إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
أجزاء من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ))...................... متجدده بإذن الله
تقليص
X
-
الجزء الثامن من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ))
إذا كان الإنسان قد توكل على الله حق توكله فليثق كل الثقة أن الله لن يضيعه أبدا , فهنا يجب على كل داعية أن يأخذ بالأسباب التي صخرها الله له وأوجدها من أجله , ثم يتوكل على الله عزوجل ..وليثق تماما أن الله سوف يهيئ له من يساندوه , ويعاونوه على ذلك , مهما كانت المشآق والصعاب , وذلك لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ..فهذا تماما ما حدث مع المسلمين , عندما هاجروا إلى الحبشة , هيئ الله لهم النجاشي , وكان ملكا عادلا, لا يظلم أحدا , فعندما ثبتوا على الحق , صخر الله لهم النجاشي , رغم أنه لم يكن يزل نصراني , في هذا الوقت , ولم يكن قد أسلم ..فهذا مثال حي , لكل داعية , ثبت على الحق وقاوم الباطل , وعمل على إعلاء كلمة الله في الدنيا ..أما موقف جانب الباطل فهو كالآتي :جاءت قريش تهدد أبو طالب فقالوا له : يا أبا طالب إن لك سنا , وشرفا , ومنزلة فينا , وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه , وإنا والله لا نصبر على هذا , من شتم آبائنا , وتسفيه أحلامنا , وعيب آلهتنا , حتى تكفه عنا , أو ننازله وإياك في ذلك , حتى يهلك أحد الفريقين ..عظم على أبي طالب هذا الوعيد والتهديد الشديد , فبعث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : يا ابن أخي إن قومك قد جاؤوني , فقالوا لي كذا وكذا , فأبق علي وعلى نفسك , ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق , فظن رسول الله أن عمه خاذله , وأنه ضعف عن نصرته , فقال ( يا عم !!والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر – حتى يظهره الله أو أهلك فيه – ما تركته ) ثم استعبر وبكى , وقام فلما ولى ناداه أبو طالب فلما أقبل قال له :: اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت , فوالله لا أسلمك لشيء أبدا ثم أخذ أبو طالب ينشد ويقول :والله لا يصلون إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينافا صدع بأمرك , ما عليك غضاضة و أبشر وقر بذاك منا عيونا ..وهنا لم تيأس قريش قفد أتت إلى أبو طالب مرة أخرى بعمارة بن الوليد بن المغيرة وقالوا له : يا أبا طالب إن هذا الفتى أنهد فتى قي قريش وأجمله فخذه , واتخذه ولدا فهو لك , وسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي خالف دينك ودين آبائك , فنقتله , فقال لهم , والله لبئس ماتسومنني , اتعطوني ابنكم اغدوه لكم , وأعطيكم ابني تقتلوه , هذا والله لا يكون أبدا ..وهنا فكر الطغاة في إعدام الرسول صلى الله عليه وسلم , وقد حاولوا مرات ومرات إلا أن أبو بكر كان دائما يحميه , ويقول لهم , أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟؟وهنا عز الله جانب رسوله , قفد أسلم أسد قريش ؟؟!!!فخلال هذا الجو الملبد بسحائب الظلم والطغيان أسلم أسد قريش في أواخر السنة السادسة من النبوة ,وسبب إسلامه أن أبو جهل مر بالرسول صلى الله عليه وسلم يوما عند الصفا , فآذاه ونال منه , ورسول الله ساكت لا يكلمه , ثم ضربه أبو جهل في حجر برأسه فشجه , حتى نزف منه الدم , ثم انصرف عنه إلى نادي قريشا عند الكعبة , فجلس معهم , وكانت مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها في الصفا ترى ذلك , وأقبل حمزة متوحشا قوسه – فأخبرته بما رأت من أبو جهل , فغضب حمزة , وكان أعز فتى في قريش وأشده شكيمه , فخرج يسعى , لم يقف لأحد , موعدا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به , فلما دخل المسجد قام على رأسه , وقال له , يا مصفر استه , تشتم ابن أخي وأنا على دينه ؟؟ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة , فثار رجال من بني المخزوم – حي أبي جهل – وثار بنو هاشم – حي حمزة – فقال أبو جهل : دعوا أبا عمارة , فإني سببت ابن أخيه سبا قبيحا ,وكان إسلام حمزة أول الأمر أنفة رجل أبى أن يهان مولاه , ثم شرح الله صدره للإسلام فاستمسك بالعروة الوثقى ..وعز جانب الإسلام بإسلام ابن الخطاب الذي من وقت إسلامه أستطاع المسلمين أن يطوفوا بالكعبة , وأن يدعوا إلى الإسلام علانية ..وقد سمي الفارق لأنه عند إسلامه , سأل الرسول , فقال له : يا رسول الله : ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا ؟؟ قال : بلى , والذي نفسي بيده إنكم على الحق وإن متم أو حييتم , قال عمر , ففيما الاختفاء ؟؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن , فخرجوا صفين , حمزة في أحدهما , وعمر في الآخر ودخلوا المسجد فنظرت إليهم قريش فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها , فسماه رسول الله الفارق من ذلك الوقت ..
تعليق
-
رد: الجزء الثامن من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ))
انما أشكوا بثى وحزنى الى الله
الهى كفانى فخرا ان تكون لى ربا-- وكفانى عزا ان اكون لك عبدا انت كما اريد فاجعلنى كما تريد-- اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك-- وافقر عبادك اليك-- اللهم اننا نشهدك اننا نشتاق اليك- فلا تحرمنا من لذة القرب منك فى الدنيا ولا لذة النظر الى وجهك الكريم فى الاخرة
تعليق
-
الجزء التاسع والعاشر من(( شخصية غيرت مجرى التاريخ))
ليعلم كل من يدعو إلى الله أن الله لا يضع عمل الذين آمنوا , وأن الله ينصر الحق دائما فمهما طال الظلم فهو زائل لا محالة , وأن موقفه دائما ضعيف الجانب مهما كان لديه من سلطان ومن قوة فهو ضعيف لأن وليه الشيطان , وكيد الشيطان دائما ضعيف ..
فبعد أن عجزت قريش عن منع الرسول من الدعوة , واستعملت معه كل الأساليب المنفرة من هذا الأمر , استعملت أسلوب آخر وهو مساومة الرسول بإغداق كل ما هو ممكن أن يكون مطلوبا له , ليكفوه عن دعوته .
ولم يكن يدري هؤلاء المساكين أن كل ما تطلع عليه الشمس لا يساوي جناح بعوضة أمام دعوته , فخابوا وفشلوا فيما أرادوا.
وكان موقف أبو طالب العم الحنون الخائف على ابن أخيه , فقد علم أن قريش عازمة على فعل شيء فقد حاولوا قتل ابن أخيه ( أبو جهل ,وغيره ) والآن يحاولون مساومته , فعلم أنهم عازمون على شيء فطلب من بنو هاشم , وبنو عبد المطلب حماية أبن أخيه فوافق الجميع , مسلمهم وكافرهم , حمية للجوار العربي ..
وهنا لجأت قريش إلى شيء آخر لأنهم عرفوا أن بمجرد قتلهم لمحمد سوف يسيل وادي مكة بدمائهم , فاجتمعوا في خيف بني كنانة من وادي المحصب فتحالفوا على بني هاشم وبني عبد المطلب أن لا ينكحوهم , ولا يبايعوهم , ولا يخالطوهم , ولا يدخلوا بيوتهم , ولا يكلموهم , حتى يسلموا إليهم رسول الله للقتل , وكتبوا بذلك صحيفة فيها عهود ومواثيق ( أن لا يقبلوا من بني هاشم صلحا أبدا , ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل )
وكتب هذه الصحيفة هو بغيض بن عامر بن هاشم , فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فشلت يده ..
وعلقت الصحيفة في جوف الكعبة .. فانحاز بنو هاشم وبنو عبد المطلب مؤمنهم وكافرهم – إلا أبا لهب – وحبسوا في شعب أبي طالب ليلة سبع المحرم – سنة سبع من البعثة ..
واشتد الحصار وقطعت عنهم الميرة والمادة , فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة إلا بادروا بشرائه , وكان المسلمون لا يأكلون إلا ورق الشجر والجلود , وقد كان يسمع صوت نسائهم وصبيانهم من وراء الشعب وهم يتضاغون من شدة الجوع . وكان لا يصل إليهم شيء إلا سراء ..
مرت ثلاث أعوام كاملة وهم على هذه الحال , وفي المحرم سنة عشر من النبوة , حدث نقض الصحيفة وفك الميثاق , وذلك أن قريشا كانوا بين راض بهذا الميثاق وكاره له , فسعى في نقض الصحيفة من كان كارها لها ..وكان القائم على ذلك هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي
وكان الله قد أوحى إلى رسوله أن الصحيفة قد أكلتها دودة الأرض ماعدا كلمة باسمك اللهم , فأخبر الرسول عمه أبو طالب , واخبر عمه قريش بذلك , فعندما ذهبوا إلى الصحيفة وجدوا دودة الأرض أكلتها ماعدا عبارة باسمك اللهم ولكن رغم أنه فك الحصار عن رسول الله وأتباعه إلا أن قريش ازدادت تكذيبا وعنادا وكفرا ..
بعد أن يعرض الداعية دعوته فلا بد له من عزيمة قوية حتى يستمر بتلك الدعوة ولا بد له من بيع سراب هذه الحياة بالجنان العالية ..
ولا بد له من اكتساب بعض المهارات الضرورية لدعوته , من لغة عربية فصيحة, وعلم بالتاريخ ولا بد أن يحظى بقدر من العلوم الإنسانية التي تعينه على في مجال دعوته , ولا بد له من التفقه في الدين وعدم التقيد بمذهب معين فلا بد له من الإطلاع على جميع المذاهب حتى يعرف من حوله وما هي أفكارهم وطريقتهم في فهم الأحكام الفقهية فالناس مختلفون في الأطباع وفي درجة الفهم فالناس ليسوا سواسية بل يختلفون في كل شيء حتى يعرف مع من يتعامل ومع من يتفاهم ومع من يتحاور ..
فبعد أن فشلت قريش في جميع محاولاتها وبعد أن فشلوا في آخر محاولة لهم من حصار الرسول في شعب أبي طالب , وقد أدرك أبو طالب الكبر فها هو قد بلغ الثمانين لكنه ما يزال يحوط على ابن أخيه ويمنعه كما وعده , ويشد من أزره ويسانده في جميع الأحوال , وكانت الأحداث التي يمر بها الرسول قد وهنت وضعفت بل وكسرت صلب أبو طالب , فلم يمض من خروجه من الشعب إلا أشهر معدودات , وإذا هو يلحقه المرض ويلح به – وحينئذ خاف المشركون سوء سمعتهم في العرب إن أتوا بعد وفاته بمنكر على ابن أخيه – فحاولوا مره تلو الأخرى أن يفاوضوا النبي بين يدي عمه أبو طالب , ويعطوه بعض ما لم يرضوا إعطائه قبل ذلك , فقاموا بمحاولة وهي آخر محاولة لهم , فجاء مشركوا قريش إلى أبو بكر فكلموه , وكانوا من أشراف قومه عتبة بن ربيعة , وشيبة بن ربيعة ,وأبو جهل بن هشام , وأمية بن خلف , وأبو سفيان بن حرب , , وغيرهم , فقالوا : يا أبا طالب : إنك منا حيث قد عملت , وقد حضرك ما ترى وتخوفنا عليك , وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك , فادعه , فخذ له منا , وخذ لنا منه , ليكف عنا ونكف عنه , وليدعنا وديننا , وندعه ودينه , فبعث إليه أبو طالب , فجاءه فقال : يا ابن أخي , هؤلاء أشراف قومك , قد اجمعوا لك , ليعطوك , وليأخذوا منك , ثم أخبره بالذي قالوا له وعرضوا عليه , من عدم تعرض كل فريق للآخر , فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , ( أرأيتم إن أعطيتكم كلمة إن تكلمتم بها ملكتم بها العرب , ودانت لكم بها العجم , فتوقفوا وتحيروا , ولم يعرفوا كيف يرفضون هذه الكلمة الواحدة النافعة إلى هذه الغاية والحد, ثم قال أبو جهل ما هي ؟؟!! وأبيك لنعطيك و عشر أمثالها , قال : تقولون : ( لا إله إلا الله , وتخلعون ما تعبدون من دونه ) فصفقوا بأيديهم , ثم قالوا : أتريد يا محمد أن تجعل الآلهة إله واحد ؟؟ إن أمرك لعجب ..
ثم قال بعضهم لبعض : إنه والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون , فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم , حتى يحكم الله بينكم وبينه . ثم تفرقوا ..
وفي هؤلاء أنزل الله ( ص والقرءان ذى الذكر * بل الذين كفروا في عزة وشقاق * كم أهلكنا قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص ** وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ** أجعل الألهة إله واحد إن هذا لشيء عجاب ** وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على ءالهتكم إن هذا لشيء يراد ** ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق )
وبعد هذا ألح المرض بأبي طالب , فلم يلبث أن وافته المنية , وكانت وفاته في رجب سنة عشر من النبوة , بعد الخروج من الشعب بستة أشهر , وقيل توفي في رمضان قبل وفاة خديجة رضي الله عنها بثلاثة أيام .
وعندما حضرت أبو طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وكان عنده أبو جهل فقال ( أي عم قل : لا إله إلا الله , كلمة أحاج لك بها عند الله ) فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية : يا أبا طالب , ترغب عن ملة عبد المطلب . فقلم يزالا يكلماه حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة عبد المطلب . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفر ن لك ما لم أنه عنك , فنزلت ( ما كان للنبي والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) ونزلت ( إنك لا تهدي من أحببت )
ولا حاجة إلى بيان ما كان عليه أبو طالب من الحياطة والمنع , فقد كان الحصن لذي تحتمي به الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء , ولكنه بقي على ملة الأشياخ من أجداده , فلم يفلح كل الفلاح ..
ففي الصحيح عن العباس بن عبد المطلب , قال للنبي صلى الله عليه وسلم , ما أغنيت عن عمك , فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال صلى الله عليه وسلم ( هو في ضحضاح من نار , ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) ..
وبعد وفاة أبو طالب بشهرين أو ثلاثة – على اختلاف القولين – توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها , في شهر رمضان في السنة العاشرة من النبوة , ولها من العمر خمس وستون سنة . ورسول الله صلى الله عليه وسلم له من العمر خمسون سنة .
إن خديجة كانت من نعم الله الجليلة على النبي صلى الله عليه وسلم كيف لا وهو يقول فيها ( آمنت بي حين كفر بي الناس , وصدقتني حين كذبني الناس , وأشركتني في مالها حين حرمني الناس , ورزقني الله ولدها , وحرم ولد غيرها )
وقعت هاتانا الحادثتان المؤلمتان خلال أيام معدودة , فاهتزت مشاعر الحزن والألم في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم , ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه ,,
تعليق
-
رد: الجزء التاسع والعاشر من(( شخصية غيرت مجرى التاريخ))
جزاكى الله خيرانما أشكوا بثى وحزنى الى الله
الهى كفانى فخرا ان تكون لى ربا-- وكفانى عزا ان اكون لك عبدا انت كما اريد فاجعلنى كما تريد-- اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك-- وافقر عبادك اليك-- اللهم اننا نشهدك اننا نشتاق اليك- فلا تحرمنا من لذة القرب منك فى الدنيا ولا لذة النظر الى وجهك الكريم فى الاخرة
تعليق
-
الجزء الحادي عشر من(( شخصية غيرت مجرى التاريخ))
الزاد الذي لابد للداعية منه , والعتاد الذي لابد أن يتسلح به هو سلاح الصبر , فلولاه لما استمر في دعوته بل عزم وجلد وقوة .
وهذا أكبر مثال أمامنا الرسول صلى الله عليه وسلم , بعد وفاة عمه أبو طالب , ثم وفاة زوجه خديجة رضي الله عنها , تفاقمت الأحزان على الرسول صلى الله عليه وسلم , ولم تزل تتنزل عليه المصائب من قومه وخاصة بعد وفاة عمه أبو طالب , فازداد غما على غم , وخرج إلى الطائف حتى يدعو أهلها , وكله رجاء أن يستجيبوا لدعوته , وينصروه على قومه , فلم يرى من يؤوي ولم ير ناصرا , وآذوه مع ذلك أشد الأذى , ونالوا منه ما لم يناله قومه .
وكما أشتد عداء أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم , اشتد على أصحابه أيضا , حتى خرج أبو بكر من مكة , قاصدا الهجرة إلى الحبشة , ولكنه عاد إلى مكة في حماية ابن الدغنة .
وكلما اشتد على الرسول إيذاء قريش , كلما ازداد صبره وثقته بالله رب العالمين , ويقال انه تعرض له سفيه من سفهاء قريش ونثر التراب على رأس الرسول صلى الله عليه وسلم , فدخل الرسول بيته , فقامت إليه إحدى بناته , فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي , ورسول الله يقول لها " لا تبكي يا بنيه فإن الله مانع أباك ".
وفي شوال سنة عشر من النبوة – تزوج رسول الله من السيدة سودة بنت زمعة , كانت ممن أسلم قديما , وهاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة , وكان زوجها سكران بن عمرو ممن أسلموا وهاجر إلى الحبشة ومات بها , فلما حلت خطبها الرسول وتزوجها , وكانت أول امرأة تزوجها الرسول بعد خديجة رضي الله عنها .و بعد عدة أيام وهبت نوبتها لعائشة رضي الله عنها عندما خافت من نشوز الرسول عنها , وخافت أن يطلقها , فوهبت أيامها لعائشة , وصالحت الرسول على ذلك , حتى لا يطلقها ..
وهنا يقف الحليم الحيران ويتساءل العقلاء ما هي العوامل التي أدت إلى ثبات المسلمين إلى هذه الدرجة ؟؟؟!!
1- السبب الرئيسي وهو الإيمان بالله وحده ومعرفته حق المعرفة , فالإيمان الجازم الذي خالطت بشاشته القلوب يزن الجبال ولا يطيش ومع هذا الإيمان يرى صاحبه متاعب الدنيا مهما كبرت وتفاقمت يراها شيء بسيط مقابل حلاوة الإيمان التي يتذوقها ويشعر بها .
2- قيادة تهوي إليها الأفئدة فقد كان الرسول هو القائد الأعلى للأمة الإسلامية بل البشرية , يتمتع من جمال الخلق وكمال النفس , ومكارم الأخلاق , والشيم النبيلة , بما تتجاذب إليه القلوب , وتتفانى دونه النفوس , فكان من أثر ذلك الحب والتفاني أنهم كانوا ليرضون أن تندق أعناقهم ولا يخدش له طفر أو يشاك شوكة .
3- الشعور بالمسؤولية , فكان الصحابة يشعرون بعظم المسؤولية التي على عواتقهم والتي لا يمكن الهروب أو الحياد عنها .
4- الإيمان بالآخرة – وهو مما كان يقوي الشعور بالمسؤولية لديهم , فهم كانوا على يقين أنهم يحاسبون على أعمالهم من قبل رب العالمين . فإما إلى النعيم المقيم وإما إلى عذاب خالد في سواء الجحيم , فكانوا يرجون رحمة ربهم ويخافون عذابه .
5- القرآن وفي هذه الفترة كانت تتنزل عليه الآيات التي تقوم بالحجج والبراهين التي كانت تدور حول الدعوة , بأساليب منيعة خلابة .
6- البشارات بالنجاح وهذا كله كانوا المسلمين يعرفونه منذ اليوم الذي لا قو فيه الشدة والاضطهاد ..
المصدر
الرحيق المختوم
تعليق
-
الجزء الثاني عشر من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))
إذا وجد الداعية نفسه لم تستجيب دعوته في بلد , واشتد اضطهاده والتنكيل به , فلا بد له في هذه الحالة من الهجرة إلى بلد آخر عساه أن يجد من يسمعه ويقبل دعوته .
فهذا هو الرسول الكريم دعى أهل مكة فلم يستجيبوا له وحاولوا قتله , ولكن دعون جدوى فالله حامي ومانعهم عن نبيه .
فخرج المصطفى من مكة متجها إلى الطائف في شوال سنة عشر من النبوة , ماشيا على قدميه جيئة وذهابا , ومعه مولاه زيد بن حارثة , وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام , فلم تجب إليه واحدة منهم .
فلما انتهى إلى الطائف عمد إلى ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف , وهم عبد ليل ومسعود وحبيب أبناء عمرو بن عمير الثقفي , فجلس إليهم ودعاهم إلى الله , وإلى نصرة الإسلام , , فقال أحدهم وهو يمزق ثياب الكعبة , إن كان الله أرسلك , وقال الآخر : أما وجد الله غيرك , وقال الثالث : والله : والله لا أكلمك أبدا , إن كنت رسولا لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام , ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي أن أكلمك .
فقام عنهم رسول الله وقال لهم : إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني .
و أقام الرسول بين أهل الطائف عشرة أيام , لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه , فقالوا : اخرج من بلادنا , و أغروا به سفهاءهم , فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم , يسبونه ويصيحون به , حتى اجتمع عليه الناس , فوقفوا له صفين , وجعلوا يرمونه بالحجارة وبكلمات من السفه , ورجموا عراقيبه , حتى اختضب نعلاه بالدماء .
وكان زيد بن حارثه يقيه بنفسه , حتى أصابه شجاج في رأسه , ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط لعتبه وشيبة ابني ربيعة , على ثلاثة أميال من الطائف , فلما التجأ إليه رجعوا عنه , واتى رسول الله إلى حلبة من عنب , فجلس تحت ظلها إلى جدار فلما جلس إليه و اطمأن , دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كآبه وحزنا مما لقي من الشدة , وأسفا على أنه لم يؤمن به أحد , قال :
( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي , وقلة حيلتي , وهواني على الناس , يا أرحم الراحمين , أنت رب المستضعفين , وأنت ربي , إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي , ولكن عافيتك هي أوسع لي , أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات , وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك , أو يحل علي سخطك , لك العتبى حتى ترضى , ولا حول ولا قوة إلا بك ) .
فلما رآه ابنا ربيعه تحركت له رحمهما , فدعوا غلاما لهما نصرانيا , يقال له عداس , وقالا له : خذ قطفا من هذا العنب واذهب به إلى هذا الرجل .
فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه قائلا : ( باسم الله ) ثم أكل .
فقال عداس : إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أي البلاد أنت ؟ وما دينك ؟ ) قال أنا نصراني , من أهل نينوى .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ) قال له وما يدريك ما يونس بن متى ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذاك أخي , كان نبيا و أنا نبي )
فأكب عداس على رأس رسول الله ويديه ورجليه يقبلها .
فقال ابنا ربيعة أحدهما للآخر : أما غلامك فقد أفسده عليك , فلما جاء عداس قالا له : ويحك ما هذا ؟ قال : يا سيدي , ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل , لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي , قالا له : ويحك يا عداس , لا يصرفنك عن دينك , فإن دينك خير من دينه .
ورجع رسول الله في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبا محزونا كسير القلب , فلما بلغ قرن المنازل , بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال , يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة .
فقال له جبريل : إن الله قد سمع قول قومك لك , وما ردوا عليك .
وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . فنادى ملك الجبال على الرسول , وسلم عليه , ثم قال : يا محمد , ذلك فما شئت , إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين , فقال النبي : ( بل أرجو أن يخرج الله عزوجل من أصلابهم من يعبد الله عزوجل وحده لا يشرك به شيئا )
وبهذا الجواب تتضح لنا شخصية الرسول فصدق من سماه (رءوف رحيم ) .
تعليق
-
رد: الجزء الثاني عشر من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))
جزاكى الله خير
وكل عام وانتى بخير
انما أشكوا بثى وحزنى الى الله
الهى كفانى فخرا ان تكون لى ربا-- وكفانى عزا ان اكون لك عبدا انت كما اريد فاجعلنى كما تريد-- اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك-- وافقر عبادك اليك-- اللهم اننا نشهدك اننا نشتاق اليك- فلا تحرمنا من لذة القرب منك فى الدنيا ولا لذة النظر الى وجهك الكريم فى الاخرة
تعليق
-
الجزء الثاني عشر من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))
إذا وجد الداعية نفسه لم تستجيب دعوته في بلد , واشتد اضطهاده والتنكيل به , فلا بد له في هذه الحالة من الهجرة إلى بلد آخر عساه أن يجد من يسمعه ويقبل دعوته ."بسم الله الرحمن الرحيم"
فهذا هو الرسول الكريم دعى أهل مكة فلم يستجيبوا له وحاولوا قتله , ولكن دعون جدوى فالله حامي ومانعهم عن نبيه .
فخرج المصطفى من مكة متجها إلى الطائف في شوال سنة عشر من النبوة , ماشيا على قدميه جيئة وذهابا , ومعه مولاه زيد بن حارثة , وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام , فلم تجب إليه واحدة منهم .
فلما انتهى إلى الطائف عمد إلى ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف , وهم عبد ليل ومسعود وحبيب أبناء عمرو بن عمير الثقفي , فجلس إليهم ودعاهم إلى الله , وإلى نصرة الإسلام , , فقال أحدهم وهو يمزق ثياب الكعبة , إن كان الله أرسلك , وقال الآخر : أما وجد الله غيرك , وقال الثالث : والله : والله لا أكلمك أبدا , إن كنت رسولا لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام , ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي أن أكلمك .
فقام عنهم رسول الله وقال لهم : إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني .
و أقام الرسول بين أهل الطائف عشرة أيام , لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه , فقالوا : اخرج من بلادنا , و أغروا به سفهاءهم , فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم , يسبونه ويصيحون به , حتى اجتمع عليه الناس , فوقفوا له صفين , وجعلوا يرمونه بالحجارة وبكلمات من السفه , ورجموا عراقيبه , حتى اختضب نعلاه بالدماء .
وكان زيد بن حارثه يقيه بنفسه , حتى أصابه شجاج في رأسه , ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط لعتبه وشيبة ابني ربيعة , على ثلاثة أميال من الطائف , فلما التجأ إليه رجعوا عنه , واتى رسول الله إلى حلبة من عنب , فجلس تحت ظلها إلى جدار فلما جلس إليه و اطمأن , دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كآبه وحزنا مما لقي من الشدة , وأسفا على أنه لم يؤمن به أحد , قال :
( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي , وقلة حيلتي , وهواني على الناس , يا أرحم الراحمين , أنت رب المستضعفين , وأنت ربي , إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي , ولكن عافيتك هي أوسع لي , أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات , وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك , أو يحل علي سخطك , لك العتبى حتى ترضى , ولا حول ولا قوة إلا بك ) .
فلما رآه ابنا ربيعه تحركت له رحمهما , فدعوا غلاما لهما نصرانيا , يقال له عداس , وقالا له : خذ قطفا من هذا العنب واذهب به إلى هذا الرجل .
فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه قائلا : ( باسم الله ) ثم أكل .
فقال عداس : إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أي البلاد أنت ؟ وما دينك ؟ ) قال أنا نصراني , من أهل نينوى .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ) قال له وما يدريك ما يونس بن متى ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذاك أخي , كان نبيا و أنا نبي )
فأكب عداس على رأس رسول الله ويديه ورجليه يقبلها .
فقال ابنا ربيعة أحدهما للآخر : أما غلامك فقد أفسده عليك , فلما جاء عداس قالا له : ويحك ما هذا ؟ قال : يا سيدي , ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل , لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي , قالا له : ويحك يا عداس , لا يصرفنك عن دينك , فإن دينك خير من دينه .
ورجع رسول الله في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبا محزونا كسير القلب , فلما بلغ قرن المنازل , بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال , يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة .
فقال له جبريل : إن الله قد سمع قول قومك لك , وما ردوا عليك .
وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . فنادى ملك الجبال على الرسول , وسلم عليه , ثم قال : يا محمد , ذلك فما شئت , إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين , فقال النبي : ( بل أرجو أن يخرج الله عزوجل من أصلابهم من يعبد الله عزوجل وحده لا يشرك به شيئا )
وبهذا الجواب تتضح لنا شخصية الرسول فصدق من سماه (رءوف رحيم )
تعليق
-
رد: الجزء الثاني عشر من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ ))
جزاك الله خير
اختى الغاليه على المجهود
فى شخصية غيرت مجرى التاريخ ))
اللهم اجعلها فى ميزان حسناتكانما أشكوا بثى وحزنى الى الله
الهى كفانى فخرا ان تكون لى ربا-- وكفانى عزا ان اكون لك عبدا انت كما اريد فاجعلنى كما تريد-- اللهم اجعلنا اغنى خلقك بك-- وافقر عبادك اليك-- اللهم اننا نشهدك اننا نشتاق اليك- فلا تحرمنا من لذة القرب منك فى الدنيا ولا لذة النظر الى وجهك الكريم فى الاخرة
تعليق
تعليق