إعـــــــلان

تقليص

أهداف قسم الأعلانات الإدارية

بسم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهداف قسم الإعلانات الإدارية :

1- نشر إعلانات ادارة الموقع الخاصة بأى تحديث أو تعديل بالموقع

2- نشر إعلانات إدارة المنتدى بخصوص تعيين او اعفاء المراقبين والمشرفين والمشرفين العموم

3- نشر المواضيع المتعلقة بتكريم الأعضاء او المشرفين

4- نشر نتائج المسابقات والدورات المقامة بالمنتدى

5- نشر إعلانات وأخبار والتنويهات الخاصة بفرق عمل الموقع المختلفة

أهداف قسم المناسبات الخاصة :

1- وضع الاعلانات الخاصة بمناسبات الأعضاء والمراقبين والمشرفين وأعضاء فرق العمل

2- ينقل لها المواضيع الخاصة بمناسبات الشيوخ والدعاه

3- ينقل لها المناسبات الهامة لأعضاء المنتدى خصوصا تلك التى تحتاج للدعاء من كل أعضاء المنتدى كمرض مثلا ( نسأل الله دوام العافية والصحة للجميع )

--------------------------------

لدي إعلان او مناسبة أريد وضعه فأين مكانه ؟؟؟

- اذا كان اعلانك خاص بمواعيد دروس أو خطب أو حلقات للشيوخ والدعاه فيوضع بهذا القسم زاد الداعية

- اذا كان اعلانك خاص بدعايا لموقع معين او بطلب تبادل اعلانى مثلا فتوضع هنا الاقتراحات والشكاوى

- اذا كان موضوعك خاص بمناسبة معينه فللاخوة توضع هنا
المناسبات والترحيب بالإخوة الجدد
وللاخوات توضع هنا المناسبات والترحيب بالأخوات الجدد
وان كنت ترى اهميه وضعها في قسم المناسبات الخاصة فتطلب من مراقبي القسم نقلها للنظر فى الأمر

- اى موضوع اخر فيوضع فى القسم المناسب له بالمنتدى

----------------------------

وجزاكم الله خيرا ونشكر لكم حسن تعاونكم

إدارة منتدى الطريق إلى الله
شاهد أكثر
شاهد أقل

بشري سارة ... أحلامك تتحقق وأمنياتك يسيرة معنا في فريق عمل المونتاج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    رد: بشري سارة ... أحلامك تتحقق وأمنياتك يسيرة معنا في فريق عمل المونتاج

    السلام عليكم انا اريد الانظمام

    بكوني اشتغل في الافتر افكت

    تعليق


    • #92
      رد: بشري سارة ... أحلامك تتحقق وأمنياتك يسيرة معنا في فريق عمل المونتاج

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      الأخُ الفَاضِلُ / emanway08
      السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      بفَضْلٍ مِنَ اللهِ أعْطَتْنِي الإدَارَة صَلاَحِيَّات قُبُول طَلَبَات الأعْضَاء الجُدُد، وأُبَشِّرُكَ بأنَّهُ قَدْ تَمَّ قَبُولكَ في فَرِيقِ المُونْتَاج، فَمُبَارَكٌ لَكَ ولَنَا بإذْنِ الله أخِي الكَرِيم.

      فَقَط عَلَيْكَ انْتِظَار عَوْدَة الأُخْت الطامعة في عفو الله كي تُنَسِّق مَعَكَ العَمَل، حَيْثُ أنَّهَا كَغَالِبِيَّةِ الأعْضَاء مُتَغَيِّبَة بسَبَبِ رَمَضَان، والعَمَل أيْضًا مُتَوَقِّف لانْشِغَالِ النَّاس بالعِبَادَةِ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنْهُم، لِذَا، عَلَيْكَ الانْتِظَار حتى يَنْتَهِي الشَّهْر، أو رُبَّمَا تَدْخُل الأُخْت قَبْلَ ذَلِكَ، فَقَط لا تَجْعَل هذا الانْتِظَار يُقَلِّل مِنْ حَمَاسِكَ للعَمَل، فَلَقَدْ خَلَقَ اللهُ كُلَّ شَيْءٍ بقَدَر، ولَنْ يَحْدُثَ شَيْء قَبْلَ وَقْتِهِ، ويُمْكِنكَ في فَتْرَةِ الانْتِظَار هذه أنْ تَتَعَرَّف عَلَى مَشْرُوعَاتِ القِسْم، وكَذَا تَبْتَكِر لَنَا الأفْكَار والمُقْتَرَحَات قَدْرَ اسْتِطَاعَتكَ.

      وكُلُّ عَامٍ وأنْتَ بخَيْرٍ، وهَنِيئًا لَنَا ولَكَ الانْضِمَام للفَرِيقِ، ونَنْتَظِر مِنْكَ خَيْرًا إنْ شَاءَ الله.
      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

      تعليق


      • #93
        رد: بشري سارة ... أحلامك تتحقق وأمنياتك يسيرة معنا في فريق عمل المونتاج

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اريد الاشتراك معكم باذن الله
        ولكن ليس لدى خبرة فهل استطيع؟
        وجزاكم الله خير الجزاء
        [[ يا أيها الذِينَ آمنوا هل أَدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لّكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ]] اللهم إرحم أبي .

        تعليق


        • #94
          رد: بشري سارة ... أحلامك تتحقق وأمنياتك يسيرة معنا في فريق عمل المونتاج

          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
          الإخْوَةُ والأخَوَاتُ الكِرَامُ مَنْ سَألُوا عَنْ شُرُوطِ الاشْتِرَاك
          السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
          لا تُوجَد شُرُوط فَنِّيَّة للاشْتِرَاكِ ولا خِبْرَاتٍ سَابِقَةٍ، فَمَنْ كَانَت لَدَيْهِ خِبْرَات فَأهْلاً بِهِ، ومَنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ فَسَوْفَ يَدْخُل دَوْرَة تَدْرِيبِيَّة، المُهِمّ النِّيَّة والجِدِّيَّة.

          والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

          تعليق


          • #95
            رد: بشري سارة ... أحلامك تتحقق وأمنياتك يسيرة معنا في فريق عمل المونتاج

            هو بس طلب عند عرض الفتاوي اولها ان لا نقتصر علي ابن العثيمين وابن باز يعني الازهريين معدموش
            فهناك فضيلة الدكتور عبد الله سمك وفتاويه تتسم بالوسطية و اليسر واقرب للشعب المصري
            لكن الملاحظ علي الموقع انه توجه يميل للوهابيين
            كمان عند عرض فتوي عن النقاب او اي موضوع نرجو عرض جميع الاراء من مع ومن ضد حتي يتبين
            عامة الناس الذين لم تتوفر لهم الدراسة الازهرية مثلي ان يكونوا علي دراية بكل ما قيل في هذا الشأن
            كمان نرجو ايضا ان نري فتاوي الشيخ يوسف القرضاوي ورغم اعتراض البعض علي فتوي او اتنين من فتاويه الا انني اجد له راي سديد جزاه الله كل خير عاوزين تغير في اسلوب المنتدي
            يعني مش عاوزيين يبقي للمنتدي توجه فكري وهابي فليس كل مصر وهابيين انا اصلا كمان بعترض علي المسميات وهابيين سلفيين لانها بتفرق المسلميين عاوزين الشعار يبقي كلنا مسلميين كلنا نتبع سنة رسول الله اما الشعارات لا توحد وانما تفرق وبدليل نلاقي مثلا بعض الاخوات في اساميها تكتب سلفية وافتخر
            وهنلاقي اخواني وافتخر الكلام ده كله من شأنه التفريق
            وربنا يوفقكم في اخطر مهمة هتقوموا بيها

            تعليق


            • #96
              رد: بشري سارة ... أحلامك تتحقق وأمنياتك يسيرة معنا في فريق عمل المونتاج

              بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
              الأُخْتُ الفَاضِلَةُ / زهور على الدرب
              السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
              بِدَايًة نَشْكُرُ لَكُم النَّصِيحَة، فهي إنْ كَانَت وَاجِبَة عَلَيْكُمْ تِجَاه إخْوَانكُم المُسْلِمِينَ لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: للهِ ولكِتَابِهِ ولرَسُولِهِ ولأئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعَامَّتِهِم ]، فَشُكْرُهَا وَاجِبٌ عَلَى إخْوَانِكُم المُسْلِمِينَ تِجَاهكُم، مِصْدَاقًا لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاس لَمْ يَشْكُرِ الله ]، فَجَزَاكُم اللهُ عَنَّا خَيْرًا، والآن مَعَ تَفْصِيلِ مَا جَاءَ في مُشَارَكَتِكُم:
              قَوْلُكُم (هو بس طلب عند عرض الفتاوي اولها ان لا نقتصر علي ابن العثيمين وابن باز يعني الازهريين معدموش).
              أقُولُ بإذْنِ الله:
              أوَّلاً: مَا دَلِيلكُم عَلَى أنَّ الفَتَاوَى تَقْتَصِر عَلَى الشَّيْخَيْنِ ابْن عُثَيْمِين وابْن بَاز فَقَط؟


              ثَانِيًا: حتى وإنْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فِعْلاً، فَمَا العَيْبُ في إتِّبَاعِ شُيُوخٍ عُلَمَاءٍ شَهِدَ لَهُم العَالَم الإسْلاَمِيّ كُلّه بالفَضْلِ والعِلْمِ والثِّقَةِ والعَدْلِ والاتِّبَاعِ الحَقّ الصَّحِيحِ لكِتَابِ الله وسُنَّةِ رَسُولِهِ؟


              ثَالِثًا: المَوْقِعُ والمُنْتَدَى بِهِ مِنَ الفَتَاوَى المَكْتُوبَة والمَسْمُوعَة والمَرْئِيَّة، والدُّرُوس والكُتُب والمُؤَلَّفَات لشُيُوخٍ كُثُر يَزِيدُونَ عَنِ الأرْبَعمَائَة شَيْخ، ومِنْهُم الأزَاهِرَة، ولَيْسَ العَيْب في الشَّمْسِ إذا سَطَعَت ولَمْ تَرَهَا العَيْن.


              رَابِعًا: نِسْبَةُ الأزَاهِرَة الَّذِينَ يَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ في القَنَوَاتِ المَرْئِيَّة نِسْبَة قَلِيلَة مُقَارَنَة ببَقِيَّةِ العُلَمَاء، كَمَا أنَّهُ لَيْسَت كُلّ بَرَامِجهم فَتَاوَى، وكَثْرَة عَدَد الشُّيُوخ غَيْر الأزَاهِرَة لا يَعْنِي التَّمْيِيز والتَّفْضِيل لَهُم عَلَى الأزَاهِرَةِ، ولَيْسَ مِنَ المَنْطِقِ أنْ نَحْجُبَ عَنِ النَّاسِ خَيْر وعِلْم هَؤُلاَء العُلَمَاء رَغْبَةً في إظْهَارِ الأزَاهِرَة أو انْتِظَارًا لتَوَاجُدِهِم بشَكْلٍ أكْبَر، فَمَنْ يَخْرُج مِنَ الأزَاهِرَة ويَتَكَلَّم بِمَا يُوَافِق الكِتَاب وصَحِيحِ السُّنَّة فَأهْلاً بِهِ، وإنْ لَمْ يَخْرُج أحَد، فَالعَمَل قَائِم عَلَى مَنْ هُمْ مُتَوَاجِدُونَ، ولا عَيْبَ في ذَلِكَ لا عُرْفًا ولا شَرْعًا ولا عَقْلاً.
              أمَّا قَوْلكُم (فهناك فضيلة الدكتور عبد الله سمك وفتاويه تتسم بالوسطية واليسر واقرب للشعب المصري).
              أقُولُ بإذْنِ الله: لَنْ أتَكَلَّمَ عَنِ الدُّكْتُورِ عَبْد الله سَمَك، لأنَّ مِنْ أدَبِ العَامِّيّ وطَالِب العِلْم وحتى العَالِم أنَّهُ (لا يُقَيِّم العَالِم إلاَّ مَنْ هُوَ أعْلَم مِنْهُ)، ولَيْسَ كُلّ مَنْ قَرَأ كَلِمَة هُنَا وسَمعَ شُبْهَة هُنَاك يُجَوِّزُ لنَفْسِهِ أنْ يَنْتَقِدَ عَالِمًا أو طَائِفَةً مِنَ العُلَمَاءِ، فهذا مِنْ سُوءِ الأدَب وصَرِيحِ الجَهْل والجَهَالَة، عَافَانَا الله وأعَاذَنَا وإيَّاكُم مِنْ ذَلِكَ، ولَكِنِّي سَأتَكَلَّمُ عَنْ نُقْطَةِ وَسَطِيَّة الفَتَاوَى ومُقَارَبَتهَا للشَّعْبِ المِصْرِيّ مِنْ أيِّ شَيْخٍ كَانَ، فَأقُولُ:
              أوَّلاً:الوَسَطِيَّة: لا تَعْنِي أنْ يَقُولَ الشَّيْخ مَا يَهْوَاهُ النَّاس ويَرْضَوْنَ بِهِ عَنْهُ ويُحِبُّونَهُ لأجْلِه، لا تَعْنِي أنْ يَقُولَ مَا يُخْرِج الدِّين عَنْ مَضْمُونِهِ ومُرَاد الله فِيهِ بحُجَّةِ التَّيْسِير عَلَى النَّاسِ، لا تَعْنِي أنْ يفْتِي بِمَا يُنَاسِب المُسْتَفْتِي حتى وإنْ حَرَّمَ لَهُ الحَلاَل أو أحَلَّ لَهُ الحَرَام، هذه لَيْسَت وَسَطِيَّة، هذا تَدْلِيس وخِيَانَة وتَضْلِيل، وهذا للأسَفِ هُوَ المَعْنَى الَّذِي يُرِيدُهُ عَامَّةُ العَامَّة، لأنَّ مِنَ العَامَّةِ مَنْ يَفْهَم بفِطْرَتِهِ حَقِيقَة الوَسَطِيَّة، والعَامَّة هُنَا أقْصِدُ بِهِم مِنْ أوَّلِ أجْهَل جَاهِل وحتى أعْلَم عَالِم لَمْ يَنْفَعهُ عِلْمُهُ في فَهْمِ حَقِيقَة دِين الله عَلَى مُرَادِ الله، وأنْقِلُ لَكُم تَعْرِيف الوَسَطِيَّة مِنْ أقْوَالِ مَنْ سَبَقُونَا (ولَمْ يَكُونُوا سَلَفِيِّينَ ولا وَهَّابِيِّينَ):
              السُّؤَال: أهْلُ الصَّلاَحِ يَتَحَدَّثُونَ عَنِ (الوَسَطِيَّةِ في الدِّين)، والعَلْمَانِيُّونَ يَتَحَدَّثُونَ عَنِ (الوَسَطِيَّةِ في الدِّين)، بَلْ حتى الكَافِرُ يَتَحَدَّثُ عَنِ (الوَسَطِيَّةِ في الدِّين)، فَمَا الوَسَطِيَّة في الدِّينِ؟
              الجَوَابُ:
              الحَمْدُ للهِ؛؛
              شَاعَ في زَمَانِنَا هذا جُمْلَة (الإسْلاَمُ دِينُ الوَسَطِيَّة)، وهي كَلِمَةٌ حَقٌّ، لَهَا أدِلَّتهَا مِنَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ وأقْوَالِ أهْل العِلْم، لكِنَّنَا وَجَدْنَا في الوَقْتِ نَفْسه مَنْ أسَاءَ اسْتِعْمَالهَا وأرَادَ تَمْرِير (التَّمْيِيع) للأحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ مِنْ خِلاَلِهَا، وذَهَبَ إلى الثَّوَابِتِ الشَّرْعِيَّة ليَهُزّ قَوَاعِدهَا انْطِلاقًا مِنْ تِلْكَ الجُمْلَة ومِنْ فَهْمِهِ المَغْلُوط لَهَا، فَصَارَ لتِلْكَ الجُمْلَة الآن اسْتِعْمَالاَن، أحَدُهُمَا حَقٌّ والآخَرُ بَاطِلٌ:
              أ. أمَّا الاسْتِعْمَالُ الحَقُّ لَهَا: فَلَهُ مَا يُؤَيِّدهُ مِنَ القُرْآنِ والسُّنَّةِ وأقْوَالِ أهْل العِلْم مِنْ أهْلِ السُّنَّة، وقَدْ جَاءَ في القُرْآنِ بأنَّ هذه الأُمَّة (أُمَّة الوَسَط)، والمَقْصُود بِهَا الخيَار والعُدُول، وهُمُ الَّذِينَ يَكُونُونَ بَيْنَ طَرَفَيّ النَّقِيض، قَالَ تَعَالَى [ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ]، قَالَ الإمَامُ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ [ وأرَى أنَّ اللهَ تَعَاَلَى ذِكْره إنَّمَا وَصَفَهُم بأنَّهُم (وَسَط) لتَوَسُّطِهِم في الدِّين، فَلاَ هُمْ أهْل غُلوٍّ فِيهِ، َغُلوَّ النَّصَارَى الَّذِينَ غَلَوْا بالتَّرَهُّب، وقَوْلهم في عِيسَى مَا قَالُوا فِيهِ، ولا هُمْ أهْلُ تَقْصِير فِيهِ، تَقْصِيرَ اليَهُود الَّذِينَ بَدَّلُوا كِتَابَ الله، وقَتَلُوا أنْبِيَاءَهُم، وكَذَبُوا عَلَى رَبِّهِم، وكَفَرُوا بِهِ، ولكِنَّهُم أهْل تَوَسُّط، واعْتِدَال فِيهِ، فَوَصَفُهم الله بذَلِكَ، إذْ كَانَ أحَبَّ الأُمُور إلى الله أوْسَطُها ] تَفْسِير الطَّبَرِي (3/142)، وقَالَ ابْنُ القَيِّم رَحِمَهُ الله مُؤَكِّدًا هذا المَعْنَى [ فَدِين الله بَيْنَ الغَالِي فِيهِ، والجَافِي عَنْهُ، وخَيْر النَّاس: النَّمَط الأوْسَط، الَّذِينَ ارْتَفَعُوا عَنْ تَقْصِيرِ المُفَرِّطِينَ، ولَمْ يَلْحَقُوا بغُلُوِّ المُعْتَدِينَ، وقَدْ جَعَلَ الله سُبْحَانَهُ هذه الأُمَّة وَسَطًا، وهي الخيَار، العَدْل؛ لتَوَسُّطِهَا بَيْنَ الطَّرَفَيْن المَذْمُومَيْن، والعَدْل هُوَ: الوَسَط بَيْنَ طَرَفَيّ الجُور والتَّفْرِيط، والآفَات إنَّمَا تَتَطَرَّق إلى الأطْرَاف والأوْسَاط مَحْمِيَّة بأطْرَافِهَا، فَخيَارِ الأُمُور أوْسَاطهَا، قَالَ الشَّاعِر: كَانَت هِيَ الوَسَط المَحْمِيّ فَاكْتَنَفَت .. .. .. بِهَا الحَوَادِث حتى أصْبَحَت طَرَفَا ] إغَاثَة اللَّهْفَان (1/182)، ومِمَّا يُؤَكِّد هذا المَعْنَى مِنَ الأمْثِلَةِ في الشَّرْعِ الحَكِيم المُطَهَّر:
              1) دُعَاء المُسْلِمِين في سُورَةِ الفَاتِحَة [ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ 7 ] وهذا الدُّعَاء يُكَرِّرهُ المُسْلِم دَائِمًا في الصَّلاَةِ وغَيْرِهَا، وفِيهِ سُؤَال الله تَعَالَى أنْ يَهْدِيَهُ طَرِيق المُنْعَم عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ، وأنْ يُجَنِّبَهُ طَرِيق المَغْضُوب عَلَيْهِم مِنَ اليَهُودِ الَّذِينَ ضَلُّوا عَلَى عِلْمٍ، ومِنْ طَرِيقِ النَّصَارَى الَّذِينَ ضَلُّوا بجَهْلِهِم.


              2) لا يُؤْخَذ في الزَّكَاةِ كَرِيم المَال ولا رَدِيئه، وقَدْ أوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُعَاذَ بْن جَبَل رَضِيَ اللهُ عَنْه لَمَّا بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ بقَوْلِهِ [ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمُ، قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ الله مُعَدِّدًا فَوَائِد الحَدِيث [ وفِيهِ: أنَّهُ يَحْرُم عَلَى السَّاعِي أخْذ كَرَائِم المَال في أدَاءِ الزَّكَاة، بَلْ يَأخُذ الوَسَط، ويَحْرُم عَلَى رَبِّ المَال إخْرَاج شَرّ المَال ] شَرْحُ صَحِيحِ مُسْلِم للنَّوَوِيُّ (1/197).


              3) وفي الإنْفَاقِ قَالَ تَعَالَى [ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ]، قَالَ ابْنُ كَثِير رَحِمَهُ الله [ أي: لَيْسُوا بمُبَذِّرِينَ في إنْفَاقِهِم فَيَصْرِفُونَ فَوْقَ الحَاجَة، ولا بُخَلاَء عَلَى أهْلِيهِم فَيُقَصِّرُونَ في حَقِّهِم فَلاَ يَكْفُونَهُم، بَلْ عَدْلاً خيَارًا، وخَيْر الأُمُور أوْسَطهَا، لا هذا ولا هذا، (وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) كَمَا قَالَ (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) ] تَفْسِير ابْن كَثِير (6/123، 124).


              ب. وأمَّا الاسْتِعْمَال البَاطِل لجُمْلَةِ (الإسْلام دِينُ الوَسَطِيَّة): فَهُوَ مَا يَدْعُو إلَيْهِ بَعْضُ الكُتَّاب والدُّعَاة مِنَ الوُقُوفِ في الوَسَطِ بَيْنَ كُلّ مُتَنَاقِضَيْنِ، وعَدَم اتِّخَاذ المَوْقِف الشَّرْعِي الَّذِي يُوجِبهُ عَلَيْهِ دِينه، فَهُوَ يَقِف مَثَلاً بَيْنَ السُّنَّةِ والبِدْعَةِ، فَلا يَرْفُض البِدْعَة بإطْلاَقٍ ولا يَقْبَل السُّنَّة بإطْلاَقٍ، وفي حُكْمِ الرِّدَّة يُحَاوِل التَّوَسُّط، فَلاَ يَقْبَل الاسْتِتَابَة والقَتْل فِيهَا ولا يَسْمَح بِهَا بإطْلاَقٍ، وهُوَ لا يَرْفُض التَّصَوُّف بإطْلاَقٍ؛ بَلْ يُوهِم نَفْسهُ بأنَّهُ مِنْ أهْلِ العَدْل حِينَ لا يَحْكُم عَلَيْهَا بأنَّهَا مِنْ فِرَقِ الضَّلاَل والهَلاَك، وقُلْ مِثْل هذا في الفِرَقِ الضَّالَّة، بَلْ تَعَدَّى ذَلِكَ إلى الكُفْرِ والإسْلاَمِ، ولهذا تَجِد هَؤُلاَء هُمْ عُمْدَة الحِوَارَات التي تُعْقَد للتَّقْرِيبِ بَيْنَ التَّوْحِيدِ والشِّرْكِ - كَمَا هُوَ الحَال في التَّقْرِيبِ بَيْنَ السُّنَّة والشِّيعَة، والإسْلاَمِ والكُفْرِ، وكَمَا هُوَ الحَال في التَّقْرِيبِ بَيْنَ الإسْلاَمِ والنَّصْرَانِيَّةِ واليَهُودِيَّةِ -، فَلاَ الإسْلاَم والسُّنَّة نَصَرُوا، ولا البِدْعَة والكُفْر كَسَرُوا، وعَاشُوا عَلَى تَمْيِيعِ دينهم والتَّنَازُلِ عَنْ ثَوَابِتِهِ مِنْ أجْلِ أنْ تُلَمَّع صُورَتهم في الإعْلاَمِ أنَّهُم مِنْ (دُعَاةِ الوَسَطِيَّة) فَيُحَصِّلُوا مَكَاسِب دُنْيَوِيَّة لا تَنْفَعهُم عِنْدَ رَبِّهِم، بَلْ تَضُرّهُم، وقَدْ خَذَلَ اللهُ بَعْض رُمُوزهم فَمُنِعَ مِنْ دُخُولِ بَعْض دُوَل الكُفْر، مَعَ أنَّهُ مِنْ أبْرَزِ مَنْ أُطْلِقَ عَلَيْهم (إخْوَة)، بَلْ ووَصَفَ نَصَارَى بَلَده بأنَّهُم (شُهَدَاء)، ولَطَالَمَا مَيَّعَ دينه بفَتَاوَى يَزْعُم أنَّهَا (تَيْسِيرِيَّة) و(وَسَطِيَّة)، فَمَا نَفَعَهُ هذا في دُنْيَاه؛ وصَدَقَ الله العَظِيم [ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ].


              ويَنْبَغِي أنْ يَعْلَمَ هَؤُلاَء وغَيْرهم: أنَّ الوَسَطَ والتَّوَسُّطَ لَيْسَ هُوَ أنْ يَقِفَ المُسْلِم وَسَط الطَّرِيق بَيْنَ كُلّ مُتَنَاقِضَيْن، بَلْ هُوَ أنْ يَلْتَزِمَ شَرْع الله تَعَالَى في مَوْقِفِهِ، وأنْ يَحْكُمَ عَلَى الشَّيْءِ بِمَا يَسْتَحِقّهُ مِمَّا جَاءَ في الكِتَابِ والسُّنَّة، والوَسَطِيَّة هي التَّوَسُّط بَيْنَ أمْرَيْن كِلاَهمَا خَطَأ وضَلاَل في الأصْلِ، وأمَّا مَنْ يَسْتَعْمِلهَا عَلَى غَيْرِ وَجْهِهَا فَهُوَ يَقِف في وَسَطِ الطَّرِيق مُطْلَقًا، ولَوْ كَانَ أحَد الجَانِبَيْن فِيهِ التَّوْحِيد والسُّنَّة؛ فهذا بَاطِل، قَالَ أبُو المُظَفَّر السَّمْعَانِي رَحِمَهُ الله [ والقَوْل بَيْنَ القَوْلَيْنِ إنَّمَا يُسْتَحَبُّ اخْتِيَاره، وسُلُوك طَرِيق بَيْنَ الغَالِي والمُقَصِّر إنَّمَا يَكُون أوْلَى إذا أمْكَنَ تَمْشِيَته؛ فَأمَّا إذا لَمْ يُمْكِن تَمْشِيَته فَلاَ ] قَوَاطِع الأدِلَّة في أُصُولِ الفِقْه (5/256).


              ومِنْ أجْلِ الذَّبّ عَنِ الشَّيْخِ ابْن عُثَيْمِين، نُورِدُ قَوْله في المَسْألَةِ كي يَعْرِفهُ مَنْ لا يَعْرِفهُ، فَلَقَدْ سُئِلَ الشَّيْخ العَلاَّمَة مُحَمَّد بْن صَالِح العُثَيْمِين رَحِمَهُ الله (مَا المُرَاد بالتَّوَسُّطِ في الدِّين أو الوَسَطِيَّة؟) فَأجَابَ [ التَّوَسُّطُ في الدِّينِ أو الوَسَطِيَّة: أنْ يَكُون الإنْسَان بَيْنَ الغَالِي والجَافِي، وهذا يَدْخُل في الأُمُورِ العِلْميَّةِ العَقْدِيَّةِ، وفي الأُمُورِ العَمَلِيَّةِ التَّعَبُّدِيَّةِ، فَمَثَلاً: في الأُمُورِ العَقْديَّةِ انْقَسَمَ النَّاس فِيمَا يَتَعَلَّق بأسْمَاءِ الله وصِفَاتِهِ إلى ثَلاَثَةِ أقْسَام: طَرَفَان ووَسَط، طَرْفٌ غَلاَ في التَّنْزِيهِ فَنَفَى عَنِ الله مَا سَمَّى ووَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، وقِسْمٌ غَلاَ في الإثْبَاتِ فَأثْبَتَ للهِ مَا أثْبَتَهُ الله لنَفْسِهِ مِنَ الأسْمَاءِ والصِّفَاتِ لَكِنْ باعْتِقَادِ المُمَاثَلَة، وقِسْمٌ وَسَطٌ أثْبَتَ للهِ تَعَالَى مَا أثْبَتَهُ لنَفْسِهِ مِنَ الأسْمَاءِ والصِّفَاتِ لَكِنْ بدُونِ اعْتِقَادِ المُمَاثَلَة، بَلْ باعْتِقَادِ المُخَالَفَة، وأنَّ الله تَعَالَى لا يُمَاثِلهُ شَيْء مِنْ مَخْلُوقَاتِه، هذا في العَقِيدَة، كَذَلِكَ أيْضًا في الأعْمَالِ البَدَنِيَّة: مِنَ النَّاسِ مَنْ يَغْلُو فَيُزِيد ويُشَدِّد عَلَى نَفْسِهِ، ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَهَاوَن ويُفَرِّط فَيُضَيِّع شَيْئًا كَثِيرًا، وخَيْر الأُمُور الوَسَط، والوَسَط الضَّابِط فِيهِ: مَا جَاءَت بِهِ الشَّرِيعَة فَهُوَ وَسَط، ومَا خَالَفَ الشَّرِيعَة فَلَيْسَ بوَسَطٍ، بَلْ هُوَ مَائِل إمَّا للإفْرَاطِ وإمَّا إلى التَّفْرِيط، وقَدْ ذَكَرَ شَيْخ الإسْلام رَحِمَهُ الله في (العَقِيدَة الوَاسطِيَّة) خَمْسَة أُصُول بَيَّنَ فِيهَا أنَّ أهْلَ السُّنَّة فِيهَا وَسَطٌ بَيْنَ طَوَائِف المُبْتَدِعَة، فَيَا حَبَّذَا لَوْ أنَّ السَّائِل رَجَعَ إلَيْهَا لِمَا فِيهَا مِنَ الفَائِدَة ] فَتَاوَى نُورٌ عَلَى الدَّرْبِ (شَرِيط 226، وَجْه ب). انْتَهَى

              هذه هي الوَسَطِيَّة التي شَرَعَهَا الله لا التي يُرِيدُهَا النَّاس بجَهْلِهِم، والعَجَبُ العُجَابُ أنَّنَا نَجِد مَنْ لا يُحْسِن الوُضُوء وتَمْتَلِئ صَلاَته بالأخْطَاء يُجَادِل في أُمُورٍ مِنْ أهَمِّ أُمُورِ العَقِيدَة بلِسَانِ أعْلَم العُلَمَاء، بَلْ ويَتَطَاوَل عَلَى العُلَمَاء ويُسِيء إلَيْهم ويُصَدِّق فِيهم الشُّبُهَات ويُرَدِّدهَا كَالبَّبَغَاء، فَسُبْحَانَ الله، أيْنَ ذَهَبَت العُقُول.

              هذه هي الوَسَطِيَّة التي شَرَعَهَا الله، تَطْبِيق حُدُود وأحْكَام وشَرَائِع الله عَلَى مُرَادِ الله لا عَلَى مُرَادِ النَّاس، ولا وَسَطِيَّة غَيْرهَا، فَإنْ كَانَت هي التي يَتَكَلَّم بِهَا أيّ شَيْخ حتى لَوْ كَانَ مُبْتَدِئًا، فَأهْلاً بِهِ، وإنْ خَالَفَهَا أيّ شَيْخ حتى لَوْ كَانَ مِنْ أكَابِرِ العُلَمَاء، فَلاَ سَمْعَ لَهُ ولاَ طَاعَة، لأنَّ العِبْرَة بِمَا قَامَ عَلَيْهِ الدَّلِيل لا بقَوْلِ أحَدٍ مِنَّا، ولأنَّهُ لا طَاعَة لمَخْلُوقٍ في مَعْصِيَةِ الخَالِقِ، وأيّ مَعْصِيَة أكْبَر مِنْ تَبْدِيلِ كَلاَم الله وإخْرَاجِهِ عَنْ مَعْنَاه وتَفْرِيغِهِ مِنْ مَضْمُونِهِ.

              ثَانِيًا:مُقَارَبَةُ الفَتَاوَى للشَّعْبِ المِصْرِيّ: إنِ اتَّفَقْنَا عَلَى مَعْنَى الوَسَطِيَّة، عَرَفْنَا بيَقِينٍ أنَّ هذه الجُمْلَة لا تَصِحّ، لأنَّ الفَتْوَى لإرْضَاءِ الله ومُوَافَقَةً لدِينِهِ، لا لإرْضَاءِ الشَّعْب ومُوَافَقَةً لهَوَاه، فَالمُفْتِي يُفْتِي بشَرْعِ الله، لا يَهُمّنَا مَنْ يُعْجَب بالفَتْوَى مِمَّنْ يَغْضَب، ولَوْ كَانَ الأمْرُ كَذَلِكَ لأمَرَنَا الله أنْ نُفْتِي بكُلِّ مَا يُرْضِي الأعْدَاء لنَنَال رِضَاهُم ونَحْذَر شُرُورهُم، وحتى لَوْ كَانَ الله أمَرَنَا بذَلِكَ وفَعَلْنَا، لَكَانَ فِعْلنَا إرْضَاءً الله ومُوَافَقَةً لدِينِهِ.


              أمَّا إذا كَانَ المَقْصُود بمُقَارَبَةِ الفَتْوَى للشَّعْبِ أي فَهْم الظُّرُوف قَبْلَ الإفْتَاء، فهذه تَقَع عَلَى المُسْتَفْتِي نَفْسه، فَيُمْكِن أنْ يَسْتَفْتِي عَالِمًا في آخِرِ بِلاَد العَالَم، ويَشْرَح لَهُ الظُّرُوف فَيُفْتِيهِ بالصَّوَاب، ويُمْكِن أنْ يَسْتَفْتِي عَالِمًا في نَفْسِ شَارِعِهِ ولا يَشْرَح لَهُ الظُّرُوف فَيُفْتِيهِ بالخَطَأ، وهذا مَا يُعْرَف بتَضْلِيلِ المُفْتِي، والإثْم في هذه الحَالَة لا يَكُون عَلَى المُفْتِي، لأنَّهُ أفْتَى بنَاءً عَلَى مَا قِيلَ لَهُ، وعَلَى ذَلِكَ فَأيْضًا الجُمْلَة لا تَصِحّ، لأنَّ الأمْرَ نِسْبِيّ لا يُحْصَر لا في شَخْصٍ ولا في مَكَانٍ، ولَكِنْ يُحْكَم بضَوَابِطِ الاسْتِفْتَاء والإفْتَاء، أيًّا مَنْ كَانَ الشَّخْص وأيْنَمَا كَانَ.


              أمَّا إذا كَانَ المَقْصُود بالجُمْلَةِ هُوَ أُسْلُوب الخِطَاب، فَالوَاقِع يُثْبِت أنَّ الغَالِبِيَّةَ العُظْمَةَ تَتَقَبَّل الأُسْلُوب المَوْجُود مُنْذُ أنْ ظَهَرَ، وتَزْدَاد النِّسْبَة يَوْمًا عَنْ آخَرٍ، وعَلَى اخْتِلاَفِ المُسْتَوَيَات الثَّقَافِيَّة والعُمْرِيَّة، وأنَّ القِلَّة فَقَط هُمْ مَنْ يَتَذَرَّعُونَ بهذه الحُجَّة، لا لعَيْبٍ في الأُسْلُوبِ، ولَكِنْ عَلَى طَرِيقَةِ (لَمْ يَجِدُوا في الوَرْدِ عَيْبٌ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أحْمَر الخَدَّيْن).
              أمَّا قَوْلكُم (لكن الملاحظ علي الموقع انه توجه يميلللوهابيين).
              فَأقُولُ بإذْنِ الله:
              أوَّلاً: القَاعِدَةُ تَقُولُ بأنَّ البَيِّنَةَ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وهذا يُلْزِمُكُم بإثْبَاتِ مَا تَقُولُونَ بالدَّلِيلِ القَاطِعِ لا بمُجَرَّدِ كَلِمَاتٍ مُرْسَلَةٍ أو تَكَهُّنَاتٍ.


              ثَانِيًا: اشْرَحُوا لَنَا مَا هي الوَهَّابِيَّة، وإنْ خَلَصْتُم في النِّهَايَةِ إلى أنَّهَا فِكْرٌ سَلِيمٌ يُوَافِقُ كِتَاب الله وسُنَّةِ رَسُولِهِ، فَقَدْ ألْزَمْتُم أنْفُسَكُم باتِّبَاعِهَا قَبْلنَا، لأنَّ اللهَ تَعَالَى أمَرَنَا باتِّبَاعِ الحَقّ مَعَ مَنْ كَانَ وإنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، أمَّا إذا أثْبَتُّم أنَّهَا فِكْرٌ فَاسِدٌ يُخَالِفُ شَرْعَ الله، وَجَبَ عَلَيْنَا اتِّبَاعكُم ورَفْضهَا، ولِكَيّ يَتِمّ هذا أو ذَاكَ لاَبُدَّ وأنْ يَكُونَ الكَلاَم عَلَى عِلْمٍ وبأدِلَّةٍ لا بمُجَرَّدِ الاسْتِحْسَان الشَّخْصِيّ والشُّبُهَات.
              أمَّا قَوْلكُم (كمان عند عرض فتوي عن النقاب او اي موضوع نرجو عرض جميع الاراء من مع ومن ضد حتي يتبين عامة الناس الذين لم تتوفر لهم الدراسة الازهرية مثلي ان يكونوا علي درايةبكل ما قيل في هذا الشأن).
              أقُولُ بإذْنِ الله: لا أعْلَمُ عَالِمًا مِنْ العُلَمَاءِ المُعْتَبَرِينَ سَوَاء في الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ أو الوَهَّابِيَّةِ أو غَيْرهم مِمَّنْ تَكَلَّمُوا في أمْرِ النِّقَاب إلاَّ وقَالَ أدِلَّة مَنْ اسْتَحَبُّوا النِّقَابَ قَبْلَ أنْ يَقُولَ بأدِلَّةِ مَنْ قَالُوا بوُجُوبِهِ، وعَلَيْكُم مُرَاجَعَة مَرْئِيَّاتهم ودُرُوسهم وسَتَجِدُونَ مَا أقُولُ، أمَّا كَوْن بَعْض الأعْضَاء يَكْتُب في مَوْضُوعِهِ شَيْئًا عَنِ النِّقَاب، فهذا شأنه، يَكْتُب مَا يَرَاهُ مُنَاسِبًا لمَوْضُوعِهِ، ولَيْسَ كُلّ مَوْضُوع تَنَاوَلَ أمْر النِّقَاب لَزِمَ فِيهِ بَيَان أدِلَّة وُجُوبه أو اسْتِحْبَابه، فَالمَوْضُوعَات التي تَتَكَلَّم مَثَلاً عَنِ الأخْطَاءِ التي تَقَع فِيهَا المُنْتَقِبَات لا تَحْتَاج لهذا التَّأصِيل في حُكْمِ النِّقَاب، لأنَّهَا أصْلاً تُخَاطِب مُنْتَقِبَات، وهَكَذَا، وأيْضًا لَيْسَ كُلّ عُضْو مُؤَهَّل لأنْ يَأتِي بالأدِلَّةِ ويُفَصِّلهَا ويُؤَصِّلهَا في مَوْضُوعِهِ، وبَدَلاً مِنِ اسْتِنْكَارِ الأمْر عَلَى الأعْضَاء أو مُطَالَبَتِهِم كَافَّة بِهِ، يُمْكِن السُّؤَال عَنْ أفْضَلِ مَوْضُوعٍ تَكَلَّمَ في حُكْمِ النِّقَاب لقِرَاءَتِهِ، ثُمَّ إبْدَاء مَا تُرِيدُونَ مِنْ تَوْجِيهَاتٍ أو انْتِقَادَاتٍ.
              أمَّا قَوْلكُم (كمان نرجو ايضا ان نري فتاوي الشيخ يوسف القرضاوي ورغم اعتراض البعض علي فتوي او اتنين من فتاويه الا انني اجد له راي سديد جزاه الله كل خير عاوزين تغير في اسلوب المنتدي).
              فَأقُولُ بإذْنِ الله:
              أمَّا الدُّكْتُور القَرَضَاوِيّ: فَالاعْتِرَاضَات عَلَيْهِ لَيْسَت في فَتْوَى أو اثْنَتَيْنِ كَمَا تَفَضَّلْتُم، بَلْ في أُمُورٍ كَثِيرَةٍ جِدًّا وَصَلَ الأمْرُ فِيهَا إلى حَدِّ تَألِيف الكُتُب للرَّدِّ عَلَى أخْطَائِهِ مِنْ كَثْرَتِهَا، وقَوْلكُم هذا سَوَاء كَانَ عَنْ عِلْمٍ بالأمْرِ أو عَنْ عَدَم عِلْمٍ، فَهُوَ يُثْبِت أنَّ المُحَرِّكَ الأسَاسِيّ في الحُكْمِ هُوَ الاسْتِحْسَان الشَّخْصِيّ لا صِحَّة الدَّلِيل، والإسْلاَم لا يُحْكَم بالهَوَى، ومَنْ يَحْكُمُونَ بالاسْتِحْسَانِ الشَّخْصِيّ يَكُونُ السَّبَبُ الأوَّلُ هُوَ عَدَم عِلْمهم بِمَا يُقَال، فَيَأخُذُونَ أيّ كَلاَم يُقَال عَلَى أنَّهُ مِنْ صَحِيحِ الدِّين لمُجَرَّدِ ذِكْر الآيَات والأحَادِيث في سِيَاقِ الكَلاَم واللَّعِب مَعَهُم بطَرِيقَةِ المَنْطِق وأسْلُوبِ أهْل الكَلاَم، والسَّبَبُ الثَّانِي هُوَ مُوَافَقَة مَا يُقَال لأهْوَائِهِم، وسَوَاء هذا أو ذاك، فَكِلاَهمَا أسْبَاب تَجْعَل القَائِل بِهَا في عِدَادِ العَامَّة الَّذِينَ لا يُقْبَل مِنْهُم رَأي حتى لَوْ كَانَ هذا القَائِل يَحْمِل مِنَ الشَّهَادَاتِ أعْلاَهَا ولَوْ في الدِّينِ نَفْسِه.


              أمَّا تَغْيِير أُسْلُوب المُنْتَدَى: فهذا يَرْجِع إلى إجَابَةِ السُّؤَال التَّالِي: هَلِ المُنْتَدَى عَلَى بَاطِلٍ؟ إنْ قُلْتُم نَعَم، فَعَلَيْكُم الإثْبَات، وإنْ أثْبَتُّم اتَّبَعْنَاكُم، وإنْ لَمْ تُثْبِتُوا لَزمَكُم الصَّمْت، وإنْ أحْبَبْتُم اتَّبَعْتُم وإنْ لَمْ تُحِبُّوا لَمْ تَتَّبِعُوا، أمَّا إنْ أجَبْتُم بأنَّ المُنْتَدَى عَلَى حَقٍّ، فَلاَ مَعْنَى إذا للمُطَالَبَةِ بهذا التَّغْيِير، اللَّهُمَّ إلاَّ إذا كَانَ التَّغْيِير نَحْوَ الأفْضَل، وهُنَا يَجِب إثْبَات أنَّ مَا تَدْعُونَ إلَيْهِ هُوَ الأفْضَل، فَإنْ أثْبَتُّم اتَّبَعْنَاكُم، أعْرِفُ أنَّكُم قَدْ تَقُولُونَ (كُلّ شَيْء يَقُول: هاتوا إثْبَات – عَلَيْكُم بالدَّلِيل)، وهذا لَيْسَ قَوْلِي، إنَّمَا هُوَ شَرْع الله الَّذِي أمَرَنَا بعَدَمِ الكَلاَم إلاَّ بدَلِيلٍ صَحِيحٍ للبُعْدِ عَنِ الأهْوَاءِ التي تُفْسِدُ الأرْضَ بمَنْ عَلَيْهَا، فَالمَسْألَة لَيْسَت مُجَرَّد كَلاَم يُقَال، بَلْ هُوَ قَوْلٌ وعَمَلٌ لاَبُدَّ لَهُ مِنْ أدِلَّةٍ صَحِيحَةٍ ليُؤْخَذ بِهِ أو يُعْرَض عَنْهُ، والخُلاَصَة: لَيْسَ مِنْ حَقِّ أيّ إنْسَان أنْ يَقُولَ في دِينِ الله مَا شَاءَ وَقْتَمَا شَاءَ، بَلْ عَلَيْهِ أنْ يَتَكَلَّم وِفْقَ الضَّوَابِط التي شَرَعَهَا الله، وإلاَّ يُرَدُّ كَلاَمه عَلَيْهِ.

              أمَّا قَوْلكُم (يعني مش عاوزيين يبقي للمنتدي توجه فكري وهابي فليس كل مصر وهابيين).
              فَأقُولُ بإذْنِ الله: سَبَقَ الكَلاَم عَنْ نُقْطَةِ الوَهَّابِيَّة، ولَكِنْ هُنَا أسَألُ: عَلَى مَنْ يَعُود ضَمِير المُتَكَلِّم في كَلِمَة (مش عاوزيين)؟ هَلْ هُوَ بصِيغَةِ التَّفْخِيم والتَّعْظِيم فَيَعُود عَلَيْكُم وَحْدكُم؟ أمْ أنَّهُ نِيَابَةً عَنْ عَدَدٍ مِنَ الأعْضَاءِ لَهُم نَفْس المَطْلَب؟ إنْ كَانَت الإجَابَة هي الأُولَى: فَلاَ أعْتَقِد أنَّ مُنْتَدَى يَضُمّ الآلاَف سَيُغَيِّر مِنْ سِيَاسَتِهِ لرَغْبَةِ فَرْدٍ وَاحِدٍ فَقَط، إنْ كَانَت صَحِيحَة سَيَأخُذُهَا في اعْتِبَارِهِ، وإنْ كَانَت غَيْر صَحِيحَة فَلاَ اعْتِبَارَ لَهَا حتى لَوْ كَانَت رَغْبَة كُلّ أعْضَاء المُنْتَدَى، أمَّا إذا كَانَت الإجَابَة هي الثَّانِيَة: فَيَا لَيْتَكُمْ تُخْبِرُونَا بأسْمَاءِ هَؤُلاَء الأعْضَاء ليَتَكَلَّم كُلّ شَخْص عَنْ نَفْسِهِ فنَعْرِفهُم ونَعْرِف آرَاءَهُم ونُنَاقِشُهُم مِثْلَمَا نُنَاقِشُكُم الآن.

              أمَّا قَوْلكُم (انا اصلا كمان بعترض علي المسميات وهابيين سلفيين لانها بتفرق المسلميين عاوزين الشعار يبقي كلنا مسلميين كلنا نتبع سنة رسول الله اما الشعارات لا توحد وانما تفرقوبدليل نلاقي مثلا بعض الاخوات في اساميها تكتب سلفية وافتخر وهنلاقي اخواني وافتخر الكلام ده كله من شأنه التفريق).
              فَأقُولُ بإذْنِ الله:
              أوَّلاً مَسْألَة المُسَمَّيَات: هُنَاكَ فَرْق بَيْنَ اخَتِلاَف الأسْمَاء واخْتِلاَف العَقِيدَة، فَالمُهَاجِرِينَ والأنْصَار اخْتَلَفُوا في الأسْمَاءِ ولَمْ يَخْتَلِفُوا في العَقِيدَةِ، والشَّافِعِيَّة والحَنَابِلَة والمَالِكِيَّة والأحْنَاف اخْتَلَفُوا في الأسْمَاء ولَمْ يَخْتَلِفُوا في العَقِيدَةِ، والسَّلَفِيَّة والوَهَّابِيَّة والإخْوَان اخْتَلَفُوا في الأسْمَاءِ ولَمْ يَخْتَلِفُوا في العَقِيدَةِ، وهذه الأسْمَاء جَائِزَة ولا تُفَرِّق بَيْنَ النَّاس ولا تُفَرِّق الدِّين، وإنَّمَا هي للتَّمْيِيزِ، والانْتِسَاب إلَيْهَا والتَّسَمِّي بِهَا جَائِز مَا لَمْ يَكُنْ تَعَصُّبًا بالبَاطِلِ، أمَّا الأسْمَاء التي تَخْتَلِف وتَخْتَلِف مَعَهَا العَقِيدَة والتي تُفَرِّق بَيْنَ النَّاس وفي الدِّينِ، فهي كَالشِّيعَة والسُّنَّة، والصُّوفِيَّة والسُّنَّة، رَغْمَ أنَّ بِدَايَة هذه الأسْمَاء كَانَت للتَّمْيِيزِ أيْضًا، إلاَّ أنَّهُ بتَغْيِيرِ العَقِيدَة لَدَيْهم أصْبَحَ الانْتِسَاب إلى الاسْمِ نَفْسه مُحَرَّم، لأنَّهُ يَصْحَبهُ إقْرَار واتِّبَاع للعَقِيدَةِ التي تُخَالِف عَقِيدَة أهْل السُّنَّة والجَمَاعَة، وبالتَّالِي تَكُون هذه هي الأسْمَاء التي تُفَرِّق بَيْنَ النَّاس وتُفَرِّق في الدِّينِ، لا بسَبَبِ الاسْم نَفْسه، ولَكِنْ بسَبَبِ تَغَيُّر العَقِيدَة، أمَّا الفِرَق التي تَنْتَهِج نَفْس النَّهْج ولَكِنْ تَخْتَلِف في الأسْمَاءِ أو آلِيَّات العَمَل فَلَيْسَت مُفْتَرِقَة في الدِّينِ، لأنَّهَا كُلّهَا في النِّهَايَةِ تَتَّبِع عَقِيدَة أهْل السُّنَّة والجَمَاعَة، وإنَّمَا اخْتَارَت كُلّ فِئَة لنَفْسِهَا اسْمًا مُمَيِّزًا.

              أمَّا التَّفْرِقَة بَيْنَ الوَهَّابِيِّينَ والسَّلَفِيِّينَ: فهي مِنْ أظْهَرِ الأدِلَّة عَلَى أنَّ المُتَكَلِّمَ بهذا الكَلاَم يَجْهَل مَا هي الوَهَّابِيَّة ومَا هي السَّلَفِيَّة، لدَرَجَةِ أنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، في حِينِ أنَّ بَيْنَهُمَا تَشَابُه إلى حَدِّ التَّطَابُق، وهذا إنْ دَلَّ فَإنَّهُ يَدُلّ عَلَى أنَّ القَائِل بهذا الكَلاَم يُرَدِّد دُونَ مَعْرِفَة لا الأُصُول ولا الفُرُوع ولا حتى أطْرَاف المَوْضُوع الَّذِي يَتَحَدَّث عَنْهُ، ولَقَدْ سُئِلَ الشَّيْخ العَلاَّمَة ابْن جِبْرِين رَحِمَهُ الله (ماذا تَقُولُ لأُولَئِكَ الَّذِينَ لا يُوَافِقُونَ ولا يَعْتَرِفُونَ - لأيِّ سَبَبٍ كَانَ - بالعُلَمَاءِ المُعَاصِرِينَ مِنْ أمْثَالِ الشَّيْخ العُثَيْمِين والشَّيْخَيْن ابْن بَاز والألْبَانِيّ رَحِمَهُم الله؟ البَعْضُ يَقُولُونَ عَنْهُم أنَّهُم مِنَ الوَهَّابِيِّينَ، ويَقُولُونَ أنَّهُم يَتَّبِعُونَ طَائِفَة جَدِيدَة بَدَلاً عَنِ الدِّينِ الإسْلاَمِيّ العَامّ الَّذِي اتَّبَعَهُ غَالِبِيَّة العُلَمَاء في السَّابِقِ) فَأجَابَ رَحِمَهُ الله [ الوَاجِبُ عَلَى المُسْلِمِ أنْ يَقْبَلَ تَعَالِيم الإسْلاَم ويَعْمَل بِهَا، فَمَتَى سَمِعَ بقَوْلٍ أو عَمَلٍ يَكُون دَلِيلُهُ مِنَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ فَعَلَيْهِ أنْ يَقْبَلَهُ وأنْ يُقَدِّمَهُ عَلَى مَا سِوَاه، وأنْ يعْرِضَ أقْوَال النَّاس عَلَى الأدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ، ويَأخُذ مِنْهَا مَا وَافَقَ الدَّلِيل، وقَدْ عُلِمَ أنَّ الشَّيْخَ مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب رَحِمَهُ الله كَانَت دَعْوَتهُ إلى التَّوْحِيدِ، وألَّفَ في ذَلِكَ كِتَابه المَشْهُور الَّذِي هُوَ كِتَاب التَّوْحِيد، واقْتَصَرَ فِيهِ عَلَى الأدِلَّةِ الوَاضِحَةِ مِنَ الآيَاتِ القُرْآنِيَّةِ والأحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ الصَّحِيحَةِ، وشَرَحَهُ حَفِيده عَبْد الرَّحْمَن بْن حَسَن، وغَيْره مِنَ العُلَمَاء، ولهذا لَمْ يَقْدِر أحَد مِنْ خُصَمَائِهِ أنْ يَرُدَّ عَلَى هذا الكِتَاب، ولا أنْ يُبْطِلَ أدِلَّته، وإنَّمَا جَمَعُوا أكَاذِيب عَلَيْهِ واعْتَقَدُوا صِحَّتهَا، فَلِذَلِكَ اعْتَقَدُوا أنَّهُ عَلَى ضَلاَلَةٍ وألْحَقُوا بِهِ عُلَمَاء المُسْلِمِينَ كَالشَّيْخِ ابْن بَاز والشَّيْخ الألْبَانِيّ رَحِمَهُمَا الله، ومَعْلُومٌ أنَّ المَشَايخ المَذْكُورِينَ لَمْ يَخْرُجُوا عَنِ القَوْلِ الصَّحِيحِ في الاعْتِقَادِ والعَمَل، وأنَّهُم عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَة والتَّابِعِينَ والأئِمَّة الأرْبَعَة وأصْحَاب الكُتُب السِّتَّة وغَيْرهم،. أمَّا الَّذِينَ لا يَعْتَرِفُونَ بِهِم فَإنَّمَا ذَلِكَ لجَهْلٍ أو تَقْلِِيدٍ، أو حَسَدٍ أو عِنَادٍ أو اتِّبَاعٍ للأهْوَاءِ، أو تَمَسُّكٍ بالعَادَاتِ والتَّقَالِيدِ والبِدَعِ والمُنْكَرَاتِ المُخَالِفَةِ للدَّلِيلِ، وقَدْ رَدَّ عَلَيْهم العُلَمَاء المُتَقَدِّمُونَ والمُتَأخِّرُونَ، فَيَجِب اتِّبَاع الدَّلِيل وتَقْدِيمه عَلَى قَوْلِ كُلّ أحَد ].

              أمَّا التَّفْرِقَة بَيْنَ السَّلَفِيِّينَ والمُسْلِمِينَ: فَفِيهِ إيِحَاءٌ بأنَّ السَّلَفِيَّة عَلَى غَيْرِ الإسْلاَم، وهذا غَيْر صَحِيح، لأنَّ أهْلَ السُّنَّة والسَّلَفِيَّة إطْلاَقَان مُتَرَادِفَان، هُم المُسْتَمْسِكُونَ باتِّبَاعِ كِتَاب الله وسُنَّة نَبِيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، والمُتَابِعُونَ لهَدْي السَّلَف الصَّالِح في أقْوَالِهِم وأفْعَالِهِم وأحْوَالِهِم كَمَا أمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؛ وهذا مِنْ أُصُولِ الخِلاَف بَيْنَهُم وبَيْنَ غَيْرِهِم مِنَ الطَّوَائِفِ، أعْنِي أنْ يُصَدِّرُونَ في كُلِّ شَيْءٍ عَنْ نَصِّ الكِتَاب والسُّنَّة أوَّلاً، لاسِيَّمَا في مَسَائِلِ الاعْتِقَاد، ويُرَاعُونَ طَرِيق السَّلَف الصَّالِح في ذَلِكَ كُلّه، ويُقَدِّمُونَ ذَلِكَ كُلّه عَلَى نَتَائِجِ أفْكَار العُقُول ومَا تَقُوله الفَلْسَفَات البَشَرِيَّة فِيمَا لَيْسَ مِنْ طَاقَةِ البَشَر مِنْ أُمُورِ الغَيْب، وعَلَى ذَلِكَ فَالسَّلَفِيَّة هي نَفْسهَا أهْل السُّنَّة هي نَفْسهَا المُسْلِم المُتَّبِع لكِتَابِ الله وسُنَّة رَسُولِهِ بفَهْمِ الصَّحَابَة والتَّابِعِينَ والأئِمَّة ومَنْ تَبِعَهُم بإحْسَانٍ، ولا تَفْرِقَة بَيْنَهُم مِنْ أيِّ جَانِبٍ.

              أمَّا الافْتِخَار بالاسْمِ: فَحُقَّ لِمَنْ يَتَّبِع الصَّحِيح أنْ يَفْتَخِرَ بِهِ، ولا يُعَابُ عَلَيْهِ إلاَّ إذا ثَبَتَ اتِّبَاعه لبَاطِلٍ سَوَاء افْتَخَرَ بِهِ أو لَمْ يَفْتَخِر، وإذا افْتَخَرَ بِهِ يَكُون النَّهْي أشَدّ، أو عِنْدَ تَعَصُّبه لهذا الصَّحِيح تَعَصُّبًا مَذْمُومًا، أمَّا الافْتِخَار بِهِ عَلَى الوَجْهِ المَحْمُود فَلاَ شَيْء فِيهِ، لأنَّهُ في الأصْلِ افْتِخَار بصِحَّةِ المَنْهَج المُتَّبَع لا مُجَرَّد الاسْم فَقَط.
              هذا في عُجَالَةٍ مَا وَفَّقَنِي اللهُ إلَيْهِ، ولَوِ امْتَدَّ الكَلاَم والوَقْت لَكُنْتُ أصَّلْتُ لكُلِّ كَلِمَةٍ بأدِلَّةٍ مِنَ القُرْآنِ وصَحِيحِ السُّنَّة وأقْوَال العُلَمَاء المُعْتَبَرِينَ سَلَفًا وخَلَفًا، أدْعُو الله أنْ أكُونَ قَدْ وُفِّقْت في الرَّدِّ بِمَا يُرْضِيه عَنَّا ويَضَع الأُمُور في نِصَابِهَا، والحَمْدُ للهِ رَبّ العَالَمِينَ.

              وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
              والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

              تعليق


              • #97
                رد: بشري سارة ... أحلامك تتحقق وأمنياتك يسيرة معنا في فريق عمل المونتاج

                up

                إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ
                يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ

                تعليق

                يعمل...
                X