الإسلام مجاملات، ولا مداهنة،
                                فالحق حق والباطل باطل

                                ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى(120)﴾

                                هدى الله الذي جاءني هو وحده الهدى

                                ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) ﴾

                                أحياناً يجتهد الإنسان اجتهاداً خاطئاً أن يجامل الشاردين عن الله عزَّ وجل،
                                فيقول في نفسه: آخذ شيئاً مما عندهم، واستفيد منهم .

                                كلمة دقيقة ومثل بليغ:
                                إذا بلعت السفينة من ماء البحر شيئاً فالبحر سوف يبتلعها كلَّها،

                                فليحافظ المؤمن على استقامته، وعلى طهارته، وعلى صفاء قلبه، وعلى طاعته لله عزَّ وجل،
                                والله هو الفعَّال

                                النابلسي


                                تعليق

                                يعمل...
                                X