
منقــــــــول من موقع منهج الإسلامي
إن الوسيلة الأولى لإصلاح النفس وتزكية القلب والوقاية من المشكلات وعلاجها هي العلم ..
والقراءة والكتاب هى أولى الوسائل لتلقي العلم..لذلك لما أراد الله سبحانه وتعالى هداية الخلق وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، أنزل إليهم كتابًا يُقرأ، وأول سورة نزلت منه بدأت بــــ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[العلق: 1]
القرآن والسُّنَّة .. الطريق الوحيد للنجاح وإصلاح النفس والقلب
فمن أراد أن يرقى فعليه أن يقرأ ولكن ليست أي قراءة، بل القراءة التربوية التي يتم بعون الله تعالى توصيفها من خلال عرض المفاتيح العشرة لتدبر القرآن.

سبب الفشل في الحيــــــــاة
هو ضعف الإرادة الناتج عن النسيـــان .. كما بيَّن الله تعالى في قوله سبحانه {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}[طه: 115]
فالإنسان في حال الشدة والكرب يكون أكثر إيمانًا ويشتد حرصه على الخير والنفع .. لكن ما إن يزول هذا المؤثر المؤقت حتى يتلاشى هذا العلم فينسى الإنسان ويعود إلى كفره وشركه، ويعود إلى ما يضره مما تهواه نفسه، ويصعب عليه ما لا تهواه نفسه مما فيه نفعه وهو بأمس الحاجة إليه.

والإرادة ثلاثة أنواع هي:
الحب، الخوف، الرجــــاء
فمتى وجد أحدها وجدت الإرادة ومتى تخلفت جميعها تخلفت الإرادة ..
فإذا أردنا قوة العزيمة وعلو الهمة، فإن هذا يحصل بتقوية هذه الجوانب النفسية الثلاثة لكل ما يراد تنفيذه وتحقيقه.
والعلم درجات ومراتب .. فلا يكفي مثلاً العلم بأن هذا الشيء ضار ليوجد الخوف منه والابتعاد عنه، أو أن هذا الأمر نافع ليحصل الرغبة فيه .. بل يجب العلم التفصيلي القوي الحاضر ..
وترى ذلك في جميع أمور الحياة .. فكل طالب يعلم أنه بحاجة إلى استذكار دروسه لكي ينجح ويتفوَّق في الامتحان، ومع هذا يحصل من كثير منهم الإهمال والتقصير .. وكل مسلم يعلم أنه سيموت وأنه محاسب على أعماله، لكنه علم سطحي ضعيف مهزوز لا يكفي لوجود الإرادة لفعل الخيرات وترك المنكرات.
فما من مشكلة إلا وأساسها ضعف الإرادة .. ضعف الرغبة أو الرهبة .. لإنه إن لم توجد الإرادة فلن يتناول المريض الدواء حتى لو أكره عليه، بينما لو وجدت القناعة والرغبة فإنك تراه يبذل جهده لتحصيله ومن ثم تناوله.

معركة الحيـــاة
يجب أن نعلم علم اليقين أن للشيطان أثرًا على إرادة الإنسان، فهو يثبطه عن الخير وعما ينفعه ويدفعه إلى الشر وما يضره .. من أجل ذلك فإن مهمة معالجة الإرادة تحتاج إلى جهد مضاعف إذا علمت أن هناك من يقاومك فيها ..
فالشيطان عدو للإنسان يوسوس له على مدار الساعة ..
يؤثر على تصرفات الإنسان وسلوكه فيأمره وينهاه، ويزين له ويثبطه ويحرك جميع جوارحه من خلال مركز التحكم (القلب) .. لا يمل ولا يفتر، يتمنى له الشر ويحسده على كل خير كما أخرج أبويه من الجنة، قال الله تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]

ما هو سلاح الإنسان في معركة الحيــاة .. معركته مع الشيطان؟
الجواب في قول الله تعالى .. {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 123,124 ] ..
فسلاح الإنسان في معركة الحياة
هو الهدى الذي أنزله على رسله، إنه القرآن الذي بين أيدينا ..

فتدبُّر القرآن هو الطريــق إلى الإيــمان ..
فهو أقوى وسيلة لبقاء التوحيد والإيمان غضًا طريًا نديًا في القلب، و المنطلق لكل عمل صالح آخر من صيام أو صدقة أو جهاد وبر وصلة .. وتدبر القرآن يحقق لك التوحيد والإخلاص والاستكانة والتضرع والعبودية لله ربِّ العالمين.
القيام بالقرآن الطريق إلى القوة ..
لما أراد الله سبحانه وتعالى تكليف نبيه محمد


القيــام بالقرآن الطريق إلي نصر الأمة ..
قال الله تعالي {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[الفتح: 29] ..
فمتى توفر هذا الجيل في الأمة تحقق لها بإذن الله تعالى النصر والتمكين، وكانت أمة قوية تهابها كل الأمم وتذعن وتخضع لها .
ولقد أصيب بعض المسلمين بالشعور بالنقص والضعف وهو يشاهد واقع العالم كل يوم، وما ذاك إلا بسبب هجره للقرآن وبعده عن فقه معانيه العظيمة.

نعيـم القرآن .. يقول الله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا}[الكهف: 1].. فالقرآن نعمة وأعظم به من نعمة .. والتلذذ بالقرآن لمن فُتحت له أبوابه لا يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
لكن ليس كل أحد يمكنه أن يستخدم هذا السلاح ويحقق به النصر .. فليس ذلك إلا لمن أخذ بالأسباب واقتدى بالنبي

يتبــــع إن شـاء الله

تعليق