إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شبهات وردود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: شبهات وردود

    شبهات حول حديث مارية القبطية والإفك عليها

    عظّمت المدرسة العقلية دور العقل وغلت فيه ، حتى ألبسته ثوباً لا يتناسب مع حجمه ومداركه ، بل إنك لترى من تقديس أصحاب تلك المدرسة للعقل أنهم جعلوه حكما على نصوص الوحي ، وميزاناً مجرّداً لقبول الأحاديث وردها .



    وكان من ثمرات هذه الطريقة العقيمة في التعامل مع الوحي ، أن قاموا برد أحاديث اتفق العلماء على صحتها ، بدعوى مصادمتها للبراهين العقلية، أو معارضتها للحقائق الشرعية.



    وإذا استعرضنا تلك الأحاديث التي تناولوها بالطعن والتجريح، وجدنا منها حديثاً له علاقة مباشرة بحدث من أحداث السيرة النبوية ، وهو الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه و أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رجلاً كان يُتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل علي : ( اذهب فاضرب عنقه ) ، فأتاه علي رضي الله عنه ، فإذا هو في ركيٌّ – أي بئر - يتبرّد فيها ، فقال له علي : أخرج ، فناوله يده فأخرجه ، فإذا هو مجبوب ليس له ذكر ، فكفّ عليٌّ عنه ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ، إنه لمجبوب ماله ذكر ) .



    وللحديث لفظ آخر رواه البزار في مسنده عن علي رضي الله عنه قال : كثُر على مارية أم إبراهيم رضي الله عنها في قبطيٍّ ابن عم لها ، كان يزورها ويختلف إليها ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خذ هذا السيف فانطلق ، فإن وجدته عندها فاقتله ) ، قلت : يا رسول الله ، أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة ؟ لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أمرتني به ؟ أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ ، فقال : ( بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) ، فأقبلت متوشح السيف ، فوجدته عندها ، فاخترطّت السيف ، فلما رآني أقبلت نحوه تخوّف أنني أريده ، فأتى نخلة فرقى فيها ، ثم رمى بنفسه على قفاه ، ثم شغر برجله ، فإذا به أجبُّ أمسح ، ما له قليل ولا كثير فغمدت السيف ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته فقال : ( الحمد لله الذي يصرف عنّا أهل البيت ) .



    لقد قال من طعن في الحديث
    : كيف يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله دون أن يتحقق عنده ذلك الأمر لا بوحي ولا بعلم صحيح ولا ببينة ولا بإقرار ،وهذا يخالف ما تقرّر في الشرع من وجوب التحرّي لاسيما في مثل هذه القضية الحساسة ؟ ثم كيف يأمر عليه الصلاة والسلام بقتله دون أن يسمع منه دفاعه عن نفسه ؟ وكيف يكون الحكم بالقتل ، والقضية متعلقة بالزنا ، وحد الزاني الرجم أو الجلد؟ ، وقد أظهر الله تعالى براءته بعد ذلك بيقين لا شك فيه ، وكيف يأمر عليه السلام بقتله ولا يأمر بقتلها والأمر بينه وبينها مشترك ؟ .



    ثم قالوا : هل يسوغ أن نتقبل هذه الرواية التي تطعن في بيت النبوة ؟ ولماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل صفوان بن المعطل في قضية عائشة رضي الله عنهما على الرغم من تشابه القصتين ؟ ثم إن هناك شبهة أن يكون المتن مضطرباً ، فإن بعض الروايات ذكرت أن مأبوراً - الغلام المذكور في القصّة - قد جاء خصياً من مصر ، وبعضها يثبت أنه اختصى بعد قدومه بلاد العرب ، وبعضها يحكي أن الذي ذهب لقتله هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأخرى تنسب ذلك ل علي رضي الله عنه ، وبعضها يثبت أن عليا رضي الله عنه وجده عند بئر وأخرى تثبت أنه وجده فوق نخلة ، وبعضها يحكي أن مأبوراً هذا ابن عم للسيدة مارية رضي الله عنها ، وبعضها يشير إلى كونه ليس بذي قرابة لها ، ثم يقرر الإمام ابن الجوزي في " المنتظم " أنه أخ لها وأنه شيخ كبير.





    وأخيراً قالوا : إن في الحديث مخالفة لحكم الملاعنة إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد شك في نسبة إبراهيم كما جاء في بعض الروايات .



    والحق أن هذه الاعتراضات يشوبها سوء فهم لمعطيات هذه القصة ، والذي أدّى بدوره إلى مسارعتهم في تكذيبها والطعن في صحّتها ، ولو أنهم أعطوا لأنفسهم فرصة للتأمل والدراسة لما تعثّرت عقولهم في قبول هذا الحديث ولا قاموا بردّه .



    وينبغي أن نتذكّر أولاً أن أصل القصة في صحيح مسلم ، وعليه فلا يمكن القدح في صحتها بمجرد الشك والظن ؛ لأننا نعلم دقة الإمام مسلم رحمه الله في اختيار أحاديث صحيحه ، ولأن الأصل عدم الطعن في أحاديث الصحيحين بلا بيّنة ، ولذلك يقول الإمام ابن القيم في معرض كلامه عن هذا الحديث : " ليس في إسناده من يتعلق عليه " .



    وأما الجواب على ما استشكلوه ، فهو بما يأتي :


    أولا

    وأما الجواب على ما استشكلوه ، فهو بما يأتي : : لو نظرنا إلى الحكم الذي أصدره النبي صلى الله عليه وسلم في حق هذا الرجل ، لوجدنا أنه ليس له علاقة بالزنا ، لأن هذا الحكم يختلف عن حد الزنا من نواحٍ عدة ، فهو يختلف معه في نوع العقوبة ، فحدّ الزنا في الشرع على الحرّ الرجم أو الجلد ، وعلى العبد النصف من ذلك ، ثم إن الزنا يتطلّب وجود أربعة شهود أو إقرار معتبر ، بخلاف الحكم الذي أصدره النبي صلى الله عليه وسلم هنا .



    ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولم يأمر بإقامة حدّ الزنى ؛ لأن حدّ الزنى ليس هو ضرب الرقبة ، بل إن كان محصنا رُجم ، وإن كان غير محصن جُلد ، ولا يقام عليه الحدّ إلا بأربعة شهداء ، أو بالإقرار المعتبر " ، فعُلم بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله لسبب آخر .



    وقد اختلف العلماء في ذلك السبب ، فقال بعضهم : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله لما انتهكه من حرمته ، ولما لحقه من الأذى في ذلك ، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم علّق الحكم بقتله على وجوده عندها فقال : ( فإن وجدته عندها فاقتله ) ، وهذه بيّنة على تحقّق الإيذاء .



    ومن الضروري أن نُشير إلى أن هذا الحكم له نظائره في السنة ، فقد أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دم امرأة يهودية كانت تشتمه كما رواه الإمام أبوداود ، وكذلك أهدر دم كعب بن الأشرف وأمر بقتله ، وعليه يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتله تعزيراً له ، وصدور مثل هذا الحكم يكون بمقتضى نبوّته أولا ، وإمامته ثانياً .



    وفي قصّتنا التي بين أيدينا تبيّن أن الرجل مجبوب الذكر ، فكان ذلك قادحاً في صحّة البيّنة ، وعُلم أن المفسدة مأمونة منه فكفّ علي رضي الله عنه عن قتله .



    هذا ، وقد ذكر العلماء وجهاً آخر ، وحاصله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرد حقيقة الأمر بقتله ، وإنما أراد إظهار براءة الرجل للناس ، وإشاعة الحق وتجليته ، ولا أدلّ على ذلك من قوله عليه الصلاة والسلام : : ( بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) ، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلّم قصد حقيقة القتل ما جاز لعليٍّ رضي الله عنه أن يستبطيء تنفيذ الحكم .



    وشبيهٌ بهذا ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كانت امرأتان معهما ابناهما ، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما ، فقالت صاحبتها : إنما ذهب بابنك ، وقالت الأخرى : إنما ذهب بابنك ، فتحاكمتا إلى داود عليه السلام ، فقضى به للكبرى ، فخرجتا على سليمان بن داود عليه السلام ، فأخبرتاه ، فقال : ائتوني بالسكين أشقه بينهما ، فقالت الصغرى : لا تفعل يرحمك الله ، هو ابنها . فقضى به للصغرى ) ، فهنا لم يقصد نبي الله سليمان شقّ الصبي حقيقة ، ولكنه أراد إظهار الحق في هذه المسألة .



    ويتبيّن من كل ما سبق أن الاعتراضات التي ذكروها من انعدام البيّنة والشهود ، واقتصار الحكم على الغلام دون الجارية ، وعدم الاستماع إلى دفاع الغلام عن نفسه ، هي اعتراضات ليست في محلّها ، لأنها كانت مبنيّة على اعتبار أن الحكم حد زنا ، والأمر خلاف ذلك .

    ثانياً :


    أما الجواب على قولهم : " ولماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل صفوان بن المعطل في قضية عائشة رضي الله عنهما على الرغم من تشابه القصتين ؟ " فيقال : هذا قياس مع الفارق ، إذ من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يبرّيء النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه في كلتا الحالتين ، و عائشة رضي الله عنها ، لم يكن منها ولد ، فكان نزول براءتها من السماء كافياً في تبرئتها من قالة السوء .



    بينما يختلف الحال مع مارية رضي الله عنها ، فقد رُزق النبي صلى الله عليه وسلم منها بإبراهيم رضي الله عنه ، فكان من الحكمة الإلهية أن تكون تبرئتها بالمشاهدة لا بالغيب ، ولذلك قال علي رضي الله عنه كما في رواية البزار : " : يا رسول الله ، أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة ؟ لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أمرتني به ؟ أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ ، فقال : ( بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) .



    ومن هنا وقف الناس على براءتها بأمر حسي مشاهد ، مناسب لمقتضيات القصّة وأطرافها.

    ثالثا :

    وأما قولهم : " هل يسوغ أن نتقبل هذه الرواية التي تطعن في بيت النبوة ؟ " ، فإننا لا نسلّم بأن فيها مطعناً في بيت النبوة ، لأن مارية رضي الله عنها لا تدخل في جملة أهل بيته صلى الله عليه وسلم ، فإن أهل بيته لا يشمل إماءه كما هو واضح من سياق قوله تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } ( الأحزاب : 33 ) ، فالآية خطابٌ لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بينهم صفة القرابة النسبيّة به ، وهذا لا يتحقّق في إماء النبي صلى الله عليه وسلم .



    وإذا كنّا قد قبلنا الروايات التي تتحدّث عن حادثة الإفك في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، مع أنها ولا شك من آل بيت النبوّة، فلماذا نرد الروايات الأخرى بحجج واهية لا تصمد أمام البحث العلميّ؟ مع أن الجامع بين كل هذه الروايات أنها قصص تتعلق بشخص النبي صلى الله عليه وسلم ومن حوله ، وقد ثبت بطلان ما اشتملت عليه تلك القصص من الإفك في حق أم المؤمنين عائشة أو أمة النبي صلى الله عليه وسلم مارية ، مما يدلّ على أن رد الحديث الذي بين أيدينا ليس له وجهٌ صحيح .


    أما إن كان المقصود هو استنكار دخول الرجل على مارية ، فمثل هذا الاعتراض يردّه بيان الحديث لقرابتهما ، فمن الطبيعي أن تأنس له ويتعهّدها بالماء والحطب ، وقد أشارت بعض الروايات إلى ذلك ، فلا يكون مجرّد الدخول عليها أمراً مستقبحاً .

    رابعا:

    وأما ما ذكروه من اضطراب المتن فليس بصحيح ، فالظاهر من الروايات أن المقوقس أهدى النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً خصيّاً ، أما رواية اختصائه بعد قدومه لبلاد العرب فقد ذكرها الهيثمي في مجمعه وعزاها للطبراني في معجمه الكبير ، وذكرها الحافظ ابن حجر في الإصابة عنه ، وفيها هانيء بن المتوكل ، قال عنه الإمام الهيثمي : ضعيف ، وقال عنه الإمام أبو حاتم البستي : " كان يدخل عليه لما كبر فيجيب ، فكثرت المناكير في روايته ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال " .



    وأما ما يُحكى من أن الذي ذهب لقتل الرجل هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهي في الرواية السابقة التي تقدّم بيان ضعفها .



    وبالنسبة إلى اختلاف الروايات في صلة قرابة هذا الغلام من مارية رضي الله عنها ، فالثابت كما في رواية البزار أنه ابن عمّها ، أما ما ذكره ابن سعد في الطبقات أنه أخوها ووصفه بكبر سنه ، فهي رواية مرسلة ، لأن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة تابعي من الطبقة الثالثة .



    ويظلّ عندنا الاختلاف في المكان الذي وجد فيه علي رضي الله عنه الرجل ، فرواية الإمام مسلم تثبت أنه كان في البئر يتبرّد ، وهي أصح من الرواية التي ذكرها الإمام البزار ، وسواء أكان الرجل في البئر أم عند النخلة فإن القدر المتفق عليه بين الروايتين هو التأكد من براءة مارية ، وهذا هو القدر الذي يعنينا ، كما أن الاختلاف المذكور لا يتناول أصل القصة وصلبها، فلا يُعدّ اضطراباً قادحاً .

    خامسا


    : وأما نسبتهم الشك للنبي صلى الله عليه وسلم في ثبوت نسبة إبراهيم إليه ، فهو مبنيٌّ على رواية مردودة جاءت في سنن البيهقي وعند الهيثمي رحمهما الله ، ونصّها : " لما ولد إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم من مارية جاريته كاد يقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم منه ، حتى أتاه جبريل عليه السلام فقال : السلام عليك أبا إبراهيم " .



    وآفة هذه الرواية ابن لهيعة وهو ضعيف قد اختلط ، والرواي عنه ليس من العبادلة الذين رووا أحاديث ابن لهيعة قبل اختلاطه ، ثم إن فيها اضطراباً في المتن ، فبعضها ذكر أن الشك كان قبل حادثة مأبور ، وبعضها جعلته بعدها ، مما يزيد اليقين بعدم ثبوت هذه الرواية ، وحيث لم يكن لهم مستند في حصول الشك غير هذا الحديث – لاسيما وأن سياق القصة فيما صح عندنا لم يذكر ذلك – فلايجوز لأحد أن ينسب حصول الشك للنبي صلى الله عليه وسلم في ولده .

    سادسا

    : ما ذكروه من مخالفة الحديث لحكم الملاعنة فليس بصحيح ، فقد اتفق العلماء على أن حكم اللعان لا يكون إلا بين الزوج وزوجته ، واعتبروا اللعان من خصائص عقد النكاح ، يقول الشيخ زكريا بن محمد الأنصاري عند شرحه للمذهب الشافعي : " ( الشرط الثاني الزوجية ) فلا لعان لأجنبي .....ومن الأجنبي السيد مع أمته " .



    وقال صاحب " الفواكه الدواني " المالكي : " واحترز بالزوجين عن السيد مع أمته " ، وعند الحنفية ذكر الإمام ابن نجيم الحنفي : " وأما الثالث – أي من شروط اللعان - فالزوجية بينهما – " ، وعند الحنابلة قال شارح " غاية المنتهى "في المذهب الحنبلي عند ذكره لشروط اللعان : " كونه بين زوجين ، ولو قبل دخول ، لقوله تعالى : { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة } ( النور : 4 ) ، ثم خص الأزواج من عموم هذه الآية بقوله سبحانه وتعالى : { والذين يرمون أزواجهم } ( النور : 6 ) ، فيبقى ما عداه على مقتضى العموم.... – إلى أن قال - فلا لعان بقذف أمته " .



    كما نقل الإمام ابن عبد البر الإجماع على ذلك فقال : " وأجمع العلماء على أن لا لعان بين الأمة وسيدها " ، ثم إن هذا الأمر مبنيٌّ على ما سبق بيان ضعفه من أن النبي صلى الله عليه وسلم شكّ في نسب ابنه إبراهيم ، وهذا ما لا يصح بحال .



    ونخلص مما سبق ، أن كل ما أوردوه من اعتراضات وتشكيكات في هذا الحديث لا يصمد أمام البحث العلمي النزيه ، وإنما هي أوهام عارية عن الصحة ، والله الموفق .
    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
    "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
    "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

    تعليق


    • #32
      رد: شبهات وردود

      عدنان ولينا والمسيح الدجال ومخطط تشويه عقائد أطفالنا








      إعداد الأستاذ طارق عبده إسماعيل

      كتاب وباحث في الطب النبوي

      اندلعت الحرب العالمية......عام 2008 وحل الدمار والخراب.....؟؟

      هذا المسلسل الكرتوني يعتبره الناس من أروع ما قدم للأطفال ومن اشد معجبيه الكبار... إنه مسلسل عدنان ولينا أو فتى المستقبل كونان Future Boy Conan.

      اشتهر المسلسل باسم عدنان ولينا نسبة لاسم البطلين الرئيسيين، لكن اسمه الرسمي للنسخة العربية هو "مغامرات عدنان ولينا" وهو مسلسل ياباني مدبلج إلى

      العربية من إنتاج شركة Nippon Animation، مكون من 26 حلقة، عرض على الشاشات العربية خلال فترة الثمانيات، ومازال يعرض حتى الآن على بعض القنوات.





      أشرف على إخراجه المخرج ميازاكي أحد أعظم مخرجي ورسامي الرسوم المتحركة اليابانية، وكان ذلك في عام 1978 م وهو مقتبس عن رواية The Incredible Tide أي المد المذهل، لألكسندر كي Alexander Key وهو كاتب أمريكي.

      ولكن !

      هل خلف هذا المسلسل الكرتوني سر أو أمر يحتاج الى نظر وتفسير لقصته ولشخصياته ؟؟

      هل هذا المسلسل الكرتوني ضمن الغزو الفكري والثقافي لأطفالنا ؟؟

      لماذا عام 2008م بالذات ؟؟

      ماذا تمثل شخصية عدنان ؟؟

      ماذا تمثل شخصية لينا ؟؟

      من هو جد لينا ؟؟

      ما هي ارض الأمل؟؟

      لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات يعاد تحديثه كل عشرون عام ؟؟

      لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات تم الإنفاق عليه مادياً بشكل كبير حتى تعدي باقي أنواع أفلام الكرتون الأخرى وصار ضمن ألعاب الكمبيوتر وليس بطريقة العرض فقط , وتم دبلجته ليصير باللغة العربية وليس فقط بل بمعظم اللهجات العربية ؟؟

      ربما يقول قائل أنني من ضمن المبالغين بنظرية المؤامرة وعندي هوس بها وقد بالغت في أمر هذا المسلسل الكرتوني وهو لا يعدو كونه مسلسل كرتون قد أشتهر لأسباب فنية بحتة.

      هنا أدعوكم للمقارنة بين قصة المسيح الدجال وما يدور حولها كما جاءت بالسنة النبوية الصحيحة وقصة عدنان ولينا وما يدور حولها , لنقف بموضوعية ونري هل الأمر مجرد قصة عادية أم هناك تعمد وتشبيه مقصود بموضوع المسيح الدجال وبالطبع يتخلله بعض الأكاذيب التي تصب في صالح هذا الدجال وما يلتف حوله من يهود..... والله المستعان.



      شخصية جد الطفلة لينا (الدكتور رامي أو ) وهي الشخصية المتشابها في صفاتها الشكلية والفعلية لشخصية الدجال في الكثير وسنري هل ذلك تمهيد نفسي لتقبل شخصية الدجال الحقيقية فيما بعد أم لا.





      أولا الصفات الشكلية:

      1- (أعور العين) وهنا نتسأل عن هذا الأمر الغريب في شكله وموضوعه لهذه الشخصية الكرتونية , فعوار العين لا يظهر بشكل عين مصابة أو مرتدي نظارة سوداء وإنما بشكل عين ممسوحة , والغريب أيضاً أن هذه القصة ليس لها علاقة بموضوع العيون من قريب أو بعيد, وهذا العوار غير مرغوب أساساً في قصص الأطفال !!

      فما الداعي لإبراز صفة المسيح الدجال من ناحية عوار عينه ومسحها كما وصفها رسول الله , وجعل ذلك وصفاً لهذه الشخصية الكرتونية بدون سبب مقنع له علاقة بموضوع القصة , لو افترضنا جدلاً أنها قصة عادية ؟؟

      2- (أجلي الجبهة ومرسوم عليها ثلاث علامات) في إشارة واضحة لوصف رسول الله للدجال بأنه عريض الجبهة ومكتوب عليها ثلاث حروف ك ف ر فهل يعقل أن تكون ذلك مصادفة لقصة عادية , وهل هذه العلامات الثلاث لها علاقة بموضوع قصة أطفال عادية ؟؟

      3-
      (ضخم الجثة) وهذه من صفات الدجال أيضا اتي ذكرها رسول الله وليس لها علاقة بالقصة لو افترضنا أنها قصة أطفال عادية لاسيما أن الشخصية هذه تمثل شخصية جد والمفروض أن كبار السن تكون أجسامهم ضعيفة وصغيرة الحجم وليست ضخمة جداً ,أضخم من أجسام المصارعين الشباب , فهل ذلك مصادفة ؟؟

      والآن نستعرض الصفات الفعلية لنفس الشخصية


      1- ( مقيد بالسلاسل في جزيرة بالبحر) وهذه أيضاً صفة من الصفات التي ذكرها رسول الله عن المسيح الدجال فهل هذه مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟

      2- (يأمر السماء فينزل المطر علي الأرض الجدباء فتصير يانعة خضراء) وهذه أيضاً من الصفات التي ذكرها رسول الله عن الدجال , فهل ذلك مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟

      3- (يخلق بشر ومخلوقات) بهذه الأرض الخضراء , وهذه صفة قد ذكر رسول الله أن المسيح الدجال سوف يقوم بذلك بمساعدة الشياطين حتى تتوهم الناس أنه يخلق بشر, فهل ذلك مصادفة وقصة أطفال عادية ؟؟

      بعض الشخصيات الأخرى:-

      عبسي

      فتى يرمز إلي العرب أسما وموضوعاً بالصورة السيئة التي ينشرها الإعلام اليهودي العالمي علي كافة المستويات وليس في هذا المسلسل الكرتوني فقط

      فتجد اسمه عبسي في إشارة لإحدى القبائل العربية الشهيرة ويصطاد الضفادع والسحالي والفئران ليأكلها , في مبالغة وتنفير لما هو معروف بالجزيرة العربية عن صيد وأكل الضب ثم تجد هذه الشخصية متصفة بالتفاهة وليس له هم إلا بطنه , والبلاهة والغباء من صفاته بالإضافة لظهوره سكران ومحشش وهذه هي الصفات التي يلصقوها بالعرب لتشويه سمعة الإسلام أيضاً.





      علام:


      هو شخصية قيادية شريرة ويوسم الناس بالصليب وهو علي عداوة شديدة مع شخصية الدكتور رامي السابقة وبالطبع ترمز شخصية علام الكرتونية هذه لشخصية نزول المسيح عليه السلام ولكن من رؤية يهودية وليست إسلامية اللهم إلا كسر الصليب في نهاية المسلسل.





      عدنان ولين:

      لينا شخصية طفلة لطيفة تكلم الطير وتتخاطب معه وهي حفيدة الدكتور رامي , ولعله يتضح من صفاتها في التخاطب مع الطيور أنها ترمز لإسرائيل وعدنان هو من أحفاد سيدنا سليمان وداود عليهما السلام كما يحبوا أن يوصفوا بذلك.





      أحداث ومواقف

      هناك الكثير من الأحداث والمواقف التي تصب في صالح اليهود والدجال والنظريات التي تمثلهم مثل :-

      الحرب العالمية الثالثة وما يعقبها من نزع سلاح العالم بقيادة جد لينا لكي يعيش العالم في سلام , وهذه الدعوة بالمناسبة موجودة في التوراة المحرفة ومعركة هرمجدون بين الخير والشر.

      أرض الأمل وأرض الميعاد التي تسعي لينا وجدها للوصول إليها في إشارة واضحة لفلسطين ومكانتها عند اليهود في أنها الأرض المباركة لهم.




      صورة لأبطال المسلسل (عدنان ولينا يعودون إلى أرض الأمل (أرض الميعاد)


      وأخيراً نقول

      استحالة أن تكون كل هذه الرموز المتشابهة محل صدفة غير مقصودة في القصة

      فالكل يعرف ما هو تأثير الأفلام الكرتونية لدى الأطفال ، وخاصة بعد ظهور العديد من الدراسات التي تشير إلى أن هذه الأفلام تشكل خطرا على عقائد المسلمين وأنها أسهل طريقة لغزو الشعوب الإسلامية واختراق أجيالها ، لأنها تدخل في وجدان الطفل في فترة يكون خالي الذهن ولا يعي ما الذي يحدث ولا يدرك الضرر الناتج عما يتلقاه ، فيأخذه عقله الباطن بتخزين كل ما يشاهده ويظل مدسوسا في داخل أعماقه ينمو معه كلما كبر مشوهاً عقيدته الصحيحة وممهداً لما تم بثه من عقائد فاسدة من قبل عن طريق هذه الأدوات الإعلامية الجذابة , لاسيما أن وسائل الإعلام العالمية في أيدي اليهود وكذلك منهم مؤسسين علم النفس الحديث كفرويد وغيره ويعرفوا كيف يستخدموا هذا العلم لخدمة أهدافهم, فلنحذر ولنراقب ما يشاهده أطفالنا ولندرك قدر ما يحيك لنا أعدائنا علي كافة الأصعدة.

      تنسيق وترتيب

      طارق عبده إسماعيل
      اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
      "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
      "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

      تعليق


      • #33
        رد: شبهات وردود

        شبهة نزول الحديد من السماء





        إعداد الأستاذ عبد الرحيم الشريف

        ماجستير في علوم القرآن والتفسير

        نص الشبهة حرفياً:


        " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
        (الحديد: 25).

        يدعي الاعجازيون بأن القرآن قال ب"الحقيقة العلمية" أن الحديد أنزل من السماء الى الأرض والدليل قول القرآن "أنزلنا".

        و يقولون ان الحديد لم يتكون في المجموعة الشمسية بل جاء اليها من الخارج! ويدعون ان المجموعة الشمسية لم يكن بها ما يكفي من طاقة لظهور عنصر الحديد... لتفنيد هذا الادعاء..سأتناوله من وجهين:

        أولا: هل فعلا الحديد لم يكن من العناصر المكونة لكوكب لأرض ؟؟


        حقائق:

        1-

        عنصر الحديد أكثر العناصر انتشارا في الارض..و يشكل حوالي 35% من العناصر...


        ونفس الشيء في كواكب المجموعة الاخرى حيث ينتشر عنصر الحديد انتشارا كبيرا بها......كيف يمكن ان يكون عنصر بهذه الكثرة والانتشار لم يظهر في الأرض الا عن طريق هبوطه من الخارج عن طريق النيازك ؟؟

        2-
        اللب الداخلي للأرض يحتوي على الحديد

        كيف يستوي هذا مع عدم ظهوره في كوكب الأرض الا عن طريق هبوطه بالنيازك ؟؟

        و الحقيقة انني بحثت كثيرا في المراجع العلمية عن هذا الادعاء ولم ار ما يدعمه ابدا..

        ثانيا: بغض النظر عن كون الموضوع حقيقة علمية ام لا، تعالوا نبحث الموضوع.. من الناحية اللغوية والدينية...

        يستند الاعجازيون في هذه الاية على كلمة انزلنا بمعنى انها تعني "هبوط" الحديد من الخارج الى الأرض...

        و لكن هل تعني ذلك حقا؟ لغويا وسياقيا؟

        تعاول نرى مواضع اخرة جائت [الصواب: تعالوا نرَ مواضع أخرى جاءت] فيها نفس الكلمة بمعنى الخلق

        تقول سورة الزمر الآية 6: وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج

        يقول أبن كثير في تفسير الآية: وقوله تعالى "وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج" أي وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين.

        هل هبطت الأنعام أيضا على ارضنا من الخارج؟

        بدون حتى النظر الى التفسير، فواضح لأي شخص ان الكلمة "أنزلنا" عند اتيانها في الحديث عن نعمة أو شيء مخلوق للأنسان..وهو الشيء المشترك بين الايات الثلاث... تعني "خلقنا" أو "جعلنا"...

        اية اخرى جاءت بنفس السياق: الأعراف 26 " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً "

        و بطبيعة الحال تؤكد جميع التفاسير معنى الخلق لكلمة "انزلنا" في هذه الاية ايضا..كما يؤكده منطق أي شخص عاقل...

        و بالرجوع الى التفسير حول الاية الاصلية محل الحديث المتحدثة عن الحديد...يتأكد لنا نفس الشيء..

        هل هبط اللباس علينا من الخارج أيضا؟

        باختصار....قوله "انزلنا" لا تعني الا بكل بساطة: " جعلنا " أو " خلقنا "...

        كل هذه الامثلة من الغش في معاني اللغة وتحريف الكلمات الى معاني مختلفة تماما عن الحقيقة يوضح لنا كم الكذب والتدليس الذي احترفه مرتزقة العلم هؤلاء...الذين اكاد اجزم انهم لا يؤمنون بحرف واحد مما يلوثون به عقول البسطاء من الناس.

        متى نفيق من هذه الأوهام ونعلم انفسنا علما حقيقيا يلحقنا بمؤخرة ركب التطور ؟ ".



        الرد على الشبهة:


        كل كتب الإعجاز العلمي التي تناولت هذا الموضوع تحدثت عن نسبة الحديد إلى الأرض، وعن وجوده في لب الأرض أكثر بكثير من قشرتها.. ولكنهم لتدليسهم وبترهم للنصوص لا يذكرون ذلك !!

        ولتوضيح الإعجاز العلمي في الآية الكريمة بصورة واضحة، سيتم نقل رأي الدكتور زغلول النجار مطولاً في ذلك.

        قال الدكتور زغلول النجار:
        " بينما لا تتعدى نسبة الحديد في شمسنا ‏0.0037%‏، فإن نسبته في التركيب الكيميائي لأرضنا تصل إلى‏35.9%‏ من مجموع كتلة الأرض، المقدرة بحوالي ستة آلاف مليون مليون مليون طن‏.‏ وعلى ذلك فإن كمية الحديد في الأرض تقدر بأكثر من ألفي مليون مليون مليون طن.‏ ويتركز الحديد في قلب الأرض‏,‏ أو ما يعرف باسم لب الأرض‏,‏ وتصل نسبة الحديد فيه إلى‏90%‏ ونسبة النيكل ‏(وهو من مجموعة الحديد‏)‏ إلى‏9%‏. وتتناقص نسبة الحديد من لب الأرض إلى الخارج باستمرار حتى تصل إلى‏5.6%‏ في قشرة الأرض‏.‏

        وإلى أواخر الخمسينيات من القرن العشرين لم يكن لأحد من العلماء إمكانية التصور‏(ولو من قبيل التخيل‏)‏ أن هذا القدر الهائل من الحديد قد أنزل إلى الأرض من السماء إنزالاً حقيقيا‏ًً !!‏

        كيف أنزل؟ وكيف تسني له اختراق الغلاف الصخري للأرض بهذه الكميات المذهلة؟ وكيف أمكنه الاستمرار في التحرك بداخل الأرض حتى وصل إلى لبها ؟ وكيف شكل كلاً من لب الأرض الصلب، ولبها السائل على هيئة كرة ضخمة من الحديد والنيكل، يحيط بها وشاح منصهر من نفس التركيب‏,‏ ثم أخذت نسبته في التناقص باستمرار في اتجاه قشرة الأرض الصلبة ؟

        في أواخر القرن العشرين ثبت لعلماء الفلك والفيزياء‏,‏ الفلكية أن الحديد لا يتكون في الجزء المدرك من الكون إلا في مراحل محددة من حياة النجوم تسمي بالعماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام‏,‏ والتي بعد أن يتحول لبها بالكامل إلى حديد تنفجر علي هيئة المستعرات العظام‏,‏ وبانفجارها تتناثر مكوناتها بما فيها الحديد في صفحة الكون، فيدخل هذا الحديد بتقدير من الله yفي مجال جاذبية أجرام سماوية تحتاج إليه مثل أرضنا الابتدائية التي وصلها الحديد الكوني‏,‏ وهي كومة من الرماد.

        فاندفع إلى قلب تلك الكومة ـ بحكم كثافته العالية وسرعته المندفع بها ـ فانصهر بحرارة الاستقرار في قلب الأرض وصهرها‏,‏ ومايزها إلى سبع أرضين‏!!‏ وبهذا ثبت أن الحديد في أرضنا‏,‏ بل في مجموعتنا الشمسية بالكامل قد أنزل إليها إنزالاً حقيقيا‏.‏

        1)‏ إنزال الحديد من السماء:

        في دراسة لتوزيع العناصر المختلفة في الجزء المدرك من الكون، لوحظ أن غاز الإيدروجين هو أكثر العناصر شيوعاً إذ يكون أكثر من ‏74%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ ويليه في الكثرة غاز الهيليوم الذي يكون حوالي‏24%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ وأن هذين الغازين وهما يمثلان أخف العناصر وأبسطها بناء يكونان معا أكثر من‏98%‏ من مادة الجزء المدرك من الكون‏,‏ بينما باقي العناصر المعروفة لنا وهي‏(103)‏ عناصر تكون مجتمعة أقل من‏2%‏ من مادة الكون المنظور‏.

        ‏وقد أدت هذه الملاحظة إلى الاستنتاج المنطقي أن أنوية غاز الإيدروجين، هي لبنات بناء جميع العناصر المعروفة لنا، وأنها جميعا قد تخلقت باندماج أنوية هذا الغاز البسيط مع بعضها في داخل النجوم بعملية تعرف باسم عملية الاندماج النووي تنطلق منها كميات هائلة من الحرارة‏,.‏ وتتم بتسلسل من أخف العناصر إلى أعلاها وزنا ذريا وتعقيدا في البناء‏.‏

        فشمسنا تتكون أساساً من غاز الإيدروجين الذي تندمج أنويته مع بعضها لتكون غاز الهيليوم وتنطلق طاقة هائلة تبلغ عشرة ملايين درجة مئوية‏,‏ ويتحكم في هذا التفاعل‏(بقدرة الخالق العظيم‏)‏ عاملان هما: زيادة نسبة غاز الهيليوم المتخلق بالتدريج‏,‏ وتمدد الشمس بالارتفاع المطرد في درجة حرارة لبها‏. وباستمرار هذه العملية، تزداد درجة الحرارة في داخل الشمس تدريجيا‏,‏ وبازديادها ينتقل التفاعل إلى المرحلة التالية التي تندمج فيها نوي ذرات الهيليوم مع بعضها منتجة نوى ذرات الكربون‏12,‏ ثم الأوكسجين‏16‏ ثم النيون‏20,‏ وهكذا‏.‏

        وفي نجم عادي مثل شمسنا ـ التي تقدر درجة حرارة سطحها بحوالي ستة آلاف درجة مئوية‏,‏ وتزداد هذه الحرارة تدريجيا في اتجاه مركز الشمس حتي تصل إلى حوالي‏15‏ مليون درجة مئوية‏, ـ يقدر علماء الفيزياء الفلكية، أنه بتحول نصف كمية الإيدروجين الشمسي تقريباً إلى الهيليوم، فإن درجة الحرارة في لب الشمس ستصل إلى مائة مليون درجة مئوية‏,‏ مما يدفع بنوي ذرات الهيليوم المتخلقة إلى الاندماج في المراحل التالية من عملية الاندماج النووي، مكونة عناصر أعلى في وزنها الذري مثل الكربون. ومطلقة كمَّاً أعلى من الطاقة‏,‏ ويقدر العلماء، أنه عندما تصل درجة حرارة لب الشمس إلى ستمائة مليون درجة مئوية، يتحول الكربون إلى صوديوم ومغنيسيوم ونيون‏,‏ ثم تنتج عمليات الاندماج النووي التالية عناصر الألومنيوم‏,‏ والسيليكون‏,‏ والكبريت، والفوسفور‏,‏ والكلور‏,‏ والأرجون‏,‏ والبوتاسيوم‏,‏ والكالسيوم على التوالي.,‏ مع ارتفاع مطرد في درجة الحرارة، حتى تصل إلى ألفي مليون درجة مئوية، حين يتحول لب النجم إلى مجموعات التيتانيوم‏,‏ والفاناديوم‏,‏ والكروم‏,‏ والمنجنيز والحديد ‏(الحديد والكوبالت والنيكل‏).

        ولما كان تخليق هذه العناصر يحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة جداً لا تتوافر إلا في مراحل خاصة من مراحل حياة النجوم ـ تعرف باسم العماليق الحمر والعماليق العظام، وهي مراحل توهج شديد في حياة النجوم‏ ـ‏ فإنها لا تتم في كل نجم من نجوم السماء‏.‏ ولكن حين يتحول لب النجم إلى الحديد فانه يستهلك طاقة النجم بدلاً من إضافة مزيد من الطاقة إليه‏، وذلك لأن نواة ذرة الحديد هي أشد نوى العناصر تماسكاً‏,.

        وهنا ينفجر النجم علي هيئة ما يسمي باسم: المستعر الأعظم ـ من النمط الأول أو الثاني حسب الكتلة الابتدائية للنجم‏ ـ‏ وتتناثر أشلاء النجم المنفجر في صفحة السماء، لتدخل في نطاق جاذبية أجرام سماوية تحتاج إلى هذا الحديد‏.‏ تماماً كما تصل النيازك الحديدية إلى أرضنا بملايين الأطنان في كل عام‏.‏

        ولما كانت نسبة الحديد في شمسنا لا تتعدى‏0.0037%‏ من كتلتها ـ وهي أقل بكثير من نسبة الحديد في كل من الأرض والنيازك الحديدية التي تصل إليها من فسحة الكون ـ‏ ولما كانت درجة حرارة لب الشمس لم تصل بعد إلى الحد الذي يمكنها من إنتاج السيليكون‏,‏ أو المغنيسيوم‏ ـ‏ فضلاً عن الحديد ـ‏ كان من البديهي استنتاج أن كلاً من الأرض والشمس قد استمد ما به من حديد، من مصدر خارجي عنه في فسحة الكون‏,‏ وأن أرضنا حينما انفصلت عن الشمس لم تكن سوى كومة من الرماد المكون من العناصر الخفيفة‏,‏ ثم رجمت هذه الكومة بوابل من النيازك الحديدية التي انطلقت إليها من السماء، فاستقرت في لبها بفضل كثافتها العالية وسرعاتها الكونية فانصهرت بحرارة الاستقرار‏,‏ وصهرت كومة الرماد وما يزنها إلى سبع أرضين‏:‏ لب صلب علي هيئة كرة ضخمة من الحديد‏(90%)‏ والنيكل‏(9%)‏ وبعض العناصر الخفيفة من مثل الكبريت‏,‏ والفوسفور‏,‏ والكربون‏(1%)‏ يليه إلى الخارج‏,‏ لب سائل له نفس التركيب الكيميائي تقريبا‏ًً,‏ ويكون لب الأرض الصلب والسائل معا حوالي‏31%‏ من مجموع كتلة الأرض‏,‏ ويلي لب الأرض إلى الخارج وشاح الأرض المكون من ثلاثة نطق‏,‏ ثم الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وهو مكون من نطاقين‏,‏ وتتناقص نسبة الحديد من لب الأرض إلى الخارج باستمرار حتي تصل إلى ‏5.6%‏ في قشرة الأرض وهي النطاق الخارجي من غلاف الأرض الصخري‏.‏

        من هنا ساد الاعتقاد بأن الحديد الموجود في الأرض والذي يشكل‏35.9%‏ من كتلتها لابد وأنه قد تكون في داخل عدد من النجوم المستعرة من مثل العماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام. والتي انفجرت علي هيئة المستعرات العظام، فتناثرت أشلاؤها في صفحة الكون، ونزلت إلى الأرض على هيئة وابل من النيازك الحديدية‏.

        وبذلك أصبح من الثابت علمياً أن حديد الأرض قد أنزل إليها من السماء‏,‏ وأن الحديد في مجموعتنا الشمسية كلها قد أنزل كذلك إليها من السماء‏,‏ وهي حقيقة لم يتوصل العلماء إلى فهمها إلا في أواخر الخمسينيات‏,‏ من القرن العشرين‏..

        ‏ 2) البأس الشديد للحديد:


        الحديد عنصر فلزي شديد البأس‏,‏ وهو أكثر العناصر ثباتاً؛ وذلك لشدة تماسك مكونات النواة في ذرته التي تتكون من ستة وعشرين بروتونا‏ً,‏ وثلاثين نيوترونا‏ً,‏ وستة وعشرين إلكتروناً‏,. ولذلك تمتلك نواة ذرة الحديد أعلى قدر من طاقة التماسك بين جميع نوي العناصر الأخرى‏,‏ ولذا فهي تحتاج إلى كميات هائلة من الطاقة لتفتيتها، أو للإضافة إليها‏.‏

        ويتميز الحديد وسبائكه المختلفة بين جميع العناصر والسبائك المعروفة بأعلى قدر من الخصائص المغناطيسية‏,‏ والمرونة‏(القابلية للطرق والسحب وللتشكل‏)‏ والمقاومة للحرارة ولعوامل التعرية الجوية‏,‏ فالحديد لا ينصهر قبل درجة‏1536‏ مئوية‏,‏ ويغلي عند درجة‏3023‏ درجة مئوية تحت الضغط الجوي العادي عند سطح البحر‏,‏ وتبلغ كثافة الحديد‏7.874‏ جرام للسنتيمتر المكعب عند درجة حرارة الصفر المطلق‏.‏

        3)‏ منافع الحديد للناس:

        للحديد منافع جمة وفوائد أساسية لجعل الأرض صالحة للعمران بتقدير من الله‏,‏ ولبناء اللبنات الأساسية للحياة التي خلقها ربنا‏(تبارك وتعالى‏)،‏ فكمية الحديد الهائلة في كل من لب الأرض الصلب‏,‏ ولبها السائل تلعب دورا مهما في توليد المجال المغناطيسي للأرض‏,‏ وهذا المجال هو الذي يمسك بكل من الغلاف الغازي والمائي والحيوي للأرض‏,‏ وغلاف الأرض الغازي يحميها من الأشعة والجسيمات الكونية ومن العديد من أشعات الشمس الضارة‏,‏ ومن ملايين الأطنان من النيازك‏,‏ ويساعد علي ضبط العديد من العمليات الأرضية المهمة من مثل دورة كل من الماء‏,‏ والأوكسجين‏,‏ وثاني أكسيد الكربون‏,‏ والأوزون وغيرها من العمليات اللازمة لجعل الأرض كوكبا صالحا للعمران‏.‏

        ومادة الحديد لازمة من لوازم بناء الخلية الحية في كل من النبات والحيوان والانسان إذ تدخل مركبات الحديد في تكوين المادة الخضراء في النباتات‏(الكلوروفيل‏)‏ وهو المكون الأساسي للبلاستيدات الخضراء التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي اللازمة لنمو النباتات‏,‏ ولانتاج الأنسجة النباتية المختلفة من مثل الأوراق والأزهار‏,‏ والبذور والثمار والتي عن طريقها يدخل الحديد إلى أنسجة ودماء كل من الانسان والحيوان‏,‏ وعملية التمثيل الضوئي هي الوسيلة الوحيدة لتحويل طاقة الشمس إلى روابط كيميائية تختزن في أجساد جميع الكائنات الحية‏,‏ وتكون مصدرا لنشاطها أثناء حياتها‏,‏ وبعد تحلل أجساد تلك الكائنات بمعزل عن الهواء تتحول إلى مختلف صور الطاقة المعروفة‏(القش‏,‏ والحطب‏,‏ والفحم النباتي‏,‏ والفحم الحجري‏,‏ والغاز الفحمي والنفط‏,‏ والغاز الطبيعي وغيرها‏),‏ والحديد يدخل في تركيب بروتينات نواة الخلية الحية الموجودة في المادة الحاملة للشفرة الوراثية للخلية‏(الصبغيات‏)‏ كما يوجد في سوائل الجسم المختلفة‏,‏ وهو أحد مكونات الهيموجلوبين وهي المادة الأساسية في كرات الدم الحمراء‏,‏ ويقوم الحديد بدور مهم في عملية الاحتراق الداخلي للأنسجة والتمثيل الحيوي بها‏.‏ ويوجد في كل من الكبد‏,‏ والطحال والكلي‏,‏ والعضلات والنخاع الأحمر‏,‏ ويحتاج الكائن الحي إلى قدر محدد من الحديد إذا نقص تعرض للكثير من الأمراض التي أوضحها فقر الدم والحديد عصب الصناعات المدنية والعسكرية فلا تكاد صناعة معدنية أن تقوم في غيبة الحديد‏ ".‏ انتهى



        بهذا يتبين أن الآية الكريمة في إشارات كثيرة في الإعجاز العلمي، لم يذكرها في نقده.. لماذا ؟

        أما عن اختلاف النزول مع نزول الأنعام واللباس (وهي بمعنى الخلق) فجواب ذلك إن لفظ النزول تكرر في القرآن الكريم أكثر من ثلاثمائة مرة. ليس كلها بمعنى الخلق.. بل أكثرها بمعنى النزول.

        ولا مانع في أن تكون نوعاً من البلاغة ـ مجازاً مرسلاً علاقته السببية ـ فيكون: " تفسير إنزال أزواج الأنعام في قوله تعالى: " وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ " [الزمر: 6]،بإنزال الماء على وجه الأرض؛ لأنها لا تعيش إلا بالنبات، والنبات لا يقوم إلا بالماء، وقد أنزل الماء فكأنه أنزلها " [1]... وكذا قوله تعالى: " وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا " [غافر: 13]أي مطراً هو سبب الرزق، وقوله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا " [النساء: 10] ".أي: ما يسبب دخولهم النار.

        [1] انظر: الإيضاح في علوم البلاغة، القزويني، ص412. وقال: ابن فارس في الصاحبي في فقه اللغة، ص106: " جاز أن يقول: " أنزل " ؛ لأن الأنعام لا تقوم إِلاَّ بالنبات، والنبات لا يقوم إِلاَّ بالماء، والله جلّ ثناؤه ينزل الماء من السماء. قال: ومثله "قَدْ أنْزِلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسَاً " [الأعراف: 26] وهو جلّ ثناؤه إنما أنْزَلَ الماء، لكن اللباس من القطن، والقطن لا يكون إِلاَّ بالماء. قال: ومنه قال جلّ ثناؤه "وليَسْتَعْففِ الَّذِين لا يجدون نكاحاً " [النور: 33] إنما أراد ـ والله أعلم ـ الشيء يُنْكَحُ بِهِ من مَهْر ونَفقة، ولا بد للمتزوج بِهِ منه ".
        اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
        "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
        "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

        تعليق


        • #34
          رد: شبهات وردود

          عدنان ولينا والمسيح الدجال ومخطط تشويه عقائد أطفالنا








          إعداد الأستاذ طارق عبده إسماعيل

          كتاب وباحث في الطب النبوي

          اندلعت الحرب العالمية......عام 2008 وحل الدمار والخراب.....؟؟

          هذا المسلسل الكرتوني يعتبره الناس من أروع ما قدم للأطفال ومن اشد معجبيه الكبار... إنه مسلسل عدنان ولينا أو فتى المستقبل كونان Future Boy Conan.

          اشتهر المسلسل باسم عدنان ولينا نسبة لاسم البطلين الرئيسيين، لكن اسمه الرسمي للنسخة العربية هو "مغامرات عدنان ولينا" وهو مسلسل ياباني مدبلج إلى

          العربية من إنتاج شركة Nippon Animation، مكون من 26 حلقة، عرض على الشاشات العربية خلال فترة الثمانيات، ومازال يعرض حتى الآن على بعض القنوات.



          أشرف على إخراجه المخرج ميازاكي أحد أعظم مخرجي ورسامي الرسوم المتحركة اليابانية، وكان ذلك في عام 1978 م وهو مقتبس عن رواية The Incredible Tide أي المد المذهل، لألكسندر كي Alexander Key وهو كاتب أمريكي.

          ولكن !

          هل خلف هذا المسلسل الكرتوني سر أو أمر يحتاج الى نظر وتفسير لقصته ولشخصياته ؟؟

          هل هذا المسلسل الكرتوني ضمن الغزو الفكري والثقافي لأطفالنا ؟؟

          لماذا عام 2008م بالذات ؟؟

          ماذا تمثل شخصية عدنان ؟؟

          ماذا تمثل شخصية لينا ؟؟

          من هو جد لينا ؟؟

          ما هي ارض الأمل؟؟

          لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات يعاد تحديثه كل عشرون عام ؟؟

          لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات تم الإنفاق عليه مادياً بشكل كبير حتى تعدي باقي أنواع أفلام الكرتون الأخرى وصار ضمن ألعاب الكمبيوتر وليس بطريقة العرض فقط , وتم دبلجته ليصير باللغة العربية وليس فقط بل بمعظم اللهجات العربية ؟؟

          ربما يقول قائل أنني من ضمن المبالغين بنظرية المؤامرة وعندي هوس بها وقد بالغت في أمر هذا المسلسل الكرتوني وهو لا يعدو كونه مسلسل كرتون قد أشتهر لأسباب فنية بحتة.

          هنا أدعوكم للمقارنة بين قصة المسيح الدجال وما يدور حولها كما جاءت بالسنة النبوية الصحيحة وقصة عدنان ولينا وما يدور حولها , لنقف بموضوعية ونري هل الأمر مجرد قصة عادية أم هناك تعمد وتشبيه مقصود بموضوع المسيح الدجال وبالطبع يتخلله بعض الأكاذيب التي تصب في صالح هذا الدجال وما يلتف حوله من يهود..... والله المستعان.





          شخصية جد الطفلة لينا (الدكتور رامي أو ) وهي الشخصية المتشابها في صفاتها الشكلية والفعلية لشخصية الدجال في الكثير وسنري هل ذلك تمهيد نفسي لتقبل شخصية الدجال الحقيقية فيما بعد أم لا.



          أولا الصفات الشكلية:


          1- (أعور العين) وهنا نتسأل عن هذا الأمر الغريب في شكله وموضوعه لهذه الشخصية الكرتونية , فعوار العين لا يظهر بشكل عين مصابة أو مرتدي نظارة سوداء وإنما بشكل عين ممسوحة , والغريب أيضاً أن هذه القصة ليس لها علاقة بموضوع العيون من قريب أو بعيد, وهذا العوار غير مرغوب أساساً في قصص الأطفال !!

          فما الداعي لإبراز صفة المسيح الدجال من ناحية عوار عينه ومسحها كما وصفها رسول الله , وجعل ذلك وصفاً لهذه الشخصية الكرتونية بدون سبب مقنع له علاقة بموضوع القصة , لو افترضنا جدلاً أنها قصة عادية ؟؟

          2- (أجلي الجبهة ومرسوم عليها ثلاث علامات) في إشارة واضحة لوصف رسول الله للدجال بأنه عريض الجبهة ومكتوب عليها ثلاث حروف ك ف ر فهل يعقل أن تكون ذلك مصادفة لقصة عادية , وهل هذه العلامات الثلاث لها علاقة بموضوع قصة أطفال عادية ؟؟

          3- (ضخم الجثة) وهذه من صفات الدجال أيضا اتي ذكرها رسول الله وليس لها علاقة بالقصة لو افترضنا أنها قصة أطفال عادية لاسيما أن الشخصية هذه تمثل شخصية جد والمفروض أن كبار السن تكون أجسامهم ضعيفة وصغيرة الحجم وليست ضخمة جداً ,أضخم من أجسام المصارعين الشباب , فهل ذلك مصادفة ؟؟

          والآن نستعرض الصفات الفعلية لنفس الشخصية

          1- ( مقيد بالسلاسل في جزيرة بالبحر) وهذه أيضاً صفة من الصفات التي ذكرها رسول الله عن المسيح الدجال فهل هذه مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟

          2- (يأمر السماء فينزل المطر علي الأرض الجدباء فتصير يانعة خضراء) وهذه أيضاً من الصفات التي ذكرها رسول الله عن الدجال , فهل ذلك مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟

          3- (يخلق بشر ومخلوقات) بهذه الأرض الخضراء , وهذه صفة قد ذكر رسول الله أن المسيح الدجال سوف يقوم بذلك بمساعدة الشياطين حتى تتوهم الناس أنه يخلق بشر, فهل ذلك مصادفة وقصة أطفال عادية ؟؟

          بعض الشخصيات الأخرى:-

          عبسي

          فتى يرمز إلي العرب أسما وموضوعاً بالصورة السيئة التي ينشرها الإعلام اليهودي العالمي علي كافة المستويات وليس في هذا المسلسل الكرتوني فقط

          فتجد اسمه عبسي في إشارة لإحدى القبائل العربية الشهيرة ويصطاد الضفادع والسحالي والفئران ليأكلها , في مبالغة وتنفير لما هو معروف بالجزيرة العربية عن صيد وأكل الضب ثم تجد هذه الشخصية متصفة بالتفاهة وليس له هم إلا بطنه , والبلاهة والغباء من صفاته بالإضافة لظهوره سكران ومحشش وهذه هي الصفات التي يلصقوها بالعرب لتشويه سمعة الإسلام أيضاً.



          علام:


          هو شخصية قيادية شريرة ويوسم الناس بالصليب وهو علي عداوة شديدة مع شخصية الدكتور رامي السابقة وبالطبع ترمز شخصية علام الكرتونية هذه لشخصية نزول المسيح عليه السلام ولكن من رؤية يهودية وليست إسلامية اللهم إلا كسر الصليب في نهاية المسلسل.



          عدنان ولين:

          لينا شخصية طفلة لطيفة تكلم الطير وتتخاطب معه وهي حفيدة الدكتور رامي , ولعله يتضح من صفاتها في التخاطب مع الطيور أنها ترمز لإسرائيل وعدنان هو من أحفاد سيدنا سليمان وداود عليهما السلام كما يحبوا أن يوصفوا بذلك.







          أحداث ومواقف


          هناك الكثير من الأحداث والمواقف التي تصب في صالح اليهود والدجال والنظريات التي تمثلهم مثل :-

          الحرب العالمية الثالثة وما يعقبها من نزع سلاح العالم بقيادة جد لينا لكي يعيش العالم في سلام , وهذه الدعوة بالمناسبة موجودة في التوراة المحرفة ومعركة هرمجدون بين الخير والشر.

          أرض الأمل وأرض الميعاد التي تسعي لينا وجدها للوصول إليها في إشارة واضحة لفلسطين ومكانتها عند اليهود في أنها الأرض المباركة لهم.




          وأخيراً نقول

          استحالة أن تكون كل هذه الرموز المتشابهة محل صدفة غير مقصودة في القصة

          فالكل يعرف ما هو تأثير الأفلام الكرتونية لدى الأطفال ، وخاصة بعد ظهور العديد من الدراسات التي تشير إلى أن هذه الأفلام تشكل خطرا على عقائد المسلمين وأنها أسهل طريقة لغزو الشعوب الإسلامية واختراق أجيالها ، لأنها تدخل في وجدان الطفل في فترة يكون خالي الذهن ولا يعي ما الذي يحدث ولا يدرك الضرر الناتج عما يتلقاه ، فيأخذه عقله الباطن بتخزين كل ما يشاهده ويظل مدسوسا في داخل أعماقه ينمو معه كلما كبر مشوهاً عقيدته الصحيحة وممهداً لما تم بثه من عقائد فاسدة من قبل عن طريق هذه الأدوات الإعلامية الجذابة , لاسيما أن وسائل الإعلام العالمية في أيدي اليهود وكذلك منهم مؤسسين علم النفس الحديث كفرويد وغيره ويعرفوا كيف يستخدموا هذا العلم لخدمة أهدافهم, فلنحذر ولنراقب ما يشاهده أطفالنا ولندرك قدر ما يحيك لنا أعدائنا علي كافة الأصعدة.

          تنسيق وترتيب

          طارق عبده إسماعيل
          اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
          "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
          "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

          تعليق


          • #35
            رد: شبهات وردود

            عدنان ولينا والمسيح الدجال ومخطط تشويه عقائد أطفالنا








            إعداد الأستاذ طارق عبده إسماعيل

            كتاب وباحث في الطب النبوي

            اندلعت الحرب العالمية......عام 2008 وحل الدمار والخراب.....؟؟

            هذا المسلسل الكرتوني يعتبره الناس من أروع ما قدم للأطفال ومن اشد معجبيه الكبار... إنه مسلسل عدنان ولينا أو فتى المستقبل كونان Future Boy Conan.

            اشتهر المسلسل باسم عدنان ولينا نسبة لاسم البطلين الرئيسيين، لكن اسمه الرسمي للنسخة العربية هو "مغامرات عدنان ولينا" وهو مسلسل ياباني مدبلج إلى

            العربية من إنتاج شركة Nippon Animation، مكون من 26 حلقة، عرض على الشاشات العربية خلال فترة الثمانيات، ومازال يعرض حتى الآن على بعض القنوات.



            أشرف على إخراجه المخرج ميازاكي أحد أعظم مخرجي ورسامي الرسوم المتحركة اليابانية، وكان ذلك في عام 1978 م وهو مقتبس عن رواية The Incredible Tide أي المد المذهل، لألكسندر كي Alexander Key وهو كاتب أمريكي.

            ولكن !

            هل خلف هذا المسلسل الكرتوني سر أو أمر يحتاج الى نظر وتفسير لقصته ولشخصياته ؟؟

            هل هذا المسلسل الكرتوني ضمن الغزو الفكري والثقافي لأطفالنا ؟؟

            لماذا عام 2008م بالذات ؟؟

            ماذا تمثل شخصية عدنان ؟؟

            ماذا تمثل شخصية لينا ؟؟

            من هو جد لينا ؟؟

            ما هي ارض الأمل؟؟

            لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات يعاد تحديثه كل عشرون عام ؟؟

            لماذا هذا المسلسل الكرتوني بالذات تم الإنفاق عليه مادياً بشكل كبير حتى تعدي باقي أنواع أفلام الكرتون الأخرى وصار ضمن ألعاب الكمبيوتر وليس بطريقة العرض فقط , وتم دبلجته ليصير باللغة العربية وليس فقط بل بمعظم اللهجات العربية ؟؟

            ربما يقول قائل أنني من ضمن المبالغين بنظرية المؤامرة وعندي هوس بها وقد بالغت في أمر هذا المسلسل الكرتوني وهو لا يعدو كونه مسلسل كرتون قد أشتهر لأسباب فنية بحتة.

            هنا أدعوكم للمقارنة بين قصة المسيح الدجال وما يدور حولها كما جاءت بالسنة النبوية الصحيحة وقصة عدنان ولينا وما يدور حولها , لنقف بموضوعية ونري هل الأمر مجرد قصة عادية أم هناك تعمد وتشبيه مقصود بموضوع المسيح الدجال وبالطبع يتخلله بعض الأكاذيب التي تصب في صالح هذا الدجال وما يلتف حوله من يهود..... والله المستعان.





            شخصية جد الطفلة لينا (الدكتور رامي أو ) وهي الشخصية المتشابها في صفاتها الشكلية والفعلية لشخصية الدجال في الكثير وسنري هل ذلك تمهيد نفسي لتقبل شخصية الدجال الحقيقية فيما بعد أم لا.



            أولا الصفات الشكلية:


            1- (أعور العين) وهنا نتسأل عن هذا الأمر الغريب في شكله وموضوعه لهذه الشخصية الكرتونية , فعوار العين لا يظهر بشكل عين مصابة أو مرتدي نظارة سوداء وإنما بشكل عين ممسوحة , والغريب أيضاً أن هذه القصة ليس لها علاقة بموضوع العيون من قريب أو بعيد, وهذا العوار غير مرغوب أساساً في قصص الأطفال !!

            فما الداعي لإبراز صفة المسيح الدجال من ناحية عوار عينه ومسحها كما وصفها رسول الله , وجعل ذلك وصفاً لهذه الشخصية الكرتونية بدون سبب مقنع له علاقة بموضوع القصة , لو افترضنا جدلاً أنها قصة عادية ؟؟

            2- (أجلي الجبهة ومرسوم عليها ثلاث علامات) في إشارة واضحة لوصف رسول الله للدجال بأنه عريض الجبهة ومكتوب عليها ثلاث حروف ك ف ر فهل يعقل أن تكون ذلك مصادفة لقصة عادية , وهل هذه العلامات الثلاث لها علاقة بموضوع قصة أطفال عادية ؟؟

            3- (ضخم الجثة) وهذه من صفات الدجال أيضا اتي ذكرها رسول الله وليس لها علاقة بالقصة لو افترضنا أنها قصة أطفال عادية لاسيما أن الشخصية هذه تمثل شخصية جد والمفروض أن كبار السن تكون أجسامهم ضعيفة وصغيرة الحجم وليست ضخمة جداً ,أضخم من أجسام المصارعين الشباب , فهل ذلك مصادفة ؟؟

            والآن نستعرض الصفات الفعلية لنفس الشخصية

            1- ( مقيد بالسلاسل في جزيرة بالبحر) وهذه أيضاً صفة من الصفات التي ذكرها رسول الله عن المسيح الدجال فهل هذه مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟

            2- (يأمر السماء فينزل المطر علي الأرض الجدباء فتصير يانعة خضراء) وهذه أيضاً من الصفات التي ذكرها رسول الله عن الدجال , فهل ذلك مصادفة غير مقصودة أيضاً ؟؟

            3- (يخلق بشر ومخلوقات) بهذه الأرض الخضراء , وهذه صفة قد ذكر رسول الله أن المسيح الدجال سوف يقوم بذلك بمساعدة الشياطين حتى تتوهم الناس أنه يخلق بشر, فهل ذلك مصادفة وقصة أطفال عادية ؟؟

            بعض الشخصيات الأخرى:-

            عبسي

            فتى يرمز إلي العرب أسما وموضوعاً بالصورة السيئة التي ينشرها الإعلام اليهودي العالمي علي كافة المستويات وليس في هذا المسلسل الكرتوني فقط

            فتجد اسمه عبسي في إشارة لإحدى القبائل العربية الشهيرة ويصطاد الضفادع والسحالي والفئران ليأكلها , في مبالغة وتنفير لما هو معروف بالجزيرة العربية عن صيد وأكل الضب ثم تجد هذه الشخصية متصفة بالتفاهة وليس له هم إلا بطنه , والبلاهة والغباء من صفاته بالإضافة لظهوره سكران ومحشش وهذه هي الصفات التي يلصقوها بالعرب لتشويه سمعة الإسلام أيضاً.



            علام:


            هو شخصية قيادية شريرة ويوسم الناس بالصليب وهو علي عداوة شديدة مع شخصية الدكتور رامي السابقة وبالطبع ترمز شخصية علام الكرتونية هذه لشخصية نزول المسيح عليه السلام ولكن من رؤية يهودية وليست إسلامية اللهم إلا كسر الصليب في نهاية المسلسل.



            عدنان ولين:

            لينا شخصية طفلة لطيفة تكلم الطير وتتخاطب معه وهي حفيدة الدكتور رامي , ولعله يتضح من صفاتها في التخاطب مع الطيور أنها ترمز لإسرائيل وعدنان هو من أحفاد سيدنا سليمان وداود عليهما السلام كما يحبوا أن يوصفوا بذلك.







            أحداث ومواقف


            هناك الكثير من الأحداث والمواقف التي تصب في صالح اليهود والدجال والنظريات التي تمثلهم مثل :-

            الحرب العالمية الثالثة وما يعقبها من نزع سلاح العالم بقيادة جد لينا لكي يعيش العالم في سلام , وهذه الدعوة بالمناسبة موجودة في التوراة المحرفة ومعركة هرمجدون بين الخير والشر.

            أرض الأمل وأرض الميعاد التي تسعي لينا وجدها للوصول إليها في إشارة واضحة لفلسطين ومكانتها عند اليهود في أنها الأرض المباركة لهم.




            وأخيراً نقول

            استحالة أن تكون كل هذه الرموز المتشابهة محل صدفة غير مقصودة في القصة

            فالكل يعرف ما هو تأثير الأفلام الكرتونية لدى الأطفال ، وخاصة بعد ظهور العديد من الدراسات التي تشير إلى أن هذه الأفلام تشكل خطرا على عقائد المسلمين وأنها أسهل طريقة لغزو الشعوب الإسلامية واختراق أجيالها ، لأنها تدخل في وجدان الطفل في فترة يكون خالي الذهن ولا يعي ما الذي يحدث ولا يدرك الضرر الناتج عما يتلقاه ، فيأخذه عقله الباطن بتخزين كل ما يشاهده ويظل مدسوسا في داخل أعماقه ينمو معه كلما كبر مشوهاً عقيدته الصحيحة وممهداً لما تم بثه من عقائد فاسدة من قبل عن طريق هذه الأدوات الإعلامية الجذابة , لاسيما أن وسائل الإعلام العالمية في أيدي اليهود وكذلك منهم مؤسسين علم النفس الحديث كفرويد وغيره ويعرفوا كيف يستخدموا هذا العلم لخدمة أهدافهم, فلنحذر ولنراقب ما يشاهده أطفالنا ولندرك قدر ما يحيك لنا أعدائنا علي كافة الأصعدة.

            تنسيق وترتيب

            طارق عبده إسماعيل
            اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
            "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
            "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

            تعليق


            • #36
              رد: شبهات وردود

              ]من القرآن ما يفسره الزمان
              [/COLOR]





              السؤال:هل ورد في القرآن والسنة إشارات إلى الاختراعات التي نراها اليوم أو التي لا نعرف عنها شيئا بعد؟


              يجيب على هذا السؤال:

              فضيلة الدكتور محمد إبراهيم دودح

              الباحث العلمي في الهيئة العالمية للإعجاز

              العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة

              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد:

              إن القرآن الكريم كتاب هداية إلى الإيمان بالله تعالى وليس صنعة بشرية تغرض إلى الاختراع والإبداع التقني, ومهمته تصحيح اعتقادات دخيلة على منهج رسل الله في التأكيد على وحدانيته, هذا هو الغرض الرئيس من الدعوة إلى التطلع في الكون نحو بينات صدق القرآن ودلائل عظمة الله ووحدانيته والتي يبلغ بها الإنسان درجة اليقين, كما في قوله تعالى: ﴿قُلِ انظُرُواْمَاذَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ﴾يونس 101، وقوله: ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُواْفِي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىَ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾الأعراف 185,

              ولكن الدعوة إلى التطلع في الكون والتأمل وإعمال الفكر والاستنباط قد وضعت الأساس للمنهج التجريبي فكانمن ثمرتها أن حفزت الهمم وشحذت العقول لبناء صرح حضارة عالمية مازالت مفردات مصلحاتها مستعملة إلى اليوم في علوم كالفلك والجبر والكيمياء في الوقت الذي كانت أوروبا تتخبط فيه في ظلمات الجهل والوهم.

              ولم تكن البيئة التي نزل فيها الوحي مهيأة لتلقي حقائق لم تتحقق منها البشرية إلا بعد عصر التنزيل بقرون, ولذا كانت الإشارات العلمية في الحديث النبوي محدودة بينما فاض بها القرآن الكريم, وادخرت تلك الإشارات العلمية لأجيال قادمة تعاين حقائقها بينة على الوحي وتأييدا لرسالة التوحيد, وقد شفعت بوعد جازم نراه يتحقق اليوم, كما في قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الاَفَاقِ وَفِيَ أَنفُسِهِمْحَتّىَ يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُ الْحَقّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبّكَ أَنّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾فصلت 53، وقوله: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ للّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِفَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبّكَ بِغَافِلٍ عَمّاتَعْمَلُونَ﴾ النمل 93, وإسناد الرؤية للمؤمنين وإلى غيرهم يعني أن الوعد متحقق سواء اكتشفوا هم الحقيقةأم سبقهم إليها غيرهم, فلا مجال إذن للسؤال الذي يخلط بين التدليل على التنزيل عند تجلي الحقيقة والتبشير بها قبل اكتشافها في الواقع: لماذا ينتظر المسلمون غيرهم ليكتشفوا هم الحقائق العلمية ثم يدركون إشارة نصوص الوحي إليها بعد ذلك؟, ومع ذلك يمكن استلهام النصوص والاسترشاد بقواطع الدلالات للتبشير بالحقيقة التي لم يقم عليها دليل بعد.

              وسأحقق رغبتك في السبق التقني بمثال؛ في الوقت الذي نبحث فيه في أيام الشتاء عن وقود التدفئة يفيض القرآن بالحديث عن حقيقة وجودنا فوق قشرةرقيقة عائمة فوق دوامات جبارة من الصهير الملتهب ومخزون لا ينضب من الطاقة تحت أقدامنا مباشرة, ألا ترى أن مشكلة الطاقة في العالم قد حلت بشكل جذري!؛ يمكن بلوغ الآتون الملتهب بأنبوب معدني ممتلئ بالماء في مناطق ذات عمق يسير كما في منطقة المدينة المنورة وبتحوله إلى بخار يمكن إنتاج كهرباء مجاناً تصلح للتخزين وتكفي لتحول جزيرة العرب إلى جنة خضراء, ولكن إن صح هذا فهو استلهام وسيبقي الدليل على التنزيل هو سبق القرآن إلى الحقيقة قبل تجليها عند اكتشافها؛ على الأقل هذا ما أراه.

              ومن الإشارات إلى معالم عصر التقنية التبشير بوسائل نقل تماثل الدواب المعتاد استخدامها زمن التنزيل, وذلك في قوله تعالى: ﴿وَالأنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ. وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىَ بَلَدٍ لّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاّ بِشِقّ الأنفُسِ إِنّ رَبّكُمْ لَرَؤُوفٌ رّحِيمٌ. وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ. وَعَلَىَ اللّهِ قَصْدُ السّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾النحل 5-9،فالشاهد قوله ﴿وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾, وذلك في معرض الحديث عن وسائل نقل معتادة ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا﴾, وفعل ﴿َيَخْلُقُ﴾ مضارع يدل على التجدد مما لا يجعل حدًا لما ستكشفه الأيام من وسائل نقل, ولكن عندما تسترخي على كرسيك اليوم في سيارة أو باخرة أو طائرة تذكر أنك تجلس فوق دليل يشهد للقرآن بالوحي.






              قال المراغي: "﴿وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ مما يهدي إليه العلم وتستنبطه العقول كالقُطُر البرية والبحرية والطائرات التي تحمل أمتعتكم وتركبونها من بلد إلى آخر ومن قطر إلى قطر والمناطيد الهوائية التي تسير في الجو والغواصات التي تجري تحت الماء؛ إلى نحو أولئك مما تعجبون منه ويقوم مقام الخيل والبغال والحمير في الركوب والزينة"[1].

              وقالابن عاشور
              : "الذي يظهر لي أن هذه الآية من معجزات القرآن الغيبية العلمية، وأنها إيماء إلى أن الله سيلهم البشر اختراع مراكب هي أجدى عليهم من الخيل والبغال والحمير، وتلك العجلات التي يركبها الواحد ويحركها برجليه..، وأرتال السكك الحديدية والسيارات.. ثم الطائرات التي تسير بالنفط المصفّى.., فكل هذه مخلوقات نشأت في عصور متتابعة لم يكن يعلمها من كانوا قبل عصر وجود كل منها, وإلهام الله الناس لاختراعها هو ملحق بخلق الله، فالله هو الذي ألهم المخترعين من البشر بما فطرهم عليه من الذكاء والعلم وبما تدرجوا فيسلّم الحضارة واقتباس بعضهم من بعض إلى اختراعها، فهي بذلك مخلوقة لله تعالى لأن الكلّ من نعمته"[2],

              وقال الشنقيطي: "قوله تعالى ﴿وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾؛ ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يخلق ما لا يعلم المخاطبون وقت نزولها, وأبهم ذلك الذي يخلقه لتعبيره عنه بالموصول, ولم يصرح هنا بشيء منه, ولكن قرينة ذكر ذلك في معرض الامتنان بالمركوبات تدل على أن منه ما هو من المركوبات, وقد شوهد ذلك في إنعام الله على عباده بمركوبات لم تكن معلومة وقت نزول الآية كالطائرات والقطارات والسيارات, ويؤيد ذلك إشارة النبي rإلى ذلك, في الحديث الصحيح قال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه.. عن أبي هريرةأنه قال: قال رسول الله r(والله لينزلن ابن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها).. الحديث, ومحل الشاهد من هذا الحديث الصحيح ـ قوله r(ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها) فإنه قسم من النبي rأنه ستترك الإبل فلا يسعى عليها, وهذا مُشاهد الآنللاستغناء عن ركوبها بالمراكب المذكورة, وفي هذا الحديث معجزة عظمى تدل على صحة نبوته rوإن كانتمعجزاته صلوات الله عليه وسلامه أكثر من أن تحصر"[3], وقال الألوسي: "والعدول إلى صيغة الاستقبال للدلالة على الاستمرار والتجدد.. فما لا تعلمون على ظاهره"[4], وقال الزركشي: "أما الموصوفات.. فإنك تبدأ بالأفضل فتقول قام الأمير ونائبه وكاتبه.. فقدم الخيل لأنها أحمد وأفضل من البغال وقدم البغال على الحمير لذلك أيضا"[5].

              تريد أن تداعب خيالك وتستشرف آفاقا لم يبلغها عصر التقنية بعد؛ تأمل قوله تعالى: ﴿فَلاَ أُقْسِمُ بِالشّفَقِ. وَاللّيْلِ وَمَا وَسَقَ. وَالْقَمَرِ إِذَا اتّسَقَ. لَتَرْكَبُنّ طَبَقاً عَن طَبقٍ. فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ. وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ﴾الإنشقاق 16-21،سأدع خيالي ينطلق معك ويصنع رؤيا تستنطق المجهول, إن تلك الظواهر الليلية معاينة معهودة؛ الشفق فبزوغ الأجرام فالبدر أنصع أحوال بهاء القمر, وتستشعر مع تتابع تلك الظواهر حركة دل عليها الترتيب, فالشفق عند غروب الشمس وعندما يجن الليل ترى الأجرام تملأ صفحة الليل قبل أن يلفتك عنها بهاء القمر, ولكن ماذا يعقب الليل؟ إنها الشمس ساطعةً أبهى من القمر؛ هكذا إذن ستتجلى حقيقة يؤكدها القرآن في تشبيه ضمني بالشمس في وضح النهار: ﴿لَتَرْكَبُنّطَبَقاً عَن طَبقٍ﴾,و(الركوب) يلزمه الحمل والسفر والانتقال والهجرة كما في قوله تعالى: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا﴾, وقوله تعالى: ﴿اللّهُ الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأنْعَامَ لِتَرْكَـبُواْمِنْهَاوَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾غافر 79و80، والمذهل أن الشكل المستدير المماثل للطبق هو فعلا الذي يحقق الاستقرار في الفضاء حيث تنعدم الجاذبيةفيمكن استعادتها بالتدوير, وتصميم أول مدينة فضائية بهيئة طبق يدور؛ مساكنه ومزارعه في الأطراف وأبوابه يُرتقى إليها نحو السقف المحمي من الوهج بأغطية معدنية, وينعم سكانه بالرفاهية بدون منغصات كالزلازل والقوارض والأوبئة.

              تريد أن تعترض, فهذا ما أردت أن أبلغه معك؛ اكتفِ إذن بمعاينة دلائل الوحي التي تحققت في زمانك ودع القادمين يعاينون ما لم تكشفه الأيام لأحد بعد, أم ترغب في التمتع بعجيبة أذهلت أساطين البيان وأخذت بألباب المتأملين على مر الزمان؛ فأطلق لخيالك إذن العنان ليتصور عالمًا من الرفاهية والزخرف لا تحتمله الأرض وهو أشبه أن يتحقق في مدن الفضاء وأنصت لقول العلي القدير: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لّيَتّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبّكَ خَيْرٌ مّمّا يَجْمَعُونَ. وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النّاسُ أُمّةً وَاحِدَةً لّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرّحْمَـَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مّن فِضّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ. وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتّكِئُونَ. وَزُخْرُفاًوَإِن كُلّ ذَلِكَ لَمّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا والآخرة عِندَ رَبّكَ لِلْمُتّقِينَ﴾الزحرف 32-35, والأَثَر على إِثْر القرآن الكريم, فقد جاء الخبر مبشراً بحضارة فضائية وانتشار الإسلام حتى يبلغ أجرام السماء؛ فعن أبي أمامة أن رسول الله rقال: "والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم"[6].





              ويفيض القرآن بمثل هذا التبشير الذي تحقق منه إلى اليوم كثير فأصبح بينة على التنزيل, دعني أشركك معي في التفكير؛ في قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مّا تُمْنُونَ. أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الْخَالِقُونَ. نَحْنُ قَدّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ. عَلَىَ أَن نّبَدّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾الواقعة 58-61؛ ماذا يعني التبشير بتقنية تخليق الإنسان من المني أو بدونه في ظروف غير معهودة بطريقة غير مسبوقة وإنشاء أجيال مبدلة ذات صفات مغايرة وإن ماثلت البشر المعهودين؟, لا تستغرب السؤال المتسم بالخيال الجامح متأثرا بالثورة العلمية التي نعيشها اليوم فيمجال الوراثة واستبدال الصفات بأفضل منها وأبحاث تخليق الإنسان, ألم أقل لك سابقًا أن هناك فارق بين الإشارة العلمية التي تحققت بالفعل واستقر معناها بشهادة الواقع وبين الخيال المنطلق الذي لم يقم عليه دليل بعد!.

              والحديث في كتاب الله عن الحضارات التي سادت على الأرض وبادت قبل نزوله ورد بصيغة الغيبة في قوله تعالى: ﴿أُولَـَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأرْضِ﴾ هود 20, ولم يتواجد أحد منهم بالفعل قبل عصر الفضاء إلا في الأرض, ولكن مع الالتفات نحو حضارات المستقبل المخاطبين بالقرآن إلى قيام الساعة لم يُحصر تواجدهم في الأرض؛ قال تعالى: ﴿وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأرْضِ وَلاَ فِي السّمَآءِ﴾ العنكبوت 22, وتلك الإضافة المبهرة المميزة لحضارات المستقبل ﴿وَلاَ فِي السّمَآءِ﴾ قد كشفت معناها الثورة العلمية المحمومة التي نعيشها اليوم في عصر الفضاء لتشهد بأن هذا القرآن وحي من عند رب الأرض والسماء؛ وإلا من أين لمحمد rمنذ قرون وهو الأمي في أمة أمية هذا النبأ قبل عصر الفضاء!, هكذا تتجلى اليوم وتشع بأنوار اليقين بينات القرآن الكريم, يقول العلي القدير: ﴿وَكَذّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقّ قُل لّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ. لّكُلّ نَبَإٍ مّسْتَقَرّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾الأنعام 66و67

              [1] تفسير المراغي م5ج14ص57.

              [2] التحرير والتنوير لابن عاشور ج14ص111.

              [3] تفسير أضواء البيان للشنقيطي ج2ص334.

              [4] روح المعاني للألوسي ج14ص102.

              [5] البرهان في علوم القرآن للزركشي ج3ص406.

              [6] صحيح الجامع الصغير للشيخ ناصر الدين الألباني؛ رقم: 1712.
              اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
              "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
              "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

              تعليق


              • #37
                رد: شبهات وردود

                جزاكم الله كل خير و بارك الله لكم و نفع بكم
                لا إله إلا الله وحده لا شريك له
                سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
                ابطال فلسطين ( الاسطورة يحيى عياش )


                تعليق


                • #38
                  رد: شبهات وردود

                  أختنا هل تقومين بتنظيم هذه الردود بنفسك أم تنقلينها ؟؟؟ ... أى هل حضرتك التى تأتى بالشبهة وترد عليها أم أن الردود منقولة ؟؟؟ .. أرجوا الرد للأهمية ... وجزاكم الله خيراً ... وأكملى أختنا وفقكم الله
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبويحيى; الساعة 13-02-2010, 01:52 AM.


                  لا تنسونى من صالح دعائكم .
                  وإن مر الزمان ولم تجدوني
                  فاعلموا أنني في حاجة للدعاء بالرحمة

                  تعليق


                  • #39
                    رد: شبهات وردود

                    اللهم بارك فى مجهوداتكم

                    تعليق


                    • #40
                      رد: شبهات وردود

                      بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم ب

                      بخصوص الموضوع فأتمنى من الله العلي القدير ان تعم به الفائدة
                      ولكن نرجو من كاتبة الموضوع أذا كان الموضوع كله منقول من موقع ما على النت يرجى ذكر المصدر للأهميه.

                      إما إذا كنتم أنتم قمتم بالردود على الشبهات فيرجى ذكر الكتب والمؤلفات للأهمية أيضا ، لحفظ مصداقية ومرجع الموضوع ، حتى إذا أراد قارئ ما البحث أو التعمق أو الدراسه، يكون لديه المرجع أو المصدر نظرا لأهمية الموضوع .

                      ووفقنا الله واياكم .
                      "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

                      تعليق


                      • #41
                        رد: شبهات وردود

                        جزاكم الله خيرا
                        المواضيع منقوله من موقع
                        موسوعه الاعجاز العلمى فى القران والسنه
                        www.55a.net
                        اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                        "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                        "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                        تعليق


                        • #42
                          رد: شبهات وردود

                          همَّت به وهمَّ بها






                          محمد محمود كالو

                          ماجستير في التفسير وعلوم القرآن

                          الأستاذ محمد إسماعيل عتوك

                          باحث في الإعجاز البياني القرآني

                          أولاً- كتب أحد الإخوة قائلاً:

                          « أثبت القرآن الكريم لامرأة العزيز مراودتها ليوسف- عليه السلام- قال الله تعالى :﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾(يوسف: 23- 24 ) .

                          ولكن،
                          هل همَّ يوسف بها؛ كما همَّت به؟ بعض المفسرين نسب الهمَّ ليوسف- عليه السلام- بامرأة العزيز، وذهب إلى أن همه كان هم الفاحشة.. ومعلوم أن الأنبياء معصومون عن الخطأ.. ومنهم من نفى عن يوسف همَّ الفاحشة، واعتبره همَّ الضرب. أي: همَّ بضربها ورفع يده عليها؛ ولكنه لم يضربها؛ لأنه رأى برهان ربه، وهو شعوره بالخجل من ضربها؛ لأنه لا يليق برجل أن يضرب امرأة، فكيف إذا كانت سيدته؟!

                          ولا أرى الهمَّ بالفاحشة؛ لأنه منـزه عن ذلك، ولا همَّ بالضرب؛ لعدم توفر الأدلة على ذلك؛ ولكن تركيب الآية يوحي بأنه لم يهمَّ بها، وينفي عنه الهمَّ.

                          قال الله تعالى:﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾، فحرف ( الواو ) هنا استئنافية، وليست عاطفة، ويجب الوقوف على الضمير في ( بِهِ)، ثم يستأنف القارئ:﴿ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾.

                          وجملة ( هَمَّ بِهَا ) جواب ( لَوْلا ) مقدَّم عليها، فتصبح الجملة هكذا:( لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ لَهَمَّ بِهَا ). ومعلوم أن ( لولا ) حرف امتناع لوجود، فيمتنع تحقق جواب الشرط، وهو ( هَمَّ بِهَا )، لوجود فعل الشرط، وهو ( أَنْ رأى بُرْهانَ رَبِّهِ ). وبرهان ربه عز وجل هو: إيمانه القوي بالله تعالى، وشعوره بمراقبته، وحرصه على عدم مخالفته، واجتنابه للمعاصي والذنوب» .

                          ثانيًا-
                          وقد جاء في تعليق الأستاذ محمد إسماعيل عتوك على هذا القول الآتي:

                          1
                          - أما عن الواو في ( وهَمَّ بِهَا ) من قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾، فالظاهر أنها واو العطف.. ولعلماء النحو والتفسير في هذه الآية أقوال، أحدها ما ذكره الأخ الكريم محمد؛ وهو قولهم: ولقد همت به. ولولا أن رأى برهان ربه، لهم بها.

                          وإلى هذا المعنى ذهب قطرب ( وهو أحد تلامذة سيبويه )، وكذلك الشيخ محمد بن عطية .. وأنكر قوم هذا المعنى؛ منهم ابن الأنباري، وقالوا: تقديم جواب ( لولا ) عليها شاذ ومستكره، لا يوجد في فصيح كلام العرب، خلافًا لعلماء الكوفة؛ ولهذا قالوا: جواب ( لولا ) محذوف، قدره الزجاج بقوله:« لولا أن رأى برهان ربه، لأمضى ما هم به ». وقدره ابن الأنباري بقوله:« لولا أن رأى برهان ربه، لزنا ».

                          2- وفي الحقيقة أن هذين القولين لا وزن، ولا قيمة لهما في علم العربية والتفسير. ولعل الصواب من القول فيما نذكره من المعنى، إن شاء الله تعالى .. وبيانه : أن الهمَّ في اللغة- كما ذهب إليه المحققون- نوعان:

                          أولهما :
                          همٌّ ثابتٌ؛ وهو ما كان معه عزم وعقد ورضا؛ مثل هم امرأة العزيز بيوسف عليه السلام.
                          والثاني:
                          هم عارضٌ؛ وهو الخطرة، وحديث النفس، من غير اختيار ولا عزم؛ مثل هم يوسف عليه السلام
                          . والأول معصية،
                          وليس كذلك الثاني. قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾(الأعراف: 201) .. ولأن هم يوسف- عليه السلام- ليس بمعصية، وحاشاه من ذلك، مدحه الله تعالى بقوله في آخر الآية:﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ .

                          ومما يدل على صحة هذا المعنى: أن همَّ زليخة بيوسف- عليه السلام- هم مطلق .. أما هم يوسف- عليه السلام- بها فهو هم مقيَّد بـ( لولا ) الشرطية .. وبيانه: أن قوله تعالى :﴿ وهَمَّ بِهَا ﴾ جملة قائمة بنفسها، مستقلة بذاتها؛ ولكنها مقيَّدة بالعبارة الشرطية التي تتقدمها أداة الشرط ( لولا )؛ وهي قوله تعالى:﴿ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾، وهذا ما يجعل الهم من يوسف- عليه السلام- على حقيقته ممتنعًا؛ وذلك بتقييده بـ( لولا ) دون غيرها من أدوات الشرط. فثبت بذلك أن الهمَّ همان، وأن همَّ يوسف ليس كمهمِّ زوجة العزيز.

                          جاء في البحر المحيط لأبي حيان:« أنه لم يقع منه- عليه السلام- همٌّ ألبتة؛ بل هو منفيٌّ، لوجود رؤية البرهان؛ كما تقول: قارفتَ الذنب، لولا أن عصمك الله تعالى. ولا تقول: إن جواب ( لولا ) متقدم عليها، وإن كان لا يقوم دليل على امتناع ذلك ». ومن قبله قال ثعلب- وهو تلميذ للفراء:« همت زليخة بالمعصية، وكانت مصرة، وهم يوسف، ولم يوقِع ما هم به؛ فبيْن الهمَّين فرقٌ ».

                          وفي هذا القدر كفاية لمن أراد الهداية، والله المستعان، والحمد لله رب العالمين.
                          اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                          "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                          "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                          تعليق


                          • #43
                            رد: شبهات وردود

                            جزاكِ الله خيراً
                            أتْمنىّ
                            لوْ تكُنْ الحــيــاةً ! حـــكايّـه !
                            مْكّتُوبهْ بقـــــلْمّ [ الرَّصـــاصْ]
                            لّنمــســحْ كٌلْ ~ماّضّيْ~ لاأ‘إ يّســـتُحــق
                            الـذَكِـِـِـِـِـِـِرْ

                            تعليق


                            • #44
                              رد: شبهات وردود

                              شبهة الرسول صلى الله عليه وسلم يســـب ويلعـــن


                              لجأ بعض المضللون إلى القول بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يتطاول (وحاشا لله أن يكون كذلك) بلسانه على المسلمين فكان يسبهم ويلعنهم وهذا يعد مخالفا لما أمر به أصحابه من عفة الألسن وصيانتها.

                              دليل الشبهة عن عَائِشَةَ قالت: دخل على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي ما هو فَأَغْضَبَاهُ فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا فلما خَرَجَا قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ من أَصَابَ من الْخَيْرِ شيئا ما أَصَابَهُ هَذَانِ قال وما ذَاكِ قالت قلت: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا قال صلى الله عليه وسلم: " أَوَ ما عَلِمْتِ ما شَارَطْتُ عليه رَبِّي قلت اللهم إنما أنا بَشَرٌ فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أو سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ له زَكَاةً وَأَجْرًا " [أ]



                              الـــــرَّد علـــى الشبهــــــة


                              بالنظر فى تلك الشبهة فإنه يفوح منها رائحة تعمد الفهم الغير صحيح لسيرته وسلوكه صلى الله عليه وسلم.

                              الحكم على الحديث هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة فقد بينا فى تأصيله أنه من الأحاديث التى أخرجها الإمام مسلم رضي الله عنه وكذلك ورد فى عدة روايات أخرى [1] ولذا فإن الحديث صحيح

                              معنى الحديث تحكى لنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها موقفا من عشرات المواقف التى قصتها لنا من حياته صلى الله عليه وسلم وكيف وأنه قد دخل عليه رجلان لم تعرف فيما أتيا له صلى الله عليه وسلم وتقول وأغضباه أى أن الرجلين أتيا بكلامهما أو بفعلهما أمرا أغضب النبى صلى الله عليه وسلم فسمعته يسبهما ويلعنهما فلما خرجا من عنده سألته فى ذلك فقال لها صلى الله عليه وسلم إنه قد عاهد الله تبارك وتعالى بعهد ألا وهو أن أى إنسان سبه النبى صلى الله عليه وسلم أو شتمه من المسلمين فإن ذلك يقع مغفرة من الله على من وقع عليه هذا السب أو الشتم وذلك بشرط كونه مستحقا لهذه المغفرة والرحمة

                              سبابه ليس كسبابنا أمر بديهى أن يفكر أى إنسان فى هذا الأمر كيف يكون النبى صلى الله عليه وسلم سبابا أو لعانا ولكن ألا تفكر أولا فى كيف كان سبابه صلى الله عليه وسلم ومتى كان يفعل ذلك. ولو أن أحدهم فتح كتب السنة أو اطلع على أحد كتب شروح الحديث لعلم أن عادة العرب قديما اعتادت السب بألفاظ لا تعد فى عصرنا هذا سبابا بالمرة ولم يكن الغرض منها السباب بالمفهوم العصرى وإنما كان الغرض منها الحث على فعل أمر أو النهى عنه وكانوا يستعملون ألفاظا معينة لذلك ولنضرب على ذلك أمثلة

                              تربت يداك
                              وهو لفظ يقصد به الحث على فعل أمر من الأمور وإن لم يفعله صاحبه أصيب بالفقر مثلا .

                              ثكلتك أمك
                              لفظ يقال عندما يسأل السائل سؤالاً غريبا غير معتاد ما كان يجب له أن يسأل مثله وهذا ما نقل عن عياض رضى الله عنه فى تأويل هذا الحديث النبوى الشريف[2]

                              الأمثلة من السنة

                              1- عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " [3]

                              وجه الدلالة بين الحبيب صلى الله عليه وسلم الصفات التى تنكح من أجلها المرأة وأن أهم معول عليه فى الاختيار هو التدين أما قوله صلى الله عليه وسلم تربت .

                              قول صاحب فتح البارى: يقول صاحب فتح الباري:"تربت يداك قصد به لصقتا بالتراب وهي كناية عن الفقر وهو خير بمعنى الدعاء لكن لا يراد به حقيقته وبهذا جزم صاحب العمدة زاد غيره أن صدور ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم في حق مسلم لا يستجاب لشرطه ذلك على ربه [4].

                              2- عن عِكْرِمَةَ قال صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً فقلت لابن عَبَّاسٍ إنه أَحْمَقُ فقال ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ سُنَّةُ أبي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم [5]

                              وجه الدلالة أن عكرمة صلى هو وعبد الله بن عباس رضى الله عنهما خلف شيخ فى مكة فزاد هذا الشيخ فى عدد التكبيرات فى صلاته فاعترض عليه عكرمة وقال لابن عباس رضى الله عنهما إنه أحمق أى ما كان له أن يفعل ذلك

                              وأما عن قوله ثكلتك أمك فيقول صاحب فتح البارى فكأنه دعا عليه أن يفقد أمه أو أن تفقده أمه لكنهم قد يطلقون ذلك ولا يريدون حقيقته [6] ومما سبق يتضح لنا أن الألفاظ التى كانت تستعمل عند العرب لم يكن المقصود منها السباب فى حد ذاته ولم تكن كتلك التى فى عصرنا هذا وحتى الغرض من هذه الألفاظ يختلف عما يحدث الآن فالغرض من تلفظ العرب بهذه الألفاظ لا يخرج إلا عن كونه زجرا أو حثا أو منعا من أمر من الأمور

                              شهادة أنس


                              إن أولى الناس بالشهادة على خلق إنسان ما هم المجاورون والملازمون له فترة من الزمان وهذا أنس بن مالك رضى الله عنه يسجل شهادة تبقى إلى أن تقوم الساعة فى حق خير البرية وإليك بيانها عن أَنَسِ بن مَالِكٍ قال: " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ والله ما قال لي أُفًّا قَطُّ ولا قال لي لِشَيْءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَهَلَّا فَعَلْتَ " [7]

                              وجه الدلالة يتضح من هذا الحديث النبوى الشريف أن النبى صلى الله عليه وسلم وعلى طوال فترة عشر سنين لم يعقب على خادمه أنس بن مالك رضى الله عنه بأى تعقيب فيما كان يأتى به من تصرفات وليس من المعقول أن يظل الخادم كل هذه الفترة بلا أخطاء يستحق عليها اللوم ولكن لو كان النبى صلى الله عليه وسلم سبابا كما زعمتم لتحدث أنس بموقف أو موقفين من الأمور التى دارت بينه وبين النبى صلى الله عليه وسلم ولكنه لما تحدث أثنى على مخدومه صلى الله عليه وسلم خير الثناء

                              البيان الثانى عن انس " عن أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال لم يَكُنْ النبي صلى الله عليه وسلم سَبَّابًا ولا فَحَّاشًا ولا لَعَّانًا كان يقول لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ ما له تَرِبَ جَبِينُهُ [8]

                              وجه الدلالة ها هو أنس بن مالك رضى الله عنه يسجل شهادته مرة أخرى وينفى فيها عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان سبابا أو فحاشا وكان الله تبارك وتعالى قيد هذه الحقيقة على لسان أنس رضى الله عنه ليسجلها أصحاب السنن لتكون لنا سيفا ندافع به وباستماتة عن الحبيب صلى الله عليه وسلم

                              لم يسب من سبه قد ثبت إذا أن النبى صلى الله عليه وسلم قد فعل ما فعل توبيخا وتأديبا للرجلين اللذان كانا عنده ولا بد أن نذكر هنا موقفا منه صلى الله عليه وسلم ينفى عنه أنه كان يسب ويلعن كما يدعى هؤلاء عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ يَهُودَ أَتَوْا النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ فقالت عَائِشَةُ: " عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمْ الله وَغَضِبَ الله عَلَيْكُمْ قال مَهْلا يا عَائِشَةُ عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ قالت أو لم تَسْمَعْ ما قالوا قال أو لم تَسْمَعِي ما قلت رَدَدْتُ عليهم فَيُسْتَجَابُ لي فِيهِمْ ولا يُسْتَجَابُ لهم فِيّ [9] .

                              وجه الدلالة يوضح هذا الحديث النبوي الشريف أن بعضا من اليهود مروا على النبى صلى الله عليه وسلم بدلا من أن يحيوه بقولهم السلام عليكم قالوا له السام عليكم أى الموت عليكم فدعت عليهم السيدة عائشة بأن يكون الموت عليهم وأن يصيبهم غضب من الله فنهاها الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأمرها بالترفق ونهاها عن العنف والفحش وأخبرها بأن ما يقوله هؤلاء لا يؤثر فى الحبيب صلى الله عليه وسلم بل هو مردود عليهم

                              نهى عن السب وهذه آخر نقطة أضعها فى الرد على هذه الشبهة ذلك لأني فقط أردت أن أبين أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن مساوئ الأخلاق وأنه لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم خالف قوله فعله بل كان التطابق منه صلى الله عليه وسلم فى الظاهر والباطن أمر حتمى فهو قدوة الناس أجمعين إلى جنة رب العالمين ولذا فإنه صلى الله عليه وسلم ينهى عن الكلام الذى لا خير فيه

                              وإليك الدليل عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " من كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فلا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ "[10]

                              وجه الدلالة جعل الحبيب صلى الله عليه وسلم من توابع الإيمان بالله ومقتضياته عدداً من الأمور من بينها قوله صلى الله عليه وسلم ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت فكيف يمكن القول بأنه كان سبابا وعموم الأدلة تثبت عكس ذلك

                              --------------------------------------------------------------------------------

                              [أ] ـ صحيح مسلم جـ 4 صـ 2007 حديث رقم 2600 وهذا سنده حدثنا زُهَيْرُ بن حَرْبٍ حدثنا جَرِيرٌ عن الْأَعْمَشِ عن أبي الضُّحَى عن مَسْرُوقٍ

                              [1] ـ راجع فى ذلك فتح البارى جـ 11 صـ 171 [2] ـ فتح البارى جـ 11 صـ 171 وما بعدها [3] ـ صحيح البخارى جـ 5 صـ 1958 حديث رقم 4802 وهذا سنده حدثنا مُسَدَّدٌ حدثنا يحيى عن عُبَيْدِ اللَّهِ قال حدثني سَعِيدُ بن أبي سَعِيدٍ عن أبيه [4] ـ فتح البارى جـ 9 صـ 137 [5] ـ صحيح البخارى جـ 1 صـ 272 حديث رقم 755 وهذا سنده حدثنا مُوسَى بن إِسْمَاعِيلَ قال أخبرنا هَمَّامٌ عن قَتَادَةَ [6] ـ فتح البارى جـ 2 صـ 272 [7] ـ صحيح مسلم جـ 4 صـ 1804 حديث رقم 2309 وهذا سنده حدثنا سَعِيدُ بن مَنْصُورٍ وأبو الرَّبِيعِ قالا حدثنا حَمَّادُ بن زَيْدٍ عن ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ [8] ـ صحيح البخارى جـ 5 صـ 2243 حديث رقم 5684 وهذا سنده حدثنا أَصْبَغُ قال أخبرني بن وَهْبٍ أخبرنا أبو يحيى هو فُلَيْحُ بن سُلَيْمَانَ عن هِلَالِ بن أُسَامَةَ [9] ـ صحيح البخارى جـ 5 صـ 2243 حديث رقم 5683 وهذا سنده حدثنا محمد بن سَلَامٍ أخبرنا عبد الْوَهَّابِ عن أَيُّوبَ عن عبد اللَّهِ بن أبي مُلَيْكَةَ [10] ـ صحيح البخارى جـ 5 صـ 2240 حديث رقم 5672 وهذا سنده حدثنا قُتَيْبَةُ بن سَعِيدٍ حدثنا أبو الْأَحْوَصِ عن أبي حَصِينٍ عن أبي صَالِحٍ
                              اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                              "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                              "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                              تعليق


                              • #45
                                رد: شبهات وردود

                                أستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه

                                تعليق

                                يعمل...
                                X