إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شبهات وردود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    رد: شبهات وردود





    كيف يعذب إبليس بالنار وهو مخلوق منها ؟!!
    الشبهة



    الرد

    أولاً :

    أمَّا أن إبليس سيدخل جهنم خالداً فيها : فهذا مما لا شك فيه ، وقد ذكر الله تعالى مصيره في الآخرة في عدة آيات ، ومنها :

    1. قال تعالى : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ... قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ) [الأعراف 18] .

    قال الطبري :

    وهذا قسم من الله جلّ ثناؤه ، أقسم أن من اتبع من بني آدم عدوَّ الله إبليس وأطاعه : أن يملأ جهنم من جميعهم يعني : من كفرة بني آدم أتباع إبليس ، ومن إبليس وذرّيته " انتهى باختصار وتصرف يسير . "تفسير الطبري" (8/139) .

    2. وقال تعالى : (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) [الحجر44].

    قال الشنقيطي رحمه الله :

    وكل آية فيها ذِكر إضلال إبليس لبني آدم بيَّن فيها أن إبليس وجميع من تبعه كلهم في النار كما قال هنا : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ) . "أضواء البيان" (3/131) .

    3. وقال تعالى : ( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) [ص 85] .

    4. وقال تعالى حاكياً قول الجن : ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) [الجن15].

    ثانياً :

    أما كيف يعذَّب إبليس في النار وقد خُلق من النار : فالجواب عنه :

    أنه لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا الآن ناراً ، كما أن الإنس خلقوا من تراب وليسوا الآن تراباً .

    قال أبو الوفاء بن عقيل :

    " أضاف الشياطين والجان إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار ، والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين ، وليس الآدمي طيناً حقيقة ، لكنه كان طيناً ، كذلك الجان كان ناراً في الأصل " انتهى ."لقط المرجان في أحكام الجان" (ص 33) بواسطة "عالم الجن والشياطين" (ص 58) .

    وإذا كان الإنس خلقوا من تراب وقليل منه يؤذيهم ، وإن دفنوا تحته ماتوا ، وإن ضربوا به (الفخار مثلا) جرحوا أو ماتوا ، فكذلك ليس غريباً أن يكون الجن قد خلقوا من النار ، ويعذبون بنار جهنم .

    والجن خلقهم الله تعالى من نار ، ولكنهم ليسوا الآن ناراً ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها :

    1. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه ، قال رسول الله : ( حتى وجدت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى يراه الناس ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" ( 6 / 442 ) ، وصححه ابن حبان ( 6 / 115 ) .

    2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قام رسول الله فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ، قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ، ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة . رواه مسلم ( 542 ) .

    فمن هذين الحديثين يتبين لنا أن الجن الآن ليسوا ناراً ؛ ويدل على ذلك : ما وجده رسول الله من برد لسان الشيطان ، كما في الحديث الأول ، وأن الشيطان لو كان باقيًا على ناريته ما احتاج أن يأتي بشهاب ليجعله في وجه النبي ، ولما استطاع الولدان أن يلعبوا به .

    3. ومن الأدلة – كذلك - : قول النبي : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) رواه البخاري ( 1933 ) ومسلم ( 2175 ) .

    ولو كان الشيطان ناراً لاحترق الإنسان ؛ لأن الشيطان داخله ، فتبين الفرق بين كون الشيطان ناراً وكونه مخلوقاً من نار .

    ولو كان الشيطان ناراً الآن –على سبيل الفرض- وأراد الله أن يعذبه بنار جهنم ، فإن الله تعالى على كل شيء قدير ، ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى .
    منقول


    موقع ملتقى البيان لتفسير القران
    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
    "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
    "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

    تعليق


    • #62
      رد: شبهات وردود

      بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

      (( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ))

      هذه الآية جاءت من جملة ما أدب الله به نبيه في سورة الإسراء وأرشد به خلقه .

      إن كون الإنسان يعطى حظاً من علم من دلالة توفيق الله له لكن الله يخاطب في هذه الآية أعلم الخلق بالله نبينا فيقول له جل وعلا (( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )) الإسراء 36 .
      و إن من أعظم الكذب أن يكذب الإنسان ويفتري على الرب تبارك وتعالى . ومن رزق العلم الحق رزق الخشية ومن رزق الخشية خاف أن يقول على الله ما ليس له به علم .


      فبارده وخذ بالجد فــيــــه *** فإن أتــــاكه الله انتفعــــــت
      فإن أوتيت فيه طويل باع *** وقال الناس إنك قد رؤست
      فلا تأمن سؤال الله عنــه *** بتوبيخ علمت فهل عملــت

      رجل مشرك يقف في مسألة أربعين يوما لا يفتي ؟

      ذكر الناس ممن كان قبلنا أن العرب في جاهليتهم كانوا يعمدون إلى رجل يقال له : عامر بن الضرب العدواني يحتكمون إليه في جاهليتهم إذا اختلفوا . فجاءه مرة وفد من إحدى القبائل فقالوا له : يا عامر وجد بيننا شخص له آلتان آلة للذكر وآلة للأنثى ونريد أن نورثه فهل نحكم له على أنه أنثى أو نحكم له على أنه ذكر .
      فمكث هذا الرجل المشرك أربعين يوماً لا يدري ما يصنع بهم . وكانت له جارية ترعى له الغنم يقال لها : " سخيلة " فقالت له في اليوم الأربعين يا عامر قد أكل الضيوف غنمك ولم يبق لك إلا اليسير أخبرني , فقال لها مالك وما لهذا انصرفي لرعي الغنم , فأصرت عليه , فلما أصرت عليه الجارية أخبرها بالسؤال وقال لها : ما نزل بي مثلها نازلة . فقالت له تلك الجارية التي ترعى الغنم قالت له : يا عامر أين أنت؟ اتبع الحكم المبال !! أي إن كان هذا الشخص يبول من آلة الذكر فاحكم عليه على أنه ذكر و إن كان يبول من آلة الأنثى فاحكم عليه على أنه أنثى . فقال لها فرجتها عني يا سخيلة . فأخبر الناس .
      قال الإمام الأوزاعي رحمه الله معقباًً على هذه القصة : ( قال هذا رجل مشرك لا يرجوا جنة ولا يخاف ناراً ولا يعبد الله ويتوقف في مسألة أربعين يوماً حتى يفتي فيها . فكيف بمن يرجوا الجنة ويخاف النار كيف ينبغي له أن يتحرى إذا صُدِر للإفتاء و إذا سأل أمراً عن الله جل وعلا ) .

      الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله يتوقف في مسألة وهو أعلم أهل زمانه . . .

      و لقد أدركنا شيخنا الأمين الشنقيطي رحمه الله ـ صاحب أضواء البيان ـ في مدينة رسول الله وثبت عندنا أنه قد جاءه وفد من الكويت يسألونه مسائل شرعية والرجل في آخر أيام حياته ولو قال قائل آنذاك أنه ليس على وجه الأرض آنذاك أحدٌ أعلم منه لما ابتعد عن الصواب ومع ذلك لما سألوه قال : لا أدري لا أدري لا أدري , فلما أكثروا عليه غير هيئة جلسته ثم قال : أجيب فيها بكتاب الله فانتظر الناس الجواب فقال رحمه الله : أقول كما قال الله (( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )) الإسراء36 . فلما أكثروا عليه رحمه الله قال : قال فلان كذا وقال فلان كذا وقال فلان كذا أما أنا فلا أحمل ذمتي من كلام الناس شيئاً لا أدري .
      هذا وهو هو في منزلته وعلمه رحمه الله تعالى .

      و المقصود في هذا موعظة لكل من صدره الله لا يغتر بكثرة حضور الناس له , أو لا يجب عليك أن تجيب إن كنت لا تعلم . ولقد قالت الملائكة وهم الملائكة عند ربها (( قَالُواْْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )) البقرة32 .

      ومن دلالة الخشية والتقوى أن لا يقترب الإنسان هذه الحجز وأن يقف عند ما أو قفه الله جل وعلا عليه .
      فلا يقل على عينه مالم ترى , ولا يقل على سمعه مالم يسمع , ولا يتحدث على لسانه مالم يقل (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )) الإسراء36 .

      هذا وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

      نقلا عن الشيخ صالح بن عواد المغامسي
      المصدر شريط : (( وإن عدتم عدنا

      موقع بيان
      اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
      "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
      "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

      تعليق


      • #63
        رد: شبهات وردود

        [size="5"]
        شبهة الود...والمعروف
        * قوله تعالى(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم) [المجادلة 22 ] ثم قوله (وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) [ لقمان15]

        فهنا يقول المستشرقون أن الله تعالى ينهانا عن أن نود من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءنا، وفي الآية الثانية يقول لا تودهم وصاحبهما بالمعروف فكيف يستقيم أمران مختلفان في نفس الشئ .

        نرد عليهم فنقول :

        إن المعروف يفعله الرجل لمن يحبه بقلبه ومن لايحب، كأن تساعد إنسانا في الطريق على الركوب أو تعطي مالا لشخص سرق منه ماله في الطريق وأنت لا تعرفه، فهنا أسديت معروفا عسى الله أن يجزيك عنه

        ولكن المودة مكانها القلب، انك لا تود إلا من تحب،
        فالمعروف لا يمس القلب ولكن المودة تمس القلب وفي المودة يكون القلب حاضرا، أما في المعروف لا يكون معه، والله لا يجعل لك قلبين في صدرك مصداقا لقوله (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) إنما امتداد المعروف هو رضاء الله تعالى،
        أما استعمال كلمة الود في الآية الأولى فلا تجد مثلا إنسانا مؤمنا يحب إنسانا يحارب الله ورسوله حتى ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم فالحب من داخل القلب ومن داخل النفس، فيأتي بمسألة الوالدين وينهانا أن نستخدم العنف ضدهما لأنهم في هذه الحالة يكونون في سن كبيرة ضعفاء اقتربوا من نهاية العمر، هؤلاء الذين قدموا لنا المعروف بأنهم قاموا بتربيتنا وبالسهر علينا فيأمرنا الله بأن نحتفظ لهم بالود إن كانوا مؤمنين، أما إن حاولوا أن يدخلوا الشرك إلى قلوبنا يطالبنا الله بألا نطيعهما، ولكن نصاحبهما في الدنيا معروفا، إرضاء لله تعالى وإرضاء للجميل، ولكن القلب لا يودهم فالمعروف لمن تحبه ومن لا تحبه، أما الود فلمن تحب فقط.

        ثم يمضي المستشرقون في لغوهم وإعراضهم عن القرآن الكريم :

        فيقولون : في سورة[الأحقاف15]يقول الله تعالى(ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها)و في سورة[لقمان14]يقول (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن)

        إن الله تعالى أوصى بالوالدين ثم ذكر الأم وحدها دون الأب ولم يوصي بالأب.


        نرد عليهم قائلين :

        إن الله تعالى اختص الأم بالتوصية لأنها تقوم بالجزء الغير المنظور في حياة الابن أو غير المدرك عقلا لأن الطفل وهو صغير في الرضاعة وفي الحمل والولادة وحتى يبلغ ويعقل؛ الأم هي التي تقدم كل شيء هي التي تسهر ترضعه، وهي التي تحمل، وتلد، أما إذا كبر وعقل.. من الذي يجد أمامه..؟أباه ، طبعا إذا أراد شيئا فان أباه هو من يحققه له، إذا أراد مالا أو شراء شيء، كل هذا يقوم به الأب، إذن فضل الأب ظاهرا أمامه، أما فضل الأم فهو مستتر، لهذا وصى الله تعالى بالأم أكثر من الأب لأن الطفل حينما يحقق له أبوه كل رغباته يحس بفضل أبيه علبه، ولكنه ناذرا ما يقدر التعب الذي تعبته أمه، لذلك وصى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بصحبة الأم في السفر قائلا (أمك، أمك ، أمك، ثم أبوك) .
        [منقول] موقع البيان لتفسير القران
        اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
        "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
        "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

        تعليق


        • #64
          رد: شبهات وردود

          نبى الله يونس - هل عصى ربه او غوى ؟ نبى الله يونس - هل عصى ربه او غوى ؟
          الكاتب/ Administrator
          16/11/2006

          وردت الشبهة فى قوله تعالى (( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)) و قوله تعالى (( إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ )) ، فقالوا : كيف يعصى يونس أمر ربه ؟ و كيف يظن أن الله القادر على كل شىء لن يقدر عليه ؟


          بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:

          قال الإمام ابن حزم فى الملل (فأما يونس عليه السلام فلم يغاضب ربه ، و لم يقل تعالى أنه ذهب مغاضباً ربه ، فمن زاد هذه الزيادة كان قائلاً على الله الكذب و زائداً فى القرأن ما ليس منه ، و هذا ما لا يجوز فإنما هو غاضب قومه و لم يوافق ذلك مراد الله تعالى و إن كان يونس لم يقصد بذلك إلا رضاء الله عز و جل،و الأنبياء يقع منهم السهو بغير قصد و يقع منهم الشىء يراد به وجه الله فيوافق خلاف مراد الله تعالى))

          و هذا هو المعنى الصحيح و الذى يتضح جلياً بفهم قوله تعالى ((فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ)) ، "جاء رجل فسأل ابن عباس: كيف يظن نبى الله يونس أن الله لن يقدر عليه؟ فقال ابن عباس: ليس هذا، ألم تقرأ قول الله تعالى ((وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ))

          قال الإمام القرطبى فة تفسير قوله تعالى ((فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ ))
          [قِيلَ : مَعْنَاهُ اسْتَنْزَلَهُ إِبْلِيس وَوَقَعَ فِي ظَنّه إِمْكَان أَلَّا يَقْدِر اللَّه عَلَيْهِ بِمُعَاقَبَتِهِ . وَهَذَا قَوْل مَرْدُود مَرْغُوب عَنْهُ ; لِأَنَّهُ كُفْر . رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر حَكَاهُ عَنْهُ الْمَهْدَوِيّ , وَالثَّعْلَبِيّ عَنْ الْحَسَن . وَذَكَرَهُ الثَّعْلَبِيّ وَقَالَ عَطَاء وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَكَثِير مِنْ الْعُلَمَاء مَعْنَاهُ : فَظَنَّ أَنْ لَنْ نُضَيِّق عَلَيْهِ . قَالَ الْحَسَن : هُوَ مِنْ قَوْله تَعَالَى : " اللَّه يَبْسُط الرِّزْق لِمَنْ يَشَاء وَيَقْدِر " [ الرَّعْد : 26 ] أَيْ يُضَيِّق . وَقَوْله " وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقه " [ الطَّلَاق : 7 ] . قُلْت : وَهَذَا الْأَشْبَه بِقَوْلِ سَعِيد وَالْحَسَن . وَقَدَرَ وَقُدِرَ وَقَتَرَ وَقُتِرَ بِمَعْنًى , أَيْ ضُيِّقَ وَهُوَ قَوْل اِبْن عَبَّاس فِيمَا ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ وَالْمَهْدَوِيّ .
          وَقِيلَ : هُوَ مِنْ الْقَدْر الَّذِي هُوَ الْقَضَاء وَالْحُكْم ; أَيْ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْضِي عَلَيْهِ بِالْعُقُوبَةِ ; قَالَهُ قَتَادَة وَمُجَاهِد وَالْفَرَّاء . مَأْخُوذ مِنْ الْقَدْر وَهُوَ الْحُكْم دُون الْقُدْرَة وَالِاسْتِطَاعَة]

          فكلمة نقدر عليه لا تشير ههنا إلى معنى الإستطاعة فهذا ما لا يظنه أحاد الناس فضلاً عن نبى ، و إنما تشير إلى معنى التضييق، فيونس عليه السلام لما دعى قومه للتوحيد و نفروا منه و أذوه تركهم غضباناً لله و لم يظن أن الله يحاسبه و يضيق عليه لذلك، و إنما حاسبه الله لأنه لم يصبر عليهم و خرج منهم قبل الإذن ، كما قال تعالى ((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ )) و قد نبه رسول الله (ص) إلى هذا الأمر و حذر من أن يسىء إنسان الظن بنبى الله يونس فقال عليه الصلاة و السلام: ((‏لا يقولن أحدكم إني خير من ‏ ‏يونس )) رواه البخارى

          عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه "قال - يعني الله تبارك وتعالى - لا ينبغي لعبد لي (وقال ابن المثنى : لعبدي) أن يقول : أنا خير من يونس بن متى، عليه السلام"رواه مسلم.

          و قال عليه الصلاة و السلام: ((ما ينبغي لنبي أن يقول : إني خير من يونس بن متى)) صحيح أبو داود للألبانى

          و قال عليه الصلاة و السلام ((ومن قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب)) صحيح ابن ماجة

          و هذا من تعظيم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لشأن اخوانه الأنبياء و دفاعه عنهم عليهم صلوات الله أجمعين

          و هفوة نبى الله يونس هذه لو صدرت عن غيره لاعتبرها فى ميزان الفضيلة و لكن يونس عليه السلام أوخذ يها نظراً لرفيع مقامه كما نقول دائماً (حسنات الأبرار سيئات المقربين) ، و فعاقب الله تعالى نبيه يونس بموجب (التربية الخاصة) لتزكية نفسيه الطاهرة و السمو بها عن كل شائبة، و قد تضرع عليه السلام إلى ربه منيباً معترفاً بخطئه فقال عليه السلام " لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين .." فاستجاب له ربه تعالى و جعل دعاءه هذا مأثوراً لرفع الكرب إلى يوم القيامة،

          موقع سبيل الاسلام
          اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
          "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
          "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

          تعليق


          • #65
            رد: شبهات وردود

            جزاكم الله خيراً
            وبارك الله فيكم
            نسألكم الدعاء
            اذكر الله ^_^


            تعليق


            • #66
              رد: شبهات وردود

              الجمع بين افتخار النبي صلى الله عليه وسلم بنسبه ونهيه عن ذلك
              الكاتب/ Administrator
              10/03/2009

              فضيلة الشيخ د. عمر المقبل



              السؤال:

              كيف نرد على من قال أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يفتخر بالأنساب، ويستدل على ذلك بقول الرسول- صلى الله عليه وسلم - أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وبقول النبي أيضا في معركة حنين: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب؟ وجزكم الله خيرا.



              الجواب:

              اعلم بارك الله فيك أنه لا يمكن أن يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء ويكون متعارضاً ومتناقضاً، فيبقى دور طالب العلم هو في التوفيق بين ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - بأحد الأوجه المعروفة عند أهل العلم في التوفيق بين النصوص التي ظاهرها التعارض، وحينما أقول: صح، فهذا يعني أننا يجب أن نتأكد من صحة ما يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ ليس كل ما يروى عنه صحيحاً كما هو معلوم-.

              وفيما يتصل بسؤالك فيقال: أما الحديثان اللذان ذكرتهما فهما صحيحان مع التنبيه إلى أن زيادة "ولا فخر" ليست في صحيح مسلم، وكذلك ما يتعلق بالنهي عن التفاخر بالأحساب، فهو يكاد يصل إلى حد التواتر، فيبقى الجمع بين ما ذكرته فيقال: الجمع بين هذه النصوص بأحد الأوجه التالية:

              الوجه الأول
              : أن الذي ورد ذمه في النصوص هو ما كان على سبيل التفاخر، والتنقص للآخرين، وهذا ممتنع في حقه - صلى الله عليه وسلم -، وعليه فإذا خلا الإخبار من هذا السبب فلا حرج فيه، قال شيخ الإسلام في (المنهاج 7/256): "إن التفضيل إذا كان على وجه الغض من المفضول في النقص له نهي عن ذلك، كما نهى عن تفضيله على موسى، وكما قال لمن قال: يا خير البرية، قال: "ذاك إبراهيم"، وصح قوله: "أنا سيد ولد آدم، ولا فخر آدم" انتهى، وسيأتي مزيد إيضاح لذلك في كلام ابن القيم بعد قليل.

              الوجه الثاني:
              أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا النبي لا كذب" كان في غزوة حنين، وفي مقام حرب، وهو مقام يحتاج إلى إظهار القوة البدنية والقلبية، ومن ذلك الفخر على العدو وهو جائز حينها وعلى هذا توجه كلمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا المقام، وينظر في هذا (منهاج السنة 8/77-78) للإمام ابن تيمية ففيه بحث لطيف.

              يقول النووي - رحمه الله - في (شرحه على صحيح مسلم 12/120): "ومعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا النبي لا كذب" أي: أنا النبي حقاً فلا أفر، ولا أزول، وفي هذا دليل على جواز قول الإنسان في الحرب: أنا فلان، وأنا ابن فلان، ومثله قول سلمة: أنا ابن الأكوع، وقول علي - رضي الله عنه-: أنا الذي سمتني أمي حيدره، وأشباه ذلك، وقد صرح بجوازه علماء السلف، وفيه حديث صحيح، قالوا: وإنما يكره قول ذلك على وجه الافتخار كفعل الجاهلية والله أعلم" انتهى كلامه.

              الوجه الثالث
              : أن هذا الكلام منه - صلى الله عليه وسلم - خرج منه مخرج التحدث بنعمة الله تعالى، ولا مدخل فيه للفخر، وقد أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يتحدث بنعمته عليه، فقال: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" (الضحى: 11).

              قال النووي في (شرحه على صحيح مسلم 15/37) [وينظر: 15/121]: "وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولد آدم" لم يقله فخراً، بل صرح بنفي الفخر في غير مسلم، في الحديث المشهور: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وإنما قاله لوجهين: أحدهما: امتثال قوله – تعالى-: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"، والثاني:..." سيأتي ذكره قريباً في موضعه.

              وقال العلامة ابن القيم في (تحفة المودود 126) في جوابه عن حديث عبد الله بن الشخير الذي قال فيه -: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: أنت سيدنا، فقال: "السيد الله! " قلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً، فقال: "قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان"، ولا ينافي هذا قوله: "أنا سيد ولد آدم" فإن هذا إخبار منه عما أعطاه الله من سيادة النوع الإنساني، وفضله وشرفه عليهم" انتهى.

              الوجه الرابع
              : ما ذكره النووي في الوجه الثاني في جوابه الآنف الذكر عن حديث "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وهو: "أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته؛ ليعرفوه ويعتقدوه، ويعملوا بمقتضاه، ويوقروه - صلى الله عليه وسلم - بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله تعالى".

              وقال ابن القيم في (المدارج 3/86): "وتأمل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولد آدم، ولا فخر! "، فكيف أخبر بفضل الله ومنته عليه! وأخبر أن ذلك لم يصدر منه افتخاراً به على من دونه، ولكن إظهاراً لنعمة الله عليه وإعلاماً للأمة بقدر إمامهم ومتبوعهم عند الله، وعلو منزلته لديه؛ لتعرف الأمة نعمة الله عليه وعليهم، ويشبه هذا قول يوسف الصديق للعزيز: "اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ"(يوسف: من الآية55)، فإخباره عن نفسه بذلك؛ لما كان متضمناً لمصلحة تعود على العزيز، وعلى الأمة، وعلى نفسه كان حسناً، إذ لم يقصد به الفخر عليهم، فمصدر الكلمة، والحامل عليها يحسنها ويهجنها، وصورته واحدة" انتهى.

              وقال ابن عبد البر في (التمهيد 20/39) مقرراً جواز مدح الرجل لنفسه، ونفيه عن نفسه ما يعيبه بالحق الذي هو فيه، إذا دفعت إلى ذلك ضرورة، أو معنى يوجب ذلك قال - رحمه الله -: "ومثل هذا كثير في السنن، وعن علماء السلف لا ينكر ذلك إلا من لا علم له بآثار من مضى"، وينظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: (116)، والله أعلم.



              20 / 12 / 1426 هـ

              اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
              "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
              "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

              تعليق


              • #67
                رد: شبهات وردود

                شرح قوله تعالى ( الخبيثات للخبيثين ) والتوفيق بينها وبين حال امرأتي نوح ولوط


                السؤال: ما تفسير الآية التالية : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) سورة النور ، وكيف نوفق بين الآية وبين ما نسمعه من أنه قد تكون الزوجة صالحة والزوج فاسقاً كأن لا يصلي أو يشرب الخمر ؟ .



                الجواب:
                الحمد لله
                أولاً :
                قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور/26 .
                وقد اختلف المفسرون في معناها على أقوال متقاربة ، لا يناقض بعضها بعضا .
                فمن معاني " الخبيث " و " الطيب " في الآية :

                فيكون معنى الآية :
                الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول .
                وهذا قول عبد الله بن عباس ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، والشعبي ، والحسن البصري ، وحبيب بن أبي ثابت ، والضحاك ، واختاره ابن جرير الطبري .
                قال النحاس في كتابه " معاني القرآن " :
                وهذا من أحسن ما قيل في هذه الآية .
                ودل على صحة هذا القول : قوله تعالى ( أولئك مبرءون مما يقولون ) أي : عائشة وصفوان مبرَّآن مما يقول الخبيثون والخبيثات .
                قال الطبري – رحمه الله - :
                وأولى هذه الأقوال في تأويل الآية : قول من قال : عنى بالخبيثات : الخبيثات من القول ، وذلك قبيحه وسيئه ، للخبيثين من الرجال والنساء ، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، هم بها أولى ؛ لأنهم أهلها ، والطيبات من القول ، وذلك حسنه وجميله ، للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول ; لأنهم أهلها وأحقّ بها .

                وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل الآية : لأن الآيات قبل ذلك إنما جاءت بتوبيخ الله للقائلين في عائشة الإفك ، والرامين المحصنات الغافلات المؤمنات ، وإخبارهم ما خصهم به على إفكهم ، فكان ختم الخبر عن أولى الفريقين بالإفك من الرامي والمرمي به : أشبه من الخبر عن غيرهم .
                وقوله : ( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ ) يقول : الطيبون من الناس مبرّءون من خبيثات القول ، إن قالوها فإن الله يصفح لهم عنها ، ويغفرها لهم ، وإن قيلت فيهم ضرّت قائلها ولم تضرّهم ، كما لو قال الطيبَ من القول الخبيثُ من الناس لم ينفعه الله به ؛ لأن الله لا يتقبله .. "
                " ولو قيلت له لضرّته؛ لأنه يلحقه عارها في الدنيا، وذلها في الآخرة " .
                " تفسير الطبري " ( 19 / 144 ، 145 ) .


                ويكون معنى الآية : الأفعال الخبيثات للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من الأفعال ، وكذا الأفعال الطيبات للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الأفعال .
                وهو قول حبيب بن أبي ثابت ، وعطاء بن أبي رباح ، وقتادة ، وروي عن هؤلاء الأئمة أنهم أضافوا الأقوال إلى الأفعال في معنى الآية ؛ فجمعوا بين القولين السابقين .
                قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
                قال جمهور السلف : الكلمات الخبيثة للخبيثين ، ومن كلام بعضهم : الأقوال والأفعال الخبيثة للخبيثين .
                وقد قال تعالى ( ضرب الله مثلاً كلمة طيبة ) ، ( ومثل كلمة خبيثة ) ، وقال الله : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، والأقوال والأفعال صفات القائل الفاعل ، فإذا كانت النفس متصفة بالسوء والخبث : لم يكن محلها ينفعه إلا ما يناسبها .
                " مجموع الفتاوى " ( 14 / 343 ) .

                ويكون معنى الآية :
                الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
                وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقال :
                كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيِّباً ، وكان أولى بأن يكون له الطيبة ، وكانت عائشة الطيبة , وكانت أولى بأن يكون لها الطيب .
                قال القرطبي – رحمه الله - :
                وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ) النور/3 ، الآية ، فالخبيثات : الزواني ، والطيبات : العفائف ، وكذا الطيبون ، والطيبات .
                واختار هذا القول النحاس أيضاً ، وهو معنى قول ابن زيد .
                " تفسير القرطبي " ( 12 / 211 ) .

                ثانياً :
                لا إشكال في الآية ، على القول الأول أو الثاني ، ولا تعارض بينها وبين ما ذكر السائل ، ويراه الناس ، من أن الزوجة ربما كانت صالحة والزوج فاسقا ، أو العكس .

                وإنما الإشكال – عند بعض الناس – في القول الثالث في مسألتين :



                فيقال هنا
                : إن معنى الآية ـ على تقدير أن يكون المراد بالخبث والطيب : خبث الأزواج وطيبهم ـ : أنه لا يليق بالطيب أن يتزوج إلا طيبة مثله ، ولا يليق بالخبيثة إلا خبيث مثلها ، ومن رضي بالخبيثة مع علمه بحالها : فهو خبيث مثلها ، ومن رضيت بخبيث مع علمها بحاله : فهي خبيثة مثله .
                قال ابن كثير – رحمه الله - :
                وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .
                وهذا - أيضاً - يرجع إلى ما قاله أولئك باللازم ، أي : ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ؛ لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له ، لا شرعاً ولا قَدَراً ؛ ولهذا قال : ( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) أي : هم بُعَداء عما يقوله أهل الإفك والعدوان .
                ( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ) أي : بسبب ما قيل فيهم من الكذب .
                ( وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) أي : عند الله في جنات النعيم .
                وفيه وعد بأن تكون زوجة النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنة .
                " تفسير ابن كثير " ( 6 / 35 ) .

                وفي الآية بيان براءة عائشة رضي الله عنها ، حيث زكاها الله تعالى بوصفها بالطيبة لأنها كانت تحت الطيب ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن الله تعالى ليختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم لو كانت خبيثة ! ومن هنا كان الطاعن في عرض عائشة طاعناً في النبي صلى الله عليه ، ومستحقّاً للحكم بالردة والقتل .
                قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

                قال أبو السائب القاضي : كنتُ يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطرستان ، وكان يلبس الصوف ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويوجِّه في كل سنَة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام يفرِّق على سائر ولد الصحابة ، وكان بحضرته رجلٌ فذكَر عائشة بذكرٍ قبيحٍ من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور:26) فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر ، فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه ، وأنا حاضر ، رواه اللالكائي
                " الصارم المسلول " ( 1 / 568 ) .
                والأثر في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " للالكائي ( 1958 ) .
                فلله دره من حاكم ، ونسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ، وأن يكرم نزله بما ذبَّ عن عرض نبينا صلى الله عليه وسلم .

                وأما ما كان من زوجتي لوط ونوح عليهما السلام ، حيث وصفهما الله تعالى بالخيانة في قوله ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) التحريم/10 ، فالخيانة هنا هي خيانة في الإيمان .
                قال ابن كثير – رحمه الله - :
                ( فَخَانَتَاهُمَا ) أي : في الإيمان ، لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صدَّقاهما في الرسالة ، فلم يُجْدِ ذلك كلَّه شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً ؛ ولهذا قال : ( فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) أي : لكفرهما .
                ( وَقِيلَ ) أي : للمرأتين : ( ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .
                وليس المراد ( فَخَانَتَاهُمَا ) في فاحشة ، بل في الدين ، فإنَّ نساء الأنبياء معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة ؛ لحرمة الأنبياء ، كما قدمنا في " سورة النور " .
                قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة : سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية ( فَخَانَتَاهُمَا ) قال : ما زنتا ، أما امرأة نوح : فكانت تخبر أنه مجنون ، وأما خيانة امرأة لوط : فكانت تدل قومها على أضيافه .
                وقال العَوفي عن ابن عباس قال : كانت خيانتهما أنهما كانتا على عَورتيهما ، فكانت امرأة نُوح تَطَلع على سر نُوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء .
                وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وغيرهم .
                وقال الضحاك عن ابن عباس : ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدين .
                " تفسير ابن كثير " ( 8 / 171 ) .

                وهذه فتوى جامعة من علماء اللجنة الدائمة لكل ما سبق من المسائل نرجو أن تكون نافعة للسائل والقارئ ، وفيها الجواب على القسم الثاني من الإشكال الثاني ، وهو بخصوص تزوج امرأة فرعون المؤمنة من فرعون الطاغية .
                سئل علماء اللجنة الدائمة :
                حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي ، وقد فاجأني بقوله لي : هناك آية في القرآن تتضمن قول الله سبحانه وتعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) إلخ الآية ، والآية الأخرى تتضمن قوله تعالى ( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ) ، ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) ، وهناك آية أخرى وهي قوله تعالى ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ . وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) إلخ الآية ، وأن هناك على حد زعمه تناقضاً ، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ ) إلخ الآية ، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات ، وفرعون كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة ، وحيث ليس لدي جواب مقنع آمل التكرم بإفتائي عن ذلك ، جزاكم الله خيراً .
                فأجابوا :
                أولاً :

                قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) هذه الآية ذُكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيداً لبراءة عائشة رضي الله عنها مما رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين ، زوراً وبهتاناً ، وبياناً لنزاهتها ، وعفتها في نفسها ، ومن جهة صلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وللآية معنيان :
                الأول : أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون ، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة ، والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية ، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .
                والمعنى الثاني : أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين ، والرجال الخبيثون أولى بالنساء الخبيثات ، والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال الطاهرين الأعفاء ، والرجال الطيبون الأعفاء أولى بالنساء الطاهرات العفيفات ، والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها ، وهو نزاهة عائشة رضي الله عنها عمَّا رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول من الفاحشة ومن تبعه ممن انخدع ببهتانه واغتر بزخرف قوله .
                ثانياً :
                قال الله تعالى ( وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ . قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ، ومعنى الآيتين :
                أن الله تعالى أخبر عن رسوله نوح عليه السلام أنه سأله تعالى أن ينجز له وعده إياه بنجاة ولده من الغرق والهلاك بناء على فهمه من ذلك من قوله تعالى له ( احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ) فقال : ( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ) ، وقد وعدتني بنجاة أهلي ، ووعدك الحق الذي لا يخلف وأنت ( أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ) ، ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) أي : الذين وعدتك بإنجائهم ؛ لأني إنما وعدتك بإنجاء مَن آمن مِن أهلك ، بدليل الاستثناء في قوله تعالى ( إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) ؛ ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله : ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ، وبيَّن ذلك بقوله ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) ؛ لكفره بأبيه نوح عليه السلام ؛ ومخالفته إياه ، فليس من أهله ديناً ، وإن كان ابناً له من النسب ، قال ابن عباس وغير واحد من السلف رضي الله عنهم : " ما زنت امرأة نبي قط " وهذا هو الحق ، فإن الله سبحانه أغْيَر مِن أن يمكِّن امرأة نبي من الفاحشة ؛ ولذلك غضب سبحانه على الذين رموا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بالفاحشة ، وأنكر عليهم ذلك وبرَّأها مما قالوا فيها ، وأنزل في ذلك قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة .
                ثالثاً :
                قال الله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) الآيتين من سورة التحريم .
                بعد أن عاتب الله تعالى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخاصة عائشة وحفصة رضي الله عنهن جميعاً على ما بدَر منهن مما لا يليق بحسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن يعتزلهن شهراً ، وأنكر تعالى عليهن بعض ما وقع منهن من أخطاء في حقه عليه الصلاة والسلام ، وأنذرهن بالطلاق وأن يبدله أزواجاً خيراً منهن : ختم سورة التحريم بمثلَين : مثل ضربه للذين كفروا بامرأتين كافرتين امرأة نوح وامرأة لوط ، ومثل ضربه للذين آمنوا بامرأتين صالحتين بآسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ؛ إيذاناً بأن الله حكم عدل لا محاباة عنده ، بل كل نفس عنده بما كسبت رهينة ، وحث العباد على التقوى ، وأن يخشوا يوماً يرجعون فيه إلى الله ، يوماً لا يجزي فيه والد عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً ، يوم يفرُّ المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، يوم لا تزر فيه وازرة وزر أخرى ، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ، يوم لا تنفع فيه الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً ، فبيَّن سبحانه أن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين ، وكانتا تحت رسوليْن كريميْن من رسل الله ، وكانت امرأة نوح تخونه بدلالة الكفار على مَن آمن بزوجها ، وكانت امرأة لوط تدل الكفار على ضيوفه ، إيذاء وخيانة لهما ، وصدّاً للنَّاس عن اتباعهما ، فلم ينفعهما صلاح زوجيهما نوح ولوط ، ولم يدفعا عنهما من بأس الله شيئاً ، وقيل لهاتين المرأتين : ادخلا النار مع الداخلين ، جزاءً وفاقاً بكفرهما وخيانتهما ؛ بدلالة امرأة نوح على من آمن به ، ودلالة امرأة لوط على ضيوفه ، لا بالزنى ، فإن الله سبحانه لا يرضى لنبي من أنبيائه زوجة زانية ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ( فَخَانَتَاهُمَا ) قال : " ما زنتا " ، وقال : " ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين " ، وهكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم .
                وبيَّن الله سبحانه بالمثل الذي ضربه للذين آمنوا بآسية زوجة فرعون ، وكان أعتى الجبابرة في زمانه ، أن مخالطة المؤمنين للكافرين لا تضرهم ، إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، ما داموا معتصمين بحبل الله تعالى متمسكين بدينه ، كما لم ينفع صلاحُ الرسولين : نوح ولوط زوجتيهما الكافرتين ، قال الله تعالى : ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) ، ولذلك لم يضر زوجة فرعون كفرُ زوجها وجبروته ، فإن الله حكم عدل لا يؤاخذ أحداً بذنب غيره بل حماها وأحاطها بعنايته وحسن رعايته ، واستجاب دعاءها وبنى لها بيتاً في الجنة ، ونجَّاها من فرعون وكيده ، وسائر القوم الظالمين
                مما تقدم في تفسير الآيات من أن ابن نوح ليس ابن زنى ، وأن عائشة رضي الله عنها برَّأها الله في القرآن مما رماها به رأس النفاق ، ومن انخدع بقوله من المؤمنين والمؤمنات ، وأن كلا من امرأة نوح وامرأة لوط لم تزن وإنما كانتا كافرتين ، ودلت كل منهما الكفار على ما يسوؤهما ويصد الناس عن اتباعهما ، وأن زواج المؤمن بالكافرة كان مباحاً في الشرائع السابقة ، وكذا زواج الكافر بالمؤمنة ، وأن الله حمى امرأة فرعون من كيده وحفظ عليها دينها ونجاها من الظالمين : يتبين أن الآيات المذكورة متوافقة ، لا متناقضة ، وأن بعضها يؤيِّد بعضاً .
                الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان
                " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 270 – 276 ) .

                والله أعلم
                1. الخبث والطيب في الأقوال . 3. الخبث والطيب من الأشخاص في النكاح : 2. ما ورد بخصوص زوجتي نوح ولوط عليهما السلام ووصف الله لهما بالخيانة ، وما ورد في تزوج امرأة فرعون المؤمنة بفرعون الطاغية . 2. الخبيث والطيب من الأفعال : 1. ما يرونه من عموم تزوج طيب بفاسقة ، وتزوج فاسق بطيبة .

                الإسلام سؤال وجواب
                اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                تعليق


                • #68
                  رد: شبهات وردود

                  ردود من القمص المشلوح علي ((اعتراضات وما صلبوه ... وما قتلوه يقينا ))
                  الكاتب/ Administrator
                  13/01/2007
                  م الدخاخني
                  بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
                  وبعــــــــد

                  ردود من القمص المشلوح علي ((اعتراضات وما صلبوه ... وما قتلوه يقينا ))

                  لا تحتاج إلي ردود لإبطالها


                  مازال النصاري يمارسون تعاليم بولسهم الكذاب ((3: 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ )) رومية
                  وبعد أن فشل النصاري في إثبات عقيدتهم المخالفه للعقل ولجميع الشرائع السماوية بدءا من آدم إلي محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام يحاولون أن يضلوا غيرهم و أتباعهم بأن القرآن الكريم لا ينفي قتل وصلب المسيح وصدق فيهم قول الله تعالي ((وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ))
                  في أكبر المواقع النصرانية ( كذبا وغشا وتدليسا )
                  وجدت مقاله تحت عنوان

                  اعتراضات وما صلبوه ... وما قتلوه يقينا والرد عليها
                  وسأضع هنا كلمات موقع الكذبة ليري النصاري مدي غش أكبر موقع لديهم .
                  ولن أقول أكثر مما كتبه الموقع :
                  ردود من القمص المشلوح علي ((اعتراضات وما صلبوه ... وما قتلوه يقينا ))
                  الكاتب/ Administrator
                  13/01/2007
                  م الدخاخني
                  بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
                  وبعــــــــد

                  ردود من القمص المشلوح علي ((اعتراضات وما صلبوه ... وما قتلوه يقينا ))

                  لا تحتاج إلي ردود لإبطالها


                  مازال النصاري يمارسون تعاليم بولسهم الكذاب ((3: 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ )) رومية
                  وبعد أن فشل النصاري في إثبات عقيدتهم المخالفه للعقل ولجميع الشرائع السماوية بدءا من آدم إلي محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام يحاولون أن يضلوا غيرهم و أتباعهم بأن القرآن الكريم لا ينفي قتل وصلب المسيح وصدق فيهم قول الله تعالي ((وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ))
                  في أكبر المواقع النصرانية ( كذبا وغشا وتدليسا )
                  وجدت مقاله تحت عنوان

                  اعتراضات وما صلبوه ... وما قتلوه يقينا والرد عليها
                  وسأضع هنا كلمات موقع الكذبة ليري النصاري مدي غش أكبر موقع لديهم .
                  ولن أقول أكثر مما كتبه الموقع :

                  "وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يوحنا 32:8)
                  اعرف الحق . اتبع الحق . انشر الحق



                  تنبيه:
                  سأعتمد في ردي علي هذا الموقع علي تحليل الكلمات .
                  أي سأكون محايدا فسأترك عقيدتي جانبا وسأعتمد علي تحليل النصوص كاملة .
                  لأثبت للنصاري إنهم لو فكروا قليلا فيما يطالعون من كلام قساوستهم لعرفوا الحق .

                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:

                  اعتراض وما صلبوه ولكن شبه لهم
                  ويأتي هذا الاعتراض من منطلق الآية القرآنية المذكورة في:
                  سورة النساء آية157 "وقولهم (يقصد اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم… "
                  توحي هذه الآية في ظاهرها بأن المسيح لم يصلب ولكنه شبه لهم.
                  دعنا أيها القارئ العزيز نناقش هذا الأمر من عدة جوانب بحكمة وروية دون انفعال أو تسرع، حتى نستكشف بواطن الأمور.

                  نلاحظ هنا أولا أن الأية غير صحيحة والصحيح قوله تعالي
                  ((وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا))

                  تري هل موقع الكذبة أخطاء عن عمد أم هو خطأ غير مقصود ؟؟؟؟؟؟
                  سنعرف الجواب في نهاية التحقيق .

                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:

                  أولاً
                  لقد تضاربت أقوال علماء المسلمين
                  بخصوص تفسير هذه الآية
                  نذكر بعضا من هذه الأقوال كما جاءت في كتاب جامع البيان (ص12ـ16) فقد قيل:
                  (1) أن الله ألقى شبه المسيح على أحد الحواريين ويدعى سرجس:
                  (2) وقيل أن الله ألقى شبه المسيح على يهوذا الذي أسلمه لليهود.
                  (3) وقيل أن الله ألقى شبه المسيح على أحد جنود الرومان:
                  (4) وذكر الإمام البيضاوي: أنه قيل دخل طيطاوس اليهودي بيتا كان عيسى فيه فلم يجده، فألقى الله عليه شبه عيسى. فلما خرج ظنوا أنه عيسى فأخذوه وصلبوه.
                  (5) وقيل "إن الله ألقى شبه عيسى على إنسان آخر، فصلب هذا الإنسان بديلا عنه"
                  (كتاب جامع البيان ص12ـ16)

                  ولن نبحث في الوقت الحالي خلف الكذبة لنعرف هل هذه أراء العلماء شخصيا أم هذه كانت مجرد ذكر لروايات رويت والعلماء ينقلونها لنا كماهي .
                  ولكن هناك ملحوظة صغيرة جدا :
                  إن العلماء إختلفوا في من هو المصلوب . ولكنهم لم يختلفوا في أن المسيح لم يصلب . بل إجتمعوا علي ذلك .
                  ثم يتسائل بدموع التماسيح ومكر الذئاب فيقول :!!!

                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:

                  فقل لي أيها القارئ العزيز: من نصدق من هؤلاء الرواة؟ وماذا نصدق من تلك الروايات؟؟

                  هل الذي وقع عليه شبه المسيح فصلب عوضا عنه هو: سرجس؟ أم يهوذا؟ أم الحارس؟ أم طيطاوس اليهودي أم إنسان آخر؟ أم من؟؟؟؟

                  ونحن نعلم جيدا القاعدة القانونية التي تقول أنه إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً!!!
                  أفليس هذا كافيا للرد على هذا الاعتراض؟

                  للأسف الشديد ليس هذا رد علي هذا الأعتراض لسبب بسيط جدا
                  :

                  في لأقوال الشهود الذي إعتمد عليهم موقع الكذبة نجد أن العلماء إختلفوا في من هو المصلوب ولكنهم أجمعوا علي أن المصلوب ليس المسيح عيسي ابن مريم . وبالتالي إختلافهم يعطينا شك فيما إختلفوا فيه وليس شك فيما إتفقوا عليه .
                  فلن نجزم بأن المصوب هو سرجس أو يهوذا أو ...........ولكن نجزم بأن المسيح عليه السلام لم يصلب لإجتماعهم علي ذلك .

                  ولتقريب الفكرة : إذا وجد شخصا مقتول " وتم حرق جثته "افي مكان عمله مثلا : وجاء بعض من يعملوا في هذا المكان ليتعرفوا علي شخصية القتيل .
                  فقال أحدهم : هذا ليس المدير ولكنه نائب المدير .
                  وقال الثاني : هذا ليس المدير ولكنه الساعي الذي يخدمه
                  وقال الثالث : هذا ليس المدير ولكنه سكرتير مكتبه
                  وقال الرابع : هذا ليس المدير ولكنه أحد الموظفين
                  وهكذا :
                  والآن نضع السؤال الذي وضعه القس
                  :

                  فقل لي أيها القارئ العزيز: من نصدق من هؤلاء الرواة؟ وماذا نصدق من تلك الروايات؟؟

                  الجواب بما لا يدع مجالا للشك

                  1 -الحقيقة الأولي التي لا شك فيها : " أن المدير ليس هو القتيل " لإجماع الشهود علي ذلك
                  2-الحقيقة الثانية : أن أقوال الشهود جميعا في تحديد شخصية القتيل يشوبها الشك وليس اليقين .

                  إذا كل ما ذكره موقع الكذبة ماهو إلا تدليسا ولي للحقائق .

                  ولنا أن نسأل النصاري : من من حواري عيسي شاهد علي حادثة القتل والصلب ؟؟؟

                  الجواب : للأسف لا يوجد شاهد .
                  فالأناجيل ا تشهد أن الحواريين تركوه وهربوا منذ القبض عليه .
                  متي ((26: 56 و اما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الانبياء حينئذ تركه التلاميذ كلهم و هربوا ))
                  مرقس((14: 50(( فتركه الجميع و هربوا))

                  وتشهد الاناجيل كذلك أنهم لم يشاهوا صلبه إلا في الظلام ومن بعيد .

                  في إنجيل مرقس نجد الآتي ((15: 33 و لما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة
                  15: 34 و في الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا الوي الوي لما شبقتني الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني

                  ونجد أن الذين شاهدوا المسيح من الذين يعرفوه شاهدوه عن بعد

                  ((15: 40 و كانت ايضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية و مريم ام يعقوب الصغير و يوسي و سالومة ))
                  وفي لوقا ((23: 49 و كان جميع معارفه و نساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك

                  فإذا كانت الظلمة في الساعة السادسة فما بالنا بالساعه التاسعه . وكيف يمكن لمريم المجلية وغيرها تمييز يسوع من شبيهه وهم يشاهدونه من بعيييييييييييييييييييييد !!!!!!!

                  إذا فإعتماد النصاري علي قتل وصلب المسيح ناتج من شهادة اليهود فقط .
                  فهل كانوا حقا يعرفوه يقينا ؟؟؟؟؟

                  نري أن رؤساء الكهنة لم يتيقنوا من كونه هو المسيح ففي لوقا ((22: 66 و لما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة و الكتبة و اصعدوه الى مجمعهم
                  22: 67 قائلين ان كنت انت المسيح فقل لنا فقال لهم ان قلت لكم لا تصدقون
                  22: 68 و ان سالت لا تجيبونني و لا تطلقونني
                  22: 69 منذ الان يكون ابن الانسان جالسا عن يمين قوة الله
                  22: 70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو
                  وأيضا ((23: 3 فساله بيلاطس قائلا انت ملك اليهود فاجابه و قال انت تقول ))

                  ربما يعترض النصاري بهذه الشواهد " السابقة " وهذا ما أتوقعه منهم .لذلك ننظر إلي النص الآتي في يوحنا ((
                  18: 4 فخرج يسوع و هو عالم بكل ما ياتي عليه و قال لهم من تطلبون
                  18: 5 اجابوه يسوع الناصري قال لهم يسوع انا هو و كان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم))

                  مما سبق يتضح لنا أن كتاب الأناجيل إعتمدوا في كتاباتهم علي شهادة اليهود .
                  فهل حقا تقبل شهادة اليهود ؟؟؟؟؟؟

                  ألم يشهدوا علي مريم بهتانا بالزنا !!!!! هل تقبل هذه الشهادة ؟؟؟؟؟

                  إذا ليس هناك تأكيد علي قتل وصلب المسيح . من الاناجيل نفسها . لأنها إعتمدت علي شهادة اليهود . ولو قبل النصاري شهادة اليهود علي قتل المسيح فليقبلوا شهادتهم علي مريم بالزنا .

                  ونعود لكلام المسيح نفسه في الأناجيل فسنجد الأتي :

                  في مرقس((14: 27 و قال لهم يسوع ان كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد الخراف ))
                  وفي متي ((26: 31 حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون في في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية))

                  والسؤال للنصاري : من تصدقون مسيحكم الذي أخبركم بأنكم ستشكون فيه أم اليهود الذي رموا مريم بالزنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                  يقول تعالي ((((وَقَوْلِهِمْ(أي اليهود) إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ))


                  أعتقد الآن أن موقع الكذبة كان متعمد عدم ذكر الآيه صحيحة وكاملة .
                  ونحن لا نحتاج بعد هذا التحليل إلي الرد علي باقي مقالتهم . ولكن سنرد عليهم بإسلوب أستاذنا الكبير / eeww2000
                  الرد على الشبهات الفاسدة بطريقة تناسب اتباع النصرانية الحاقدة

                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:

                  ولكن دعنا نعطي أجوبة أخرى منطقية كما تعودنا. ( يقصد طرقة الثلاث ورقات )
                  لقد تكلمنا في النقطة السابقة عن تضارب أقوال المفسرين لتعبير "شبه لهم" ونناقش جانب آخر وهو:

                  ثانياً

                  هل كان الله محتاجا أن يقوم بهذه التمثيلية؟
                  وما الذي يضطره إلى ذلك؟ ألم يكن الله قادرا أن يرفع المسيح دون بديل وكفى؟
                  أم أنهم يريدون تأكيد مبدأ الفداء (الذي ينكرونه) وذلك بصلب بديل عن المسيح، ولكن بطريق الغش والخداع؟!!!
                  وهل جاء المسيح كفادٍ للبشرية؟ أم أنه احتاج إلى من يفديه ويصلب بدلا منه؟!!
                  هذه الأسئلة وغيرها تفرض نفسَها على الساحة، ليستبين الحق من الباطل. وإني أترك الإجابة لعقول المفكرين المخلصين، ولسوف يدركون يقينا أن الله لم يكن في حاجة إلى مثل هذه التمثيلية الخادعة التي اخترعها بعض المفسرين.

                  نذكر أصدقائنا النصاري بكتابهم
                  يقول كاتب إنجيل متي ((7: 1 لا تدينوا لكي لا تدانوا
                  7: 2 لانكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون و بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم
                  7: 3 و لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك و اما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها
                  7: 4 ام كيف تقول لاخيك دعني اخرج القذى من عينك و ها الخشبة في عينك
                  7: 5 يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك و حينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين اخيك ))

                  ونحن سنتبع هذا الاسلوب الآن مع النصاري فنسألهم .
                  تقولون أن الله تجسد ونزل ليضرب ويهان ويبصق علي وجهه ويعلق علي الصليب ليكون لعنه من أجلنا . كل هذا من أجل تأكيد مبداء الفداء والعدل والرحمة .

                  ونجيبكم علي أسئلتكم بطريقة أستاذنا / eeww2000 ونسألكم :
                  هل الله محتاج أن يقوم بهذه التمثيلية ليغفر لآدم خطيئته ؟؟؟؟
                  وما الذي يضطره لأن يهين نفسه علي ايدي أعدائه ؟؟؟ أليس الله بقادر علي كل شيئ فكيف لم يقدر علي غفران خطيئه آدم إلا بهذا الشكل المهين لذاته ( تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا )؟؟؟؟ أم إنكم تريدون فرض عقيدتكم ( المخالفه للعقل ) بالكذب والغش وسب الإله
                  ولماذا جاء المسيح ( الله كما تدعون).من أجل أن يغفر الخطيئه ؟ أم من أجل أن يقترف اليهود المزيد من الخطايا ؟؟؟ بضرب الإله والبصق علي وجهه وإلباسه الإرجوان " الفستان" ثم لعنه بتعليقه علي الصليب !! ( تعالي الله عما تقولون عوا كبيرا .
                  وإذا كانت خطيئة آدم ( عدم تنفيذ أمر الله له "أكل من الشجرة " ) إحتاجت إلي هذه التمثيلية لغفرانها فما هو الفيلم القادم ليغفر الله للبشر إهانتهم له " بضربه علي قفاه وركله بالأقدام والبصق علي وجهه ولعنه ,.......... ( تعالي الله عما تقولون علوا كبيرا) ...


                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:
                  ثالثا
                  هل هذا الكذب والخداع من أخلاقيات الله
                  الحق والصادق والأمين؟

                  وحقيقا لا أعلم كيف يعتقدون أننا كمسلمين نصف الله بالكذاب والمخادع ( تعالي الله عما يصفون ) فمن التحليل السابق يتضح من هو الكذاب والمخادع ..

                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:
                  الواقع أننا نربأ بأن تكون هذه من أخلاقيات الله سبحانه، فلا يصح تفسير الآيات بما ينسب لله أمراض البشر من خداع، وباطل، وكذب، التي تستحق العقاب والعذاب الأليم!!!
                  ولننتقل الآن إلى مناقشة جزئية أخرى وهي:

                  حقا كما يقول المثل الشعبي ( أسمع كلامك أصدقك وأشوف أمورك استعجب ) يتهموننا بأننا نصف الله بكل نقص وعيب .
                  ونسألهم يا من تعتقدون بإلوهية المسيح :
                  1-من قال أن الله ملعون

                  3: 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة

                  2-من قال أن الله يجهل وقت الحصاد

                  11: 13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين

                  أليس هو رب الحصاد ((10: 2 فقال لهم ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده

                  3-من الذي شبه الله باللبوءة ( تعالي الله عما يصفون )

                  13: 8 اصدمهم كدبة مثكل و اشق شغاف قلبهم و اكلهم هناك كلبوة يمزقهم وحش البرية

                  ألا تستحو ...................

                  إستكمالا للرد علي كلام القمص المشلوح

                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:
                  رابعاً
                  تفسيرات أكثر حكمة لعلماء
                  الإسلام الأفاضل

                  بخصوص تعبير "شبه لهم"


                  (1) يقول الفقيه الكبير الإمام الرازي في كتابه (تفسير الرازى جزء3 ص 350):
                  "إن جاز أن يقال إن الله تعالى يلقى شبه إنسان على آخر فهذا يفتح باب السفسطة. فلربما إذا رأينا (زيداً) فلعله ليس (بزيد) ولكن ألقى شبه "زيد" علي شخص آخر!! وإذا تزوج رجل (فاطمة)، فلعله لم يتزوج (فاطمة) ولكن ألقي على (خديجة) شبه (فاطمة) فيتزوج خديجة وهو يظن أنها فاطمة".
                  وخلص الإمام الرازي إلى حقيقة خطيرة فقال:
                  "لو جاز إلقاء شبه أحد على شخص آخر فعندئذ لا يبقى الزواج ولا الطلاق ولا التملك موثوقاً به".
                  فالإمام الرازي يستبعد أن يكون المقصود من هذا التعبير "شبه لهم" هو إلقاء شبه المسيح على إنسان آخر!!

                  وقد قام أستاذنا الفاضل / متعلم بالرد علي هذا الكلام في المشاركة

                  اقتباس من كلام استاذنا / متعلم
                  فى هذا الموضع كذبتان: الأولى: مثال (فاطمة) و(خديجة). من كيس المفضوح لا من كلام الرازى.

                  والثانية: زعم أن الرازى يستبعد إلقاء شبه المسيح على آخر. والذى يبين أن هذا من تدليساته وكذباته لا من أخطائه، أنه أخفى ما قبل الكلام وما بعده، لأن كامل الكلام يبين الحق فى رأى الرازى. والرازى من عادته أن يورد الأسئلة والإشكالات عند تفسيره للآيات، ثم يجيب عنها. فجاء المفضوح وأخذ سؤالاً من اثنين للرازى. وأخفى ما يدل على أنه سؤال، ليوهم القارئ بأنه تقرير نهائى من الرازى، ثم أخفى إجابة الرازى، إكمالاً للتدليس والكذب.

                  قال الفخر الرازى عند تفسيره لآية النساء 157 : « وفي الآية سؤالان: السؤال الأول: ... والجواب من وجهين: ... السؤال الثاني: أنه إن جاز أن يقال إن الله تعالى يلقي شبه إنسان على إنسان آخر، فهذا يفتح باب السفسطة، فإنا إذا رأينا زيدًا، فلعله ليس بزيد، ولكنه ألقى شبه زيد عليه، وعند ذلك لا يبقى النكاح والطلاق والملك موثوقا به ... والجواب: اختلفت مذاهب العلماء في هذا الموضع، وذكروا وجوهًا: الأول: قال كثير من المتكلمين إن اليهود لما قصدوا قتله رفعه الله تعالى إلى السماء، فخاف رؤساء اليهود من وقوع الفتنة من عوامهم، فأخذوا إنسانا وقتلوه وصلبوه، ولبسوا على الناس أنه المسيح، والناس ما كانوا يعرفون المسيح إلا بالاسم لأنه كان قليل المخالطة للناس. وبهذا الطريق زال السؤال. ولا يقال إن النصارى ينقلون عن أسلافهم أنهم شاهدوه مقتولا؛ لأنا نقول إن تواتر النصارى ينتهي إلى أقوام قليلين لا يبعد اتفاقهم على الكذب. والطريق الثاني: أنه تعالى ألقى شبهه على إنسان آخر. ثم فيه وجوه: الأول: ... وهذه الوجوه متعارضة متدافعة والله أعلم بحقائق الأمور ».

                  فالرازى أورد اعتراضـًا لا تقريرًا يؤمن به كما زعم المفضوح. ثم رد الاعتراض من طريقين. وقال عن الأول: « وبهذا الطريق زال السؤال ». وقبل أن يدخل إلى الطريق الثانى، نبه على اعتراض ثانوى على الطريق الأول ورده. ثم أورد الطريق الثانى من الجواب. وبعدما ذكر اختلاف وجوه الروايات، قرر بأنها متعارضة وأبرأ الذمة.

                  وعند تفسيره لآية آل عمران 55 قال: « وبالجملة فكيفما كان ففي إلقاء شبهه على الغير إشكالات. الإشكال الأول: إنا لو جوزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر، لزم السفسطة. فإني إذا رأيت ولدي، ثم رأيته ثانيا، فحينئذ أجوز أن يكون هذا الذي رأيته ثانيا ليس بولدي، بل هو إنسان ألقي شبهه عليه ... ». وبعدما سرد الاعتراضات الستة قال: « والجواب عن الأول: أن كل مَن أثبت القادر المختار سلَّم أنه تعالى قادر على أن يخلق إنسانا آخر على صورة زيد مثلا. ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور، فكذا القول فيما ذكرتم ... ». ثم أكمل الإجابة عن باقى الأسئلة.

                  والخلاصة أن المفضوح كذب على الرازى، وزعم أنه يشهد لكذبه، منتزعـًا من كلام الرازى الاعتراض، زاعمـًا أنه تقرير له، مخفيـًا كلامه قبلها وبعدها، وزاد من كيسه ما شاء. فلعنة الله على الكاذبين.

                  والنصارى لهم تدليس مشهور فى هذه المسألة، وذلك أنهم يوردون الإشكالات الستة للرازى عند آية آل عمران، على أنها من تقريراته، فيخفون ما قبلها حتى لا يفهم القارئ أنها اعتراضات أوردها الرازى ليردها. ويخفون ما بعدها من أجوبة الرازى عنها. فلعنة الله على الكاذبين.

                  فإذا كان هذا حال القوم من الكذب فى أكابرهم فكيف فى الأصاغر ؟

                  وهذا الكذب والتدليس فى عصر الطباعة واشتهار الطبعات وتوحيد النسخ، وإمكان الحصول على الكتب من المكتبات العامة والتأكد .. ومع هذا كله وجدوا فى أنفسهم كل هذه الجرأة للكذب والتدليس، مطمئنين إلى التقليد المتفشى فى عوامهم وقساوستهم، وحامدين الكسل الذهنى المشهور عن النصارى. فكيف الحال إذن مع القرون الأولى، ولم يكن ثمَّ طباعة تشهر الطبعات وتوحد النسخ .. لا شك أن جرأتهم على الكذب والتدليس كانت أكبر، لا أقول الكذب على علماء المسلمين، ولكن أقول الكذب على التوراة والكتب السابقة. فهذا من أقوى الأدلة على سهولة شيوع الكذب والتدليس عند القوم، وهو قياس بطريق الأولى.


                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:

                  (2) ويقول الإمام البيضاوي: "يمكن أن يكون المراد من ذلك هو أنه قد صلب الناسوت وصعد اللاهوت".
                  ( تفسير البيضاوى جزء 2 صفحة 128 )

                  وللأسف الشديد هذا الكلام ليس كلام الإمام البيضاوي
                  : فقد كذب القس كعادتة لتنفيذ تعاليم بولس الرسول الكذاب .يقول الإمام البيضاوي في تفسير" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " روي (أن رهطاً من اليهود سبوه وأمه فدعا عليهم فمسخهم الله تعالى قردة وخنازير، فاجتمعت اليهود على قتله فأخبره الله تعالى بأنه يرفعه إلى السماء، فقال لأصحابه: أيكم يرضى أن يلقى عليه شبهي فيقتل ويصلب ويدخل الجنة، فقام رجل منهم فألقى الله عليه شبهه فقتل وصلب). وقيل (كان رجلاً ينافقه فخرج ليدل عليه، فألقى الله عليه شبهه فأخذ وصلب وقتل) وقيل: (دخل طيطانوس اليهودي بيتاً كان هو فيه فلم يجده، وألقى الله عليه شبهه فلما خرج ظن أنه عيسى فأخذ وصلب). وأمثال ذلك من الخوارق التي لا تستبعد في زمان النبوة، وإنما ذمهم الله سبحانه وتعالى بما دل عليه الكلام من جراءتهم على الله سبحانه وتعالى، وقصدهم قتل نبيه المؤيد بالمعجزات الباهرة، وتبجحهم به لا بقولهم هذا على حسب حسبانهم، و" شبه " مسند إلى الجار والمجرور كأنه قيل ولكن وقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول أو في الأمر على قول من قال: لم يقتل أحد ولكن أرجف بقتله فشاع بين الناس، أو إلى ضمير المقتول لدلالة إنا قتلنا على أن ثم قتيلاً. " وإن الذين اختلفوا فيه " في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام،فإنه لما وقعت تلك الواقعة اختلف الناس فقال بعض اليهود: إنه كان كذباً فقتلناه حقاً، وتردد آخرون فقال بعضهم: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا، وقال بعضهم: الوجه وجه عيسى والبدن بدن صاحبنا، وقال من سمع منه أن الله سبحانه وتعالى يرفعني إلى السماء: أنه رفع إلى السماء وقال قوم صلب الناسوت وصعد اللاهوت.

                  هذا نص تفسير الإمام البيضاوي : ومنه يتضح لكل ذي عقل أن الإمام البيضاوي كان ينقل أقوال الذين إختلفوا في قتل المسيح ورفعه .

                  وأيضا قام أستاذنا الفاضل / متعلم بالرد علي هذا الكلام

                  اقتباس من رد أستاذنا /متعلم
                  فالمفضوح واتته الجرأة للكذب على البيضاوى مرتين، مع الإيغال فى تقرير الثانية. وليس بعد هذا فجور القساوسة فجور.

                  والتدليس فى زعمه أن البيضاوى قرر أن « صلب الناسوت وصعد اللاهوت ». والبيضاوى ما قرر ذلك، وإنما حكى هذا القول ضمن عدة أقوال قالها ( الذين اختلفوا ) فى شأن المسيح.

                  قال البيضاوى رحمه الله فى تفسيره لآية النساء 157: « { وإن الذين اختلفوا فيه } في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام. فإنه لما وقعت تلك الواقعة، اختلف الناس، فقال بعض اليهود: إنه كان كاذبا فقتلناه حقا. وتردد آخرون، فقال بعضهم: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا ؟. وقال بعضهم: الوجه وجه عيسى والبدن بدن صاحبنا ؟. وقال مَن سمع منه أن الله سبحانه وتعالى يرفعني إلى السماء: إنه رُفع إلى السماء. وقال قوم: صُلب الناسوت وصعد اللاهوت ».

                  وسبب التدليس ما يزعمه القساوسة من أمر يسوعهم لهم بالتفتيش فى الكتب. وقد فهموا ( التفتيش ) المأمور به على أنه إباحة للكذب والتدليس والتلاعب والخداع. هذا دينهم.



                  وما زلت أسئل النصاري : ألا تستحون من كل هذا الكذب المقدس ؟؟؟؟؟؟


                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:
                  خامساً
                  ما المقصود بتعبير شبه لهم؟؟

                  (1) ربما أراد القرآن الكريم أن يقول أن معنى "شبه لهم" هو أنهم بصلبهم للمسيح قد شبه لهم أنهم قد قضوا على المسيح ورسالته، ولكن هيهات أن يقضوا عليه أو علي رسالته، بل شبه لهم ذلك.

                  أريد أن اسئل من قال هذا التفسير من علماء المسلمين ؟؟؟؟؟؟؟؟
                  الجواب : لا يوجد من علماء المسلمين من فسر شبه لهم هذا التفسير .
                  وبالطبع هذا التفسير لا يكون إلا من الضالين " النصاري " أولم يفرقوا بن مقولة "شبه لهم " و"خيل لهم " . أعتقد أن تفسيرهم يمكن أن يكون صحيحا لو قال القرآن" خيل لهم " .
                  وإسئلوا علماء اللغه .
                  حقا أنتم الضالين وحقا صدق الله العظيم حيث قال تعالي (( وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ))

                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:

                  (2) وهناك معنى آخر هو أنه شبه لهم أنهم هم الذين قتلوه والواقع أن الله هو الذي سمح بذلك وفعل كما جاء في:
                  سورة الأنفال (17): "فَلَمْ تقتلوهم ولكن الله قتلهم، وما رميت إذا رميت، ولكن الله رمى …"

                  نعيد كلامهم مع بعض التوضيح من عقيدتهم لنري التخبط ((وهناك معنى آخر هو أنه شبه لهم أنهم هم الذين قتلوا الله والواقع أن الله هو الذي سمح بقتل نفسه ))
                  ماذا نسمي هذا ........... إنتحار الإله . ...............!

                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:

                  (3) كما أنه يوجد معنى آخر هو أن من قتل في سبيل الله ليس ميتا، فيكون معنى الآية أنه شبه لهم أن المسيح قد مات، والواقع أنه حي عند ربه كما جاء في القرآن الكريم في هذا المعنى قوله في:
                  أ. سورة آل عمران (169): "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل هم أحياء عند ربهم يرزقون"
                  ب . سورة البقرة (154): "ولا تقولوا لمن يـُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"

                  مازالوا يمارسون الغباء المقدس كما قال بولسهم (( 11: 1 ليتكم تحتملون غباوتي قليلا بل انتم محتملي ))

                  أولا ما معني أن المسيح حي عند ربه ؟؟؟؟؟؟؟ أليس معنها أن المسيح عبد لله وليس هو الله ذاته ؟؟؟؟؟ هذا كلامهم ولكن فلنتحمل غباوتهم قليلا كما قال

                  أولا ما معني أن المسيح حي عند ربه ؟؟؟؟؟؟؟ أليس معنها أن المسيح عبد لله وليس هو الله ذاته ؟؟؟؟؟ هذا كلامهم ولكن فلنتحمل غباوتهم قليلا كما قال بولس .

                  ونعيد كلامهم مع بعض التعديل ليوافق كلامهم عقيدتهم فنري تخبطهم :
                  ((فيكون معنى الآية أنه شبه لهم أن المسيح قد مات، والواقع أنه الله (المسيح بزعمهم ) حي عند نفسه
                  أ. سورة آل عمران (169): "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله ( نفسه )أمواتا بل هم أحياء عند ربهم يرزقون"
                  ب . سورة البقرة (154): "ولا تقولوا لمن يـُقتل في سبيل الله( نفسه ) أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"

                  وهل المسيح مات في سبيل نفسه أم في سبيل غفران خطيئه آدم ؟؟؟؟

                  حتي طريقة الثلاث ورقات لم تنفع لإثبات عقيدتهم المخالفة للعقل .

                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:

                  (4) وقد يكون المقصود هو صلب الناسوت وعدم إمكان صلب اللاهوت، وهذا ما أشار إليه الأمام البيضاوى بقوله: "… صلب الناسوت وصعد اللاهوت"
                  ( تفسير البيضاوى جزء 2 صفحة 128 )

                  والواقع أن قول البيضاوي هذا صحيح من جهة صلب الناسوت ولكنه غير صحيح في من جهة ما يقوله عن صعود اللاهوت، لأننا نؤمن أن الصلب حدث للناسوت فعلا وهو الذي تأثر بعملية الصلب أما اللاهوت فلم يفارق الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين، وإن كان اللاهوت لم يتأثر بعملية الصلب. ويمكن فهم هذه الحقيقة عندما ننظر إلى قطعة من الحديد المحماة بالنار، عندما نطرقها بمطرقة نجد أن الحديد فقط هو الذي يتأثر بالطرق، أما النار فلا تتأثر.

                  عموما إن هذا القول الذي ذكره الإمام البيضاوى سابقا وإن كان غير صحيح من جهة ما قاله عن صعود اللاهوت، لكننا نرى فيه إشارة جلية بأن المسيح قد صلب فعلاً بالناسوت دون أن يتأثر اللاهوت.

                  مزيد من الكذب :
                  قام أستاذنا الفاضل / متعلم بالرد علي هذا الكلام كما أوضحنا سابقا


                  اقتباس:إقتباس من موقع الكذبة:

                  سادساً
                  لماذا ينكر الإسلام أن اليهود قد قتلوا المسيح؟
                  ألم ينسب القرآن لليهود أنهم قتلة الأنبياء؟

                  في سورة البقرة (87) "…أفـَكُلَّما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون"

                  أيضا قام أستاذنا الفاضل / متعلم بالرد علي هذا الكلام

                  اقتباس من رد أستاذنا / متعلم
                  التدليس فى حذف عبارة من الآية، ولا يشفع له النقاط الثلاثة، لأن المحذوف مؤثر فى موطن النزاع. وسبب التدليس هو أن المفضوح يريد المقابلة بين موسى وعيسى فقط، فيخفى على القارئ باقى الأنبياء. وتمام الآية هكذا: { وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) } البقرة.

                  فالآية لا تتحدث عن موسى وعيسى فقط عليهما السلام، وإنما عن أنبياء بنى إسرائيل كافة. لكن المفضوح يريد هواه والباطل. قال البيضاوى: « { ففريقا كذبتم } كموسى وعيسى عليهما السلام. والفاء للسببية أو للتفصيل { وفريقا تقتلون } كزكريا ويحيى عليهما السلام ».

                  ونعرض هنا عن بيان أنه حتى مع الحذف لا تخدمه الآية، لأن الغبى ترك ـ مضطرًا ـ قوله تعالى { ففريقـًا كذبتم وفريقـًا تقتلون }. وهل الفريق يكون واحدًا فقط ؟. لكن المفضوح لا يخاطب عقلاء بل يخاطب من يؤمنون بأن الثلاثة هم واحد فلا حرج عليه !


                  وهكذا نري أنهم يمارسون الكذب والغش والتدليس علي القارئ فيوهمه بأن القرآن أقر بصلب المسيح .
                  ليبعد النصاري عن التفكير في أصل عقيدتهم المخالفه للعقل والشرائع السماوية السابقة .

                  وماكتب مشاركتي هذه إلا للنصاري .
                  كي يحاولوا ولو لمرة واحدة أن يبحثوا بعقولهم في كلمات قساوستهم .ليكتشفوا أنهم يخدعونهم بالكلمات .
                  وليبحثوا خلف قساوستهم في مدي مصداقية نقلهم عن علماء الاسلام . ليرو مدي كذبهم وتدليسهم .
                  أسأل الله العلي القدير أن يهدينا وإياهم .

                  "وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يوحنا 32:8)
                  اعرف الحق . اتبع الحق . انشر الحق
                  وليبحثوا خلف قساوستهم في مدي مصداقية نقلهم عن علماء الاسلام . ليرو مدي كذبهم وتدليسهم .
                  أسأل الله العلي القدير أن يهدينا وإياهم .
                  اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                  "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                  "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                  تعليق


                  • #69
                    رد: شبهات وردود

                    الرد على من قال بضعف أحاديث في البخاري ومسلم


                    خالد السبع العلمي



                    الحمد لله باسط الأرض ورافع السماء، والصلاة والسلام على رسوله محمد والمتبعين له أهل الولاء،

                    وبعد، فقد جاءني أخ كريم يسال عن لغط يحدث في تضعيف بعض الأحاديث في كتاب شيخ المحدثين الإمام محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله.

                    جاءني يريد الرد مستعجلاً، والحق أنه جاء في وقت ازدحمت فيه عليَّ الأمور وكثرت فيه عليَّ الواجبات.

                    ولكن وجدت أن الأمر جد خطير فأحببت أ، أدلو بدلوي في هذا الشأن لعل الله أن ينفع بذلك، ويرشد ويهدي به، وهو نعم المولى ونعم النصير.

                    فأقول على عجالة من الأمر:

                    إن ما يذكر أو يتداول من ضعف بعض الأحاديث في صحيح الإمام البخاري وفي صحيح مسلم رحمهما الله، ينبغي أن ينظر فيه من عدة أوجه.

                    أما الوجه الأول: فهو لماذا يُثار هذا الأمر، وما الغرض الدافع إليه؟ هل هو محبة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والدفاع عنها؟ أم الانتقاص والتشكيك في أصح الكتب بعد كتاب الله؟!!

                    كما قال ابن الصلاح رحمه الله: "وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز".

                    أم هو محبة المراء والجدال التي استشرت هذه الأيام بين المسلمين، وكان في ذلك مدخلاً عظيماً من مداخل الشيطان. يضيِّع فيها أعمارهم، وينزغ بينهم، ويزرع العداوة والبغضاء فيهم؟!!

                    والوجه الثاني: إطلاق القول بضعف أحاديث في صحيح البخاري ومسلم إلى ماذا يؤدي؟

                    يؤدي على فرض ثبوت ذلك إلى زعزعة الثقة بهذين الكتابين العظيمين الجليلين، واللذان هما عمدة المسلمين في الرجوع إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمفسرة لشرع الله، فكأن المنتقص المُطلِق لكلامه، المعمِّم له يريد الانتقاص من هذا الشرع الحنيف.

                    ولكن إن أراد منتقد أن ينتقد، فليقل: ضعّف بعض العلماء الحديث الفلاني والفلاني و... من صحيح البخاري والحديث الفلاني والفلاني و... من صحيح مسلم.

                    وذلك ليكون كلامه أدق، وتضعيفه وطعنه مُنصبٌ على أحاديث معينة مذكورة، لا طعناً عاماً.

                    أذكر هذا ليس من باب التسليم بوجود أحاديث ضعيفة في الصحيحين بل من باب ذكر كيف ينتقد الناقد، وكيف يكون كلامه دقيقاً حتى لا يكون فيه تجنِّي و...

                    أما الوجه الثالث: فإنه صحيح قد قام البعض في هذا العصر بتضعيف بعض الأحاديث في الصحيحين، وتناقل ذلك بعض طلبة العلم، ولكن كل بني آدم خطاء، وكل الناس يؤخذ منه ويُرد عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً. فكان الأولى ترك ذلك – وليس فيه إثم – لما فيه من المصلحة بتمسك طلبة العلم بهذين الكتابين تمسكاً قوياً خالياً من الشعور بعدم صحة الحديث أو التشكك بما فيها أو...

                    والوجه الأخير: هو حقيقة الصحيحين وما ذكر فيهما من الأحاديث. وفي هذا الوجه سأذكر بعض الأقوال التي تُبين وتُوضح حال الصحيحين وما ذُكر فيها من أحاديث، وأنه صحيح أنه قد انتُقِد عليها بعض الأحاديث إلا أن أغلب ذلك مردود والقادح فيها ضعيف.

                    قال الحافظ بن حجر في هدي الساري (ص 383) بعدما ذكر عدد الأحاديث المنتقدة على الصحيحين: "وليست كلها قادحة، بل أكثرها الجواب عنه ظاهر والقدح فيه مُندَفع، وبعضها الجواب عنه محتمل، واليسر منه في الجواب عنه تعسّف".

                    يقصد في رد وجه الضعف تكلّف، أي أن الأظهر أنها ضعيفة لعدم إمكانية رد سبب الضعف الموجه لهذا الحديث بوجه قوي.

                    وقال (ص348) عن الأحاديث المنتَقَدَة: "وقد حررتها وحققتها وقسمتها وفصلتها، لا يظهر منها ما يؤثر في أصل موضوع الكتاب بحمد الله إلا النادر".

                    وهذا يعني أنها قليلة وقليلة جداً لذا عبّر عنها بالنادر، وإذا كان الحال هكذا فلا يطلق تضعيف الأحاديث لصحيح البخاري لاسيما أن أكثر الطاعنين الآن إنما هم من أصحاب الأهواء وأهل البدع، فمن يريد أن يُنكر بعض الأحاديث التي تخالف مذهبهم، سواء كان المذهب العقلي الذي يريد أن يحكم على الأحاديث صحةً وضعفاً وفقاً لما وافق عقولهم المريضة، ووفقاً لما فهموه، فإن وافق عقولهم صححوه وإلا ضعّفوه، بل تجرّأ بعضهم على القرآن الكريم، ولكن لم يستطع القول بالتضعيف، لذا أوَّلَ الآية أو الآيات وأخرجها عن مرادها لتوافق عقله و...، كمن فسر الطير الأبابيل بالطاعون أو نحو ذلك من الأمراض السارية المهلكة. نسأل الله العِصمة، وما هذا إلا تحكيم للعقل بالقرآن، أما السنة فاستطاعوا أن يقولوا بضعف الحديث، وإن لم يكونوا أهلاً لذلك، ولكنه الهوى والشيطان.

                    ولا يفهم القارئ لهذا الكلام أنه طعن في كل من ضعَّف حديثاً في الصحيحين أو أحدهما، فالبعض يقصد رضوان الله تعالى بذلك، وإن كنت أرى أنه جانبَ الصواب في ذلك.

                    ولذا قال الحافظ (ص246) قبل سرد الأحاديث المنتقدة على البخاري رحمه الله: " وقبل الخوض فيه ينبغي لكل منصفٍ أن يعلم أن هذه الأحاديث وإن كان أكثرها لا يقدح في أصل موضوع الكتاب فإن جميعها وارد من جهة أخرى... "

                    ثم ذكر كلام ابن الصلاح رحمه الله في تلقي الأمة لكتابيهما بالقبول إلا أحاديث يسيرة: " فهو مستشن مما ذكرناه لعدم الإجماع على تلقيه بالقبول". قال الحافظ: "وهذا احتراز حسن".

                    وقد يفهم البعض تضعيف الأحاديث من هذه الجملة وليس كذلك، وجلُّ ما فيها نفي إجماع الأمة تلقيها بالقبول.

                    ولذا قال الإمام العُقَيلي: " لما ألف البخاري كتاب الصحيح، عَرَضَه على أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعليّ بن المديني وغيرهم، فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة إلا في أربعة أحاديث".

                    قال العقيلي: "والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة".

                    ولا أريد أن أطيل أكثر ويكفي أخيراً أن أنقل وأذكر هنا الجواب العام الذي ذكره الحافظ ابن حجر في هدي الساري (ص246247) على من انتقد أحاديث في الصحيحين، وأنا أرجو أن تقرأ هذه الفقرة بتؤدة وبعين بصيرة غايتها الوصل للحق.

                    قال رحمه الله: " والجواب عنه على سبيل الإجمال، أن نقول: لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم على أهل عصرهما ومن بعده من أئمة هذا الفن في معرفة الصحيح والمُعلَّل،

                    فإنهم لا يختلفون في أن عليّ بن المديني كان أعلم أقرانه بعلل الحديث وعنه أخذ البخاري ذلك، حتى كان يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند عليّ بن المديني، ومع ذلك فكان عليّ بن المديني إذا بلغه ذلك عن البخاري يقول: دعوا قوله فإنه ما رأى مثل نفسه.

                    وكان محمد بن يحيى الذهلي أعلم أهل عصره بعلل حديث الزهري، وقد استفاء منه ذلك الشيخان جميعاً.

                    وروى الفربري عن البخاري قال: " ما أدخلتُ في الصحيح حديثاً إلا بعد أن استخرتُ الله تعالى وتيقنت صحّته.

                    وقال مكي بن عبدالله سمعت مسلم بن الحجاج يقول: عرضتُ كتابي هذا على أبي زرعة الرازي، فكل ما أشار أن له علة تركته.

                    فإذا عُرِف وتقرر أنهما لا يخرجان من الحديث إلا ما لا علة له، أو له علة إلا أنها غير مؤثرة عندهما.

                    فبتقدير توجيه كلام من انتقد عليهما يكون قوله معارضاً لتصحيحهما، ولا ريب في تقديمهما في ذلك على غيرهما، فيندفع الاعتراض من حيث الجملة.

                    وأخيراً أقول ما قاله الحافظ (ص383): " فإذا تأمل المنصف ما حررته من ذلك عَظُم مقدار هذا المُصنِّف – يقصد الإمام البخاري رحمه الله – في نفسه، وجل تصنيفه في عينه، وعَذَر الأئمة من أهل العلم في تلقّيه بالقبول والتسليم، وتقديمهم له على كل مُصنّف في الحديث والقديم.

                    وليسا سواء من يدفع بالصدر فلا يأمن دعوى العصبية ومن يدفع بيد الإنصاف على القواعد المرضية والضوابط المرعية.

                    فلله الحمد الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والله المستعان وعليه التكلان.

                    موقع سبيل الاسلام
                    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                    "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                    "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                    تعليق


                    • #70
                      رد: شبهات وردود




                      أضواء على حديث بعثت بالسيف
                      د. محمد بن عبد الله القناص

                      أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بعثتُ بالسَّيفِ بينَ يديِ السَّاعة، حتَّى يُعبدَ اللهُ وحدهُ لا شريكَ لَه، وجعلَ رزقِي تحتَ ظِلِّ رُمحي، وجعلَ الذِّلَّةَ والصَّغارَ عَلى مَن خَالفَ أمرِي، ومَن تشبَّه بقومٍ فهوَ منهُم)) (رواه أحمد 2/50، 92 وابن أبي شيبة 5/313 وإسناده حسن صحح إسناده الحافظ العراقي وجوده ابن تيمية في الاقتضاء).

                      ولنا مع هذا الحديث وقفات:

                      الوقفة الأولى
                      : قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((بُعثتُ بالسَّيفِ)).

                      يعني أن الله بعثه داعياً إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجَّة، فمن لم يستجب لدعوة التوحيد بالقرآن والحجة والبيان، دُعِيَ بالسيف والسنان، يقول - تعالى -: ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) (الحديد: 25).

                      وقال - تعالى -: ((قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) (التوبة: 29).

                      وقال - تعالى -: ((فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهم)) (التوبة: 5).

                      وإنما أُمر - صلى الله عليه وسلم - بالجهاد بالسيف بعد الهجرة إلى المدينة لمَّا صار له أتباع وقوَّة ومَنَعَة، وقد كان قبل الهجرة يتهدد أعداءه بالسيف، ففي مسند أحمد أنه - صلى الله عليه وسلم -: ((كان يطوف بالبيت وأشراف قريش قد اجتمعوا بالحِجر وقالوا: ما رأينا مثل صَبْرِنا عليه من هذا الرجل، قد سفَّه أحلامنا وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرَّق جماعتنا، وسبَّ آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمرٍ عظيم. فلما مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - غمزوه ببعض القول فعُرف ذلك في وجهه - صلى الله عليه وسلم - وفعلوا ذلك به ثلاث مرات فوقف وقال: (أتَسمعونَ يَا معشَرَ قَرَيش؟ أمَا والذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه لقَد جئتُكُم بالذَّبْحِ) فأخذت القوم كلمته حتى ما فيهم رجلٌ إلا كأنما على رأسه الطير واقع، وحتى أنَّ أشدَّهم عليه قبل ذلك ليَلقاه بأحسن ما يجد من القول، حتى إنَّه ليقول: انصرف يا أبا القاسم راشداً، فوا لله ما كنت جهولاً)).

                      هذا وقد أمر الله بالقتال في مواضع كثيرة، قال - تعالى -: ((فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء)) (محمد: 4).

                      وقال - سبحانه -: ((فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ)) (التوبة: 5).

                      وقال - تعالى -: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) (الحجرات: 15).



                      الوقفة الثانية:
                      قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((بينَ يديِ السَّاعة))

                      يعني أمامها، ومراده أنه بعث قُدَّام الساعة قريباً منها، قاله ابن رجب: وفي الصحيحين عنه - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((بعثتُ أنا والسَّاعة كهَاتين وأشار بإصبعيه: السَّبابة والوسطى)).



                      الوقفة الثالثة:
                      قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((حتَّى يعبدَ اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ))

                      هذا هو المقصود الأعظم من بعثته - صلى الله عليه وسلم - بل من بعثة الرسل من قبله كما قال - تعالى -: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)) (الأنبياء: 25).

                      بل لهذا خلق الله الخلق وأوجدهم كما قال - تعالى -: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) (الذاريات: 56).

                      ولما انحرف كثير منهم عما خُلقوا له، ونقضوا العهد المأخوذ عليهم، أرسل الله إليهم الرسل تجدِّد ذلك العهد الأول، وتدعوا إلى تجديد الإقرار بالوحدانية.

                      فكان أوَّل رسول بُعث إلى أهل الأرض يدعوا إلى التوحيد وينهى عن الشرك، فنوح - عليه السلام - لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله وإلى عبادته وحده لا شريك له، فما استجاب له إلا القليل، وأكثرهم أصرُّوا على الشرك فأغرقهم الله بالطوفان، ونجى نوحاً ومن معه من أهل الإيمان.

                      ثم إن الله بعث إبراهيم الخليل - عليه السلام - فدعا إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، وناظر على ذلك أحسن المناظرة، وأبطل شُبَهَ المشركين بالبراهين الواضحة، وكسر أصنام قومه حتى جعلهم جذا ذاً، فأرادوا تحريقه بنار أوقدوها له، فنجاه الله من النار وجعلها برداً وسلاماً، ووهب له إسماعيل وإسحاق، وجعل عامة الأنبياء من ذرية إسحاق، فإن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق، وأنبياء بني إسرائيل كلهم من ذرية يعقوب كيوسف وموسى وداود وسليمان- عليهم السلام - وآخرهم المسيح بن مريم - عليه السلام - وإنما دعا إلى التوحيد كما قال - تعالى -: ((مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ)) (المائدة: 117).

                      ثم طبق الشرك الأرض بعد المسيح، فإن قومه (النصارى) الذين ادعوا اتباعه والإيمان به أشركوا غاية الشرك، فجعلوا المسيح هو الله أو ابن الله، وجعلوا أمه ثالث ثلاثة، وأما اليهود فإنهم تبرؤوا من الشرك، فالشرك فيهم موجود، فلقد كان فيهم مَن عبد العجل في حياة موسى - عليه السلام - وقال فيه: إنه الله، وإنَّ موسى نسي ربه وذهب يطلبه، ولا شرك أعظم من هذا.

                      وطائفةٌ قالوا: العزير ابن الله، وهذا من أعظم الشرك، وأكثرهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، فأحلُّوا لهم الحرام، وحرَّموا عليهم الحلال فأطاعوهم، فكانت تلك عبادتهم إياهم، لأن من أطاع مخلوقاً في معصية الخالق، واعتقد جواز طاعته أو وجوبها فقد أشرك بهذا الاعتبار، حيث جعل التحليل والتحريم لغير الله.

                      وأما العرب وغيرهم من الأمم فشركهم ظاهر، فهم يعبدون مع الله آلهة كثيرة بدعوى أنها تقربهم إلى الله زلفى، فلما طبق الشرك أقطار الأرض بعث الله رسوله محمَّداً- صلى الله عليه وسلم - بالحنيفية، وهي دين إبراهيم- عليه السلام -، وأمره أن يدعو الخلق كلهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، فكان يدعو إلى الله سرَّاً ثلاث سنين، فاستجاب له جماعة، ثم أمر بإعلان الدعوة وإظهارها ونزل: ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ)) (الحجر: 94).

                      فدعا جهراً وذمَّ الآلهة، وأخبرهم بأن من يعبدها من أهل النار، فثار عليه أهل الشرك من قومه، وأوصلوا إليه أنواع الأذى، واجتهدوا في إطفاء نور الله الذي بعثه وهو لا يزداد إلا تصميماً وثباتاً.

                      وكان - صلى الله عليه وسلم - يخرج بنفسه في مواسم الحج وتجمعاتهم فيعرض دعوته على قبائل العرب، ويدعوهم إلى توحيد الله وهم لا يستجيبون له بل يردون عليه، ويُسمعونه ما يكره، وربما نالوه بالأذى، وبقي على ذلك عشر سنين يقول: ((مَن يمنعُني حتَّى أبلِّغ رسالةَ ربِّي، فإنَّ قريشاً قَد مَنعوني أنْ أبلِّغ رسالةَ ربِّي)).

                      وكان يشقُّ أسواقهم في المواسم وهم مزدحمون بها كسوق المجاز ينادي: ((يَا أيُّها النَّاسُ قُولوا: لا إلهَ إلا الله تُفلحوا)).

                      وعمه أبو لهب وراءه يؤذيه ويردُّ عليه، وينهى الناس عن اتباعه، يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((لقدْ خِفتُ في اللهِ ومَا يخافُ أحَد، ولقدْ أُوذيت في اللهِ ومَا يُؤذَى أحَد، ولقدْ أتَت عليَّ ثلاثونَ مَا بينَ يومٍ وليلةٍ ومَا لِي طعامٌ يأكلُه ذُو كبدٍ إلا شيءٌ يوارِيه إِبِطُ بِلالٍ)).

                      ثم إنّ أبا طالب الذي كان يحميه توفي، ثم توفيت خديجة وكانت تشدُّ أزره وتعينه على الدعوة، فاشتد المشركون عليه حتى خرج إلى الطائف فدعا من فيها إلى عبادة الله وحده فلم يجيبوه، و بل قابلوه بالأذى، وأغرُّوا به السُّفهاء، فرموه بالحجارة حتى أدمَوه، فخرج - صلى الله عليه وسلم - من الطائف ومعه مولاه زيد بن حارثة فلم يمكنه دخول مكة إلا بجوار، فأجاره المطعم بن عدي فدخل في جواره، واستمر في دعوته إلى الله، عبادته بصبرٍ وثبات ورضى، وتحمل بلا جزع ولا ضجر.

                      عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النبي- صلى الله عليه وسلم - أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أحد؟ قال: ((لقدْ لقيتُ مِن قومِكِ مَا لقيتُ، وكانَ أشدُّ مَا لقيتُ منهُم يومَ العَقَبة، إذْ عرضتُ نَفسي عَلى ابنِ عبدِ يا ليل بنُ عبدِ كلال، فلَم يُجبني إلى مَا أردتُ، فانطلقتُ وأنَا مهمومٌ عَلى وَجهي، فلَم أستفقْ إلاّ وأنَا بقرنِ الثَّعالبِ، فرفعتُ رأسِي فإذَا أنَا بِسحابةٍ قدْ أظلَّتني، فنظرتُ فيهَا فإذَا فيهَا جبريلُ فنَاداني فقالَ: إنَّ اللهَ قدْ سمعَ قولَ قومِكَ لكَ ومَا ردُّوا عليكَ، وقدْ بعثَ اللهُ إليكَ مَلَكَ الجِبَالِ لتأمرهُ بما شئتَ فيهِم، فنادَاني مَلكُ الجبالِ فسلَّم عليَّ ثمَّ قالَ: يا مُحَمَّد، فقالَ: ذَلك فيمَا شئتَ، إنْ شئتَ أنْ أُطبقَ عليهم الأخشبين. فقالَ النَّبي- صلى الله عليه وسلم -: بل أرجُو أن يُخرج اللهُ من أصلابِهم مَن يعبدُ اللهَ وحدهُ لا يشركُ بهِ شيئاً)).

                      وعن عروة بن الزُّبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشدِّ ما صنع المشركون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر فأخذ بمَنْكِبِه ودفعه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربِّكم!)) (أخرجه البخاري).

                      وقال عليٌّ- رضي الله عنه -: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذته قريش، فهذا يجادله، وهذا يُتلتلُه، وهم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلهاً واحداً، فو الله ما دنا منَّا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويجاهد هذا، ويتلتل هذا، ويقول: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله!. [البداية والنهاية 3/272].

                      وهكذا استمرَّ رسول الله يدعو إلى عبادة الله وتوحيده، ويجاهد في سبيله حتى ظهر دين الله، وأعلى ذِكره وتوحيده في مشارق الأرض ومغاربها، وصارت كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وكان ذلك علامةٌ على اقتراب أجله - صلى الله عليه وسلم -، فانتقل - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى وقد بلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، وبقي دينه إلى قيام الساعة بعد ثلاث وعشرين سنة من الجهاد والمجاهدة، والصبر والمصابرة، والدعوة إلى التوحيد، وجهاد الكفار المنافقين.

                      نعم هو القائل: ((وَجعلَ رزقِي تحتَ ظلِّ رُمحِي)).

                      يشير إلى أنه ما بُعث في طلب الدنيا، ولا بجمعها واكتنازها، وإنما بعث داعياً إلى التوحيد بالسيف لمن لم يستجب لدعوة الحق، ومن لازم ذلك كما قال ابن رجب أن يقتل أعداءه الممتنعين عن قبول دعوة التوحيد، ويستبيح أموالهم، فيكون رزقه مما أفاء الله من أموال أعدائه، فإنما المال إنما خلقه الله لبني آدم ليستعينوا به على طاعة الله وعبادته، فمن استعان به على الكفر بالله والشرك به سلط الله عليه رسوله والمؤمنين فانتزعوه منه، وأعادوه إلى من هو أولى به من أهل عبادة الله وتوحيده وطاعته، فمن لم يستجب لدعوة الحق بالحجة والبيان، فلا بد أن يخضع لحكم الإسلام بالسيف والسِّنان، وما أحسن ما قال الشاعر:

                      دَعَا المصْطَفَى دهرَاً بمكَّةَ لمْ يُجَبْ *** وَقدْ لانَ منهُ جانبٌ وخِطَابُ

                      فَلمَّا دَعَا والسَّيفُ صَلْتٌ بِكَفِّهِ *** لَهُ أسْلَمُوا واسْتَسْلَمُوا وأَنَابُوا



                      الوقفة الرابعة:
                      عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وجعلَ الذِّلَّةَ والصَّغَارَ علَى مَن خَالَفَ أمْرِي))

                      وهذا يدلُّ على أن العزَّة والرِّفعة في الدنيا والآخرة بمتابعة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لامتثال متابعة أمر الله، قال - سبحانه -: ((مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ)) (النساء: 80). وقال - تعالى -: ((وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)) (المنافقون: 8). وقال: ((مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا)) (فاطر: 10). فالذلة والصغار يحصل بمخالفة أمر الله ورسوله.

                      فأمر الله وأمر رسوله أحقُّ بالتعظيم والاتباع، ففي طاعة الله وطاعة رسوله سعادة الدنيا والآخرة، كما أن من أعظم ما تحصل به الذلة والشقاء مخالفة أمر الله وأمر رسوله، ولهذا لما ترك الجهاد في سبيل الله وقع الذل على المسلمين، وهذه نتيجةٌ واضحة، فمن سلك سبيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد وغيره عزَّ، ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذلَّ، يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((إذَا تبايَعتُم بالعِينَة، وأخذتمُ أذْنَابَ البَقَرِ، ورضيتُم بالزَّرعِ، وتركتُم الجهادَ، سلَّطَ الله عليكُم ذلاًّ لا ينزعُه حتَّى ترجِعوا إِلى دِينِكُم)) [د].



                      أما الوقفة الخامسة:
                      فعند قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ومَن تشَبَّهَ بقومٍ فهوَ مِنهُم))

                      وهو يدل على النهي من التشبه بأهل الشر مثل أهل الكفر والفسوق والعصيان، وتعددت الأحاديث التي تنهى المسلمين عن التشبه بالكفار في عباداتهم وأعيادهم وهيئاتهم وملابسهم، ومع النهي عنه والتحذير منه إلا أنه لا بدَّ من وقوعه كما أخبر بذلك الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: ((لَتَتَّبِعُنَّ سنَنَ مَن كانَ قبلكُم شبراَ بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ، حتَّى لَو دَخلوا جُحرَ ضَبٍّ لدخلتُموه. قالوا: يَا رسولَ الله اليهودُ والنَّصَارى؟ قالَ: فَمَن)). [خ-م].

                      وتأمل مع شديد الأسف ما وقع فيه كثير من المسلمين اليوم من تقبل لعادات الكفار وأخلاقهم، فصار البعض لا يقيم لشعائر الإسلام وزناً، ولا يعظم شيئاً من حرمات الله، فعوقبوا بقسوة القلوب، نعوذ بالله من غضبه وعقابه، إنَّ أعظم ما نحارب به أعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم هو إصلاح أحوالنا، وتربية أبنائنا على طاعة الله، نعم إصلاح النفس واستقامتها على طاعة الله من أقوى ما يواجَهُ به هؤلاء، وهو نوع من الإعداد للجهاد في سبيل الله.





                      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف، حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم"
                      قال الحافظ أبو بكر الخطيب رضي الله عنه وعنا: ثم إني نظرت في حال من طعن على أهل الحديث، فوجدته أحد رجلين: إما عامي جاهل، أو خاصي متحامل فأما الجاهل، فمعذور في اغتيابه وطعنه على أهل العلم وأربابه. اهـ

                      - قلتُ: والحديث أخرجه عدد من الأئمة:
                      مصنف ابن أبي شيبة - كتاب فضل الجهاد - ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه - حديث:‏19006‏
                      مسند أحمد بن حنبل - ومن مسند بني هاشم - مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - حديث:‏4965‏
                      مسند أحمد بن حنبل - ومن مسند بني هاشم - مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - حديث:‏5511‏
                      مسند عبد بن حميد - أحاديث ابن عمر - حديث:‏849‏
                      معجم ابن الأعرابي - حديث:‏1104‏
                      مسند الشاميين للطبراني - ما انتهى إلينا من مسند إبراهيم بن أبي عبلة - ما روى ابن ثوبان عن الشاميين - ابن ثوبان - حديث:‏211‏
                      شعب الإيمان للبيهقي - الثالث عشر من شعب الإيمان - حديث:‏1199‏
                      أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني - باب الألف - أحمد بن محمود بن صبيح بن سهل بن إبراهيم أبو العباس - حديث:‏426‏
                      فوائد تمام - حديث:‏718‏
                      الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي - باب في فضل العلم والعلماء - حديث: 766

                      - والحديث صحيح وجميع رواته ثقات من أعلى درجات الصحة عند الإمام أحمد وغيره.

                      موقع سبيل الاسلام
                      اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                      "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                      "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                      تعليق


                      • #71
                        رد: شبهات وردود

                        كشف تحريف اللئيم لقصة هاجر و إبنها الحليم كشف تحريف اللئيم لقصة هاجر و إبنها الحليم الكاتب/ Administrator 10/11/2006
                        على وجه العموم سواء من ناحية إسماعيل أو من ناحية إسحاق (عليهما و على نبينا الصلاة و السلام) و قد دلت على ذلك نصوص القرأن و التوراة معا فقال تعالى"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ
                        كشف تحريف اللئيم لقصة هاجر و إبنها الحليم


                        (أولا) عهد الله تعالى مع إبراهيم:-

                        على وجه العموم سواء من ناحية إسماعيل أو من ناحية إسحاق (عليهما و على نبينا الصلاة و السلام) و قد دلت على ذلك نصوص القرأن و التوراة معا فقال تعالى"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ" ( العنكبوت 26) فأوضح الله جل و علا أن النبوة و الكتاب جعلا فى ذرية إبراهيم بصفة عامة و قال تعالى"فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً (49) وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً (50) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً (51)وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً (53) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً (55) "(مريم 49-55) و هذه الأيات البينات فصلت النقاش حول نبوة إسماعيل عند المسلمين أما فى التوراة فنقرأ((6فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ: «هُوَذَا جَارِيَتُكِ فِي يَدِكِ. إفْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ فَهَرَبَتْ مِنْ وَجْهِهَا. 7فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ عَلَى الْعَيْنِ الَّتِي فِي طَرِيقِ شُورَ. 8وَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتِ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِين؟». فَقَالَتْ: «أَنَا هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ مَوْلاَتِي سَارَايَ». 9فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَإخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا». 10وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». 11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى فَتَلِدِينَ إبْناً وَتَدْعِينَ إسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ».(التكوين:8,16-12)

                        قال العلامة ابن القيم:- و من المعلوم أن يد بنى إسماعيل قبل محمد(ص) لم تكن فوق يد بنى إسحاق بل كان فى أيدى بنى إسحاق النبوة و الكتاب و الملك إلى أن بعث الله محمدا (ص) برسالته و أكرمه بنبوته فصارت بمبعثه يد بنى إسماعيل فوق الجميع و قهروا اليهود و النصارى و المجوس و الصابئة و عباد الأصنام فإن قال أهل الكتاب : نحن لا ننكر هذا و لكن هذه بشارة بملكه و ظهوره و قهره لا بنبوته و رسالته .

                        قال المسلمون: الملك ملكان ملك ليس معه نبوة بل هو ملك جبار متسلط و ملك نفسه نبوة و البشارة لم تقع بالملك الأول و لا سيما إن إدعى صاحبه النبوة و الرسالة و هو كاذب مفتر على الله فهو من شر الخلق و أفجرهم و أكفرهم فهذا لا تقع البشارة بملكه و مباركته و إنما يقع التحذير من فتنته كما وقع التحذير من فتنة الدجال بل هذا شر من سنحاريب و نبوختنصر و الملوك الظلمة الفجرة الذين يكذبون على الله فالأخبار لا تكون بشارة و لا يفرح بها إبراهيم و هاجر , و لا بشر أحد بذلك و لا يكون ذلك إثابة لها من خضوعها و ذلها و أن الله قد سمع ذلك و يعظم هذا المولود و يجعله أمة عظيمة و هذا عند الجاحدين بمنزلة أن يقال : إنك ستلدين جبارا ظالما طاغيا يقهلا الناس بالباطل و يبدل دين الأنبياء و يكذب على الله و نحو ذلك! فمن حمل هذه البشارة على هذا فهو من أعظم الخلق بهتانا و فرية على الله و ليس هذا بمستنكر لأمة الغضب و عباد الصليب و قد خرج علينا الحاخام عوفاديا يوسف يقول ((إن الله نادم لأنه خلق العرب)) فحسبنا الله و هو نعم الوكيل.


                        (ثانيا) فى بيان أن الذبيح هو إسماعيل:

                        و من الإسرائيليات ما ذكره بعض المفسرين غند قوله تعالى((فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) (الصافات)

                        فقد روى بعض المفسرين منهم البغوى و إبن جرير روايات عن بعض الصحابة و التابعين و كعب الأحبار أن الذبيح هو إسحاق و لم يقف الأمر عند هذا الحد بل رفع البعض ذلك زورا إلى النبى (ص) و كل الأحاديث التى نسبت لرسول الله (ص)فى هذا الصدد ضعيفة بلا إستثناء سواء ما أخرجه إبن جرير أو الدارقطنى أو الطبرانى فى الأوسط كما فصل فى ذلك الدكتور محمد أبو شهبة فى كتاب (الإسرائيليات و الموضوعات فى كتب التفسير) و الحق أن المرويات فى أن الذبيح إسحاق هى من إسرائيليات أهل الكتاب و قد نقلها من أسلم منهم ككعب الأحبارو حملها عنهم بعض الصحابة و التابعين تحسينا للظن بهم و أخذا برخصة التحديث عن أهل الكتاب و الحقيقة أن هذه المرويات هى من وضع أهل الكتاب لعداوتهم المتأصلة من قديم الزمان للنبى الأمى و قومه العرب فقد أرادوا الا يكون لإسماعيل الجد الأعلى للنبى و العرب فضل انه الذبيح حتى لا ينجر ذلك إلى النبى (ص) و العرب و لكى يكون الفضل لجدهم إسحاق و عنصرية اليهود أمر لا يحتاج إلى نقاش لذلك حرفوا التوراة و لكن أبى الله إلا أن يغفلوا عما يدل على هذه الجريمة النكراء و الجانى غالبا يترك من الأثار ما يدل على جريمته و الحق يبقى له شعاع و لو خافت فقد إستبدلو إسم إسماعيل بإسم إسحاق و هذا هو نص التوراة ((1وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ \لأُمُورِ أَنَّ \للهَ \مْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ \بْنَكَ وَحِيدَكَ \لَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَ\ذْهَبْ إِلَى أَرْضِ \لْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ \لْجِبَالِ \لَّذِي أَقُولُ لَكَ».(التكوين:22و1-2)

                        و ليس أدل على كذب هذا من كلمة(( وحيدك)) و إسحاق عليه السلام لم يكن وحيده قط! لأنه ولد له و لإسماعيل نحو اربع عشرة إلى خمس عشرة سنة كما نصت على ذلك توراتهم فقد جاء ((و كان أبرام إبن ست و ثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل لإبرام)) (التكوين:6,16)

                        و جاء أيضا(( و كان إبراهيم إبن مائة سنة حين ولد له إسحاق)) (التكوين: 5,21) و قد رأينا وفقا للتوراة أن الله قد أعطى العهد لإبراهيم مع ذريته منذ مولد أسحاق فقد جاء(( 9وَرَأَتْ سَارَةُ \بْنَ هَاجَرَ \لْمِصْرِيَّةِ \لَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ 10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ \لْجَارِيَةَ وَ\بْنَهَا لأَنَّ \بْنَ هَذِهِ \لْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ \بْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ \لْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ \بْنِهِ. 12فَقَالَ \للهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ \لْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ \سْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ \لْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».(التكوين: 21 و9-13)

                        فكيف يخلف الله وعده بعد أن أعطاه إياه و يأمره بذبح ولده الذى كان قد وعده بمباركته؟ و كيف يكون إسحاق وحيد إبراهيم؟ أم أنكم تسلبون إسماعيل حق البنوة بعد أن سلبتموه حق النبوة؟!! و الحق أن قصة الذبيح كانت قبل مولد إسحاق حين كان إسماعيل هو الإبن الوحيد لإبراهيم .
                        و قد ذكر العلامة إبن تيمية و تلميذه إبن كثير و كذلك أبن القيم أن بعض النسخ جاء فيها (بكرك) بدلا من (وحيدك) و هو أظهر فى البطلان و أدل فى التحريف .

                        _ و كون الذبيح هو إسماعيل دلت عليه ظواهر الأيات حيث قال الله تعالى بعد ذكر قصة الذبيح ((وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ)) فأوضح أن الذبيح هو إسماعيل إذ أتبع قصته بالبشارة بميلاد إسحاق و الأثار متواترة عن الصحابة و التابعين بأن الذبيح إسماعيل و منها ما له حكم الرفع للنبى(ص) و هو ما عليه جمهور الصحابة و التابعين و العلماء و منهم :- على و ابن عمرو أبو هريرة و مجاهد و أبو الطفيل و سعيد بن الجبير و الشعبى و الحسن البصرى و محمد بن كعب القرظى و سعيد بن المسيب و أبو جغفر محمد الباقر و أبو صالح و أبو عمرو بن العلاء و الربيع بن أنس و أحمد بن حنبل و غيرهم كثير و هى إحدى روايتين و أقواهما عن ابن عباس و أيضا قصة الذبيح كانت بمكة و ايس أى مكان أخر و لذلك جعلت القرابين يوم النحر بها كما جعل السعى بين الصفا و المروة و رمى الحجارة تذكيرا بشأن إسماعيل و أمه فالمسلمون لا يذبحون لأنه لا بد من كفارة دموية يتم تقديمها كما يزعم النصارى إنما تخليدا لذكرى نبى ضرب المثل فى العبودية لله وإمتثالا لأمر الله و لإطعام البائس و الفقير إذ يقول تعالى (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)) ((الحج))

                        و كذلك قد دلت بعض أحاديث و الأثار عن الصحابة و التابعين على أن الذبيح إسماعيل منها ما رواه الحاكم و ابن جرير و غيرهما عن عبد الله بن سعيد الصنابحى قال: حضرنا مجلس معاوية فتذاكر القوم إسماعيل و إسحاق أيهما الذبيح؟ فقال البعض إسماعيل و قال البعض إسحاق فقال معاوية: على الخبير سقطتم كنا عند رسول الله(ص) فأتى أعرابى فقال : يل رسول الله خلفت الكلأ يابسا و المال عابسا ,هلك العيال و ضاع المال فعد على مما أفاء الله عليك يا إبن الذبيحين فتبسم رسول الله(ص) و لم ينكر عليه فقال القوم من الذبيحين يا أمير المؤمنين؟ فقال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر ماء زمزم نذر لله لإن سهل أمرها أن ينحر بعض ولده فلما فرغ أسهم بينهم و كانو عشرة فخرج السهم على عبد الله فأراد أن ينحره فمنعه أخواله بنو خزوم و قالو أرض ربك و افد ابنك ففداه بمائة ناقة ,قال معاوية: هذا واحد و الأخر إسماعيل .

                        كما أن عقد مقارنة بسيطة بين الرواية القرأنية و الرواية التوراتية تكشف سمو و رقى النص القرأنى ففى الرواية التوراتية نجد إبراهيم و قد قرر ذبح إبنه غدرا و خيانةّ دون إعلامه و هذا لا يتناسب أبدا مع أخلاق الأنبياء أو حتى مع المعانى الإيمانية التى يريد الله تعالى أن يعلمنا إياها و هى معانى الإستسلام لله و حسن الظن بالله و بذل النفس إبتغاء مرضاته فنقرأ فى التوراة ((4وَفِي \لْيَوْمِ \لثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ \لْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ 5فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلاَمَيْهِ: «اجْلِسَا أَنْتُمَا هَهُنَا مَعَ \لْحِمَارِ وَأَمَّا أَنَا وَ\لْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَيْكُمَا». 6فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ \لْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ \بْنِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ \لنَّارَ وَ\لسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً. 7وَقَالَ إِسْحَاقُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا يَا \بْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا \لنَّارُ وَ\لْحَطَبُ وَلَكِنْ أَيْنَ \لْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟» 8فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ \لْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا \بْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً. 9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى \لْمَوْضِعِ \لَّذِي قَالَ لَهُ \للهُ بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ \لْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ \لْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ \بْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى \لْمَذْبَحِ فَوْقَ \لْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ \لسِّكِّينَ لِيَذْبَحَ \بْنَهُ))(التكوين 22و6-10)

                        بينما نجد فى نص القرأن المجيد ((فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين)) فكان هذا الموقف الإيمانى من الأب العظيم الذى يعلم جيدا أنه أحسن تربية إبنه و يعلم مدى إخلاص ذلك الإبن البار فأراد أن يشركه معه فى الأجر فسأله و هو واثق من الجواب فأخرجا لنا هذه الملحمة الشريفة فى العبودية لله و الإستسلام لأمره سبحانه و خلد الله ذكراهما و أثنى عليهما بأيات تتلى إلى أبد الأبدين


                        (ثالثا) فى قصة هجرة هاجر بنبى الله إسماعيل عليهما السلام :

                        تختلف القصة عند المسلمين عنها عند أهل الكتاب فى نقطتين أساسيتين هما سبب الهجرة و زمن الهجرة و ربما مكان الهجرة الذى سعى الكفار لتغييره ففى التوراة كما رأينا سبب الهجرة كان العنصرية التى نسبتها التوراة المحرفة لسارة بل و أقرها الله تعالى عما يقولون فإبن الجارية لا يجوز له أن يرث مع ابن سارة(على حد زعمهم) أما فى القرأن الكريم فسبب هجرة إبراهيم معروف و هو إعمار البيت العتيق و إقامة الصلاة فيه,يقول تعالى((رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ))(إبراهيم36)

                        فوضحت الأيات أن إسكان إبراهيم لأهله فى واد غير ذى زرع إنما هو لإقامة الصلاة و تمهيد البيت لتهوى إليه أفئدة الناس من شتى بقاع الأرض و أثر هذه الدعوة المباركة معلوم فملايين الناس بمختلف ألوانهم و ألسنتهم يحجون و يعمرون كل عام إلى هذه البقاع المباركة ياتون من كل فج عميق و لو كان سبب الهجرة هو مجرد إرضاء سارة لكان سبب حقير فمن هذا الذى يترك زوجته و إبنه فى منطقة نلئية فقط لإرضاء زوجته الأخرى؟!! و أين العدل بين الزوجات عندئذ؟؟

                        أما عن وقت الهجرة فهنا يتكشف التحريف بوضوح فوفقا للتوراة كانت هجرة هاجر و إسماعيل لاحقة على إنجاب سارة لإسحاق بل و بسببها وإسماعيل كان عمره وقتها قرابة خمس عشرة سنة كما أوضحنا سابقا أى أنه كان شابا يافعا عند الهجرة لا طفلا رضيعا و هذا خطأ مفضوح بلا شك لأن سياق النصوص لا يتمشى إلا مع طفل صغير إذ نقرأ((14فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَ\ضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَ\لْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. 15وَلَمَّا فَرَغَ \لْمَاءُ مِنَ \لْقِرْبَةِ طَرَحَتِ \لْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى \لأَشْجَارِ 16وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيداً نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ \لْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. 17فَسَمِعَ \للهُ صَوْتَ \لْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ \للهِ هَاجَرَ مِنَ \لسَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ \للهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ \لْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي \حْمِلِي \لْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19وَفَتَحَ \للهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ \لْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ \لْغُلاَمَ. 20وَكَانَ \للهُ مَعَ \لْغُلاَمِ فَكَبِرَ وَسَكَنَ فِي \لْبَرِّيَّةِ وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ. 21وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ. وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ))(التكوين 21و14-20)

                        فهل كان ذلك الشاب صاحب الخمس عشرة ربيعا الذى ترعرع فى بيئة شرق أوسطية طفلا تحمله امه الضعيفة على كتفها؟ ثم تطرحه تحت إحدى الأشجار؟ ثم تفكر كيف تنقذه من الهلكة و هو أخذ فى البكاء؟! فالحمد لله الذى فضح تحريفهم

                        و أخيرا نسأل : لماذا يترك إبراهيم أهله فى هذه المنطقة بالذات إذا كان كل المطلوب إبعاد إسماعيل فلماذا لا يذهب به إلى مصر موطن أمه أو أى منطقة أخرى معمورة لا يخشى فيها على أهله من الهلكة؟؟ و لماذا يأتى الملاك و يفجر البئر تحت قدم الغلام و يعطى له هذه الأية العظيمة و الوعد بالمباركة؟ الإجابة بوضوح أن هذه المنطقة مطلوبة لذاتها كما فصلنا و إسماعيل منذ أن ولد و هو فى جبال فاران ( اما الحديث عن بئر سبع والقول بأن جبال فاران هى جبال الشام فهو من تحريفاتهم و ترهاتهم المتعمدة ) و المعلوم بالأثر و التواتر أن جبال فاران هى جبال مكة و أن إسماعيل و ذريته سكنوا الجزيرة العربية و العرب أصحاب الجزيرة العربية هم أبناء إسماعيل و لا يزال ماء زمزم و قواعد البيت و مقام إبراهيم عليه السلام أيات محفوظة من الله إلى يومنا هذا و العرب كلهم إجتمعوا على الحج لبيت الله الحرام و إختلفوا بينهم فيما أحدثوه من بدع و أوثان حتى بعث الله محمدا (ص) بالنور و الهدى و لله الحمد و المنه.

                        و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
                        اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                        "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                        "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                        تعليق


                        • #72
                          رد: شبهات وردود

                          شبهة لغوية حول قوله تعالى: { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم...} الكاتب/ Administrator 04/09/2008
                          شبهة لغوية قرآنية أخرى نقف عندها في هذا المقال، أثارها من لا علم له بلسان العرب، ولا فقه له بأسرار لغتهم، تلك اللغة التي اختارها سبحانه لتكون لغة القرآن الكريم، أصدق كتاب عرفته البشرية منذ فجر تاريخها، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

                          .

                          تنصَّبُ هذه الشبهة اللغوية حول قوله تعالى: { هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفُلك وجَرَيْن بهم بريح طيبة } (يونس:22) وموضع الشبهة في الآية - كما يخيل لأصحابها - هو استخدام أسلوب الخطاب أولاً، في قوله سبحانه: { حتى إذا كنتم } ثم استخدام أسلوب الغيبة في قوله تعالى: { وجَرَيْن بهم } قبل أن يتم المعنى؛ وكان المتسق والمتفق - وفق زعمهم - أن يستمر الأسلوب على خطاب المخاطب من غير التغيير إلى أسلوب الغيبة، حتى يتم المعنى !!

                          ولا شك، فإن مثيرو هذه الشبهة ومن رأى رأيهم، وسلك نهجهم، ليسوا على معرفة بلغة العرب لغة القرآن، بل هم جاهلون بأساليب تلك اللغة، وخائضون فيما لا علم لهم به .

                          ونحاول فيما يلي من سطور أن نتلمس كلام أهل العلم حول هذا الأسلوب العربي عمومًا، وعند هذه الآية خصوصًا؛ توضيحًا لما يلتبس على بعض من يغتر بكلام من لا علم له بلسان العرب .


                          قال اهل العلم
                          عند قوله سبحانه: { حتى إذا كنتم في الفُلك وجرين بهم } ما نصه: هذا خروج من الخطاب إلى الغيبة، وهو في القرآن وأشعار العرب كثير؛ ففي القرآن قوله تعالى: { وسقاهم ربهم شرابًا طهورا * إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورًا } (الإنسان:21-22) ففي الآية الكريمة انتقال من خطاب الغائب إلى خطاب الحاضر؛ فبدل أن يقول: ( إن هذا كان لهم ) حسب سياق الآية السابقة لهذه الآية، { وسقاهم ربهم } قال: { إن هذا كان لكم } فغير أسلوب الخطاب من نوع لآخر، وهذا ما يُعرف في علم البلاغة بـ ( الالتفات ) وهو في القرآن كثير، كما سيأتي، وفي أشعار العرب كثير أيضًا، من ذلك قول النابغة :

                          يا دار ميَّة بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأمد

                          فبدأ الشاعر أسلوبه مخاطبًا الحاضر، بقوله: ( يا دار ميَّة ) ثم التفت إلى أسلوب مخاطبة الغائب، كما هو واضح في قوله: ( وطال عليها.. ) .

                          وقول عنترة في معلقته:

                          شطَّت مَزارُ العاشقين فأصبحتْ عَسِرًا عليَّ طِلابُكِ ابنةَ مخْرَمِ

                          فبدأ بخطاب الغائب، فقال: ( شطَّت - فأصبحتْ ) ثم انعطف إلى خطاب الحاضر، فقال: ( طِلابُكِ ) .

                          وقال الزجاج - وهو من أئمة اللغة-: كل من أقام الغائب مقام من يخاطبه، جاز أن يرده إلى الغائب .

                          قال بعض المفسرين عند هذه الآية: وفائدة الالتفات من الخطاب إلى الغيبة هنا المبالغة في وصف الحال التي هم عليها؛ وأيضًا ليتمكنوا من رؤية العبرة في غيرهم، وليست فيهم .

                          وقال الرازي : الانتقال من مقام الخطاب إلى مقام الغيبة في هذه الآية دليل المقت والتبعيد؛ كما أن عكس ذلك ما جاء في بداية سورة الفاتحة، إذ بدأت السورة بأسلوب خطاب الغيبة، في قوله تعالى: { الحمد لله رب العالمين } ثم عطفت على ذلك بأسلوب الخطاب المباشر، في قوله تعالى: { إياك نعبد } قال الرازي : وهذا دليل الرضا والتقريب .

                          أما ابن عاشور ، فيرى في الآية أسلوبًا بديعًا؛ إذ إنها لما كانت بصدد ذكر النعمة جاءت بضمائر الخطاب الصالحة لجميع السامعين، المؤمنين وغير المؤمنين؛ وذلك في قوله: { هو الذي يسيركم في البحر } وقوله: { حتى إذا كنتم في الفلك } فلما تهيأت الآية للانتقال إلى ذكر الضراء - وهو الموقف الذي يخالف فيه حالُ المؤمن حالَ الكافر - قال: { وجَرين بهم } ثم قال: { وجاءهم الموج من كل مكان } إلى أن قال: { وظنوا أنهم أحيط بهم } وقع الانتقال من ضمائر الخطاب إلى ضمائر الغيبة؛ لتلوين الأسلوب، وللفت الانتباه إلى تلك الحالة، حالة غير المؤمنين عندما تصيبهم الضراء، فجاءت الضمائر في الآية وَفْق حال الفريقين .

                          ونحن لو تتبعنا هذا الأسلوب - أسلوب الالتفات من المخاطبة إلى الغيبة أو العكس - في القرآن الكريم لوجدنا العديد من الآيات التي سيقت وَفْق هذا الأسلوب؛ فمن ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - ما جاء في سورة الفاتحة - كما سبق وذكرنا - وأيضًا قوله تعالى: { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضًا حسنًا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار } (المائدة:12) ففي الآية التفاتان؛ أولهما: التفات من خطاب الغائب، في قوله سبحانه: { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل } إلى خطاب المتكلم، إذ قال: { وبعثنا منهم } ولو جرى على أسلوب واحد لقال: ( وبعث منهم ). وثانيهما: التفات من خطاب المتكلم، في قوله: { وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا } إلى خطاب الغائب، إذ قال: { وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضًا حسنًا لأكفرن عنكم ...} .

                          ومن الأمثلة أيضًا على هذه الأسلوب، قوله سبحانه: { قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين } (آل عمران:13) فانتقل هنا من خطاب المتكلم، في قوله: { قد كان لكم } إلى خطاب الغائب، إذ قال: { يرونهم مثليهم } .

                          فإذا كان هذا الأسلوب شائعًا في القرآن، وجاريًا على سَنَن لسان العرب، فلا يُلتفت بعد ذلك إلى مَن أشكل عليه هذا الأسلوب، أو قال بقول خلافه .

                          على أن لهذا الأسلوب فوائد أخرى، نشير سريعًا إلى بعضها، وإن لم يكن هذا مقامها:

                          فمن فوائد هذا الأسلوب، حمل المخاطب على الانتباه عند تغيير الأسلوب، وذلك يكون بالانتقال من خطاب الحاضر إلى خطاب الغائب أو العكس .

                          ومن ذلك أيضًا، دفع السآمة والملل، لأن البقاء على أسلوب واحد مع طول الكلام، يسبب الملل غالبًا .

                          وبما تقدم، يتضح لك - أيها القارئ الكريم - أنه ليس ثمة إشكال في أسلوب الآية الكريمة، وإنما الإشكال فيمن قصر عن فهم كلام العرب ولسانهم، وجهل أسلوب القرآن وطريقة بيانه
                          الشبكه الاسلاميه .
                          اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                          "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                          "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                          تعليق


                          • #73
                            رد: شبهات وردود

                            قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ الكاتب/ Administrator 04/01/2007
                            د هشام عزمي

                            بسم الله ، و الحمد لله .. و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و من والاه ..

                            أما بعد ، فإن سؤال الأخ إياد من أجمل ما قابلني في حياتي من أسئلة ، و هو سؤال يثير الذهن و العقل ، و يدفع المسلم إلى الرجوع لكتاب ربه يلتمس منه الحلول و الردود .. و أنا عندما رجعت للآيات التي دار حولها النقاش و لما يشبهها من آيات و قرأت كلام أهل العلم في هذه القضية انتابتني رقة منعتني من الرد في الحال و تذكرت عكرمة بن أبي جهل الذي كان يحتضن المصحف و يمسح فيه وجهه و يقول : " كلام ربي .. كلام ربي " من شدة حبه لكلام الله .

                            المقصود بالآية الكريمة :
                            يقول تعالى في الزخرف : { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ } و معناها أنه إن كان لله عز و جل ولد و صح على ذلك برهان أو دليل ، فأنا أول من يعظمه و يعبده .. يقول الإمام النسفي في تفسير هذه الآية : (( هذا كلام وارد على سبيل الفرض و المراد نفي الولد ، و ذلك أنه علق العبادة بكينونة الولد و هي محال في نفسها فكان المعلق بها محالاً مثلها )) و معنى كلامه أن عبادة الولد متوقفة على وجود الولد نفسه ، و طالما أن وجود الولد محال فالعبادة أيضًا محالة .

                            فإن قيل : لماذا لم يورد القرآن أداة الشرط (لو) بدلاً من (إن) خاصة أن (لو) تفيد انتفاء طرفي الجملة الشرطية كقوله تعالى في الأنبياء : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } ، بخلاف (إن) فإنها لا تفيد ذلك و لا نقيضه أي أنها أداة محايدة ؟

                            قلنا : أولا : لأن انتفاء الولد معلوم بالأدلة النقلية و العقلية و سنورد بعضها بعد قليل .. ثانيًا : لأن الآية لم تأت في سياق الاستدلال العقلي كقوله : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } بل في سياق تنزيه و تعظيم .. ثالثًا : أن دلالة الكلام هي نفي العناد و المراء ، فنحن لا ننفي أحقية الولد للعبادة ، بل ننفي وجود الولد من الأصل ؛ لأنه إن وُجد مثل هذا الولد لجازت عبادته ، أما طالما وجوده من المحال عقلاً و نقلاً ، فعبادته محالة كذلك .

                            نفي الولد عن الله :
                            نسبة الولد لله من النقص المحال في حقه .. يقول تعالى في سورة مريم : { و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدًا } و هي عبارة بليغة جدا ؛ فقوله (ما ينبغي) تعني أن الولد من المحالات العقلية و من صفات النقص التي لا تجوز نسبتها لله أبدًا .. و مثل ذلك قوله تعالى في نفس السورة : { ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه } ، فهذه الآيات تفيد أن نسبة الولد لله من المستحيل العقلي و صفة نقص لا تجوز في حق الله تعالى .

                            و في آيات أخرى يأتي نفي جازم كقوله في سورة النساء : { سبحانه أن يكون له ولد } و في سورة الصافات : { ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله و إنهم لكاذبون } و في سورة المؤمنين : { ما اتخذ الله من ولد } و في سورة الإسراء : { و قل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا } و في سورة الفرقان : { و لم يتخذ ولدًا } و في سورة الجن : { و أنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة و لا ولدًا } و غيرها كثير جدًا في القرآن .

                            معالجة القرآن لعقيدة النصارى الفاسدة :
                            يدافع النصارى عن عقيدتهم في نسبة الولد لله بأنهم لا يقصدون أن الله يلد بطريق التناسل المعروف إنما هو ابن لله من غير هذا الطريق ، بل قد يمتد كلامهم إلى أن القرآن نفسه لا ينفي إلا الولد الذي يأتي بطريق التناسل و يستشهدون في سبيل ذلك بقوله تعالى في سورة الأنعام : { أنى يكون له ولد و لم تكن له صاحبة } .

                            و للرد على هذا نقول : أن القرآن عندما نفى نسبة الولد لله لم يختص ذلك بمن يأتي عن طريق التناسل المعروف ، بل حتى من يأتي بالاصطفاء من الخلق ، يقول تعالى في سورة الزمر : { لو أراد الله أن يتخذ ولدًا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه } ، و معلوم أن (لو) أداة شرط تفيد انتفاء طرفي الجملة الشرطية ؛ فهو تعالى لم يتخذ ولدًا و لا حتى من خلقه .. و أنا أود أن يتأمل قارئ القرآن دقة التعبير القرآني و روعته ، فالله تعالى نفي اتخاذ الولد بإطلاق و لم ينف الولادة فقط لأنه يقول (لم يتخذ ولدًا) ، و لم يقل (لم يلد ولدًا) .. فتأمل !

                            و اتخاذ الولد أوسع في المعنى من مجرد ولادة الولد كقوله تعالى في سورة القصص : { لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا } ، فهذا يعني أن اتخاذ الولد أوسع من مجرد الولادة .. لذلك عندما نفى القرآن الولد عن الله ، نفى اتخاذه مطلقًا و لم ينف الولادة عن طريق التناسل فقط ، و هذه دقيقة من بدائع القرآن .

                            كلام ربي .. كلام ربي .. ما أروعه !

                            و عندما نعود للنصارى نجدهم يثبتون الولد لله بطريق الولادة .. يقول النصارى في قانون إيمانهم : (( نؤمن بالله الواحد الآب ضابط الكل ، مالك كل شئ ، صانع ما يرى و مال لا يرى ، و بالرب الواحد يسوع المسيح الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها ، و ليس بمصنوع ، إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت العوالم ، و خلق كل شئ ، الذي من أجلنا معشر الناس و من أجل خلاصنا نزل من السماء ، و تجسد من روح القدس و صار إنسانًا ، و حبل به و ولد من مريم البتول و ألم و صلب أيام بيلاطس النبطي ، و دفن و قام في اليوم الثالث – كما هو مكتوب – و صعد إلى السماء ، و جلس عن يمين أبيه ، و هو مستعد للمجيء تارة أخرى للقضاء بين الأموات و الأحياء ، و نؤمن بروح القدس الواحد روح الحق الذي يخرج من أبيه روح محبته و بمعمودية واحدة لغفران الخطايا و بجماعة واحدة قديسية جاثليقية و بقيامة أبداننا و بالحياة الدائمة إلى أبد الآبدين )) .

                            فمن يرى قولهم (ولد من أبيه) لا يتطرق إلى ذهنه الشك في كونهم يثبتون ولدًا لله مولود منه .. و حتى إن كانوا يقصدون معنى آخر بالولد غير الذي يأتي بطريق التناسل ، فالقرآن لهم بالمرصاد في نفيه كل معاني البنوة عن الله سبحانه و تعالى عما يصفون إن يقولون إلا إفكًا .

                            و الحمد لله رب العالمين
                            اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                            "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                            "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                            تعليق


                            • #74
                              رد: شبهات وردود

                              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

                              جزاكم الله خيرًا على هذا الموضوع القيم ..

                              ونرجو من الله أن تتم ترجمة تلك المقالات إلى جميع اللغات ..




                              [CENTER]

                              تعليق


                              • #75
                                رد: شبهات وردود

                                جزاكم الله خيرا
                                بعد اذنكم سأنشر الموضوع ان شاء الله
                                سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
                                لا تنسى ذكر الله وانت تتصفح النت
                                لا بارك الله فى عمل يلهى عن الصلاة أقم صلاتك ثم اتمم ما تفعل
                                اللهم انصر ام المؤمنين

                                تعليق

                                يعمل...
                                X