إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

    ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ (128)﴾ سورة البقرة

    شاع الآن منهج جديد بين المسلمين، منهجٌ ليس من صُلب هذا الدين،
    وهو أنه لماذا أمرنا الله بكذا ؟ أقنعني !!

    أليس هذا الأمر في آيةٍ قرآنيةٍ ؟
    ألا تؤمن أنت أن هذا القرآن كلام الله عزَّ وجل ؟ وأن هذا القرآن قطعي الثبوت ؟ وهذه الآية قطعيَّة الدلالة ؟
    فأنت عليك أن تطبِّق،

    لكن الله جلَّ جلاله إكراماً لمن كان عبداً له، طائعاً، منصاعاً، مستسلماً، يكشف له حكمة هذا الأمر،
    فيجمع العبد عندئذٍ بين فضل العابد الذي استسلم لأمر الله، وعلم العالم الذي فقه حكم الله عزَّ وجل


    ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ (128)﴾ البقرة
    وقال:
    ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ ( سورة الأحزاب الآية: 36 )

    إن خيارك في المباحات،
    أسافر أو لا أسافر، أشتري هذا البيت أو لا أشتري هذا البيت، أعمل في التجارة أو في الوظيفة، أوافق على هذه الفتاة أن أتزوجها أو لا أوافق،

    أما إذا كان هناك حكم إلهي مقطوعٌ به مجرَّد التفكير في فعله أو عدم فعله ضعفٌ في الإيمان.

    (تفسير النابلسي)

    تعليق


    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

      ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ (128)﴾ سورة البقرة

      هل من الممكن أن يسعد إنسان وابنه شقي ؟ مستحيل .

      فأخطر شيء ينبغي للمسلمين أن يعالجوه تربية أولادهم،
      فأنت تجد أحياناً امرأة محجَّبة وابنتها متفلِّتة في الطريق، وتجد الأب يصلي والابن لا يعتقد بهذا الدين إطلاقاً،
      فحينما يرى الأب ابنه منحرفاً شارداً يشقى بانحرافه، وحينما ترى الأم ابنتها تائهةً ضالَّةً تشقى بشقائها

      لذلك فإن تربية الأولاد من أولويات الحياة وينبغي لنا أن يكون هذا العمل في المرتبة الأولى في حياة المسلمين اليوم
      والسبب أن هناك صوارف لا تنتهي ؛ تصرف ابنك عن دينه، وعن قيَمه، وعن ماضي أُمَّته، وعن سبيل سلامته، وعن سبيل سعادته . صوارف كثيرة جداً، وعقبات كثيرة،
      شمَّة واحدة الآن تجعل هذا الفتى مدمن مخدرات، فيلم واحد يصرفه من الدين الي الزنا .

      فنحن الآن في أمس الحاجة إلى تربية أولادنا، إلى أن يأتوا إلى المساجد،
      فرحِّبوا بالصغار في المساجد واعتنوا بهم، فإن الصغير سبب سعادة الكبير،

      ولا يمكن أن يسعد الإنسان وابنه شقي،
      أي أب يرى ابنه صالحاً مستقيماً، يعرف الله ويخاف الله يدخل إلى قلبه سعادة واللهِ لا يعرفها إلا من ذاقها .

      (تفسبر النابلسي)

      تعليق


      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

        ﴿ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا (128)﴾ سورة البقرة

        المناسك بمعناها العام هو أي عمل يرضي الله،
        بمعناها الخاص الضيق العبادات المكثَّفة التي أُمرنا بها،
        والمنسك هو الطريق، أيْ يا رب أرني الطريق إليك

        ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ (35) ﴾( سورة المائدة)

        هذه مُطلقة،
        فالعمل الصالح وسيلة، والاستقامة وسيلة، وأن تلتقي بأهل الحق وسيلة، وأن تؤاخي أخاً صالحاً في الله يعينك على أمر دينك وسيلة .
        الله عزَّ وجل جعل إليه ألف سبيلٍ وسبيل
        فالصلاة سبيل، والصيام سبيل، وغض البصر سبيل، والزواج الصالح سبيل إلى الله، والأبوَّة والأمومة سبيل إلى الله، والبنوَّة الطيبة أيضا سبيل الي الله
        وأن تنصح المسلمين، وأن تكون صادقاً معهم، وأن ترحمهم، وأن تقدِّم لهم خدمة كل ذلك سبل الي الله
        وأن تكف شهواتك عما لا يرضي الله سبيل إلى الله

        وهناك مناسك مكثَّفة ؛ الصلاة، والزكاة، والحج، فهذه المناسك طرق إلى الله سالكة،

        وإذا أنقذ الإنسان نملة وهو يتوضَّأ فهذا سبيل إلى الله، وإذا أطعم هرَّة جائعة فهذا سبيل إلى الله، وإذا وضع على السطح طعاماً للطيور فهو سبيل إلى الله، وإذا نصح مسلماً فأيضاً سبيل إلى الله، وإذا كفَّ أذاه عن إنسان فإنه سبيل إلى الله،

        وإذا رحم زوجته أو أمه وأباه وإذا أخلص في عمله وإذا نصح المسلمين فكلها سبيل إلى الله .

        ففي كل لحظة هناك آلاف السبل إلى الله عزَّ وجل

        (تفسير النابلسي)

        تعليق


        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

          ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)﴾ سورة البقرة

          لا يمكن أن تتوب إلا إذا علمت أنك مذنب،
          ولا تعلم أنك مذنب إلا إذا طلبت العلم،
          وإن علمت أنك مذنب وعرفت ما ينتظر هذا المذنب من عقاب فالآن تتوب،
          والتوبة إقلاع فوري وعزم أن لا تعود وإصلاح للماضي، مع شعور بالندم على ما اقترف من ذنب

          ﴿ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا (160)﴾(سورة البقرة)

          التائب من الذنب كمن لا ذنب له،
          فالتائب يشعر أن جبالاً قد أُزيحت عن كاهله بكلمةٍ واحدة: يا رب لقد تبت إليك

          ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ﴾(سورة الزمر الآية: 53)


          ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ (128)﴾ البقرة
          توَّاب صيغة مبالغة، أي يتوب عليك مهما كبرت ذنوبك، ومهما كثرت

          تفسير النابلسي

          تعليق


          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

            ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ (129)﴾ البقرة

            هو أبو الأنبياء عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام،
            طموح هذا النبي أن يبقى الحق مستمراً:
            ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)﴾

            قال عليه الصلاة والسلام: " أنا بشارة أخي عيسى ودعوة أبي إبراهيم " .

            فسيدنا إبراهيم دعا أن يبعث الله في هذه الأمة التي من نسله ـ نحن من نسل إسماعيل ـ رسولاً:
            ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ (129)﴾

            الآية العلامة،
            يتلو عليهم ما يدلُّ عليك،
            والكون كله يدل على الله عزَّ وجل .

            لذلك الآيات أنواع ثلاثة: آيات كونيَّة، وآيات قرآنيَّة، وآيات تكوينيَّة .
            فيُعرف الله عزَّ وجل من آياته الكونيَّة أي من خلقه، ومن آياته التكوينيَّة أي من أفعاله، ومن آياته القرآنيَّة أي من كلامه،
            فكلامه يدل عليه، وأفعاله تدل عليه، وخلقه يدل عليه .

            تفسير النابلسي

            تعليق


            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

              رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [البقرة : 129]

              هذا دعاء نبي الله ابراهيم عليه السلام
              وقد أثمر الدعاء واستجاب الله واكرمنا بالحبيب صلي الله عليه وسلم

              فأين دعائك
              فلا تدري لعل الله يستجيب ويرزق الأمة من ذريتك من يجدد لها دينها وينهض بها .

              فاصدق الله في نيتك ودعائك واطلب بصدق ان يخرج الله من ذريتك من يقوم بإصلاح الأمة
              وخذ بأسباب ذلك من خلال الأكل الحلال والعفة وتربية الأولاد علي القيادة وتحمل مسئولية هذا الدين

              تعليق


              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ (129)﴾ سورة البقرة

                معنى﴿ مِنْهُمْ ﴾

                لو جاء الرسول مَلَكاً وقال: يا أيها الناس غضوا أبصاركم . فيجيبوه: أنت تقدر عليها لأنك مَلَك، ونحن لسنا بمَلائكة بل نحن بشر .

                أما النبي فبشر مثلنا، يجوع كما نجوع، ويخاف كما نخاف، ويشتهي كما نشتهي،
                ولولا أنه بشر تجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيِّد البشر
                قال:
                (( لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ )) [أحمد والترمذي وابن ماجة عَنْ أَنَسٍ]

                تفسير النابلسي

                تعليق


                • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                  ﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ (129)﴾ سورة البقرة

                  حينما نقصِّر في معرفة الله من خلال آياته ينعكس هذا التقصير على الطاعة،

                  أي أنك إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر ـ دقق ـ تفنَّنت في مخالفة الأمر،

                  وإذا عرفت الأمر وعرفت الآمر ذبت في طاعة الآمر،

                  فلابد من أن تعرف الله قبل أن تعرف أمره:

                  ﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ (129)﴾
                  كي يعرفوك:

                  ﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ (129)﴾
                  الأمر والنهي كي يعبدوك:

                  ﴿ وَالْحِكْمَةَ (129)﴾
                  الإمام الشافعي قال: الحكمة هي السُّنة

                  لأن النبي فسَّر القرآن وبيَّنه:
                  ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ (44)﴾(سورة النحل)

                  فالكتاب هو القرآن والحكمة السُنَّة المبيِّنة

                  تفسير النابلسي

                  تعليق


                  • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                    رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [البقرة : 129]

                    وإنما قال : { فيهم } ولم يقل لهم
                    لتكون الدعوة بمجيء رسول برسالة عامة فلا يكون ذلك الرسول رسولاً إليهم فقط .

                    والحكمة العِلم بالله ودقائق شرائعه وهي معاني الكتاب وتفصيل مقاصده ،
                    وعن مالك : الحكمة معرفة الفقه والدين والاتباع لذلك ،
                    وعن الشافعي الحكمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                    ويزكيهم: أى يطهرهم من أرجاس الشرك ومن كل ما لا يليق التلبس به ظاهرا أو باطنا.

                    ( إنك أنت العزيز الحكيم )
                    أى الذي لا يعجزه شيء القادر علي كل شيء الذي لا يغلب على أمره،

                    الحكيم في أفعاله وأقواله ، فيضع الأشياء في محالها

                    العالم الذي يدبر الأمور على وفق المصلحة

                    تعليق


                    • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                      {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129]

                      وقد استجاب الله عزَّ وجلَّ لدعوته فبعث لنا حبيبنا محمد ليقوم بهذه المهمة ..

                      ولكنه سبحـــانه قدَّم التزكيــــة على العلم، كما جاء في كتابــه الكريــم ..

                      قال تعالى {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151]

                      وكذلك في الآية 164 من آل عمران
                      والآية 2 من سورة الجمعة

                      فبين سبحانه أن التزكية قبل العلم

                      والتزكية هي الطهارة من الشرك والكفر والنفاق .
                      وهي كذلك زيادة الإيمان .

                      فلابد من التخلية قبل التحلية .
                      أي تنظيف الإناء الذي تضع فيه العلم وهو القلب حتى يكون مؤهلاً لتقبُل العلم والعمل به،

                      وبالتزكية يتحقق القلب بالتوحيد والإخلاص ويصل للمنازل العالية من الصبر والشكر والخوف والرجاء والمحبة لله سبحانه وتعالى والصدق مع الله،
                      ويتخلى عن الرياء والعجب والغرور والغضب وغيرها من آفات النفوس .

                      فلا ينبغي أن يقدم شيئا علي تزكية النفس ومعرفة عيوبها والشروع في اصلاحها

                      تعليق


                      • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                        رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [البقرة : 129]

                        كان السلف الصالح يولون أمر تزكية النفس وتطهير القلب إهتمامًا بالغًا، ويقدمونها على سائر الأمور

                        وقد كان الإمام مالك يقول "ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما العلم ما نفع، وعمل به صاحبه "

                        والتزكية لا تكون إلا بمجاهدة النفس

                        يقول تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]

                        وجهاد النفس أصعب بكثير من مجاهدة العدو الخارجي، لإنك قد تتغلب على نفسك مرة ومرات أخرى عديدة تتفلت منك .
                        لذا فقد قال الله تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]

                        واعلم إنك ستواجه عقبات في طريقك لتزكية نفسك. قال تعالى {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ}

                        فنفسك أشبه بالجبل الوعِر، الذي لن تتمكن من تسلقه إلا إذا كنت خفيف الحركة وذلك لن يكون إلا عن طريق ترك التعلُق بالدنيا والذنوب التي تُثقلَّك

                        ومن لم يتزكى فسيقع في شراك نفسه التي تجعله يعيش في الخداع والوهم،
                        ويحسب نفسه من الصالحين وهو أبعد ما يكون عنهم .
                        لذا يقول تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}

                        الشيخ هاني حلمي

                        تعليق


                        • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                          وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمُْ [البقرة : 129]

                          إن التزكية نوعٌ من التطهير والنماء والصلاح . وتتطلب أمرين :
                          1) التخلية . أي التطهير من العيــوب والآفات .
                          2) التحلية أي أن تستبدل الأخلاق غير الصالحة بأخرى صالحة، كأن تستبدل الشُح بالجود والكرم . واستبدال الكبر بالذل والإفتقار . واستبدال الكسل بعلو الهمة.

                          وعلاج النفوس يكون من خلال تربية نفسك على الأسس التالية :
                          أولا: التوحيد .ونحن بحاجة إلى أن نربي أنفسنا على معاني التوحيد؛ لأن القلب إذا فسد، يجعل المرء يقع في الشرك بلا شك

                          ومفسدات القلب خمس:
                          1) التعلق بغير الله .. 2) فضول الطعام 3) فضول الكلام .. 4) فضول المنام .. 5) فضول المخالطة.

                          وأخطرها التعلق بغير الله .
                          كالتعلُق الشديد بين الرجل والمرأة حتى لو كانت زوجته، إن كان سيؤدي هذا التعلُق إلى التفريط في حقوق الله عزَّ وجلَّ .
                          ناهيك عن العشق المُحرَّم والتعلُق بالمناصب العالية .
                          أو أن يكون شديد الحرص على رضا أبناءه، وذلك على حساب واجباته تجاه الله تعالى، فتجده لا يؤدي زكاة ماله حرصًا على تلبية رغباتهم .
                          أو الحرص على ثناء الناس حوله، مما يوقعه في الشرك الأصغر وهو الرياء .

                          وكل هذا تعلُق مذموم لأنه يقطع على العبد أبواب الطاعة

                          (الشيخ هاني حلمي)

                          تعليق


                          • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                            وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ [البقرة : 129]

                            من وسائل تزكية النفس ( التوحيد )

                            وأنواع التوحيد ثلاثة :

                            أ) توحيد الربوبية:
                            أن يتيقن العبد ويُقِرَّ أن الله وحده هو الخالق الرازق مُدبِّر الكون كله ومالكه المحيي المميت ..
                            فتوقن أنه لا يُدبِّر أمرك أحدًا سواه .
                            فلابد أن تفوض أمرك إلى ربِّك في كل الأمور وتوقن إنه وحده الذي يرزقك سبحانه .
                            وعندما يبتليك، لابد أن تتلقى هذا البلاء بالرضا والصبر . فلا كاشف للضُر إلا الله سبحانه وتعالى.

                            ب) وتوحيد الألوهية:
                            ألا يُشرك أحدًا في عبادة الله سبحانه وتعالى،
                            والعبودية هي: الحب التام والذل التام لله عزَّ وجلَّ .
                            فلا تخضع ولا تذِل لأحدٍ غير الله تعالى .
                            ويكون حبك لله عزَّ وجلَّ أعظم من حبك لأي شيءٍ سواه،،

                            جـ) توحيد الأسماء والصفات:
                            أنه سبحانه متصف بصفات الكمال ومنزه عن كل نقص.
                            فتُعطي الحق لكل اسم من أسماء الله تعالى وصفاته في حياتك .
                            فأثناء سعيَّك للرزق، توقن أن الله عزَّ وجلَّ هو المُقيت .
                            وتجعل لكل اسم حظًا في سائر حياتك . فهو سبحانه الودود، المُجيب، القريب .

                            (الشيخ هاني حلمي)

                            تعليق


                            • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                              وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ[البقرة : 129]

                              من وسائل تزكية النفس :

                              الإعتصام بالكتاب والسنة

                              أن يتمسك ويعتصم بالكتاب والسُنة، فمدار السعادة في الدنيا والآخرة عليهما .

                              قال الله تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ..} [آل عمران: 103]

                              وحبل الله عزَّ وجلَّ هو الكتاب والسنة

                              وقال تعالى {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59]

                              فعند الاختلاف، لابد أن نرد الأمر إلى الكتاب والسنة حتى ولو كان يخالف هواك ورأيك.

                              الشيخ هاني حلمي

                              تعليق


                              • رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن

                                وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ [البقرة : 129]

                                من وسائل تزكية النفس :
                                الإيمان بالقضاء والقدر

                                يقول الله جلَّ وعلا
                                {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70]

                                عن ابن عباس قال:
                                كنت خلف رسول الله يومًا، فقال " يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"
                                [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني]

                                والإيمان بالقضاء و القدر لا يتم على وجهه الأكمل، إلا إذا حقق الإنسان الإيمان بالخمسة أمور التي قبلها:
                                الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ثمَّ الإيمان بالقدر خيره وشره.

                                عن أبي حفصة قال: قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك،

                                كما إن من ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر ..
                                سلامة الصدر من الحقد والحسد، ويغرس في القلب نوعًا من الشجاعة، ويُخفف من الجزع عند المصيبة، ويدفع المرء لبذل الجهد في العمل ويطرد عنه اليأس.

                                (الشيخ هاني حلمي)

                                تعليق

                                يعمل...
                                X