السؤال السابع والعشرون
صحابي كان يدفع عن نفسه الدنيا بالراحتين والصدر رضي الله عنه
في جاهليته كان يؤاخي عبد الله بن رواحه ، وظلت علاقتهما وطيدة وظل على شركه في الجاهلية ،كان يعطر صنمه بأطيب العطور مما يبيعه في المدينة ، وعند عودة اكتظت المدينة بالأفراح ، صاحبه المسلم فقصد بيت الصحابي المقصود واستأذن أمه التي تعرفه، وسأل عنه فقالت ذهب لمتجره ، فاستأذن منها بالدخول إلى حجرته فأذنت له ، وهناك أخرج قادوما وراح يقطع الصنم قطعا ثم انصرف خارجا وهو يقول) : ألا كل ما يدعى مع الله باطل( ، ورأت الأم ما حدث فصعقت وقالت: أهلكتني يا ابن رواحه ،ولما عاد من متجره أخبرته زوجته بما فعل صاحبه المسلم فاستشاط غضبا وهم أن يثأر منه ، لكنه هدأ بعد قليل ثم قال : ( لو كان في هذا الصنم خيرٌ لدفع الأذى عن نفسه،) ثم انطلق إلى صاحبه ومضيا معا إلى رسول الله (ص) وأعلن دخوله في دين الله فكان آخر أهل حيِّهِ إسلاما ، نادما على تأخره ، فترك تجارته ولما سئل في ذلك قال أحبُّ أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، ولا أقول إن التجارة حرام )
وانصرف متبتلا إلى الله بإخلاص ،حتى عصر معاوية بن أبي سفيان وهو يجاهد في نشر الدين في الشام داعيا إلى الله ، ناصحا بالمعروف وناهيا عن المنكر بيسر الدين ولطف الكلمة الطيبة ، حتى أنه رد معاوية بن أبي سفيان وهو يخطب ابنته لابنه يزيد . وزوجها لرجل من عامة المسلمين رضي دينه وخلقه ولما سئل في ذلك قال :إنما تحريت ما صنعته لصلاح ابنتي ، فما ظنكم إذا قام بين يديها العبيد يخدمونها ووجدت نفسها في قصور يخطف بريقها الأبصار أين يومئذ يصبح دينها ؟!وعند موته سألوه : ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي .. قالوا وما تشتهي : قال : عفو ربي ...ثم قال :لقنوني : لا إله إلا الله محمد رسول الله فما زال يرددها حتى فارق الحياة ..رضي الله عنه
فمن هذا الصحابي الجليل ؟
تعليق